ocaml1.gif
العدد ٩: وصفة الصوم الكبير: الغذاء والدواء والبوصلة Print
Written by Administrator   
Sunday, 01 March 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد أوّل آذار ٢٠٢٠  العدد ٩ 

أحد الغفران- مرفع الجبن

القدّيسة البارّة في الشهيدات أفدوكيّا

كلمة الراعي

وصفة الصوم الكبير:

الغذاء والدواء والبوصلة

0920 القدرة على التعاطي مع الواقع تتحكّم فيها عوامل كثيرة، إلّا أنّ الأهمّ بينها على الإطلاق يبقى إيماننا المعاش. في هذا السياق تبقى دعوة المسيح إلينا: «اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلّها تُزاد لكم» (متّى ٦: ٣٣)، المنارة التي تنير سبيل التعاطي الصحيح مع الواقع. يساعدنا إنجيل أحد الغفران على تصويب البوصلة في هذا الاتّجاه، عبر كشفه جوهر الحياة المسيحيّة في أبعادها الثلاثة: في علاقتنا مع ذواتنا، في علاقتنا مع أترابنا وفي علاقتنا مع الله، ويشرح لنا كيفيّة تطبيق قول السيّد المُشار إليه أعلاه.

يتلخّص محور إيماننا بالمحبّة. هذا هو الوجه الأنصع على الإطلاق في رسالة المسيح وتعليمه وشهادته ودعوته إلينا لعيشه. فسرّ الخلاص الذي أتانا به بتجسّده وموته وقيامته إنّما هو تعبير عن عمل الله على مصالحة الإنسان معه ومع أخيه الإنسان. بذلك يمكنه أن يعيش بسلام ووئام مع أقرانه. تفترض المصالحة العمل باتّجاهَين: من جهة، منح المسامحة والغفران على مساوئ ومظالم وشرور ارتُكبت بحقّنا، ومن جهة أخرى، طلبها ممّن ارتكبناها بحقّهم. هذا صعب ولربّما مستحيل لولا خبرتنا مع الله نفسه الذي يجدّد نفوسنا كلّما طلبنا إليه أن يسامحنا، ويعطينا الفرصة تلو الأخرى لإصلاح الذات والرُبط التي تجمعنا بغيرنا. لا بدّ لنا إذًا من أن نأخذ بالاعتبار هذه المعادلة الروحيّة الأساسيّة: «إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أيضًا أبوكم السماويّ. وإن لم تغفروا للناس زلّاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضًا زلّاتكم» (متّى ٦: ١٤-١٥).

لـمّا كانت المحبّة المجّانيّة هي جوهر إيماننا، كان لا بدّ من أن نضع تحت المجهر ما يعتمل نفوسنا من اعتبارات في عيشها والوصول إلى نقاوتها. هذا يعني السهر على أفكارنا الداخليّة خصوصًا إذا كنّا نجاهد من أجل تنقية المحبّة من شوائبها فينا. تعلّمنا الكنيسة أنّ أداة تشذيب المحبّة تكون عبر الصوم الذي يعرّي اهتماماتنا الأنانيّة والاستهلاكيّة، وما يرافقها من روح الامتلاك والسيطرة من جهة، وروح اللامبالاة والاستهتار بقريبنا، من جهة أخرى. هذا يعني أن نعيش بُعد التنقية الشخصيّة أمام الله وليس أمام عيون الناس. هكذا ندرك الحكمة الكامنة في قول الربّ: «لا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية» (متّى ٦: ١٨).

تأسيس رُبطنا على المحبّة الغافرة وبناء حياتنا الداخليّة على تنقيتها من المجد الباطل والأنانيّة، لا ينعزلان عن الهدف الذي نبتغيه من حياتنا الحاضرة، وكيفيّة فهمنا عطيّة الحياة نفسها. فهل مسعانا بشأن ذواتنا ورُبطنا ينطلق من ثقتنا بالله، ويتغذّى من نعمته ويستنير بحكمته ويعتمد على محبّته؟ وهل يشكّل لنا الله نفسه أبلغ عطيّة وأثمن هدف نضعه لحياتنا، بحيث نأخذ إرادته وكلمته على محمل الجدّ؟ وهل نؤمن بأنّ عطيّته لنا تستحقّ منّا الانتباه الواجب حتّى لا ننحرف عن الهدف، أو نستبدل بها ما هو عابر وزائل، حتّى لا نقول، بما هو مضرّ ومؤذٍ؟ من هنا يستضيء دربنا بتوجيه يسوع أبصارنا: «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض... بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماء... لأنّه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا» (متّى ٦: ١٩-٢١).

