ocaml1.gif
حفل توقيع كتاب "نجاوى" - كلمة الأستاذ جورج غندور Print
Saturday, 19 June 2010 00:00
Share

كلمة مقدم الندوة الاستاذ جورج غندور
أصحابَ السيادةِ والمعالي والسعادة،
السيداتُ والسادةُ،
نجتمعُ في هذه الأمسية، بدعوةٍ كريمةٍ من الأكاديميةِ اللبنانية للفنونِ الجميلة في جامعة البلمند، حولَ المطران جورج (خضر)، في الذكرى الأربعينَ لأُسقفيتِه على جبلِ لبنان، وبمناسبةِ صدورِ كتابهِ الجديدِ "نجاوى".

يجيءُ المطران جورج من العِشقِ الإلهيّ يُترجمُه رعايةً أو كتابة. وتأتي رعايتُه وكتابتُه تعبيرًا عن الفرحِ الحقيقيِّ الذي، وإن لازمَ الألمَ، إلاّ أنّه يتجاوزُه إلى القيامة "حتى يغدُوَ الناسُ مُسحاءَ ويقومَ اللهُ ليحكُمَ الأرض".
فالمطران جورج الراعي، "لسانٌ ناريٌّ" لا ينفكُّ يحُضُّ المؤمنينَ إلى الخروجِ إلى القيامةِ والإقامةِ في الفصح. وهو "موعظةٌ من فمِ السيدِ" تدعوْنا إلى الانتقالِ منَ العالمِ إلى الحبِّ الإلهيّ. إنه "موقفٌ نبويٌّ"، يُذكّرُنا بأنّ الكلمةَ القديمةَ تتجددُ أزليتُها ويَكشفُ لنا مطارحَ السجودِ للإلهِ الحيّ.
والمطران جورج الكاتبُ، قلبٌ مجروحٌ بحبِّ السماء، ونشيدٌ يتمتِمُ طراوةَ الربِ ولطفِه، وكلماتٌ تمدُّ المسيحَ حتى أعماقِ الدنيا، ودعاءٌ موصولٌ يُرَجِّعُ الحبَّ الإلهيَّ نجاوًى وشعرًا إلهيًا لمن قال "عِشقَهُ دمًا مُراقًا إلى أبدِ الآباد".
وفي كتاباتِهِ والرعايةِ يُكملُ المطرانُ عملَ اللهِ وينقُلُنا إلى اليومِ الثامنِ حيثُ تَحلوْ الإقامةُ وتَطيبُ النجوى.
في هذه الأمسية، يُفرحُنا أن نحتفلَ بصدورِ كتابِ المطران جورج الجديدِ "نجاوى"، وهو كتابٌ فريدٌ ومختلفٌ عمّا سبقَهُ من كتبٍ صدرتْ للمؤلّف، لأنه يجمعُ في طياتِهِ أَدعيةً للسيد، وصلواتٍ وتسابيحَ من وحيِ الأعياد، وتأملاتٍ في وجوهٍ بارّةٍ أَحَبَّها المطران، وأشعارًا وتقاسيمَ عن وجوهٍ أو أحداثٍ أو أماكنَ طَبعَتِ المطرانَ أو حرّكتْهُ. معظمُ هذه النصوصِ مسجَّلٌ بصوتِ المطرانِ ويتضمّنُها قرصٌ مدمجٌ يرافقُ الكتاب. أما الأيقوناتُ المعاصرةُ المعروضةُ في هذه القاعة، فقد استوحاها الفنانُ الياسُ الزياتُ من وحيِ نصوصِ الكتاب ورسَمَها خِصّيصًا لتُزيّنَ صفحاتِه. وقد قامتِ السيدتانِ أُورور أبي نادر بعيني ومنى أبي ورده بدمجِها معَ النصوصِ بإخراجٍ فنيٍّ أنيقٍ للكتاب.
ويأتي "نجاوى"، الذي كُتبَ على مدى ستينَ عامًا، من رؤيةِ المطرانِ للمسيحِ وحدَه، هذه الرؤيةُ التي تهتُكُ الحجُبَ وتُقيمُ صاحبَها في السَكَرِ الصاحي. أولَيس هو القائل:
"ربِ حوّلْ قلبي إليكَ لئلا يَهوى ما عداك كلُّ رؤية نجوى همّي نجواك".
عن نجاوى المطران جورج التي ساهمَتِ الأكاديميةُ اللبنانيةُ للفنونِ الجميلة بإصدارِهِ، والتي نجتمعُ لتقديمِها بدعوةٍ كريمةٍ من عميدِها المهندسِ أندريه بخعازي مشكورًا، يحدّثُنا في هذه الأمسيةِ ثلاثةُ وجوهٍ رائدةٍ في عالمِ الأدبِ والثقافةِ والفلسفةِ واللاهوتِ والكلام. وهي وجوهٌ عرفَتِ المطرانَ وأَحبَّتْهُ، عنَيتُ بهِمِ الدكتورَ ناصيف قزّي وسماحةَ السيدِ هاني فحص والدكتورَ أسعد قطّان.

