ocaml1.gif
العدد ٢٣: معالم كرازة وصيرورة بين يسوع وتلاميذه Print
Written by Administrator   
Sunday, 05 June 2022 00:00
Share

raiati website copy
الأحد ٥ حزيران ٢٠٢٢ العدد ٢٣  

أحد آباء المجمع المسكونيّ الأوّل

الشهيد دوروثاوس أسقف صور

 

كلمة الراعي

معالم كرازة وصيرورة
بين يسوع وتلاميذه

معالم كرازة وصيرورة بين يسوع وتلاميذهلـمّا طلب منّا يسوع مرّة: «تعلّموا منّي» (متّى ١١: ٢٩)، سبق وحقّق في ذاته ما أراد أن نتعلّمه منه ونتتلمذ له. وهو اليوم، في الصلاة التي يرفعها إلى الآب، بينما يعرض فيها زبدة عمله وكيف أتمّه، ينكشف لنا درب تلمذتنا على مثالها، ونوضح أوجهها كما وردت في هذه الصلاة:

أوّلًا، طاعته للآب في كلّ شيء (يوحنّا ١٧: ٤). نعم، أخلى يسوع ذاته في كلّ شيء، فتوارى خلف مشيئة أبيه في تحقيق عمل التدبير الخلاصيّ، ومجّده بطاعته الكاملة، وأكمل العمل الذي أعطاه إيّاه الآب. هذا قام به بأن حفظ الذين أعطاه إيّاهم، وكشف لهم محبّته وإرادته، وأعطاهم اسمه وكلامه.

ثانيًا، محبّته الكاملة والتامّة للآب (يوحنّا ١٧: ١). فيسوع، وإن كان يطلب إلى الآب أن يمجّده، فهذا ليس سوى من أجل أن يتمجّد أبوه. فمحبّته الخالصة لأبيه تبغي تكريم هذا الأخير فوق الذات، وتقديمه على نفسه، وإعلاءه فوق كلّ شيء، والعودة إليه في كلّ شيء. وبهذه المحبّة، أراد يسوع أيضًا أن يتمجّد الآب على الأرض، وذلك ليس به فقط، ولكن أيضًا بأولئك الذين أعطاهم أن يعرفوا الآب ويتعلّموا أن يحفظوا كلامه، فيصيرون على مثاله.

ثالثًا، خدمته الكلّيّة للآب (يوحنّا ١٧: ٢). أدّى يسوع رسالته تجاه البشر انطلاقًا من السلطان المعطى له من الآب. إنّه سلطان خدمة على درجة تامّة من الشفافيّة والامّحاء بحيث قادت مَن صارت إليهم كلمة الإله الحقيقيّ وأُعطوا حياة أبديّة، إلى أبيه، فتمجّد يسوع فيهم وتمجّد الآبُ بواسطتهم. إنّها خدمة مبنيّة على تواضع يسوع الأقصى والذي يبحث أن يرفع من كرامة المؤمن به إلى مرتبته ويدخله في شركة حياة مع أبيه.

رابعًا، تكريسه كلّ شيء للآب (يوحنّا ١٧: ١٠). فإلى كونه مكرَّسًا للآب، يعود إليه وهو واحد معه، فهو يكرّس كلّ شيء للآب ويردّه إليه لكون هذا هو السبيل الأفضل ليحفظنا باسمه، لا لنفسه. فالكلّ هو للآب، معطى منه ويعود إليه. هكذا يستعيدنا يسوع إلى أبيه، إلى أبوّة فقدناها وكرامة هدرناها وشركة حياة أبديّة تركناها.

خامسًا، تقديمه إيّانا إلى الآب جماعةً نقيّةً تمجّده (يوحنّا ١٧: ١١). لا يستعيدنا يسوع إلى أبيه كيفما اتّفق، بل بأن يرينا طريق التوبة إلى الله. نعم، هو الطريق بما استبان فيه من حقّ وطاعة ومحبّة وتخلٍّ وأمانة وإخلاص، فصار مثالًا لنا نحتذي به ونسير في إثره. إنّه السبيل الذي يكوّننا به، ويوحّدنا فيه، ويوحّدنا ببعضنا البعض، بحيث «نكون رعيّة واحدة وراعٍ واحد» (يوحنّا ١٠: ١٦) في حضرة الآب السماويّ.

