ocaml1.gif
رعيتي العدد ٤٦: الصواب وتجسيده في عالم مجروح Print
Written by Administrator   
Sunday, 13 November 2022 00:00
Share

رغيتي العدد ٤٦: الصواب وتجسيده في عالم مجروح
الأحد ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٢ العدد ٤٦ 

الأحد الثاني والعشرون بعد العنصرة

الأحد الثامن من لوقا

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم رئيس أساقفة القسطنطينيّة

 

كلمة الراعي

الصواب وتجسيده في عالم مجروح

رغيتي العدد ٤٦: الصواب وتجسيده في عالم مجروح يضعك مثل السامريّ الشفوق في السياق الذي به يشقّ الربّ يسوع، باسم الآب السماويّ، طريقه إلى الإنسانيّة جمعاء، وإلى كلّ واحد من أعضائها، بداعي انحنائه على الإنسان المصاب بالخطيئة والشرّ والموت. والغاية هي أن يستعيد الإنسان الصواب، ليس فقط صوابه، أي رشده، على المستوى الإنسانيّ، ولكن بالأخصّ الصواب الذي يعطيه إيّاه الله عطيّة أبديّة.

مبدأ هذا الصواب نعثر عليه في الحقيقة المعلنة على لسان الناموسيّ الذي جرّب يسوع بسؤاله عن كيف يمكنه أن يرث الحياة الأبديّة. فاستشهد بالكتاب قائلًا: «تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ فكرك، وقريبك مثل نفسك» (لوقا ١٠: ٢٧). يشكّل ما استقاه الناموسيّ من الكتاب حجرَ الزاوية في لقائه بيسوع، والذي يجدر به أن ينسحب على لقائنا نحن أيضًا به. فالصواب الذي حَوَتْه هذه الإجابة، إنّما يكشف طريقنا إلى الله وإلى القريب، وهو «الطريق» الذي انكشف لنا بيسوع المسيح.

الكشف الكامن في هذا القول يضعنا مباشرة في تماس مع شهادة يسوع نفسه والتي يسطّر لنا الإنجيل وكلّ الكرازة الرسوليّة حقيقتها في تاريخ الخلاص. بالحقيقة، يسوع هو مَن أحبّ أباه السماويّ وقريبه الإنسان على النحو المذكور في هذه الآية. فمَـن آمن بيسوع وكلمته، وجد فيه المثال الذي يجدر به أن يسير في إثره كيما يتكوّن على معناها.

وحتّى لا نراوغ بشأن القصد الإلهيّ المعبَّر عنه في هذه الآية، أتى المثل السامريّ الشفوق ليضعنا أمام كيفيّة تطبيق هذه الآية وعيشها في واقعنا الراهن. هذا ما أشار به يسوع على الناموسيّ في خاتمة المثل لـمّا قال: «اذهبْ أنتَ أيضًا واصنعْ هكذا» (لوقا ١٠: ٣٧). فالمعرفة النظريّة أو الذهنيّة شيء، والتطبيق على واقع الأرض شيء آخر. عيش المحبّة في بعدها العموديّ يرتكز على عيشها في بعدها الأفقيّ، بحيث تتنقّى المحبّة فينا لتصير كاملة على غرار ما شاء الله لأن نصير عليه عبر تبنّينا مضمون هذه الآية.

هنا يستوقفنا ما يصنعه يسوع بيننا ومن أجلنا، وقد جسّده بامتياز في عمل السامريّ الشفوق الذي حقّقه مع الذين كنّا أعداءه وصالحنا بدمه بأن سكب علينا زيت محبّته وشفانا بخمر نعمة الروح القدس، ودعانا بدورنا إلى أن نحمل هذه البشرى إلى أترابنا، نعيشها معهم، لفرحهم وفرحنا، لشفائهم وشفائنا، لمجد الله وحمده وشكره.

