ocaml1.gif
العدد 40: المحبة للجميع Print
Sunday, 04 October 2015 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 4 تشرين الأول 2015  العدد 40

الأحد الثامن عشر بعد العنصرة

logo raiat web



كلمة الراعي

المحبة للجميع

يحدّثنا إنجيل اليوم عن محبتنا للجميع، حتى الأعداء، ويجعل المحبة بلا التماس مقابل، وينتهي بقوله: "كونوا رحماء فإن أباكم السماويّ رحيم".

 المسيحية رحيمة، ينبغي أن ندرك كنهها لنتمكّن منها، وألاّ تبقى أغنية، شيئا نفاخر به أمام الناس. السؤال المطروح علينا كل يوم هو: ما هو مصدر محبتنا؟ بأية قوة نستطيع أن نحب؟ نحن ليست فينا أساسا هذه القوة لكون الإنسان يجنح إلى التشفّي إلى الانتقام. الإنسان عدائي، العدوانية متأصلة فينا. الإنسان يميل إلى استعداء الناس، والسيد يطلب إلينا أمرا فائق الطبيعة، يلحّ بأن نحب وأن نحب دائما، وأن نحب الأعداء، ويقول لنا إن هذا ممكن ولكن ليس من هذا التراب الذي جُبلنا به، ولكنه ممكن من الروح القدس إذا تدفّق علينا من فضله.

المسيحية وحدها معلِّمة المحبة. يمكن أن نجوب الدنيا وأن نقرأ كل الكتب والتعاليم ولكن إنجيل يسوع المسيح هو وحده الذي كشف المحبة بالأبعاد العظيمة التي نعرفها، وهو الذي جعلها غير مشروطة أي غير متوقّفة على عواطف الناس. يسوع يقول: أحبّوا الناس أكانوا هم مُحِبّين لكم أم مُبغِضين. محبتكم لا ترتكز على لحم ودم ولا على عواطف الناس، المحبة ليست منكم ولا منهم، إنها آتية من أبيكم الذي في السموات. المحبة ممكنة في المسيحية وحدها، أما في غيرها فهي شفقة ورحمة. في إنجيل يسوع المسيح المحبة كاملة، دائمة، لا تتوقف. المحبة تجيئنا من قلب الله وتبقى فينا ما دام الله في قلوبنا. وهي التي تُغيّر وجه الدنيا وإليها يصبو العالم، وهي نهاية كل شيء، فإن الإنسان إذا حصل عليها لا يسعى إلى شيء آخر. التطوّر الذي يتكلم عنه الناس، الرقيّ الذي ينشدون، إنما كانت غايته أن يعيش الناس في النهاية في المحبة. فإذا نحن أدركنا المحبة، نكون قد وصلنا إلى غاية الإنسان في تطوره ورقيّه، ولا نكون في حاجة إلى شيء آخر.

"أَحِبوا بعضكم بعضا كما أنا أَحببتكم". هذا هو سرّ العملية بأسرها: "كما أنا أَحببتكم". أي أني أَحببتكم حتى الموت، وكشفتُ لكم أن الله محبة، وأنكم إذا كنتم فيه فأنتم محِبّون، وأما إذا احتجب عنكم أو حجَبَتْه عنكم خطاياكم فلستم بقادرين على الحب. المحبة وَجدَت كمالها في موت المسيح. فمن كان مؤمنا بموت المسيح، ببذله الكامل، فهذا إنسان مُحبّ لأنه يعلم أن الإنسان الآخر الذي أمامه إنما هو ضعيف وبحاجة إلى مداواة.

فكما أن المسيح طبيب البشر، هكذا جعل الذين له أطباء للناس. الطبيب إذا أُتي إليه بمريض قد لا يعرف اسمه وقد لا يرى وجهه ولا يسأله عن هويته أو عن دينه أو عن عرقه أو عن أصله، ولكن أمامه مريض يعالجه، ثم يأتي مريض آخر ويعالجه بالعناية ذاتها والالتفات عينه. هكذا كل واحد منا مريض. كل منكم مريض روحيًا، والشخص الآخر، الشخص الذي أمامه أو بقربه، جاره أو صديقه أو عدوّه، عُيّن طبيبا من الله للانتباه إليه والاعتناء به. فنحن بالتالي لا يهمنا أقال عنا سوءًا أم لم يقل، أضربنا أم لم يضرب، أظلمَنا أم لم يَظلم، هذا الإنسان الذي أمامنا دفعه الله إلينا للعناية. والمحبة في المسيحية عناية.

