ocaml1.gif
العدد ٣٣: خبزنا الجوهريّ Print
Sunday, 14 August 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٤ آب ٢٠١٦ العدد ٣٣   

الأحد الثامن بعد العنصرة

تقدمة عيد رقاد السيدة

النبي ميخا

logo raiat web

كلمة الراعي

خبزنا الجوهريّ

عجيبة إكثار الخبز التي تحدّث عنها إنجيل اليوم تكشف، في حدّ ذاتها، قوّة السيّد وقدرته على الطبيعة، ولكنها فوق ذلك كلّه تُبيّن لنا اتصال يسوع بالإنسان في كل مجالات الحياة، في ما يختص بالطعام الماديّ وفي ما يختص بالغذاء الروحيّ الذي نتوق إليه.

يسوع تَحرّك نحو الجموع بحنان منه، والفرق بينه وبين الذين صنعوا عجائب في الهند وفي أماكن اخرى يتعاطى فيها الناس السِحْر هو أن الناس يهمّهم عمل ظاهر باهر، تهمّهم الخوارق، الأشياء التي لا ينتظرونها، ولهذا يتعاطون السِحر. اليهود كانوا يصنعون العجائب بهذا المعنى وكانوا يريدونها، ولهذا طلبوا من السيّد عجائب. ولكن يسوع رفض لأنه يرفض أن يلعب بالطبيعة. انه يحب الإنسان ويتحنن عليه، وعند الحاجة يُظهر تمسّكه بالإنسان. العجيبة عندنا ليست تمثيلًا، ليست شيئًا خارقًا لمّاعًا، ولكنها مجيء الله الى المحتاج، الى المريض، والله في هذا لا يقيّد نفسه بأي قانون من قوانين الطبيعة بل يضبط الخليقة بصورة مألوفة بهذه القوانين المادية. بسبب محبته يأتينا مباشرة. هكذا يتدفق حبّه فيشفي ويهدي.

نحن لنا ما هو أعظم من المعجزات. لنا هذه المعجزة الدائمة النازلة من قلب الله: الله يعطينا بالدرجة الأولى الطعام الروحيّ الذي نلتمسه في الصلاة الربّيّة إذ نطلب: «خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم». ليس اننا نطلب ان نعمل، فالعمل موفور في العالم كله، ومعظم الناس يعملون ويوفّرون أسباب معيشتهم. ولكن «خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم» تدلّ بالدرجة الأولى على الغذاء الذي نطلبه لروحنا، لكياننا الحقيقيّ.

لاحظوا أن السيّد صنع معجزة إكثار الخبز في البريّة عندما كان القوم وحدهم، بلا مأوى، بلا مرجع. كل إنسان بلا مرجع وبلا مأوى. ليس للإنسان مكان يسند إليه رأسه. ولذلك، في هذه الدنيا العازلة، الغريبة، يبدو لنا وجه يسوع وحده الكريم.

الناس يفتّشون عن شهواتهم، عن تأسيس عائلة، وهذا جميل، ولكن هذا ليس فيه سبل النجاح، وهو في كثرة الأحيان فشل ذريع. العائلة لها حظ ان تصبح مرجعًا للإنسان. والعمل الذي نتعاطاه يعطينا بعضًا من الفرح، ولكننا قد نُخفق في العمل، قد نُضطَهد فيه، وقد لا نرى فائدة عملنا.

ماذا يبقى أو مَن يبقى؟ الإنسان في حاجة الى وجه. لا يستطيع الانسان أن يحيا بلا وجه ينظر اليه ويحبّه. وجوه الناس تعرف هذا. كثيرًا ما تكون طيّبة ولكنها لا تستقر، واذا اتجهت الينا فهي لا تعطي كثيرًا. وجوه الناس الى ذهاب، تموت. وجه ربنا لا يموت. فإذا كنتَ أنتَ في الصحراء، وإذا كنتَ وحدك، فلَكَ من يسوع غذاء. إذا عرفتَ ذلك، اذا صار ذلك عندك يقينا، إذ ذاك تخضع لله.

أنت طبعًا تمرّ بعملك، تعبُر بعائلتك وتتّصل بأصدقائك، ولكنك لا تقف. لا تقف عند أي منهم لأنك تبحث عن النور الذي لا ينطفئ، تسعى الى أن يعمّدك هذا النور بدفء يدوم.

«خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم».

