Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 35: يسوع في مجمع الناصرة
العدد 35: يسوع في مجمع الناصرة Print Email
Sunday, 01 September 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد أول أيلول ٢٠١٣    العدد ٣٥   

بدءُ الأنديكْتي أي السنة الجديدة

تذكار أبينا البار سمعان العمودي

logo raiat web



كلمة الراعي

يسوع في مجمع الناصرة

يسـوع تجـوّل في الجليل اي في فلسطين الشماليـة، وأهم مدينـة فـي الجليـل النـاصرة التي كانت مدينتـه. توجـّه إلى المجمع الذي يجتمع فيـه اليهـود يـوم السبت وتتـلى عليهـم مقاطع من العهد القديم حسب ترتيب موضوع،

فدُفع اليه كتاب إشعياء النبيّ وهو مخطوط مع اسفار اخرى فقرأ فيه، فوجد مقطعًا من السِفْر: “ان روح الرب عليّ...” من نبوءة إشعياء، ففسـّر هذا المقطع على أنه متعلـّق به اي اعتبـره موقعـا نبويـا بالمعنى الذي تعتمـده المسيحيـة اذ رأى ان هذا المقـطع يشيـر اليه او يتنبأ به. هكذا يجـب ان نفـهم ما ورد في إنجيـل اليـوم: “اليوم تمـّت هذه الكتـابـة”، أي اليـوم حقّقتُ ما قـالـه الأنبياء.

المعنى ان يسوع يعلّم ان العهـد القـديم رأى اليه وتحدث عنـه او أشار اليـه. قرأ السيّد إشعياء، وكشف ان قول النبيّ: “ان روح الرب علي” وما يليها الـواردة في سفـر لوقا والمقتبسة من إشعيـاء، كشف ان هذه الأقـوال متعلّقـة بـه.

العهـد القـديـم كـان مـخطوطًـا على صحـائف من البردي (نوع من الـورق) ملفوفة حول بكـرات. وكـان القـارئ يأخذ البكـرة المكتـوب عليهـا المقطـع ويقـرأه. فـي الـواقـع أدار السيـد البكـرة وقـرأ فـيهـا ما ذكـره الإنجيل هنا. كشف يسـوع أن إشعياء يتكـلّم عنـه نبـويـا. أبـان أن الأعـمال المذكـورة عنـد النبـي (تبشيـر المساكيـن، شفـاء العميـان) ستكـون أعمـال المسيـح. لهـذا قـال ان ما قالـه العهـد القـديم عنـه يتـم الآن.

يسـوع يقـرأ العهـد القـديـم ويـفسـّره. أحيـانـًا يـربـط الإنجيليـون حوادث سيـرة السيـد بالعهـد القـديـم، أي يشـرحـون أنـه يشيـر إلى العهـد الجديد بحيـث جـاء هـذا تطبيقـًا لـذاك. يقـول الإنجيليـون أحيـانـًا “ليتـم ما قيـل بالنبي القـائـل” أو شيئـًا كهـذا. انهم يـرون الـرابـط بيـن العهـديـن.

فـي مجمع النـاصرة، السيـد نـفـسـه رأى الـرابـط بين عملـه وشخصه مـن جهـه ونبـوءة إشعيـاء مـن جهـة. بـدا الـرب يسـوع مفسـّرًا لما يتعـلـق بـه فـي العـهـد الـقـديـم. نـرى هـنـا المـخلّص نفسه يفتتـح التـفـسيـر للرسـل مثـل بولس الذين كانـوا يـذكُـرون آيـات مـن الـعـهـد الـقـديـم فـي كـتـبـهـم ويـفـسـّرونـهـا.

هنـا يـجـب أن يعـرف القـارئ المسيـحـيّ انـه لا يستـطيـع ان يـفـهـم شـيـئـًا فـي العـهـد الجـديـد إلا مستـنـدًا إلى العهـد القديم. لذلك كان الانصـراف عـن العـهـد الـقـديـم الذي نلحظـه أحيـانـًا اليـوم انحـرافـًا عـن الخـطّ المـسـيـحـي المـتـّبـع عـنـد آبـائـنـا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ١تيموثاوس٢: ١-٧

يا ولدي تيموثاوس أسأل قبل كل شيء أن تُقام تضرعات وصلوات وتوسلات وتشكرات من أجل جميع الناس، من أجل الملوك وكل ذي منصب لنقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى وعفاف. فإن هذا حسن ومقبول لدى الله مخلصنا الذي يُريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يبلغون. لأن الله واحد والوسيط بين الله والناس واحد وهو الانسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فداء عن الجميع وهو شهادة في آونتها، نُصِبتُ أنا لها كارزًا ورسولاً، الحق أقول لا أكذب، معلّمًا للأمم في الإيمان والحق.