المسيح جاء ليخلّص الناس، ولكنه أراد أن يكون كل منا متابعا لرسالة الخلاص، مخلّصًا للذين حوله. المسيح لا يعمل فقط من السماء، كلّنا يداه وعيناه، ولذا دفع إلينا الإنجيل ليصبح فينا وبين أيدينا حقيقة باهرة. وهكذا، إذا أحببنا الناس، يحسّون بأن الله يحبّهم. نحب، حتى يتقرّب الناس ليس منّا بل من الله. لا نحب لكي نُحَب، إنما نُحِب لكي يصير الله محبوبا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 2كورنثوس 9: 6-11

يا إخوة إنّ مَن يزرع شحيحًا فشحيحًا أيضًـا يحصد، ومَن يزرع بالبركات فبالبركات أيضًـا يحصد، كلّ واحدٍ كما نوى في قلبه لا عن ابتئاس أو اضطرار، فإنّ الله يُحبّ المعطي المتهلّل. والله قادرٌ أن يزيدكم كلَّ نعمة حتى تكون لكم كلّ كفاية كلَّ حينٍ في كلّ شيء فتزدادوا في كل عمل صالح، كما كُتب إنه بدّد، أَعطى المساكين، فبرّه يدوم إلى الأبد. والذي يرزق الزارع زرعًا وخبزًا للقوت يرزُقكم زرعكم وبكثرة ويزيد غلال برّكم، فتستغنُون في كل شيء لكلّ سخاء خالص ينشئ شكرًا لله.

الانجيل: لوقا 6: 31-36

قال الرب: كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنكم إن أَحببتم الذين يحبّونكم فأيّة منّة لكم؟ فإن الخطأة أيضا يُحبّون الذين يُحبّونهم. واذا أَحسنتم إلى الذين يُحسنون إليكم فأيّة منّة لكم؟ فإن الخطأة أيضا هكذا يصنعون. وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستوفوا منهم فأية منّة لكم؟ فإن الخطأة أيضا يُقرضون الخطأة لكي يستوفوا منهم المثْل. ولكن أَحبّوا أَعداءكم، وأَحسنوا وأقرضوا غير مؤمّلين شيئا فيكون أجركم كثيرا وتكونون بني العليّ، فإنه مُنعم على غير الشاكرين والأشرار. فكونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم.

"كونوا رحماء"

نقرأ في فاتحة إنجيل اليوم: "قال الربّ: كما تريدون أن يفعل الناس بكم كذلك افعلوا أنتم بهم" (لوقا 6: 31). يُجمع آباء الكنيسة كافّة على القول بأنّ هذه الآية تشكّل خلاصة تعليم الربّ يسوع، وانتقالنا من العهد القديم إلى العهد الجديد. فالآية هذه، التي يضيف عليها القدّيس متّى الإنجيليّ الذي يوردها في الموعظة على الجبل، تعبير "هذه هي الشريعة والأنبياء" (متّى 7: 12)، تعني أنّ العهد القديم قد اكتمل بالوصيّة الجديدة. لذلك، أدرك التراث الكنسيّ أنّ وصيّة "العين بالعين، والسنّ بالسنّ" قد أخْلَت مكانها لهذه الوصيّة الجديدة، استنادًا إلى قول الربّ أيضًا إنّه أتى ليُكمل لا ليُبطل ما كان معمولاً به آنفًا.

