Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 42: الشهادة والأيقونة
العدد 42: الشهادة والأيقونة Print Email
Sunday, 14 October 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 14 تشرين الأول 2012 العدد 42   

أحد آباء المجمع المسكونيّ السابع

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الشهادة والأيقونة

“وأهل البدعة بعد الإنذار مرة وأُخرى فأَعرضْ عنه”. البدعة في اليونانية الهرطقة وهي الخروج عن الإيمان والإتيان بعقيدة مخالفة له مثلا أن تُنكر أُلوهية المسيح او الثالوث الأقدس أو كون السيد قام من بين الأموات. هكذا كان قديمًا. في تاريخ الهرطقات الكبرى الآريوسية (من صاحبها آريوس) هي اعتبار المسيح بشرًا فقط لا إلهًا.

 هذه تصدّى لها المجمع المسكونيّ الأول المعروف بالنيقاويّ من مدينة نيقية حيث اجتمع وسنّ القسم الكبير من قانون الإيمان (أُومن بإله واحد...). لقد انعقدت سبعة مجامع مسكونية، منها المجمع السابع الذي نقيم ذكراه اليوم. إيماننا الأرثوذكسي حدّدته هذه المجامع وسكبته فيصيَغ تُدعى عقائد.

العقيدة هي مجموعة العقائد التي أوضحتها المجامع السبعة او صاغتها بعبارات فسّرها الآباء (أثناسيوس الكبير، يوحنا الذهبيّ الفم، غريغوريوس اللاهوتي، باسيليوس الكبير). العقائد كما صيغت وتفسير الآباء لها هي إيماننا. يبقى الحفـاظ على هذا الإيمان عنـد كل واحد منا. اذا حافظ عليه، نسمّيه أرثوذكسيا اي مستقيم الرأي، غير منحرف الاعتقاد ويمجد الله تمجيدًا سليمًا في الخدمة الإلهية.

في هذا الأحد نقيم ذكرى المجمع السابع المنعقد في أواخر القرن الثامن وحدد إكرامنا للأيقونة وتبنّى ما قاله عنها القديس يوحنا الدمشقي حيث قال اننا لا نعبد الأيقونة ولأننا نُكرمها إكرامًا. والإكرام يعود الى الشخص المصوَّر عليها (السيد أو والدة الإله أو أحد القديسين). وإذا قبّلناها او انحنينا أمامها فهذا ليس سجودا بل تكريم.

نحن لا نعبد الخشبة او اللون او قطعة الفسيفساء، ولكنا نذهب بالعقل والقلب الى الرب يسوع او والدة الإله او القديس المرسوم، وشعورنا ان القديسين موجودون معنا في الكنيسة بروحهم وبرسومهم، وهكذا تتّحد كنيسة السماء وكنيسة الأرض، والبيت الذي توجد فيه أيقونة يحضر فيه صاحبها بإشراف الروح القدس. فهو يطلّ علينا بالأيقونة كما ينسكب في قلوبنا اذا كانت مطيعة له.

بالأيقونة يعيش في بيوتنا السيد له المجد ووالدة الإله والقديسون. بالأيقونة تصبح هذه البيوت مساكن للرب وأحبائه. الأيقونة تحفظنا اذا آمنّا بصاحبها. البيت المليء بها كنيسة. الجدران التي تحملها جدران كنيسة. فالكنيسة ممتدّة الى منازلنا بالقديسين الذين يُساكنوننا.

الأيقونة إشارة على أن السماء والأرض أصبحتا واحدة. اذا ملأت بيتك بالأيقونات تُظهر إيمانك الأرثوذكسي.

