Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 43: إنجيل بولس
العدد 43: إنجيل بولس Print Email
Sunday, 21 October 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 21 تشرين الأول 2012 العدد 43   

عيد القديس إيلاريون الكبير

رَعيّـتي

كلمة الراعي

إنجيل بولس

كلمة إنجيل التي يستعملها بولس تعني مضمون البشارة التي بشّر بها. هي طبعًا لا تعني الأناجيل الأربعة التي لم تكن دُوّنت بعد. إنجيله ليس بحسب الإنسان، أي لم يكتبه إنسان، ولم يعلّمه إياه إنسان، وفي الواقع لم يشاهد رسولا من الاثني عشر او تابعا لهم قبل ان يعلّم.

 

يوضح هذا بقوله: “كنتُ أَضطهد كنيسة الله بإفراط وأُدمّرها”. هذا مؤكّد في سفْر أعمال الرسل عندما يتكلّم هذا السفْر عن اهتدائه. “أما شاول (اي بولس) فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على التلاميذ” (اعمال 1:9). قبل ظهور السيد له على طريق دمشق، كان اكثر من بقية اليهود “غيرةً على تقليدات آبائه”، والغيرة اليهوديّة جعلته يذهب الى اورشليم “ليسُوقهم موثقين الى اورشليم”.

في طريقه الى دمشق لإتمام هذه المهمة، دعاه الله بنعمته “ليُعلن ابنه فيّ لأُبشّر به بين الأمم”. كان المفروض عقـليّا أن يـصعـد الى اورشليـم ليـتّصل بالرسل الذين قبله. المهم عنده إدراكه أن الله أفرزه من جوف أُمّه كما أَفرز الأنبياء القدامى، اي جعله خصّيصه، فلما أدرك انه للرب ذهب الى ديار العرب. لفظة “العربية” التي يستعملها تعني هذا القسم من بلاد العرب القريب من دمشق ربما حوران او البتراء في الأردن اليوم.

لا يبدو أنه أقام طويلا في أي مكان لكونه كان يتوقّع اصطدامه بالسلطات المدنية التي كانت تريد قمع المسيحيين.

في ديار العرب (حوران) كان الحُكم لملك الأنباط المدعوّ الحارث الرابع. وإذ خشي بولس القمع مِن قَبل الحارث رجع الى دمشق. يقول: “بعد ثلاث سنين رجعتُ الى دمشق”. هل يحسب هذه السنين من بعد ظهور الرب له، أَم بعد رجوعه الى دمشق؟ لسنا نعلم على وجه الدقة.

بعد هذه التنقلات أَحسّ أنه لا بد له أن يصعد الى اورشليم حيث كان بطرس مقيمًا. واضح أن بطرس لم يكن قد رحل عن فلسطين الى البشارة، فمكث عنده خمسة عشر يوما.

لماذا اراد بولس لقاء بطرس ويعقوب أخي الرب؟ بطرس لأنه قائد الاثني عشر، ويعقوب لأنه من عائلة الرب. يعقوب هذا مذكور في مرقس 3:6. كان يعقوب مهمّا في كنيسة اورشليم، بل عرفه التقليد انه اول أُسقف عليها. هذا قد يعني ان يعقوب بقي في هذا المقام حتى رجْمِهِ مِن قبل رئيس الكهنة.

اللافت في هذا المقطع أن بولس يؤسس مهامّه ومسؤوليته الرسولية على اتصاله المباشر بالرب يسوع بمعنى أنه لم يستمدّ رسوليته من سلطانه التعليميّ لأن الجماعة الرسولية لم تُعيّنه ولكن الرب يسوع اختاره.

على هذا الاختيار يؤسس كل تعليمه، ويطلب الالتزام بهذا التعليم.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: غلاطية 11:1-19

يا إخوة، أُعلمكم أنّ الإنجيل الذي بَشّرتُ به ليس بحسب الإنسان لأنّي لم أَتسلّمه وأَتعلّمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح. فإنكم قد سمعتم بسيرتي قديما في ملّة اليهود أنّي كنتُ أَضطهدُ كنيسة الله بإفراط وأُدمّرها، وأَزيد تقدّما في ملّة اليهود على كثيرين من أَترابي في جنسي بكوني أَوفر منهم غيرةً على تقليدات آبائي. فلما ارتضى الله الذي أَفرزني من جوف أُمّي ودعاني بنعمته أن يُعلن ابنه فيّ لأُبشّر به بين الأُمم، لساعتي لم أُصغِ الى لحم ودم، ولا صعدتُ الى اورشليم الى الرسل الذين قبلي، بل انطلقتُ الى ديار العرب، وبعد ذلك رجعتُ الى دمشق. ثم إني بعد ثلاث سنين صعدتُ الى اورشليم لأَزور بطرس فأقمتُ عنده خمسة عشر يوما، ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب.