الإنجيل: لوقا ٤: ١٦-٢٢

في ذلك الزمان أتى يسوع الى الناصرة حيث كان قد تربّى ودخل كعادته الى المجمع يوم السبت وقام ليقرأ. فدُفع إليه سفر إشعياء النبي. فلمّا فتح السفر وجد الموضع المكتوب فيه: إن روح الرب عليّ ولأجل ذلك مَسَحَني وأَرسلني لأُبشّر المساكين وأَشفي منكسري القلوب، وأُنادي للمأسورين بالتخلية وللعميان بالبصر وأُطْلق المهشّمين الى الخلاص وأَكرز بسنة الربّ المقبولة. ثم طوى السفر ودفعه الى الخادم وجلس. وكانت عيون جميع الذين في المجمع شاخصة اليه. فجعل يقول لهم: اليوم تمّت هذه الكتابة التي تُليَت على مسامعكم. وكان جميعهم يشهدون له ويتعجّبون من كلام النعمة البارز من فمه.

صلاة المعمدان وصومه

قَبْلَ أن يُعلّم الربّ تلاميذه "الصلاة الربّيّة" (أبانا الذي في السماوات)، كان يصلّي في بعض الأماكن. فلمّا فرغ، قال له أحد تلاميذه: "يا ربّ، علّمنا أن نصلّي كما علّم يوحنّا تلاميذه" (لوقا ١١: ١).

أوّل ما يجب أن نلاحظه، في قراءتنا العهد الجديد، أنّ خبر قطع رأس المعمدان لا يقطع ذكره، بل ترينا (القراءة) أنّ أخباره ومآثره تفرض ذاتها، بقوّة، أخبارًا ومآثر تشهد للربّ الذي تنازل إلينا حبًّا. هذه دلالة مـن الـدلالات على أنّ أحيـاء الـله لا يقـوى على طيـّهـم أيُّ شيء. وهذه، تاليًا، من معاني أنّ يوحنّا، شخصيًّا، رجل "لم يظهر في أولاد النساء أكبر منه" (متّى ١١: ١١). فالذكر، ذكره، لا يبدأ به الناس فقط، بل الربّ نفسه يأتي به، أيضًا، حيث يرى نفعًا في ذلك (أنظر مثلاً: متّى ١١: ١٨، ١٧: ١٠- ١٣، ٢١: ٣٢).

الى هذا، لا تذكر الأناجيل أيًّا من الصلوات التي علّمها يوحنّا لتلاميذه. ولكنّنا نعرف أنّ اليهود الأتقياء، الذين تجاوزوا سنّ الثالثة عشرة من عمرهم، كان من واجبهم أن يُصلّوا مرّاتٍ عدّةً في اليوم. وفي كلّ مرّة، كان كلٌّ منهم يتلو، أوّلاً، صلاةً قصيرةً ذكرَها سِفرُ تثنية الاشتراع (٦: ٤- ٧)، وأُخرى يمجّد فيها الإله الإزليّ سيّد الكلّ وواهب الخيرات والحامي أتقياءه، ويطلب، أيضًا، غفران الخطايا ووحدة الشعب وحضور ملكوت الله. وهذه يجب أن يتلوها بصوت عالٍ، إن في مجمع المدينة، أو في بيته، أو في سريره. هل هذا ما التزمه يوحنّا معلّمًا؟ ربّما. أقول ربّما فيما لا نقدر على أن نتكهّن إن كان قد فعل شيئًا آخر، وفيما الأمر، الذي بنينا عليه هذه السطور، يُبيّنه، نظير أيّ رابيّ، يصلّي، ويعلّم تلاميذه أن يُصلّوا.

