ocaml1.gif
العدد ٤١: لكَ أنتَ أقول قمْ Print
Sunday, 08 October 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٨ تشرين الأوّل ٢٠١٧ العدد ٤١ 

الأحد الثامن عشر بعد العنصرة

البارّة بلاجية التائبة / القدّيس سرجيوس رادونيج

كلمة الراعي

logo raiat web

لكَ أنتَ أقول قمْ

إنجيل اليوم عن عجيبة قام بها السيّد، وتظهر لنا مرّة أخرى أنّ السبب الرئيس في صنع يسوع للمعجزات هو أنّه كان يحبّ الناس. تحنّن على أرملة نايين فأقام ابنها.

ليست المعجزات أصلاً ليبرهن السيّد عن شيء. ما اقترفها لكي يعطي دليلاً على ألوهيّته وهو القائل: آمنوا بي بسبب الكلام الذي أكلّمكم به وإلاّ آمنوا بسبب الأعمال. هذا أضعف الإيمان أن نتبعه بسبب العجائب، لكن أقوى الإيمان أن نتبعه بسبب الكلام، بسبب العطاء الإلهيّ بكلمات لا ينطق بها إنسان، وبسبب الحياة التي قضاها بيننا حبًّا حتّى الموت. ولذلك في بشارة يوحنّا تُسمّى العجائب آيات لأنّه يشير بها الى تعليم، يدلّ بها على مآرب الإنجيل ولا يدلّ بها على جبروت.

لم يكشف المسيح جبروت الله كما كان يفعل اليهود. أظهر المسيح قوّة الله بطريقته هو، وكانت قوّة الله الصليب، أي أنّه كشف ضعفًا يُستَدّل منه من بعد القيامة على أنّه كان بالفعل قوّة. الله ينزل إلى البشر ويحيا معهم، هذه هي قوّته. إنّه يستطيع أن يتخلّى عن مجده ليكون مخفيًّا بين الناس. الناس يريدون قوّة وهي تجربة من تجاربه الثلاث. الإنسان أمام إغرائات ثلاثة: إغراء المال وإغراء الجنس وإغراء القوّة أو المجد.

تنازل المسيح عن كلّ هذا وعفّ عن كلّ هذا ليموت لشيء ضعيف حتّى تسطع قوّته وينتصر بالمجد.

في هذا الإطار أقام يسوع شابًّا من بين الأموات ودفعه إلى أمّه. لا بدّ من أن نلاحظ هنا ما قاله يسوع لهذا الشابّ: «لك أقول قمْ». كان يمكن أن يقول «قمْ» فقط ولكنّه قال: «لك أقول قم».

من وراء الحادثة إذا نظر كلّ منّا إلى ضعفه وإلى موته الروحيّ، إلى سقوطه وتدهوره واهترائه، ينظر بآن معًا إلى بهاء المسيح، لأنّ كلاًّ منّا ميت والمسيح يقول لكلّ منّا باسمه: «لك أقول قم».

وما ينبغي أن يؤمن به كلّ فرد منّا هو أنّ المسيح كان يمكن أن يأتي إلى البشر لو كانوا إنسانًا واحدًا فقط. ليس المهمّ أن نقول إنّ المسيح مخلّص العالم، وهذا صحيح هو منقذ كلّ الناس، ولكنّ المهمّ أن يقول كلّ فرد منّا: المسيح مخلّصي أنا. كلّ واحد منّا يمكنه أن يقول ذلك إذا أراد أن يكشف ضعفه أمام المسيح وأن يعترف به.

يتحدّث الناس عن غيرهم أنّهم يسرقون ويقتلون ويكذبون ويغشّون. وما سمعتُ يومًا إنسانًا يشكي نفسه ويقول علنًا: أنا أكذب، أنا أحتال، أنا آخذ ربحًا غير مشروع أو أنا قتلت، المسيحيّة الحقّ أن أعترف أمام كلّ الناس بأنّي خاطئ، زانٍ، كذّاب، قاتل. هكذا كان يفعل المسيحيّون الأوّلون لمّا كان الاعتراف علنيًّا. كانوا يعترفون بخطاياهم لا بخطايا غيرهم.

