ocaml1.gif
العدد ١٩: الجماعة الرسوليّة ورعاية الحياة في المسيح Print
Written by Administrator   
Sunday, 10 May 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ١٠ أيّار ٢٠٢٠ العدد ١٩ 

الأحد الثالث بعد الفصح

أحد المخلّع

الرسول سمعان الغيور

كلمة الراعي

الجماعة الرسوليّة 
ورعاية الحياة في المسيح

1920 نحن محطّ عناية الربّ، مهما طال زمننا لنعرفه حقّ المعرفة، أو نعي حضوره الحيّ والمتواري، أو نكتشف محبّته التي لا حدود لها، أو نختبر قدرته على التعاطي مع تفاصيل حياتنا بما يحقّقنا وينمّينا ويشفينا، أو أن نؤمن به إيمانًا ثابتًا. هو «خفيف الظلّ»، كما نقول بالعامّيّة، إذ لا يفرض نفسه علينا، بل يسألنا كلّ يوم: «أتريد أن تبرأ؟» (يوحنّا ٥: ٦). هذه هي الحقيقة التي وصلت إلينا في إنجيل أحد المخلّع.

إنّ طرح هذا السؤال علينا يأخذ صدى مختلفًا بعد احتفالنا بالقيامة وعلى ضوئها. هذا بأنّ القيامة تلقي نورًا جديدًا ومختلفًا على مقاربتنا لحياتنا وشجونها، لكوننا نعيش هذه الفترة الطقسيّة الفصحيّة التي تدعونا إلى أن نتجدّد على أساسها. من أهمّ التحدّيات التي تواجهنا، في هذا الصدد، عامل الزمن الذي يمرّ علينا فنعتاد على أنفسنا كما هي، في اعتلالها وخطاياها وضعفها، كما نعتاد على واقعنا ومحيطنا، بحيث لا يخالجنا رجاء حقيقيّ حول تغيير ممكن بشأنه. فالزمن يمكنه أن يعطّل لدينا الرغبة على تجديد ذواتنا وواقعنا، فنستقيل من دورنا أو نشير بأصبع المسؤوليّة في اتّجاه سوانا. في هذا يصحّ ما يحصل عندما نهمل صيانة قطعة حديديّة فتتعرّض للصدأ فيتآكلها ولا تعود تصلح لشيء.

لا شكّ في أنّ صورة المخلّع المطروح عند البركة منذ ثمانية وثلاثين عامًا، من دون أن يتمكّن من الوصول إلى الماء عند تحريكه، هو امتحان كبير ومستديم لقدرته على الاحتمال والصبر والمثابرة، من دون أن تتأذّى بذلك مجامع نفسه. لربّما سؤال المسيح الموجّه إليه حول رغبته في الشفاء كانت المقاربة الروحيّة الأمثل بشأن إبقاء شعلة هذه الرغبة مضيئة فيه. ثمّ طلبه منه بأن «قم، احملْ سريرك وامشِ» (يوحنّا ٥: ٨) هو أفضل ما يمكن أن يقدّمه يسوع حتّى يقوم المخلّع بتجميع طاقته الجسديّة والنفسيّة، ويوظّفها من الآن فصاعدًا في الاتّجاه الصحيح الذي سيكشفه له يسوع: «ها أنتَ قد برئتَ، فلا تخطئ أيضًا، لئلّا يكون لك أشرّ» (يوحنّا ٥: ١٤). هذا ما سمعه المخلّع بعد أن فتّش عمّن شفاه ووجده في الهيكل. إنّه كلام ينقله من حيّز الشفاء الجسديّ إلى حيّز الشفاء الروحيّ، ويضعه في مسار علاقة روحيّة يقظة أبدًا أمام محبّة المعطي وجلال العطيّة.

