ocaml1.gif
العدد ٣٩: قوام التزكية للرسوليّة في القلّة والوفر في المسيح Print
Written by Administrator   
Sunday, 27 September 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ٢٧ أيلول ٢٠٢٠   العدد ٣٩ 

الأحد السادس عشر بعد العنصرة

كلمة الراعي

قوام التزكية للرسوليّة
في القلّة والوفر في المسيح

3920أمام حاجات العالم الكثيرة، تعتريك حيرة إذا ما كنتَ مقصّرًا أم لا، سواء تجاه الربّ أم تجاه مَن تخدم. لربّما هذه الحيرة تأخذ منحى الخجل عند مَن لديهم مروءة ونبل عندما يعاينون ذواتهم في فقرها وذواتهم في وفر الربّ، لكنّهم لا يتوقّفون عند هذا الخجل، بل يتّخذونه محرّكًا دافعًا لينطلقوا من جديد في إعطاء ذواتهم. خبرة كهذه هي درس مفصليّ تتخشّع النفس أمامه كلّ مرّة تواجه هذا التساؤل، أو تعيش مثل هذه المراجعة الذاتيّة، أو تخجل من قصورها الشخصيّ والوظيفيّ. هذه هي خلاصة خبرة الرسول بطرس في الصيد العجيب. 

ففي هذه الحادثة، ظهر بطرس فقير الحال والكلام والخبرة، لكنّه بدا جوّاد النفس، نبيل الموقف، نزيه المأرب. لم يضع عائقًا ولا حجّة ولا قناعة أمام طلب يسوع إليه. قدّم القليل الذي لديه وقدّم نفسه كما هي. أعطاه سفينته ليعلّم الجموع منها، وأعطاه ذاته فانطلق بغيرة مضاعفة في الاتّجاه المعاكس تمامًا لما كان ينوي القيام به. فعوض العودة إلى البيت، أعدّ العدّة للانطلاق للصيد من جديد؛ وعوض الاستسلام للتعب الكبير، شدّ أوتار النفس للقيام بما أمر يسوع؛ وعوض أن يتسلّل الاحباط إليه من غياب الغلّة، امتلأ رجاء من جرّاء محاولة جديدة. يبدو أنّه كان حريصًا على الربّ وعلى تلبية طلبه أكثر ممّا كان حريصًا على تزكية أيّ اعتبار آخر، محقّ أو مشروع أو طبيعيّ. هذا الاستعداد زكّاه للرسوليّة!

أَعقب الصيدَ العجيب الذي أصابه بطرس ومَن معه جملةُ مواقف كانت حاسمة في مصيرهم. هذا تجلّى في الضوء المسلّط على بطرس في هذه الحادثة والدور الرئيس الذي لعبه فيه منذ البداية. لقد أدرك بطرس التباين الكبير بين فقر الحال، من جهة، والوفر الحاصل، من جهة أخرى. كان الصيدُ العجيب علامتَه الخارجيّة، بينما كان سجوده أمام الربّ، وبالتحديد «عند ركبتَي يسوع»، واعترافه الكبير الذي قدّمه أمام الجميع، وطلبه إلى يسوع، هو علامته الداخليّة الشخصيّة: «اخرجْ من سفينتي يا ربّ لأنّي رجل خاطئ» (لوقا ٥: ٨).

من أين لبطرس هذا الوعي؟ لقد تجرّأ بطرس أن يبتعد إلى العمق، مرّة عندما طلب إليه يسوع ليُلقوا الشباك من جديد (لوقا ٥: ٤)، ومرّة أخرى عندما أدرك الحقيقة الكامنة في هذا الصيد العجيب، لا كجواب من الربّ على تعب الليل: «يا معّلم، قد تعبنا اللّيل كلّه ولم نأخذ شيئًا»، بل كتحقيق للالتزام الذي قدّمَه بطرس: «على كلمتك أُلقي الشبكة» (لوقا ٥: ٥). فالوفر الخارجيّ، الذي نراه في كثرة السمك والشباك التي تتخرّق والسفينتَين اللّتَين أخذتا في الغرق (لوقا ٥: ٦ و٧)، كان بطاقته للإبحار في العمق، عمقه هو، ولقائه بالمسيح، الصيد الثمين بامتياز. هكذا انفتحت عَيْنا بطرس على فقر حاله وعلى نعمة الله التي لا يستحقّها. لقد أقرّ بأنّه لا يستحقّ مثل هذه العطيّة. هذا الموقف زكّاه للرسوليّة!