سادسًا، شفاعته من أجلنا لدى أبيه (يوحنّا ١٧: ٩). فهو يلحّ لدى الآب بالسؤال من أجلنا ومن أجل خلاصنا. وهذا الأمر لم يحصل بالأقوال، بل بالأفعال، لا سيّما بذبيحته على الصليب والتي بها كرّسنا للآب وقدّمنا إليه مرّة وإلى الأبد. قدّم ذاته للآب على الصليب وقدّمنا معه، لعلّنا نصير كهنة للعليّ نقدّم ذواتنا والعالم لله ونخدم بشارته فيه لتكون لكلّ ذي جسد حياة باسمه.

سابعًا، تقديسه إيّانا بالفرح الذي فيه (يوحنّا ١٧: ١٣). إنّها العطيّة الكاملة التي بها يختم يسوع مسار كرازته، وبها يختم أيضًا مصيرنا معه وبه. فالحديث عن هذا الفرح، من جهة، يشي بمصدره الإلهيّ، ومن جهة أخرى، يشكّل عربونًا للحياة الأبديّة يتلمّسه مختبِر هذه الأقوال إن هو تمثّلها في نفسه وبلورها في خدمته ورفعها في صلاته. 

كيف لنا أن نكتسب الحكمة الكامنة في هذه الأوجه السبعة في حياتنا المسيحيّة؟ الحقّ يُقال إنّ مَن لمسته نعمة الله، ولو قليلًا، خضع بفرح للمسيح ولكلمته، واقتبل السير في الطريق المؤدّي إلى الحياة، وأعان أترابه على السير فيه. لقد رفع يسوع صلاته مرّة واحدة إلى الآب، وهي صلاة فاعلة على مدى الدهور، تكسب تلاميذ المسيح الحكمة في أن يصبروا بينما هم ما زالوا في العالم، ويشكروا يسوع الذي يحفظهم فيه، ويمجّدوا بقلوبهم الضابط الخليقة كلّها بقدرته، ويترجّوا تحقيق الوعد الذي أطلقه يسوع: أن يكون فرحه كاملًا فيهم. هلّا انضوينا تحت جناح صلاة يسوع هذه إلى الآب، والتمسنا أن تشملنا باستمرار، وتغيّرنا إلى ما أعطانا يسوع أن نكونه: واحدًا على مثال الوحدة التي تجمع أقانيم الثالوث القدّوس؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢٠: ١٦-١٨ و٢٨-٣٦

في تلك الأيّام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحر لئلّا يَعرُض له أن يُبطئ في آسية، لأنّه كان يعجل حتّى يكون في أورشليم يوم العنصرة إن أمكنه. فمن ميليتُس بعث إلى أَفسس فاستدعى قُسوس الكنيسة، فلمّا وصلوا إليه قال لهم: احذَروا لأنفسكم ولجميع الرعيّة التي أَقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. فإنّي أَعْلم هذا أنّه سيدخل بينكم بعد ذهابي ذئاب خاطفة لا تُشفِق على الرعيّة، ومنكم أنفسكم سيقوم رجال يتكلّمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكّرين أَنّي مدّة ثلاث سنين لم أَكْفُفْ ليلًا ونهارًا أن أَنصح كلّ واحد بدموع. والآن أَستودعكم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمته القادرة على أن تبنيكم وتمنحكم ميراثًا مع جميع القدّيسين. إنّي لم أَشتهِ فضّةَ أحدٍ أو ذهبه أو لباسه. وأنتم تعلمون أنّ حاجاتي وحاجات الذين معي خدمَتْها هاتان اليَدان. في كلّ شيء بيّنتُ لكم أنّه هكذا ينبغي أن نتعب لنساعد الضعفاء، وأن نتذكّر كلام الربّ يسوع. فإنّه قال «إنّ العطاء هو مغبوط أكثر من الأخذ». ولـمّا قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى.

