Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 45: البيت الرعية
العدد 45: البيت الرعية Print Email
Sunday, 10 November 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ١٠ تشرين الثاني ٢٠١٣    العدد ٤٥  

الأحد العشرون بعد العنصرة

logo raiat web



كلمة الراعي

البيت الرعية

كل منا دعاه الله أن يكون راعيا لمن هم حوله، الأقربين اليه بالمسكن والعمل. ومسؤوليتنا تأتي من هذه المحبة الصادرة من القلب والشافية لمن لامسته فاستدفأ بها. والمحبة أوّلا انتباه ثم خدمة فاستمرار خدمة ليظهر صدقها ونحسّ من خلالها أن الرب ذاته يفتقدنا بها من خلال الوجوه التي تحنو علينا.

ولا شك أن الخليّة الاولى التي نمارس فيها العيش الواحد مع الناس هي العائلة وهي المكان الطبيعي لنموّنا العاطفي والطمأنينة المتّكلة على هذا النمو. تبدأ بالرجل وزوجته اولا، وينشأ البيت من حبّهما، من ذلك الذي قال عنه السيد: “ليس حُبّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فدية عن أحبائه” (يوحنا ١٥: ١٣). وهذا المعنى أكّده بولس الرسول في رسالة الإكليل لمّا قال: “أيها الرجال أَحبّوا نساءكم كما أَحبّ المسيحُ الكنيسة وبذل نفسه عنها” (أفسس ٥: ٢٥).

هذا الحب الزوجيّ مستمد من حب الله لخليقته، ولا يعرف الناس الخالق الا من خلال أُناس آخرين يحبّونهم. فإذا بدأت الحياة الزوجية سليمة، حُرّة، غير مقهورة ولا متسرعة، اذا قامت على اختيار راسخ في فضائل الشاب والشابة الخطيبين، تحمل خط الاستمرار وتُخصبُها نعمةُ الله. فإذا كانت متحررة من كل اعتبار مادّي عند نشوئها او كل شهوة جامحة، تأتي حقا متابعة لمشيئة الله في استمرار خلقه، وتمتدّ الى الأولاد حنوًا وعناية، فيتجلّى حنانُ الله من حنان الوالدين، وقوّته من قوّتهم. اذ ذاك، ليس فقط يربّي الأهلُ أولادهم، ولكن يتربّون ايضا هم بهم فيفرحون بنموّهم وبهائهم، وتأتي معا من الوالدين والأولاد ثمارُ جهود مشتركة يعرفونها لمجد الله، فلا أحد يمتلك الآخر او يغتصب إرادته، فلا استبداد في العائلة، فيحرص الوالدون على أن يُبلغوا إرادة الله فقط لا نزواتهم، ولا يُصرّون الا على الحق الذي يُنجّي وحده. ولا يطيع الأولاد ذويهم اذا ما أَدركوا انهم يؤمرون بطاعة غير كلمة الله.

فالوصية تقـول بالإكرام ولا تقول بالطاعـة العميـاء. والرسـول يأمـر أن لا نغيـظ أولادنـا لئـلا يفشلـوا (كولوسي ٣: ٢١). العلاقـة بين الإثنين ليسـت عـلاقـة ثنـائيـة، ولكنها علاقة ثلاثية، الله مبدأها ومنتهاها، تأتي من إرادته وتعود الى إرادته. فأولادنا ليسوا مُلكنا. لذلك نقودهم الى الرب الذي يحرّرهم وحده من وطأتنا وقسوتنا، ومن الطبيعي أن يتجنّحوا وأن يتحمّلوا مسؤولية أعمالهم واختياراتهم.وقد يُخالفوننا في نضوجهم، فتبقى علينا المشورة إذا بَلغوا. ويبقى صليبُ الخلاف قائمًا في العائلة. هذا ثمن الحرية. وهذا الثمن يدفعه الله باستمرار إذا الناس أخطأوا.

