ocaml1.gif
العدد ٣٤: توبة الله إلينا وتوبتنا إليه Print
Written by Administrator   
Sunday, 21 August 2022 00:00
Share

رعيتي العدد ٣٤: توبة الله إلينا وتوبتنا إليه
الأحد ٢١ آب ٢٠٢٢ العدد ٣٤  

الأحد العاشر بعد العنصرة

الأحد العاشر من متّى

الرسول تدّاوس، والشهداء باسي وأولادها

 

كلمة الراعي

توبة الله إلينا وتوبتنا إليه

رعيتي العدد ٣٤: توبة الله إلينا وتوبتنا إليه حريّ بمحبّة الله وتواضعه بأن تجذبا الإنسان إليه. ندركهما بمقدار الإيمان الذي نتحلّى به. فمعرفة الله أو إدراك محبّته إنّما تكون بمقدار شركتنا معه والتصاقنا به وتمثّلنا وصاياه.

محبّة الله للإنسان تروم أن نستعيد كرامتنا التي لنا من الله. جسّد يسوع هذه الحقيقة في كلّ ما أتى به. واختار تلاميذ يحملون لواء هذه المحبّة وهذا الإيمان إلى أترابهم حتّى لا يفوت امرؤ قصد الله منه.

واقع الإنسان يضع المحبّة تحت نار الامتحان، فبينما يبغي المحبُّ خيرَ المحبوب فهو يتألّم من أجله إن وجده بعيدًا أو متغرّبًا عن هذا الخير. وبمقدار ما تعظم المحبّة يعظم الألم في قلب المحبّ من أجل المحبوب. فكم بالحريّ إذا كانت المحبّة المقصودة هي محبّة الله للإنسان، والألم المقصود هو ألم فراق هذا الأخير عنه والتعاسة التي يقيم فيها من جرّاء ذلك؟ 

في إنجيل شفاء الابن الممسوس، ينكشف لنا ألم متعدّد المصادر. إنّه ألم الولد من الشيطان الذي يعذّبه، وألم والده الذي لا يهدأ ليجد الشفاء له، وألم التلاميذ لعجزهم عن تلبية طلب الوالد. هذا كلّه تتوّج بألم يسوع على هؤلاء، وعلى كلّ مَن يمثّلون عبر التاريخ البشريّ، لقصورهم عن الإيمان به. فإشارة يسوع إلى «الجيل غير المؤمن الملتوي» (متّى ١٧: ١٧) تعبر إلينا وتفضح قصورنا هذا، سواء أكنّا الولد أم الوالد أم التلاميذ.

أمام هذا الواقع المستشري، وعجز الإنسانيّة المعذّبة عن إدراك محبّة الله والإيمان به إيمانًا لا غشّ فيه ولا عودة عنه، صرخ يسوع: «إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟» (متّى ١٧: ١٧). هو نفسه أجاب عن تساؤله هذا إذ وعد بأن يبقى معنا إلى منتهى الدهر (متّى ٢٨: ٢٠)، وأقام كنيسته في وسط العالم لتقوم بعمل معيّته لنا واحتماله إيّانا حتّى نبلغ الخير الذي فيه.

هذا يطرح السؤال حول أحوال أولئك الذين يحملون بشارته إلينا، أي تلاميذه عبر العصور. هؤلاء بدوا أمام الولد الممسوس مرتبكين بداعي عجزهم. إنّه ارتباك ناجم عن عدم الإيمان. ربّ قائل إنّهم ظنّوا أنّ شفاء المرضى وطرد الشياطين إنّما هو تحصيل حاصل بسبب النعمة المعطاة لهم. أمام عجزهم، راجعوا أنفسهم وتجرّأوا على أن يسألوا عن السبب وبالأكثر عن الدواء الذي يشفي عجزهم. ساعتها قادهم يسوع في طريقه، طريق بذل الذات محبّة بالله وبالقريب. وهذا يصير «بالصلاة والصوم» (متّى ٢٨: ٢١) الذي يفتح كيان المؤمن على الله، ويتحقّق باتّباعه يسوع والاقتداء به، حتّى وإن اقتضى الأمرُ تقديمَ حياته نفسها على مذبح هذه البشارة إيمانًا بها. أَلَيس هذا هو المثال الذي أعطاه يسوع إلى تلاميذه عقب حواره معهم بشأن عجزهم: «ابن الإنسان سوف يسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم» (متّى ١٧: ٢٢-٢٣)؟

