ocaml1.gif
العدد ١٨: إعادة نظر فاستعادة النظر Print
Written by Administrator   
Sunday, 05 May 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٥ أيّار ٢٠١٩ العدد ١٨ 

أحد توما - الأحد الجديد

القدّيسة الشهيدة إيريني

logo raiat web

كلمة الراعي

إعادة نظر فاستعادة النظر

1819 العبور إلى القيامة ليس سهلاً، فهي تتطلّب منّا إيمانًا وموقفًا وسلوكًا يعبّر عن حقيقتها فينا. هذا ما نراه في خبرة توما الرسول كما يخبرنا الإنجيليّ يوحنّا. لا بدّ من أن تعمّد القيامة نظرتك وخبرتك، فتقوم بورشة إعادة النظر بمسلّماتك على ضوء القيامة، حتّى تستعيد النظرةَ الحقيقيّةَ، - لربّما تكون مفقودة لديك-، للحياة ولخالقها وفاديها.

لقد اكتشفنا توما عندما بادر التلاميذَ الخائفين من صعود الربّ الأخير إلى أورشليم، والمرتبكين أشدّ الارتباك من مرافقتهم إيّاه، بقوله المندفع: «لنذهبْ نحن أيضًا لكي نموت معه» (يوحنّا ١١: ١٦). ثمّ سمعناه يعبّر عن عدم فهمه كلام الربّ على أبواب الآلام حول المنازل الكثيرة التي يعدّها لهم بذهابه، وحول إقامتهم الدائمة وإيّاه، ومعرفتهم الطريق المؤدّي إلى ذلك: «يا سيّد، لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر على أن نعرف الطريق؟» (يوحنّا ١٤: ٥). وأخيرًا، سمعنا موقفه الحازم في صبيحة القيامة الـمُعلَن في وجه إخوته الذين شهدوا المسيح القائم: «إن لم أبصرْ في يديه أثر المسامير، وأضعْ إصبعي في أثر المسامير، وأضعْ يدي في جنبه، لا أؤمن» (يوحنّا ٢٠: ٢٥).

اتّباع توما الربَّ في مسيرة التلمذة له لم يكنْ سهلاً ولا بديهيًّا كما نرى. أخذ منه ذلك مأخذًا كبيرًا، مسيرة تلمذة ترافقت مع عدم إدراك وفهم وإيمان، وهجْر للمعلّم في بستان الزيتون (متّى ٢٦: ٥٦) وعودة إلى مزاولة المهنة بعد القيامة (يوحنّا ٢١: ٢-٣). لكنّها خبرة تتوّجت في اليوم الثامن بعد القيامة بهتافه الذي وصل إلينا: «ربّـي وإلهي!» (يوحنّا ٢٠: ٢٨).

كأنّي بها مسيرة إعادة نظر مستمرّة وشاقّة، وأحيانًا مكلفة وغير معروفة النتائج سلفًا، حتّى وجدت في لمسه أثر المسامير في يدَيّ المعلّم والجرح في جنبه الجواب الذي لطالما يشتهيه كلّ منّا: أن يستعيد نظره! أن يجد الإيمان! أن يرتمي بين يدَيّ الربّ! أن يصير تلميذًا بحقّ! أن يشارك الجماعة شهادتها في القيامة! أن يقوم هو نفسه ويصير بذلك شاهدًا أبديًّا للمؤمنين بسبب إيمانه! ألاّ يحجب القيامة وحقيقتها ومفاعليها عن إخوته وأترابه بموقف أو سلوك أو عدم إيمان!

بالفعل، القيامة تتحدّانا في عمق الوجود والكيان والضمير والسلوك، بحيث لا نمنعها عن أنفسنا ولا عن غيرنا. فمن السهل أن نحجبها عن أنفسنا عندما تكون نظرتنا مشبعة بالغرور والاكتفاء أو الإحباط واليأس. ونحجبها عن الآخرين عندما تكون نظرتنا محكومة حصرًا بما نعرفه عنهم من آثام وضعف وأخطاء. في الحالتَين، لا نرى أنفسنا ولا نرى الآخرين في مدى القيامة.