التجديد الروحيّ الكبير هو القادر وحده على أن يُحرّر العائلة من التشدّد القبليّ الذي يحكمها وعلى إعادتها كنيسة صغرى منطلقا الى الكنيسة الكبرى التي هي عائلة الآب.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

 

الرسالة: غلاطية ١١:١-١٩

يا إخوة، أُعلمكم أنّ الإنجيل الذي بَشّرتُ به ليس بحسب الإنسان لأنّي لم أَتسلّمه وأَتعلّمه من إنسان بل بإعـلان يسوع المسيـح. فإنكم قد سمعتـم بسيـرتـي قـديمـا في ملـّة اليهـود أنّي كنـتُ أَضطهـدُ كنيسـة الله بإفـراط وأُدمـّرهـا، وأَزيد تقدّما في ملّة اليهود على كثيـرين مـن أَترابي في جنسي بكوني أَوفـر منهم غيـرةً على تقليدات آبائي. فلما ارتضى الله الذي أَفرزني من جوف أُمّي ودعاني بنعمته أن يُعلـن ابنـه فيّ لأُبشـّر به بين الأُمم، لساعتي لم أُصغِ الى لحم ودم، ولا صعدتُ الى اورشليم الى الرسل الذين قبلي، بل انطلقتُ الى ديار العرب، وبعد ذلك رجعتُ الى دمشق. ثم إني بعد ثلاث سنين صعدتُ الى اورشليم لأَزور بطرس فأقمتُ عنده خمسة عشر يوما، ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب.

الإنجيل: لوقا ٢٥:١٠-٣٧

في ذلك الزمـان دنا الى يسوع نامـوسيٌّ وقال مجرّبًا لـه: يا معلم ماذا أَعمـل لأرث الحيــاة الأبديـة؟ فقال له: ماذا كُتب في النامـوس، كيف تَقـرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك مـن كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل ذهنـك، وقريبَك كنفسك. فقال له: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يزكّي نفسه فقـال ليسوع: ومَن قريبي؟ فعـاد يسـوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من اورشليم إلى أريحا، فوقـع بين لصوصٍ فعـرَّوه وجرَّحوه وتركـوه بين حـيّ وميت. فاتّفـقَ أن كاهنـًا كان منحدرًا في ذلك الطـريـق فأبصره وجـاز من أمـامه. وكذلك لاويٌّ، وأتى إلى المكـان فأبصـره وجـاز من امامه. ثمّ إن سامريًا مسـافـرًا مـرّ به، فلمّا رآه تحنّن، فـدنـا إليــه وضمـّد جـراحـاته وصـبّ علــيها زيتــًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به الى فنـدقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد فيمـا هو خارجٌ أَخـرجَ دينارين وأَعطاهما لصاحب الفنـدق وقال له: اعتنِ بأمره، ومهما تُنفـق فوق هذا فأنا أَدفعه لك عند عـودتي. فأيُّ هـؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبـًا للذي وقـع بين اللصـوص؟ قال: الذي صنع اليه الرحمة. فقال له يسوع: امضِ فاصنعْ انت ايضًا كذلك.

الناموسيّ

بدأ لقائي به بسؤالي إيّاه: "يا معلّم، ماذا أعمل، لأرث الحياة الأبديّة؟". لم تكن نيّتي صافية. سمعني. وعرف مَنْ أكون. فنحن علماء الشريعة، أي الكتبة، أنُسّاخًا كنّا أَم مستشارين قانونيّين أَم نتعاطى الأمرين بآنٍ، نربط، دومًا، إلى أذرعنا وجباهنا، العصائب المكتوبة التي يضعها شعبنا في أثناء الصلاة حصرًا. وردّ يسوع، عارفًا مَنْ أكون إذًا، على ما سمعه منّي بسؤال آخر. قال: "ماذا كُتب في الناموس؟ كيف تقرأ؟". لم يُشعرني بأنّه علم بنيّتي. فبيّنتُ له معرفتي معانيَ الكُتب ببراعة ورثتُها وأترابي الكتبة منذ أيّام عزرا الكاتب (انظُرْ: نحميا ٨). قلتُ له بثقة ظاهرة: "أَحبب الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ ذهنك، وقريبَك كنفسك". جمعتُ له الوصايا في اثنتين (قابل مع: تثنية ٦: ٥؛ وأحبار ١٩: ١٨). وفي هذا الجمع، تجاوزتُ المألوف. فما من أحد، أعرفه، كان يضع هاتين الوصيّتين في مرتبة واحدة. أمّا هو، فأثنى على ما سمعه بقوله: "بالصواب أَجبتَ. اعملْ ذلك، فتحيا" (لوقا ١٠: ٢٥-٣٧).