هذا البذل ممكن إن كنّا نؤمن إيمانًا راسخًا، غير ملتوٍ، إيمانًا لا يعتمد على أيّ شيء من المنظورات، ولا حتّى على أصلب وأمتن ما فيها، كما هي حال الجبال على سبيل المثال. فحتّى هذه، بالإيمان، يمكن أن تُنقَل من أماكنها، كما صرّح يسوع: «لو كان لكم إيمان مثل حبّة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيءٌ غيرَ ممكن لديكم» (متّى ١٧: ٢٠). نعم، إيمان كهذا لا يزعزعه شيء على الإطلاق لأنّه يأخذ جذوره من محبّة الله الثابتة للإنسان، ويسعى إلى أن يقتبل عطيّة الله بتواضع وأن يسهر عليها بالصلاة والصوم. هذا كلّه، في تجاوز مستمرّ للذات، ولكلّ نجاح وفشل نحقّقه في الطريق. فحتّى هذه يمكنها أن تعطّل عمل إيماننا إذا ما توقّفنا عندها. فعمل إنكار الذات فيها، أي في النجاح والفشل، هو التجاوز المطلوب حتّى نلاقي مبادرة يسوع، أو بالحريّ حتّى نستدرجه دومًا إليها، كما حصل في شفاء الولد الممسوس: «قدّموه إليَّ ههنا» (متّى ١٧: ١٧). ساعتها يتوب الله إلينا كما نتوب إليه.

اتّضع يسوعُ أمام عدم إيماننا كما اتّضع أمام عجزنا وتشوّه طبيعتنا. سكب حنانه ونعمته فينا حتّى يكون لنا هذا الإيمان الذي لا تزعزع أساساتِه آلامُ الدنيا أيًّا كانت طبيعتها، ونصير عاملين معه في نشر هذا الإيمان بين أترابنا. فيا ربّ أعطِنا هذا الإيمان الذي أشرتَ به إلى تلاميذك، فنخدمك بين أترابنا ونحتمل معك هذا الجيل غير المؤمن والملتوي إلى أن تستعيده نعمتك إليك!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٤: ٩-١٦

يا إخوة إنّ الله قد أَبرزَنا نحن الرسل آخري الناس كأنّنا مجعولون للموت، لأنّا قد صرنا مَشهدًا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّالٌ من أجل المسيح، أمّا أنتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. أنتم مُكرَّمون ونحن مُهانون. وإلى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونُلطَمُ ولا قرار لنا، ونَتعَبُ عاملين. نُشتَم فنبارِك، نُضطهَد فنحتمل، يُشنّع علينا فنتضرّع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع إلى الآن. ولستُ لأُخجلكم أَكتب هذا وإنما أَعظكم كأولادي الأحبّاء، لأنّه ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح ليس لكم آباء كثيرون، لأنّي أنا ولدتُكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأَطلب اليكم أن تكونوا مُقتدين بي.

 

الإنجيل: متّى ١٧: ١٤-٢٣

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان فجثا له وقال: يا ربّ ارحم ابني فإنّه يُعذّب في رؤوس الأهلّة ويتألّم شديدًا لأنّه يقع كثيرًا في النار وكثيرًا في الماء. وقد قدّمتُه لتلاميذك فلم يستطيعوا أن يشفوه. فأجاب يسوع وقال: أيّها الجيلُ غيرُ المؤمن الأعوجُ، إلى متى أكون معكم؟ حتى متّى أَحتملكم؟ هلمَّ به إليّ إلى ههنا. وانتهره يسوع فخرج منه الشيطان وشُفي الغلام من تلك الساعة. حينئذ دنا التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا له: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم يسوع: لعدم إيمانكم. فإنّي الحقّ أقول لكم، لو كان لكم إيمان مثل حبّة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من ههنا إلى هناك فينتقل ولا يتعذّر عليكم شيء. وهذا الجنس لا يخرج إلّا بالصلاة والصوم. وإذ كانوا يتردّدون في الجليل قال لهم يسوع: إنّ ابن البشر مزمع أن يُسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم.

