ocaml1.gif
العدد ٢٨: الله والمال Print
Sunday, 10 July 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٠ تموز ٢٠١٦ العدد ٢٨   

الأحد الثالث بعد العنصرة

القديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي

logo raiat web



كلمة الراعي

الله والمال

يقول السيّد في إنجيل اليوم: «لا تقدرون أن تعبدوا ربّين الله والمال». كيف نتعاطى مع هذا النص الذي يبدو من أثقل الفصول على النفس البشرية.

 رأى السيّد أن المال قادر ان يصير ربًّا يُعبَد. قال لا تعبدوا المال، ولم يقل لا تستعملوا المال. لم يقل يسوع أبدًا انه لا يجوز للإنسان أن يكسب المال ولا ان يمتلك بيوتًا أو أرزاقًا، وهو يفترض طبعًا ان ما نكسبه نكسبه بالاستقامة من دون سرقة أو احتيال أو ما إلى ذلك. كيف نتعاطى مع هذا النص بصورة فعليّة حقيقيّة؟

قبل كل شيء علينا ان نعرف ان هنالك أموالًا «قذرة» ومالًا «نظيفًا». هنالك مال لا يمكن أن نمسّه وهنالك مال نستطيع ان نمسّه. إن اقتنعنا بهذا تصبح قضية إنجيل اليوم بسيطة.

الأمر الثاني الذي علينا أن نعرفه هو ان المال الحلال الذي بين أيدينا هو وكالة. هذا هو التعليم المسيحي حسب القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا الذهبي الفم: نحن وكلاء على المال الذي لدينا، نحن مفوَّضون باستعماله في خدمة البشر. كل منّا موكَّل على أملاك الله.

يسوع المسيح لم يعلّمنا عن نظام ماليّ واقتصاديّ أو عن نظام دوليّ. ليس عند المسيحيّين نظام حكم يتبعونه. هذه أمور تتطوّر مع المجتمعات. المسيحي يدخل في نظام حكم موجود في البلد. والمسيحيّون يسيطرون بعقولهم وقلوبهم المطَّهرة على المال الذي بين أيديهم، أي انهم يستعملون الوكالة التي بين أيديهم من أجل الخير ابتداءً من عائلاتهم وصولًا إلى كل الناس. بكلمة أخرى الإنسان المسيحيّ يمتّع بماله كلّ البشر.

اذًا القضية ليست قضية إيراد ولكنها قضية استعمال. الإيراد مباح ضمن النظام الاقتصادي الذي نعيش فيه، الاستهلاك أو الاستعمال قضيّة يدخل فيها التقشّف. الاستعمال المقبول هو المحدود بمتطلّبات الحياة الأساسيّة، حياة بسيطة لا انفلاش فيها للغنى والممتلكات. هذا مؤذ روحيًا للغني الذي يملك المال والفقير الذي لا يملكه. قد يصبح الإنسان أسيرًا للمال، أسيرًا لكل شيء.

القضية هي أن نستهلك أموالنا بصورة غير جارحة للقريب، أو بصورة فيها مشاركة مع هذا القريب لأننا وكلاء على أموال الله بصورة لا تجعلنا سجناء لما نملك.

هكذا نكون على البساطة في القلب التي تحدّث عنها الإنجيل ونعتبر أنفسنا في خدمة الفقراء بحيث نكون أحرارًا إذا استعملنا أموالنا ولا ندع الأشياء تسيطر علينا. هكذا نفهم إنجيل اليوم.

