Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2022 العدد ٣٣: السيادة الإنجيليّة والحكمة التي تقتضيها
العدد ٣٣: السيادة الإنجيليّة والحكمة التي تقتضيها Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 14 August 2022 00:00
Share

السيادة الإنجيليّة والحكمة التي تقتضيها
الأحد ١٤ آب ٢٠٢٢ العدد ٣٣  

الأحد التاسع بعد العنصرة

الأحد التاسع من متّى

تقدمة عيد رقاد والدة الإله، النبيّ ميخا

 

كلمة الراعي

السيادة الإنجيليّة
والحكمة التي تقتضيها

السيادة الإنجيليّة والحكمة التي تقتضيها عندما اختبر شعبُ الله في مصر قدرةَ الله على إنقاذه، بأن أعطى موسى النبيّ القدرة على شقّ البحر الأحمر إلى نصفَين، فاجتاز الشعب العبرانيّ الفاصل المائيّ بين قارّتَي إفريقيا وآسيا، انفتح وعي هؤلاء على حقيقة اختيار الله له كشعب خاصّ حرّره من العبوديّة، وأعطاه معرفة الإله الحقيقيّ وفرصة عبادته وتحقيق قصده الخلاصيّ.

إذا انتقلنا إلى حادثة مشي يسوع على المياه، وكذلك بطرس من بعده، نرى كيف أنّ موسى الجديد يكوّن شعبه الجديد بطريقة أسمى من تلك التي استبانت مع موسى النبيّ. فالله نفسه حاضر في وسط شعبه، وهنا مع التلاميذ المتخبّطين في وسط العاصفة الهوجاء، وهو نفسه يقودهم فيها ليقودهم إليه: «تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا» (متّى ١٤: ٢٧). تزاوَجَ هذا الكشف مع خبرة عرفها بطرس لوهلة وهي أن يختبر سيادة الله على كلّ شيء، عبر سيادته على الطبيعة كما استبان في مشيه على المياه. فعوضًا من أن يشقّ المياهَ إلى نصفَين كما جرى قديمًا، هوذا الآن يمشي عليها. إنّها سيادة أعظم من تلك التي رأيناها في اجتياز الشعب العبرانيّ البحر الأحمر.

لم يكن بطرس، ولا نحن بعد، جاهزين لمثل هذا الاختبار، والمقصود اختبار سيادتنا على الخليقة، وبشكل أعمق، سيادتنا على أنفسنا انطلاقًا من إيماننا بيسوع المسيح. كان بطرس، ومعه التلاميذ، قاصرين عن خبرة أن يسودوا على أنفسهم بعد. فمن جهة، هناك الخوف من عناصر الطبيعة الخارجيّة، ومن جهة أخرى، هناك الخوف من ذاك الذي يسود على المياه. في الحقيقة إنّها أوجه للخوف على النفس والتي لم تتعلّم بعد أن تنكر ذاتها حتّى النهاية، فتطرد، بالإيمان، كلّ خوف خارجًا. على هذا الأساس، انتهر يسوعُ بطرسَ: «يا قليل الإيمان، لماذا شككتَ؟» (متّى ١٤: ٣١).

في هذا السبيل، لن يتأخّر يسوع عن أن يكشف لتلاميذه عن الحكمة التي بها يستطيعون الغلبة على هذا الخوف، فهو سيوصيهم بعد حين: «من أراد أن يتبعني، فليحملْ صليبه وينكر نفسه ويتبعْني» (متّى ١٦: ٢٤). ففي نكران الذات، اتّباعًا للمسيح، تحقيقٌ عمليّ لسيادتنا على أنفسنا، بحيث تصير طيّعة لسيادة النعمة فينا وعلينا، الأمر الذي يقودنا إلى أن نسود بها على كلّ شيء، على شكل سيادة الله على خليقته.