الانجيل: لوقا 27:8-39

في ذلك الزمان أتى يسوع الى كورة الجرجسيين فاستقبله رجل من المدينة به شياطين منذ زمان طويل ولم يكن يلبس ثوبا ولا يأوي الى بيت بل الى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاح وخرّ له بصوت عظيم: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي، أطلب اليك ألا تعذّبني. فإنه أمرَ الروح النجس أن يخرج من الانسان لأنّه كان قد اختطفه منذ زمان طويل وكان يُربَط بسلاسل ويُحبَس بقيود فيقطع الربُط ويُساق من الشيطان الى البراري فسأله يسوع قائلا: ما اسمك؟ فقال: لجيون، لأن شياطين كثيرين كانوا قد دخلوا فيه. وطلبوا اليه ألا يأمرهم بالذهاب الى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل. فطلبوا اليه أن يأذن لهم بالدخول اليها فـأذن لهـم. فـخـرج الشيـاطيـن مـن الانـسان ودخـلـوا في الخنازير. فوثب القطيع عن الجرف الى البحيرة فاختنق. فلما رأى الرعاة ما حدث هربوا فأخبروا في المدينة وفي الحقول، فخرجوا ليروا ما حدث وأتوا الى يسوع، فوجدوا الإنسان الذي خرجت منه الشياطين عند قدمي يسوع لابسًا صحيح العقل فخافوا. وأخبرهم الناظرون ايضا كيف أُبرئ المجنون. فسأله جميع جمهور كورة الجرجسيين أن ينصرف عنهم لأنه اعتراهم خوف عظيم. فدخل السفينة ورجع. فسأله الرجل الذي خرجت منه الشياطين أن يكون معه، فصرفـه يـسوع قائلا: ارجـع الى بيتك وحدّثْ بما صنع الله اليك. فذهب وهو ينادي في المدينة كلها بما صنع اليه يسوع.

أن نُتابع الإخوة

في سياق تحذيره المؤمنين في تسالونيكي من كلّ بِطالة وخلل، قال بولس: "وقد بَلَغَنا أنّ بينكم قومًا يسيرون سيرةً باطلة، ولا شغل لهم سوى أنّهم بكلّ شيء متشاغلون" (الرسالة الثانية 3: 11).

هذا سجّله بعد أن قدّم لهم نفسه مثالاً في حياة الخير الفاعلة. قال: "فنحن لم نسر بينكم سيرةً باطلة، ولا أكلنا الخبز من أحد مجّانًا، بل عملنا ليل نهار، لئلاّ نُثَقِّل على أحد منكم: لا لأنّه لم يكن لنا حقّ في ذلك، بل لأنّنا أردنا أن نجعل من أنفسنا قدوةً تقتدون بها" (الآيات 7- 9). وتبدو دوافعه إلى قوله الأوّل جليّة. ثمّة، في جماعة تسالونيكي، بعض أشخاص كانوا يستغلّون البشارة السارّة، أشخاص كسالى، عاطلين من العمل، حياتُهم لهوٌ، رأوا الكنيسة مصدر استرزاق! هذا جرحه، واضطرّه إلى توبيخهم علنًا.

قال: "بَلَغَنا". وهذه اللفظة تدلّ على أنّ غيابه الجسديّ عن الجماعات، التي بشّرها، لا يعني أنّه ليس حاضرًا بروحه (1كورنثوس 5: 3). العمل البشاريّ ليس هواية، بل يفترض متابعةً دائمة، سهرًا في الليل والنهار. لا يسترشد بولس بالمثل القائل: "قلْ كلمتَكَ، وامشِ"، بل يتجاوزه جهارًا.مَنْ يكلّمهم، يُرد خلاصهم. وهذا يلزمه أن يتبع الكلمات، التي ألقاها عليهم جماعاتٍ وفرادى، أن يتبعها في حضوره كما في غيابه. هل تُعطينا عبارة "بَلَغَنا" أن نتصوّر أنّ الرسول دسّ قومًا، في الجماعة، يراقبون أهلها في غيابه، ليفسدوا على كلّ مَنْ يرونه يخطئ فيها؟ يُعيبنا أن نطرح هذا السؤال الذي يُظهر الجماعات المسيحيّة أوكار جواسيس تفتقد المحبّة الحرّة والناضجة! ولكن، ما دمنا ذكرناه، فيجب أن نجيب عنه بثقةٍ: لا، لا! فهذه العبارة إنّما تدلّ على أنّ الرسول يعي تكليفَهُ. بَلَغَنا، أي أخبارُكم تهمّني كما حياتي. بَلَغَنا، أي بعض الإخوة، الذين يعرفون أنّني مؤتمن على خلاصكم، أرادوا لكم صحّة الحياة بإعلامي أموركم. بَلَغَنا، أي أنتم في بالي وفي قلبي. وبَلَغَنا، أي أنا حاضر في غيابي، كما في حضوري، لأرى مصير كلمة الله فيكم!