يشير القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) إلى أنّ الربّ في هذه الآية يضع "خلاصة كلّ شيء باختصار، دالاًّ على أنّ تلك الفضيلة هي موجزة وسهلة ومعروفة عند الجميع". يلاحظ يوحنّا أمرًا في غاية الأهمّيّة، وهو أنّ يسوع لم يطلب منّا أن نفعل مع الناس ما يفعله الله معنا، بل أن نفعل معهم ما نريد أن يفعلوه معنا، فيقول: "لم يقل يسوع: عاملوا قريبكم كما تريدون أن يعاملكم الله، لئلاّ تقول أيّها الإنسان: كيف يكون ذلك مستطاعًا؟ هو الله وأنا بشر. لكنّه قال: كما تريدون أن يعاملكم رفقاؤكم الخدّام، أَظهروا أنتم أنفسكم ذلك لقريبكم". ويضيف يوحنّا مستنتجًا: "أيّ شيء أسهل من هذا أو أعدل؟ يتّضح من هنا أنّ الفضيلة هي مطابقة لطبيعتنا، وأنّنا كلّنا نعرف واجباتنا من تلقاء أنفسنا، وأنّ التجاهل مرفوض رفضًا تامًّا".

أمّا القدّيس أفرام السريانيّ (+373) فيقول مقارنًا بين العهدين القديم والجديد: "وصية العين بالعين هي اكتمال العدالة. أمّا وصيّة: مَن ضربك على خدّك فحوّل له الآخر، فهي اكتمال النعمة. إنّه يوصينا بهما في عهدين متتاليين. العهد الأوّل كان البدء، والعهد الثاني هو الكمال. لقد تحوّل مبدأ الضربة بالضربة. فإنْ سعيت إلى الكمال، كائنًا مَن كان مَن يضربك، فأدر له الآخر". في السياق ذاته يقول القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397): "المحبّة صارت رايتنا عندما أوصانا بها الربّ. أنظرْ كيف هبطت علينا من العلاء فحلّت بركة الإنجيل محلّ أحكام الشريعة. الشريعة تأمر بالانتقام من المعتدي. أمّا الإنجيل فيهب المحبّة بدلاً من العداوة، والإحسان بدلاً من البغض، والصلاة بدلاً من اللعنة، ويحثّ على مساعدة المضطهَد، ويدفع الجائع إلى الاعتصام بالصبر، ويبشّر بأنّ المكافأة هي النعمة".

يشير أمبروسيوس في حديثه المذكور أعلاه إلى الفقرة الإنجيليّة الواردة مباشرة قبل الفقرة التي نقرأها في قدّاس اليوم، إذ يقول الربّ يسوع: "أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم، وصلّوا من أجل المفترين الكذب عليكم. مَن ضربك على خدّك فحوّل له الآخر. ومَن أخذ رداءك فلا تمنع عنه ثوبك. ومَن طلب منك شيئًا فأعطه، ومَن أخذ ما هو لك فلا تطالبه به" (لوقا 6: 27-30). كما يلاحظ ترتليانُس القرطاجيّ (+240) أنّ "محبّة الاصدقاء مألوفة وطبيعيّة عند كلّ البشر، أمّا محبّة الأعداء فليست مألوفة إلاّ عند المسيحيّين دون غيرهم من البشر".

يطلب القدّيس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصريّة كبادوكية (+379) إلى سامعيه ألاّ ينتظروا استيفاء قروضهم من الناس، لأنّ الله نفسه سيوفيهم ديونهم، فيقول: "إذا عُلتَ الفقير من أجل الربّ، فذلك هديّة وقرض. هديّة لعدم توقّع العوض، وقرضٌ بسبب هديّة السيّد العظيمة الذي يوفي عنه، فمَن تسلّم صغائر الأمور من الفقير، سيُعطى عوضًا عنها عظائم الأمور". يسعنا القول إذًا إنّك إنْ أقرضت الفقير غير راجٍ العوض، فكأنّك أقرضتَ الله نفسه الذي سيعوّض عطيّتك بما لا يُقدّر بثمن.

يدعونا الربّ يسوع عبر قوله "كونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم" (لوقا 6: 36) إلى التمثّل بالله، وأن ذلك في متناولنا إنْ قبلنا نعمة الله وعملنا بمقتضاها. يقول أوريجانس الإسكندريّ (+235) إنّ الصورة الإلهيّة في الإنسان تتّضح "في حصافة النفس، في البرّ، والاعتدال، والشجاعة، والحكمة، والانضباط، وفي جوقة الفضائل كلّها التي تنبع من الله. يكتسب الإنسان هذه الفضائل بالاجتهاد والاقتداء بالله، كما يشير الإنجيل عندما يقول: كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم. وكونوا كاملين كما أنّ أباكم كامل (متّى 5: 48)". أمّا القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) فيؤكّد أنّ "الرحمة هي أحبّ الفضائل وأسماها وأرضاها عند الله. وهي مناسبة جدًّا للنفوس المقدّسة".