من يعترف بأنّه خاطئ يقول له المسيح: لك أنتَ أقول قمْ، فيقوم اليوم من موته ليصبح إنسانًا جديدًا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢كورنثوس ٩: ٦-١١

يا إخوة إنّ مَن يزرع شحيحًا فشحيحًا أيضًا يحصد، ومَن يزرع بالبركات فبالبركات أيضًا يحصد، كلّ واحدٍ كما نوى في قلبه لا عن ابتئاس أو اضطرار، فإنّ الله يُحبّ المعطي المتهلّل. والله قادرٌ على أن يزيدكم كلَّ نعمةٍ حتّى تكون لكم كلّ كفاية كلَّ حينٍ في كلّ شيء، فتزدادون في كلّ عمل صالح. كما كُتب أنّه بدّد، أَعطى المساكين، فبرّه يدوم إلى الأبد. والذي يرزق الزارع زرعًا وخبزًا للقوت يرزُقكم زرعكم وبكثرة ويزيد غلال برّكم، فتستغنُون في كلّ شيء لكلّ سخاء خالص ينشئ شكرًا لله.

 

الإنجيل: لوقا ٧: ١١-١٦

في ذلك الزمان كان يسـوع منطلقًا إلى مدينة اسمها نايين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمع غفير منطلقين معه. فلمّا قرُب من باب المدينة إذا ميتٌ محمول وهو ابن وحيدٌ لأُمّه وكانت أَرملة وكان معها جمع كثير من المدينة. فلمّا رآها الربّ تحنّن عليها وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيّها الشابّ لك أقول قُم. فاستوى الميت وبدأ يتكلّم فسلّمه إلى أُمّه. فأخذ الجميعَ خوفٌ ومجّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيّ عظيم وافتقد اللهُ شعبه.

 

التألّه

من أكثر التعابير التي علقت في أذهان المؤمنين هي التي خطّها القدّيس أثناسيوس الكبير في كتابه «في تجسّد الكلمة» «De incarnatione verbi»، وفحواها أنّ ابن الله صار إنسانًا لنتألّه أو لنصبح آلهة. قدّيسنا الذي جابه في القرن الرابع أخطر بدعة عصفت بالكنيسة، والتي تعلّم بمخلوقيّة الابن، علّم أيضًا بأنّ كلمة الله هو إله أزليّ مثله مثل الآب، وأنّه لم يكن وقت لم يكن فيه الابن موجودًا.

لم يكن تشديد القدّيس أثناسيوس على ألوهيّة الابن، كما يعتقد الكثير من علماء اللاهوت، من خلفيّة خريستولوجيّة بل من منطلق سوتريولوجيّ. التألّه عند القدّيس أثناسيوس هو تعليمٌ أساس، وهو يجعل منه الهدف الأساس للعمل الخلاصيّ. وما ذكره عن هذا الموضوع في مصنّفٍ آخر له، إلاّ ليؤكّد على جوهريّة هذا التعليم عنده. فهو يعلّمنا في مؤلّفه De synodis، الذي أنجزه السنة ٣٦١، أنّه لو أنّ الكلمة نفسه كان إلهًا بالمشاركة، وليس من جوهر الآب، لما كان (قادرًا) على التأليه (تأليه البشر) لكونه هو نفسه مؤلَّهًا. إذ إنّه من غير الممكن أن يشارك غيره في ما حصل هو عليه بالمشاركة De synodis IV, 51.

بمعنى آخر، لولا أنّ المسيح هو ذو جوهرٍ واحد مع الآب، وتاليًا إلهٌ مثل أبيه، لما كان المسيح قادرًا على تأليه البشر. فمن تألّه بالنعمة لا يستطيع أن يهب الآخرين نعمة التألّه. ولكن بما أنّ المسيح هو إله حقّ وحاملٌ في ذاته ملء اللاهوت (كولوسي ٢: ٩)، لذا هو قادر على تأليه البشر. هكذا كان يعلّم القدّيس أثناسيوس الكبير.