هذا الاهتمام المتدرّج والمتصاعد من يسوع بالمخلّع بلغ ذروته في وصيّته له: «لا تعد تخطئ بعد»، لأنّ الحياة الجديدة تحتاج إلى يقظة وانتباه وصيانة دائمة. فخطر الجهل والنسيان والإهمال قائم دومًا، وساعتها تصير المشكلة أعظم وأفدح: «لئلّا يصيبك أشرّ». فعناية يسوع بنا عناية شاملة وكاملة، تبغي تجديد الإنسان كلّه.

وهذا الاهتمام يفعّل لدينا إحساسًا آخر فينا بهذا الواقع، واقع يشبه المشهد الذي نراه في بركة بيت حسدا، حيث «كان مضّجعًا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقّعون تحريك الماء» (يوحنّا ٥: ٣). هل لدينا القناعة والإيمان بأنّ يسوع يمكن أن يكون مَن يغيّر واقعنا المؤلم؟ هل اهتمامنا بواقعنا تحوّل من حيّز المراقبة والفحص إلى حيّز العناية المحبّة عبر مبادرة نحو أترابنا وطرح السؤال الوجيه عينه عليهم: «أتريد أن تبرأ»؟ هل أتّخذُ حدث شفاء نفسي المخلّعة منطلقًا لأسير في حمل البشرى إلى أترابي، بثقة وتواضع وبساطة، كما حين مضى المخلّع و«أخبر اليهود أنّ يسوع هو الذي أبرأه» (يوحنّا ٥: ١٥)؟

مطالعة هذا الحدث على ضوء القيامة يعني الكنيسة كجماعة رسوليّة على مثال الجماعة الأولى التي تعهّدت، من بعد قيامة المسيح، أن تحمل لواء البشرى التي حملها يسوع وأن تتعهّد الإنسان على مرّ العصور لتقيمه من الصدأ الذي لفّ نفسه فيستعيد عافيته التي يقدّمها له ربّه، إن شاء أن يبرأ بواسطته. هذا يعني أيضًا أن نقوم نحن، مرّة تلو الأخرى، من أشكال برودتنا الداخليّة وتقاعسنا وانزوائنا وفقدان الرجاء فينا، وننهض إلى رحاب حضور المسيح الحيّ والمحيي الذي يقيم نفوسنا المخلّعة، ويأمرنا بأن نحمل سريرنا ونلاقي واقعنا من جديد بنوره. وهذا يعني أخيرًا أن نبادر نحو العالم، على مثال يسوع المبادر نحو المخلّع، بما يعكس الحياة الجديدة التي فينا. ألعلّ هكذا تفعل قيامة المسيح في العالم؟

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٩: ٣٢-٤٢

في تلك الأيّام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن، نزل أيضًا إلى القدّيسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك إنسانًا اسمه أينياس مضّجعًا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلَّع. فقال له بطرس: يا أينياس يشفيك يسوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا إلى الربّ. وكانت في يافا تلميذة اسمها طابيتا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة أعمالًا صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيّام أنّها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العلّيّة. وإذ كانت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ أنّ بطرس فيها، أرسلوا إليه رجلين يسألانه ألّا يُبطئ عن القدوم إليهم. فقام بطرس وأتى معهما. فلمّا وصل صعدوا به إلى العلّيّة، ووقف لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَه أقمصة وثيابًا كانت تصنعها ظبية معهنّ. فأخرج بطرسُ الجميع خارجًا وجثا على ركبتيه وصلّى. ثمّ التفت إلى الجسد وقال: يا طابيتا قومي. ففتحت عينيها، ولمّا أَبصرتْ بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثمّ دعا القدّيسين والأرامل وأقامها لديهم حيّة. فشاع هذا الخبر في يافا كلّها، فآمن كثيرون بالربّ.