إذا كُنّا مسيحيّين حقًا، لا نقتبس من الإنجيل ما يُعجبنا ونغضّ النظر عن مقاطع أخرى. المسيحيّ يحاول ان يتقيّد بكل كلمة من كلمات يسوع ضمن المجتمع الذي يعيش فيه. كلمات يسوع أبدية ننفّذها في كل جيل.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢ تيموثاوس ٢: ١-١٠

يا ولدي تيموثاوس تقوَّ في النعمة التي في المسيح يسوع، وما سمعته منّي لدى شهود كثيرين استودْعه أناسًـا أمناء كُفؤا لأن يعلّموا آخرين أيضًـا. احتمل المشقّات كجندي صالح ليسوع المسيح. ليس أحد يتجنّد فيرتبك بهموم الحياة، وذلك ليُرضي الذي جنّده. وأيضًـا إن كان أحد يجاهد فلا ينال الإكليل ما لم يجاهد جهادًا شرعيا. ويجب ان الحارث الذي يتعب أن يشتركَ في الأثمار أولا. إفهم ما أقول. فليؤتك الرب فهمًا في كل شيء. اذكُرْ أن يسوع المسيح الذي من نسل داود قد قام من بين الأموات على حسَب إنجيلي، الذي أَحتملُ فيه المشقّات حتّى القيود كمجرم الا ان كلمة الله لا تُقيّد. فلذلك أنا أصبر على كلّ شيء من أجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًـا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع المجد الأبدي.

 

الإنجيل: متى ٦: ٢٢-٣٣

قال الرب: سراجُ الجسد العين. فإن كانت عينُك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما. واذا كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون؟ لا يستطيع أحد أن يعبد ربّين لأنه، إما أن يُبغض الواحد ويحبّ الآخر، أو يُلازم الواحد ويرذل الآخر. لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال. فلهذا أقول لكم لا تهتمّوا لأنفسكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست النفس أفضل من الطعام، والجسد أفضل مـن اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء فإنها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماويّ يقُوتها. أفلستم أنتم أفضل منها؟ ومَن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ ولماذا تهتمّون باللباس؟ اعتبِروا زنابق الحقل كيف تنمو. إنها لا تتعب ولا تغزل، وأنا أقول لكم ان سليمان نفسه في كل مجده لم يلبس كواحدة منها. فإذا كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم وفي غد يُطرح في التنّور يُلبسه الله هكذا، أفلا يُلبسكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذا كلّه تطلبه الأُمم، لأن أباكم السماويّ يَعلم أنكم تحتاجون إلى هذا كله. فاطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه، وهذا كلّه يُزاد لكم.

 

تقدمة الحياة

قليلاً ما بتنا نرى شخصًا يأتي إلى القدّاس الإلهيّ يحمل خبزًا معه، ليقدّمه إلى الهيكل من أجل ذكرِهِ وأخصّائِهِ، أحياء وراقدين. كيف كدنا نفقد هذه الممارسة التي لا تقُوم خدمة من دونها؟ قديمًا، كنّا نصنع خبز التقدمة في البيت. فالخبز، الذي نأكله في الذبيحة أو بعد المناولة، ليس هو فقط طحينًا نعجنه ونخبزه، بل هو وقتنا وتوقنا وحياتنا أيضًا، أي هو نحن. المسيحيّ إلى الله يقدّم نفسَهُ.

هذا يجب أن نسترجعه الآن. فهذه التقدمة واحدة من أسمى التعابير التي تبيّن ارتباطنا اليوميّ بهذا اللقاء الفصحيّ الذي يجمعنا في نهاية كلّ أسبوع. ثمّ إنّها واحدة من إعلاناتنا البليغة عن رغبتنا في أن يأكل الناس من خبزنا، لنقوى جميعُنا في المحبّة. ألم يقل يسوع لتلاميذه قبل أن يطعم الجموع في البرّيّة: «أعطوهم أنتم، ليأكلوا» (مرقس ٦: ٣٧)؟ الخبز، صناعةً وتقدمةً، تعبير حيّ عن طاعتنا ووعينا أنّنا، إن أعطينا الربّ من ذاتنا أو أعطينا الإخوة من تعبنا، يردُّ (الربّ) لنا عطيّتنا من ذاته، بل يعطينا ذاته.