الرب يريد منك هذه الشهادة. عندنا شهادة الكلمة والعلامات التي تُظهرها مثل الأيقونات.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: تيطس 8:3- 15

يا ولدي تيطس، صادقة هي الكلمة وإياها أريد أن تُقرّر حتى يهتمّ الذين آمنوا بالله في الـقيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أما المباحثات الـهذيـانية والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسية فاجتنبها، فإنها غير نافعة وباطلة. ورجل البدعة، بعد الإنذار مرة وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالمًا أن من هو كذلك قد اعتسـف وهـو في الخطيئة يقـضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ اليك أرتيماس او تيخيكوس فبادرْ أن تأتيَني الى نيكوبولس لأني قـد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أما زيناسُ مُعلّم النامـوس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهبَيْن لئلا يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غيـر مثمرين. يُسلّم عليك جميعُ الذيـن معي. سلّم على الذين يُحبـّوننا في الإيمان. النعـمة معكم أجمعين.

الإنجيل: لوقا 5:8-16

قال الرب هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنه لم تكن له رطوبة. وبعضٌ سقط بين الشوك فـنـبـت الشـوك مـعـه فخـنـقـه. وبـعـضٌ سقـط فـي الأرض الصالحة فلـمّا نبـت أثمـر مئة ضعـف. فسأله تلاميـذه: ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكـوت الله. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلـمة مـن قلـوبهـم لئلا يـؤمنوا فيخلُصوا. والـذين على الصخر هم الذين يـسمـعــون الكلـمة ويـقبـلونـها بـفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنما يؤمنون الى حين وفـي وقت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغناهـا وملـذّاتـها، فلا يأتـون بثـمر.وأما الـذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن له أُذنان للسمع فليـسمع.

إنجيل القدّيس لوقا الرسول

القدّيس لوقا الإنجيليّ، الذي تعيّد الكنيسة تذكاره في الثامن عشر من شهر تشرين الأوّل، هو سوريّ من أنطاكيّة. كان طبيبًا مثقّفًا تبع القدّيس بولس الرسول حتّى استشهاده، وتوفّي في بيوثية (اليونان) عن عمر يناهز الثمانين. كتب لوقا بإلهام من الروح القدس الإنجيل الثالث في مناطق أخائية (اليونان)، إذ رأى ضرورة أن يعرض للمؤمنين الذين من أصل يونانيّ البشارة الحقيقيّة. وهو نفسه يعترف في فاتحة إنجيله بأن ثمّة أناجيل قد دوّنت قبل إنجيله: "إذ كان كثيرون قد أخذوا في ترتيب قصص الأمور المتيقّنة عندنا، كما سلّمها إلينا الذين كانوا معاينين منذ البدء وخادمين للكلمة، رأيت أنا أيضًا بعد أن أدركتُ جميع الأشياء من الأوّل أن أكتبها لك بحسب ترتيبها أيّها العزيز تاوفيلس".

تُجمع الشهادات الواصلة إلينا من كنائس سوريا وروما والإسكندريّة وإفريقيا الشماليّة على القول بأنّ لوقا الطبيب ورفيق بولس هو كاتب الإنجيل الثالث وكتاب "أعمال الرسل". وهذه الشهادات ترقى إلى الحقبة الأولى للمسيحيّة، وبعضها يتحدّث عن هذا الإنجيل بصفته "إنجيل بولس"، باعتبار أنّ لوقا قد رافق بولس في أسفاره ودوّن أخباره في "أعمال الرسل". وتُحدّثنا تلك الشهادات عن كونه أحد الرسل السبعين الوارد ذكرهم في الأناجيل، وأنّه أحد تلميذي عمواس اللذين شهدا لقيامة المسيح بعد قيامته من بين الأموات، وأنّه الرسّام الذي نقل إلينا أولى أيقونات القدّيسة مريم والدة الإله.

أولى تلك الشهادات وصلتنا من منتصف القرن الثاني حيث ورد في قانون موراتوري: "الإنجيل الثالث هو الكتاب بحسب لوقا الطبيب الذي رافق بولس بعد صعود المسيح". ويقول القدّيس إيريناوس أسقف ليون (+202) في كتابه الشهير "ضدّ الهرطقات": "لوقا، رفيق بولس، دوّن في كتاب الإنجيل الذي كان بولس يكرز به (...) ولوقا أهل للثقة بأن يقدّم لنا الإنجيل". وأكّد ترتليانُس (+220) أنّ "الكنائس الرسوليّة تقرأ في عباداتها إنجيل لوقا". أمّا إكليمنضُس الإسكندريّ (+216) فيتحدّث عن ارتباط لوقا ببولس، ومرقس ببطرس. ويقول أوريجانُس (+245) إنّ الإنجيل الثالث هو إنجيل لوقا الذي أمره بولس بأن يكتبه للوثنيّين.