 

الإنجيل: يوحنّا ٥: ١-١٥

في ذلك الزمان صعد يسوع إلى أورشليم. وإنّ في أورشليم عند باب الغنم بركة تسمّى بالعبرانيّة بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضّجعًا فيها جمهور كثير من المرضى من عميان وعُرج ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريك الماء، لأنّ ملاكًا كان ينزل أحيانًا في البركة ويُحرّك الماء، والذي ينزل أوّلًا من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من أيّ مرض اعتراه. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقى، وعلم أنّ له زمانًا كثيرًا، قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيّد ليس لي إنسان متى حُرّك الماء يُلقيني في البركة، بل بينما أكون آتيًا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامش. فللوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. فقال اليهود للذي شُفي: إنّه سبت فلا يحلّ لك أن تحمل السرير. فأجابهم: إنّ الذي أبرأني هو قال لي: احملْ سريرك وامشِ. فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احملْ سريرك وامشِ؟ أمّا الذي شُفي فلم يكن يعلم من هو، لأنّ يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمع. وبعد ذلك وجده يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عوفِيْتَ فلا تعُدْ تخطئ لئلّا يُصيبك أشرّ. فذهب ذلك الإنسان وأخبر اليهود بأنّ يسوع هو الذي أبرأه.

 

لنقمْ إلى الحكمة!

رغم أنّ الربّ يسوع قد شفى بوضوح مجموعة من الناس من أنواع عدّة من الشلل (مرقس ٤: ٢٤؛ ٨: ٦)، لكنّ الأناجيل تُفرِد تفصيلًا أكبر لحالتين منها: المفلُوج الذي أُنزِل عبر السقف (مرقس ٢: ١-١٢؛ متّى ٩: ١-٨؛ لوقا ٥: ١٧-٢٦) والرجل المخلّع عند بركة بَيْت حَسْدَا (يوحنّا ٥: ١-١٥). كما يصدف أيضًا، أنّهما المناسبتان الوحيدتان اللتان يشير يسوع عبرهما إلى «خطايا» الشخص أثناء شفائه من الشلل «الجسديّ». وهكذا، يقول يسوع للرجل الذي دُلّي من السقف، «مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (مرقس ٢: ٥)، وبعد شفاء المخلّع عند بركة بَيْت حَسْدَا، يحضّه قائلًا: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا» (يوحنّا ٥: ١٤).

من الجدير بالملاحظة أيضًا، أنّنا لا نجد أيّة إشارة إلى «خطايا» المرضى الشخصيّة في جميع قصص الشفاء الأخرى، أي عندما يطهّر يسوع البُرص، أو يشفي العميان، أو خلال علاجه أنواعًا أخرى من الأمراض… هو لا يقول لحماة بطرس المحمومة، على سبيل المثال، «مغفورة لكِ خطاياكِ»، ولا يحضّ الشابّ المولود أعمى قائلًا له: «اذهب ولا تخطئ أيضًا». في الواقع، في هذه الحالة الأخيرة بالذات، ينفي الربّ ذلك على وجه التحديد، ويؤكّد أنّ مشكلة الأعمى لم تكن نتيجة خطاياه الشخصيّة « لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ» (يوحنّا ٩: ٣). باختصار، فقط في حالتَي الشلل الآنفتين، يشير يسوع إلى خطايا الناس الذين يشفيهم، حتّى إنّه يخاطب أحدهما بالكلمات الدقيقة عينها التي تحدّث بها إلى المرأة التي وقعت في الزنا: «لاَ تُخْطِئِي أَيْضًا» (يوحنّا ٨: ١١).

