ocaml1.gif
العدد ١٥: المؤمن الحقّ Print
Sunday, 10 April 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٠ نيسان ٢٠١٦ العدد ١٥   

أحد القدّيس يوحنا السُلمي (الأحد الرابع من الصوم)

logo raiat web



كلمة الراعي

المؤمن الحقّ

يحدّثنا الفصل الإنجيلي اليوم عن طرد لروح شرير من فتى معذّب مصروع. هذا الغلام، الذي شفاه السيد من تشنّج في أعضائه، وزبد في فمه، وصرعة عامّة في كيانه، صورة لكلّ واحد منّا إذا ما تركْنا الخطيئة تتملّك في أعضائنا. كل خطيئة صرعة، كل خطيئة تشنّج، وحتّى ندفعها عنّا لا بدّ لنا من زخم يأتينا من الداخل ويتدفّق علينا من قلب الله.

نقول مع أبي الصبي: «إني أُومن يا سيد، فأَغِثْ عدم إيماني». صلاة تنبع من يقيننا بأن الله يتمّم كلّ شيء صالح فينا، وصراعنا هو بِالضبط في أنّنا متردّدون بين قوّة الله وقوّتنا.

الإنسان دائمًا يعتزّ بنفسه، بعائلته، بإيمانه بصحته، بجماله، بعلمه... بكلّ الأشياء التي تُغري فيركن الإنسان إليها. ولو قال أنا مؤمن، ولو صلّى، يظلّ متكلاً على هذه الأشياء. يؤكّد لنا السيّد هنا أن المؤمن الحق هو من صام عن كلّ شيء، هو من ردّد في نفسه أن الله هو الموجود والفعّال والمغذّي. لذلك قال لتلاميذه: «هذا الجنس لا يخرج الاَّ بالصلاة والصوم».

جواب السيد انه لا بدّ أن نتروّض على الإيمان بالصلاة، وان نجعل الصلاة تستمرّ بالإيمان. هناك تفاعل بين الصلاة والإيمان. إيماننا بالمسيح يجعل الصلاة ممكنة، والصلاة تجعل الإيمان حيًا. فإذا تفاعل الإيمان والصلاة استطعنا أن نُحجم عن الشهوات الضارّة، وكذلك اذا أَحجمنا عن الشهوات الضارّة، تزداد محبتنا لله وللقريب وينفتح قلبنا لله، فيأتي الينا ويطرد عنّا كلّ ضيم، ويُخرج من قلبنا كلّ شهوة تدغدغ نفسنا، ويتربّع في قلبنا سيدًا وحيدًا ومعزّيًا ورفيقًا.

متى أَدركنا كلّ ذلك، نُدرك أيضًا ان الصلاة تعبير عن فقرنا. انها اعتراف بأنّنا محتاجون إلى رحمة الله، وأن يأتينا هو بكلّ برّ. الإقرار بأنّنا لا شيء، وبأنّ الربّ يسوع هو كلّ شيء، هذا المعنى الحقيقي والدافع الحق للصلاة. عندما يقف المرء أمام ربّه داعيًا، ملتمسًا، مستغفرًا، راجيًا، يكون مفرّغًا ذاته من ذاته، من شهواته، قائلاً لله: تعال أنت واحتلّ هذا المكان، خذ النفس واجعلها لك بحيث لا أحيا أنا بل تحيا أنت فيّ.

هكذا، اذا تدرّبتُ على صلاة موصولة، أستطيع أن أَردّ التجارب التي تأتيني، التي تحدّث عنها يوحنا الرسول في رسالته الأولى عندما قال ان كلّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظُّم المعيشة ليست من الآب بل من العالم (١يوحنا ٢: ١٦). محبّة المال، ثم محبّة الجسد، محبّة المجد، هذه كلها نحتاج إلى ان نتروّض لمكافحتها يومًا بعد يوم، أن نصوم عنها حتى تصبح هذه الرياضة الروحية عادة فينا.

الصوم يعني في أعماقه إمساكًا عن الشهوات التي تُكبّلنا. لكن هذا الصوم لا يمكن ان نحقّقه، وهذا الإحجام عن الشرور لا نستطيع ان نقوم به ما لم نُصلّ، أي ما لم نكن متّحدين بالمسيح يسوع اتحادًا قلبيًا طوعيًا، بحيث نؤمن أن الصلاة فعّالة، مطهّرة، رافعة إيّانا إلى عرش الله وملكوت المحبة.