تتعدّد الآراء في شأن السنة التي ألّف فيها لوقا إنجيله حيث تتراوح التقديرات ما بين عامَي 64 و95. فإيريناوس والقدّيس إيرونيمُس (+419) يقولان إنّ لوقا دوّن الإنجيل بعد استشهاد بولس، أي نحو العام 67. غير أنّ العلماء المختصّين بعلوم الكتاب المقدّس يختلفون في تحديد زمن التدوين، لكنّ الأرجح لدى معظمهم أنّ لوقا وضع إنجيله قبل القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ بزمن يسير، أي في الثمانينات من القرن الأوّل. ومن العلماء مَن يجعل التدوين في الفترة ذاتها التي دوّن فيها لوقا سفر "أعمال الرسل" أي قبل العام 67.

لا ريب في أنّ لوقا كتب إنجيله إلى أناس يعيشون خارج فلسطين، وهم تاليًا لا يعرفون عوائد موطن الربّ يسوع وطرق حياتهم. كما كتبه للمسيحيّين ذوي الأصول الوثنيّة، لذلك أغفل عددًا من الاستشهادات الكتابيّة. تكفي هنا المقابلة بين الموعظة على الجبل حيث يسوع هو موسى العهد الجديد (متّى 5 ـ 7) وموعظة السهل في إنجيل لوقا حيث يسوع المنفتح على الأمم الوثنيّة. ومثال على ذلك، ففيما يقول الربّ يسوع في الموعظة على الجبل: "سمعتم أنّه قيل: أَحببْ قريبك وأَبغض عدوّك. أمّا أنا فأقول لكم: أَحبّوا أعداءكم وصلّوا من أجل مُضطهديكم" (متّى 5: 43-44)، اكتفى لوقا بنقل هذا القول بالصيغة الآتية: "وأنتم أيّها السامعون، فاقول لكم: أَحبّوا أعداءكم، وأَحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا من أجل المُفترين الكذب عليكم" (6: 27-28).

حين نقرأ إنجيل القدّيس مرقس نرى أنّه قدّم لنا سرّ الإله الإنسان في شخص يسوع. وحاول القدّيس متّى، الذي توجّه بإنجيله إلى اليهود، أن يعرض لنا تفسيرًا ينطلق من الكتاب المقدّس في عهده القديم. لكنّ لوقا سعى إلى عرض تاريخيّ لأحداث الخلاص، وهو لا يكتفي بإيراد أحداث ووقائع من حياة يسوع، بل يفسّرها على ضوء القيامة. فلوقا آمن مع الجماعة المسيحيّة الأولى بأنّ المسيح قد قام من بين الأموات، فأسقط على أحداث حياة يسوع نور سرّ الصليب والقيامة، وهذا الأمر سيُسهم في تثبيت المسيحيّين المتمسّكين بإيمانهم وانتصارهم على الاضطهادات التي كابدوها.

إنجيل لوقا، على غرار أنـاجيـل متّى ومرقس ويوحنّا، ليس سيرة حياة عاديّة ليسوع كما يريدها العالم الحديث. فلوقا وزّع إنجيله آخذًا بالاعتبار مراجعه الموثوقة من أخبار الرسل بعامّة، وبولس بخاصّة، فكان "مؤرّخًا" يستعمل مقدّمة المؤرّخين وأساليبهم، وينقل بأمانة معلومات شهود العيان. لكنّه كان قبل كلّ شيء خادمًا للكلمة وناقلاً للبُشرى الإلهيّة والقصد الإلهيّ للبشر بالخلاص. لقد أراد تذكير قرّائه بمقتضيات التعاليم التي أوصى بها الربّ يسوع أتباعه. هو يذكّرنا، عبر إنجيله من الدفّة إلى الدفّة، أن نحمل صليبنا كلّ يوم، وأنّ الروح القدس يعمل فينا، وأنّ الروح الذي تُفيضه فينا البشارة هو أعظم عطايا الله للبشر.

