Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2022 العدد ٢٦: شِيَم الطفولة والرشد والشيخوخة في بناء حكمة صيّاد الناس
العدد ٢٦: شِيَم الطفولة والرشد والشيخوخة في بناء حكمة صيّاد الناس Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 26 June 2022 00:00
Share

شِيَم الطفولة والرشد والشيخوخة في بناء حكمة صيّاد الناس
الأحد ٢٦ حزيران ٢٠٢٢  العدد ٢٦  

الأحد الثاني بعد العنصرة

البارّ داود التسالونيكيّ، وعيد جامع للآباء الآثوسيّين

 

كلمة الراعي

شِيَم الطفولة والرشد والشيخوخة 
في بناء حكمة صيّاد الناس

شِيَم الطفولة والرشد والشيخوخة في بناء حكمة صيّاد الناسعندما خاطب يسوعُ تلاميذَه على عتبة آلامه، أعطاهم ذاته مثالًا في علاقته مع الآب: «إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبّتي، كما أنّي أنا قد حفظتُ وصايا أبي وأثبتُ في محبّته» (يوحنّا ١٥: ١٠). كما أنّه ساواهم بنفسه إذ دعاهم ليكونوا صيّادي الناس، على غراره، عندما نسمعه مخاطبًا أباه بشأنهم: «كما أرسلتني إلى العالم أرسلتُهم أنا إلى العالم» (يوحنّا ١٧: ١٨). على هذا الأساس، لا يسع مَن أراد أن يكون تلميذًا ليسوع إلّا أن يتّخذه مثالًا يحتذي به. باختصار، يمكننا القول إنّه مثال يصلح للمراحل العمريّة كافّة، سيّما وأنّ الإنجيل رصد هذه الحقيقة في حديثه عن يسوع لـمّا كان في الهيكل في الثانية عشرة من عمره: «أمّا يسوع فكان يتقدّم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» (لوقا ٢: ٥٢).

هلّا ألقينا إذًا الضوء على تلك الحكمة التي تحلّى بها يسوع، في سياق تأمّلنا بدعوة تلاميذه الأوّلين إلى أن يتبعوه ويصطادوا الناس بشباك الكرازة الإنجيليّة؟ هلّا توقّفنا عند ثلاثة أبعاد تتعلّق بهذه الدعوة، عساها تساعدنا على بلورة كيف نلبّي دعوة يسوع إلينا أن نصير تلاميذه وخادمي بشارته بين أترابنا؟ لا شكّ في أنّ خصائص المراحل العمريّة الثلاث، أي الطفولة والرشد والشيخوخة، تكشف لنا معاني هذه الحكمة التي طبعت الخدمة الرسوليّة عبر العصور.

أوّلًا، شيمة الطفولة وحسن الاتّكال. طالب يسوعُ تلاميذَه، قبل أن يطالب سواهم، بأن يتحلّوا بشيَم الطفولة الروحيّة: «مَن لا يقبَل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله» (لوقا ١٨: ١٧). والمقصود بهذه الطفولة ما يجتمع فيها من عناصر الثقة والاطمئنان والاتّكال التي تلوّن علاقة الطفل بأبيه، بحيث يتلوّن إيمانُ التلميذ بالله في اتّباعه يسوع بالاتّكال على الآب السماويّ والثقة به والاطمئنان إليه لكونه يعرف كلّ ما نحتاج إليه (متّى ٦: ٣٢). بهذا الاستعداد يحرّك الجبالَ من أماكنها مَن لديه إيمان بالله بمقدار حبّة خردل (متّى ١٧: ٢٠)، أو يحيا إلى الأبد مَن يبذل نفسه عن أحبّائه وهو حامل اليقين أنّ مَن آمن بالمسيح لا يموت (يوحنّا ١٥: ١٣؛ ١١: ٢٥). إنّها الحكمة التي شكر عليها يسوع أباه الذي حجبها عن الحكماء وأظهرها للأطفال (متّى ١١: ٢٥).