بات طريق الصوم الكبير مؤسّسًا بشكل صحيح على كيفيّة تحقيق أن «اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه». معنا البوصلة التي تشير إلى معالم الطريق الذي نجتازه يومًا بعد يوم، من امتحان إلى آخر، لنبلغ إلى كنزنا في السماء. ولدينا الطعام- المحبّة- الذي يغذّي النفس وينير عليها ثناياها. وهاكم الدواء- الصوم- الذي يشفي اعتلالنا في الأهداف التي نضعها وفي الرُبط التي نبنيها وفي تطلّعاتنا الداخليّة التي تتحكّم في تصرّفاتنا. عسانا نتعاضد من أجل أن تثبت المصالحة بيننا، وأن تنمو عيننا الداخليّة في الشؤون الروحيّة، بحيث نشكر الله على زمن الحياة الحاضر بينما يهيّئ لنا عبره زمنًا أبديًّا يكلّل جهادنا.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٣: ١١-١٤ و١٤: ١-٤

يا إخوة إنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان حين آمنّا. قد تناهى الليل واقترب النهار فلندعْ عنّا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلكنّ سلوكًا لائقًا كما في النهار، لا بالقصوف والسِّكر ولا بالمضاجع والعهر ولا بالخصام والحسد، بل البسوا الربّ يسوع المسيح ولا تهتمّوا بأجسادكم لقضاء شهواتها. من كان ضعيفًا في الإيمان فاتّخذوه بغير مباحثة في الآراء. من الناس من يعتقد أنّ له أن يأكل كلّ شيء، أمّا الضعيف فيأكل بقولًا. فلا يزدرِ الذي يأكل من لا يأكل، ولا يدنِ الذي لا يأكل من يأكل، فإنّ الله قد اتّخذه. من أنت يا من تدين عبدًا أجنبيًّا؟ إنّه لمولاه يثبت أو يسقط، لكنّه سيثبَّت لأنّ الله قادر على أن يثبّته.

 

الإنجيل: متّى ٦: ١٤-٢١

قال الربّ: إن غفرتم للناس زلّاتهم يغفر لكم أبوكم السماويّ أيضًا، وإن لم تغفروا للناس زلّاتهم فأبوكم أيضًا لا يغفر لكم زلّاتكم. ومتى صمتم فلا تكونوا معبّسين كالمرائين فإنّهم يُنكّرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم إنّهم قد استوفوا أجرهم. أمّا أنت فإذا صُمْتَ فادهن رأسك واغسل وجهك لئلّا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي فـي الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يُجازيك علانية. لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والآكلة وينقب السارقون ويسرقون، لكن اكنزوا لكم كنوزًا فـي السماء حيث لا يفسد سوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون ولا يسرقون، لأنّه حيث تكون كنوزكم هناك تكون قلوبكم.

 

من الجيفة عسلٌ

تاريخ الخلاص مخضّب بالدم، أُممٌ توالت، قضاةٌ وملوكٌ وأنبياء تعاقبوا، شعراء وكُتّاب ومؤرِّخون سطّروا، ثورات عَلت، قبائل هلّلت وأُناسٌ عارضت، لكنّ الوعد بالخلاص بقي مُصانًا. مترئِّسون اِندحروا، فُقراء تعظَّموا، أمبرطوريّات تبدّلت وثقافات تغيّرت، ولكنّ الكلمة الفصل ثبتت «الخلاص مُحقّقٌ».

