ocaml1.gif
العدد ١٣: من الموت إلى الحياة Print
Saturday, 26 March 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٧ آذار ٢٠١٦ العدد ١٣  

أحد القدّيس غريغوريوس بالاماس (الثاني من الصوم)

القديسة الشهيدة مَطرونا التسالونيكية

logo raiat web



كلمة الراعي

من الموت إلى الحياة

كل من يتألّم في الوجع الجسدي يرى أن له علاقة بالخطيئة. الإنسان المؤمن يعي أن الله يفتقده بأوجاع وأنه يرث من خطيئته آلامًا بالنفس وبالجسد. في كلّ حال، يُعلّمنا الكتاب المقدس، من بعد ان أخطأ آدم، أن البشرية سوف تتوجّع، ويقول على لسان بولس أن نتيجة الخطيئة هي الموت. إذًا هناك رباط مُستَحكم بين الخطيئة التي ارتكبها آدم والموت الذي ماته المسيح.

يقول الكتاب: «إنْ أكلتما من ثمر هذه الشجرة فموتًا تموتان» (تكوين ٢: ١٧)، ليس أن الموت عقاب فقط، وهو كذلك، ولكن الموت هو نتيجة حتميّة للشر الذي نرتكبه. الخطيئة ضجّة في النفس وتأوّه في النفس. هذا التشابه الرهيب بين الشرّ الذي نريده أو نقوله أو نفعله وبين المرض ونتيجة المرض هو ما يعلّمنا عنه الكتاب. لا يقول الكتاب المقدس ان آدم نال العقاب، والإنسانية ليس لها أن تنال العقاب، لكن الكتاب المقدّس يعلّم التالي: آدم خطئ وطلع الموت في نفسه، في جسده، وكلّ إنسان على صورة آدم يخطئ فينبع الموت في نفسه مرضًـا وشرّا وعذاب ضمير حتى تتراكم هذه الأمراض ويُسلم روحه ممّا أصابه. هذا هو تعليم الكتاب.

ويُطرَح السؤال: لماذا يوجد موت؟

يعطينا الكتاب المقدس الجواب: الله تحدّث عن الخطيئة. الله لم يوجد الموت. لم يخلق الموت، بل خلق الحياة. الإنسان جلب الموت لنفسه. يستطيع الإنسان ان يشوّه نفسه ويُغذّي الوحش الذي فيه. ولكن الوحش يموت عن طريق التهذيب والفضائل. ولكن إذا ترك الإنسان نفسه ولم يراقب نفسه ولم يصل إلى الإيمان أو رفض الإيمان وكل علاقة له مع الرب، يعود ويسقط بهذا الذي كان عليه، أي انه يرجع وحشًا. الإنسان صانع وحشيّته وصانع موته فيه. كلّ إنسان يوجِد الخطيئة في نفسه، وكلّ إنسان يوجِد موته. إذا كنا نخاف الموت، فلنكفّ عن الخطيئة.

يقول يسوع المسيح انه خلّصنا من الموت. كيف؟ يقول يسوع ان الموت لن يخيفنا في ما بعد إن كنّا راسخين في المسيح، لذلك نعبر الموت الذي جلبناه لأنفسنا ونحن أحرار منه لأننا ناظرون إلى النُّور الآتي في ما بعد، أي إلى القيامة. الكنيسة لم تشأ أن تجعلنا راجين للقيامة الآتية في آخر الأزمنة وحسب، أرادت ان تجعلنا نذوق القيامة منذ الآن بالأسرار، بالصلاة وبكلمة الله، لذلك قال الرسول بولس: «ان كل من اصطبغ منّا في المسيح يسوع اصطبغ في موته، فدُفنّا معه في المعمودية للموت حتى إنّا كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب كذلك نسلكُ نحن أيضًـا في جدّة الحياة» (رومية ٦: ٣). يقول بولس في هذه الآية ان الذي يصطبغ بصبغة المسيح في المعمودية يعتمد إلى موته، أي انه ينتقل إلى موت المسيح، كأنه ميّت مع يسوع المسيح على الجلجلة، مسمّر على الصليب في المسيح. نرى المسيح المصلوب ونسير اليه، نتّحد معه، لا نخاف الموت، نتحرّر من الخطيئة، ونكون هكذا قد نُشلنا من الموت وسرنا مسيرة الحياة إذ نُقام مع المسيح لمجد الله. من أجل ذلك يُغطَّس الطفل بالماء في ما يشبهُ الموت، ثم ننشله من الماء وكأنه أُنقذ من الموت إلى الحياة الجديدة التي ينالها المؤمن بيسوع المسيح.

من أجل ذلك أيضًا نأخذ جسد المخلّص ودمه الكريمين حتّى تكون فينا حياته، حتّى نحيا من جديد.

