ocaml1.gif
العدد ٤٤: أن نعيش مع المسيح Print
Sunday, 29 October 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٩ تشرين الأوّل ٢٠١٧ العدد ٤٤ 

الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة

الشهيدة أنستاسيا الروميّة والبارّ أبراميوس وابنة أخيه مريم

كلمة الراعي

أن نعيش مع المسيح

في إنجيل اليوم عجيبتان: عجيبة أولى هي شفاء المرأة النازفة الدم التي جاءت بالصدفة، لأنّ المقصود كان أن يشفي السيّد ابنة يايرس رئيس المجمع التي ماتت وهو في طريقه إليها. ما يهمّنا هو أن نرى أنّ كلّ نفس منّا تمثّلها المرأة النازفة الدم، وتمثّلها ابنة رئيس المجمع المائتة بآن واحد.

امرأة تنزف منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت أموالها على الأطبّاء. يضعنا الإنجيليّ لوقا أمام حادث يائس: امرأة لا تُشفى. ويأتي السيّد ويشفيها في الحال عندما مسّت طرف ثوبه، وقد أحسّ بأنّ واحدًا قد لمسه وبأنّ قوّة خرجت منه.

في مواجهتنا للسيّد يجب أوّلاً أن نلمسه، أن نقترب إليه اقتراب الحبيب إلى الحبيب، وينبغي، إذا صحّ التعبير، أن نصارعه كما قال الله في سفر التكوين (٣٢: ٢٤)، عندما تحدّث عن صراع يعقوب للملاك. ينبغي أن نصارع المسيح مصارعة حقّ بحيث نلتقي بقوّته وبحيث ينسكب الربّ فينا انسكابًا كلّيًّا، فنشبع من حضرته ونشبع بتعزياته وعندئذ نُشفى. تُشفى نفوسنا المكسّرة المعذّبة المحيّرة. وكلّ نفس إذا زادت شدّتها أو قويت الشدّة حولها في العالم لا بدّ من أن تكون مطروحة وكأنّها في جبّ. عندما لا يعلم الإنسان مصيره، عندما لا يعيش لا ليومه ولا لغده يكون يائسًا، تُستَنزف قواه وهو بحاجة إلى ملامسة المسيح. المسيح وحده قادر على أن يرفع عنّا الكابوس وأن يجعلنا في حضرته الطيّبة.

والصبيّة ابنة يايرس بعد أن دخلت الموت أمسك السيّد بيدها - وهنا أيضًا عندنا ملامسة - وناداها: «يا صبيّة قومي». قوّة المسيح تتسرّب حتّى إلى جراثيم الموت. وكما شُفيت النازفة الدم للحال هكذا رجعت إلى الصبيّة روحها في الحال. يشدّد الإنجيليّ لوقا على عبارة «في الحال» لأنّ الربّ يوجّهنا بكلّ ما فيه من قوّة وحياة.

في هذا المضمار لا يبدو الموت شيئًا غريبًا. كان الموت غريبًا قبل أن يجيء السيّد. كان عدوًّا لنا منقضًّا علينا بالخطيئة. ولكن بعد أن مات الربّ على الصليب صرنا جميعًا رفقاء موته. لذلك يقول لنا باستمرار: يا أيّها الابن المؤمن، يا أيّها الابن الذي متُّ أنا من أجله، قم أنت، قم من خطيئتك أوّلاً فهذه هي القيامة العُظمى.