أميل بقوّة إلى الاعتقاد أنّ إهمالنا تقدمةَ الخبز ليس سببه فقط انخراط الكثيرين في حياة المدينة (أو انحراطها فيهم)، بل، أيضًا، التعليم الغريب الذي أتتنا به، من خارج، جماعاتٌ سمّت ذاتها «متجدّدة». إذا راجعنا ما ينادون به، لا يفوتنا أنّ همّهم الأعلى أن ينفصل الناس عن حياة كنيستهم (التي يعبّر عن بلاغتها التزامُ عباداتها). لن أستعرض ما يقولونه الآن، بل سأذكّر، فقط، بأنّ المسيحيّين الأوائل كانوا يحملون إلى الخدمة طعامًا، خبزًا وما إليه (على قدر استطاعةِ كلٍّ منهم)، ويأكلونه معًا. هذا كلّه كانوا يسمّونه «مائدة المحبّة». الليتورجيا مكان اللقاء الذي يصوّر غاية التعليم الذي أتى يسوع يبلّغنا إيّاه، أي أنّنا نحن المبعثَرين غدونا، بنعمة المحبّة، عائلة، عائلة الله التي لا تُترَك. وهذا يصعب على المتغرّبين أن يفهموه!

كنسيًّا، إن قلنا إنّنا عائلة الله، لا ننحصر في الإخوة الذين يأتون إلى اجتماع يوم الأحد، بل نمتدّ، أيضًا، بثقة، إلى القدّيسين والإخوة الذين رقدوا على رجاء القيامة والحياة الأبديّة. لا يصحّ التزامنا إن لم نعلن، بوضوح، أنّنا نؤمن بأنّ الليتورجيا هي مكان اللقاء بهذا المعنى الواحد. هذا، لا بأس إن كرّرنا، له تعابيره الظاهرة، ولا سيّما منها تقدمة الخبز (والخمر والماء وكلّ ما نستعمله في أسرار الكنيسة).

هذه التقدمة موقعها هو الصلاة السَحرّيّة التي نجريها قبل القدّاس الإلهيّ. ربّما تكون مدّة هذه الصلاة (ساعة تقريبًا يوم الأحد) هي التي جعلت الكثيرين يتجاوزون المشاركة فيها، اليوم. الذي يعي أنّ هذه الصلاة واحدة من صلواتنا اليوميّة لا يتركها يوم الأحد. تركُها، في هذا اليوم، يوحي بأنّها متروكة في كلّ يوم. إذًا، إلى هذه الصلاة يأتي المؤمنون يحملون تقدمتهم. يضمّون إلى ما يحملونه أسماء الإخوة الذين يودّون أن يُذكَروا في الذبيحة. بلاغة الفصح، الذي تصدح أناشيده وقراءاته في هذه الصلاة، توحي بأنّ الكنيسة تريد أن تغسلنا وما نحمله (أو مَن نحمل أسماءهم معنا) بنور القيامة المجيدة. المسيح هنا يريد أن يقنعنا بأنّنا مضمومون إلى صدره. هذا متّكؤنا. كلّنا مقبولون، لنزيد ارتباطًا بالله وبعضنا ببعض.

قلت أعلاه: المسيحيّ إلى الله يقدّم نفسه. المقصود بهذا أنّه يقدّم نفسه بكلّيّته، أي كلّ ما يتحرّك في نفسه، أفرحًا كان أو حزنًا. الانفصال عن التقدمة هو انفصال عن الله بهذا المعنى الذي يجعلنا، إن في أوان الفرح أو الحزن، كما لو أنّنا متروكون وحدنا. التقدمة استرجاع أنّ الله معنا في كلّ أحوالنا يريد أن ينعشنا بمحبّته. في نهاية الخدمة، بعد أن يتناول المؤمنون جسد الربّ ودمه، يسكب الكاهن في الكأس فتات الخبز التي تمثّل الذين ذُكروا في التقدمة فيما يقول: «اغسل، يا ربّ، بدمك الكريم، خطايا عبيدك المذكورين ههنا، بشفاعات والدة الإله وجميع قدّيسك». هل من دعاء أبلغ؟ هذا يكشف بأنّنا بتنا جميعًا، قدّيسين وأحياء وراقدين، أي جميع الذي ذكرناهم في الذبيحة، مغمورين بدم المسيح الحيّ. هذا من عناق الأبد! هل ثمّة ما هو أقدس من غاية هذه التقدمة؟ وهل ثمّة ما هو أفضل من هذه الرائحة؟