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ١: ١٠-١٧

يا إخوة أَطلب إليكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاً واحدًا وأن لا يكون بينكم شقاقاتٌ بل تكونوا مكتملين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أَخبرني عنكم يا إخوتي أهل خْلُوي أنّ بينكم خصومات، أَعني أنّ كلّ واحد منكم يقول أنا لبولس أو أنا لأبلّوس أو أنا لصفا أو أنا للمسيح. ألعلّ المسيحَ  قد تجزّأ. ألعلّ بولس صُلِب لأجلكم، أو باسم بولس اعتمدتم. أشكر الله أنّي لم أُعمّد منكم أحدًا سوى كرسبُس وغايوس لئلا يقول أحدٌ إنّي عمّدتُ باسمي؛ وعمّدتُ أيضًا أهل بيت استفاناس؛ وما عدا ذلك فلا أَعلم هل عمّدتُ أحدًا غيرهم لأنّ المسيح لم يُرسلني لأُعمّد بل لأُبشّر لا بحكمة كلامٍ لئلا يُبطَل صليب المسيح.

 

الإنجيل: متى ١٤: ١٤-٢٢

في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنّن عليهم وأبرأ مرضاهم. ولمّا كان المساء، دنا اليه تلاميذه وقالوا: إنّ المكان قفرٌ، والساعة قد فاتت، فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم إلى الذهاب، أَعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له: ما عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال لهم: هلمّ بها إليّ إلى ههنا. وأمر بجلوس الجموع على العشب. ثم أخذ الخمسة الأرغفة والسمكتين ونظر إلى السماء وبارك وكسر، وأَعطى الأرغفة لتلاميذه، والتلاميذُ للجموع. فأكلوا جميعهم وشبعوا ورفعوا ما فضُل من الكِسَر اثنتي عشرة قفّةً مملوءةً. وكان الآكلون خمسة آلاف رجلٍ سوى النساء والصبيان. وللوقت اضطرّ يسوعُ تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبْرِ حتى يصرف الجموع.

 

رقاد والدة الإله

تحوّلت فكرة رقاد والدة الإله إلى عيد في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع بين ٦١٠ و٦٤٩، وذلك بمناسبة تدشين الكنيسة التي شُيّدت في الجتسمانية، على سفح جبل الزيتون في أورشليم، حيث يُظنّ بحسب التقليد أن مريم دُفنت.

لا توجد أدلّة حاسمة عن المكان الذي توُفّيت فيه والدة الإله. يُرجّح ترجيحًا كبيرًا أنّه مدينة أورشليم، فليس في التراث الشرقيّ ما يدلّ أنه كان مدينة أفسُس. ومن الواضح أن العهد الجديد لا ذِكْر فيه لتاريخ موتها. لا نعرف عنها شيئًا من بعد العنصرة حيث كانت مجتمعة مع التلاميذ والنساء، كما يصوّر لوقا الكنيسة الناشئة المجتمعة في العليّة، بانتظار حلول الروح القدس: «هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفْس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم أم يسوع، ومع إخوته» (أعمال الرسل ١: ١٤). أما فكرة الرقاد فمستقاة من تقليد الكنيسة ومن الأدب المعروف بالمنحول وهي «قصة انتقال مريم» التي كُتبت أصلاً باللغة اليونانية في القرن الرابع أو الخامس.

أقدم العظات حول عيد رقاد والدة الإله، كتبها إيسيخيوس الأورشليمي في القرن الخامس (قبل سنة ٤٥٠)، من ثم توالت عظات كثيرة أشهرها في القرن الثامن منها للقديس جرمانُس بطريرك القسطنطينية (+٧٣٣) والقديس أندراوس أسقف كريت (+٧٤٠) وللقديس يوحنا الدمشقيّ (+٧٥٠).

الكلمة الأساسية المستعملة في الخدمة الإلهية هي «الرقاد» وتعني نوم الموت، لأن المسيح انتصر على الموت وغيّر طبيعته: «وبعد ذلك قال لهم: لعازر حبيبنا قد رقد. لكني أذهب لأوقظه، فقال تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يشفى، وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم، فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات» (يوحنا ١١: ١١-١٤). وقد وردت كلمة «انتقال» بمعنى انتقال والدة الإله إلى الحياة وتتحدّث عن «موت بغير فساد» وعن تمجيد لها وعن كونها مالكة مع الابن. لقد أرادت الكنيسة الأرثوذكسية أنّ العذراء انتصرت على الموت. لا تقول شيئًا أكثر دقةً من هذا.

ما من ريب أن الكنيسة الأرثوذكسية تعتقد ان والدة الإله «لم يضبطها قبرٌ ولا موت» دون ان تُحوِّل هذا إلى عقيدة رسمية في مجمع مسكونيّ. وتكون هكذا اكتملت طبيعتها وسبقت القيامة العامة ويوم الدينونة.

