ocaml1.gif
العدد 03: نعمةُ الألم Print
Sunday, 18 January 2015 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٨ كانون الثاني ٢٠١٥ العدد٣  

القديسان أثناسيوس وكيرلس رئيسا أساقفة الإسكندرية

logo raiat web

 

 

كلمة الراعي

نعمةُ الألم

حالتنا مع الرب أننا معذّبون وان الرب دائما يشفي. ليس لنا أن نتساءل لماذا نحن في الآلام، لماذا وُجدنا في الآلام. الوحي الإلهي لا يجيب عن هذا السؤال، لا يقول لأي سبب نحن مطروحون في الأوجاع، في أوجاع الجسد، في أوجاع الروح، في أوجاع الضمير. يكتفي الكتاب الإلهي في أن يلاحظ ذلك، وينطلق منه ليكشف لنا كيف نستطيع أن نخرج من هذه الآلام أو كيف نقدر أن نحتملها ونحوّلها إلى طاقة إبداع وتقرّب من الله فنجعلها سُلّما نرتقي بها إلى السماء.

 عندنا في الكتاب وعود بالشفاء وبالخلاص من الخطيئة. وعندنا وعد بالفرح وكشف للحياة الأبدية التي تأتي عندما نقتبل سر الله ونطيعه في كل ما نذوقه من مصائب الدنيا، في الروح كان أم في الجسد. عندما نكون في حال من هذه الأحوال، في عذاب كهذا الذي وقع فيه الرجال العشرة البرص الذين يذكُرهم لنا إنجيل اليوم، لسان حالنا مع السيد ان نقول: "يا رب ارحمني".

نلاحظ هنا ان الرجال استرحموا يسوع، وهذا أشمل من قضية الشفاء. عندما نطلب الشفاء، أكثرنا يطلب شفاء الجسد، وهذا صالح. الألم الجسديّ يُلقينا في ما هو مبهم، وكأننا تجاهه في خلوةِ قمّة عالية حيث صفاء الهواء يجعل التنفس صعبا ومضنيا. في الضعف الجسدي العضَليّ تسقط كل تساؤلاتنا. كل ما ادّخرناه من معرفة وفهم يزول ويفنى، يصبح لا شيء. نعلق هكذا في فراغ وعجز وفقر. نداهَم فجأة بتفاهة كل ما نتعرقل به من سعي ومآرب. السقم والمرض يمحوان كل ما هو سطحيّ فينا. نُنَقّى داخليا اذ نُعمّد بدموع الألم. والسيد دائما يفتقدنا هناك فيما تجفّ أحشاؤنا في داخلنا فنعطش حقا إلى ماء حيّ ونلتمسه في ما نعرف من عمق وجدّيّة.

يأتي السيد ويُلازمنا في وحدتنا. يقف من بعيد. يمرّ بنا كما يذكر لنا النص الإنجيليّ. لا يفرض نفسه بل ينتظرنا. يخاطبنا بلغتنا نحن. فإن قبلنا الحوار، إن تعلّمنا كيف ننتفض ونقول: "ارحمني"، حتى ولو بدا لنا غريبا، حتى إن لم نكن نعرف اسمه، يدخل هو في حوار معنا ويزيل بحضرته حشرجة أهوائنا، يطفئ لهيب سهامها ويحوّل ضجيج أفكارنا إلى ينبوع يفيض فينا فننتعش، يرفع عنا كل ضيق ونبقى للمسيح.

ما هو موقفنا في المصاب بعد أن نقع في الشر، بعد أن تجتاح الظلمات نفوسنا؟ أية صلاة نصلّي؟ هل نحن واثقون بأن الله نفسه ينحدر إلينا اذا صلينا؟ هل نعرف أن الله يريد أن نخدمه، ان ندخل معه في حوار؟

الله قادر بالطبع أن يستجيب في كل حين، وهو مُستجيب بالفعل اذا سألنا واذا لم نسأل لأنه يعلم حاجتنا. ومع ذلك فالرب يفضّل ان نُكلّمه لكي نتدرّب على صداقته. انه يطلب منا هذه الدالّة، دالّة البنين على أبيهم. وهذا ما نطلبه في القداس الإلهي قبل أن نتلو الصلاة الربّيّة اذ نقول: "وأهّلنا ايها السيد أن نجسر بدالّة لندعوك أبا".