يميل المرء إلى التساؤل عمّا إذا كان هناك سبب خاصّ لتمييز عمليّات شفاء الشلل وحدها بهذه الطريقة. رغم أنّ الأناجيل لا تعالج هذا السؤال على وجه التحديد، إلّا أنّ المرء يُطلب منه الاستفسار إذا لم يكن هناك، في هذا النوع من الإعاقة، بعض السمات التي ترمز بشكل خاصّ إلى الخطيئة. هل من الممكن أن يكون هناك جانب من جوانب الشلل عينه الذي يُعتبر رمزًا إلى الخطيئة، أو خاصّيّة معيّنة في هذا البلاء قد ترمز إلى خصائص الخطيئة؟

تبرز مسألة الرمزيّة هذه، بخاصّة، في حالة المخلّع عند البركة بسبب حوار يسوع المسجّل معه. يبدو سؤال الربّ للمخلّع: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» بديهيًّا، في إطار حقيقة أنّ المسكين كان يرقد في هذا المكان لمدّة ثمانية وثلاثين عامًا. وذلك بأنّ يسوع يعرف حالة المخلّع فقد «عَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا». وحيث إنّه قام بالتحقّق مباشرة منه «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟»، بعبارة أخرى، كان هناك مجال كبير للشكّ في رغبة الرجل الحقيقيّة في الشفاء. إذ ربّما أصبح قلبه وروحه عاجزين وخمولين تمامًا كشلل جسده.

علاوة على ذلك، جواب المخلّع عن سؤال الربّ يسوع بالكاد يطمئن. عوضًا من الإجابة، على غرار الأعميين، «نعم، يا سيّد!» (متّى ٩: ٢٨)، يبدأ المخلّع على الفور في اختلاق الأعذار: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ» (يوحنّا ٥: ٧). هاكم جوابه!

دائمًا ما يكون خطأ شخص آخر، أو تقدّم شخص آخر عليه، لذا لم يتم شفاؤه بعد… لا يُلام إذًا، الضحية المسكين! لقد كان يرقد هناك عند بركة بيت حسدا منذ ما يقارب أربعة عقود، مستخدمًا العذر ذاته ليشرح لماذا، في مكان كان يتمّ فيه الشفاء بشكل متكرّر، لم يتمّ شفاؤه هو قطّ. عامًا بعد عام، كان يرقد هناك بالتسويف والتواني. يصبح الاستسلام أسهل مع طول الوقت. هو يصير أسلوب حياة. ما أبلغ دلالات هذا النصّ في إطار الأزمة الوطنيّة التي نتخبّط فيها منذ عقود! هي خطيئة مجتمع ووطن ابتُلي بالمُماطلة، والخمول، وانتظار المعجزات «السهلة»، وتقاذف المسؤوليّات، بالتواني فرادى وجماعات…!

يبدو إذًا، أنّ هذا هو الهدف من السؤال الذي يطرحه يسوع: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» ربّما، في أعماق قلبه، هو لا يريد أن يُشفى، ليس في الحقيقة، وربّما هذه هي الخطيئة التي يشير إليها يسوع عندما يقول له، «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» (٥: ١٤). هل فعلًا نريد أن نخلُص، أم يتمحور جلّ اهتمامنا حول إلقاء اللوم على الآخرين؟ هلّا كففنا عن «روح البطالة» لِئَلّا يَكُونَ لنا أَشَرّ؟!

لذلك، عند شفاء الشلل، أعطى الربّ أمرًا مستقيمًا لا لبس فيه: «قُم احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ» (٥: ٨). إذا أراد هذا المخلّع أن يسير في طريق الربّ، فيجب أن يبدأ الآن. لا مزيد من الأعذار. يجب ألّا يتلكّأ مجدّدًا ولو لدقيقة واحدة أطول، ويجب ألّا يُطلق نظريّات حول العلاقة الغامضة بين النعمة الإلهيّة والمجهود البشريّ. يجب ألّا تقلق هذه الروح الخاملة ما إذا كانت في خطر الانزلاق إلى هرطقة شبه بيلاجيّة أو ما شابه! جلّ ما على المخلّع فعله، هو أن يقف على قدميه، ويضع سريره بعيدًا، وينهمك ماشيًا!

