ocaml1.gif
العدد ٣٥: وجها احتفال بين الأرض والسماء Print
Written by Administrator   
Sunday, 29 August 2021 00:00
Share

raiati website
الأحد ٢٩ آب ٢٠٢١ العدد ٣٥ 

الأحد العاشر بعد العنصرة

قطع رأس يوحنّا المعمدان

 

كلمة الراعي

وجها احتفال بين الأرض والسماء

وجها احتفال بين الأرض والسماءتستقبل الكنيسة بصوم يوم احتفالها بقطع رأس النبيّ يوحنّا المعمدان على يد هيرودس الملك. هذا حصل لمناسبة احتفال الملك بعيد ميلاده. نحن إذًا أمام احتفالَين، لكلّ منهما صدى على مستوى هذا الدهر وعلى مستوى الدهر الآتي. فما هي أوجه الاختلاف بينهما وماذا نتعلّم منهما؟

الاختلاف من حيث طبيعة الاحتفال: هنا ملك يحتفل مع وجهاء الجليل وقادة العسكر وسواهم بذكرى مولده الأرضيّ، وهناك سجين شهيد تحتفل الكنيسة بميلاده في السماء. هنا إنسان يتربّع على عرشٍ ويصنع احتفالًا ويمجّد نفسه، وهناك الكنيسة المجاهدة والظافرة تحتفل أمام عرش الله بمَن مجّده الله وتتبارك هي بشفاعته.

الاختلاف من حيث نيّة الأطراف المشارِكة: طهارة نيّة يوحنّا المعمدان استضاءت بإرادة الله وتبلورت في خدمة تدبيره من أجل خلاص الإنسان، ما أدّى إلى أن يجعل اللهُ لديه مقامًا له. أمّا سوء نيّة هيرودس وهيروديّا مع ابنتها فكانت أسيرة عتمة الأهواء والنزوات ومنقادة لهما، ما أدّى إلى أن يختبروا إنذار الله القديم لآدم وحوّاء: «موتًا تموت» (تكوين ٢: ١٧).

الاختلاف من حيث طبيعة السلطان: استمدّ الملك سلطانه من قوّة العسكر، فساد بالترغيب والترهيب اللذَين مارسهما بحقّ المقرَّبين والأعداء. أمّا يوحنّا فاستمدّ هيبته من التصاقه بالله وجهوزيّته لخدمته بأمانة وإعلان كلمة الحقّ من أجل خلاص الإنسان. بالنتيجة، هاب الأوّلُ الثاني، فما كان يجرؤ عليه (مرقس ٦: ٢٠). نعم، قيّد الملكُ بسلطانه حرّيّة حركة النبيّ فسجنه، ولكنّ النبيَّ فضح هشاشتها بكلمته، ثمّ بموته الصامت والجائر، وأخيرًا بتمجيد الله له.

الاختلاف من حيث مفاعيل قسم بشريّ بإزاء وعد الله: بدا أنّ سيف قسم الملك، المشهور تحت إمارات المتعة والإغراء والتبجّح، كان أمضى في قطع رأس يوحنّا، من سيف كرازة يوحنّا في قطع دابر الخطيئة من حياة الملك (مرقس ٦: ١٨ و٢٧). سيف الأوّل كان مدعاة هلاك لصاحبه قبل سواه، بينما سيف الثاني كان مدعاة خلاص له ولأترابه. عندما لفظ الملك قسمه، حفر لحده، بينما حين تكلّم المعمدان، ثبّت وعد الله في التاريخ لـمَن يشاء أن يقبل تدبيره الخلاصيّ وفتح له به باب الحياة الأبديّة.

الاختلاف من حيث الطابع المأساويّ للحدث: هل المأساة كامنة يا تُرى في موت يوحنّا وفي الداعي إليه؟ نعم، نحن أمام نهاية مأساويّة للمعمدان، ولكنّ المأساة لا تتناوله، فهو أعطى كلّ المعنى لحياته ولموته حين سكبهما في إطار تحقيق التدبير الإلهيّ. أمّا المأساة الحقيقيّة فقائمة عند هيرودس وأمثاله لكونهم ضلّوا معنى الحياة الحقيقيّ عن عمد، سيّما بعد أنّ سُرّت أذنا الملك بالإصغاء إلى حقيقتها (مرقس ٦: ٢٠) من دون أن يلتزم بها.

