ocaml1.gif
العدد ٣١: المحبّة والعطاء Print
Sunday, 30 July 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٣٠ تمّوز ٢٠١٧ العدد ٣١ 

الأحد الثامن بعد العنصرة 

سيلا وسلوانس ورفقتهما

logo raiat web

كلمة الراعي

المحبّة والعطاء

نفهم من إنجيل اليوم أنّ السيّد كان مع الناس، كان مُلتفتًا إليهم. فبعد أن شفى مرضاهم رأى أنّهم جياع، تحنّن عليهم فأكثر الخبز. العلاقة بين الناس، حتى تكون مجدية، ينبغي أن تنطلق من حنان، لا أن تكون علاقة قانون وحسب، فلا نقول هذه حدودي وهذه حدودك، وهذا حقّي وهذا حقّك. هذه لغة بين أهل الدنيا سائرة ولكنّها لا تكفي. اللغة الشافية هي اللغة التي تنطلق من القلب وتذهب إلى القلب.

 

 

تحنّن يسوع عليهم ثمّ أخذ خمسة أرغفة وسمكتين. نلاحظ أنّ الشيئين اللذين أخذهما كانا من حياة الناس. حول بحيرة طبريّا كان الناس يأكلون خبزًا وسمكًا. لكنّ الإنجيل يذهب إلى أبعد من ذلك، فالخبز اتُّخذ في ما بعد ليكون جسد يسوع والسمكة اتّخذها المسيحيّون الأوّلون رمزًا للسيّد، صورة عنه لأنّ أحرف كلمة سمكة باليونانيّة، وهي خمسة، تشكّل الأحرف الأولى من كلمات «يسوع المسيح ابن الله المخلّص».

أراد يسوع أن يهيّئهم إلى أنّه سوف يعطيهم شيئًا أعظم من الخبز والسمك. وقد دلّ الإنجيل على هذا المعنى الرمزيّ إذ قال: «بارك وكسر، وأَعطى» وهي الكلمات التي استعملها في العشاء الأخير عندما أعطى تلاميذه جسده ودمه.

وقد لاحظ يوحنّا الحبيب في الإنجيل الرابع، عندما أورد هذه الأعجوبة التي نقرأها اليوم من بشارة متّى، أنّه يقصد شيئًا أبعد من إكثار الخبز. ولهذا أورد عظة معروفة هي العظة عن الخبز النازل من السماء: ليس كما أكل آباؤكم وماتوا ولكن من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. ثمّ شرح لهم أنّه سوف يثبت معهم ويثبتون هم معه إن عرفوا أنّه هو الذي سوف يفدي الناس وسوف يترك لتلاميذه حضوره في ما بينهم بشكل الخبز والخمر.

ننتبه هنا إلى أنّ يسوع نظر إلى السماء ثمّ أعطى. الإنسان لا يعطي إلّا من السماء. ما يخرج من اليد يوضع في يد أخرى، وأمّا ما يخرج من القلب ففي قلب آخر يوضع. ولكن ما يخرج من القلب يمكن أن يكون غير طاهر، فمن فضلة القلب يتكلّم اللسان (لوقا ٦: ٤٥). القلب يعطي طهارة أو يعطي فسادًا. القلب فيه الدنيا كلّها، عواصفها، شهواتها. ولهذا لا يعني شيئًا أن أقول لإنسان آخر: أحبّك من كلّ قلبي، فقد أكون محبًّا له حبًّا مصلحيًّا، استيلائيًّا، استبداديًّا، شهوانيًّا. المهمّ أن يصدر الله من قلبنا، أن يفيض الروح القدس من قلبنا حتّى نحب. ولهذا قال: «بارك ثمّ كسر وأعطى»، المهمّ أن نعطي ونحن في البركات، في النعمة الإلهيّة، في القداسة. كلّ عطاء آخر تبديد أو هوى في النفس أو استغلال.