بما أنّ أثناسيوس يشير إلى موضوع التألّه في معرض مجابهته الآريوسيّين، فهذا يدفعنا إلى الاستنتاج أنّ فكرة التألّه كهدف للتجسّد لم تكن بعيدة أيضًا عن فكر الآريوسيّين، الاختلاف كان على الـ«كيف».

هل كان هذا التعليم من «عنديّات» أثناسيوس، أم أنّه استند في تعليمه إلى من سبقه من الآباء؟ دارسو اللاهوت يعتبرون عبارة أثناسيوس «صار الكلمة (الإله) إنسانًا لنصبح آلهة»، هي صدى لعبارةٍ مشابهة وردت نحو ١٤٠ سنة قبله على لسان القدّيس إيريناوس أسقف ليون، الذي يذكر من كتابه ضدّ الهرطقات: «إنّ ربّنا يسوع المسيح... بمحبّته التي لا تقاس صار ما نحن، لكي يجعلنا مساوين لما هو عليه». وأيضًا «كلمة الله صار إنسانًا وشابه الإنسان لكي يصبح الإنسان كريمًا في عيني الله عبر هذه المشابهة... فلقد أظهر الصورة في كلّ حقيقتها وحقّق التشابه بطريقة ثابتة أن جعل الإنسان مشابهًا للآب غير المنظور بواسطة الكلمة الذي أصبح منظورًا». De haeresibus 5, 16.

دوافع كتابة إيريناوس مشابهة لدوافع القدّيس أثناسيوس أي ضدّ تعليم الهراطقة. إيريناوس أيضًا في معرض ردّه على الهرطقات، يجاهر علنًا بأنّ المسيح صار مثلنا ليجعلنا مثله. التضمين واضح عند إيريناوس: المسيح يصبح ما لم يكنه، أي يصبح إنسانًا، ليجعل من الإنسان ما ليس هو الآن، أي إلهًا. إذًا الله صار إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا.

أعمال إيريناوس تُعتبر أرثوذكسيّة في كلّ الكنائس، الشرقيّة والغربيّة، وهي ذات سلطة لأنّها جاءت مباشرة بعد فترة قصيرة من عصر الرسل. إذا أخذنا بالاعتبار أنّ إيريناوس كتب في فترة لم يكن قانون الكتاب المقدّس قد حُدّد وأنّ التقليد الشفهيّ ما زال ذا سلطان لقربه من زمن الرسل، فهذا يعني أنّ إيريناوس لم يكن ليجازف بطرح موضوع جديد على فكر الكنيسة - وهو في صدد دحض تعاليم الهراطقة- إلاّ إذا كان هذا الموضوع مألوفًا على الفكر الرسوليّ. تاليًا عبارته أنّ البشر يصبحون آلهة لم تكن تعليمًا جديدًا، بل هي انعكاس للتعليم الرسوليّ. إذا كان مفهوم التألّه قد جاء مباشرةً من الرسل أو لا، فهذا سؤال غير مطروح للمعالجة هنا. يكفي أن نتذكّر قول الرسول بطرس في هذا السياق لنتأكّد أنّ هذا التعليم كان واضحًا عند الرسل «كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.» (١بطرس١: ٤).