 

أن نبقى في لبنان

في ظلّ أوضاعنا المعروفة في لبنان، يبدو هذا العنوان ضربًا من جنون. لحبّ الوطن منطقُه. هذا، لنفهمه فعلاً، لا يمكننا أن نرتجل حياتنا، بل أن نرتضيها دعوةً من أجل الخدمة (متّى ٤: ١٨-٢٣).

منذ مطلع الحرب اللبنانيّة في العام ١٩٧٥، تستنزف هذا البلدَ هجرةُ أهله. أفادنا إحصاء أنّه، في آخر ربع من القرن الفائت، ترك لبنان نحو مليون ومئة ألف مواطن! المنتظر، وفق إحصاءات أجرتها حديثًا وسائل إعلاميّة، أن يتركنا، في هاتَين السنتَين، نحو ١٠ في المئة من عدد سكّان لبنان (أي ما يقارب الـ٥٠٠ ألف مواطن، تركنا منهم نحو نصفهم منذ أواخر العام ٢٠١٩ إلى اليوم). لمَ عليَّ أن أبقى هنا، في هذا البلد المسمّى الأبيض، ارتجالًا أو خطأً؟! لِمَ عليّ أن أحيا في مدًى لا يثمّن الحياة في أيّ من مقتضياتها الطبيعيّة (الماء والكهرباء والدواء والاستشفاء…)؟ لِم عليّ أن أبقى في وطن خسر الكثير من احترامه في الداخل والخارج؟ هذه ليست أسئلة يطرحها المسيحيّ الملتزم. المسيحيّ الملتزم حضوره، أنّى انوجد، هو فعل. ماذا أفعل، لنبقى في بلدٍ شاء الله لنا أن ننوجد فيه؟ هذا هو السؤال الذي يرى المسيحيّ أنّ من واجبه أن يطرحه على نفسه في كلّ يوم. سمعنا، على مدى هذه السنين الطويلة، إخوةً كثيرين يقولون، بثقةٍ تقنعهم، إنّهم يهاجرون إلى خدمة الله في بلد آخر. الآية التي يردّدونها من كُتبنا: «لأنّ للربّ الأرض وملأها» (١كورنثوس ١٠: ٢٦). لا أشكّ في إخلاص أيّ أخ تركنا أمس، أو يطلب أن يتركنا اليوم. لكنّ هذا الكلام، المدعوم بكلمة الرسول، ليوافقنا فعلًا، يفترض أن يأتي بتكليف رسميّ. الكنيسة هي التي ترى إن كنّا نافعين للخدمة هنا أو هناك، فتكلّفنا. «لا أحد يدعو نفسه إلّا الذي دعاه الله كما دعا هارون…» (عبرانيّين ٥: ٤).

هذا يخصّنا جميعًا، كهنةً وعلمانيّين. إن كنّا معًا يمكننا أن نسند بعضنا بعضًا في أيّ حال، لا سيّما في حال التعب والانكسارات المرّة. ولكن إن ترك أحدنا إلى مصيره، كلانا يفقد سندًا. أعتقد أنّ الناس، في معظم الأحيان، يأخذون قراراتٍ خاطئةً أو متسرّعةً لأنّهم يفكّرون في مصائرهم وحدهم. المسيحيّون في لبنان (وسورية وما تبقى منهم في فلسطين والعراق…) مدعوّون اليوم إلى هذا الأمر الذي لا معنى لنا من دونه: أن نقوى في اكتشاف أنّنا جسد المسيح أكثر فأكثر، في الحياة المشتركة، في التصارح، في التساند، وفي اعتبار أنّ صالح الآخرين هو دائمًا صالحي.

لا نكون واقعيّين إن لم نعتقد أنّ كلًّا منّا هو، في آن واحد، شخص فريد ومرتبط. أن نبقى في لبنان، أمرٌ يلزمنا أن نعتقد كلّنا أنّ الله أوجدنا فيه بمهمّة منه من أجل أن يقوم لبنان كلّه إلى الله. هذا قصد الله.