ليس المهمّ أن أبقى أنا في قلوب الناس فأنا عابر، المهمّ أن يلتفتوا إلى الله معطيهم وأن يعرفوا أنّهم أخذوا الخبز بأعجوبة. ليس اللقاء بين إنسان وآخر، اللقاء بين الله في إنسان يبعثه في إنسان آخر إن أحبّه. ليس العطاء المادّيّ سوى رمز وأسلوب وتربية حتّى تتدرّب قلوبنا على العطاء الكامل، عطاء المحبّة والطهارة من قلب تألّه إلى قلب نريده أن يتألّه.

كلّ عطاء دون هذا لا قيمة له. أن نعطي يعني أن نعطي كلّ شيء انتباهنا، اهتمامنا، صحتّنا، أيّامنا وليالينا، نعطي الحياة كلّها على غرار المعلّم أو ليس من عطاء.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ١٠:١-١٧

يا إخوة أَطلب إليكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا وألّا يكون بينكم شقاقاتٌ بل تكونوا مكتملين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أَخبرني عنكم يا إخوتي أهل خْلُوي أنّ بينكم خصومات، أَعني أنّ كلّ واحد منكم يقول أنا لبولس أو أنا لأبولّوس أو أنا للمسيح. ألعلّ المسيح  قد تجزّأ. ألعلّ بولس صُلِب لأجلكم، أو باسم بولس اعتمدتم. أشكر الله أنّي لم أُعمّد منكم أحدًا سوى كرسبُس وغايوس لئلّا يقول أحدٌ إنّي عمّدت باسمي؛ وعمّدت أيضًا أهل بيت إستفاناس؛ وما عدا ذلك فلا أَعلم هل عمّدت أحدًا غيرهم لأنّ المسيح لم يُرسلني لأُعمّد بل لأُبشّر لا بحكمة كلامٍ لئلّا يُبطَل صليب المسيح.

 

الإنجيل: متّى  ١٤: ١٤-٢٢

في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنّن عليهم وأبرأ مرضاهم. ولمّا كان المساء، دنا إليه تلاميذه وقالوا: إنّ المكان قفرٌ، والساعة قد فاتت، فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم إلى الذهاب، أَعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له: ما عندنا ههنا إلّا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال لهم: هلمّ بها إليّ إلى ههنا. وأمر بجلوس الجموع على العشب. ثمّ أخذ الخمسة الأرغفة والسمكتين ونظر إلى السماء وبارك وكسر، وأَعطى الأرغفة لتلاميذه، والتلاميذُ للجموع. فأكلوا جميعهم وشبعوا ورفعوا ما فضُل من الكِسَر اثنتي عشرة قـفّةً مملوءةً. وكان الآكلون خمسة آلاف رجلٍ سوى النساء والصبيان. وللوقت اضطرّ يسوعُ تلاميذه إلى أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبْرِ حتّى يصرف الجموع.

 

هل عرّب فاندايك الأناجيل

كان مفهوم «Sola Scriptura» أي «بالكتاب وحده» أحد أهمّ محاور الدعاية البروتستانتيّة، في سباقها مع الكنيسة الكاثوليكيّة لضمّ مسيحيّي الشرق إليها. فركّزت إرساليّاتها، في البداءة، على وضع الكتاب المقدّس، وبخاصّة الأناجيل، بمتناول الجميع. وذلك في مقابل ما كان متّبعًا من حصرٍ لنُسخِ الكتاب المقدّس بيد الإكليروس عند الكنائس الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة. لم تنتشر بين المتكلّمين باللغة العربيّة نُسَخ الكتاب المقدّس في القرن التاسع عشر لأسباب أُخرى، منها نُدرة الكتب بشكل عامّ بسبب ارتفاع ثمن المخطوطات وغياب الطباعة. وقد يكون السبب، كما اعتقد البعض، انحصار قراءته في خدم الليتورجيا، فعاد لا يستعمل خارجها.