لقد احتاج هذا الصيّاد إلى مَن يحفّز كيانه وطاقاته للمضيّ قدمًا، رغم كلّ شيء. كلمة السرّ كانت بسيطة للغاية، لكنّها كافية لتغذّيه إلى الأبد: «لا تخَفْ» (لوقا ٥: ١٠). لقد فعلَت هذه الكلمة فِعلها في نفس بطرس ومَن معه، فكان مفعولها أعجب من الصيد العجيب. لقد أخذوها على عاتقهم كأمر مهمّة أتت تفاصيلها بعد برهة بحيث «تركوا كلّ شيء وتبعوا المسيح» بعد أن سمعوا دعوة يسوع لبطرس: «من الآن تكون تصطاد الناس» (لوقا ٥: ١١ و١٠). هكذا ظهر قوام الدعوة للرسوليّة في الفقر والوفر، في فقر الحال ووفر النعمة.

ماذا يمكننا أن نتبنّى من هذه الحادثة؟ أَهو كامن في الضوء المسلَّط على تعب «اللّيل» كلّه، أم في خيبتنا من فقر حالنا؟ أَهو متمثّل في الاستعداد الذي أبداه بطرس ومَن معه بأن يسمع كلمة الربّ، في تدرّجها من طلب السفينة إلى أمره بالإبحار إلى العمق فالرسوليّة؟ أم هو حاضر في البساطة والنزاهة والصدق والجرأة المناسبة وعدم التلكؤ؟ أَهو قائم في أن نعطي في سبيل الكرازة الإنجيليّة بعضًا ممّا لدينا، أيًّا كان نوعه أو حجمه أو قيمته المعنويّة أو الماديّة، ولكن أن نعطيه من قلبنا، وإن كان على حساب راحتنا وأولويّاتنا؟ أَليست هذه هي الشهادة التي نجدها في سِير القدّيسين الذي أخذوا على عاتقهم، جيلًا بعد جيل، أن يصغوا إلى كلمة الربّ ويعملوا بها حتّى يتنهي أجَلهم؟ فهل نحن اليوم خالي الوفاض بعد ليل تعبْنا فيه، ولكنّ الربّ يريد أن يعطي كنيسته أن تصيب صيدًا عجيبًا؟ هل تؤمن بذلك وتصلّي له وتعمل من أجله؟ هلمَّ إذًا ولنكنْ معًا في هذا السعي!

+ سلوان
مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

  

الرسالة: ٢كورنثوس ٦: ١-١٠

يا إخوة، بما أنّا معاونون نطلبُ إليكم أن لا تقبلوا نعمة الله في الباطل لأنّه يقول إنّي في وقتٍ مقبول استَجَبتُ لك وفي يوم خلاصك أعنتُك. فهوذا الآن وقتٌ مقبول، هوذا الآن يومُ خلاص. ولسنا نأتي بمعثرة في شيء لئلا يلحَقَ الخدمَة عيبٌ. بل نُظهر في كلّ شيء أنفسنا كخدّام الله في صبرٍ كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في جلدات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام، في طهارة، في معرفة، في طول أناة، في رِفق في الروح القدس، في محبة بلا رياء، في كلمة الحق، في قوة الله بأسلحة البرّ عن اليمين وعن اليسار. بمجدٍ وهوانٍ، بسوء صيتٍ وحُسنه كأنّا مُضِلّون ونحن صادقون، كأنّا مجهولون ونحن معروفون، كأنّا مائتون وها نحن أحياء، كأنّا مؤَدَّبون ولا نُقتَل، كأنّا حزانى ونحن دائمًا فرحون، كأنّا فقراء ونحن نُغني كثيرين، كأنّا لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء.