الاختلاف من حيث نهائيّة الأشياء: خجل هيرودس من ردّ طلب ابنة هيروديّا من أجل القسم الذي أدّاه على مسمع المحتفلين بميلاده (مرقس ٦: ٢٦). كان حريصًا على كرامته، وتاليًا على المجد الذي يستمدّه من الناس (يوحنّا ١٢: ٤٣). في المقابل، هناك مَن كان أيضًا ضنينًا عليهما أكثر منه، وقد قُتل من أجل أن تكون له إلى الأبد. نعم، البون شاسع بين فحوى الكرامة والمجد اللذَين ابتغاهما الملك، وذاك الذي ناضل المعمدان من أجله واستشهد. فالفحوى الأوّل ينطلق من روح الأنانيّة وهي زائلة، أمّا الثاني فمبنيّ على محبّة الله للإنسان ومجده وهما أبديّان.

الاختلاف من حيث طبيعة المائدة والمشاركين فيها: على مائدة الملك أطعمة من ذبائح وغيرها ما تستطيب لها الأحاسيس، بينما على مائدة الكنيسة ذبيحة مقدّمة برضا صاحبها وملتصقة بالذبيحة غير الدمويّة، فاستطابها المحتفلون بها بصوم عن مآكل المائدة الأولى وما التصق من شرّ في نفوس المشاركين فيها. بات الصوم علامة اختيارهم للمأدبة التي يشاركون فيها، وللأعياد التي يحتفلون بها، وللشركاء الذين وإيّاهم يخدمون مَن خدمه يوحنّا حتّى الموت.

أوجه الاختلاف السبعة هذه تسطّر أوجهًا قائمة في نفوسنا، بشكل أو بآخر، ويساعدنا وجها الاحتفال، المظلم والمنير، على تمييزها فينا ويشجّعنا على بذل الجهد للانتقال من وجهها المميت إلى وجهها المحيي. أَليس هذا هو المقصود من تسطير هذا الحدث في حياة يوحنّا المعمدان ثمّ في حياة الكنيسة؟ ألا تشكّل هذه الأوجه السبعة أنوارًا تضيء شهادتنا وتوجّهها وتبلورها لتصل إلى مرماها الأخير؟ فشكرًا لـمَن كابدوا السجن والقيود والأتعاب الكثيرة لكي يحملوا إلينا مشعل هذه المعاني مجسَّدة في حياتهم ورقادهم، لتكون لنا رجاء نحمله، ونورًا يضيء علينا، وملحًا نملّح به خبرات هذا العالم «لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل» (يوحنّا ١٠: ١٠).

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١٣: ٢٥-٣٣

في تلك الأيّام لـمّا بلغ يوحنّا قضاء سعيه طفق يقول: من تحسبون أنّي أنا؟ لست أنا إيّاه، ولكن هوذا يأتي بعدي من لا أستحقّ أن أحلّ حذاء قدميه. أيّها الرجال الإخوة بني جنس إبراهيم والذين يتّقون الله بينكم، إليكم أُرسلت كلمة هذا الخلاص. لأنّ السالكين في أورشليم ورؤساءهم من حيث إنّهم لم يعرفوه ولا أقوال الأنبياء التي تُتلى في كلّ سبت أتمّوا بالقضاء عليه. ومع أنّهم لم يجدوا ولا علّة للموت، طلبوا من بيلاطس أن يُقتل. ولـمّا أَتموّا كلّ ما كُتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبرٍ. لكنّ الله أقامه من بين الأموات. وتراءى أيّامًا كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم وهم شهود الآن عند الشعب. ونحن نبشّركم بالموعد الذي كان للآباء بأنّ الله قد أَتمّه لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع.

 

