ocaml1.gif
رعيتي العدد ١٦: من الولادة الأولى إلى الولادة الثانية فإلى راحة السبت Print
Written by Administrator   
Sunday, 16 April 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ١٦: من الولادة الأولى إلى الولادة الثانية فإلى راحة السبت
الأحد ١٦ نيسان ٢٠٢٣ العدد ١٦ 

أحد القيامة

 

كلمة الراعي

من الولادة الأولى إلى الولادة الثانية
فإلى راحة السبت

رعيتي العدد ١٦: من الولادة الأولى إلى الولادة الثانية فإلى راحة السبتأوّل عبور عاشه الإنسان كان من العدم إلى الوجود. فالكائن، الله، خلقه من العدم وأعطاه الكينونة، وهذا حصل عندما جبله من تراب الأرض ونفخ فيه من روحه. هكذا يتشارك الناس في الطبيعة البشريّة التي أتت إلى الوجود، وتميّز الإنسان عن جميع المخلوقات بكونه مخلوقًا على صورة الله، ومدعوًّا إلى أن يصير على مثاله.

أمّا العبور الثاني فصار بيسوع المسيح. بالتجسّد، أتحد ابنُ الله الطبيعةَ البشريّة بالطبيعة الإلهيّة وقدّسها. وبجلوسه عن يمين الآب في الأعالي، مجّدها وأعطاها حياته الأبديّة، ما خلا صفة كونه الخالق. بقي المخلوقُ مخلوقًا، لكنّه صار في شركة مع خالقه.

يشترك الإنسان في العبور الأوّل عبر الولادة الجسديّة. أمّا اشتراكه في العبور الثاني فيتمّ عبر الولادة التي تتمّ بالإيمان، والتي تتجسّد في جرن المعموديّة بموته مع المسيح وقيامته معه، ثمّ بمسحه بالروح القدس في سرّ الميرون، وأخيرًا، باتّحاده بالمسيح بتناوله جسده ودمه الكريمَين.

لا يشكّل العبور الأوّل أو الثاني هدفًا بحدّ ذاتهما، بل انتقال الإنسان من حالة العبور إلى حالة الاستقرار والثبات والإقامة. فالعبور مدخلنا إلى شركتنا مع الله منذ آمنّا به، وثباتنا في هذه الشركة، أو مسعانا في هذا الاتّجاه، إنّـما يتمّ بالتوبة وبالتقديس. حريّ بنا، بنعمة الله، أن نختبر المعنى الكامن في قول الربّ: «إنْ أحبّني أحد يحفظْ كلامي، ويحبّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا» (يوحنّا ١٤: ٢٣). فتستحيل ساعتها ترابيّتنا مكانًا لحضور الله وشركتنا به.

هذا كلّه ممكن فقط بالإيمان. فالوجود إلى زوال، ولكن أُعطي لنا أن نتجاوز الزوال بالإيمان. فالإيمان يفتح لنا الطاقة نحو «المستقبل»، مستقبل لا زوال فيه ولا موت ولا فساد. الإيمان بيسوع، غالب الموت، يعطينا أن نختبر هذه الإمكانيّة، ويجعلنا نستشرف ما هو أبعد من الموت، أي مستقبلًا لنا بعد الموت. هلّا تأمّلنا بقول يسوع: «مَن آمن بي وإن مات فسيحيا» (يوحنّا ١١: ٢٥) وأخذناه بالاعتبار، تأسيسًا على إعلانه القاطع: «السماء والأرض تزولان لكنّ كلامي لا يزول» (متّى ٢٤: ٣٥)؟ بهذا نجد أنفسنا في «الطريق»، أي الطريق الذي يشقّه يسوع لنا بكلامه وموته وقيامته، والمؤدّي إلى «الحياة»، أي الحياة الظافرة التي في يسوع، على أساس شركتنا في «الحقّ»، أي الحقّ الذي أعلنه لنا يسوع في بشراه الإنجيليّة. نعم، يسوع «هو الطريق والحقّ والحياة»، على ضوء تأكيده بأن «ليس أحد يأتي إلى الآب إلّا بي» (يوحنّا ١٤: ٦).