إلى مصير الكلمة، أَقلَقَه أنّ بعضهم لم يلاحظوا مصير الكلمة فيه، أي أَغلقوا عيونهم عنه كما لو أنّ ما عمله أمامهم يخصّه وحده! هل كان الرسول يتباهى بطاعته الكلمة؟ هذا، أيضًا، سؤال لا يليق بنا طرحه! فإنّ بولس علّم الكون أنّ ما من أحد فوق الكلمة. أين علّم هذا؟ بكلّ لفظة لفظها، بكلّ حركة تحرّكها، ودمعة ذرفها، وابتسامة علت ثغره، ولا سيّما بقوله الذي وجّهه إلى كنيسة أخرى، أي: "فنحن أيضًا نؤمن، ولذلك نتكلّم" (2كورنثوس 13:4). إنّه، بهذا القول التالي، يؤكّد أنّه يتلقّى الكلمة من فوق، أو يقرأ أوضاعه على ضوئها، ثمّ يشهد. يطيع، فيتكلّم. واختار، في كلامه مع التسالونيكيّين، تطبيقًا للكلمة، أنّه كان يعمل ليل نهار، لئلاّ يُثقِّل على أيّ إنسان منهم. هذا نهج تعرفه الجماعات المسيحيّة (1كورنثوس 4: 12). أقلقه، إذًا، أنّ بعضهم لم يتمثّلوا به. ماذا فعل، ليردّهم إلى الحقّ؟ "نبّه ذكرياتهم" (رومية 15: 15). ذكّرهم بأنّه يعمل، ليأكل. على أنّ حقّ الخادم أن يُطعَم (1كورنثوس 9: 7- 14)، "أجهدَ نفسه في العمل بيديه". قال. وربّما تساءل: من أين أتوا بأفكارهم؟ هل شعر بأنّهم يقتدُون بسواه، أي يردّدون ما يقوله آخرون؟ ربّما! هذا لا يمنع من أن يكونوا قد استغرقوا، هم أنفسهم، في تشويه ما استلموه ورأوه. قلق بولس. خاف عليهم، خاف ربّما من معلّمين آخرين، أو ربّما من أنفسهم. وصفعهم بأنّه معلّمهم. صفعهم بتذكيرهم أنّ شأنهم أن يستقُوا الطاعة من فمه ووجهه وكلّ ما ينبض فيه.

إن لم نكن أيقونة ما تعلّمناه، يكنْ كلّ ما نعمله تشاغلاً. لا أعتقد أنّ ثمّة توبيخًا، في العهد الجديد، ردًّا على شرّ البطالة، أقسى من قوله: "ولا شغل لهم سوى أنّهم بكلّ شيء متشاغلون". هذا، (لا بأس إن كرّرنا)، يؤكّد أنّه حاضر في دقائق حياتهم. ماذا أراد بوصفهم متشاغلين؟ أراد أنّهم يتجاوزون طاعة الحقّ بأمور لا يطلبها الحقّ. وماذا يطلب الحقّ؟ أن نمتنع عن أن نكذب عينًا بعين، أي عن أن "نسير سيرةً باطلةً"، أي أن نُوهم أنفسنا أنّ الله راضٍ عن فراغنا! هل رأى خطأهم، ورماهم من عينيه؟ لو فعل، لَمَا كان أصرّ على توبيخهم. وبّخهم إذًا، أي أرادهم أن يعودوا إلى خطّ خلاصهم. هذا شأن المعلّم. شأنه ألاّ يندهش بالطائعين اندهاشًا يُنسيه أنّه مسؤول عن كلّ مُصاب بخلل. شأنه أن يصرف حياته في سبيل مَنْ يحتاجون إليه، الآن. هذا دليل كامل على أنّه أُمّهم وأبوهم (1تسالونيكي 2: 8؛ 2كورنثوس 6: 13). المعلّم أمٌّ، أبٌ، أي إن شعر بأنّ أحد أولاده مريض، يترك الدنيا، ليقعد إليه وحده. لا تظهر الآيات، التي نطقها، أنّه بكى فيما كان يقولها. ولكنّنا نحبّ أن نعتقد أنّه بكى. ليس من أب حقيقيّ، في الكون، لا يُبكيه ضياع أولاده! ليس من أب حقيقيّ لا تعنيه رجعة أولاده. كلّ كلامه رجاء، ضياء، ليتركوا الزيف، ويعودوا إلى الحقّ. قسا! أجل، قسا! بعضالأورام يعوزها استئصال. قسا، استعمل مبضعه، جَرَحَ، إنّما ليشفي.