أمّا اللافت، فإنّ لوقا أدرج ما طلبه أحد تلاميذ يسوع قَبْلَ الصلاة الربّيّة. وهذا لا بدّ من أنّه أراد فيه أن يُبيّن أنّ ما يعلّمه الربّ يختلف، اختلافًا كلّيًّا، عمّا كان يوحنّا يعلّمه. فأبانا، التي من خصوصيّتها أنّها تدلّ على العلاقة الحميمة التي تجمع الابن بالآب وتتميّز عن كلّ صلاة معروفة بتحرير المصلّي من كلّ انغلاق بانفتاحه على الإنسانيّة كلّها، ليس ليوحنّا أن يُعلّمها. وهذا يؤكّده إنجيليّ آخر سجّل للمعمدان قوله: "الذي من الأرض هو أرضيّ / يتكلّم بكلام أهل الأرض" (يوحنّا ٣: ٣١).

ليست هذه هي المرّة الأولى التي يذكُر الإنجيليّون ما يعمله يوحنّا في سياق المقابلة بينه وبين يسوع. عندنا، مثلاً، من المقابلات مقابلة أخرى في موضوع الصوم. وهذه: كان تلاميذ يوحنّا والفرّيسيّون صائمين. فأتى إلى يسوع أناس، وقالوا له: "لماذا يصوم تلاميذ يوحنّا وتلاميذ الفرّيسيّين، وتلاميذك لا يصومون" (مرقس ٢: ١٨؛ قابل مع: متّى ٩: ١٤ و١٥؛ لوقا ٥: ٣٣- ٣٥). ويجب أن نلاحظ، هنا أيضًا، أنّ يسوع قد قال، في جـوابـه عن نفسه وأتباعـه، مـا كـان المعمـدان يعيه تمامًا.

قال: "أيستطيع أهل العُرس أن يصوموا والعريس (أي الربّ) بينهم؟ فما دام العريس بينهم، لا يستطيعون أن يصوموا. ولكن، ستأتي أيّام فيها يُرفَع العريس من بينهم. فعندئذ، يصومون في ذلك اليوم" (مرقس٢: ١٩ و٢٠). فيوحنّا كان يعي أنّه صديق العريس (يسوع) الآتي، ليقترن بعروسٍ هي شعبه وحده (أنظر: يوحنّا ٣: ٢٩).

هل يمكننا أن نعرف شيئًا عن صوم يوحنّا؟ ما نستشفّه من العهد الجديد أنّ صوم يوحنّا كان يختلف عن صوم الفرّيسيّين الذين ذكرهم بعضٌ من الناس في المقابلة التالية المسجّلة هنا. فالفرّيسيّون كانوا يلتزمون ما تقتضيه الشريعة، ويضيفون إليه صوم يومَي الإثنين والخميس من كلّ أسبوع (لوقا ١٨: ١٢). أمّا المعمدان، فيخبر الإنجيل عنه أنّه كان لا يأكل (أي لا يأكل اللحم) ولا يشرب (أي الخمر) البتّةَ (متّى ١١: ١٨)، أو "كان طعامه الجراد والعسل البرّيّ" (متّى ٣: ٤). ويجب أن نذكر، في هذا السياق، خيار يوحنّا أن يحيا في البرّيّة التي اعتمدها، قديمًا، مكانًا موافقًا كلُّ الذين أرادوا أن يبتعدوا عن مغريات العالم، ويسعوا إلى التقرّب من الله. وهذا، خيارًا، كان طقسه الأساس المواظبة على الصلاة والصوم.

إذًا، كان يوحنّا يصلّي، ويصوم. وهذا نقله، علمًا، إلى تلاميذه الذين تحلّقوا حوله. هل يمكننا أن نرى، في هذا العلم المنقول، دفعًا واثقًا إلى لقاء الربّ الآتي؟ أعتقد أنّ الربّ، في كلا الجوابين اللذين تلفّظهما بعد أن ذُكر أمامه ما كان يوحنّا يفعله، أوضح أنّ ما سمعه إنّما هدفه أن يحضر هو، أي يسوع، بيننا "الآن وهنا". فالربّ، في جوابه الأوّل، دعا تلاميذه إلى أن يُنادوا الله الآب "أبانا". وهذا نداء جديد يتضمّن إيمانًا بأنّ الابن هو الذي يرمي علينا، بنعمة ظهوره بيننا، وشاح البنوّة. فليس لنا أن نكون أبناء، أي نعرف الله أبًا ونناديه أبًا، قَبْلَ أن "أخلى الابن ذاته آخذًا صورة عبد". وفي جوابه الثاني، تكلّم على أنّه العريس الآتي، ليتّحد بعروسه اتّحادًا أبديًّا. هل نفى الربّ، بقوله، أهمّيّة الصوم؟ لا، بل أعطاه معنى جديدًا أكّد فيه أنّ صوم العهد الجديد يقوم على وعي أنّه أتى وسيأتي قريبًا. ومن قلب هذين الجوابين يجب أن نذكر أن يوحنّا المعمدان نفسه، فيما رأى يسوع سائرًا أوّل مرّة نحوه، دعا تلاميذه إلى أن يلتحقوا به توًّا (يوحنّا ١: ٣٦ و٣٧). الصلاة والصوم، أي صلاة يوحنّا وصومه، ممارسة يجب أن نرى فيها أنّها تستعجل مجيء الربّ. والبرّيّة، التي اختارها يوحنّا موطنًا، تجد معناها في هذا الاستعجال، وتؤكّده.