ما تعلّمه كنيستنا عن القيامة ليس أنَّ الجسد ينحلّ لأنه قابل للموت، والنفس خالدة غير قابلة للموت. النفس تموت كما الجسد لأنها أخطأت. الإنسان لا يخلُد بنفسه. الإنسان يخلُد بقيامة المخلّص. الإنسان بطبيعته ليس خالدًا ولا ميتًا. الإنسان يُميت نفسه بالخطيئة، وهو بحاجة إلى من يُخلّصه.

من أجل ذلك عندنا المخلّ. ولذلك لا نفكّر مثل الذين يقولون انّنا نخلُص بالعقل وبالفكر وبالثقافة وبالتقشّف على طريقة الحركات الهندوسيّة. نحن نقول ان الإنسان يُخلّده المسيحُ الذي خلّد جسده عندما أقامه من بين الأموات. يُخلّدنا عندما يترك لنا جسده ودمه. عندما نتناول جسد المسيح القياميّ الممجّد، وعندما يدخل هذا الجسد الحي إلى أجسادنا وإلى نفوسنا، تتحكّم بنا القيامة. الذين يأخذون القرابين الإلهيّة يصبحون إلهيّين ولا يذوقون الموت إلى الأبد.

إذا ما عيّدنا الفصح، وأرجو أن يُرينا اللهُ هذا النهار المبارك، فلْنتذكّر أنّنا قياميّون، يُمكننا أن نقتُل أنفُسنا بأنفُسنا بالخطيئة كما يُمكننا أن نحكُم أنفُسنا بقوّة هذا الذي أَحيانًا أي يسوع المسيح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيين ١: ١٠-١٤، ٢: ١-٣

أنت يا رب في البدء أسستَ الأرض، والسماواتُ هي صُنْعُ يديك، وهي تزول وأنت تبقى، وكلها تبلى كالثوب وتطويها كالرداء فتتغير، وأنت أنت وسِنوك لن تفنى. ولمن من الملائكة قال قط: اجلسْ عن يميني حتى أَجعل أعداءك موطئا لقدميك؟ أليسوا جميعُهم أرواحا خادمة تُرسَل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص؟ فلذلك يجب علينا أن نُصغي إلى ما سمعناه إصغاءً أشدّ لئلا يسرب من أَذهاننا. فإنها إن كانت الكلمة التي نُطق بها على ألسنة ملائكة قد ثَبَتَت، وكلّ تعدّ ومعصية نال جزاء عدلاً، فكيف نُفلتُ نحن إن أهملنا خلاصا عظيما كهذا قد ابتدأ النُطقُ به على لسان الرب ثم ثبّتَهُ لنا الذين سمعوه؟

 

الإنجيل: مرقس ٢: ١-١٢

في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحوم وسُمع أنه في بيت. فللوقت اجتمع كثيرون حتى انه لم يعد موضع ولا ما حول الباب يسع، وكان يخاطبهم بالكلمة. فأَتوا اليه بمخلّع يحملهُ أربعة، واذ لم يقدروا أن يقتربوا اليه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المخلّع مضطجعا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة جالسين هناك يُفكّرون في قلوبهم: ما بال هذا يتكلم هكذا بالتجديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا الا الله وحده؟ فللوقت علم يسوع بروحه أنهم يفكّرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: لماذا تفكّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر، أن يُقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلع: لك أقول قُم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج أمام الجميع حتى دهش كلهم ومجَّدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط.

 

«مغفورة لك خطاياك»

لا ريب في أنّ النصّ الإنجيليّ الذي تقرأه علينا الكنيسة اليوم يشكّل نموذجًا ساطعًا عن غاية الربّ يسوع في اجتراح المعجزات. فالربّ كان يسوح في فلسطين وتخومها معلنًا البشارة الجديدة وافتتاح عهد جديد بين الله والبشر. أمّا عماد هذه البشارة فيعلنها الربّ بقوّة في بدء بشارته: «تمّ الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مرقس ١، ١٥). ولم تكن المعجزات منفصلة عن التعليم، بل كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما هو أسمى من مجرّد شفاء الجسد من الأمراض أو العاهات، وهو دعوة الناس إلى التوبة والإيمان بيسوع ربًّا ومخلّصًا.

يعلن الربّ يسوع جهارًا ألوهته في هذا النصّ، فعندما قال للمخلّع: «يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك»، امتعض الكتبة اليهود من قوله هذا قائلين في أنفسهم: «ما بال هذا يتكلّم هكذا بالتجديف؟ مَن يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده؟». لو لم يكن يسوع إلهًا لما اجترأ على التفوّه بما قاله، ولكان أيضًا الكتبة على حقّ في حكمهم عليه بالتجديف. لكنّ يسوع هو ابن الله المتجسّد لذلك يأتي التأكيد على لسانه بأنّه قادر على مغفرة الخطايا لأنّه هو الإله القادر على كلّ شيء. وإذا كان المسيح يغفر الخطايا، فيجب أن يكون إلهًا حقًّا، لأنّه ما من أحد يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده.