الإنجيل: مرقس ٦: ١٤-٣٠

في ذلك الزمان سمع هيرودس الملك بخبر يسوع (لأنّ اسمه كان قد اشتهر) فقال إنّ يوحنّا المعمدان قد قام من بين الأموات، من أجل ذلك تُعمل به القوّات. وقال آخرون إنّه إيليّا. وآخرون إنّه نبيّ أو كأحد الأنبياء. فلمّا سمع هيرودس قال: إنّما هذا هو يوحنّا الذي قطعتُ أنا رأسه. إنّه قد قام من بين الأموات. لأنّ هيرودس هذا نفسه كان قد أرسل وأَمسك يوحنّا وأوثقه في السجن من أجل هيروديّا امرأة أخيه فيلبّس لأنّه كان قد تزوّجها. فكان يوحنّا يقول لهيرودس إنّه لا يحلّ لك أن تكون لك امرأة أخيك. فكانت هيروديّا حانقة عليه تريد قتله فلم تستطع، لأنّ هيرودس كان يخاف من يوحنّا لعلمه بأنّه رجل بارّ وقدّيس ويحافظ عليه. وكان يصنع أمورًا كثيرة على حسب ما سمع منه وكان يسمع منه بانبساط. ولـمّا كان يوم موافق وقد صنع هيرودس في مولده عشاءً لعظمائه وقوّاد الألوف وأعيان الجليل، دخلت ابنةُ هيروديّا هذه ورقصت فأَعجبت هيرودس والمتّكئين معه. فقال الملك للصبيّة: أطلبي منّي مهما أردتِ فأُعطيك. وحلف لها أن مهما طلبتِ منّي أعطيك ولو نصف مملكتي. فخرجت وقالت لأمّها: ماذا أطلب؟ قالت: رأس يوحنّا المعمدان. وللوقت دخلت على الملك بسرعة وطلبت قائلة: أُريد أن تعطيني على الفور رأس يوحنّا المعمدان في طبـقٍ. فاستحـوذ على الملـك حـزن شديد، ولكـن من أجـل اليميـن والمتّكئين معه لم يُرد أن يصدّها. ولساعته أنفذ سيّافًا وأمر بأن يُؤتى برأسه. فانطلق وقطع رأسه في السجن وأتى برأسه في طبقٍ وأعطاه للصبيّة والصبيّة أعطته لأمّها. وسمع تلاميذه فجاؤوا ورفعوا جثّته ووضعوها في قبرٍ، واجتمع الرسل إلى يسوع وأخبروه بكلّ شيء، كلّ ما عملوا وكلّ ما علّموا.

 

«علّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به»

إنّ تعميم التعليم وجعله مشاعًا لكلّ من تلقّى ما أوصى به الربّ، يعني أنّ الربّ هو الموصي والمَوصى والوصيّة، وكلّ ما عدا ذلك لا يدخل التعليم. المسيح هو الكتاب الحيّ والشفويّ والمكتوب. لا يمكنك أن تبدأ تعليمًا من دون أن تكون في حضرته. كن كيوحنّا المعمدان الذي اقتحم العالم بالماء ليعمّد الناس، ولـمّا جاءه الماء الحيّ راحت الوكالة بحضور الأصالة، إلّا أنّ السيّد أراد ليوحنّا أن يكمل ما بدأ به، ولو عاين خاتمة سعيه وشهد وعاين وسمع: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».

حين كتب بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس: «اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا» (٢تيموثاوس ١: ١٤). أي لا تدخل ما تسمعه بأذنك وما يلج قلبك، بل اذهب إلى الكلام الصالح الذي كانت تحفظه العذراء في قلبها، امضِ إلى الروح القدس الساكن فيك، وهو يضع الكلام على فمك، وهو الذي يسدّد خطواتك ويهديك.

لا تكن فظًّا في تعليمك فينفر عنك الناس، ولا تكن متسلّطًا فيخافك المستمعون، بل كن كالنسيم الذي به تكلّم الله مع النبيّ إيليّا، وكن نارًا كمركبته لا تعنيك أرض أو مُلك، لأنّ مبتغاك هو وجه السيّد والوقوف في حضرته.

كن على ثقة بأنّ التقليد الكنسيّ ما زال يواكب حركة الحياة. اذهب إليه بصدق لتكتشف ما تركه الآباء من كنوز، كتابة أو نمط حياة. لقد حفظوا ما حمله لهم الآباء والتراث الكنسيّ، وهم إذ ينقلونه إلينا فلكي نحفظه ونعمل بهديه. كان يوحنّا المعمدان يعرف أنّ الماء الذي يعمّد به ينقصه الروح، إذ قال: سيأتي بعدي من يعمّدكم بالماء والروح، لأنّ معموديته تطال العمق الإنسانيّ، دواخل الإنسان. الماء يطهّر الجسد، لكنّ الماء والروح يصنعان منك خليقة جديدة لأنّك لبست المسيح.