الإيمان والصلاة والصوم متماسكة تمامًا بحيث لا نستطيع أن ندّعي الإيمان بلا صلاة، أو أن ندّعي الصلاة الحقّ بدون جهاد متّصل، ليكون الله وحده سيّدًا في حياتنا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيين ٦: ١٣-٢٠

 يا إخوة، إن الله لمّا وعد إبراهيم، اذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أَقسم بنفسه قائلا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنك تكثيرا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كل مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لما شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قوية نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفـس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيـسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلا: أيها الجيل غيرُ المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتى متى أَحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئا فتحنّنْ علينا وأَغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إني أُومن يا سيد، فأَغثْ عدم إيماني. فلما رأى يسوع أن الجمع يتبادرون اليه، انتهر الروح النجس قائلا له: أيها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمُرك أنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرا وخرج منه، فصار كالميت حتى قال كثيرون انه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأَنهضه فقام. ولما دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لـماذا لم نستطع نحن أن نُخرَجه؟ فقال لهم: إن هذا الجنس لا يمكن أن يخرج الا بالصلاة والصوم. ولما خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

ملكيصادَق

مَن هو ملكيصادَق الوارد ذكره في رسالة اليوم؟ يجيب القدّيس بولس الرسول على هذا السؤال بقوله: «فإنّ ملكيصادَق هذا هو ملك شليم وكاهن الله العليّ... وتفسير اسمه أوّلاً ملك البِرّ، ثمّ ملك شليم، أي ملك السلام. وهو لا أب له ولا أمّ ولا نسب، ولا لأيّامه بداءة، ولا لحياته نهاية، وهو على مثال ابن الله، ويبقى كاهنًا أبد الدهور» (عبرانيّين ٧: ١-٣ ). ولا يغفل بولس الإشارة إلى أنّ ملكيصادَق قد بارك إبراهيم، وله أدّى إبراهيم العُشر من كلّ شيء (تكوين ١٤: ١٨). هو، إذًا، أعظم من إبراهيم، لذلك ذهب معظم الآباء إلى الاستنتاج بأنّ ملكيصادَق هو صورة عن المسيح.

يقول القدّيس لاون الكبير أسقف رومية (+٤٦١) إنّنا نعترف، عن إيمان لا عن تهوّر، بأنّ الربّ يسوع المسيح حاضر بين المؤمنين، وهو «الأسقف الأبديّ الحقيقيّ الذي لا تتبدّل خدمته ولا تنتهي. وكان ملكيصادَق صورة عنه». ويؤكّد القدّيس كبريانوس أسقف قرطاجة (+٢٥٨) هذا الاعتقاد فيقول: «حمل ملكيصادَق صورة المسيح. هذا ما يؤكّده الروح القدس فيعلن في المزامير ما يقوله الآب للابن: قبل كوكب الصبح ولدتُك أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادَق (مزامير ١٠٩: ٤)». أمّا القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+٣٩٧) فيقارن ما بين المسيح وملكيصادَق، فيقول: «ملكيصادَق هذا تقبّلناه كاهنًا على مثال المسيح، واعتبرناه رمزًا. أمّا المسيح فهو الأصل، والرمز ظلّ للحقيقة. لقد تقبّلْنا ملوكيّة ملكيصادَق على مدينة واحدة (أورشليم)، غير أنّ ملوكيّة يسوع هي على كلّ العالم».

يرى كبريانوس في ملكيصادَق صورة سابقة عن ذبيحة الربّ، على نحو ما ورد في سفر التكوين: «قدّم ملكيصادَق ملك شليم خبزًا وخمرًا» (١٤: ١٨). في هذا السياق يقول أحد آباء الكنيسة في الغرب بيد الموقّر (+٧٣٥) أنّ ذبيحة ملكيصادَق كانت صورة عن الذبيحة الآتية، فيقول: «وكما أنّ مخلّصنا عندما ظهر بالجسد تنازل ليصبح ملكًا علينا، فأتانا ملكوته، هكذا أصبح كاهنًا عندما قدّم ذاته من أجلنا ذبيحة لله برائحة زكيّة... ملكيصادَق كان كاهنًا لله العليّ قبل كهنوت الشريعة بكثير، وقدّم خبزًا وخمرًا للربّ. إنّ فادينا هو كاهن على رتبة ملكيصادَق، لأنّه أهمل، متعمّدًا، الذبائح التي حدّدتها الشريعة، وأسّس نموذج الذبيحة التي تقدَّم في العهد الجديد في سرّ جسده ودمه».