كم هذا الواقع مؤلم بيننا وفينا: أن ننفي إمكانيّة القيامة عن حياتنا، وأن يغدو ذلك ممارسة يوميّة شائعة وذهنيّة معتمدة في مقاربة الشؤون الشخصيّة والكنسيّة وأيّ شيء آخر! أن يكون المرء فارغًا من القيامة، أو أن تكون الجماعة أو الرعيّة أو الكنيسة كذلك! أن أتحدّث عنها ولا أعرفها ولا أعيش بمقتضاها! هذا كلّه مدعاة لنأخذ «الميداليّة» التي يقدّمها المسيح بوجهَيها المتلاصقَين والمتّحدَين: وجه القيامة ووجه التوبة!

فتح توما للقيامة طاقةً فيه وفينا، فعبرت إليه وملأته وفاضت علينا. لا بدّ لها من أن تفيض منّا على آخرين أيضًا. لنا أن نعيد النظر بأنفسنا وبشؤوننا لنستعيد النظرة التي سلّمنا إيّاها المسيح: «لا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا» (يوحنّا ٢٠: ٢٧). فلنشجّعْ إذًا أنفسنا وإخوتنا حتّى نثبت في القيامة وأتعابها وثمارها، فلا نحرم أنفسنا ولا غيرنا منها، بل نفرح معًا بالذي كشفها لنا.

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠

في تلك الأيّام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلّهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ على أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّون بكثرةٍ مؤمنين بالربّ حتّى إنّ الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأَسرّة ليقعَ ولو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع أيضًا إلى أورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسة، فكانوا يُشفَون جميعهم. فقام رئيس الكهنة وكلّ الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيّين وامتلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الربّ أبواب السجن ليلاً وأخرجهم وقال: امضوا وقفوا في الهيكل، وكلّموا الشعب بجميع كلمات هذه الحياة.

 

الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١

لمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلاً وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع لم تُكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.

 

تركيبة الخلاص الثلاثيّة

يعتبر اللاهوت التقليديّ المسيحيّ القديم أنّ «حدث» يسوع المسيح، بأكمله، هو عمل خلاصيّ، وذلك بدءًا باتّخاذه الشخصيّ والدائم لجسدنا البشريّ. كلّ ما يختصّ بيسوع المسيح هو خلاصيّ.

التجسّد نفسه، وفقًا لمنطق مجمع نيقية الأوّل، كان جزءًا أساسيًّا من عمليّة فدائنا. وهذا يعني أنّ يسوع المسيح هو نفسه إله حقّ وإنسان حقّ، وإلاّ ما كنّا لنخلص من دونه. تكرّرت هذه النقطة مرارًا، وذلك عبر الصوت الأكثر إقناعًا في ذلك المجمع، صوت القدّيس أثناسيوس الكبير (†٣٧٣).

بحسب هذا المبدأ، تحدّث المسيحيّون الشرقيّون منذ فترة طويلة على بُنية «ثلاثيّة» لفداء الجنس البشريّ، وهي بُنية تواجه وتتصدّى لـ«ثلاثيّة» الخطيئة الإنسانيّة و«الغربة» عن الله:

أوّلاً، الإنسان غريب عن الله بسبب الخلق نفسه، لأنّ طبيعة الإنسان مختلفة عن طبيعة الله. ولكنّ الله افتدى هذه الغربة الأوّليّة، عندما اتّخذ طبيعتنا البشريّة في التجسّد الإلهيّ: «وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا» (يوحنّا ١: ١٤؛ راجع كولوسي ٢: ٩). لذلك، التجسّد الإلهيّ هو عمل خلاصيّ. علاوةً على ذلك، أصبحت مشاركة «الكلمة» في طبيعتنا البشريّة «وسيط» مشاركتنا في الطبيعة الإلهيّة (٢بطرس ١: ٤). كما تمّ التعبير عن هذه الحقيقة بجرأة، على لسان القدّيس إيريناوس أسقف ليون (†٢٠٢): «إنّ المسيح، لأجل محبّته اللامتناهية، قد صار مثلنا لكي يجعلنا مثله»، ومن العديد من آباء الكنيسة الأخرين، وكان أبرزهم أثناسيوس نفسه: «صار الإله إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا». هذا التحوّل، بالنعمة الإلهيّة، هو هدف الوجود البشريّ، والسبب الوحيد لوجود الإنسان في هذا العالم على الإطلاق.

ثانيًا، الإنسان غريب عن الله بسبب الخطيئة، وهي إرثٌ يتشارك فيه جميع البشر «بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً» (رومية ٥: ١٩). للتغلّب على هذا الاغتراب عن الله، بسبب الخطيئة، مات يسوع على الصليب، مصالحًا إيّانا، تاليًا، مع خالقنا. يكرّر الكتاب المقدّس ويؤكّد على هذه النقطة، ويصرّ على كوننا، «وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ» (رومية ٥: ١٠).