لبس يوحنا المعمدان المسيح، فجاء قطع رأسه ذبيحة، قاطعًا باستقامة كلمة الحقّ. كلّنا يوحنّا في مائيّتنا وسعينا إلى أن يحرّكنا الروح شاهدين لحضور السيّد بيننا، في بيوتنا وفي مؤسّساتنا وتاليًا في خدمة الآخر.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: روحانيّة السنة الطقسيّة

التلميذ: ها قد انتهت السنة الطقسيّة في آخر آب، وبدأت أخرى جديدة في أوّل أيلول. ما الفائدة منها؟ أهي مجرّد روزنامة أعياد؟

المرشد: تَظهر لنا السنة الطقسيّة كلائحة أعيادٍ تتضمّن الأعياد السيّديّة وأعياد القدّيسين، ولكنّها ليست مجرّد روزنامة. بالتأكيد، إنّها تذكّرنا بهذه الأعياد، ولكنّ هدفها أبعد من ذلك. فكلّ عيدٍ حصل في الماضي نعيشه من جديد في حياتنا الحاضرة، وننال نعمةً منه. نعيش مجدّدًا كلّ حياة المسيح على الأرض. ومن عيدٍ إلى آخر، نتّحد به أكثر فأكثر.

 

التلميذ: ولكنّ السنة الطقسيّة فيها الكثير من أعياد القدّيسين، وكلّ يوم نعيّد لأكثر من قدّيس. فما ارتباط ذلك بالاتّحاد بالمسيح؟

المرشد: القدّيسون هم أعضاء جسد المسيح، وقد تقدّسوا بنعمته. فنحن نعيّد للربّ يسوع في هؤلاء القدّيسين. إنّهم شابهوا المسيح في حياته وموته، وتحمّلوا العذاب من أجله. ونحن مدعوّون إلى أن نتمثّل بالمسيح كما فعلوا، وأن نصبر مثلهم على الضيقات والتجارب، لكي نحيا ملكوت الله منذ الآن، في قلوبنا.

 

التلميذ: في رأس السنة المدنيّة، يضع البعض منّا أهدافًا يريد أن يحقّقها، كيف أبدأ هذه السنة الطقسيّة الجديدة؟

المرشد: عليكَ أن تأخذ قرارًا أن تكون مع المسيح، وبعد القرار يأتي سعيٌ مستمرٌّ إلى حياةٍ تُرضي الله، حياةٍ تسلك فيها بحسب وصاياه. تكون هذه الحياة على إيقاع الدورة الليتورجيّة، فتترافق مع دورةٍ داخليّةٍ في كلّ إنسان. تنقل لنا الدورة الليتورجيّة تجدُّدًا مستمرًّا في داخلنا، مستوحى من معاني الأعياد. يكون رفيقنا الإنجيل وسيَر القدّيسين التي نقرأها يوميًّا. نستوحي منها ونتشدّد بها. نضع أنفسنا بين يدَي الله ونسلك سبيله، هذا هو معنى التوبة، أن نغيّر طريقة حياتنا، ونعمة الله هي التي ستساعدنا.

في الحقيقة، نحن لا نحتاج إلى رأس سنةٍ لكي نبدأ بهذا الأمر، فكلّ يومٍ ننهض من جديد. نسقط ونعود فننهض. فلنفكّرْ أنّ الله أعطانا سنةً جديدةً لا لكي تستمرّ هذه الحياة، وإنّما لكي نعمل ما لم نعمله بعد، لكي نُحرز بعض الثمار الداخليّة.

الصداقة

للمطران جورج خضر

الصداقة عند غير المؤمن هي أن يقبل كلّ شيء، يعمله صديقه. الصداقة ملحدة، مؤامرة على الحقّ بحيث يتحزّب الناس ويعطون دائمًا الحقّ لأصدقائهم. عندنا في يوحنّا مثلًا أنّ الصداقة تموت ويجب أن تموت، عندما يرتكب الصديق فيوبّخ لأنّ الله أعظم من الصديق، إذ لا محبّة حقيقيّة إلاّ إذا كان صديقًا في الحقّ، فإذا أردنا خيره فإنّما نريده في الطهارة والحقيقة ولا نسايره ضدّ الحقيقة.