 

الإنجيل: يوحنّا ١٧: ١-١٣

في ذلك الزمان رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال: يا أبتِ قد أتت الساعة، مجّدِ ابنَك ليُمجّدَك ابنُك أيضًا، كما أَعطيتَه سلطانًا على كلّ بشر ليُعطي كلّ من أعطيتَه له حياة أبديّة. وهذه هي الحياة الأبديّة أنْ يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك والذي أرسلتَه يسوع المسيح. أنا قد مجّدتُك على الأرض، قد أَتممتُ العمل الذي أَعطيتني لأَعمله. والآن مجِّدْني أنت يا أبتِ عندك بالمجد الذي كان لي عندك من قبل كون العالم. قد أَعلنتُ اسمَك للناس الذين أَعطيتَهم لي من العالم. هم كانوا لك وأنت أَعطيتَهم لي وقد حفظوا كلامك. والآن قد علموا أنّ كلّ ما أعطيتَه لي هو منك، لأنّ الكلام الذي أَعطيتَه لي أَعطيتُه لهم، وهم قبلوا وعلِموا حقًّا أنّي منك خرجتُ وآمنوا بأنّك أَرسلتني. أنا من أجلهم أسأل، لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتَهم لي لأنّهم لك. كلّ شيء لي هو لك وكلّ شيء لك هو لي وأنا قد مُجّدت فيهم. ولستُ أنا بعد في العالم، وهؤلاء هم في العالم، وأنا آتي إليك. أيّها الآب القدّوس احفظهم باسمك الذين أَعطيتهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن. حين كنتُ معهم في العالم كنتُ أَحفظهم باسمك. إنّ الذين أَعطيتَهم لي قد حفظتُهم ولم يَهلك منهم أحد إلّا ابن الهلاك ليتمّ الكتاب. أمّا الآن فإنّي آتي إليك. وأنا أتكلّم بهذا في العالم ليكون فرحي كاملًا فيهم.

 

موت فقيامة

آية بولس التي كانت نورًا لما قرأناه في «رعيّتي» منذ أحد الفصح، أي: «إن كنّا متنا مع المسيح، نؤمن بأنّنا سنحيا معه» (رومية ٦: ٨)، تكشف، ببلاغة واضحة، أنّ ما تمّمه يسوع، بموته وقيامته، إنّما تمّمه من أجل خلاصنا. لم يقل الرسول حرفيًّا، لـمّا مات يسوع على صليبه ودفن وقام، كنّا كلّنا فيه. لكنّ هذا ما قصده حرفًا حرفًا. كلّنا يمكننا أن نعرف أنّ هذه الآية هي جزء من رسالة خدمة سرّ المعموديّة في كنيستنا. لم تخترها الكنيسة لتمدّ في السرّ فقط ما أجراه الربّ لنا في موته وقيامته، بل لتقول أيضًا إنّ هذا رسمٌ لحياتنا الجديدة في كلّ شيء. كيف نستضيء بالآية في مسعانا إلى استكشاف هذه الحياة فينا، أفرادًا وجماعةً؟ هذا ما سنحاول أن نبيّنه في هذه السطور.

ما علينا أن نستبعده من أمامنا أوّلًا، هو أنّ الرسول، بكلّ ما قاله، أراد أن يتكلّم على موتنا في هذا الدهر وعلى قيامتنا في الدهر الآتي. ليس في المسيحيّة من عطاء مُرجَأ كلّيًّا إلى النهاية. كلّ شيء، قرّره الله لنا هبةً أبديّةً من خيره، يبدأ هنا، قبل أن يكتمل لنا في الأبد. نحن المعمّدين المؤمنين نعرف، أو يجب أن نعرف، أنّنا، في انخراطنا في هذه الحياة الجديدة من البداءة إلى النهاية، لا نذهب إلى ما لا نعرف عنه شيئًا، أي إلى المجهول، بل إلى اكتمال ما ارتضى الله أن نذوقه في هذا الدهر في الحياة معه، يومًا فيومًا.