ثانيًا، شيمة الرشد وحسن الاختيار. الإنسان الرشيد هو مَن تعلّم أن يبني حياته على الصخر عوضًا من أن يبني على الرمل، فيتحلّى بالحكمة التي أوضح يسوعُ طبيعتها: «(...) كلّ مَن يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبّهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنّه كان مؤسّسًا على الصخر» (متّى ٧: ٢٤-٢٥). مَن اختار «الحقّ» الذي أعلنه يسوع، وسار في «الطريق» التي شقّها أمامه، وعاش «الحياة» التي يعطيه إيّاها، اكتشف في حياته الأرضيّة معنى إعلان يسوع: «أنا هو الطريق والحقّ والحياة» (يوحنّا ١٤: ٦)، على رجاء أن يتمتّع في الحياة الأبديّة بالصرح الذي بناه على صخرة الإيمان. ظهرت حكمة التلاميذ الأربعة الأُوَل وحسن اختيارهم بأن لبّوا دعوة يسوع وتركوا كلّ شيء وتبعوه (متّى ٤: ٢٠ و٢٢)، فنكروا ذواتهم وضحّوا بها من أجله وفي سبيل الكرازة ببشارته (مرقس ٨: ٣٥).

ثالثًا، شيمة الشيخوخة وحسن الأمانة. مَن اختار يسوع نصيبًا له، كان عليه أن يصلب نفسه ويحتمل الآلام والمشقّات التي تعترض بناء حياته على صخرة الإيمان، من جهة، وتلك التي تواجه تأسيس معالم الملكوت في واقعنا الراهن، من جهة أخرى. إنّها مسيرة أمانة من يوم إلى يوم، فيشيخ عليها، مهما بلغ عمره، بحيث تصير حياته وموته تمجيدًا لله، كما شهد يسوع بشأن بطرس: «متى شختَ فإنّك تمدّ يديك وآخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مشيرًا إلى أيّة ميتة كان مزمعًا أن يمجِّد الله بها» (يوحنّا ٢١: ١٨ و١٩). فما الحكمة من شيخوخة صالحة، مهما بلغت، إن لم ترتبط بحسن الأمانة للدعوة التي استلمناها يومًا وسعينا أن نثابر في سبيلها بجهاد يوميّ؟

ليس مكتوب لهذه الشيم أن تتعاقب زمنيًّا في حياة التلميذ، فهي تشكّل معًا المناخ الذي يعيش وينمو فيه، ويكرز انطلاقًا منه، ويخدم أترابه على أساسه. إنّه مناخ التوبة اليوميّة التي تقوده في طريق اكتساب حكمة مَن أحسنَ الاتّكال والاختيار والأمانة، فيتعلّم مناهجها ويختبر أحوالها، يعتمله الحرص على أن يحفظ كلّ ما علّمته إيّاه النعمة يومًا. إنّه طريق شفائنا من «كلّ مرض وضعف» مستحكم فينا، عبر تجاوز يوميّ نحقّقه بأن نسمع دعوة يسوع إلينا ونلبّيها. هلّا جدّدنا التزامنا بالدعوة إلى اتّباعه وأعطيناه ذواتنا، على هشاشتها، لنصير آنية نحمل نعمته ونكرز ببشارته بحكمة؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ٢: ١٠-١٦

يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكلّ من يفعل الخير، من اليهود أوّلًا، ثمّ من اليونانيّين، لأن ليس عند الله محاباة للوجوه. فكلّ الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكلّ الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنّه ليس السامعون للناموس أبرارًا عند الله بل العاملون بالناموس هم يُبرَّرون. فإنّ الأمم الذين ليس عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس، فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم وضميرهم شاهد، وأفكارهم تشكو أو تحتجّ في ما بينها يوم يدينُ الله سرائر الناس بحسب إنجيلي بيسوع المسيح.

 

الإنجيل: متّى ٤: ١٨-٢٣

في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيًّا على شاطئ بحر الجليل رأى أخوين وهما سمعان المدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يلقيان شبكة في البحر (لأنّهما كانا صيّادين). فقال لهما: هلمّ ورائي فأجعلكما صيّادي الناس. فللوقـت تركا الشباك وتبعاه. وجاز من هناك فرأى أخوين آخرين وهما يعقوب بن زبدى ويوحنّا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شباكهما فدعاهما. وللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليل كلّه يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب.