الله يريد ان يختلط بنا، ان يعاشرنا لكي نعرف أننا ارتفعنا إلى مصف الألوهة ولكي ندرك أن الله تنازل إلى مصاف البشر. واذا جاء الله إلى نفوسنا كما هي، كما نعهدُها، في ضعفها، في هوانها، في قذارتها، اذا جاء الله إلى هذه النفوس فهو شافيها.

تجربة الألم القصوى هي أن نتعلّق بألمنا، ان نُغلق النوافذ بالكلّية على أنفسنا فنختنق داخليا. قلوبنا تذبل، عقولنا تسكت، ضمائرنا تتسكّع فنموت روحيا. الانسان لا يختنق فقط من رئتيه، يختنق إن رفض ان يفتح النوافذ متى أَحسّ بالاختناق، لأنه إن فتح نوافذ القلب إلى السماء فالرب يأتي اليه ويحاوره والحوار تنفّس وانتعاش.

الصلاة تنفّس. اذا ما كنا متأكدين من هذا الأمر، نستطيع ان نتغلب على جميع تجارب الدنيا لأن أرواحنا تكون مليئة من النعمة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 

الرسالة: عبرانيين ١٣: ٧-١٦
يا إخوة اذكروا مدبّريكم الذين كلّموكم بكلمة الله. تأمّلوا في عاقبة تصرّفهم واقتدوا بإيمانهم. إنّ يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى مدى الدهر. لا تنقادوا لتعاليم متنوّعة غريبة. فإنّه يَحسُن ان يُثَّبتَ القلب بالنعمة لا بالأطعمة التي لم ينتفع الذين تعاطوها. إنّ لنا مذبحًا لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه، لأن الحيوانات التي يُدخَل بدمها عن الخطيئة إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تُحرق أجسامها خارج المحلّة. فلذلك يسوع أيضًـا تألم خارج الباب ليُقدّس الشعب بدم نفسه. فلنخرج إذن اليه إلى خارج المحلّة حاملين عاره لأنه ليس لنا ههنا مدينة باقية بل نطلب الآتية. فلنقرّب به اذن ذبيحة التسبيح كل حين وهي ثمر شفاه معترفة لاسمه. لا تنسوا الإحسان والمؤاساة فإنّ الله يرتضي مثل هذه الذبائح.

الإنجيل: لوقا ١٧: ١٢-١٩
في ذلك الزمان، فيما يسوع داخلٌ إلى قرية، استقبله عشرة رجال بُرص ووقفوا من بعيد ورفعوا أصواتهم قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمّا رآهم قال لهم: امضوا وأَروا الكهنة أنفسكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وإنّ واحدًا منهم لما رأى انه قد برئ، رجع يمجّد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكرًا له، وكان سامريًا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشرة قد طَهُروا، فأين التسعة؟ ألم يوجد مَن يرجع ليُمجّد الله الّا هذا الأجنبيّ؟ وقال له: قمْ وامضِ، إيمانك قد خلّصك.

القدّيس أثناسيوس الكبير
وُلد القدّيس أثناسيوس الكبير، بطريرك الإسكندريّة، من والدين مسيحيّين نحو عام ٢٩٥. سمّي باسم يونانيّ "أثناسيوس" الذي يعني "خالد" بالعربيّة. وعندما رُقّي إلى الأسقفيّة عام ٣٢٨، كان له من العمر٣٣ عامًا. كتابات أثناسيوس تشهد على غزارة علمه: فهو من جهة يعرف الكتاب المقدّس معرفة كاملة، وله من جهة أخرى اطّلاع واسع على الثقافة والفلسفة والخطابة والآداب اليونانيّة، ولا سيّما هوميروس وأفلاطون وديموستينُس. والراجح أنّ أثناسيوس، الذي كتب "حياة القدّيس أنطونيوس (الكبير)"، وكان يحبّ الرهبان ويحبّ الإقامة في الأديار، قد تعرّف بأنطونيوس منذ شبابه، كما يشهد على ذلك قوله: "كنتُ تلميذه". ورقد أثناسيوس، الذي تعيّد له الكنيسة اليوم مع القدّيس كيرلّس الإسكندريّ، ليلة الثاني من أيّار ٣٧٣.