 

الإنجيل: لوقا ٥: ١-١١

في ذلك الزمان فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت، رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منهما الصيادون يغسلون الشباك. فدخل احدى السفينتين وكانت لسمعان، وسأله ان يتباعد قليلاً عن البَر وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تَقَدَّمْ إلى العمق وأَلقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نُصب شيئًا، ولكن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتى تخرّقت شبكتهم. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الاخرى ان يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعان بطرس، خرّ عند ركبتَي يسوع قائلاً: اخرُجْ يا رب فإني رجل خاطئ، لأن الانذهال اعتراه هو وكل من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان: لا تخَفْ، فإنك من الآن تكون صائدًا للناس. فلما بلغوا بالسفينتين إلى البَر تركوا كل شيء وتبعوه.

 

من أراد أن يحبّني فليتحرّر

يبدو الرّب يسوع في الكثير من الأحيان في تعليمه محطِّمًا لشخصيّة الإنسان، ناقضًا لكلّ ما نحاول أنّ نبنيه فينا وحولنا لنثبِتَ وجودنا كيانيًّا بالعقل والنفس والجسد، اجتماعيًّا ومهنيًّا وعلائقيًّا وروحيًّا وفكريًّا. لذلك قد لا تتماشى أقواله القاسية مع موضة المجتمع الغربيّ المستجدّة عندنا والقائمة على قيمة الفرد (The Individual) وفكره وآرائه وميزاته ومواهبه وميوله، على حساب قيمة الشخص (The Person) وإنسانيّته وعلاقاته بالآخرين من حيث إنّه لا يكتمل إلاّ بتفعيل طاقاته الجمّة في الجماعة الّتي ينخرط فيها، في حين أن الفرد يكتمل بتفرّده عن أترابه فتتعظّم خصاله بالتمايز عن الجميع. فهل يريدنا يسوع أفرادًا أم أشخاصًا؟

يرتبط هذان المفهومان، الفردنة والشخصنة، بالآية «من أراد أن يتبعني فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (متّى ١٦: ٢٤). فهي للوهلة الأولى تبيّن للإنسان المعاصر، الذي يلتحف برهافة المشاعر ويقف على عتبة مرارة الحياة بحساسيّة ثقيلة، أنّه عليه أن يمحو ذاته ليكون مسيحيًّا، فيضرب بعرض الحائط شخصه الكريم وحرّيته وتعبه على نفسه ليحصّل علوم الحياة ويكتنز بخيرات الدنيا مكانةً له مرموقة في المجتمع، يحصّل معها احترام الناس له. إذذاك تصبح المسيحيّة دينًا جميلاً مسالمًا روحانيًّا، لكنّه صعب المنال لأنّه يقيّد الحياة في وجهها العملانيّ اليوميّ.

تندرج هذه الآية في إنجيل متّى في آخر الإصحاح السادس عشر تقريبًا ضمن سياق لا يمكن فصلها عنه. فبداية يطلب الفرّيسيّون والصدّوقيون آية من يسوع ليثبتوا قدرته إن كان له فعلاً خواص إلهيّة خارقة، وهذا ما نفعله نحن كلّ يوم لنختبر إذا كان وجوده فعّالاً في حياتنا بطريقة ملموسة ماديّة وليس فقط روحيّة. ثمّ يأتي تحذير يسوع من تعاليم الفرّيسين المضلّلة، الأمر الذي لم يفهمه التلاميذ بل ركّزوا على عبارة خبز الفريسييّن وأنّهم لا يملكون ما يأكلون، ممّا طرح عندهم مسألة القوت اليوميّ فأنّبهم يسوع إذ إنّهم لم يفهموا قصده كما أنّهم نسوا أنّه كثّر الخبز سابقًا وأمّن حاجاتهم. هذا أيضًا ما نقوم به مرارًا إذ نلتفت إلى حاجاتنا اليوميّة غير المكتملة بقلق غير مبرّر، مهملين القوت الجوهري الذي يندرج في تعاليم يسوع، فنحشو رؤوسنا بأفكار عالميّة كثيرة ومبادئ لا تلائم إيماننا، فيصبح قوتنا الجوهريّ مسوّسًا وقوتنا اليوميّ مغموسًا بهموم تميت نفوسنا.