 

جدليّة الثقافة والحضارة في بناء الوطن

قال المطران جورج (خضر)، في العام ١٩٨٦، وكأنّه يتنبّأ: «ينتظرنا عذاب كبير يبدو أمامه عذاب الحرب تافهًا. فبناء السلام من بعد إنهاء القتال يقتضي صبرًا طويلًا».

وقال، بعد نحو عشر سنوات، معبّرًا عن حزنه على فقدان أيّ تحسّن في البلد، وواضعًا الأصبع على الجراح الحقيقيّة التي يعانيها: «نفسي على البلد حزينة حتّى الموت... لا أحد تقلقه فضيحة ولا يقضّ التزوير مضاجع أحد وينام على وسادته في طمأنينة كاملة الراشي والمرتشي معًا»، وتابع قائلًا: «هناك مؤامرة صمت على اختراق القانون واختراق التهذيب، ولا تنتظر أن تخرج الشريعة من فم مسؤول ولا الشجاعة من مواطن. شعب مستسلم وبلا رجاء ولا يؤمن بأنّ غدًا أفضل ممكن». هذا في التوصيف المسبق للواقع الذي يعيشه اللبنانيّون اليوم، ويجعلهم يكادون يفقدون الرجاء.

لكن لم يكتفِ سيادته بوصف الواقع المرير، بل سعى إلى توعيتنا إلى إمكانيّة تخطّيه. يقول إنّه لا يجب الاعتماد فقط على الدولة في إيجاد الحلول، لأنّ ذلك يكون نوعًا «من الاستقالة من مسؤوليّاتنا التاريخيّة»، ودليلًا على أنّ اللبنانيّين، بعامّة، لا «يعرفون التعاون لأنّهم لا يحترمون حرّيّة الآخرين... وإذا فعلوا يفعلون ذلك ابتغاء المسالمة بين طوائفهم، أو توافقًا لمنافعهم، لكنّهم لم يقضوا على الخوف الذي جعلهم قبائل لا تتعارف».

ويضع سيادته مسؤوليّة تقهقر الأوضاع حتمًا على الدولة، ولكن أيضًا على المواطنين. إذ إنّ قيام الدولة هو «نتيجة العمل الذي تقوم به جماعة متحابّة فاهمة».

فعلى المواطنين إذًا، أن يسألوا مواقفهم، بدلًا من أن يسلموا أنفسهم إلى اليأس ويفقدوا الرجاء في المستقبل، وأن يستعيدوا طريق الإبداع، إذ يقول سيادته «إنّ لبنان الخالقين هو وحده الذي يهيّئ دولة لبنان»، ويؤكّد أنّ «الإنسان يُبدع مع الآخرين إذا أحبّهم». فيكون طريق الإبداع مرصوفًا بالاعتراف بالمواطن الآخر، بصرف النظر عن دينه أو معتقده السياسيّ، وبالمحبّة، والابتعاد عن اليأس لأنّ به «يتوقّف الخلق». ووحده الخلق والإبداع والثقافة والفنّ يمكنهم «إعادة الكون» وكلّ تعبير فنّيّ أو كتابة يخلق «جمال عنصرة».

تُمكّن عودة المؤمنين إلى بعضهم البعض، واستعادتهم معًا الإبداع والمحبّة، عودتهم «إلى عمق الوطن وحبّه وتجديده في معيّة كلّ الناس وكلّ الإنسان» وتمثّل «هجرة جديدة إلى الله».

بمعونة الله والتمثّل بالمسيح، الإنسان المسيحيّ «يطلع من الموت» ويقوم ويقوّم أوضاعه. وباتّحاده بالمواطنين الآخرين ومشاركتهم الإبداع، وبطاعتهم المتبادلة لله، يقيمون الوطن، لأنّ «الجماعة المحبّة المتمخّضة بالأعطيات الكبيرة نواة الوطن الآتي». ويقول سيادته، متوجّهًا إلى أبناء الوطن: «كلّ شيء لكم إذا كنتم بعضكم إلى بعض، وإن لم تكونوا فليس لأحد منكم شيء»، يلزمنا العودة إلى «عراقة القيم» ليستقيم الوطن. وعلينا ابتكار فكر خلّاق حقيقيّ ليستعيد الثقافة والحضارة اللتين تميّز بهما سابقًا. وهذه كلّها ليس علينا أن نخترعها، إذ إنّ «الحقّ والصدق والجلال والطهر والبساطة والإخلاص ليست بأشياء جديدة، لكنّنا لم نذقها في ذاكرتنا كشعب، ولم يمارسها سوى أفراد قلائل... بحيث لم تشكّل فينا... هيكلًا واحدًا للروح».