بدا أنّه اكتفى بما قاله لي. سؤالٌ ردّ عليه، وانتهى. هل اعتبر أنّني لم أكن جادًّا في سؤالي؟ هل يمكن أن يكون قد عرف ما في داخلي؟ لا أستطيع أن أَجزم. كان ما قاله وقلتُهُ، إلى الآن، يتعلّق بالتزامنا كتبنا المقدّسة حصرًا. كلانا لم يخرُج عنها. قلتُ، في نفسي، أُزكّي (أُبرّر) نفسي، لربّما لن أُعطى فرصةً أخرى تُحقّق لي مأربي. يجب أن أُحرجه. فسألتُهُ: "وَمَنْ قريبي؟". العلماء مثلي، وحتّى الأُمّيّون، لا يشُكّون في أنّ هذا سؤالٌ لا يُسأل. كلّ الناس، كلّهم من كبيرهم إلى صغيرهم، يعرفون أنّ القريب هو أيّ عضو من أعضاء شعبنا، فقط لا غير. فنحن قوم لا نُولي الغريب أيّ أهمّيّة، وتاليًا لا يمكننا أن نُحبّه كما نحبّ أنفسنا وأقرباءنا. وأنا قد سمعتُ عن يسوع أُمورًا تُبديه لا يلتزم ما نلتزمه كلّنا بأَجمعنا. ألم يُسمع، مثلاً، أنّه أَرسل بعضًا من أتباعه، ليُعدّوا زيارته للسامرة؟ هذا أمرٌ صدمني وكثيرين آخرين. صحّ أنّ السامرّيين رفضوا أن يستقبلوه "لأنّه كان متّجهًا إلى أورشليم". لكن، صحّ، أيضًا، أنّه أَبدى رغبةً في زيارتهم (لوقا ٩: ٥١-٥٥)! فهل يُعقَل أن يفكّر معلّم يهوديّ ذو شأن، مثله، في زيارة السامريّين؟! هل هوأفضل من الحجّاج الذين يـزيـدون سَفَـرهم إلى أورشليم، أو العـودة منها، يومين أو ثلاثـة، ليتفـادوا أن يعبُـروا من السامرة؟ ما الذي كان ينتظره من هؤلاء الكفرة الذين اختلطت دماؤهم بدماء الوثنيّين، ولا يُقرّون بسوى كُتُب التوراة؟ كيف كان سيبرّر العداوة التي تجمعنا بهم منذ نحو الألف سنة؟ ليس من يهوديّ واحد، في الأرض، يعتبر السامريّين بشرًا. كلّنا نعتبرهم حثالةً، ونسمّي "شكيم" عاصمتهم "سيخارة"، أي "خمّارة". وألم يُسمع، أيضًا، أنّه أبدى استعدادًا كاملاً، ليزور منزل رجُلٍ وثنيّ (انظُرْ: لوقا ٧: ١-١٠)؟

سمع يسوع سؤالي. لَم أَنتظر أن يقـول لي: أنت معلّم شريعـة، وتطرح سؤالاً لا يُسأل. ولم يقُلها. كان جوابه حكايةً تُظهره قرأ أفكاري، ولا سيّما ذكري، في نفسي، أنّه طلب زيارة السامريّين. قال: سامريّ كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، أي من تلك الطريق الطويلـة التي تمرّ ببريّة يهوذا التي تعجّ بقطّاع الطُرق. ورأى رجلاً يهوديًّا، غريبًا عنه، كان اللصوص قد ضربـوه، وجرّحـوه، ورموه بين حيّ وميت، وعطف عليه كما لو أنّه وإيّاه نزلا من بطن واحد. وحكم حكايته بأمرين. أوّلهما أنّ السامريّ كان أفضل من كاهن ولاويّ، مرّا قرب الرجل الجريح كما لو أنّه حشرة. وثانيهما أنّه تكفّل بمعالجته حتّى النهاية!