تميّزت حياة القدّيس أثناسيوس في أثناء أسقفيّته الطويلة (٤٥ عامًا) بجهاد عنيف ضدّ الهرطقة الآريوسيّة وسواها من الهرطقات التي ظهرت إبّان أُسقفيّته، قضى١٧ عامًا منها منفيًّا، موزّعة على خمس فترات متباعدة، عن كرسيّه. جوهر الصراع كان عقائديًّا، ولم يتوانَ أثناسيوس عن الدفاع عن إيمان المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية (٣٢٥)، وعن دستور الإيمان الذي صدر عن المجمع: الإيمان بألوهة الكلمة المتجسّد، ابن الله. اللافت أنّ كتاباته لم تتناول الحقائق اللاهوتيّة بأبعادها النظريّة المجرّدة وحسب، بل قرنتها بالسلوك اليوميّ للمسيحيّين. لذلك لا يمكن أن يقرأ المسيحيّ أثناسيوس دون أن يتوطّد إيمانه بالربّ يسوع.

القدّيس غريغوريوس النَزيَنزي (+٣٩٠)، المعروف باللاهوتيّ أيضًـا، في مدحه القدّيس أثناسيوس، يدعوه بحقّ "عَمود الكنيسة والمناضل عن الحقيقة". فبلا شكّ، لقد تميّز أثناسيوس بالصلابة وعدم المساومة، فصلابته كانت تمسّكًا بالعقيدة التي أَعلنها المجمع المسكونيّ الأوّل، وعدم مساومته كان على الأساس الذي يرتكز عليه الإيمان المستقيم، أَعني أُلوهة المسيح. كما رأى أثناسيوس أنّ إنكار ألوهة المسيح أو حتّى الانتقاص منها إنّما هو هدم للإيمان المسيحيّ من الأساس الذي يقوم عليه. وهذه الألوهة ما نزال نؤكّدها اليوم أيضًا، مُعلنين أنّ يسوع المسيح ابن الله ليس نبيًّا على غرار سائر الأنبياء، وأنّ كلمة الله المتجسّد ليس كائنًا مخلوقًا كما كان يقول آريوس، بل هو والآب في جوهر واحد... الخطر الذي كان يهدّد الكنيسة لم يكن خطرًا وهميًّا، بل خطرًا حقيقيًّا وجسيمًا. وبفضل أثناسيوس وآباء القرن الرابع، تمّ القضاء على هذا الخطر.

يتضمّن كتاب أثناسيوس "الردّ على الوثنيّين وفي تجسّد الكلمة" قسمين: القسم الأوّل هو دفاع عن المسيحيّة بإزاء الوثنيّين، يُثبت فيه الكاتب صحّة التوحيد الإلهيّ وبطلان عبادة الأصنام وتعدّد الآلهة. والقسم الثاني يوضح الإيمان بالتجسّد والهدف منه: لقد تجسّد كلمة الله ليُعيد معرفة الله ويُبطل الخطيئة، ويؤلّه الإنسان ويوحّده بالله بموهبة الروح القدس، ويمنحه الحياة الأبديّة. فالتجسّد يهدف إلى الفداء وتألّه الإنسان. الكلمة يتجسّد ليعيد الإنسان إلى أصله، فالإنسان خُلق على صورة الله... لذلك، يسعنا إيجاز فكر أثناسيوس في عبارته الآتية: "تجسّد كلمةُ الله ليؤلّه الإنسان".