إسرائيل القديم شعب غَلُظَ قلبه، وجفّ كيانه مرّاتٍ ومرّات. ابتعد عن الينبوع الحيّ، عبد آلهة غريبة، وتوغّل في حمأة الخطيئة. صارت حياته موتًا وقيامته مستحيلة، ولكنّ الله الذي وعد، كان في كلّ مرّة يُنهض ويقيم.

كم من مرّة عاود بنو إسرائيل، ففعلوا الشرّ في عينَي الربّ. فكانوا يُدفَعون مُساقين من أهوائهم لنير العبوديّة. يستجيرون وليس من سامع. مُدّة الشقاء والألم طالت. كاد الرجاء أن يُفقد. ولكنّ التوبة عادت والتسبيح علا. رأى الناس النعمة بعد أن شعروا بفقدانها كما هي حالنا، عفا الإله، والحنّان بدّد ديجور الظلام، أعطى الأُمناء فرصًا للنجاة.

حكمة الله كانت تعطي المُخلَّصين منفعةً ليقرأوا الأحداث إيجابًا، وكانوا يلاحظون أنّ الله من الجيفة يُخرج عسلًا، ومن الأسد الآكل أكلًا، أي من الموت حياةً.

شمشون الجبّار الذي أتى من رَحِم عاقر، نسَكَ أبواه وصاما، خَمرًا ومُسكرًا لم يشربا ونجسًا لم يأكلا. أعطاهما الربّ ابنًا جبّارًا، كبُر وباركه الربّ. نُذر شمشون للربّ، حافظ على النذور، دافع عن الشعب المعذّب المقَهور. نجح، ربح معارك، صارع من دون هوادة، وكان الربّ يُعينه لأنّه مُتّكل عليه. قتل أسدًا مُهاجمًا بقوّة مَن قوّاه. وعند عودته رأى أنّه «من الآكل خرج أكلٌ ومن الجافي خرجت حلاوةٌ» (قضاة ١٤: ١٤) أي من جوف الأسد قفير نحلٍ يدرُّ عسلًا. فكان رمزًا للمارد الشرّير الذي سُحق، وللشيطان الذي اِنحلَّ. فبالمسيح الجبّار، من جوف الموت خرج عسل القيامة، أي من القبر الضياء. به غدا الضيق والألم مُستثمرين لخلاص الذين يحبّونه. فبقدْر الألم تكون التعزية، والضربة التي تأتي على الظهر من دون أن تقصفه تقوّيه.

الإغراء وللأسف، دبّ في حنايا الجبّار. تزوّج بالخطيئة غريبة، تعبد آلهةً غريبةً. أعطى سرّ قوّته لزانية اسمها «دليلة»، خلَّ بعهده، تغافل عن حفظ وصايا إلهه، توانى في أن يكون نذيرًا للربّ. فما كان من الشرير إلّا أن قوي عليه وقصّ شعر رأسه. هذا نصيب المُتحاورين مع الشيطان. فسقط شمشون وقُلعت عيناه. صار القويّ عبدًا والمُترئّس خادمًا. لكنّ التوبة مكّنته مرّة أخرى من أن يَهدم الهيكل على رأس أعدائه، متسلِّحًا بالنعمة.

لذا، لا بدّ للعاقل بيننا، في هذه الأيام الصياميّة المباركة، من أن يتعلّم أنّ الله لا يُهزأ به، وأنّ الرجاء هو الطريق لتحقيق الوعد. فإن سلّمت نفسك للربّ واثقًا أيّها الإنسان، أنت مُصانٌ رغم الأخطار، ومهما بدا نوع الآلام مريرًا، أنت مُعتقٌ حتّى النهاية. أنت مدفوع رُبّما بالموت، للقيامة مهما ظهر عنف الطبيعة وسوء السياسة. أنت مُمحّص بالنار ولكنّ ذهبك سيلمع. ابن لله أنت. والله لن يترك خاصّته للعصاة، تعاضد وانظر إلى مَن سبقك. اصبرْ، فكما أنّه من الجيفة خرجت حلاوةٌ هكذا من القهر سيخرج البهاء. آمنْ وتضرّعْ عائدًا إليه قبل أن تعود إلى الأرض. لأنّه من يعطي الأرض كلَّ حياته تعطيه الأرض قبرًا، أمّا من يعطي السماء حياته فتعطيه عرشًا. (القدّيس أفرام السريانيّ).