يبقى أنّ صلاتنا وصومنا، نحن المسيحيّين، يأتي بهما إيماننا بأنّ الربّ قد أتى. هذا، أي هذا وحده، يعطينا أن ننادي الله، بثقة مطلقة، أبانا، ويؤهّلنا لأن نرجو أن يستضيفنا على مائدة عُرس حَمَله.

من تعليمنا الأرثوذكسي: رأس السنة الكنسية

التلميذ: سمعتُ الكاهن يقول ان اليوم بدء الأَنديكتي. ما معنى هذه الكلمة؟

المرشد: ُسمّى اول أيلـول الأَنديكتـي من كلمـة معناها عند الرومان “الحدّ”، وكان الرومان يقومون بجباية الضرائب في هذا الوقـت من السنـة. وقد أخـذنـا الاسم في الكنيـسـة ويعـني لنـا حـدود السنة الطقسيـة. إذا فتحـت الكتب الطقسيـة تجـد انهـا تبـدأ كلها في اول أيلول وتنتـهي في ٣١ آب، مثل كتابالميناون اي الشهريّ الذي نجد فيه الصلوات لكل يوم مثل أعياد القديسين والأعياد السيـدية الثابتـة. هذه السنـة يقع بدء السنة الكنسية يوم أحد.

التلميذ: أفهم ان هذا أمر يتعـلـّق بالـرزنـامـة.

المرشد: نعم من جهة، ونحن نتبع مدنيا رزنامة اخرى تبـدأ في اول كـانـون الثـانـي. هذا لا علاقـة لـه بالكنيـسة. من جهة اخرى، شهر ايلول موسم جمع المحاصيل الزراعية والمـونـة التي تُحفـظ لفـصل الشتـاء وهي منـاسبـة لنـشكـر اللـه على كل ما يعطينا من خيرات. نرتل ترتيلة العيد: يا مُبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعت الأوقات والأزمنة بذات سلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحـك يا رب، واحفـظـنـا بالسلامـة بشفـاعـة والـدة الإلـه وخلصنا. وفي آخر القداس، في صلاة خاصة، نطلب من الرب ان يجعل السنة المقبلة سنة خير ويوطد روح السلام في العالم أجمع ويُثبت الكنيسة ويؤهلها ان تجوز السنة بسيرة مرضية لله، مسهّلا لنا مناهج الخلاص.

التلميذ: قال احد رفـاقي ان اول ايـلـول يـوم المحافظـة على الـبـيـئـة في كنيـستـنـا. كيف هو رأس السنة الكنسيـة؟

المرشد: اول ايلول بدء السنـة  الطقسية. اما علاقته بالبيئـة فلأن البطريرك المسكـوني الحالي برثـلماوس الاول قد خصص هذا اليوم للمحافظة على كل الخليقة. وهو يقيم الصلوات من اجلها، وينظم نشاطات لتوعية الناس ليسهروا على كل الخليقة، ويدعو الكل لينتبهوا إلى شؤون البيئة التي نعيش فيها ويحافظوا عليها لأن الله خلقها.