اختبر بطرس حلاوة هذه السيادة عندما مشى على المياه، لكنّه لم يكن بعد متسلّحًا بالحكمة التي تقتضيها ممارستها بحسب الله. فهو تسلّح بالشجاعة للحظة عندما طلب إلى يسوع أن يأمره بالقدوم إليه ماشيًا على المياه. لكنّه كان يحتاج إلى أن ترافقه هذه الشجاعة باستمرار، لتصير حالة لديه وليس اندفاعًا مؤقّتًا. والشجاعة لا تأتي من اعتداد بالنفس، بل باتّكال على الله وثقة به لا تفصل عُراها أيّة عوامل، ثقة تصل إلى حدّ التضحية بالذات اتّباعًا للمسيح.

في مسعى يسوع إلى تكوين الجماعة الرسوليّة، سيرسم لتلاميذه المسار الذي به يمكنهم أن يحملوا حكمة الإنجيل إلى المسكونة، وهذا المسار يقتضي تدرّبًا مستمرًّا على مقتضيات الإيمان به واتّباعه حتّى المنتهى، أي من دون تزاوج بين الإيمان والخوف على الذات. نعم، نكران الذات هو التدريب الإنجيليّ المستمرّ الذي يساعدنا على اكتساب «اللياقة الروحيّة» المناسبة، على نحو ما نكتسب اللياقة البدنيّة بممارسة أنواع الرياضة المختلفة. فنكران الذات يطرد الخوف بشأن التضحية بها في طريق العمل بوصيّة الله وخدمته. فهو أوصى: «إنْ مَن أراد أن يخلِّص نفسَه يهلكها ومَن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلِّصها» (مرقس ٨: ٣٥). ساعتها نعطي ذواتنا بحرّيّة وفرح، ونحتمل بصبر وحكمة الشدّة والألم التي نصادفها في الخدمة.

في النهاية، سجد التلاميذ في السفينة ليسوع وهتفوا: «بالحقيقة، أنتَ ابن الله» (متّى ١٤: ٣٣). هذا بدء طريق ينطلقون منه لاكتساب الحكمة الإنجيليّة والتي تقودهم إلى اختبار السيادة التي بحسب قصد الله، سيادة تبدأ من الذات وتتعدّاها إلى الخليقة كلّها، سيادة مبنيّة على عطيّة الروح القدس وإقامته فينا وإرشاده لنا في تحقيق قصد الله في كلّ شيء. كانت فرصة هذه العاصفة مناسبة ليدخل التلاميذ في سرّ تكوينهم رسلًا للمسيح يحملونه إلى الخليقة كلّها. لعلّ يكون الأمر مماثلًا لنا أيضًا فيما نجتاز عواصف شدّتنا الحاليّة، فنتبيّن وجه يسوع الماشي معنا على مياهها ليقودنا في طريق اكتساب حكمة السيادة الإنجيليّة بالإيمان به، والمضي في إثره من دون تردّد أو شكّ. هلّا تلقّفنا المناسبة وشكرنا الربّ عليها وسجدنا له، فرادى وجماعة، وصعدنا معه إلى السفينة-الكنيسة من جديد، بالجدّة التي تحملها إلينا معيّته لنا وتوسّطه شدّتنا؟ 

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٣: ٩-١٧

يا إخوة، إنّا نحن عاملون مع الله وأنتم حَرْثُ الله وبناءُ الله. أنا بحسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاءٍ حكيم وضعتُ الأساس وآخر يبني عليه. فلينظرْ كلّ واحد كيف يبني عليه، إذ لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا غير الموضوع وهو يسوع المسيح. فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبًا أو فضّةً أو حجارةً ثمينةً أو خشبًا أو حشيشًا أو تبنًا، فإنّ عمل كلّ واحد سيكون بيّنًا لأنّ يوم الربّ سيُظهره لأنّه يُعلَن بالنار وستمتحن النارُ عمل كلّ واحد ما هو. فمَن بقي عمله الذي بناه على الأساس فسينال أُجرة. ومن احترق عمله فسيخسر وسيَخْلُص هو ولكن كمن يمرّ في النار. أما تعلمون أنّكم هيكلُ الله وأنّ روح الله ساكن فيكم؟ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله لأنّ هيكل الله مقدَّس وهو أنتم.