هل أقول إنّ روايته كانت عاديّة؟ لا، لعمري، لا يمكنني أن أقول. فالرواية صعقتني! وبدا عليَّ أنّني صُعقت. صعقتني، وأكّدتْ لي أنّه عرف ما جال في بالي. وزاد على صعقتي أنّه أَعقب ما رواه بسؤاله إيّاي: "فأيّ هؤلاء الثلاثة تحسَبُ صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟". أرادني أن أَدخُل فكره. صمتُّ؟ لا، لم أصمت. هل كان عليَّ أن أفعل؟ لم أقدر. وجدتُ نفسي أجيبه: "الذي صنع إليه الرحمة". فقال لي: "امضِ فاصنع، أنت أيضًا، كذلك". ردّني إلى قوله الأوّل (اعمل ذلك، فتحيا). لم يُضِفْ إلى الشريعة شيئًا. فسّر كلمته بهذه القصّة الصاعقة التي كسر فيها حواجز التفرقة بين الناس بجعله القريبَ كلّ إنسان! لم أَشعر بأنّه برّر ما ردّدتُهُ في نفسي، أي زيارة السامرة التي أبى أهلُها عليه أن يحقّقها. لكنّني أحسستُ بأنّه أرادني أن أَحذو حَذوَهُ. هل أَدرك أنّني قادر على أن أتبعه، فأكون واحدًا من تلاميذه؟ لا أعلم!

هذه وقائع لقائي به. كان مطلع اللقاء شيئًا ومنتهاه شيئًا آخر. هل ندمتُ على أنّني قاربتُهُ، وحدّثتُهُ؟ لا، لم أندم. فأنا لم أَبتعد عن شريعتي. وتاليًا، لم أَعدْه بشيء. فقط، وافقتُهُ على عبرةِ مَثلِهِ. هل أخطأتُ بموافقتي؟ لا أعتقد. كان مَثلُهُ حكايةً، حكايةً تُحكى! هذا الرجل غريب عجيب. لا يرى إلى ما هو الإنسان، أيّ إنسان، بل إلى ما يمكن أن يصيره. السامريّ، في مَثله، "صار قريبًا"! ربّما، أو من دون ربّما، تبجّحتُ في كلامي معه. لكنّني لا أقدر على أن أُنكر أنّه، في كلّ ما قاله لي، بدا وديعًا ومتواضعًا. ذكرتُ، قَبْلاً، ما يعني أنّ الرجل أَدرك نيّتي السيّئة. وأُضيفُ، الآن، أنّه، على ذلك، ارتضى أن يُكلّمني. هذا رجل يستحقّ كلّ الاحترام والتقدير. أَعرف أنّ ثمّة، بين أترابي الكتبة، أشخاصًا أَحَبّوه. أنا لا أقول إنّ عليَّ أن أَتبعهم. لكنّي، الآن، عدتُ غير قادر على أن أُخطّئهم. ما سِرّ هذا الرجل الذي لا يرُدّ أحدًا؟ من أين يأتي؟ كيف له أن يحبّ الكلّ من دون أيّ حرج؟ من أين يستمدّ قوّته؟ أسئلة، على أنّني قد تركتُهُ، لم تتركني.

من تعليمنا الأرثوذكسي: الملاك الحارس

التلميذ: من هو الملاك الحارس؟

المرشد: جعل الله الملائكة على الأرض رقباء لضمان تنفيذ المقاصد الإلهية وتتميمها من البشر جماعات وافرادًا. ولكل منا بصورة غير منظورة ملاكٌ حارس من عند الله، عيّنه علينا دون انقطاع، وهو واقف لدى الله في آن، كما قال الرب يسوع المسيح: “إياكم ان تحتقروا أحدا من هؤلاء الصغار، أقول لكم ان ملائكتهم في السموات يشاهدون أبدًا وجه أبي الذي في السموات” (متى ١٨: ١٠-١١).

التلميذ: ما هي وظيفة الملاك الحارس بالعلاقة مع كل واحد منا شخصيا؟

المرشد: الملاك الحارس يوحي لنا بالصلاح، بعمل كل خير، وذلك عبر الضمير. يساعدنا على اجتناب فخاخ الشيطان وعدم السقوط في الخطيئة، واذا أخطأنا فهو يشجّعنا على التوبة.

التلميذ: سمعتُ ان هناك صلاة للملاك الحارس، ما هي؟

المرشد: تجد في كتاب السواعي صلاة الى الملاك الحارس نتوجه بها اليه وندعوه المرشد لحياتنا، الساهر علينا... هذه الصلاة طويلة. اليك القطعة منها المعروفة بين المؤمنين والتي أَنصحك بأن تُصلّيها يوميا: “أيها الملاك القديس، الملازم نفسي الشقية وحياتي الذليلة، لا تُهملني انا الخاطئ ولا تبتعد عني، ولا تعطِ مجالا للشيطان الشرير لأن يسود على جسدي هذا المائت، بل أَمسِكْ بيدي الشقية المسترخية واهدني الى طريق الخلاص...”.