استفاد المرسَلون البروتستانت من هذا الغياب، فعمِلوا على إصدار نُسخة عربيّة مطبوعة للكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد. الدكتور كرنيليوس فاندايك أنهى تعريب العهد الجديد كاملاً في ٢٩ آذار العام ١٨٦٠، وفي يوم الثلاثاء الواقع فيه التاسع والعشرون من آذار العام ١٨٦٥، أُقيم احتفالٌ ضخمٌ لمناسبة اكتمال طباعة آخر صفحات النسخة العربيّة الجديدة للكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد. وروّجوا لها باعتبارها الأكمل والأفضل، وقد عرفت «بالأميركانيّة» أو طبعة «فاندايك». وقالوا إنّ عملهم هذا هو سدٌّ للفراغ الموجود، وإنَّه «يفتح كنوز الأسفار الإلهيّة لأربعين مليون عربيّ. وإنَّهم قاموا بالتعريب مباشرة من اللغتين العبريّة (للعهد القديم) واليونانيّة (للعهد الجديد)، كيلا يضيع المعنى إذا تمّ التعريب من لغات أخرى. ولم يشيروا إلى استعمالهم، في عملهم هذا، أيَّ نصوص عربيّة مطبوعة كانت أو مخطوطة، بل كانوا يستشيرون القواميس وبعض العلماء من «العرب والإفرنج، المسلمين والنصارى، الباباويّين والبروتستانت، في بيروت ودمشق وحلب والقدس ومصر وألمانيا».

في ذلك الوقت، لم يشعر الأرثوذكسيّون بضرورة إخراج ترجمة «أرثوذكسيّة» للكتاب المقدّس، (كما فعل الكاثوليك الذين أصدروا، في العام ١٨٨١، نسخة خاصّة عرفت بـ«اليسوعيّة»)، بل اكتفوا بإخراج طبعة تحتوي فقط ثمانية كتب من العهد القديم أهمل البروتستانتيّون تعريبها لاعتبارها من الكتب القانونيّة الثانية، مع مقدّمة تشرح لماذا يجب أن تبقى هذه الأسفار ضمن الكتاب المقدّس.

ثمّ في العام ١٩٠٣، قام وهبة الله صرّوف بتثبيت «نصّ الترجمة البروتستانتيّة مع تعديلات طفيفة» في تصحيحه كتاب الأناجيل الليتورجيّة الأرثوذكسيّة الذي ما زلنا تستعمله إلى هذا اليوم. وهو، أي صرّوف، إنّما عمل هذا بتواضع علميّ حين وجد أنَّ بعض أجزاء الترجمة الليتورجيّة تعاني «ركاكةً وضعفًا في التركيب». أمّا السبب الرئيس في ذلك، فهو أنَّ الأرثوذكسيّين، المتكلّمين بالعربيّة، لم يشعروا، في ذلك الحين، باختلاف كبير بين الطبعتين. ووجدوا أنَّ ثمَّة قربًا لغويًّا ونحويًّا بين الطبعة البروتستانتيّة والطبعة الليتورجيّة المعروفة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، وهي الطبعة التي أنجزها البطريرك أثناسيوس الدبّاس في حلب العام ١٧٠٨، وكانت أولى طبعات الإناجيل الأربعة باللغة العربيّة في الشرق. لأنّ الطبعات السابقة كانت تطبع في مدن أوروبّيّة، وتُرسل إلى بلادنا.