يحضّ أُغوسطينُس المغبوط أسقف هيبّون (+430) سامعيه على ممارسة عمل الرحمة، فيقول: "تذكّروا الفقير. هذا ما أقوله لكم جميعًا. أَعطوا، يا إخوتي، ولن تخسروا ما تعطون. ثقوا بالله. لا أقول لكم لن تخسروا ما تعطونه للفقير، لكن أقول لكم بوضوح: هذا ما لا تخسرونه. أنتم مخازنهم، والله يعطيكم ما تعطونهم إيّاه، ويغفر لكم خطاياكم". ويتابع أوغسطينس في مكان آخر قائلاً: "ماذا تريد من الربّ؟ رحمةً؟ أَعطوا تُعطَوا. ماذا تريد من الربّ؟ عفوًا؟ اعفوا يُعفَ عنكم". يدعونا أوغسطينُس، في الختام، إلى التسلّح بالصبر لنيل الخلاص والحياة الأبديّة، فيقول: "تُحتقر الأمور الزمنيّة من أجل الأمور الأبديّة. هذا كان دائمًا غرض الشهداء القدّيسين. علينا أن نكون متيقّظين وإلاّ عيل صبرُنا. إنّ الصبر أثمن ما يمكن أن يختطفه العدوّ منّا".

قصة

يشرح الكاتب الروسي فلاديمير سولوفييف (١٨٥٣-١٩٠٠) سر الكنيسة في قصة له عن صياد ضلّ الطريق في غابة كثيفة. وبينما هو جالس إلى جذع شجرة يفكر في أمره، اذا بعجوز تمرّ به وقد أَنهكها الإعياء والجوع، وتُحدّثه عن مأوى أمين في قلب الغابة يمكنه أن يقضي الليل فيه ثم يتبيّن طريقه متى طلع الفجر.

نظر الشاب إلى العجوز فرآها ترتدي ثوبًا منسوجا من مادة نفيسة تُزركشه خيوط الفضة والذهب ولكنه بالٍ وممزق وملطّخ. عرضت العجوز على الصياد أن تقوده إلى المأوى الأمين شرط ان يحملها عبر نهر قريب من هناك.

لم يصدّق صاحبنا ما قالته العجوز، لكنه كان طيب القلب، وإذ رآها تقع من شدة الضعف، حملها على كتفيه فبدت له ثقيلة كأنها كيس ملح، وكاد يرزح تحت العبء. لكنه واصل السير في الماء حتى بدأ حمله يخفّ خطوة خطوة. ووصل بالعجوز إلى الضفة المقابلة. ولم يكد يلقيها على اليابسة حتى تحولت إلى صبية حسناء متلألئة بالحجارة الكريمة والحُليّ. ثم قادت الصبية الشاب إلى قصر يفيض بكنوز لم ترَ عيناه مثلها من قبل، ولم يكن قد خطر على باله مقدار بهائها. فنسي الغاب ومشقاته وبيته وأهله ولبث في القصر لا يغادره.

ثم قال سولوفييف لسامعيه: الكنيسة تبدو لنا كالعجوز في قصتنا ونحن تائهون في غابة أعمالنا، في سراديب نفوسنا. ما من شيء في مظهرها الخارجي يُغرينا. انها مثقلة بما نحسبه لأول وهلة تقاليد جوفاء لا معنى لها ولا علاقة لها بحياتنا اليومية. ولكننا إنْ تركْنا قلوبنا تتكلم، وقبلنا عبء الالتصاق بها عبر نهر الحياة الجارف، يتحوّل قُبحها بهاءً وفقرها غنى وإعياؤها بلسمًا شافيا. المهم أن نحمل نيرها علينا ونُقبل لنتعلم منها لأن نيرها هيّن وحملها خفيف. انها تتحول إلى ملكة مزيّنة ببهاء السيد الذي لا يوصف، تُعلمنا كيف نرفعها في قلوبنا إلى فوق فنحملها عبر كثافة التاريخ لتتقدس وتُشفى عند عرش سيد التاريخ ويزول غبار حمأة أعمالنا عن ثيابها. إذ ذاك نُحمل في شركتها إلى ما لم تره عين ولم تسمع به اذن (١كورنثوس ٢: ٩) ونمكث في بيت الآب نمسح ماء الذهب عن محياها.