 

خواطر في الكنيسة والسياسة

للمطران جورج خضر

من طبيعة الإيمان أن يشدّ صاحبَه إلى غير هذا العالم، إلى غير منطق العالم، أن يتجاوزه إلى ما يفوقه. والدولة تسود العالم، وهي تنزع إلى الشموليّة، إلى استقطاب القوى، ولا سيّما إذا فلسفَت ذاتها، أو تمذهبَت كأنّها حاملة الخلاص. وإذا كانت كذلك، فإنّها تستعظم شأنها، تنتفخ فكأنّها الصنم الذي يدنّس. أمّا الذي يمتدّ إلى الآفاق الكبرى، فيرى الدولة مشمولةً لا شاملة، في ظلّ جناحَي الله، وخادمةً كرامةَ الإنسان، كيانًا لا غنى عنه إلى أمدٍ بعيد، ولكنّه مأخوذ في حكم الربّ، مالك السماوات والأرض وكلّ سلطان فيها.

هذا التوتّر بين شموليّة الدولة وشموليّة الله يجعلنا مدركين قول المسيح: «في العالم، سيكون لكم ضيق». وأمّا قوله: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، فيدعونا إلى ذلك الخضوع الذي لا خيانة فيه لحقوق الله على الدولة، يلقينا في خضوعين لا تناقض بينهما إذا عرفت الدولة ذاتها خادمةً قصد الله في الكون وأهدافه فيها. ولذلك كان المؤمن خاضعًا للسلاطين ومنذرهم بشرعة الربّ، مسالـمًا لا مستسلمًا، وديعًا وصارمًا بآنٍ، لطيفًا وناطحًا برأسه السماء، حتّى تصغي السماء إليه، وترتعد الأرض.

بسبب القلق الذي تثيره كلمة الله عند المستريحين في العالم، المنبطحين فيه، يقول السيّد عن أحبّائه: «العالم أبغضهم، لأنّهم ليسوا من العالم». الذين يرضى عنهم المتسلّطون وذوو النفوذ هم من صميم العالم، من نسيجه، من لحمه ودمه، لا يزعجون أحدًا. قد لفّتهم شموليّة الأنظمة القائمة في الدنيا، صاروا منسجمين مع كلّ شيء فيها في الجاه والمال والقوّة، وهذا بعض من برنامج الشهوة المتحكّمة في الناس. أمّا القطيع الصغير الذي يرعى على هضاب الدهر الآتي، فقال عنه ربّه «ليسوا من العالم، كما إنّي أنا لست من العالم». سيظلّون على عناد الإنجيل، حتّى نهاية العمر. ستبقى منهم قبضة طاهرة، حتّى انقضاء الأزمنة، تتقدّس في الحقّ.

المشرف على العالم من هذا المنظار، الناس عنده عبيد أو أحرار. لكلّ نظامٍ عبيده وأحراره. أو قل إنّ النفس تعرف ربّها أو تعرف الأصنام، تنطلق أو تستزلم. ولا فرق بين من استزلم لنظامٍ رجعيّ أو نظام ثوريّ. المهمّ أنّ نفسه مطيّة. أمّا ابن الحرّيّة، فيحيا في ظلّ كلّ نظامٍ في الولاء لأولي الأمر، لكي يبني بلده بالمعطيات التي بين يديه. ولكنّه يتجاوز كلّ وضعٍ إلى المتطلّعات الكبرى التي فيها خير الإنسان وكرامته وفرادته وأصالته. المؤمن لا شيء في محدوديّة النظام وعسفه يحدّه، ولا شيء في كليشهاته يستهويه. الحقّانيّات، فقط، تغريه. ولكنّه يجاور الزائل، يعامله، يسنده، كي يكون أنفع للإنسان، أضمن للسلام، أدنى للازدهار. وبكلمة، يلازم كلّ نظامٍ ويتعدّاه، في روح لا تستكين، نحو الأفضل. يقبح الظلم، ويبارك العدل، ويسعى إلى أن يتكلّل العدل بالرحمة. لا ينحرف بالحقد، كما لا يذعن للجمود. ولكنّه، دائمًا، إلى هذا التخطّي الذي يجعله رافضًا لفكرٍ سياسيّ لا توثّب فيه أو ثورة تتبرجز. المؤمن هو هذه الثورة التي تجعل الثورات لا تضيع روحها.