القديس قُزما أسقف ميوما

فقد القديس قُزما أباه وأمّه وهو صغير فتبنّاه سرجيوس والد القديس يوحنا الدمشقي، وربّاه في دمشق مع ابنه يوحنا حيث تلقّيا ثقافة عالية على يد راهب من صقلية اسمه قُزما ايضًا. علّمهما كل ما يعرف فأتقنا اللغة والفلسفة والموسيقى وعلْم الفلك والرياضيات. ثم صار الإثنانراهبين في دير القديس سابا ليعيشا عمليا الفلسفة الحقيقية اي الصلاة والنسك.

بعد أن صار القديس يوحنا كاهنًا، أصرّ أعضاء المجمع المقدس لكنيسة اورشليم على قُزما ليَقبل أُسقفية ميوما، وهي أبرشية تابعة لكنيسة اورشليم. بقي هناك سنوات كثيرة يرعى بسلام أبناء الكنيسة ثم رقد بالرب. اشتهر القديس قُزما بالصلوات التي أَلّفها شعرًا بمناسبة الأعياد الكبيرة. وقد تمكّن من وضع مضمون العقيدة الأرثوذكسية في أناشيد صارت في متناول المؤمنين الذين يجتمعون في الكنائس ويسبّحون الله.

مكتبة رعيتي

صدر الجزء الثالث من كتاب “مواهبُ وموهوبون، مجموعة قصص واقعية من تجليات مواهب الروح القدس”. ترجمته من اليونانية الى العربية سميرة حموي عطيّة. يحتوي الكتاب على أكثر من مئة قصة قصيرة مرتبة حسب الفضائل المسيحية: المحبة، الطهارة، عدم القنية، إنكار الذات وضبط النفس، الإحسان، الصبر، التوبة، الوداعة، الحكمة، الطاعة. وطبـعـًا هنـاك قصص عـن الإيمـان والصلاة والـتـخـشـع.

القصص مأخوذة من أخبار القديسين وخبرات الرهبان مع قصص حصلت في حياة الكنيسة وتجلّت فيها الفضائل. يختار القارئ قصة تلفته، وقد يُتابع الى قصة أخرى. يبقى الكتاب عنده فيعود اليه من حين إلى آخر. عدد صفحات الكتاب 287، وثمن النسخة تسعة آلاف ليرة لبنانية. يُطلب من المكتبات الكنسيّة ومن الأديار.

من تعليمنا الأرثوذكسي: الزهد والتقشف

التلميذ: قال الكاهن في العظة انه علينا أن نعيش حياة مسيحية وصفَها بحياة الزهد والتقشف. تعجّبتُ من كلامه أليس النسك والزهد من صفات حياة الرهبان؟

المرشد: قبل الإجابة، دعني أقول لك أمرين: الأول أن لا فرق في المسيحية بين حياة الراهب وحياة من يعيش في العالم، كلاهما يسعيان الى الحياة الدائمة مع الله التي يسمّيها الإنجيل الحياة الأبدية. الأمر الثاني أن هذا السعي له طرق وأساليب نتعلّمها من الرب يسوع في الإنجيل ونعيشها في الكنيسة ونتدرّب عليها يومًا بعد يوم أعني الصلاة والتوبة والصوم والصدقة وكل سعي الى التواضع والمحبة وعيش الأسرار في الكنيسة.