إن نحن تدرّبنا على القيام من الخطيئة، إن عشنا مع المسيح أفلا نقوم أيضًا معه؟ الذين ييأسون عند دروب الموت، أو الذين يكفرون إذا ما غاب عنهم وجه حبيب، هؤلاء قوم غير مقتربين من المسيح في حياتهم، ولهذا يأتيهم الموت غريبًا كما كان يأتي الناس في العهد القديم والوثنيّين. نحن قوم لا تستهوينا الحياة حتّى النهاية ولا تستنزفنا الحياة. نحن قوم نعرف ونذوق أنّ هذه الحياة فانية لأنّنا إن لمسنا المسيح فلا يعزّينا شيء أو أحد عنه. فإن صرنا في معاشرة ليسوع نكون غرباء عن أشيائنا وذاتنا، وقد يذهب الرزق بلا ندامة. ولماذا لا تذهب الحياة عنّا أيضًا بلا ندامة إن كنّا نلاقيه بعدها.

نحن نقدّر الأشياء أكثر ممّا تستحقّ ولهذا نخاف عند الموت. نتعلّق بالناس كأنّهم مصدر حياتنا ويعسر علينا أن نذهب من الدنيا وكأنّنا مُقتَلعون من موت أو من مرض.

وأمّا إذا جعلنا أنفسنا في الحياة الأبديّة تستمرّ النعمة علينا  في صلاة نرسلها إلى الربّ، نناجيه فنحن عشراء الحياة الأخرى إن أوتينا إليها، ونحن رفقاء المسيح الذي يطلبنا إلى وجهه. لذلك لا نتحسّر عند فراق شخص أو شيء مهما عزّ، وعلينا، فيما الدنيا تنتهي والناس يذهبون، أن نعرف أين حياتنا وأين قصدنا. وإذا تيقّنّا أنّ المسيح حياتنا نشتهي أن نُخطَف إليه بالمجد.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٢: ١٦-٢٠

يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأةً، أفيكون المسيحُ إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمتُ أَجعل نفسي متعدّيًا، لأنّي بالناموس مُتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيا، لا أنا، بل المسيحُ يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبَّني وبذل نفسَه عنّي.

 

الإنجيل: لوقا ٨: ٤١-٥٦

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان اسمه يايرُس وهو رئيسٌ للمجمع وخرّ عند قدمَي يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحو اثنتي عشرة سنةً قد أَشرفت على الموت. وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه، وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرة سنةً وكانت قد أنفقت معيشتها كلّها على الأطبّاء ولم يستطع أحد أن يشفيها. دنت من خلفه ومسّت هُدب ثوبه، وللوقت وقف نزف دمها. فقال يسوع: من لمسني؟ وإذ أنكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معلّم إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: إنّه قد لمسني واحد، لأّنّي علمت أنّ قوّةً قد خرجت منّي. فلمّا رأت المرأة أنّها لم تَخفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له وأَخبرت أمام كلّ الشعب لأيّة علّة لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة. إيمانُك أبرأك فاذهبي بسلامٍ. وفيما هو يتكلّم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتك قد ماتت فلا تُتـعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابـه قائـلاً: لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي. ولمّا دخـل البيت لم يدَعْ أحدًا يدخل إلاّ بطرس ويعقوب ويوحنّا وأبا الصبـيّة وأُمّها. فقال لهم: لا تـبكوا، إنّها لم تـمت ولكنّها نـائمة. فضحكوا عليـه لعلمهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبيّة قومي. فرجعت روحُها وقامت في الحال، فأمر بأن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما بألاً يقولا لأحدٍ ما جرى.

 