يعتبر القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+٤٠٧) أنّ قول يسوع: «يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك...»، يضاهي بقوّته ما اعتبره اليهود سببًا للحكم على يسوع بالقتل بذريعة التجديف، حين قال «إنّ الله أبوه، فساوى نفسه بالله» (يوحنّا ٥: ١٦-١٨). فيقول الذهبيّ الفم: «لقد اضطهد اليهود يسوع لأنّ عمله لم يقتصر على استباحة حرمة يوم السبت، بل لأنّه قال إنّ الله أبوه، فساوى نفسه بالله. وهذا القول (سلطان مغفرة الخطايا) هو أعظم من غيره كثيرًا، إذ أكّد يسوع من خلاله أنّه هو الخالق... الكتبة أنفسهم وضعوا هذا التحديد، وأدخلوا هذا القانون ودوّنوا الشريعة أيضًا. أمّا يسوع فاقتنصهم بفخّ كلامهم. قال: أنتم أنفسكم اعترفتم بأنّ الله وحده هو الذي يغفر الخطايا».

يؤكّد القدّيس الذهبيّ الفم كلامه ثانيةً في مقالته «في عدم إدراك طبيعة الله»، استنادًا إلى هذا النصّ، على ألوهة يسوع، فيقول: «كلّما عاقب أحدًا أو كرّمه أو غفر الخطايا أو سنّ الشرائع، تصرّف دون الرجوع إلى سواه. فالسلطان سلطانه في فعل ذلك. وكلّما فعل ذلك فإنّما يفعله بسلطانه». ويلاحظ الذهبيّ الفم أيضًأ أمرًا جديرًا بالتنويه، وهو كشف أسرار القلب: «فللوقت علم يسوع بروحه أنّهم يفكّرون هكذا في نفوسهم...»، فيقول: «قال أعداؤه إنّ الله وحده يقدر أن يغفر الخطايا. أمّا الربّ فلا يقصر عمله على غفران الخطايا، بل يُظهر قدرة أخرى هي من خصائص الله ألا وهي سلطان كشف أسرار القلب».

أثار سلطان غفران الخطايا الذي هو من ميّزات الله وحده مسألة هويّة يسوع. فبكونه إلهًا متجسّدًا، وذا طبيعة إلهيّة، كان له سلطان على الأرض ليتصرّف كإله. وبما أنّ المسيح غفر الخطايا فينبغي أن يكون الإله الحقّ، فما من أحد يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده. لذلك يقول القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+٣٩٧): «إنّ خدّام سرّ الشكر لا يغفرون الخطايا بقدرة ذاتيّة، بل بالقدرة المعطاة لهم من الروح القدس. إنّ الرعاة، في غفرانهم للخطايا، لا يمارسون هذا الحقّ بقدرة ذاتيّة. فهم لا يغفرون الخطايا باسمهم، بل باسم الآب والابن والروح القدس. إنّهم يسألون الله وهو الذي يغفر الخطايا. هذه الخدمة تصبح ممكنة على يد بشر، لكنّ العطيّة تنحدر من العلى». فإذا غفر يسوع الخطايا بذات سلطانه فذلك يعني أنّه بلا شكّ إله.

يبدو واضحًا أنّ غاية الربّ يسوع الأولى هي الدعوة إلى التوبة لنيل الخلاص، وما شفاء الجسد سوى الوسيلة التي استعملها الربّ لتأكيد قدرته أمام الناس على غفران الخطايا. لذلك قال للمشكّكين: «ما الأيسر، أأن يقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم واحمل سريرك وامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلّع: لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك، فقام للوقت وحمل سريره وخرج أمام الجميع»... وفي ذلك يقول بطرس خريستولوغوس أسقف رافينّا (+٤٥٠): «إحمل فراشك، أي سريرك الذي حملك مرّة. وغيّر مكانك حتّى يقدَّم ما كان برهان مرضك شهادةً لتعافيك. ففراش ألمك يصبح علامة الشفاء، كما يصبح ثقله مقياسًا للقوّة التي أعيدت إليك».

بيد أنّ التراث الكنسيّ يذهب أيضًا إلى الكلام على رحمة الله بالمرضى وذوي العاهات، فيتحدّث عن الله بكونه «طبيب النفوس والأجساد». فالرب يسوع أرسل تلاميذه لنشر البشارة السارّة وأعطاهم القدرة على إبراء المرضى. كما تحدّثنا سير القدّيسين عن الشفاءات التي تمّت على أيديهم بقدرة الله. يقول اكليمنضُس الإسكندريّ (+215): «المعلّم الصالح، أي الحكمة وكلمة الآب وصانع الإنسان، يُعنى بالبشر. فطبيب البشريّة الكلّيّ المهارة يشفي الجسد والنفس على حدّ سواء. فالمخلّص أمر الكسيح قائلاً: قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك! وللحال استعاد الكسيح قوّته».