التلميذ: أعرف كل هذا. لكن ما علاقته بالزهد والتقشف؟

المرشد: سبقتني بالسؤال. كنت سأشرح لك معنى الكلمة باليونانية وهي ASKISIS، ومعناها التدريب والتمرين وأيضًا الصراع او الجهاد. هذه تُرجمت الى العربية تقشّف، نسك، زهد... أنت تعرف أن كل من أراد أن يصل الى مستوى عال في دراسته او مهنته او في الرياضة او في الموسيقى يتدرّب كل يوم ويثابر على التدريب ويكون التدريب قاسيًا ومتعبًا. كلنا نعرف أنه علينا أن نخضع للتدريب المستمرّ إذا أردنا أن نصل الى نتيجة. هذا ما يُسمّى باليونانية ASKISIS التي صارت بالفرنسية  ascèse، ومنها ascète اي الناسك.

المرشد: ما علاقة هذا بالحياة المسيحية؟

المرشد: الحياة المسيحية هي هذا الجهاد اليوميّ والتدرّب على العيش كما علّمنا يسوع في الإنجيل. نحارب كل ما يُبعدنا عن الله وبالتالي عن الناس مثل قلّة المحبة، الطمع، الشراهة، الكبرياء، الغيرة، الكذب، الكسل، اليأس... كل هذه كلها يُسمّيها الآباء الأهواء. هذا هو العـدوّ. اما السلاح فهـو كمـا قـلتُ لـك الصلاة والتـواضع والتوبة والمحبة التي قال عنها الرسول بولس انها لا تسقط ابدًا. جرّبْها. هي أقوى سلاح. اما ساحة الحرب او مكان الجهاد فهي بالدرجة الأولى نفس كل واحد منا. يبدأ الجهاد بالإيمان وبالإرادة ويكتمل بالتدريب الدائم.

التلميذ: اذًا، يكفي أن نقرر ونبدأ بالتمرين كما في الرياضة...

المرشد: هذا جزء من الحياة الروحية، لكننا لا نتمكن من الاستمرار كل واحد بمفرده بدون النعمة التي تأتينا بالروح القدس. الحياة في الكنيسة هي الجو المناسب حيث نتغذّى من الروح القدس. قال احد اللاهوتيين المعاصرين ان كل عمل يصنعه الانسان، ولو كان عملا صالحًا، إن لم يصنعه باسم المسيح لا يوصله الى الخيرات القادمة والحياة الأبدية. كل صلوات الصوم تذكّرنا بأن أعمال الزهد والنسك قد تكون بلا نتيجة وحتى مُضرّة اذا صدرت عن إرادتنا الذاتية فقط. تذكّر مثل الفرّيسي والعشار. الحياة المسيحية الحقة هي الحياة في النعمة والجهاد اليومي، يعيشها الراهب والعلمانيّ على حدّ سواء.

المجمع المقدس

عقد المجمع الأنطاكي الارثوذكسي المقدس دورته العادية في دير سيدة البلمند من 2 الى 4 تشرين الأول 2012 برئاسة غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وحضور السادة مطارنة الأبرشيات. بحث المجمع الأوضاع العامة في البلاد وأوضاع الأبرشيات في الوطن والمهجر والعلاقات مع الكنائس الاخرى. في نهاية أعمال المجمع صدر بيان، إليكم ملخّصا لأهم ما جاء فيه:

توقّف آباء المجمع عند الأحداث التي تشهدها منطقتنا وما ينتج عنها من انعكاسات على المواطنين على اختلاف انتماءاتهم. وهم يضرعون الى الله كي يعود السلام والاطمئنان الى أوطاننا فتسود قيَم الحرية والعدالة والمساواة. وأكدوا أهمية الحضور المسيحي المشرقي، وأن المسيحيين المشرقيين مدعوون الى العمل من اجل إحلال السلام وحمل مسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية. كما أكد البيان أهمية الإعلام الديني، وهو مدعوّ الى بثّ قيَم المعرفة والحرية والانفتاح والتربية على قبول الآخر. ومن هذا المنطلق شجب الآباء الإساءات ضد الرموز والقيم الدينية.

Last Updated on Saturday, 06 October 2012 09:21
 
Banner