فلا تَخف أيّها الإنسان أنت لست وحدك، والله لا ولم ولن يتركك، ابقَ معه، الأمور كلّها ضِمن خطّته. الله ليس رجاءنا الأخير، إنّما الوحيد. سلام الله لا يُلغي الضيق بل يسود عليه.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: القربان

التلميذ: الأحد الماضي قدّمنا القربان إلى الكنيسة وذُكرت أسماء أفراد العائلة أحياء وأمواتًا. أردت أن أسألك ماذا يفعل الكاهن بالقربان الذي نقدّمه؟

المرشد: قبل القدّاس الإلهيّ يُعدّ الكاهن التقدمة فيقف أمام المذبح ويأخذ قربانة ويقطع الجزء المربّع الذي يُسمّى الحَمَل، الذي كُتب عليه «يسوع المسيح الغالب» بالأحرف اليونانيّة ويضعه في وسط الصينيّة، ثمّ يقطع أجزاء صغيرة من القربان ذاتها، يذكر فيها والدة الإله والملائكة والقدّيسين. ثمّ يأخذ أجزاء من القربانات التي يقدّمها المؤمنون ويذكر بها أسماء الأحياء والأموات ويضعها أيضًا على الصينيّة. ثمّ يسكب خمرًا وماءً في الكأس ويعدّها للاستحالة لتصير جسد المسيح ودمه.  

التلميذ: ماذا يصنع الكاهن ببقيّة القربانات التي لم يتمّ إعدادها للاستحالة؟

المرشد: يباركها بعد الاستحالة بعد قوله «وبخاصّة من أجل الكلّيّة القداسة...» وتوزّع على الشعب.

التلميذ: هل توزّع هذه القربانات على الذين لم يتناولوا بدلًا من المناولة؟

المرشد: لا يحلّ شيء محلّ المناولة وإن كانت تُسمّى «بدل التقدمة» باليونانيّة antidoron، فهي فقط ما يرجع إلينا من القربان الذي قدّمناه بعد أخذ الجزء الذي سيُقَدّس منها.

 

القدّيسة البارّة في الشهيدات أفدوكيّا

كانت أفدوكيّا، وهي من أصل سامريّ، تعيش في بعلبك أيّام الأمبراطور الرومانيّ تراجان (٩٦-١١٦). كانت جميلة جدًّا تمتهن الفجور وجمعت من عملها ثروة كبيرة. صدفةً جاء رجل مسيحيّ اسمه جرمانوس إلى بعلبك، وسكن في منزل قرب بيت أفدوكيّا. في الليل قام يرتّل المزامير ثمّ قرأ من الإنجيل نصًّا عن الدينونة. لمّا سمعته أفدوكيّا وَعَت وضعها وحزنت جدًّا على نفسها. في الصباح قصدت جرمانوس ورجته أن يدلّها على سبيل الخلاص. بشّرها بالمسيح وعلّمها الصلاة، ثمّ طلب منها أن تدعو للربّ أسبوعًا لتمتحن نفسها. ثابرت أفدوكيّا على الصلاة والتضرّع إلى الله بدموع ليخلّص نفسها.

لمّا اعتمدت على يد أسقف بعلبك، سلّمت ثروتها إلى كاهن ليوزّعها على المحتاجين، وسلّمت نفسها إلى الله وسلكت درب العذارى. ذاع خبرها فسمعه بعض الذين كانوا يعرفونها في سلوكها القديم، فوشوا بها إلى الولاة بأنّها مسيحيّة وأنّها وزّعت ثروتها على المسيحيّين أعداء الأمبراطوريّة. عاشت مدّة من دون أن يصيبها سوء إلى أن أمر أحد حكّام بعلبك بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة. عيدها اليوم في أوّل آذار.