 

القدّيسة الشهيدة مَطرونا

كانت مَطرونا خادمة سيّدةٍ يهودية اسمها بوتيلا، زوجة ضابط كبير هو قائد الحامية الرومانية في تسالونيكي. وكانت مؤمنة بالرب يسوع انه هو وحده الإله الحقيقي، وكانت تصلّي اليه بالسر. وكانت بوتيلا تخرج كل يوم إلى الكنيس اليهوديّ ترافقها مطرونا، وكانت مطرونا تقف على الباب بينما تدخل سيدتها إلى الكنيس. ولما عرفت مطرونا طول المدة التي تقضيها سيدتها في الكنيس، كانت  تسرع إلى الكنيسة لتصلّي  وتحرص على ان تعود إلى باب الكنيس لحظة خروج سيدتها.

لما كان الفصح اليهودي ذهبت مطرونا إلى الكنيسة للاشتراك في صلوات ما قبل عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، لكنها تأخرت قليلًا على موعد خروج سيدتها من الكنيس، وفضحت أمرها خادمة أخرى، فغضبت بوتيلا غضبا شديدا، وأمرت خدّامها بأن يقيّدوا مطرونا ويجلدوها. أما مطرونا فقالت: نعم أنا مسيحية، لكني لم أَعصَ لكِ أمرا الا في ما يتعلّق بإيماني.

أُودعت القديسة في السجن الانفرادي ثلاثة أيام، ولما فتحوا الباب وجدوها سالمة قد التأمت جروحها وانحلّت قيودها. فغضبت سيدتها أكثر وأمرت بجلدها بعنف شديد حتى الموت. ولكي لا تُتهم بوتيلا بالقتل، رمت جسد القديسة من علوّ صخرة شاهقة لتحمل على الظن انها ضحية حادث. لما عرف أسقف المدينة بالأمر نقل بقاياها إلى المدينة حيث تم في ما بعد بناء كنيسة على اسمها. كان ذلك في مطلع القرن الرابع.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي:

القدسات السابق تقديسها

التلميذ: ما هو القداس السابق تقديسه الذي يُقام الأربعاء مساءً في الكنائس أيام الصوم؟

المرشد: هذا ليس القداس السابق تقديسه انما «القدسات السابق تقديسها»، ويقال أيضًا «البروجيازميني» من الكلمة اليونانية التي تعني السابق تقديسها. ليس البروجيازميني قداسا إلهيا تماما لأنه لا يتضمن استحالة قرابين، أي الخبز والخمر، إلى جسد المسيح ودمه. انه بالأحرى خدمة مناولة غايته ان يتناول المؤمنون أكثر من مرتين في الأسبوع في زمن الصوم.

 

التلميذ: كيف يتم تقديس القرابين سابقًا؟

المرشد: في تهيئة القرابين للقداس يوم الأحد، بعد أن يقطع الكاهن المربع في وسط القربانة المسمّى الحَمَل ويذبحه ويطعنه ويضعه على الصينية، يقطع حَمَلا آخر أو اثنين من قربانة أو قربانتين حسب الحاجة للأسبوع التالي. ثم يضعها على الصينية، ويسكب الخمر والماء، وعند قوله «القدسات للقديسين»، يرفعها كلها معًا، وقبل المناولة، يقلب كل حَمَل سيُحفَظ للبروجيازميني، ويسكب عليه من الدم الكريم، ويحفظه في علبةٍ خاصّةٍ على المائدة المقدّسة لغاية يوم الأربعاء أو يوم الجمعة.

 

التلميذ: ماذا يصير إذًا في البروجيازميني؟

المرشد: انتبه مساء الأربعاء في الكنيسة. تُقرأ مزامير عديدة. وينقل الكاهن الحَمل الذي أعدّه الأحد من على المائدة المقدّسة إلى المذبح. وبعدها يمسك الكاهن بيمناه شمعة مضاءة ومبخرة ويرتل «لتستقم صلاتي كالبخور أمامك...». ثم يصير الدخول الكبير الذي فيه تُنقل القرابين المقدسة إلى المائدة المقدّسة، بينما يسجد المؤمنون، ولا يقول الكاهن سوى «بصلوات آبائنا القديسين» بصوت خافت، ثم يدخل من الباب الملوكي، وبعدها يقول الكاهن «القدسات السابق تقديسُها للقديسين»، وتصير مناولة المؤمنين.