التحوّل (التوبة) نعمة، ولكنّه أمرٌ أيضًا. الحكمة، هي الأخرى هبة الله بالتأكيد، ولكن ما هي الخطوة الأولى التي نتّخذها لتحقيق الحكمة؟ هي الطاعة لأمر مؤكّد: «اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ!» (أمثال ٤: ٥). فلنشبك أيدينا مع بعضنا البعض، ولنقف على أرجلنا منطلقين. لا مزيد من الاستلقاء، أو اختلاق الأعذار (التي عادة ما تشمل أشخاصًا آخرين يقع اللوم عليهم)، ولا مزيد من التنظير حول طبيعة الحكمة. فقط انهض واحصل عليها!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: المسيح قام! حقًّا قام!

التلميذ: أحبّ كثيرًا في أيّام الفصح أن نسلّم بعضنا على بعض  بتحيّة: المسيح قام! ونردّ عليها بقولنا: حقًّا قام! ما أحلاها تحيّة! يا ليتنا نقولها على مدار السنة.

المرشد: أقدّر حماستك لكنّي أنبّهك إلى أنّ عبارة «المسيح قام» ليست تحيّة كأن نقول «صباح الخير» أو «مساء الخير». إنّها بشارة نعلن بها للعالم أجمع أنّ المسيح انتصر على الموت وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما قال. أنت تعرف أنّ كلمة «بشّر» تعني نقل الخبر السارّ المفرح، ونحن علينا أن ننقل خبر قيامة يسوع المسيح من الموت إلى العالم أجمع.

التلميذ: نعم، المسيح القائم من الموت ودعا تلاميذه إلى تبشير العالم كلّه.

المرشد: نعم دعاهم إلى نقل الخبر السارّ أي خبر قيامته إلى العالم أجمع وجعلهم تلاميذ له: «اذهبوا وبشّروا جميع الأمم...» (متّى ٢٨: ١٩) وفي الأناجيل الأخرى أيضًا. إذًا عندما نقول «المسيح قام!» لكلّ من نلقاه فنحن نبشّر بالقيامة وبالخلاص الآتي منها. هل تعلم من هو أوّل من بشّر بأنّ «المسيح قام»؟

التلميذ: أظنّ تلاميذ يسوع عندما ذهبوا ليبشّروا كلّ الناس.

المرشد: لكن قبل ذلك. هل تذكر أنّنا نقرأ في إنجيل متّى أنّ ملاك الربّ طلب من «مريم المجدليّة ومريم الأخرى»، اللتين جاءتا تنظران القبر، «أن تسرعا في الذهاب إلى التلاميذ لتقولا لهم إنّ يسوع قد قام من بين الأموات (متّى ٢٨: ١- ٨) وهذا الكلام موجود في الأناجيل الأخرى أيضًا. إذًا النساء الحاملات الطيب هنّ من قال أوّلًا: المسيح قام!

التلميذ: إذًا علينا أن نبشّر بقيامة المسيح كلّ أيّام السنة وليس فقط في فترة الفصح.

المرشد: معك حقّ. لكنّ التبشير بالقيامة ليس فقط كلامًا، إنّه فعل وحياة في المسيح. هل تعرف أنّ القدّيس سيرافيم ساروفسكي كان يحيّي كلّ أيّام السنة بعبارة: «المسيح قام! يا فرحي».

 

القدّيس الرسول سمعان الغيور

هو أحد الرسل الاثني العشر كما يذكره الإنجيل ويلقّبه الإنجيليّ لوقا بالغيور (٦: ١٥). ويذكره متّى الإنجيليّ أيضًا بين الاثني عشر ويلقّبه بالقانويّ (متّى ١٠: ٤) ومرقس الإنجيليّ في (٣: ١٨). لا نعرف كثيرًا عنه لكنّه قيل إنّه هو العريس في عرس قانا الجليل، حيث كان يسوع مدعوًّا مع أمّه مريم وحوّل الماء إلى خمر.

بعد العنصرة بشّر بالإنجيل وقضى شهيدًا. عيده اليوم في ١٠ أيّار.

Last Updated on Thursday, 07 May 2020 05:52