يؤكّد أثناسيوس العلاقة ما بين أُلوهة المسيح وخلاص الإنسان، فيقول: "إذا جعلتم من الابن خليقة، يبقى الإنسان في الموت لعدم اتّحاده بالله... لا يمكن لأيّ خليقة البتّة أن تمنح الخلاص للخليقة، إذ إنّها هي نفسها بحاجة إلى خلاص". وفي السياق ذاته يتابع أثناسيوس قائلاً: "إنّ الربّ، بقبوله أن يلبس الطبيعة البشريّة، لبسها كاملة مع كلّ شقائها... إنْ لم تتمّ أعمال لاهوت الكلمة في جسد، لما استطاع الإنسان الاشتراك في اللاهوت؛ وكذلك إنْ لم نعترف للكلمة بما هو من الجسد، لما اتّخذ الكلمةُ في ذاته الإنسان... ولكن الآن، كما أنّنا كلّنا، نحن الأرضيّين، نموت في آدم، كذلك نحيا في المسيح".

حدّث أثناسيوسُ معاصريه بأمثال ليُقرّبهم من المفاهيم اللاهوتيّة، ففي مؤلّفه "في تجسّد الكلمة وظهوره بالجسد من أجلنا"، يقول عن حتميّة تجسّد الكلمة للخلاص: "عندما يمّحي رسمٌ مرسوم على الخشب بسبب أقذار الخارج، لا بدّ من وجود صاحب الرسم الذي كان مرسومًا عليه، لكي يمكن تجديد الصورة على المادّة نفسها. فلا يُرمى بالرسم ولا بالمادّة التي عليها رُسم، بل يعاد رسمُه عليها. هكذا فعل ابنُ الآب القدّوس، لكونه صورة الله، أتى إلى ديارنا، ليُجدّد الإنسان المصنوع أصلاً على صورته، بعد ضلاله، بمغفرة خطاياه، كما يقول هو نفسه في الإنجيل: إنّ ابن البشر قد جاء ينشد ما قد هلك ويخلّصه (لوقا ١٠: ١٩).

أحبّ أثناسيوسُ القدّيس أنطونيوس الكبير الذي عيّدت له الكنيسة يوم أمس (١٧ كانون الثاني). فكتب سيرة حياته ومسيرته الروحيّة، ودوّن أهم تعاليمه في «حياة القدّيس أنطونيوس» (منشورات النور الأرثوذكسيّة). القدّيس أنطونيوس الذي "كان يجاهد ساجدًا على ركبتيه، ومبتهلاً إلى الربّ"، يقول عنه القدّيس أثناسيوس: "إنّ مجرّد تذكّري أنطونيوس يجلب لي فائدة كبرى". لا ريب في أنّنا حين نتذكّر القدّيسين، أفرادًا وجماعةً، إنّما نجلب لأنفسنا منفعة كبرى.

القديس كيرلس رئيس أساقفة الإسكندرية
جاء كيرلس بعد أثناسيوس، والكنيسة تُعيّد لهما معا اليوم لأنهما دافعا عن الإيمان. كيرلس ابن أخت ثاوفيلوس أسقف الاسكندرية الذي علّمه منذ صباه. أقام زمنا مع الرهبان في الدير ثم خلَف خاله في الأسقفية سنة ٤١٢. اشترك في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة ٤٣١ على عهد الامبراطور ثيودوسيوس الصغير، وتصدّى لهرطقة نسطوريوس الذي كان بطريرك القسطنطينية. قال نسطوريوس ان مريم لم تكن "والدة الإله" ولكنها "والدة المسيح" لأن نسطوريوس كان يقول ان الله في السماء وهذا الذي على الأرض "يسوع" هو انسان فقط. ألوهيته فوق، وانسانيته تحت، وهما غير متداخلتين.