في هذا السياق، علينا استخراج الخلاصة العمليّة حتّى يتحقّق هذا الفرح والشفاء في عالمنا. فهل سمعنا نصيحة يسوع الأخيرة للناموسيّ؟ هل نجد في يسوع المثال لنتكوّن على أساسه؟ ربّ قائلٍ علينا أن نتعلّم، يومًا بعد يوم، أن نتبع يسوع حيث يمضي، أن نتمثّل به في مواقف الحياة ونستلهمه فيها. وهذا ممكن فقط إذا كان لدينا إيمان به، إيمان نقوّيه حتّى نتغلّب به على التحدّيات التي تواجهنا، والتي تضعنا على خطوط التماس مع واقع الإنسان المعاصر لنا، والذي ينتظر سامريًّا ما يتنبّه إلى أحواله، ويعتني به، ويحتضنه حتّى يستعيد عافيته الروحيّة. والإيمان لا يقوى بغير الصلاة، فالصلاة المتواترة النابعة من القلب هي الوسيلة لنغذّي إيماننا ونقوّيه. وصلاة كهذه لا تستند إلّا إلى التواضع، خبرة نعيشها أمام الله وأخينا الإنسان. مَن يفحص سلوك الكاهن واللاويّ في المثل يدركْ أنّهما لا يحملان مثل هذه الخبرة ولا يجسّدانها، رغم خدمتهما الطقسيّة ووظيفتهما، الأمر الذي فتح أعيننا على خدمةٍ وتديّنٍ وسلوكٍ لا يمثّل بأيّ حال دعوة الكتاب التي أعلنها الناموسيّ ليسوع.

فالأمر اليوم هو قضيّة اتّباع يسوع والتمثّل به هو، وليس أن ننحصر بالقيام بخدمة اجتماعيّة نحو أخوتنا، أو تحقيق خدمة طقسيّة أو تقديسيّة في الهيكل، بل أن نتقدّس باتّباعنا يسوع وتمثّلنا به، فيصير روحه القدّوس المسكوب فينا مرشدنا في الخدمة الاجتماعيّة من أجل كرامة أخينا الإنسان، وكذلك في الخدمة التقديسيّة- الأسراريّة من أجل خلاص نفسه. هذا هو الطريق الصواب في عيش الإيمان، الذي كشفه لنا يسوع في كرازته العلنيّة وأرسل تلاميذه ليحملوه ويحملوا معهم كلمته ونعمة الروح القدس ليضمّدوا بها الإنسان المجروح. هلّا تلقّفنا هذه الدعوة واستلهمنا الربّ في طريقه العابر بنا، وفي طريقنا العابر إلى الحياة الأبديّة، عساهما يلتقيان في طريق واحد هو الطريق المؤدّي إلى أخينا في الطبيعة البشريّة ليكون لنا رفيق درب في معيّة يفرح بها الآب السماويّ؟ ألا اهدِنا يا ربّ في بلسمة جراح هذا العالم، كلّ بحسب الموهبة والخدمة المعطاة له!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٧: ٢٦-٢٨، ٨: ١-٢

يا إخوةُ، إنّا يُلائمنا رئيسُ كهنةٍ مثلُ هذا بارٌّ بلا شرّ ولا دنس مُنَزَّه عن الخطأة قد صار أعلى من السماوات. لا حاجةَ له أن يُقرِّبَ كلّ يوم مثلَ رؤساء الكهنة ذبائحَ عن خطاياه أوّلًا ثمّ عن خطايا الشعب. لأنّه قضى هذا مرّة واحدة حين قرّبَ نفسه. فإنّ الناموس يُقيم أُناسًا بهم الضعف رؤساءَ كهنة. أمّا كلمة القَسمِ التي بعد الناموس فتُقيمُ الابنَ مُكمّلًا إلى الأبد. ورأس الكلام هو أنّ لنا رئيسَ كهنة مثل هذا قد جلس عن يمين عرشِ الجلال في السماوات وهو خادم الأقداس والمسكن الحقيقيّ الذي نصبَه الربُّ لا إنسانٌ.