ربّما يسأل أحدكم: كيف يبدأ الإنسان من موته؟ ألا نحيا (نُولَد) ثمّ نموت؟ الحقيقة أنّ حياتنا في المسيح كلّها بتفاصيلها موت فقيامة. نخرج من المعموديّة من بعد أن يُمات إنساننا العتيق في الماء، ونقوم جديدًا. هذا، سرًّا، قلنا إنّه يستمرّ في كلّ شيء. يستمرّ في حياة الصلاة. يستمرّ في الصوم. في معرفة الكلمة وطاعتها وخدمة مقتضياتها في الكنيسة والعالم، في حياة المحبّة الأخويّة والشهادة. نحن، عندما نصلّي مثلًا، لا نستحضر الله إلى زماننا فقط، بل أيضًا نتجاوز هذا الزمان إلى الآتي، إلى الأبديّة. هذا لا نفهمه صحيحًا إن لم نرَ فيه موتًا للعالم (العتيق فينا) من أجل رجاء الزمان الذي لا ينقضي. هذا في الصوم أيضًا. الصوم هو موت فقيامة. نحن، عندما نصوم، لا نبدّل أنواع أطعمة فقط، بل أوّلًا نعلن أنّ هذا العالم، بكلّ ما فيه، لا يحيينا، بل الله وحده هو الذي يحيينا. تذكرون كلمة بولس الأخرى: «مع المسيح صلبتُ، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ» (غلاطية ٢: ٢٠). هذا تمامًا ما نتوخّاه. أيضًا العطاء، أي إعانة المحتاجين بيننا، موت وقيامة. عندما نعطي، نقول إنّ المال، أو الـمُقتنى بعامّة، لا يحيينا. ولكنّنا، نستخدمه من أجل خدمة الحياة…

هذا يلزمنا أن نقول الآن إنّنا في الحياة الكنسيّة نتدرّب، في كلّ شيء، على أن «نمتدّ إلى الأمام» من هنا. كان المسيحيّون قديمًا إن رقد أحد يخصّهم يلبسون ثوبًا أبيض. الفصح دائمًا من هنا. القيامة لا تُرجَأ. هذه هديّة القبر الفارغ لكلّ إنسان في العالم. هل أقول إنّ المسيحيّين لا يحزنون في أوان رقاد قريب لهم؟ بلى، يحزنون. ولكنّهم «لا يحزنون كسائر الذين لا رجاء لهم». هذه قوّة الهديّة الممدودة في حياة الذين يؤمنون. لاحظتم أنّنا لا نفعل شيئًا سوى أنّنا نتدرّب على اختبار أنّنا «نحن الأحياء نسلّم دائمًا للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت (الآن وهنا)» (٢كورنثوس ٤: ١١).

ماذا يبقى؟

يبقى أن نقبل حياة المسيح فينا شهادةً في الأرض، لمجده. كلّ ما أعطاه، سيسأل عنه. إنّه نورنا في عتمة هذا العالم. لنقم أبدًا إلى الشهادة للنور الذي فيه خلاصُنا. لنقم الآن!

 

مشاركة المواهب

للمطران جورج خضر

لا تُفهم المواهب المتنوّعة التي لنا في الكنيسة إلا لكون كلّ واحد منّا له شركة مع الروح القدس (٢كورنثوس ١٣: ١٤). فالروح الإلهيّ الذي فيّ وفيك معًا يجعلنا واحدًا. لهذا يقول يوحنّا الحبيب إنّ لنا شركة بعضنا مع بعض (١يوحنّا ١: ٧). هذه ثمرة لشركتنا «مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (١يوحنّا ١: ٣)، فالذين يسيرون في درب القداسة يعيش الثالوث فيهم ويوحّدهم.

هذه هي الوحدة، وضمن الوحدة هذا أسقف أو كاهن وذاك علمانيّ أي عضو كامل في شعب الله. الإكليريكيّ له خدمة، وللعلمانيّ خدمة. النعمة توحّدهما ولو اختلفت الوظائف في جسد المسيح. ليس أحد فوق أو تحت أو على الجنبات. كلّنا في قلب الله والفرق بيننا الجدّيّة في طلب النعمة.