فليعطنا الروح القدس، المنسكب علينا في العنصرة، القوى والعزم لكي نتحرّر من اليأس وننظر دومًا إلى المسيح العمانوئيل، الموجود معنا على الدوام، ليدفعنا إلى الأمام.

 

اللبنانيّ المرجوّ ظهوره

للمطران جورج خضر

(...) تكوين مجتمع سليم عمل المؤسّسة الدينيّة أوّلًا، لكنّي أراها محتجبة عن هذا الموضوع وهي منهمكة فقط بالعبادات الظاهرة، والله نعبده بالروح والحقّ كما جاء في إنجيل يوحنّا. تحريك النفوس للتطهّر لا أراه كثير الانتشار في الأوساط الدينيّة. (...) أنت لا تقفز من دنياك إلى آخرتك بسهولة العبادة المفروضة ولكن بتقويم النفس في هذه الدنيا، فإذا أنت طوّعت فيها نفسك للربّ تفتح لك الآخرة أبوابها.

المجال الثاني مجال العمل الوطنيّ في ما يتعدّى إطار الطوائف. رُبط ثقافيّة مسيّسة، أحزاب، جماعات ضاغطة في سعي إلى ظهور المجتمع المدنيّ الذي من شأنه أن يقوّي الفرد من جهة، وأن يُظهر الجماعة المتماسكة عضويًّا بلا قبليّة من جهة ثانية. هذا المجتمع نظريًّا بوتقة تنصهر فيها القبائل ليطلع الوطن.

المجال الثالث الذي يساعد على تكوين الأُمّة السليمة هو الدولة، المفروض فيها عدم الانحياز إلى الوجوه وإقامة العدل الذي يربّي على استقلال الفرد والثقة بأنّ الحاكم أب لجميع بنيه. الحكم يربّيك وأنت بفضائلك تربّيه. ما يحزنني أنّ شعبنا لا يؤمن بالدولة لعدم إيمانه بالبنية أو الهيكليّة. هو شعب ينتشي بالزجل والغناء ويعتقد أنّ ما يجري في خياله وأساطيره يكفي حياته النفسيّة. قليل الإيمان بالانضباط، بالكلمة الوافي والدقيق معناها. لا يحبّ حكم الله في شهواته. يحصّنه ماله أو نفوذه أو العيش في ظلّ الأقوياء. شعب دائم الخوف. طمأنينته إلى الله لا تتجاوز حدّ ذكرها، لأنّه يظنّ أنّ الله يستره من دون أن يبذل هو جهدًا لوضع نفسه حقيقة تحت جناحيه.

هذا إنسان مهزوم أمام مرارة الواقع ويؤثر الوقوع على بنيان نفسه من جديد، لأنّه يحبّ أن يبكي وله في هذا انتعاش، ولم يسمع أنّ الحياة تقويم للنفس في جهاد مستمرّ أي أنّها تعب ووجع، ولا يعرف أنّ الفرح يأتي من الصبر على الملمّات وتجاوزها بالإيمان العظيم والنسك العظيم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: تدريب على الصلاة

التلميذ: كيف نتّصل بالله؟

المرشد: ليس الله والإنسان مجرّد آلتين: فالواحد منهما والآخر هما شخصان حرَّان. لهذا ليس هناك صيغٌ جاهزة للاتّصال بالله. فهو أخذ مبادرة لقائنا به، هو أتى إلينا مُرسلًا ابنه وروحه القدّوس اللذين جعلانا نعرفه وعلَّمانا أن نصلّي. فالكلام الذي نسمعه عندما يكلّمنا الربّ يسوع في الإنجيل، والنسمة التي تنفخ قلبنا عندما يلامسه الروح، هي جميعها تُعلّمنا أن نصلّي. فما جاء على لسان يسوع نفسه أو لسان عبيده، هو الذي يؤلّف الصلوات. فالصلاة متأصّلة في كلام الله.