في ظلّ هذه المشادّة، يسأل يسوع ماذا يظنّ الناس؟ من أنا؟ كما يطرح السؤال نفسه على التلاميذ. فيأتي إعلان بطرس المفاجئ: « أنت هو المسيح ابن الله الحيّ!». فيعظّم الرّب هذا النوع من الإيمان الذي لا يهتزّ أمام التيه في أمواج بحر الحياة. وما أحوجنا إلى إيمان بطرس كلّ يوم.

بعد الوصول إلى قِمّة معرفة ابن الله، يصارح يسوع التلاميذ بالآلام التي سيبلُغها فيموت ويقوم. وهنا المفارقة أنّ الذي أعلن ألوهة يسوع منذ قليل أي بطرس لا يفهم التدبير الذي يتمّمه لأجل خلاصنا، بل يتمنّى على يسوع عدم الدخول في هذا المخاض الأليم. حينئذٍ يعلن يسوع خارطة الطريق لكلّ مؤمن به بالآية التي هي محور كلامنا، متمّمًا كلامه بالحديث عن مجيئه الثاني حاملاً معه الملكوت.

بناءً على كلّ ما سبق فإنّ فهمنا للآية: « من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» يكون على الشكلّ التالي:

أوّلاً: يسوع لا يجبر أحدًا على اتّباعه، فالفعل «من أراد» يعبّر عن احترام يسوع للصورة الإلهيّة الموجودة في كلّ إنسانٍ، وهي أنّه كائن له رغبته وإرادته وحكمته في الحياة الّتي تدفعه ليقرّر غير مرغمٍ بل بحرّية. ثانيًا ضمن هذا الحيّز نفهم أيضًا عبارة «فلينكر نفسه»، ففي حالة العشق والحبّ لا يعتبر الحبيبان إنكار النفس جريمةً تكسر قيمة الآخر بل تعبيرًا طبيعيًّا عن الدخول في عالمه برغبة شديدة، دون الالتفات للرغبات الذاتيّة. إنكار الذات في المسيحيّة يعني الحريّة العاشقة، وهي التحليق فوق غيوم التحرّر من أيّ قيد أرضيّ. فيغدو حمل الصّليب كوثب طفلٍ فَرِحٍ يلعب في باحة المدافن، إذ لا يقف أمام براءة قلبه السعيد أيّ بشاعةٍ وحزنٍ. ثالثًا إنّ حمل الصليب ليس سوى تركيز النظر في عينَي يسوع حتى لا نخاف ونغرق في المياه كما حصل مع بطرس حين نمشي على آلام حياتنا اليوميّة. لذلك علينا بالاجتهاد الروحيّ لننال النعمة بعرق جبيننا. رابعًا إنّ الفعل «يتبعني» لا يعني التبعيّة العمياء بل الطريق الطبيعيّ الذي يسلك فيه الطفل بثقة وهو ينظر لوالده فاتحًا ذراعيه لملاقاته فيحضنه ويركن إلى أمانه مطمئنًّا. اتبعني أي تعالَ وكُنْ لي تلميذًا حبيبًا.

خلاصة الكلام إذًا تناقض مقدّمته. فالإنسان المعاصر مدعوّ إلى فرح المسيحيّة ليكون فيها شخصًا لا فردًا، كائنًا يغتذي من الإخوة ويغذّيهم حاملاً ضيقاتهم، كائنًا يتجلّى بيسوع فيحوّل ذاته بمواهبها ومزاياها إلى المسيح متحرّرًا من الحريات الزائفة المريضة. فالمسيح على الصليب هو نموذج الشخص الذي يموت لأجل قيامة الجميع وخلاصهم. هكذا نستطيع أن نُترجم الآية بكلام آخر هو: لنكن أحرارًا من نفوسنا ومن كلّ أمرٍ أرضيّ آخر، ولنسلك في طريق الحبّ باجتهاد ومثابرة حتّى نتّكئ على صدر المعلّم كالتلميذ الحبيب.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: صلاة الساعات