لم يكن إيريناوس وأثناسيوس وحيدين في تعليمهم أنّه بالعمل الخلاصيّ يصبح البشر آلهةً بالنعمة، بل العديد من آباء القرون الأولى شاركوهم في هذا التعليم. فالآباء الكبادوك، على سبيل المثال، الذين وضّحوا المصطلحات والتعاليم الثالوثيّة كانوا واعين مثل معاصرهم أثناسيوس لموضوع التألّه، وإن بتعابير مغايرة. فالقدّيس باسيليوس يذكر في كتابه «عن الروح القدس» أنّ التألّه هو عطيّة الروح القدس فهو يذكر: من الروح القدس تأتي معرفة المستقبلات، وتُفهم الأسرار، وتُستعلن الخفايا، وتُوزّع العطايا الصالحة، المواطنيّة السماويّة، أي نصير آلهة. عبارة القدّيس باسيليوس الأخيرة لا تعني أنّنا نصير مثل الله بل بكلّ وضوح نصير الله (إلهًا).

القدّيس غريغوريوس النيصصيّ علّم أيضًا عن تألّه الإنسان عبر عمل الله الخلاصيّ. حيث يذكر في كتابه Oratio catechetica magna في المقطعين ٢٥ و٢٧ تعليمًا مشابهًا لتعليم أثناسيوس. في المقطع ٢٥ يقول: «لقد نفذ [الابن] إلى داخل طبيعتنا، لكي تستطيع طبيعتنا نفسها عبر نفاذ الألوهة [فيها] أن تصبح إلهية». يتابع القدّيس غريغوريوس في المقطع ٢٧: «الله الذي ظهر، نفذ هو نفسه إلى إنسانيّتنا الهشّة، فعبر هذه المشاركة مع الألوهة يصبح الجنس البشريّ في الوقت عينه متألّهًا».

يذكر القدّيس غريغوريوس النزينزيّ، صديق القّديس باسيليوس الكبير، أيضًا موضوع التألّه في كتاباته. ففي سياق حديثه عن ألوهيّة الأقنوم الثالث، الروح القدس، يقول: «إذا كان [الروح القدس] على مرتبتي ذاتها، فكيف بإمكانه إذًا أن يجعل منّي إلهًا، أو أن يُتّحدني مع الألوهة؟ ويضيف أيضًا: «إذا كان الروح القدس لا يُعبد، فكيف بإمكانه إذًا أن يؤلّهني عبر المعموديّة.

خلاصة القول إنّ التعليم المسيحيّ عن التألّه لم يكن دخيلاً على فكر الكنيسة، بل هو قديمٌ قدمها. وخبرة رهبان الكنيسة ومؤمنيها بيّنت أنّ فهمهم للتألّه لم يكن كمشاركةٍ للنعم الإلهيّة، بل إنّ تجلبب المسيحيّ بالله هو تغيير أنطولوجيّ. من هذا المنظار تعاملت الكنيسة مع موضوع عمل الربّ الخلاصيّ. هذه هي فرادة الكنيسة الأرثوذكسيّة في نظرتها إلى الإنسان. فعبر أسمى حالات الصلاة يدخل الإنسان في سرّ معرفة الله. والتألّه هو أبعد بكثير من مجرّد استعادة صورة الخلق التي سقطت مع آدم، وذلك بأنّ ابن الله اتّحد بتجسّد طبيعتَه الإلهيّة بالطبيعة البشريّة، ومكّنها بذلك من الالتصاق أكثر بالله. بهذا فهمت الكنيسة موضوع التألّه على أنّه مرتبطٌ جوهريًّا بتجسّد الذي جاء من أجل أن يهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكي نصير بها شركاء الطبيعة الإلهيّة، كما قرأنا عند الرسول بطرس.

 

القدّيس سرجيوس رادونيج

وُلد القدّيس سرجيوس في مطلع القرن الرابع عشر في مدينة روستوف في روسيا. لـمّا بلغ السابعة أرسله والداه إلى المدرسة مع أخويه لكنّه لم يتمكّن من تعلّم القراءة. أرسله والده يومًا إلى الحقل. رأى هناك راهبًا شيخًا جالسًا تحت شجرة يصلّي. اقترب الولد منه وطلب إليه أن يصلّي من أجله لكي يتمكّن من القراءة. ثمّ دعاه إلى منزله. وفي مساء اليوم ذاته قرأ الطفل الذي كان في العاشرة كلّ صلوات الكنيسة. قال الراهب قبل أن يغادر: سيكون هذا الولد مسكنًا للثالوث القدّوس وسيجلب الكثيرين إلى معرفة...