الفكرة الأساسية أن مجد المخلّص يتساقط على أُمّه. ويبرز ذلك من خلال تتبُّعنا للأعياد المريميّة أن الكنيسة أرادت بها أن تُشرِك والدة الإله بمجد ابنها، وأن تُعيّد لها بما يشبه أعياد السيّد. وهنا لا بد من الانتباه أنه حتّى الأعياد المرتبطة بالعذراء مريم هي في الأصل مرتبطة بالرّب يسوع وتسمّى سيّديّة لارتباطها بالسيّد، وهذا سببه أن اللاهوت في الكنيسة الأرثوذكسيّة مرتبط بالرّب يسوع ويدور حوله لأنّه هو المحور. فعيد حبَل حنة والدة العذراء يوازي عيد البشارة، وعيد ميلاد السيدة موازٍ لميلاد المسيح، وعيد الرقاد شبيه بالفصح، الخ… ومن هذا المنطلق، يتبين أن عيد الرقاد عيد شامل لـمَكْرُمات والدة الإله وصفاتها وسرّها.

يتضح هذا من طقس العيد الذي كان يقام في أورشليم في القرن الخامس. ويزداد هذا وضوحًا إذا تتبعنا القراءات الثلاث في غروب العيد، والقراءات هي دائمًا محور العيد ومرجعه الكتابيّ، وقد اقتبسها الآباء الذين وضعوا العيد من العهد القديم.

تتحدّث القراءة الأولى عن يعقوب الذي «رأى حلمًا، وإذا سُلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها، وهوذا الرب واقف عليها» (تكوين ٢٨: ١٢-١٣). وقد استعمل الرب هذا الكلام في حديثه مع نثنائيل: «الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» (يوحنا ١: ٥١). مريم هي تاليًا السُلّم الرابط بين السماء والأرض (التي حملت في أحشائها من لا تسعه السماوات).

هي خادمةُ التجسّد الإلهيّ، ومن هذه الزاوية هي «باب السماء» كما جاء في سفر التكوين (٢٨: ١٧). فالتي صارت كذلك بسبب تجسُّد الكلمة منها وفيها كان يليق أن تلتحق بالكلمة الإلهيّ الظافر في قيامته. وهكذا تكون البشارة تمهيدًا لتمجيد مريم في سرّ الرقاد.

القراءة الثانية من نبوءة حزقيال: «ثم أرجعني إلى طريق باب المقْدِس الخارجي المتّجه للمشرق، وهو مغلق، فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقًا، لا يُفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا» (٤٤: ١-٢). الباب الذي رآه النبي مُغلقًا، دلالة على بتوليّة مريم في ولادة المسيح. «ثم أتى بي في طريق باب الشمال إلى قدام البيت، فنظرت وإذا بمجد الرب قد ملأ بيت الرب، فخررتُ على وجهي» (٤٤: ٤). ولكن إذا أدركنا ان مجد الله قد ترك الهيكل بعد أن سُبي بنو اسرائيل إلى ما بين النهرين، وهو الوقت الذي كتب بعده حزقيال نبوءته، يكون بيت الرب الذي يقصده حزقيال مريم نفسها وهي مملوءة من المجد الذي كان المسيح نفسه: «والكلمة صار جسدًا وحَلّ بيننا ورأينا مجده» (يوحنا ١: ١٤). وكم كان الله الذي «لذّاته مع بني آدم» (أمثال ٨: ٣١) كان مشتاقًا لهذه اللحظة. فالمجد الإلهي جاء من الشرق معلنًا أن عودة المجد الإلهي إلى الطبيعة البشرية إنما يتحقق بمجيء المسيح. المجد الإلهي صار في المسيح الذي غدا هو الهيكل الحقيقيّ لله.

أمّا القراءة الثالثة، المقتبسة من أمثال سليمان الحكيم، فتتحدّث عن «الحكمة بنت بيتها. نحتت أعمدتها السبعة» (٩: ١). يُعيدنا هذا الكلام عن «الحكمة التي بنت لها بيتًا» إلى كلام بولس عن كون المسيح هو «قوة الله وحكمة الله» (١كورنثوس ١: ٢٤). تكون العذراء تاليًا «بيت الله».

من مجمل هذه التلاوات الثلاث، يتبيّـن ان غاية العيد ليست ان نَعْرف مريم وحدها أو بحدّ نفسها، ولكن من حيث كونها خادمة للمسيح. فبصورة أو بأخرى نحن لا نزال مع المسيح. ويتجلّى هذا في أيقونة الرقاد حيث نرى أن وراء والدة الإله المسجّاة يقف المسيح منتصبًا في شكله القياميّ يحمل أمّه بهيئة طفلة ويُدخلها إلى الحياة الأبدية.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: كنيسة كورنثوس

التلميذ: قرأت الرسالة والإنجيل قبل أن أذهب إلى القدّاس. عندي سؤال بشأن الرسالة: من هم كل هؤلاء الناس الذين يذكرهم الرسول بولس؟

المرشد: لا شك انك انتبهت إلى أن الرسالة موجّهة إلى أهل كورنثوس وهي مدينة في اليونان موجودة حتى اليوم. في أيام الرسول بولس، أي في القرن الأول، كانت كورنثوس مدينة يبلغ عدد سكانها ٣٦٠٠٠ شخص، وهي مرفأ على البحر تمرّ بها سفن كثيرة وفيها نهضة اقتصادية وانحلال أخلاقيّ. هناك ابتدأ بولس يبشّر بالإنجيل بعد ان ترك أثينا وبقي في كورنثوس سنة وستة أشهر.