في القيامة، يطالعنا الإنجيل بكلّ هذه الحقيقة بإيجاز وإعجاز. فيسوع هو «كلمة الله» والذي «صار جسدًا وحلّ بيننا»، والذي «به كان كلّ شيء»، فهو «الحياة» و»النور الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم»، وهو «جاء إلى خاصّته» لكي يعطي «كلّ الذين قبلوه أن يصيروا أولاد الله»، مميِّزًا بين الولادة التي هي حصيلة «مشيئة رجل»، وتلك التي هي «من الله» (يوحنّا ١: ١؛ ٢؛ ٩؛ ١٢؛ ١٣ و١٤). فـمَن تُراه أهلًا لكلّ هذا الكشف سوى «المؤمنون باسمه»، على حدّ قول الإنجيليّ يوحنّا.

فأمام رهبة الموت الذي انكسرت شوكته، وأمام عظمة الكون الذي يؤول إلى اضمحلال، ينكشف لنا ما هو أعظم. إنّه يسوع في مجده، ومعه المؤمنون به، مجدٍ اعتلن لنا بالصليب حيث مجّد يسوعُ أباه، ومجدٍ انسكب على الكنيسة في العنصرة، ومجدٍ استقرّ على الذين بلغوا «النعمة والحقّ» اللذَين «صارا بيسوع المسيح»، وشاركوه أترابهم بأن قدّموا ذواتهم ذبيحة مقبولة في إيمان وتوبة وخدمة وتربية وشهادة والتزام وصلاة، شهودًا للنور «لكي يؤمن الكلّ بواسطتهم» (يوحنّا ١: ١٧ و٧).

هذا هو مسار استقرارنا المبارك، وثباتنا في راحة السبت، وقيامتنا على ضوء قيامة المسيح. هذا هو ثمر إيمان حقيقيّ، غير مبهَم، إيمان ببشرى يسوع والذي «من ملئه أخذنا»، فاستحال العبور الأوّل مدخلًا إلى العبور الثاني، ومنه إلى الاستقرار، فكان الوجود بحدّ ذاته «نعمة»، لأنّ «العالم بيسوع كُوّن»، وبات حسن الوجود «نعمة» لأنّ يسوع أعطى المؤمنين به «سلطانًا» أن يكونوا أبناء أبيه السماويّ، أي أعطاهم «نعمة فوق نعمة» (يوحنّا ١: ١٠ و١٦).

هكذا يتحقّق وعد يسوع بأنّه أتى لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل (يوحنّا ١٠: ١٠). هلّا اشتركنا إذًا في مائدة الفصح هذه بإيمان؟ ها الملء الذي يأتينا من الله وهو يغلب فينا كلّ كسل وخوف وضلال وخطيئة وعثرة، وهو يجذبنا إليه علّنا لنمتدّ به، بالمحبّة الباذلة، في الخدمة والصلاة، نحو قريبنا. هلّا أنشدنا معًا ما هو مبدأ كلّ هذه الخيرات: «المسيح قام»؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١: ١-٨

إنّي قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلّم بها، إلى اليوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم أيضًا نفسَه حيًّا بعد تألّمه ببراهين كثيرة وهو يتراءى لهم مدّة أربعين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم بألاّ تبرحوا من أورشليم بل انتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني، فإنّ يوحنّا عمّد بالماء وأمّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيّام بكثير. فسأله المجتمعون قائلين: يا ربّ أفي هذا الزمان تردّ الـمُلْك إلى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة أو الأوقات التي جعلها الآب في سلطانه، لكنّكم ستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي جميع اليهوديّة والسامرة وإلى أقصى الأرض.

 

الإنجيل: يوحنّا ١: ١-١٧

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الله. كلٌّ به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ ممّا كوِّن. به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنورُ في الظلمة يضيء والظلمة لم تُدركه. كان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنّا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمنَ الكلُّ بواسطته. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور. كان النورُ الحقيقيّ الذي ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم. في العالم كان، والعالم به كُوِّن، والعالم لم يعرفه. إلى خاصّته أتى وخاصّته لم تقبله، فأمّا كلّ الذين قبِلوه فأَعطاهم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمه، الذين لا من دمٍ ولا من مشيئة لحمٍ ولا من مشيئة رجلٍ لكن من الله وُلدوا. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملوءًا نعمة وحقًّا. ويوحنّا شهد له وصرخ قائلًا: هذا هو الذي قلتُ عنه إنّ الذي يأتي بعدي صار قبْلي لأنّه مُتقدِّمي، ومن مِلئه نحن كُلّنا أخذنا، ونعمةً عوض نعمة، لأنّ الناموس بموسى أُعطي، وأمّا النعمة والحقّ فبيسوع المسيح حصلا.