 

الإنجيل: متّى ١٤: ٢٢-٣٤

في ذلك الزمان اضطَرَّ يسوع تلاميذه إلى أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبْرِ حتّى يصرف الجموع. ولـمّا صرف الجموع صعد وحده إلى الجبل ليصلّي. ولـمّا كان المساء كان هناك وحده. وكانت السفينة في وسط البحر تكُدُّها الأمواج لأنّ الريحَ كانت مُضادّةً لها. وعند الهجعة الرابعة من الليل، مضى إليهم ماشيًّا على البحر. فلمّا رآه التلاميذ ماشيًّا على البحر، اضطربوا وقالوا إنّه خَيالٌ، ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلّمهم يسوع قائلًا: ثقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس قائلًا: يا ربّ إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتي إليك على المياه. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه آتيًا إلى يسوع. فلمّا رأى شدّة الريح خاف، وإذ بدأ يغرَق صاح قائلًا: يا ربُّ نجّني. وللوقت مدَّ يسوعُ يده وأَمسك به وقال له: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟ ولـمّا دخلا السفينة سكنتِ الريحُ. فجاء الذين كانوا في السفينة وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابنُ الله. ولـمّا عبروا جاؤوا إلى أرضِ جنيسارت.

 

معالم الرجاء

في الأزمنة الصعبة والأزمات

ينطلق المطران جورج (خضر)، من أنّ «الأزمنة كلّها «متشابهة بخيرها وشرّها»، وبأنّ آلام البشريّة ومعاناتها كثيرة، ولكنّه يطلّ على هذه الآلام والمعاناة انطلاقًا من الرجاء الذي هو «توقّع مستقبلات تأتي بها النعمة»، ولذلك فهو يدعو المؤمنين إلى ألّا يذعنوا إلى الواقع الأليم، ولا إلى قباحة الوجود التي لا تخفى على ثاقبي الرؤية، بل أن يبقوا «مخطوفين إلى وجه الله» لأنّه «إن لم تقدْك آلامك إلى وجه الله تكون حياتك مبدّدة في ضبابيّة العالم».

والرجاء ينبع، بحسب المطران، من الإيمان، أي من الإدراك بأنّ «الله هو مكان أمنك بحيث لا يكون لك وجود خارجًا عنه»، وبأنّ «الله بمحبّته واحد مع نفسه اليوم وغدًا»، وبأنّه «ثابت، ووفـيّ لنفسه…ولا يعطيك أقلّ من ذاته». ولذلك فالرجاء «كحركة إلى الله»، ما هو إلّا «ما ينتظره المؤمن من عطايا الربّ الدائمة».

وإذ يدعو المطران من أجل أن «نعيش رجاءنا النازل علينا من فوق في هذا العالم»، ينبّه إلى أنّه «لا رجاء لنا من العالم لأنّه ليس منّا ولا نحن منه»، ويحذّر من أنّ الرجاء ليس «إذعانًا إلى المتغيّر»، وليس «أملًا عاطفيًّا»، وليس «انجذابًا إلى خيالنا»، وليس الاعتقاد بأنّ «الغد أفضل من الأمس»، ولكنّه الإيمان بأنّ «الدائم الإلهيّ يرافقك ويجعلك موافقًا إيّاه ومرافقًا…وأنّ ما ترجوه هو عندك ومعك». فالرجاء «معطى مع الإيمان كثمرة له»، وهو «عطف إلهيّ يذهب بنا إلى الباقيات الصالحات».

والرجاء إلى الله، يلقي على المؤمن «مسؤوليّة الصبر» واليقظة. والصابر ليس بمستكين. «إنّه حركيّ بامتياز يحتمل السجون والتنكيل، كما يطلب الجبه والنضال لأنّ نفسه لا تعرف اليأس إذ رجاؤه ينسكب دومًا عليه».