القديس يوحنا الرحيم بطريرك الإسكندرية (+٦١٩)

عيده في ١٢ تشرين الثاني. تُسمّيه الكنيسة في الصلاة “نهر عمل الخيّر الذي لا ينفذ” لأنه لم يرُدّ سائلا ابدًا، وكان يسمّي الفقراء أسيادا علينا لأنهم وحدهم القادرون على مساعدتنا وهم الذين يمنحوننا ملكوت السموات. يُروى عنه أنه قبل تصييره بطريركا، جمع خُدّام البطريركية والعاملين في الخزينة وأَمرهم بإحصاء كل الفقراء في المدينة داعيا اياهم “اسيادا”، ثم وزّع عليهم كل المال الموجود في البطريركية.

 كان يثق بالله ثقة كبيرة، لذلك لم يخَفْ أبدًا من أن يُفرغ الصندوق من المال لأنه كان مقتنعا ان الله سيمنحه مئة ضعف. لم يكن المقياس بالنسبة اليه أن يعطي اذا كان لديه، بل أن من يرسله الله اليك يعطيك لتعطيه لأنه قال: “كل من سألك فأَعطه” (لوقا ٦: ٣٠)، “ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه”. قال ايضا: “اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم”. هذه اختبرَها القديس يوحنا في حياته.

 كانت للقديس البطريرك يوحنا مكانة في المدينة حيث بنى خانات لإيواء الذين لا مأوى لهم ومستشفيات للعناية بالمرضى. مرة جاء اليه الحاكم قائلا: الامبراطورية في ضيق وتحتاج الى مال. وانت، يبدو أنك تنفق بلا حساب ويأتيك مال كثير. هات ما عندك لتغذية صندوق الولاية. فأجابه يوحنا: لا يجوز، بحسب فهمي، أن نعطي للملك الأرضي ما هو للملك السماوي. ولكن حتى لو كان في نيّتك ان تأخذ ما ليس لك، فليكن في علمك أن يوحنا الوضيع ليس مستعدا أن يعطيك قرشا واحدا من مال الله. ومع ذلك أقول لك ان صندوق المال تحت السرير فافعل ما تراه مناسبًا.

فحص الضمير

قال أحد الآباء من القرن الثامن نقلا عن القديس باسيليوس الكبير: “لئلا نخطأ ونكرّر الخطأ ذاته في اليوم التالي، يحسُن بنا، عند غروب النهار، وفي سرّ ضميرنا، أن نُسائل أنفُسنا عن تصرّفنا، عمّا ارتكبناه من شرّ، او صنعناه من خير”... فمحاسبة الضمير اليومية تهدينا الى مواجهة ما تفرضه علينا كل ساعة.

 مكتبة رعيتي

“الستاريتز سلوان راهب من جبل آثوس” كتاب مصوّر بالألوان يروي حياة القديس سلوان الآثوسي (١٨٦٦-١٩٣٨) بحسب السيرة التي دوّنها تلميذُه الأب صُفروني. نقله الى العربية من النص الفرنسي دير مار يوحنا دوما. الستاريتز سلوان، وكلمة “ستاريتز” تعني راهبًا شيخًا مرشدًا، قديسًا معاصرًا لنا، انسانًا روحانيًا، لغته بسيطة قوية تلمس القلب، اشتهر في كل العالم منذ إعلان قداسته سنة ١٩٨٧. كتاب شيّق، سهل القراءة، للصغار والكبار، قد يعطي أجوبة عن تساؤلات عديدة. عدد صفحاته ٨٠. ثمن النسخة ٣٠ ألف ليرة لبنانية. يُطلب من الدير ومن المطرانية في برمانا ومن مكتبة سيدة الينبوع.

الأخبار

روسيا

وجد أحدهم على شاطئ البحر الأسود قرب مدينة سوتشي الروسية أيقونة لوالدة الإله. حمل الأيقونة وسلّمها الى كاهن أقرب كنيسة وهي كنيسة القديسة نينو مبشرة جورجيا. تبيّن ان الأيقونة تأثرت بوجودها في الماء لكن الصورة لا تزال واضحة وانها تعود الى سنة ١٨٩٦وتحمل  اسم الكسندر سميرنوف الذي قد يكون صاحب الأيقونة او راسمها.

Last Updated on Monday, 04 November 2013 15:45
 
Banner