في زمانٍ بات الناس يرغبون فيه في كلّ شيء جاهز، يليق بنا أن نصنع هذه التقدمة نحن بأيدينا في بيوتنا. هذا ارتقاء إلى براعة الوعي أنّ هناك، في حياتنا اليوميّة، ما هو أفضل دائمًا!

 

القديس الشهيد في الكهنة

يوسف الدمشقي (١٧٩٣-١٨٦٠)

هو الأب يوسف  مهنّا الحدّاد. وهو بيروتيّ الأصل، دمشقي الموطن، أرثوذكسي المذهب. وُلد في دمشق سنة ١٧٩٣ لعائلة فقيرة تقيّة. تلقّى بعض التعليم فألمّ باللغة العربية وقليل من اليونانية. صار يعمل في نسج الحرير نهارًا وتابع الدراسة ليلاً.

درس يوسف على يد علاّمة عصره الشيخ محمد العطّار الدمشقي، فأخذ عنه العربية والمناظرة والمنطق والعلوم العقلية. تزوّج يوسف وهو في سن التاسعة عشرة.

سامه البطريرك شماسًا فكاهنًا، سنة ١٨١٧. اهتم الأب يوسف بالوعظ في الكنيسة المريميّة سنوات طويلة، همّه الأول تثقيف عقول الناشئة من أبناء الرعية.

لما ابتدأت حوادث سنة ١٨٦٠ وقتل المسيحيين، اختبأ العديد من أبناء الرعية في الكنيسة المريميّة. انضم اليهم الأب يوسف حاملا معه الذخيرة التي كان يحتفظ بها في بيته. أمضى بقية ذلك النهار والليل يشدد المؤمنين ويشجّعهم. ثم في صباح اليوم التالي، في العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة، فسقط العديدون شهداء، وتمكن آخرون من الخروج ومن بين هؤلاء الخوري يوسف.

كان متسترًا بعباءة، وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمئذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أَفحمه في جدال فضمر له الشر. هذا، لمَّا وقع نظره عليه، صاح بمن كانوا معه: «هذا إمام النصارى، إن قتلناه قتلنا معه كل النصارى». وإذ صاح الرجل بذلك، أدرك الخوري يوسف أن ساعته قد دنت، فأخرج الذخيرة المقدسة وابتلعها. انقضّ عليه المهاجمون بالفؤوس والرصاص، ثم ربطوه من رجليه وصاروا يطوفون به في الأزقّة والحارات مسحوبًا على الأرض إلى أن هشّموه تهشيمًا، وأسلم روحه بين يدي ربه راقدًا بسلام.

بعد تحقيق سيرته، أَعلن المجمع الأنطاكي المقدس قداسة الخوري يوسف الدمشقي في ٨ تشرين الأول ١٩٩٣.

رُسمت له أيقونات، ووُضعت خدمة صلاة الغروب والسَحر والقداس للاحتفال بعيده في ١٠ تموز. نرتل له: «هلموا يا مؤمنون نكرّم شهيد المسيح كاهن بيعة أنطاكية الذي عمّد أرض الشام وكنائسها وشعبها بكلمة الكلمة ودمائه مع رفقته، لأنه منذ الطفولية اصطبغ بنور الإنجيل، فعمل وعلّم وحفظ كنيسة المسيح وخرافها. فيا يوسف الدمشقي كن لنا قدوة وحافظا وشفيعا حارّا لدى المخلّص».