«لا أب له، ولا أمّ، ولا نسب»... يرى التراث الكنسيّ أنّ للمسيح وحده كلّ هذه الخصائص، فهو لا أُمّ له كإله، إنّه مولود للآب وحده. ولا أب له كإنسان، إنّه وُلد لأُمّ وحدها، أي مريم العذراء. لا نسب له كإله، لإنّه لا يحتاج إلى نَسَب، فهو مولود للآب غير المولود. ولا بداءة لأيّامه، فولادته أزليّة، ولا نهاية لحياته، فطبيعته أبديّة خالدة. لذلك، ليس الربّ يسوع شبيهًا بملكيصادَق، بل ملكيصادَق هو رمز للربّ، والمسيح هو حقيقة الرمز. يقول القدّيس يوحنّا كاسيانوس (+٤٣٢) إنّ عبارة «لا أُمّ له» تخصّ ولادة اللاهوت، أمّا عبارة «لا أب له» فتشير إلى ولادة الناسوت. فكما أنّه وُلد بجوهره الإلهيّ «بدون أُمّ»، هكذا وُلد بناسوته «بدون أب»، «فإنْ كنت تعتبره مولودًا للآب فلا أُمّ له. وإنْ كنت تعتبره مولودًا لأُمّ، فلا أب له».

لا شكّ أنّ الربّ يسوع قد أبطل، بموته على الصليب وقيامته، الذبائح الحيوانيّة والدمويّة المنصوص عليها في العهد القديم، وأبطل تاليًا وظيفة الكهنوت القديمة. فالكاهن قديمًا كان يقدّم الذبائح عن خطاياه وعن خطايا الشعب، بينما قدّم المسيح الكاهن ذاته ذبيحة ليفدي الناس من خطاياهم. هو، كما نقول في القدّاس الإلهيّ، الكاهن والذبيحة في آن واحد، هو المقرِّب والمقرَّب. من هنا يقول القدّيس أفرام السريانيّ (+٣٧٣): «بعد أن بيّن بولس ضرورة تبدّل الكهنوت، أخذ يُثبت لنا أنّ تبديل الكهنوت يقتضي تبديل الشريعة. وهل هناك ضرورة للشريعة إذا كانت الذبائح والكهنوت قد انتهت أحكامها؟... هكذا على مثال ملكيصادَق ظهر الكاهن الآخر لا على أحكام الشريعة، بل بقوّة حياة لا يزيلها الموت».

أمّا القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+٤٠٧) فيتساءل: «هل كانت الشريعة غير مُجدية؟»، وسرعان ما يجيب قائلاً: «كانت الشريعة مُجدية جدًّا، إلاّ أنّها عجزت عن أن تجعل الناس كاملين. الشريعة لم تحقّق الكمال في شيء. الكلّ رمز، والكلّ ظلّ: الختان، الذبيحة، السبت. هذه لم تستطع أن تنفذ إلى عمق النفس. لذلك تعبُر، وسرعان ما تنكفئ». ويؤكّد القدّيس أفرام السرياني هذا المنحى إذ يقول: «عجز الكهنة السابقون، بسبب شهواتهم وانغماسهم في الملذّات، وطمعهم الذي أَضعفوا به شعبهم، عن أن يوصلوا أيًّا منهم إلى ذلك الكمال». لذلك، أتى المسيح، الكاهن إلى الأبد، ليقدّم نفسه ذبيحة، وكما يقول سفر الرؤيا: «هو الذي أَحبّنا وغسل خطايانا بدمه». إنّه يرحض كلّ يوم خطايا العالم ويُطهّرنا من خطايانا بدمه الذي أُهرق، مرّة وإلى الأبد، من أجل حياة العالم.

يقول القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ (+٣٨٩): «لقد ولّت الأشياء القديمة: ها كلّ شيء أصبح جديدًا. الحرف ينكفئ، والروح يتقدّم. الظلال تتوارى، والحقّ ينبلج. وملكيصادق يجمع. مَن لا أُمّ له يصبح بلا أب. أوّلاً بلا أُمّ، وثانيًا بلا أب». ملكيصادق هو الرمز، والربّ يسوع هو الحقيقة.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: القديس يوحنا السُلَّمي

التلميذ: من هو القديس يوحنا السُلّمي الذي نُعيّد له اليوم؟

المرشد: هو راهب قديس عاش في القرن السابع، توفّي سنة ٦٧٠ وكان رئيس دير القديسة كاترينا في سيناء، ولذلك يُدعى أيضا السينائيّ. نعيّد له في الاحد الرابع من الصوم لأنه حقق في حياته مثال التوبة. ونحن مدعوّون إلى ان نضع هذا المثال أمام أعيننا أثناء الصوم.