لا تستقيم الحياة الكنسيّة من دون أن نُتابع بعضُنا بعضًا. بولس استطاع أن يعرف خطأً تغلّل في ثنايا بعض قرّائه. وقاله. ووبّخ عليه. وربّما قيمة هذا التوبيخ أنّه قد أُطلق. هل شعر بأنّ مَنْ وبّخهم لمّا يفقدوا كلّ شيء؟ قيمة الإنسان أن يبقى قابلاً للإصلاح. أريد أن أعتقد أنّ أهلتسالونيكي، ولا سيّما مَنْ قصدهم بولس في توبيخه، كانوا لم يفقدوا طراوتهم كلّها. أن نخطئ، ليس هو كلّ شيء. فكلّ شيء، كلّ شيء، أن نعلو على كلمة النُصح. هذا برّنا أن نبقى نرتضي الإخوة متى تكرّموا علينا بالنصح!

القديس إيلاريون الكبير

وُلد القديس إيلاريون سنة 293 في قرية بالقرب من غزّة. أرسله والداه الوثنيان الى الإسكندرية ليُكمل علومه. هناك التقى المسيحيين واكتشف تعاليم الإنجيل وأَحبها. لما سمع بالقديس أنطونيوس الكبير، قصد الصحراء ليراه. ولما التقاه ورأى كيف يعيش، قرر أن يبقى بقربه مع بقية تلاميذه. لكن أنطونيوس قرر أن يبتعد عن الحشود الذين كانوا يقصدونه للتبرّك منه وبذا يمنعونه من الصلاة الدائمة، فتوجه الى الصحراء الداخلية بعد أن أرسل إيلاريون وبعض رفاقه ليُمارسوا النُسك قرب ميوما في غزّة. أخذ إيلاريون معلّمه أنطونيوس مثالا وابتدأ يُروّض جسده ويحارب تجارب الشيطان. كان يقضي يومه في الصلاة وترتيل المزامير والعمل الجسدي الشاقّ ولا يأكل الا قليلا بعد غروب الشمس. بقي سنوات على هذه الحال وكان يعرف الكتاب المقدس غيبًا ويتلو كل يوم مقاطع منه. استمر هكذا حتى تجاوز الستين من العمر وضعف جسده وشحّ بصره. كل هذه الأصوام والأسهـار والأتـعـاب والجـهـادات الخـارقـة أسـكـتـت فـي إيلاريون أهواء النفس والجسد، فنما في النعمة وانفتح قلبه على مُعاينة النور الإلهي. وقد منحه الله نعمة الشفاء لتعزية المؤمنين، وذاع صيته في كل فلسطين ومصر وسوريا، وتوافد الناس بكثرة اليه يطلبون صلواته وبركته والشفاء من أمراضهم. وبقي كثيرون معه رهبانًا يعيشون حياة النسك. صار إيلاريون في فلسطين بمنزلة معلّمه أنطونيوس في مصر. بقي على اتصال معه بالمراسلة وكان أنطونيوس يقول للمرضى الذين يقصدونه من فلسطين: لماذا تأتون من بعيد إليّ وعندكم ابني إيلاريون هناك؟

تكاثر الرهبان حوله كثيرا حتى بلغ عددهم نحو ألفي راهب وكلهم يعتبرون إيلاريون أبًا ومرشدًا. وكان إيلاريون يزور الرهبان الذين سكنوا الأديار مرةً كل سنة. لكن كل هذا كان يمنع إيلاريون من متابعة حياته، فقرر أن يبتعد، لكن الآلاف حاولوا أن يتبعوه، فرفض واختار أربعين تلميذا يمكنهم تحمّل مشقّات السفر طول النهار سيرا على الأقدام دون طعام. لما علم إيلاريون بوفاة القديس أنطونيوس، توجّه الى مصر ليزور كل الأمكنة التي عاش فيها أنطونيوس أبو الرهبان. بعد ذلك طلب إيلاريون الوحدة، لكن أينما ذهب، من الصحراء الى الاسكندرية، كان الناس يتبعونه وهو يصنع العجائب ويشفي المرضى.