الجوهر الأبرز لموت المسيح (للمصالحة مع الله)، كانت آلامه الطوعيّة، وسفك دمه ذبيحة فداء، الذي غسل به الله خطايا العالم. حقًّا، تكمن صورة الكتاب المقدّس الرئيسة حول المصالحة على الصليب، في دم يسوع المهراق من أجل خطايا العالم. لقد تأسَّس العهد الجديد على هذا الـ«إهراق» الخلاصيّ لدمه (متّى ٢٦: ٢٨؛ مرقس ١٤: ٢٤). في دم المسيح فقط، يمكننا الوصول إلى الله. ضرورة أن يسفك المسيح دمه من أجل خلاصنا، مؤسّسة على المبدأ العامّ الذي يحكم التضحية التوراتيّة من أجل الخطايا - «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ» (عبرانيّين ٩: ٢٢). في المسيح إذًا، «لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا» (أفسس ١: ٧). يسوع «حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، …، الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ» (١بطرس ٢: ٢٤). وهكذا، فإنّ الآلام، وسفك الدماء، وموت يسوع هي كلّها أعمال خلاصيّة.

ثالثًا، الإنسان غريب عن الله بسبب الموت، لأنّ الموت لا ينفصل عن الخطيئة. بسبب تعدّي آدم، «دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ» (رومية ٥: ١٢). في الواقع، «مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ» (٥: ٢١). يعود بولس إلى سفر التكوين ٣ ليشرح ما يسمّيه «مُلك الْمَوْت» (رومية ٥: ١٤، ١٧).

بالنسبة إلى الكتاب المقدّس ليس الموت «طبيعيًّا»، ولا هو مجرّد أمر «بيولوجيّ»، وبالتأكيد هو ليس أمرًا «حياديًّا». بعيدًا عن المسيح، يمثِّل الموت «الفصل النهائيّ» للإنسان عن الله (رومية ٦: ٢١، ٢٣؛ ٨: ٢، ٦، ٣٨). فساد الموت هو الخطيئة المتجسّدة والمرئيّة. عندما يكون الموت، هذا «العدوّ الأخير» (١كورنثوس ١٥: ٢٦)، قد هُزم في النهاية، ربّما حينها نتحدّث بشكل صحيح على «الخلاص». (هذا هو السبب في أنّ مفردات الخلاص تظهر عادة في صيغة المضارع لدى بولس بخاصّة في الرسالة إلى رومية). وهكذا، فإنّ قيامة يسوع هي خلاصيّة. في الواقع، هي ضرورة حتميّة لخلاصنا، لأنّ المسيح «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رومية ٤: ٢٥). يسوع يخلّصنا بالمطلق من سلطان الموت.

كما كانت آلام يسوع وسفك دمه جزءًا أساسيًّا من قيمة موته الخلاصيّة، هكذا فإنّ عبوره إلى المجد وجلوسه عن يمين الله الآب يتعلّقان بملء قيامته. يتوسّع بحث هذا الموضوع بشكل خاصّ في الرسالة إلى العبرانيّين، التي تصف صعود يسوع، كدخول، إلى الهيكل السماويّ، على صورة رئيس الكهنة الأبديّ: «يسوع وسيط العهد الجديد».

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الزمن الفصحيّ

التلميذ: سمعت الكاهن يقول إنّنا ندحل في الزمن الفصحيّ. ماذا يقصد بذلك؟

المرشد: الزمن الفصحيّ هو الوقت الذي يبدأ بخدمة الهجمة، فجر الأحد وينتهي عشيّة عيد العنصرة، أي مدّة خمسين يومًا بين الفصح والعنصرة فيها ستّة آحاد. من خصائص الزمن الفصحيّ أنّ كلّ قدّاس إلهيّ يبتدئ وينتهي بترتيل طروباريّة القيامة «المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور».

التلميذ: ما هي الآحاد في الزمن الفصحيّ؟

المرشد: الأحد الأوّل هو أحد توما الذي نسمّيه أيضًا الأحد الجديد، لأنّ بقيامة المسيح يصير «كلّ شيء جديدًا»، يليه أحد حاملات الطيب والخدمة فيه فصحيّة بامتياز، ثمّ أحد المخلّع وأحد السامريّة، ثمّ أحد الأعمى وأحد الآباء المجتمعين في المجمع المسكونيّ الأوّل السنة ٣٢٥ في مدينة نيقية.