التلميذ: سمعت عن صلاة الساعة السادسة والساعة التاسعة. ما هذه الصلوات؟ لا أعرف عنها شيئًا؟

المرشد: أظن انني قلت لك مرة ان النهار كله والليل ايضًا هو وقت صلاة، وتكلّمنا عن تقديس الزمن. كان اليوم قديمًا يُقسم الى أربعة أقسام: الساعة الأولى تبدأ النهار في السادسة صباحًا، وبعدها الساعة الثالثة في التاسعة صباحًا، ثم الساعة السادسة في الثانية عشرة ظهرًا، والساعة التاسعة في الثالثة بعد الظهر.

التلميذ: ماذا تهمّنا هذه التقسيمات القديمة؟

المرشد: تهمّنا لأن الكنيسة رتبّت صلوات على طول النهار ليكون النهار كله وقتًا للصلاة. هذا ما نسمّيه تقديس الزمن. لذلك عندنا الساعات: الأولى والثالثة والسادسة والتاسعة. وربطت كل ساعة منها بحدَث من أحداث الخلاص: ففي الساعة الأولى، سلّم روساء الكهنة الرب يسوع الى القضاة. وفي الساعة الثالثة، حلّ الروح القدس على الرسل. وفي الساعة السادسة، سُمّر الرب يسوع على الصليب. والساعة التاسعة وقت موت يسوع على الصليب. أضف اليها صلاة السحَر وصلاة الغروب وصلاة نصف الليل. هذه كلها لا تُتمَّم كاملة كل يوم الا في الأديار.

التلميذ: انا اعرف صلاة السَحر التي نصلّيها في الكنيسة صباح الأحد، وصلاة الغروب التي نصلّيها عشية الأعياد مثل عيد السيدة وعيد الصليب.

المرشد: صح. لكنني أذكرك اننا نصلّي في كنائسنا الساعات كلّها المسمّاة الملوكية لأنها مطوّلة عشيّة عيد الميلاد وعشية عيد الظهور الإلهي. اذا تمكنتَ يومًا من متابعة كل الصلوات في أحد الأديار، انتبه الى المعاني فيها. فالساعة الأولى مثلا ليست مجرد صلاة صغيرة لا أهمية لها، ولكنها تعود الى القرون الأولى، وبها يتبارك النهار ويعود الإنسان الى صورته الأولى.

 

القديس حنانيا الدمشقي

عيده في أول تشرين الأول. هو التلميذ المذكور في الاصحاح التاسع من أعمال الرسل. كان في دمشق عندما جاءها شاول -الذي صار اسمه بولس الرسول- بمهمّة من رئيس الكهنة ليلقي القبض على المسيحيين، وظهر له الرب يسوع في الطريق وسأله: شاول، شاول لماذا تضطهدني؟ فارتعد وتحيّر وسأل: يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الرب أن يدخل الى المدينة حيث بقي لثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب ولا يبصر وهو يصلي. وجاء في أعمال الرسل ان الرب قال لحنانيا ان يذهب إلى الشارع المسمّى المستقيم، وهو الموجود حاليًا قرب مقرّ البطريركية، ويسأل عن شاول. فتهيّب حنانيا الأمر لأن شاول كان معروفًا في المدينة كلها بما صنع للمسيحيين في أورشليم. «لكن الرب قال له اذهب لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أُمم وملوك وبني إسرائيل» (أعمال الرسل ٩: ١٥). فمضى حنانيا كما أمره الرب ودخل البيت ووضع يديه على شاول قائلا: «أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئتَ فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس». فللوقت وقع من عينَي شاول شيء كأنه قشور، فأبصر في الحال وقام فاعتمد وتناول طعامًا فتقوّى (أعمال الرسل ٩: ١٧-١٩).

هذا ما يذكره سفر أعمال الرسل عن حنانيا. وقد ورد في التراث انه أحد الرسل السبعين، وانه جُعل أسقفًا على دمشق وبشّر بالمسيحية، واهتدى على يده عدد من الوثنيين إلى الإيمان.

Last Updated on Monday, 05 October 2020 09:01