الوظيفة

إن أدركنا أنّ المسيحيّة تأبى البطالة، تكون الوظيفة، أي العمل الذي يختاره الإنسان ليحيا، ضرورةً من ضرورات الإيمان بالله. هذا تبيّنه، في بلاغة عالية، وصيّةُ بولس: «إذا كان أحد لا يريد أن يعمل، لا يأكل» (٢تسالونيكي ٣: ١٠). فهذه الوصيّة، إذا دقّقنا فيها، لا يفوتنا إلحاح الرسول الكبير على أن يكون لكلّ مسيحيّ عملُهُ الذي يرتزق منه. هل قصد بولس أنّ المسيحيّ يمكنه أن يختار أيّ عمل في الأرض؟ منذ انطلاقة المسيحيّين كانت لهم قناعة راسخة بأنّ حياتهم هي لله أوّلاً. هذا، في وعيهم وممارستهم، لم ينسحب، مثلاً، على شؤون عبادتهم، أي صلاتهم وما إليها فقط، إنّما أيضًا على أيّ شأن يتعاطاه الإنسان، لخيره، في الأرض. أجل، المسيحيّ كان يختار العمل الذي يسمح له بأن يحفظ لنفسه إمكان أن يشهد لله في الأرض. ثمّة حوار قصير، يعبّر عن حالنا في هذا السياق، أودّ أن أطعّم به افتتاح هذه السطور. سُئل مسيحيّ: «ماذا تعمل؟». أجاب: «أعمل مسيحيًّا. ولكنّي أتعاطى المحاماة من أجل أن أكسب قوتي وعائلتي».

من هذا الحوار، أنطلق.

في صبائي، عرفت شبّانًا فقراء كانوا يضعون خدمة الكنيسة في رأس هواجسهم. لا أتباهى بلحم ودم إن قلت: أعرف كثيرين أتوا من هؤلاء الإيقونات التي كانوا يضيئون رعيّتنا من غير جهة. هؤلاء الشبّان كانت لهم حربان. الأولى أن يشهدوا لمحبّة الله، أينما حلّوا أو نزلوا. والثانية أن يكون لكلّ منهم عمله في الأرض. كانوا لا يرضون، لأيّ سبب كان، أن يكون أيٌّ منهم بلا عمل، بل كانوا يخربون الأرض، ليساعدوا مَن يفتقر إلى عمل على إيجاده. وهذا كان يجعلهم لا يقدّمون شيئًا على ما كانت تحتاج إليه خدمة كنيستهم. باختصار، ارتسمت على وجوه هؤلاء الإخوة بلاغة أنّ الله موقعه في القلب دائمًا الأوّل.

هذا أعترف بأنّه يصعب أن يقرّره إنسان لا ينتمي إلى بيئة كنسيّة تحتضنه. الحياة الكنسيّة حضن الكبار والصغار في الأرض. إن سألتني أن أنبش أيّامي وأختار شيئًا كنسيًّا يعنيني كثيرًا أن أقوله الآن، لقلت سريعًا: التوثّب في الالتزام مستحيل من دون أن تحضنك جماعة تحكمها طاعة الله. هذا نبع التوثّب. قصّة الالتزام ليست شأنًا نظريًّا. إنّها أن تسمع الربّ يقول لك: «إنّي اخترتك لي»، وتردّ عليه: «يا ربّ، إنّي كلّي لك». وهذا لن تقدر عليه إن لم ترمِ نفسك في حياة كنيسة قائمة في حضن الله.

الله يريدنا أبدًا. هذا ليس حلمًا محفوظًا في ذاكرة الله، بل يخصّنا الآن وفي كلّ آن.

أعرف أنّنا نحيا في زمان لم يترك إلاّ للفرد أن يقرِّر ماذا يعمل في حياته. الدراسة. الوظيفة. مكان العيش (في الوطن أو المهجر)... أمورٌ نادرًا ما تجد شابًّا أو شابّة يقبلان فيها رأيًا من أحد. وهذه كارثة إن أسقطناها على علاقتنا بالله. نحن شعب يحرّكنا الله في كلّ شيء (أو هذا ما يجب)، هذا يعني أنّنا نخصّه.