المؤمنون يعاهدون على الإخلاص، ولا يحالفون شكل حكم حلفًا أبديًّا. إنّهم، دائمًا، أعمق ممّا يجري حولهم. ولذلك يمدّونه إلى الأمام. شهادتهم أنّ الإنسانيّة لا ترضى صورة حكم نهائيّ. ولذلك عندهم أنّ من لا يعيد النظر، باستمرارٍ، في الأنظمة، ولو سمّيت ثورة، فهو رجعيّ الثورة. الأنظمة ينخرها أولئك المتزلّفون لها الذين تستعمل. ولا يفيدها إلّا من ينقدها، لتتجاوز ذاتها في سبيل حياة لا تنقطع.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: والدة الإله

التلميذ: ما هي ألقاب العذراء مريم؟

المرشد: دُعيت العذراءُ في الإنجيل أمّ ابن العلي وأمّ ابن الله (لوقا ١: ٣١ و٣٢ و٣٥)، وأمّ الربّ (لوقا ١: ٤٣) وأمّ يسوع (أعمال ١: ١٤)، وأمّ عمانوئيل (متى ١: ٢٣) وأمّ المخلّص المسيح الربّ (لوقا ٢: ١١)، هذه كلّها أسماء الله حصرًا.

التلميذ: لماذا دُعيت مريمُ والدةَ الإله؟

المرشد: لخّصت الكنيسة كلّ هذه الألقاب بلقب واحد جامع هو أمّ الله أو والدة الإله. وأكّد الآباء القدّيسون منذ العهد الرسوليّ أنّ مريم كانت بالحقيقة وبالفعل والدة الإله. فالعذراء مريم هي أمّ الله لأنّ شخص (أقنوم) يسوع واحد والمولود منها هو بالتأكيد إله وأيضًا إنسان. لم تلد جوهر الابن الإلهيّ، ولكن، بسبب وحدة الأقنوم في شخصه، نقول إنّها والدة الإله. لذا، لقب «والدة الإله» ليس مجرّد تكريم للعذراء مريم وإنّما هو إعلان إيمان بشخص يسوع المسيح، الله المتجسّد.

التلميذ: نصلّي «أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا»، فما علاقة مريم بخلاصنا؟

المرشد: الخلاص بمعنى التطهير من الخطايا والنقل إلى العرش السماويّ هو من اختصاص يسوع له المجد. الآباء استعملوا، في اللغة اليونانيّة، عبارات مختلفة للتمييز بين العبادة الواجبة لله وحده والتكريم اللائق بوالدة الإله والقدّيسين. ليس للعذراء مريم إعلان خاصّ غير إعلان المسيح تجاه البشريّة، ولا هي تطالبنا بعبادة دون عبادة المسيح، ولا هي منوطة من قبل المسيح أن تدخل كنائبة عنه لتتعامل معنا، لأنّ النصّ الذي حدّدته هي، صريح: «مهما قال لكم فافعلوه» (يوحنّا ٢: ٥).

 

تأسيس أوّل كنيسة أرثوذكسيّة في باندودو - الكونغو

بتاريخ ٢٨ تمّوز ٢٠٢٢، ترأّس المتروبوليت ثيوذوسيوس مطران كينشاسا، القدّاس الإلهيّ في مدينة باندودو، على بعد ٧٠٠ كيلومتر من كينشاسا، ووضع حجر الأساس لكنيسة «جميع القدّيسين» التي ستقام على شكل صليب. تمّ شراء الأرض التي ستقام عليها الكنيسة من قبل مطرانيّة كينشاسا، التابعة لكنيسة الإسكندريّة وسائر إفريقيا، وهي أوّل كنيسة أرثوذكسيّة في المدينة والمحافظة بأكملها.

Last Updated on Friday, 19 August 2022 14:10