خلال السنوات الثلاث لحكم الامبراطور يوليانوس الجاحد (360-363) الذي عاد الى الوثنية بعد أن كان مسيحيًا، تمّ تدمير دير إيلاريون قرب غزّة وتشتيت الرهبان، فقرر القديس أن يتوجه الى ليبيا ومنها الى جزيرة صقلية لأنه قال أن أحدا هناك لا يعرفه، لكن محبته للناس ألزمته بشفاء المرضى وطرد الشياطين هناك أيضًا، فصاروا يتوافدون اليه من كل صوب. ومن جديد غيّر مكانه الى دلماتيا (على شاطئ بحر الأدرياتيك، حاليا كرواتيا) حيث بشّر الوثنيين، ومنها الى قبرص. وحيثما حلّ كانت الجموع تُلاحقه، فالتجأ الى مغارة يتعذر الوصول اليها وأقام فيها خمس سنوات يزوره من وقت الى آخر تلميذه هيزيخيوس ويُزوّده بأخبار فلسطين. لما بلغ الثمانين، رقد هناك بسلام. بعد بعض الوقت، أخذ هيزيخيوس جسد القديس وعاد به الى الدير في ميوما ليكون بركة وتعزية للرهبان ولسائر المؤمنين. تعيّد له اليوم الكنيسة بأسرها شرقا وغربا.

دير السيّدة- كفتون

يوم الأحد الواقع فيه 7 تشرين الأول 2012، احتفل دير السيّدة- كفتون بعيد القدّيسَين سرجيوس (سركيس) وباخوس. أقام القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسَين سرجيوس وباخوس الأثريّة كلٌّ من كاهن الدّير الأب منيف (حمصي)، وكاهن رعيّة كفتون الأب بسّام (ناصيف) مع رعيّته، بحضور جمع من الزّائرين من مناطق شتّى. هذه أوّل مرّة يتمّ احتفال رسميّ بعيد شفيعَي الكنيسة بعد الانتهاء من ترميمها سنة 2009، علمًا بأنّ الدير أقام سهرانيّة للعيد مساء الجمعة في 5 تشرين الأوّل، رَئِسَها قدس الأرشمندريت بندلايمون (فرح)، رئيس دير السيّدة-حماطورة.

عـالـيـه

عُقد اجتماع الكهنة الشهريّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في مدينة عاليه، صباح السبت 29 أيلول الفائت. بعد القدّاس الإلهيّ برئاسة سيادة راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس، تحلّق الجميع حول الأب جورج (مسّوح) كاهن الرعيّة الذي عرض لموضوع "المواطَنة والذمّيّة في الفكر الإسلاميّ المعاصر"، مستنتجًا أنّ الفقه الإسلاميّ لم يتطوّر عمّا كان عليه الأمر في القديم، ودعا المسيحيّين إلى الثبات في ديارهم مهما كان نوع النظام الذي سيحيون في ظلّه. تلا ذلك مناقشة شيّقة، وانتهى الاجتماع بمائدة غداء.

معهد القديس يوحنا الدمشقي

يوم الجمعة في الخامس من تشرين الاول2012، احتفل معهد القديس يوحنا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند بتخريج الدفعة الأولى من طلاب برنامج “كلمة”، وهو برنامج الدراسة اللاهوتية عبر الإنترنت الذي يدوم ثلاث سنوات. بعد صلاة الغروب في كنيسة السيدة في الدير، انتقل الجميع الى قاعة الدير الكبرى حيث أنشد الطلاب التراتيل واستمعوا الى كلمة عميد المعهد الأسقف غطاس (هزيم). ثم وزّع العميد الشهادات على الخرّيجين، وعددهم 22، وقد أتوا من عدة بلدان. حضر الاحتفال أساتذة المعهد وطلابه والعديد من الإكليروس والأصدقاء. كل التفاصيل حول هذا البرنامج تجدونها عبر الموقع  www.alkalimah.org

 
Banner