 

الإنجيل: لوقا ١٠: ٢٥-٣٧

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع ناموسيٌّ وقال مجرّبًا له: يا معلّم ماذا أَعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ فقال له: ماذا كُتب في الناموس، كيف تقرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ ذهنك، وقريبَك كنفسك. فقال له: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يزكّي نفسه فقال ليسوع: ومَن قريبي؟ فعاد يسوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من أُورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوصٍ فعرَّوه وجرَّحوه وتركوه بين حيّ وميت. فاتّفقَ أنّ كاهنًا كان منحدرًا في ذلك الطريق فأبصره وجاز من أمامهٍ. وكذلك لاويٌّ، وأتى إلى المكان فأبصره وجاز من أمامه. ثمّ إنّ سامريًّا مسافرًا مرّ به فلمّا رآه تحنّن، فدنا إليه وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به إلى فندقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد فيما هو خارجٌ أَخرجَ دينارين وأَعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ بأمره، ومهما تُنفق فوق هذا فأنا أَدفعه لك عند عودتي. فأيُّ هؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟ قال: الذي صنع إليه الرحمة. فقال له يسوع: امضِ فاصنع أنت أيضًا كذلك.

 

الزواج المعقول

«الارتباط إن بدأ بالهوى أو العشق أو الانجذاب الشديد إنّما لا يستمرّ فقط به، ولكنّ بقاءه إلى غير ذلك ممّا يرتبط بالفكر والشغل والفضائل والبيئة. فإذا كان الزواج تحوّلًا من «أنا العزوبة» المركّزة على نفسها إلى الـ«نحن» القائم على تعامل اثنَين ومحيطهما، فنحن في نقلة روحيّة وعقليّة إلى وضع، إلى مؤسّسة تقتضي ديمومتها شيئًا غير اللهب الـمُنشئ»، كلمات ما أنفكّ يؤكّد عليها المطران جورج (خضر) في وعظه ورعايته، حتّى إنّه نحت له مصطلح «الزواج المعقول».

هو يوضح بالنسبة إلى العائلة، أنَّ المسيحية تقول بخضوع المرأة للرجل «لكنّها تخفّف حدّتها بقولها إنّ الزوج ينبغي أن يحبّ امرأته كما أحبّ المسيح الكنيسة أي حتّى الموت». ويستدرك مباشرةً «ولكنّي قلّما وجدتُ رجلًا يقرأ هذا الجزء من النصّ الإلهيّ» إذ «يكتفي الرجل بطلب الطاعة من امرأته»! لذلك، تراه يحضّ الشريكين على طلب الوحدة الزوجيّة، مع إقراره «لا يزول الواحد بالآخر ولكنّهما يتكوّنان معًا في وحدة العائلة». والأولاد، كذلك لا ينمون «إلاَّ إذا رأوا والديهما يسلُكان في احترام كامل أحدهما للآخر فتقوى مودّة البنين والبنات لوالديهم معًا إذ يرون التكامل بينهم».

لذلك، هو يُشجّع الزوج على قبول زوجته ويوجّهه قائلًا «أنتَ تُرحّب بقوّة زوجتك وذكائها وتكمّله بذكائك. ليس في هذا ذوبان. هذه مواجهة وهي تعني، في اللغة، أن يكون الوجه إلى الوجه أي الكيان الداخليّ إلى الكيان الداخليّ». ولا يُخفي المطران جورج (خضر) خيبته من استفحال مشكلة العُنف المنزليّ، ويترجّى جهارًا «حُلمي أن يفهم صاحب العضلات الأقوى أنّ الآخر قد يكون أعظم منه روحيًّا وثقافةً وأنّه كما يُعطي يأخُذ».

ثمّ يُبدي قلق الراعي المحبّ، من ظاهرة تفكّك العائلة ملاحظًا أنّ «العائلة تنفرط. الأزواج ضعُفت أمانتهم أم أنّهم يُهملون العناية بالأولاد أو الاثنين معًا من دون الالتفات إلى الواقع». ويعزو ذلك إلى عدم فهم أُسس الزواج المسيحيّ، لأنّ «الزواج قائم على العهد، على رباط فيه تعقّل أي حياة روحيّة مع من تتعهّدهم بالإخلاص أي برباط روحيّ يتجاوز مجرّد العاطفة التلقائيّة».