في وقت ما انتقلت العائلة إلى رادونيج ولـمّا صار شابًّا، بعد وفاة والديه، اختار الحياة الرهبانيّة وذهب مع أخيه يبحثان عن مكان منعزل ملائم للحياة النسكيّة. سارا في الغابة إلى أن وجدا مكانًا فيه ماء يبعد نحو عشرة كيلومترات عن رادونيج. هناك بنيا قلاّية وكنيسة سمّياها «الثالوث الأقدس». هناك صار راهبًا باسم سرجيوس وكان في الرابعة والعشرين. بقي سرجيوس ناسكًا وحده بعد أن التحق أخوه بدير في موسكو، بقي ثلاث سنوات لا يرى إلاّ الحيوانات البرّيّة التي كان يطعمها، ومنها دبّ كان يأتي دائمًا والراهب سرجيوس يعطيه الخبز. ثمّ التحق به رهبان عدّة وسيم سرجيوس كاهنًا السنة ١٣٥٤ وصار رئيسًا للجماعة التي كانت تعيش في فقر شديد. بناء على طلب بطريرك القسطنطينيّة نظّم سرجيوس حياة الشركة بين الرهبان الذين كانوا يعيشون قبلاً منفردين. تكاثر عدد الرهبان وصار الدير مركزًا للعلم والحياة الروحيّة والضيافة وخدمة الفقراء.

كان للقدّيس سرجيوس دور مهمّ في أثناء هجمات التتر على روسيا في توحيد الشعب وتشجيعه على الصمود. رقد القدّيس في ٢٥ أيلول السنة ١٣٩١.

رسم أندريه روبليف أيقونة زيارة الملائكة الثلاث لإبراهيم المعروفة بأيقونة الثالوث من أجل أيقونسطاس دير الثالوث الأقدس الذي أسّسه القدّيس سرجيوس.

 

رسالة رعائيّة للبطريرك يوحنّا العاشر

وزّعت بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق رسالة رعائيّة لغبطة البطريرك يوحنّا العاشر هي الثانية منذ تولّيه السدّة البطريركيّة، على كلّ الكنائس والكهنة. يمكنكم مطالعتها كاملة في كنيستكم أو على موقع البطريركيّة على الإنترنت.

بعد ذكر المطران بولس (يازجي) والمطران يوحنّا (إبراهيم) وكلّ المخطوفين من كهنة وعلمانيّين، يبيّن غبطته العمل الذي قام به والمجمع المقدّس والأمور الأساسيّة التي تمّ التركيز عليها، ومنها العمل على تنشيط العمل المجمعيّ والفكر الواحد الذي تصوغه الكنيسة مجمعيًّا والذي نترجمه عبر وحدتنا وتعاضدنا. وأكّد أنّ إغاثة المحتاجين أولى الأولويّات، وأنّ لمسألة الإعلام والتواصل حيّزًا كبيرًا من العمل، إلى جانب السعي لتقوية الوحدة الأنطاكيّة وتفعيلها عبر اللقاءات والعمل المشترك مع الكنائس المسيحيّة الأخرى التي تجمعنا معها وحدة الحياة والمصير. كما سعت الكنيسة الأنطاكيّة لترسيخ التعاون والتفاعل مع الكنائس الأرثوذكسيّة في العالم. وفي النهاية يدعو غبطته الجميع إلى التعمّق في العلوم من أجل نقل الرسالة الأبديّة بلغة جديدة ونعيد تبشير الذين يبتعدون عن الكنيسة، ونتعمّق في الفكر اللاهوتيّ، ونفعّل حضور الله ونمدّ المذبح إلى خارج الكنيسة، حيث الفقير والمشرّد والبائس وننقّي قلوبنا لكي تصبح تربة خصبة تنمو فيها كلمة الله وتثمر.