وقد بيّنت دراسة أُجريت في معهد القدّيس يوحنا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، بعد مقابلة عدد من نصوص الطبعتين، أنّ معدّل كلّ التغييرات التي أجراها فريق عمل فاندايك لا تصل، في أحسن الأحوال، إلى نسبة عشرين بالمئة (٢٠٪) من نصّ الدبّاس، أي أنّ الطبعتين تتشاركان في نسبة ثمانين بالمئة (٨٠٪) من المفردات، وتراكيب الجُمل. وهذا يؤكِّد، أّوّلًا، أنَّ العلاقة بين النصَّين تتخطّى كونهما يُترجِمان أصلاً يونانيًّا واحدًا. ويؤكّد ثانيًا الشعور الأرثوذكسيّ العامّ بأنَّ فريق عمل الترجمة البروتستانتيّة لم يُجرِ ترجمة جديدة كما ادّعى، بل اكتفى بتنقيح لغة نصّ طبعة الدبّاس وتصحيحها، وإجراء تعديلات بسيطة عليها لمطابقة الأصل اليونانيّ، وأيضًا إجراء بعض التعديلات التي تناسب اللاهوت البروتستانتيّ. فقد أوضحت الدراسة أنّ الاختلافات بين الطبعتين جاءت في فئتين لغويّة ولاهوتية. التعديلات اللغويّة كانت إمّا استبدالاً لمفردات عادت غير رائجة، وإن كانت «صحيحة» وتؤدّي المعنى عينه للكلمات المستعملة في طبعة فاندايك، لكن قد لا يستطيع بعض القرّاء المعاصرين لفاندايك، أو الأكثر حداثة، إدراك معانيها، أو كانت استبدالاً لكلمات الدبّاس بكلمات لغويّة أكثر دقّةً أو «فصاحة».

أمّا الملاحظة الأهمّ، فكانت بعض الكلمات التي وجدت الدراسة أنّ سبب تغييرها لم يكن لغويًّا، بل لاهوتيًّا. فجاءت الطبعة الشهيرة تحتوي على الأفكار اللاهوتيّة البروتستانتيّة، التي أراد المرسَلون نشرها بين مسيحيّي المشرق. ذلك بأنّ هذه الإرساليّة اتّخذت قرارًا بتأجيل العمل مع اليهود والمسلمين والتركيز المتعمّد على تحويل كلّ طاقات الإرساليّة للعمل مع الكنائس الشرقيّة ومحاولة إحيائها على الطريقة الإنجيليّة. فانحرفت عن مسارها الأساس. وجاءت الطبعة الجديدة من الكتاب المقدّس لتحقيق هذه الغاية. فاستعملوا نصّ طبعة الدبّاس المقبول لدى المؤمنين الذين يحفظون نصّه عن ظهر قلب بسبب تكرار قراءته في الكنائس، وبذلك ضمنوا انتشار الطبعة الجديدة. هذه الطبعة التي أدخلوا عليها تعديلات طفيفة (أقلّ من ٢٠٪) تحمل معها مفاهيمهم اللاهوتيّة.

فمثلًا عرّبوا كلمة «باراذوسي» إلى «تقليد» عندما تأتي بمعنى سلبيّ وإلى كلمة «تعليم» عندما تأتي بمعنى إيجابيّ، لتكون حجّتهم في إقناع المؤمنين بترك تقليد الكنيسة المقدّس والاستماع إلى تعاليمهم هم فقط. كما عرّبوا كلمة «برسفيتيريس» إلى «شيوخ» بدلاً من «أساقفة»، ليقنعوا الناس بأنّ ترتيب كنيستهم المسمّاة «المشيخيّة» يستند إلى تعاليم الكتاب المقدّس، بينما الترتيب الأسقفيّ، المعتمد في كنيستنا، يخالف تعليم الرسل. وهناك كلمات ذات تأثير أكبر لا يسعنا في هذا المجال إيرادها وشرحها.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكنيسة جسد المسيح

التلميذ: قلتَ لنا مرّة إنّنا نحن أبناء الكنيسة أعضاء جسد المسيح. كيف نصير أعضاء جسد المسيح؟

المرشد: عندما نأخذ الخبز والخمر في القدّاس الإلهيّ، أي عندما نتناول جسد المسيح ودمه نصبح جسد المسيح ونصبح الكنيسة. نفهم من الإنجيل أنّ الخبز الإفخارستيّ = جسد المسيح = الكنيسة. الخبز الحيّ النازل من السماء (يوحنّا ٦: ٥١) «الذي يعطي الحياة للعالم» (يوحنّا ٦: ٣٦) هو «خبز الحياة» (٦: ٣٥)... «الخبز النازل من السماء الذي يأكل منه الإنسان ولا يموت» (٦: ٥٠)، الخبز الذي أعطاه يسوع إلى تلاميذه عشيّة موته قائلًا: «خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُكسَر من أجلكم لمغفرة الخطايا». وكذلك الكأس قائلًا: «اشربوا منه كلّكم هذا هو دمي...».