أمر الله بمحبّة القريب، و«على هذا النحو أمركَ الربّ بحبّ العائلة». لكنّه يستدرك أنّ الله يعرف «أنّنا في العائلة نُحبّ أو لا نُحبّ لأنّ هناك محبّات تموت وكلّها تضعف لأنّ الحبّ الطبيعيّ ليس فيه زخم إلى الأبد»، فيخلُص إلى أنّ «استمرار العائلة إذًا واجبٌ إن بَدأتها، لأنّك لا تستطيع أن تكبّ الناس بعد أن عاهدتهم». لذلك، يلاحظ أنّ كلّ العائلات تموت لو نحن اعتقدنا أنّ العائلة تقوم أساسًا على الحبّ. بالمقابل، هو يرى أنّها «تقوم على إرادة المحبّة أي على اعتبارها واجبًا إلهيًّا». فيعود إلى صياغة موقع العائلة في المسيحيّة بعيدًا عن الإسقاطات الشعبيّة واللاهوتيةّ الغريبة عن الكتاب المقدّس، فيؤكّد أنّ «العائلة هي في اتّحاد الرجل والمرأة وتعايشهما بالودّ والتعاون وجهد الاستمرار، في وجه الآلام والصعاب والتطلّع إلى الملكوت الذي فيه كمال محبّتهما ضمن الحضن الإلهيّ لهما».

يرفض المطران جورج (خضر) مقولة أنّ الكنيسة مؤلّفة من عائلات، لأنّ «الرحم الذي تولد منه هو جرن المعموديّة وكلّ رحم أخرى إلى تراب». الكنيسة إذًا، «مؤلّفة من أشخاص والشخص كائن كامل. فسيَّان عندها العازب والمتزوّج». لذلك، فالعائلة مجتمع ينمو فيه الأشخاص. والعائلة مكان للنموّ الشخصيّ وليس لاندماج الأشخاص، «المهمّ أن تفهم، تزوّجت أم لم تتزوّج، أنّك من عائلة الله».

ولأنّ «الزواج عالم المعقول ولذلك لا يسوغ أن يكون مرتبطًا حصرًا بالعاطفة. ودون العاطفة الجمال». لذلك، يبقى المحكّ عبر اختبار الزمان وامتحان ثبات العائلة في الإيمان في وجه تحدّيات العالم، لأنّ «العائلة مشروع صعب، بناية متعدّدة العناصر. الحبّ عند تكوينها زخمُها الكبير. أمّا استمرارها بأقلّ ما يُمكن من المصاعب فمُرتبط بمعقوليَّتها التي تؤلّفها عناصر تدعم الحبّ الأوّل أو تجرحه».

تبقى العائلة، في وجدان المطران جورج، «مكانًا تربويًّا» يريد له «أن يُيسّر لنا الخلاص»، ومكانًا «له أن يصير شيئًا عظيمًا»، لو تذوّقنا فيه بنوّتنا لله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: كيف نعيش الفضائل؟

التلميذ: كيف نفهم قول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: «اخجلْ عندما تخطأ، ولا تخجل عندما تتوب، فالخطيئة هي الجرح، والتوبة هي العلاج»؟

المرشد: الخطيئة يتبعها الخجل، وأمّا التوبة فتتبعها الجرأة، أي الإقدام في الجهاد الروحيّ بتواضع على التحرّر من الخطيئة، بالاتّكال على نعمة الله. لكنّ الشيطان عكس هذا الترتيب: فيعطي جرأةً في الخطيئة، وخجلًا من التوبة، وهو تاليًا يريد أن يبقينا في خطيئتنا فنعتاد ممارستها ونستمرّ في ارتكابها، بحيث تتولّد لدينا القناعة بعدم قدرتنا على التغلّب عليها.

التلميذ: هل يساعدنا الصوم على هذا الجهاد؟

المرشد: كثيرًا ما تحدّث الذهبيّ الفمّ عن الصوم كاستعداد روحيّ للعيد يهيّئ الإنسانَ للتمتّع بالشركة في الأسرار المقدّسة. وهو يوصي: «ليتأمّل كلّ منّا في نهاية الصوم أيّ أخطاء أصلحها؟ أيّ خطايا تخلّص منها؟ أيّ وصمات تطهّر منها؟ وليعرف إلى أيّ حال أفضل بلغ؟ بهذا يكتشف المؤمن خلال سيرته الصالحة ما انتفع به من الصوم مدركًا في داخله أنّه اعتنى بجراحاته.