ثمّ عملُنا يفتح لنا فرص أن نلتقي بأشخاص لا نلتقي بهم في حدود حياتنا الكنسيّة. في مطلع شبابي، لم أسمح لنفسي بأن تدخلني قناعة بأن يعمل طالب في فصل الصيف. وهذا ما فعلته مع أولادي جميعًا. ربّما هذا العناد أتاني من أبي الذي كان يردّد عليَّ كلّما سألتُهُ عن العمل في الصيف: «ما دمتُ حيًّا، عملك أن تدرس»! ولكنّني، اليوم، تراجعت عن هذه القناعة لا سيّما مع الفتيان الذين أكسبهم التزامُهم الكنسيُّ بلاغةً راضيةً تمكّنهم من أن يقولوا شيئًا جديدًا لبني جيلهم. الأزمنة تغيّرت. الناس يبتعدون عن الكنيسة أكثر فأكثر. وظائفنا فرص لأن نلتقي بأشخاصٍ من غير عمر وجنس وأصل، لنقول لهم شيئًا جديدًا (أو لنتغذّى نحن من شركة جدّتهم). المسيح ربّنا، إن كنّا له، ينتقل في لقاءاتنا.

لا شكّ في أنّ بولس، لمّا أطلق وصيّته الظاهرة أعلاه، كان يهمّه أن يتكلّم على المسيحيّ الشاهد. كانت صورة أيّ إنسان بطّال، يحيا عالةً على سواه، تقزّز نفسه. ليس بخل بعض المؤمنين، هنا وهناك، هو ما دفعه، فقط، إلى أن يقدّم نفسه مثالاً على أنّه يعمل بيده، بل، أيضًا، خوفه من أن نحيا باتّكال مريض على سوانا. كلّنا نعرف أنّ كثيرين بيننا تعنيهم كنائسهم من بعيد. بولس، أو الكنيسة تريدنا في كلّ شيء، في حياتنا الكنسيّة والعمليّة، أشخاصًا نعي أنّ وظيفتنا أن نعلّي قضيّة الله في الأرض.

 

بشارة الرسل

القدّيس أفرام السريانيّ

أتوا إليه صيّادي سمك وأصبحوا صيّادي ناس (لوقا ٥: ١٠)، كما قيل: «ها أنذا مُرسلٌ صيّادين فيقتنصونهم عن كلّ الجبال والمرتفعات» (إرميا ١٦: ١٦). لو كان الربّ أرسل حكماء لقالوا إنّهم أقنعوا الشعب فكسبوه، أو إنّهم خدعوه فاستولوا عليه. لو كان الرسل أغنياء لقالوا إنّهم موّهوا على الشعب بإشباعه، أو إنّهم رشوه فسيطروا عليه. ولو أرسل أقوياء لقالوا إنّهم هوّلوا له بالقوّة أو قمعوه بالعنف.

غير أنّ الرسل لم يكن لديهم شيء من كلّ هذا. فقد أظهر الربّ ذلك للجميع بمثل سمعان. كان جبانًا فخاف من صوت خادمة، وفقيرًا فلم يستطع أن يدفع قسطه من الجزية، ويقول: «ليس لدي ذهب ولا فضة» (أعمال الرسل ٣: ٦). ولم يكن مثقّفًا ليعرف أنّ يتخلّص بحيلة عندما أنكر الربّ.

خرج إذًا صيّادو السمك هؤلاء وتغلّبوا على الأقوياء والأغنياء والعقلاء. يا للأعجوبة العظمى. ضعفاء على هذا الشكل استمالوا الأقوياء إلى عقيدتهم بغير عنف. مساكين علّموا الأغنياء. جَهَلة جعلوا من الحكماء والفقهاء تلاميذ لهم. لقد أفسحت حكمة العالم مجالاً لهذه الحكمة التي هي الحكمة بالذات.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: رؤية الله

التلميذ: تكلّمتَ في لقائنا السابق على مجيء المسيح الثاني، وكنّا قد تحدّثنا قبلاً عن الدينونة. أودّ أن أسألك اليوم: في نهاية العالم، هل سنعرف الله تمامًا؟

المرشد: الله لا يُعرَف. أن نعرف وأن نفهم مفهومان يعودان إلى العقل البشريّ. لنعرف مثلاً طبيعة النبات والماء والمعادن والحيوان، أو أيّ مادّة أخرى نقوم بتحليلها ويمكننا بذلك أن نعرفها جزئيًّا. لكنّ الله غير مُدرَك بالنسبة إلى عقلنا. هل تذكر قصّة برج بابل لمّا لجأ البشر إلى ذكائهم ليعرفوا الله. لكنّهم فشلوا. ونحن بالعكس عندما يأتي الله إلينا ونفتح قلبنا لحضوره يحدث شيء آخر غير المعرفة بواسطة الحواسّ والعقل. هناك وحدة بين الله وبيننا.