 

القيامة وما ضدّها

ما القيامة فينا، ماذا لنا منها؟ يقول بولس ستكون قيامة للأموات بسبب من انبعاث السيّد. «فإذا كان الأموات لا يقومون، فالمسيح لم يقم أيضًا» (١كورنثوس ١٥: ١٦). متى يحصل هذا؟ يجيب الرسول عند المجيء أو الحضور الثاني. ما يتبسّط به بولس نفسه إذا تكلّم في الرسالة إلى أهل رومية على المعموديّة هو أنّنا «دفنّا معه في موته بالمعموديّة لنحيا نحن أيضًا حياة جديدة». ما هو أوضح وأقول قوله في الرسالة إلى أهل كولوسي: «مدفونين معه في المعموديّة التي فيها أُقمتم أيضًا» (٢: ١٢). معنى ذلك أنّ قيامة السيّد تتساقط علينا برًّا وقداسة هنا. لكنّه يوضح أنّ هذه الحياة الجديدة لا تأخذ كلّ مداها إلّا في القيامة الأخيرة ويتحدّث عنها بلغة المستقبل. غير أنّ بولس يقدّم في هذا النصّ إلى أهل رومية جدليّة الحاضر والآتي إذ يعود ليقول إنّكم الآن «أحياء لله في يسوع المسيح» (٦: ١١). وهنا يعلّم الإنجيل الرابع: «الحياة الأبديّة هي أن يعرفوك أنت الإله الحقّ وحدك ويعرفوا الذي أرسلته يسوع المسيح» (يوحنّا ١٧: ٣).

ويوحنّا مع قبوله الواضح بالقيامة الأخيرة يأتينا بحوار مذهل للسيّد مع مرتا أخت لعازر بعدما مات هذا. تقول له: «يا ربّ، لو كنت ههنا لما مات أخي... فقال لها يسوع: سيقوم أخوك». ظنّت أنّه يتكلّم على القيامة في اليوم الأخير. إذ ذاك، صدعها يسوع بقوله: «أنا القيامة والحياة». وكأنّه يقول: ليست القيامة الأخيريّة ما أنا متكّلم عليه بل أنا، في شخصي، في ذاتي، قيامتك الآن وقيامة أحبّائي. أنا الحياة الكاملة. أمّا القيامة الأخيريّة فمن باب أنّها كشف لهذه الحياة الكاملة التي ينالها المؤمن. إنّه «لن يموت للأبد». 