 

البترون

صباح الأحد في السادس والعشرين من حزيران، أحد جميع القديسين، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس في البترون. تمّت في القداس رسامة الشماس الإنجيلي جورج (الحايك).

الشماس الجديد من مواليد سنة ١٩٦٩، متزوج وأب لثلاث بنات. أتمّ برنامج الإعداد اللاهوتي في أبرشية طرابلس. ألقى سيادته عظة موجّهة إلى الشماس جورج، إليكم بعض ما جاء فيها: أخي قدس الشماس جورج، يا أحبة، كلمة شمّاس تعني باليونانية الخادم، وستبقى خادمًا من هذه الدرجة إلى أية درجة ترى الكنيسة انك مستحق لبلوغها. عندما يَقبل أحدٌ نفسه خادمًا معنى ذلك انه يقبل كل الناس أعلى منه… نحن خدّام فقط، نغسل أرجل الإخوة كما غسل السيد أرجل تلاميذه. إذا سألك أحد من أنت؟ ما وظيفتك؟ تقول له أنا غاسل أرجل… عندما تقتنع انك لست بشيء، تبدأ تصير شماسا. نحن رسمناك فقط، هذه البداية… عندما تقوم بالخدمة لكل مخلوق… الرب يسوع تواضع. هو الإله. أراد ان يتواضع ليدلّنا على أن العظيم متواضع. فاذهب واقتنع انك لا شيء. وتعلم هذا من الكتاب، لأن الإله نفسه تواضع وقبّل أرجل التلاميذ… يسوع هو كل شيء. نحن لا شيء. وإذا اقتنع أي كاهن انه صار شيئا، يمحوه الله من فوق في السماء، يمحو اسمه، يكون مظهر كاهن فقط. اذهب وتواضع لأن لا أحد يقدر ان يتعلم الا إذا تواضع. حتى يراك يسوع فوق في السماء شماسا، يريد ان يراك متواضعًا… فاذهب إذًا وافهم انك مدعوّ ان تحب ربك يسوع المسيح فقط. ليس لك محبوب غيره في هذه الدنيا. اذهب على هذه القناعة. واذا صارت عندك هذه القناعة، يفرح بك القديسون. فرحي بك لا يكفي. فرح المؤمنين بك لا يكفي. ينبغي ان يفرح القديسون بك فوق. فاذهب وأَحبب ربنا يسوع المسيح، وأَعطه كل قلبك وكل حياتك، ولا تعمل إلا له، ولا تاخذ أمرا الا منه. عندئذ يراك ويسجّلك بين القديسين.

 

المجمع الأنطاكيّ المقدّس

ختامًا للدورة الاستثنائية السابعة التي تم افتتاحها في ٢٥ أيار ٢٠١٦، التأم المجمع الأنطاكي المقدّس في جلسة مجمعيّة في ٢٧ حزيران ٢٠١٦ في البلمند برئاسة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر وبمشاركة مطارنة الكرسي الأنطاكي المقدس. من أهم القرارات التي اتخذها بالإجماع:

اعتبار اجتماع كريت لقاءً تمهيديًا نحو المجمع الأرثوذكسي الكبير، وبالتالي اعتبار وثائقه غير نهائيةٍ وخاضعةً للمناقشة والتعديل عند انعقاد المجمع الأرثوذكسي الكبير بحضور ومشاركة كافة الكنائس الأرثوذكسية المستقلّة.

رفض إضفاء الطابع المجمعيّ على أي اجتماع أرثوذكسي لا تشترك فيه جميع الكنائس الأرثوذكسية المستقلة، والتأكيد على أن مبدأ الإجماع يبقى القاعدة الأساسية التي ترعى العلاقات الأرثوذكسية المشتركة. وبالتالي فإن كنيسة أنطاكية ترفض أن يدعى اجتماع كريت «مجمعًا أرثوذكسيًّا كبيرًا أو مجمعًا مقدّسًا كبيرًا».