ومن هنا يدعو المطران المؤمن إلى أن «اجعلْ نفسك في حالة الهدوء العلويّ لئلّا تنهار مع الضعاف واعلمْ أنّ صبرك يقوّي إيمانك إذ تعترف فيه بقدرة لله على انقاذ لبنان والشعوب الفقيرة المضطهدة». ويذكّر بأنّه «في أحزان لبنان، الصبر إلى جانب الجهاد سلاحنا للصمود…كلّنا في الخطيئات والمهمّ ألّا نقطع الرجاء…فالأمل في نهوضنا قائم على أن نكون يقظين، حارّين في الروح، مؤمنين بالله، لأنّ صبرنا لا يأتي من غيره».

ويشدّد في مكان آخر على أنّه «في محنة لبنان الكبرى ومحنتنا الشخصيّة المهمّ أن نلازم الله فإنّه معنا في النار. هذه حيلة الصلب والبكاء والألم من أجل العدل واكتمال الحبّ. إن لم تسلمْ نفسك في التواضع والفقر والتقشّف، إن لم ينتهكك الناس بالظلم والقهر والتعيير، إن لم تحتملْ كلّ ذلك بفرح محبّة للربّ وأنت لا تبتغي مجدًا ولا شرفًا ولا لذّة ولا حكمًا، فلستَ بواصل إلى ملكوت الله. هذا هو طعامنا في الأزمنة الرديئة التي لا بدّ من أن تنتهي في النور».

وإذ يلاحظ أن «سينزف الحكمُ مالَنا وقدرتَنا وصبرَنا»، يؤكّد أنّ «الـحُرّ لا يقيّده شيء»، ويخاطب المؤمن قائلًا «أنت لا تستطيع أن تُخرج نفسك من الألم ولا جسدك من الفقر. يمكن أن تحفظ قلبك من الرجس». ويوصي الإخوة بأن «يتّخذ كلٌّ منا الآخرَ بالرحمة والخدمة. ففي غياب من سُئل عن الرعيّة أو غفلته، وخطيئة الغفلة عظيمة، يجعلك الله حارسًا لأخيك وأزرًا إلى أن يبعث فينا مَن يطهّر الهيكل، هيكل الإنسان والأمة».

وينبّه المؤمنَ من خطر المال كأصل لكلّ الشرور: «لا تشتهِ المال ولا تتشبّهْ بأهله ولا تظنّ أنّك تكبر إذا عاشرتهم. لا تطلبْ منهم حماية. هم يعيشون بالمبادلة ولم يذوقوا المجّانيّة. إنّ معاشرتهم تكلّفك حرّيّتك. إذا لم ترثِ نعمة الفقر وآلمتْك إقامتك فيه فقد خسرت حرّيّتك مسبقًا ولن تنجّيك صلاة. تكون قد بعتَ نفسك للشيطان. المرتضون الفقر، الذين يرون فيه افتقادًا إلهيًّا وإمكان شهادة، هؤلاء رجاؤنا إذا أطلّت الآفاق. القلّة تخلّص العالمَ… تعرف القلّةُ أنّ الله يطعمها من جوع ويؤمّنها من خوف».

وأمام الانسداد والتأزّم يطمئن المطران إلى أنّه «مهما كثرت المعصية وتفشّت وغلظت حتّى تبدو سيّدة العالم إلّا أنّها لا تثبت أمام إشراقة واحدة من الجود الإلهيّ».

وفي كلّ الأحوال، يذكّر المطران جورج بأنّ «عالمنا الداخليّ لا علاقة له بما يجري حولنا». فهو «مستقلّ عن الحرب، مستقلّ عن الضائقة، فلا يفنى فيهما لكونه لا يوجد بهما».

ومهما تغيّرت الظروف يبقى «الأهمّ هذه الحياة العميقة التي تأتي من تجلّيات القلوب إذا صارت فراديس وثبت الله فيها وثبتت هي فيه».

 

من أقوال القديس مكسيموس المعترف

- من يحبّ الله، يؤثر معرفته على كلّ الخليقة، ويصبو اليه بشوق منقطع النظير.

- محبّة القريب لا تنحصر في العطاء الماديّ وحسب، بل تتجلى بالأكثر، في القدوة الروحيّة والخدمة الجسديّة.