التلميذ: أعطني مثالاً أو صورة للتوضيح...

المرشد: هل تذكر أيقونة التجلّي؟ رُسمت حول أشعّة تنبثق من المسيح. كلّ شخص لامسه شعاع من النور غير المخلوق، كلّ شخص يقتبل نصيبًا أو حصّة من المجد الإلهيّ. ومع ذلك يبقى الله غير مُدرَك في كيانه، في جوهره. يبقى إلى الأبد غير مُدرَك كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في القدّاس الإلهيّ قبل الكلام الجوهريّ: «... أنت الإله الذي لا يحدّه عقل، غير المنظور، غير المُدرَك، الدائم وجوده، الثابت الوجود..».

التلميذ: إذًا من المستحيل معرفة ما هو الله...

المرشد: جوهر الله (أي ما هو الله بطبيعته) لن يستطيع إنسان على الإطلاق معرفته. من أجل هذا يحذّرنا العهد القديم من مثل هذه الجرأة: «لا يستطيع الإنسان أن يرى الله ويحيا» (خروج ٣٣: ٢٠). ومع ذلك يهبنا الله ذاته. النور غير المخلوق، الأنوار التي يشعّها على الأنبياء والرسل والتي تكلّمنا عليها في أيقونة التجلّي. إنّها النعمة، إنّها الروح القدس، إنّها هبة الله التي تجعلنا نحيا ونتقدّس...

التلميذ: أنا أعرف أنّ الله أتى إلينا بالتجسّد..

المرشد: نعم. المسيح عبر جسده يعطينا النعمة ذاتها، أي الروح القدس في المناولة في المعموديّة... لنصبح قدّيسين.

 

القدّيسة الشهيدة أنستاسيا الروميّة

عاشت القدّيسة أنستاسيا في رومية في القرن الثالث وكانت غنيّة. آمنت بالمسيح ثمّ أنفقت قسمًا من أموالها على المسيحيّين المسجونين من أجل إيمانهم، ووزّعت الباقي على الفقراء واعتزلت مع مؤمنات في بيت صغير. لمّا وقفت أمام الوالي لم تنكر إيمانها فدفعها إلى المعذّبين إلى أن قُطع رأسها.

 

سيبيريا: انطلاق قطار الخدمة

أعلن موقع أبرشيّة نوفوسيبرسك في سيبيريا انطلاق الحملة الثانية والعشرين للخدمة الروحيّة والتربويّة والاجتماعيّة، تحت عنوان «من أجل نهضة روحيّة في روسيا». انطلق قطار الخدمة في ١١ تشرين الأوّل، وعلى متنه ٢٠٠ من الكهنة والأطبّاء والعاملين الاجتماعيّين والمعلّمين والفنّانين، الذين سيزورون ١٩ قرية  في المنطقة. يتوقّف القطار فتقام الصلوات وتبدأ المعاينات الطبّيّة وتنظّم اجتماعات الاطفال والشباب. تحدّث مطران الأبرشيّة تيخون إلى كلّ العاملين قبل انطلاق القطار فقال: «أنتم تحملون الفرح إلى سكّان القرى الذين ينتظرونكم»، وأضاف «تكمن إحدى غايات هذا العمل في دعم سكّان سيبيريا البعيدة، وفي المساهمة في وحدة الناس أهل المدن وأهل القرى.

Last Updated on Monday, 23 October 2017 10:57