ضمن الجسد الواحد تتنوّع المواهب بصرف النظر عن الوظائف. أمّا من اجتمعت فيه موهبة التعليم وموهبة الوعظ والرعاية فيدعوه ربّه إلى الخدمة الرعائيّة. ومن كانت له موهبة التعليم وحدها فيصير معلّمًا أو أستاذ لاهوت، كما نقول اليوم، ولكنّه لا يصير كاهنًا بالضرورة إذ قد تعوزه موهبة الوعظ والقدرة على افتقاد الإخوة. قد لا يكون الكاهن مؤهّلًا للعمل الاجتماعيّ كما هو ممارَس في العصر الحديث. العامل الاجتماعيّ، إذ ذاك، يعاون الكاهن ويكمّله.

بين الكهنة أنفسهم من كان قويًّا في معرفة اللاهوت أو لامعًا في الوعظ أو أقلّ التماعًا. إذ ذاك لا بدّ من أن يتعاون الكاهن مع زميل أقوى منه. أمّا الأسقف فتتوافر فيه أصلًا معظم المواهب... غير أنّ الأسقف والكاهن لا بدّ لهما من الحكمة فإنّها نعمة إلهيّة تؤهّله لأن يتدبّر شأن الناس بمحبّة ووداعة، ولا ينتظر منه أحد أن يكون اختصاصيًّا في شؤون هذه الأرض.

يجب أن يتقن الأسقف فنّ الإصغاء إلى الكهنة وإلى العلمانيّين الذين لهم كلٌّ في مجاله معرفة لم يُحصّلها هو. والمحبّة هي التي تلهمنا بمن نستعين وتلهمنا أن ننتدب آخرين. ولكلّ اختصاصيّ مكانته. غير أنّ أصحاب المعرفة يجب أن يتشاوروا وأن يقدّموا معلوماتهم للأسقف، الذي يتّخذ مسؤوليّة القرار الأخير بالحكمة الإلهيّة التي فيه. يتّخذ القرار الذي يراه صالحًا لمجد الله ولبنيان مَن يمسّهم القرار، ويتوخّى في ذلك أوّلًا وحدة الرعيّة. فقد يكون القرار نافعًا ماليًّا ولكن قد تتصدّع وحدة الرعيّة. الأوّليّة هي دائمًا للنموّ الروحيّ في هذه الرعيّة أو تلك أو في الأبرشيّة ككلّ.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتاب جديد للباحثة كريستين شايّو، بعنوان «كنيسة المشرق الآشوريّة: تاريخها وجغرافيّتها». يتناول الكتاب استكشاف تاريخ كنيسة المشرق وجغرافيّتها. نظّمت فصول هذا الكتاب وفق مسيرة هذه الكنيسة، وهي من الكنائس التي أطلق عليها لقب أصحاب «الطبيعة الواحدة»، ويُطلق عليها اليوم اسم «الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة». كنيسة المشرق الآشوريّة ذات تقليد أدبيّ وليتورجيّ سريانيّ. يُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.

 

مسقط عُمان

قام غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بزيارة رعائيّة إلى رعيّة مسقط في سلطنة عُمان، بدعوة من راعي أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما المتروبوليت غطّاس هزيم، حيث أقام يوم الخميس ٢٦ أيّار صلاة الشكر في كنيسة القدّيس الحارث بن كعب النجرانيّ-مسقط، وجرت احتفالات للمناسبة وتكريم للمتبرّعين الذين أسهموا في بناء كنيسة مسقط، كما عُرض فيلم وثائقيّ يخطّ مراحل تأسيس الكنيسة حتّى تحقيق الحلم الذي جمع الشعب المؤمن بنعمة الربّ في بيت الله.

يوم الجمعة ٢٧ أيّار ترأس غبطته خدمة تكريس الكنيسة والقدّاس الإلهيّ، وألقى غبطته عظة هذا بعض ما جاء فيها: «يشكّل هذا الحدث الكنسيّ التاريخيّ بشرى الخلاص، بشرى النور وهي التي يجب أن نحياها في قلوبنا»، وختم عظته: «هذه الرعيّة المحروسة بالله هي في قلب كنيسة أنطاكية، وأشدّد على أنّكم مزروعون في قلبها، هذه رسالة لا تنسونها، ونطلب إلى الربّ أن يزيدكم من خيراته الأرضيّة والسماويّة».

Last Updated on Friday, 03 June 2022 14:38