أجابه كيرلس ان كلمة الله المتجسد هو الذي على الخشبة. المسيح الذي على الخشبة هو إله، والا فنحن لسنا مفديّين. يسوع المسيح كان إلهًا وإنسانا في كل وقت، في التجسد، على الصليب، في القبر وفي القيامة لكي نكون مخلّصين. المسيح لا يتجزأ الى إله على حدة وإنسان على حدة، ولكنه شخصية واحدة متلاصقة ومتداخلة كما نرتل لوالدة الإله: "مَن ذا الذي لا يُطوّبكِ أيتها العذراء الكلية القداسة... لأن الابن الوحيد المُشرق من الآب في لا زمنٍ هو نفسه برز منكِ يا نقيّة بحالٍ لا تُفسّر. فكان بالطبيعة إلهًا، وصار بالطبيعة إنسانا لأجلنا، غير متجزئ إلى أقنومين، بل أقنوم واحد بطبيعتين بلا اختلاط ولا تشويش...".

كان همّ القديس كيرلس في دفاعه عن العقيدة أن يُعرف المسيح إلهًا وإنسانا وأن يُحَبّ ويُسجَد له. رعى كيرلس كنيسة الاسكندرية مدة ٣٣ سنة، ورقد سنة ٤٤٤.

أعياد الأسبوع

  • الخميس ١٥ كانون الثاني: تذكار البارّين بولس الثيبي الذي من مصر وقد عاصر القديس انطونيوس الكبير، ويوحنا الكوخيّ الذي من القسطنطينية الذي عاش في القرن الخامس.
  • الجمعة ١٦ كانون الثاني: السجود لسلسلة بولس المكرّمة. وهي، حسب التقليد، السلسلة التي كان الرسول مقيّدا بها في السجن لما حرّره الملاك (أعمال الرسل ١٢: ١-١٩)؛ وتذكار الشهيد دمسكينوس الذي استُشهد في بلغاريا سنة ١٧٧١.
  • السبت ١٧ كانون الثاني: تذكار القديس أنطونيوس
  • الأحد ١٨ كانون الثاني: القديسان أثناسيوس  وكيرلس بطريركا الاسكندرية.
  • الاثنين ١٩ كانون الثاني: البارّ مكاريوس المصري، من أعظم الآباء الرهبان في مصر (القرن الرابع)؛ والقديس مرقس أسقف أفسس (١٣٩٢-١٤٤٤).
  • الثلاثاء ٢٠ كانون الثاني: البارّ إفتيميوس الكبير مؤسس الرهبنة في فلسطين، كما هو القديس انطونيوس في مصر. رقد سنة ٤٧٣.
  • الاربعاء ٢١ كانون الثاني: البارّ مكسيموس المعترف (٥٨٠-٦٦٢).
  • الخميس ٢٢ كانون الثاني: الرسول تيموثاوس، والشهيد أثناسيوس الفارسيّ.

النقّاش
رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس قداس عيد الظهور الإلهي في كنيسة الظهور الإلهي في النقاش وسط حضور كثيف من أبناء الرعية. بعد القداس كانت الرعية قد أَعدّت مائدة محبة اشترك فيها الجميع.

في العظة شرح سيادته معنى معمودية المسيح ومعمودية كل إنسان، ومما قاله: "يُغرّق الإنسان بالماء أي يموت. الماء تُميت اذا غرق فيها الإنسان. صوّر المسيح أنه يموت عندما غرّق جسده في نهر الأردن. هذا المهم. أهمية معموديته انه سيموت، يموت حتى نحيا به. وعندما نعمّد إنسانا بالغا أو طفلا نقول له: عندما تخطئ، عليك ان تميت الخطيئة... غرّقناك بالماء حتى تغرّق الخطيئة وتحيا حياة جديدة. المسيحيّ إنسان جديد... فليقرّر كل إنسان منّا أن يصير إنسانا جديدا، وكل يوم هو تجديد للمعمودية... وأنت أيها المُعمّد، تقبل نفسك معمّدا وتستنتج أشياء عملية لحياتك. أنت داخل في حياة جديدة بالمسيح يسوع".

وكان سيادته قد أقام صلاة برامون الظهور الإلهي عشية العيد، يوم الاثنين في ٥ كانون الثاني، في دير القديس جاورجيوس - دير الحرف.

Last Updated on Friday, 16 January 2015 16:16