التلميذ: هل من مرآة روحيّة نفحص بها ذواتنا؟

المرشد: يتساءل الذهبيّ الفم: «ما الفائدة إذا اجتزنا الصوم من دون أعمال صالحة؟ فإذا سمعتَ أحدًا يقول إنّه صام الصوم كلّه، فقلْ له: هل كان لك عدو فسالمتَه؟ وهل كنتَ معتادًا على النميمة فتركتَ هذه العادة؟ أو كنتَ تهزأ بالآخرين، فهل أهملتَ هذه العادة الذميمة أيضًا؟». هذه هي المرآة الروحيّة العمليّة التي بها نقيس أنفسنا على كلام الإنجيل، بحيث ننتفع في جهادنا، في الصلاة والصوم، في تركنا العادات الذميمة واكتسابنا الفضائل الحميدة.

التلميذ: ألا يحتاج هذا الجهاد إلى حكمة كبيرة؟

المرشد: إرشادات هذا القدّيس تكسب النفس حكمة الإنجيل، بحيث يعلّمها كيف يجني كلّ منه الفائدة من عمله الروحيّ فلا يبقى بلا ثمر أو على حاله. هو نفسه يشير إلى هذه الحكمة بقوله: «ليست الفائدة للملاحين في اجتيازهم المسافات الكبيرة في البحار فقط، بل في اجتيازهم إيّاها مع الأحمال الثقيلة والبضائع الكثيرة. كذلك نحن لا فائدة لنا من الصيام إن اجتزناه سُدى بدون تأمّل». بالطبع هو يقصد أن نتأمّل في كلمة الله ونعكسها كمرآة روحيّة على واقعنا لكي نعمل على تغييره إلى نور الإنجيل.

 

الصوم

للقدّيس باسيليوس الكبير

بدأ الصوم في الفردوس عندما قال الربّ لآدم: «لا تأكل من شجرة الخير والشرّ». طُرد أبوانا الأوّلان من الفردوس بسبب عدم الصوم. فالصوم، إذًا، هو الذي به ندخل الملكوت. لا ترتجف ولا تخف من الصوم. ألا يحتاج جسدك إلى دواء؟ كذلك نفسك هي بحاجة أحيانًا كثيرة إلى دواء... الامتناع عن الأكل فقط هو حطّ لكرامة الصوم. المطلوب في الصوم ليس الامتناع بواسطة الفم، بل بواسطة العيون والآذان والأيدي وكلّ الجسم. نصوم بالأيدي بالطهارة والابتعاد عن السرقة، وبالأرجل بالابتعاد عن المشاهد المحرّمة، وبالعيون بالامتناع عن النظر إلى أيّ شيء يغري... الصوم الحقيقيّ هو الامتناع عن كلّ رذيلة، وهو مغفرة كلّ إساءة للقريب، هو ترك الديون للمحتاجين.

 

قبرص

توفّي رئيس أساقفة قبرص المتروبوليت خريسوستوموس الثاني، يوم الاثنين الواقع فيه ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٢، عن عمر ناهز ٨١ عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

ولد المتروبوليت خريسوستوموس الثاني السنة ١٩٤١ في قرية تالا - بافوس. بعد دراسة اللاهوت في جامعة أثينا، أصبح رئيسًا للدير، ثمّ أسقفًا متروبوليتًا لبافوس، حيث أعاد ترميم أماكن العبادة القديمة وأسّس كنائس جديدة.

انتُخب رئيس أساقفة قبرص في تشرين الثاني ٢٠٠٦، وكرّس نفسه للنموّ الروحيّ والأخلاقيّ لرجال الدين، وأنشأ مدرسة اللاهوت في كنيسة قبرص.

Last Updated on Friday, 11 November 2022 16:31