القديس ماما الشهيد

عاش القديس ماما في القرن الثالث في منطقة اسمها بافلاغونيا تقع في شمالي تركيا الحالية التي كانت تُسمّى آسيا الصغرى. وكان الزمن وقت اضطهاد المسيحيين من قِبل السلطات الرومانية. وُلد ماما في السجن لأن والديه كانا موقوفين لكونهما مسيحيين. بعد وقت قليل من ولادته تُوفّي والداه في السجن، وأخذت امـرأة الطفل وربّتـه. نقرأ في سيـرتـه انـه لم يتكلم قبل سن الخامسة وانـه دُعـي ماما لأن هذه هي الكلمة الأولى التي لفظها. لما صار شابا، حدثت موجة اضطهاد ايام الامبراطور اوريليانوس، فقبض الجنود على ماما وساقوه أمام حاكم قيصرية الكبـادوك ثم أمام الامبراطور الذي حاول إرغـامـه على تقديم الذبـائـح لآلهـة الوثنييـن. تحدّاه ماما ولم ينكر الرب يسـوع المسيح. أخيرًا قضى شهيدا سنة ٢٧٥. عيـده في ٢ أيلول.

في هذه الأبرشية ثلاث كنائس على اسم القديس الشهيد ماما: في بسكنتا (المتن)، وكفرحاتا (الكورة)، والمنصف (جبيل).

يجب أن نفهم لغة الصلاة

كان القديس اقليمندس أُسقف أُخريدا (في مكدونيا اليوم) الذي عاش بين سنة ٨٤٠ وسنة ٩١٦ من تلاميذ القديس مثوديوس مبشّر السلافيين. بشّر بعض المناطق في بلغاريا وأسس دير القديس بندلايمُن في أُخريدا ثم صار أسقفا عليها. سٍُئل مرة: كيف لك أن تُترجم الكتب الى لغات جديدة ولا توجد سوى ثلاث لغات مشروعة لعبادة الله هي العبرية واليونانية واللاتينية؟ أجاب: ألا يقع المطر المرسَل من الله بالطريقة ذاتها على الجميع؟ ألا نتنشّق الهواء عينه؟ ألا تخجلون من التأكيد على ثلاث لغات فقط تاركين الشعوب والأُمم الأخرى لمصير العمى والصمم؟ تُرى هل الله غير قادر على الابتكار أم أنه حسود لا يريد ان ينفع الآخرين؟ نعرف ان العديد من الشعوب يعرفون الكتب ويسبّحون الله بلغتهم الخاصة كالأرمن والفرس والعرب والمصريين والسريانيين وكثيرين غيرهم. اذا لم يقنعكم هذا القول اخضعوا لحكم الكتب المقدسة. يصرخ داود: “رنموا للرب ترنيمًا جديدا... اهتفوا لله ياجميع الأرض... سبحوا الرب ياجميع الأمم وامدحوه يا سائر الشعوب... كل نسمة فلتسبّح الرب” (المزامير ٣٢: ٣ و٦٥: ١ و٩٧: ٤ و١١٦: ١ و١٥٠: ٦).

والآن ايها الإخوة أيّ منفعة يمكن أن أعطيكم اذا أتيتُكم متكلمًا باللغات دون ان أكشف لكم الإعلان الإلهي بمعرفة او بنبوءة او بعقيدة؟ إن لم تُعبّر اللغة عن كلام واضح، فكيف نفهم ما يُقال؟ من يتكلّم لغة أجنبية يصلّي كي تفسّر، لأني إن صلّيت بهذه اللغة، أصلّي بروحي وليس بفكري. علينا ان نصلّي بالروح والفكر. حينما تجتمعون فليصلّ كل واحد بلغته، ولكن كل قول بلغة أجنبية يجب أن يُفَسّر. وإذا لم يوجد مترجم فلنمتنع عن الكلام بلغة أجنبية.

الأخبار

روسيا

من أساليب الرعاية في الكنيسة الروسية تفقّد القرى النائية في منطقة نوفوسيبيرسك في سيبيريا بواسطة الباخرة-الكنيسة التي على اسم القديس أندراوس المدعوّ اولا. أبحرت الباخرة هذه السنة للمرة الثامنة عشرة على نهر الأوب من ١٥ الى ٣١ آب. ستزور الباخرة هذه السنة نحو خمسين رعية. عندما تتوقف الباخرة في قرية معينة، يقام القداس والصلوات ويقدّم الكهنة كل الخدمات الروحية المطلوبة من اعترافات وعمادات وأكاليل... تقدّم الباخرة ايضا الخدمات الطبية من معاينات وأدوية وغيرها، والخدمات التربوية والاجتماعية الضرورية.

 
Banner