الأفظع من الخطيئة هو ان نبقى في الخطيئة

القديس يوحنا الذهبيّ الفم، من عظة عن التوبة

ألم يُنكر بطرس المسيح ثلاث مرات؟ ألم ينكره في المرة الثالثة بقَسم؟ كل ذلك خوفًا من كلام الجارية. ثم ماذا؟ هل احتاج بطرس لسنوات ليندم؟ أبدًا. في الليلة ذاتها وقع وقام، جُرح ووجد الدواء، مرض وشُفي. كيف؟ بأي طريقة؟ لأنه بكى من الألم (متى ٢٦: ٧٥)... وبعد أن سقط الى الحضيض -لأن لا أسوأ من النكران-، بعد ان صنع شرا عظيما، ارتفع مجددا إلى مكانته الأولى لما سلّمه السيد رعاية الكنيسة. وأهم من كل شيء، بيّن لنا انه يحب الرب أكثر من كل الرسل. قال له المسيح: "أتحبني أكثر من هؤلاء؟" (يوحنا ٢١: ١٥)... مع انه ارتكب أفظع الخطايا، انظر إلى أي درجة من الثقة ارتفع مجددا.

وأنت لا تغرق في الانحطاط بسبب خطاياك لأن ما هو أفظع من الخطيئة أن تبقى في الخطيئة.

القديس يِروثاوس أسقف أثينا

هو أحد أعضاء الآريوس باغوس، وهو مجلس مؤلف من تسعة أعضاء كانت له سلطة قضائية في أثينا القديمة. الآريوس باغوس هو أيضا مكان اجتماع هذا المجلس على تلّة صخرية في أثينا. هناك وقف الرسول بولس مبشرا وألقى خطابًا (أعمال ١٧: ١٥ إلى ١٨: ١). وكان يِروثاوس أحد القليلين الذين آمنوا بالمسيح مع زميله ديونيسيوس. بعد أن ترك بولس أثينا، صار يِروثاوس أول أسقف عليها، وبعد رقاده خلفه القديس ديونيسيوس المُسمّى أيضا الآريوباغي. نراهما مرسومين بملابسهما الكهنوتية على أيقونة رقاد السيدة لأنهما حسب التراث حُملا على سحابة كالرسل يوم رقاد والدة الإله. تعيّد الكنيسة للقديس يِروثاوس اليوم في الرابع من تشرين الثاني.

مكتبة رعيتي

صدر عن بطريركيّةِ أنطاكية وسائر المشرق كِتاب: "شهود يهوه مَن هُم؟"، للأب د. جورج (عطية). من مميّزات الكتاب أنَّه يُعرِّفُ القارئ -مِن مَصادرِ شُهودِ يَهوه نفسِها- على زعمائهم ونبوءاتهم، وعلى تسميتِهم بشهود يهوه، وعلى علاقتهم بالصّهيونية. لكن الأهمّ أنَّه يَعرِضُ بالتّفصيل جميعَ تضليلاتهم، أي تشويههم المتعمَّد لكلّ الحقائق التي أعلنَ عنها الكتابُ المقدّس، أكان في العهدِ القديم، أم في العهد الجديد. وبهذا، لا يقدِّمُ الكتابُ فقط أجوبةَ الكتابِ المقدّس عن تلفيقاتِ شُهودِ يهوه وادعاءاتهم الكاذبة، بل أيضًا عرضًا وافيًا لجميع حقائق الإيمان المسيحيّ التي تسلَّمتها الكنيسةُ الأُولى عَن الرّسل استنادًا فقط الى الكتاب المقدّس.

يُطلَبُ الكتابُ من مكتبةِ البيع في دير البلمند ومن مكتبات الأبرشيات. ولكي يكون الكتاب متوفّرًا للجميع، سِعرُ النَّسخةِ 8000 ل.ل.، وثمّة سعر خاصّ للرّعايا التي ترغبُ في توزيعه على أبنائها.

Last Updated on Monday, 28 September 2015 10:06