 

اليوبيل الذهبيّ لأسقفيّة المطران جاورجيوس (خضر)

صادفت في ٧ شباط، الذكرى الخمسون على انتخاب المتروبوليت جاورجيوس (خضر)، على أبرشيّة جبل لبنان، وسيامته في الخامس عشر منه. للمناسبة وزّع راعي الأبرشيّة المتروبوليت سلوان رسالة رعائيّة قال فيها عن سَلَفه الجليل: «يحمل الكلمة كما حملَه سمعان الشيخ طفلًا ويقدّمه لنا بكلّ ما أوتي من مواهب وحكمة وغيرة وعلم واستقامة، لا بل بكلّ ما يعتمل جوارحه من إيمان ورجاء ومحبّة».

لمناسبة هذا اليوبيل الذهبيّ لأسقفيّة سيادة المتروبوليت جاورجيوس، تحلّق حوله في دار المطرانيّة راعي الأبرشيّة مع شمامستها في 8 شباط، فخصّهم المطران جورج بكلمة حول كنه الخدمة، وأدائها بروح التقوى والانتباه. وحدث الأمر عينه مع كهنة الأبرشيّة في 14 شباط، فخصّهم المطران جورج بكلمة حول معنى الصوم وخدمة المسيح، وكيفيّة الوقوف في حضرة الله. أمّا في ٢٤ شباط، فكان دور أعضاء هيئة القضايا في الأبرشيّة، والأطبّاء في المستوصف الصحّيّ-الاجتماعيّ في النبعة، وأعضاء مجلس إدارة صندوق التعاضد الأرثوذكسيّ، فكرّمهم المطران جورج على ما يقدّمونه في خدمة الكنيسة.

 

اجتماع كهنة الأبرشيّة

الجمعة ١٤ شباط ٢٠٢٠، عقد راعي الأبرشيّة اجتماعًا عامًّا للكهنة في كنيسة القدّيس جاورجيوس-برمانا. ابتدأ الاجتماع بالصلاة، ثمّ كان لقاء حول الكلمة الإلهيّة وشرح الإنجيل اليوميّ (مرقص ١٤: ٣-١٩)، والإشكاليّة المطروحة فيه بين خدمة الفقراء ومحبّة يسوع، وكيف عالج المسيح الموقف ومدّه إلينا لتستقيم الخدمة والخلاص. أبرز المطران سلوان في شرح الإنجيل شهادة سلفه، المتروبوليت جاورجيوس، عبر تسليط الضوء على مضمون الإنجيل وشهادة المطران جورج من حيث محبّة المسيح، وخدمة الفقراء والشهادة للبشرى الإنجيليّة. ثمّ تدارس الحاضرون شؤونًا رعائيّة وليتورجيّة وإداريّة وترتيبيّة خاصّة بالكهنة، وبعمل مجالس الرعايا، وبالخدمة الاجتماعيّة، وبمقاربة الوضع الحاليّ في لبنان وفي الأبرشيّة.

 

خطّة السامريّ الصالح

وجّه راعي الأبرشيّة رسالة إلى رعايا الأبرشيّة كافّة بخصوص «خطّة السامريّ الصالح» في الصوم الكبير للعام ٢٠٢٠، حيث نقتطف بعض ما جاء فيها:

«في تقريري لكم عن «خطّة السامريّ الصالح» التي أطلقتها الأبرشيّة في فترة الصوم الميلاديّ، عبّرتُ لكم عن شهادات عديدة، ...، لقد شجّعني ما أظهرتم من تكاتف وتعاضد وتحسّس للوضع الحاليّ، للطلب منكم تكرار الخبرة من جديد، عبر التزام «خطّة السامريّ الصالح» في الصوم الكبير، لنعين عائلاتنا في حمل أثقالها في هذه الظروف التي نعبرها... بالفعل، هذا ما نحن في صدد التأكيد عليه عبر إطلاق هذه «الخطّة» من جديد، لثقتنا بأنّ التعاضد هو خير جواب على القلق المتفشّي بيننا وفينا، فيحرّرنا من قيوده الخبيثة، لأنّها تفرض علينا قراءة آحاديّة للواقع تستعبدنا روحًا ونفسًا، وتعطّل فعل الإيمان والرجاء والمحبّة فينا».

Last Updated on Monday, 24 February 2020 01:30