كلمة الختام مع مقدم الندوة الاستاذ جورج غندور
سيدي،
يا من التهبتْ فيه النارُ الإلهيةُ فسكبَها كلماتٍ حيةً محييةً أشعلتْ أنطاكيةَ واستنارَ بها الكثيرون. يا من حوّلَ ترابيّةَ اللغةِ بشائرَ ضوءٍ. يا رسول الكلمة ورجلَ النهضةِ. يَسُرُّني، في الذكرى الأربعينَ لأسقفيتِكَ، أنْ أُعلنَ عن إنشاءِ موقعٍ على الإنترنت باسمِكَ، يتضمّنُ كلَّ ما كتبتَ وقلتَ وعلّمتَ خلالَ العقودِ المنصرمة. هذا الموقعُ (الذي يظهرُ أمامَنا على الشاشة) يتضمّنُ ما يزيدُ عن ثلاثةِ آلافِ نصٍّ، وسوف يكونُ متوفّرًا في مرحلةٍ أُولى باللغاتِ العربيةِ والفرنسيةِ والإنكليزية، على أملِ أن يتوفّرَ لاحقًا باللغاتِ الإسبانيةِ واليونانيةِ والروسيةِ وغيرِها منَ اللغاتِ، بحيثُ تنتشرُ الكلماتُ الناصعةُ والنبويّةُ والمحييةُ التي زرعْتَها ولمّا تزَلْ، لأنها لن تَعتُقَ ولو بعدَ ألفِ عام.
في الختام، اسمحوا لي بأن أُكررَ شكري للأكاديميةِ اللبنانيةِ للفنونِ الجميلة في جامعةِ البلمند، بشخصِ عميدِها المهندسِ أَندريه بخعازي، على مساهمتِها القيّمةِ في نشرِ الكتاب، وعلى إعدادِها المتميّزِ لهذه الأمسية، وللسادةِ المنتدينَ الذين أَضاؤُوا بما عندَهُم من علمٍ وحبٍّ على ما تضمَّنَهُ كتابُ "نجاوى" من عُمقٍ وغِنًى. والشكرُ ممدودٌ أيضًا إلى أصحابِ السيادةِ والمعالي والسعادةِ، وإلى أصدقاءِ المطرانِ ومحبّيهِ على مشاركتِهِم في هذه الأمسية.
يبقى أن المطران جورج كما يقول السيدُ هاني فحص هو "أفصحُ وأبلغُ من أيِّ نصٍّ يُكتبُ عنه وحتى من نصٍّ يكتبُهُ هو"، فإلى سنينَ عديدةٍ يا سيدُ مليئةٍ بالعافيةِ والعطاءِ والحُبّ.

Last Updated on Sunday, 27 June 2010 23:55