 

التلميذ: كلّ واحد منّا يتناول وحده ويتّحد بالمسيح. كيف نصير معًا كنيسة؟

المرشد:  اسمع هذا التشبيه. قال القدّيس إيريناوس أسقف ليون (القرن الثاني): «كما يجمع الماء حبّات الطحين ويجعل منها عجنة واحدة كذلك يجمع الروح القدس المؤمنين ليجعل منهم جسدًا واحدًا أي جسد المسيح. في القدّاس الإلهيّ يجبل الآب أبناءه المجتمعين في بيت الله، والمتناولين القربان المقدّس، ويصنع منهم خبزًا واحدًا، هو جسد المسيح، هو الكنيسة.

 

التلميذ: هل لذلك نقول إنّ الكنيسة هي جسد المسيح وجماعة المؤمنين؟

المرشد: نعم. الكنيسة جماعة المؤمنين الذين يتغذّون بكلمة الله وبالمناولة. وهي مكان هذا التجمّع الذي يربطه الروح القدس ليجعل منه جسدًا واحدًا المسيح رأسه والمؤمنون أعضاؤه. نحن جميعًا متضامنون في قلب الكنيسة، نتواصل بعضنا مع بعض من دون أن نعرف. فالروح القدس يحلّ في جسد الكنيسة كلّه. ورأس الجسد أي المسيح يحرّك الأعضاء ويوجّهها شرط ألّا تكون مريضة مشلولة بفعل الشرّ والخطيئة.

 

القدّيس سيلا الرسول

سيلا وسلوانس ورفقتهما هم خمسة رسل من مجموعة الرسل السبعين. أمّا سيلا فأحد أعيان كنيسة أورشليم. أُوفد مع القدّيسين بولس وبرنابا لتثبيت مسيحيّي أنطاكية. يُذكر في مواقع عدّة من أعمال الرسل. لمّا قرر بولس أن يباشر بجولته الرسوليّة الثانية اتّخذ سيلا رفيقًا وبشّرا في مناطق سوريا وكيليكية وفريجيا وغلاطية، إلى أن بلغا ترواس ثمّ ذهبا إلى مقدونيا حيث سُجنا. ولكن لمّا أثبتا أنّهما مواطنان رومانيّان أُطلق سراحهما. من هناك انطلقا وبشّرا بالإنجيل في تسالونيكية وبيرية. بقي سيلا هناك مع تيموثاوس ليثبّتا في الإيمان المهتَدين الجدد فيما تابع بولس إلى أثينا. التقى الثلاثة في كورنثوس حيث بشّروا بيسوع المسيح ابن الله.

ورد في التراث الكنسيّ أنّ سيلا صار أسقفًا على كورنثوس حيث عمل على تنفيذ توجيهات رسالتي بولس من أجل إصلاح الونثيّين وبنائهم في المحبّة.

 

عيد النبيّ إلياس في بيت مري

لمناسبة عيد شفيعها النبيّ إلياس استقبلت رعيّة النبيّ إلياس في بيت مري من ١٥ إلى ٢٠ تمّوز رفات القدّيسة مارينا المحفوظة في دير القدّيس كسينوفون في الجبل المقدّس. رافق الرفات ثلاثة من رهبان الدير قاموا بزيارة سيادة راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس، واشتركوا في الصلوات التي أقيمت كلّ يوم وفي قدّاس العيد الخميس في ٢٠ تمّوز. وقد قصد العديد من المؤمنين كنيسة النبيّ إلياس للتبرّك بالرفات.