 

التلميذ: لكن لماذا ندعوه السُلّمي؟

المرشد: يُدعى السُلّمي نسبة إلى كلمة «السُلّم» وهو عنوان كتابه «سُلّم الفضائل»، وهو كتاب نُسكيّ شهير يُعلّم طريق التوبة والنسك وكيفية صعودها درجة درجة حتى الدرجة الثلاثين. الكتاب موجّه أصلا إلى الرهبان، لكنه يفيد كل الذين يسعون إلى العيش حسب الإنجيل، وكأن القديس يوحنا من خلاله يخاطبنا نحن اليوم. الكتاب موجود باللغة العربية. يمكنك مطالعة بعض مقاطع منه. انظر في الفهرس ثم اختر الموضوع الذي تريده مثل التوبة، الحقد، الكذب، الكبرياء، التواضع... واقرأ.

 

التلميذ: لماذا عيده في الأحد الرابع من الصوم؟

المرشد: للقديس يوحنا السلّمي عيد ثابث في الروزنامة في ٣٠ آذار، لكن الكنيسة وضعت له عيدا في الصوم كمثال يُحتذى به كما وضعت عيدا للقديسة مريم المصرية في الأحد الخامس من الصوم، رجل وامرأة عاشا التوبة الحقيقية. ولكن الكنيسة أعطت التفسير الصحيح لتعليم القديس يوحنا حين أعلنت أن لا قيمة للنسك ما لم يكن تعبيرا عن المحبة كما نرتل في صلاة الغروب متوجّهين الى القديس: «لذلك هتفتَ نحو الكل أَحبّوا الله فتجدوا نعمة أبدية. لا تفضّلوا شيئا على محبته».

 

من أقوال القديس يوحنا السُلّمي

في الكبرياء:

- عاتب شيخ أحد الإخوة على تكبّره معاتبة روحبة. فأجاب الأخ: اغفر لي يا أبي فإني لست متكبرًا. فقال له الشيخ الكلي الحكمة: يا ولدي، أي برهان تعطينا على تكبرك أوضح من قولك «لستُ متكبرا»؟

- أول الكبرياء اكتمال العُجب، وانتصافها ازدراء للقريب وتبجّح وقح بالأتعاب، وثناء على الذات مقيم في القلب، ومقت للمذمة. أما كمالها فتغرّب عن معونة الله واعتداد بالذات وتشبّه بالشياطين.

- الرجل المتكبّر يطمع في الرئاسة فلا يهلك في الواقع بل لا يريد ان يهلك الا عن طريقها.

- حيثما حلّت سقطة فهناك سبقتْ وسكنت الكبرياء، لأن حضور هذه يؤذن بحلول تلك.

- كثيرًا ما تستمدّ الكبرياء غذاءها من الشكر، لأنها لا توحي الينا للوهلة الأولى أن نجحد الله بوقاحة. لقد رأيت من يشكر الله بلسانه وهو متعظّم بفكره، ويشهد على ذلك جليًا قول الفرّيسي الجاهل: «أشكرك يا الله لأني...».

- من يرفض التوبيخ يُظهر تكبّره، ومن يرضخ له يتحرّر من هذا الأسر. 

- الكبرياء فاقة قصوى لنفس فقيرة تتوهّم الغنى، وتكون في الظلام فتتخيّل النور.

- المتكبّر رمّانة مهترئة في داخلها، تلمع بهيّة في ظاهرها.

 

عيد البشارة

مساء الخميس في ٢٤ آذار ٢٠١٦، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صلاة غروب عيد البشارة في كنيسة سيدة البشارة في برج حمّود. بعد الصلاة التقى سيادته الرعية في صالون الكنيسة حول ضيافة العيد واطلع على النشاطات التي أُقيمت في المناسبة. وصباح الجمعة في ٢٥ آذار، رئس سيادته القداس قي كنيسة سيدة البشارة في بطشيه. بعد القداس كان لقاء لتبادل المعايدة، ثم اشترك الجميع في مائدة محبة في صالون الكنيسة.

 

كفتون

صباح الأحد الثاني من الصوم في ٢٧ آذار ٢٠١٦، ترأس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة مار فوقا في قرية كفتون. بعد القداس كان لقاء مع الرعية وحفل أقيم احتفاء بالأمهات في عيدهنّ حيث شارك سيادته الأُمّهات في قطع قالب الحلوى للمناسبة.