التلميذ: كيف نفهم صراع يعقوب المرير في الصلاة إلى الله!

المرشد: بالفعل، في سفر التكوين كلامٌ على صراع يعقوب مع الله (الإصحاح ٣٢). فبعد مصارعته، بارك اللهُ يعقوبَ لأنّه «كان قويًّا إزاء الله»، وقويًّا أمام الله. أراد الله، بشكل ما، أن يصبح مغلوبًا بالنسبة إلى الإنسان، فبالمصارعة اندمج الإنسان والله بطريقة ما. فبينما يتحرّك الله باتّجاه الإنسان، نشاهد في يعقوب مسعاه في عودة الإنسان إلى الله. وتحرُّك العودة هذا نحو الله، هو ما تدعونا الكنيسة إليه. وهو الذي يشكّل الإطار الأساس للصلاة الفرديّة والجماعيّة.

التلميذ: ماذا تقدّم لنا الكنيسة في هذا السبيل؟

المرشد: ألّف آباءُ الكنيسة الكثير من الصلوات في القرون المسيحيّة الأولى. مثال على ذلك هي صلاة العنصرة حيث تتضمّن تعليمًا غنيًّا جدًّا وكثيفًا جدًّا، ولاهوتًا حقيقيًّا عن الثالوث. وليس هناك لاهوت أكثر حياة وأقوى من اللاهوت الذي تُقدِّمه لنا صلوات الأعياد، لأنَّنا فيها نتلقّى التعليم الأكمل عبر جمال القصائد، وجمال التراتيل المتناغمة مع الكلام، وبخاصّة جمال الكنيسة بكاملها المجتمعة في الاحتفال من أجل الصلاة.

 

متروبوليت لاسيديمون الشهيد حنانيا الجديد

ضمّ المجمع المقدّس للبطريركيّة المسكونيّة، في جلسته المنعقدة بتاريخ ١٤ حزيران، القدّيس حنانيا (لامبارديس)، متروبوليت لاسيديمون إلى سنكسار الكنيسة الأرثوذكسيّة، بحيث يعيَّد له يوم ١٥ نيسان.

ولد القدّيس حنانا الجديد، المعروف في العالم باسم أناستاسيوس، في ديميتسانا العام ١٧١٠، من أبوين نبيلين وثريّين. درس حنانيا في مدرسة ديميتسانا في دير فيلوسوفو، حيث أصبح راهبًا باسم حنانيا. وفي العام ١٧٤١ أصبح أسقف كاريوبوليس في ماني. في العام ١٧٤٧ تمّت ترقيته إلى متروبوليت ديميتسانا، وفي شباط ١٧٥٠ أصبح مطرانًا لمدينة لاسيديمون. تميّز بتعليمه ومعرفته العالية وشخصيّته الكنسيّة الراسخة التي لا تتزعزع وصلاحه وعمله الخيريّ. كان اليونانيّون يوقّرونه كثيرًا، لكنّه أرعب الأتراك. هذا هو السبب في أنّه أصبح رئيسًا لجميع قادة موريا، من أجل إقامة دولة يونانيّة مستقلّة في وقت كانت خاضعة فيه للأمبراطوريّة العثمانيّة.

بسبب دوره هذا، قدّم نفسه ذبيحة ليفتدي الحركة التي قادها الثوّار، بحيث إنّه سلم نفسه إلى الجنود الأتراك بعد أن تناول القربان المقدّس. بعد أن جثا القدّيس على ركبتيه، ضربه الجنود وطعنوه في جسده وجرّوه على الأرض وقطعوا رأسه عند الباب الصغير في الهيكل. طهّر دمه المكان وما يزال من الممكن رؤية لونه على الحجر الموجود هناك. حدث هذا في ١٥ نيسان ١٧٦٤. قام الأتراك بسحب جثته إلى منتصف الشارع حيث تُركت مدّة ثلاثة أيّام من دون أن تُدفن. وبمجرّد أن غادر الأتراك أخذ المسيحيّون الجثمان ودفنوه كما يليق.

Last Updated on Friday, 24 June 2022 13:39
 
Banner