الناس يُقبل بعضهم إلى بعض، من أجل ذلك يحملون بعضهم بعضًا، لا يريدون أن ينزعجوا. والمؤمن يُطمئن الغلطان وإلى المؤمن يجب أن نكون قادرين على أن نقول: «لا» للناس. ونحن همّنا ألّا يجرحوا، ألّا تشدّق آذانهم، ألّا يقال إنّنا متعصّبون. ماذا يعني هذا الكلام؟ إن أنت تمسّكت بحقيقة المسيح كما نعرفها، للناس أن يفسّروا ما يشاؤون، أن يقولوا عنك متعصّبًا، فليقولوا. المستهتر دائمًا يقول عنك إنّك متعصّب كي يغطّي آثامه. لماذا مات يوحنّا؟ مات لسببين: ماذا قتل يوحنّا؟ ماذا في هيرودس قتل يوحنّا؟ يوحنّا قتل بسبب شهوة الملك وشهوة العظماء الذين كانوا يجالسونه. زنى الملك قتل يوحنّا المعمدان، وسكر الملك ونهمه قتلا المعمدان. أكل كثيرًا وشرب كثيرًا وأضاع عقله. وهيرودس كان يعرف الشريعة ولكنّه فضّل طبعًا، فضّل هذا العشق غير الشرعيّ ليبيد النبيّ.

ماذا نستنتج من هذا؟ من أجلنا نحن. كلّ خطيئة أيًّا كانت تميت صاحبها وتميت الآخرين دائمًا. ليس أنّه يذبح ولكنّها تميت النفس، الخطيئة خراب روحيّ، ليس المهمّ أن تدمّر البيوت أن تحرق وأن يموت الناس. هذه طبعًا فاجعة وهذا مؤلم ولكن هذا ليس أكثر إيلامًا وما أكثر ألـمًا أن تصبح النفس غير حسّاسة للخطيئة غير شاعرة بالشذوذ، غير متنبّهة لابتعاد الناس عن ربّهم أي عن ذواتهم أي عن نورهم أي عن طمأنينتهم، أي عن السلام. هذه هي الكارثة أن نصبح نائمين والشهوات تتأكّلنا. أنا أفهم أنّ من يموت من البغض والحقد والقتل وما إلى ذلك، هذا شيء بشريّ، هذا موجود، هذا ليس بكارثة ولكنّ الكارثة أن تقول إنّ القتل حلال وإنّ السرقة حلال وإنّ الزنى حلال وإنّ الخطف حلال وإنّ التعصّب حلال. الكارثة أن تخلط الحقّ بالباطل والنور بالظلام. الله كان عارفًا بشهواتنا ولذلك طلب أن نكافحها، أن نكافحها باليقظة، بمعرفة الكلام الإلهيّ، بالصلاة، بالتنبه الدائم بحيث نقضي عليها بالتوبة شيئًا فشيئًا.

  

معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ - البلمند

يعلن معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند عن بدء التسجيل في «برنامج كلمة للتنشئة اللاهوتية عن بعد» آخر مهلة للتسجيل في ٦ أيلول، حيث سيبدأ الفصل الأوّل في ١٠ أيلول. يمكن التسجيل بالدخول إلى الرابط التالي: http://www.alkalimah.org.

يهدف هذا البرنامج إلى: إيصال مداخل المعرفة اللاهوتيّة إلى أكبر شريحة من الناس، ومساعدتهم على فهم الناحيتين النظريّة والعمليّة في الإيمان الأرثوذكسيّ؛ خلق منبر للتواصل بين المنتسبين إلى هذا البرنامج، وأشخاص من ذوي الاختصاص في حقول الدراسات اللاهوتيّة؛ الالتزام بدور معهد اللاهوت كمركز للدراسات اللاهوتيّة في الكرسيّ الأنطاكيّ الرسوليّ المقدّس؛ مساعدة كهنة الرعايا في خدمتهم الرعائيّة في مجال التعليم، وذلك عبر فتح المجال أمام أبناء رعاياهم للانتساب إلى هذا البرنامج التثقيفيّ؛ إقامة تواصل مع المغتربين من الأرثوذكس الأنطاكيّين الذين يرغبون في البقاء على صلة وثيقة مع كنيستهم الأمّ.

يستفيد من هذه الدراسة: الناشطون في مجال التعليم المسيحيّ؛ المؤمنون في الرعايا الذين يريدون تعميق معارفهم الكنسيّة والاطّلاع على أسس إيمانهم؛ أصحاب المهن أو الوظائف التي تحول دون تفرّغهم للدراسة اللاهوتيّة؛ كلّ مَن يسكن ويعمل في أماكن بعيدة عن مراكز للتعليم اللاهوتيّ الأرثوذكسيّ؛ كلّ مَن يرغب في الحصول على معرفة سريعة ومعمّقة لأسس الإيمان المسيحيّ الأرثوذكسيّ؛ الراغبون في التفرّغ، لاحقًا، للدراسة اللاهوتيّة.

Last Updated on Thursday, 26 August 2021 15:34