التلميذ: قلتَ: «الأحد الجديد» و«أسبوع التجديدات». ما هو الجديد؟

المرشد: يقع عيد الفصح في فصل الربيع عندما تتجدّد الطبيعة وتظهر الأزهار. مقابل ربيع الطبيعة هناك ربيع النفس، تجديد داخليّ. قيامة المسيح تعطينا رسالة أمل، تقول لنا إنّه يمكن أن نتغيّر، أن نصير خلائق جديدة. هل تذكر ما قرأنا في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس: «إذا كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة» (٥: ١٧).

التلميذ: ومتى يأتي خميس الصعود؟

المرشد: يأتي عيد الصعود أربعين يومًا بعد أحد الفصح ويقع بذلك يوم الخميس. أمّا عيد العنصرة أي حلول الروح القدس فيأتي بعد الصعود بعشرة أيّام، أي بعد خمسين يومًا من الفصح. ربّما ذكرنا سابقًا أنّ اسم عيد العنصرة باليونانيّة يعني الخمسين ومنه Pentecôte اسم عيد العنصرة باللغات الأجنبيّة.

 

القدّيس الرسول توما

تذكر كلّ الأناجيل توما في عداد الاثني عشر )متّى ١٠: ١-٤، مرقس ٣: ١٦-١٩ ولوقا ٦: ١٢- ١٦). أمّا إنجيل يوحنّا فيذكر توما وحده أوّلاً بعد حادثة شفاء لعازر في بيت عنيا القريبة من أورشليم. لمّا علم يسوع أنّ لعازر قد مات أصرّ على أن يذهب إلى بيت عنيا فخاف التلاميذ جدًّا من خطر الذهاب، لأنّ اليهود كانوا يريدون القبض على يسوع. لكنّ توما قال: «لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه» (يوحنّا ١١: ١٦).

وفي العشاء الأخير بعد أن خرج يهوذا الإسخريوطيّ، قال يسوع لتلاميذه إنّه سيذهب إلى حيث لا يستطيعون أن يذهبوا ليعدّ لهم مكانًا، سأل توما في حيرة وألم: «يا سيّد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر على أن نعرف الطريق؟» (يوحنّا ١٤: ٥) عندئذ بادره يسوع بجوابه الرائع: «أنا هو الطريق والحقّ والحياة» (يوحنّا ١٤: ٦).

يقول البعض إنّ توما بشّر في بلاد الفرتيّين والمادّيّين المذكورين في أعمال الرسل يوم العنصرة، ثمّ حمل الإنجيل إلى الهند. ويؤكّد البعض أنّه من أجل أن يؤمّن طريقه إلى الهند رضي بأن يُباع كعبد، وعمل نجّارًا عند ملك هنديّ. لذلك تصوّره الأيقونات حاملًا زاوية نجار. استشهد الرسول توما في منطقة كيرلا في جنوب الهند، حيث تُدعى الكنيسة السريانيّة حتّى اليوم «كنيسة القدّيس توما».

 

القدّيسة الشهيدة إيريني

عاشت في القرن الرابع في زمن الأمبراطور قسطنطين الكبير. كانت تُدعى بنيلوب وهي ابنة ليكينيوس الملك على مقاطعة في بلاد فارس، وكانت جميلة جدًّا. أراد والدها أن يحميها من العالم الخارجيّ فسجنها في برج عال فيه كلّ ما تشتهيه نفسها من الرفاهية، وعيّن لها عددًا كبيرًا من الخدم وشيخًا مليئًا من الحكمة ليقوم بتعليمها. هذا كلّمها على الإيمان المسيحيّ ثمّ اعتمدت واتّخذت اسم إيريني ومعناه السلام. حطّمت إيريني تماثيل أبيها وواجهته بشجاعة فائقة. غضب جدًّا وأخضعها لشتّى أنواع العذاب. أمام شجاعتها آمن كثيرون ومنهم والدها الذي تنازل عن العرش. حاول الملك الذي حكم بعده أن يثنيها عن عزمها لكنّها ثابرت ورغم العذابات الشديدة بشّرت الكثيرين. عيدها اليوم في الخامس من أيّار.

Last Updated on Sunday, 28 April 2019 11:07