 

التلميذ: أعرف انه ترك أثينا بعد ان هزئ به الناس لما كلّمهم عن القيامة من بين الأموات.

المرشد: أصبتَ. تكلمنا عن هذا منذ فترة. اما في كورنثوس، فكان بولس يبشر اليهود في المجامع، لكن بعد ان اشتكوا عليه عند الوالي الروماني تركهم وصار يبشر الوثنيين انطلاقا من البيوت. في كورنثوس التقى ايضا أكيلا وزوجته بريسكيلا اللذين كانا يعملان في صناعة الخيَم كبولس وقد رافقاه في رحلات تبشيره. اقرأ في أعمال الرسل ١٨.

 

التلميذ: لكن من هم خلُوي وأَبولوس وكريسبُس واستفاناس وغيرهم الذين يذكرهم بولس اليوم؟

المرشد: لا نعرف تمامًا من هي خلوي. لا شك انها كانت تملك صناعة او تجارة في كورنثوس، وأن الذي يعملون عندها أَخبروا بولس عن الخلافات بين المسيحيين في الكنيسة الناشئة. أبولوس رجل مثقف أتى من الإسكندرية إلى كورنثوس بعد أن تركها بولس، وكان يعلّم في مجامع اليهود. أما كريسبُس فكان من المجمع اليهودي وبشرّه بولس، وغايوس استقبل بولس في بيته وسمّاه بولس «مضيفي ومضيف الكنيسة كلها» (رومية ١٦: ٢٣)، واستفاناس هو أول مهتد إلى المسيحية في كورنثوس. أراد بولس أن يؤكد انه لم يعمّد الا نادرًا لأن الرسل كانوا يتفرّغون لتعليم الكلمة.

 

«طوبى للرُحماء لأنهم يُرحمون»

أخبر الآباء عن رجل من دمشق كان ماضيا في الطريق فوجد إنسانًا ميتًا عريانًا مُلقى على الطريق، فخلع ثوبه وألقاه عليه ومضى. وبعد أيام، بينما هو ماضٍ إلى العمل راكبًا على دابته، وقع أرضًا فانكسرت رجله وساءت حالها جدًا. فقرر الأطباء قطعها وانصرفوا على أن يعودوا اليه في الغد. فحزن ولم ينم في تلك الليلة. دخل اليه في نصف الليل انسان وقال له: ما بالك حزينًا باكيًا؟ فقال له: وكيف لا أبكي وأَحزن وقد انكسرت رجلي والأطباء يريدون قطعها. فقال له: أَرني رجلك. فلما رآها مسحها بيده وقال له: قم امشِ. فقال له: رجلي مكسورة، فكيف أَمشي؟ فقال له استند عليّ وامشِ. فمشى وهو لا يعرج أبدًا. فقال له ذلك الإنسان: يا أخي، ان الرب قال في إنجيله المقدس: «طوبى للرُحماء لأنهم يُرحَمون»، وأراد الانصراف. فاستوقفه وقال له: من أنت؟ فأشار الى ثوبه وقال: أتعرف هذا؟ قال الرجل: نعم، كان لي. فقال له: أنا الميت الذي أَلقيتَ ثوبك عليه. أَرسلَني الله لأشفيك، فاشكُره واعمل الرحمة.

 

أوكرانيا

في ٢٧ تموز ٢٠١٦، اشترك ٨٠ إلى ١٠٠ ألف شخص في المسيرة في شوارع العاصمة كييف. قاد المسيرة المتروبوليت أُونوفريوس رئيس الكنيسة الأرثوذكسية مع المطارنة والكهنة، وهم يحملون الأيقونات ورفات القديسين ويصلّون من أجل السلام. وفي ٢٦ تموز كانت قد وصلت مسيرة من غربي البلاد وشرقها لتلتقي في كييف. وكان عشرات الآلاف قد قطعوا مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام. انطلقوا في ٣ تموز من دير سفياتوغورسك في الشرق، وفي ٩ تموز من دير بوتشايف في الغرب، ليلتقوا في كييف مع سكان المدينة ومؤمنين من مختلف الأبرشيات. كان طول المجموعة في المسيرة نحو ثلاثة كيلومترات وعرضها عشرون مترا، وتغطي مساحة ستين ألف متر مربّع. 

Last Updated on Tuesday, 09 August 2016 21:04