- أعمال المحبّة هي إحسان إلى القريب ينبع من عمق النفس مقرونًا بطول أناة وصبر مع استخدام للأشياء بتعقّل وحكمة.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

من وحي قراءات عيد رقاد السيّدة

التلميذ: ما هو السرّ الذي ينكشف في القراءة الأولى من غروب العيد؟

المرشد: تتكلّم القراءة الأولى في صلاة غروب العيد على سُلّم يعقوب، تلك التي تحدّث عنها إنجيل يوحنّا لـمّا سُئل الربّ «أين تمكث؟»، فتكلّم على السلّم التي رآها يعقوب وهي تربط بين السماء والأرض، بينما ملائكة الله تصعد وتنزل عليها. إنّها رؤيا سرّ التجسّد حسب فَهْم إنجيل يوحنّا.

أمّا القول الذي قيل ليعقوب «بك تتبارك جميع قبائل الأرض»، فيعني به الله، أنّ بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض، أي أنّه عنى المسيح، وليس الشعب العبرانيّ المنحدر من يعقوب. فهي تتبارك بواحد من هذا الشعب الذي هو المسيح يسوع، إذا آمنتْ بالمخلّص.

ونهاية الرؤيا كانت ما قاله يعقوب: «ما هذا إلّا بيت الله، هذا باب السماء»، والمقصود بذلك أنّ العذراء كانت بيت الله، وتاليًا طبعًا، أنّ جسدَ المسيح بيتُ الله. كأنّه يقول: إنّ هيكل سليمان قد نُقِض وأنّ هيكلَ سليمان لم يبقَ بيتَ الله، ولكنّ اللهَ نفسَه أعدّ لذاته بيتًا في أحشاء امرأة أوّلًا، وفي جسد ابنها ثانيًا.

التلميذ: وماذا عن القراءة الثانية من حزقيال؟

المرشد: تُشير هذه القراءة بشكل خفيّ إلى عذريّة مريم. حصلت هذه الرؤيا من بعد ما ترك مجدُ الربّ هيكلَ سليمان، أي من بعد السبي، حيث كان اليهود قد سُبوا إلى العراق. فعندما يقول حزقيال النبيّ إنّه رأى بيتَ الربّ مملوءًا من المجد، فإنّه يقصد بيتًا آخر غير ذلك البيت الحجريّ، فبيت الله، أو باب السماء، إنّما هو المسيح نفسه.

التلميذ: ما علاقة الحكمة بعيد الرقاد؟

المرشد: القراءة الثالثة المأخوذة من أمثال سليمان وهي تكلّمنا على الحكمة التي بنَتْ لها بيتًا ونحتَتْ سبعة أعمدة. يذكّرنا هذا القول بما ورد في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، فالحكمة الحقيقيّة ليست حكمة البشر، ليست حكمة اليونانيّين بل حكمة الصليب «لأنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأمّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوّة الله». شاء الله أن يخلّصنا بحكمة الإنجيل لا بحكمة بشريّة.

التلميذ: هل من خلاصة نافعة لنا في هذا العيد؟

المرشد: يُظهر هذا العيد، عبر القراءات، فكرة التجسّد الإلهيّ بواسطة مريم. ونحن نُقيمه لكوننا نشكر الله لكونه أعطانا هذه الفتاة التي منها ظهر المخلّص للعالم. ونشكره لأنّ مريم احتضنت الابن الحبيب في طفولته، وكانت أمام المصلوب على تلّة الجلجلة ووسط التلاميذ عند العنصرة. كانت لنا مثال القداسة ومثال التخصّص لله، ومثال العطاء الكبير. لذلك إذا قلنا إنّها رقدت ومُجّدِت على صورة ابنها إنّما نريد نحن أن نكرّم قيمة العطاء، قيمة الخدمة، قيمة كلّ إنسان يصير بالنعمة بيتًا للمسيح.

Last Updated on Friday, 12 August 2022 20:52
 
Banner