«سرّ الإثم» كامن في أنّ الله لا يغتصبنا اغتصابًا وأنّه يدعونا دعوة وأنّه ينتظر في حنان أن يعود الابن الشاطر. غير أنّ هذا الضالّ عاد بعدما تذكّر النعم التي كان ينعم بها في دار أبيه. إنّ الله في المسيح قال للإنسان إنّه محبوب وإنّه لم يبق تحت شريعة هي فوقه كالسيف المسلّط وإنّه قادر في كلّ حين على أن يقوم من موته الروحيّ لأنّ المحبّة تكلّمت وبدت. الوضع البشريّ صار وضع رجاء لكنّ الرجاء راسخ في الإيمان الذي ظهر. والرجاء ليس صنع خيال كالآمال البشريّة التي تتحقّق أو لا تتحقّق. إنّه قائم على الوعد الإلهيّ بتفعيل الخلاص الذي تمّ دفعة واحدة. المسيح خبز سماويّ أو مائدة موضوعة وأنت تقبل إليها أو لا تقبل. أنت تغتذي لأنّ الطعام الإلهيّ مقدّم إليك ولا تستطيع أنت أن تأتي بهذا الطعام كما لا تقدر على أن تأكل منه إن ابتعدت عن المائدة. لقد نزلت عليك القيامة وأحدثت ما أرادته لك حرّيّتك أن تحدث فيك، في أنّ الله أحبّك حتّى بذل حياة ابنه. المأساة هي في أنّك لست تريد فعلًا أن تدخل في سرّ الحبّ وأنّك لم تؤمن حقًّا بأنّه ينبغي أن تلقى هذه النعمة بالطاعة. لا يعرف أحد منّا لماذا تنقضّ عليه الخطيئة. كيف تأتي، من أين تأتي بعدما ارتضى الله وتعهّده. المأساة ليست في أنّ الله لا يغمرك ولكنّها في كونك لا تتمنّى أنت هذا الضمّ. نزل الخلاص كاملًا من حيث إنّه هبة وأنت فعلًا رافض الهبة. لذلك يأتي الموت عطاء إلهيًّا أخيرًا. إنّه يضع حدًّا للمعصية ويضع حدًّا للضعف «فيمسح الله من عينيك كلّ دمعة» ويهبك سلام الرقاد في المسيح، وما كان فصحيًّا فيك يجمعه إلى حبّه ولا يعود يرى إلى الترابيّة التي آثرتها أنت على النور. ولا يفنى كلّ شيء فيك والأنوار التي اصطبغت بها هنا بفضل الفصح الأوّل يجعلها الله أمام عينيه ويسقط عنك الظلام الذي اشتهيت أن ترتديه. وتجيء، إذ ذاك، ليس من هذا الخزف الذي تكسّر فيك كثيرًا ولكن من عطر المسيح الذي أودعه الخزف، وكما حملت صورة الإنسان الأرضيّ ستحمل صورة المسيح الجالس فوق. ستقوم غير فاسد وغير وارث للفناء الذي استلذذته كثيرًا. سترث المعموديّة التي أهملتها، في ملكوت القيامة. هناك خيط ذهبيّ امتدّ من قيامته إليك ولم ترد أن تراه هنا لكنّ السيّد سيرفع عن عينيك الغشاوة في اليوم الأخير. إذ ذاك تنتقل من مجد إلى مجد وتسير في المسيح ظافرًا وينكشف لك الحقّ كاملًا.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

سرّ نزول المخلّص إلى الجحيم

التلميذ: كيف نفهم سرّ موت المسيح بالجسد؟

المرشد: يظهر المسيح في حياته كما في موته، إنّه إنسان تامٌ حقيقيٌ. كان موته كموت سائر البشر بانفصال النفس عن الجسد ولكن بفارق واحد: وإن انفصلت النفس عن الجسد إلّا أنّ كلَيهما بقي متّحدًّا أقنوميًّا بألوهته، فإنّ الألوهة لم تفترق عن جسد المسيح في القبر ولا عن نفسه في الجحيم. عبّرت الكنيسة عن هذه الحقيقة في صلاتها: «لقد كنتَ في القبر بالجسد، وفي الجحيم بالروح، وفي الفردوس مع اللصّ، وعلى العرش مع الآب والروح، أيّها المسيح المنزّه عن أن يكون محصورًا».

التلميذ: ماذا تقصد بوجود نفسه في الجحيم؟

المرشد: يرى البعض في رواية متّى الإنجيليّ (٢٧: ٥١-٥٣) للأحداث التي رافقت صلب المخلّص وصفًا دراميًّا لنـزول المخلص إلى الجحيم، ثمّ يتحدّث عن وقوع زلزال (٢٨: ٢)، كأنّه يربط بين موت المسيح وقيامته. ربّ قائل إنّ نـزول المخلص إلى الجحيم بعد موته على الصليب، وهو مثوى نفوس كلّ الذين عاشوا وماتوا قبل مجيئه إلى العالم، كان عملًا طبيعيًّا ضروريًّا ومنطقيًّا. فنـزوله إلى الجحيم والبشارة التي تمّت هناك يشكّلان جزءًا لا يتجزّأ من التدبير الخلاصيّ للجنس البشريّ. 

التلميذ: ما هي نتائج البشارة التي أعلنها للأموات؟

المرشد: أرفق المسيح نـزوله إلى الجحيم ببشارة الإنجيل الذي كرز به على الأرض. فالإنجيل والخلاص هو نفسه لكلّ الناس، الذين على الأرض والذين في الجحيم، على حدّ تعبير بطرس الرسول. بشّر المسيح بنفس من دون جسده النفوسَ (في الجحيم) من دون أجساد. لم تكن روح المخلّص لتختلف عن نفوس البشر في الجحيم سوى باتّحادها بألوهته. أمّا كيف تمّ التواصل بين روح المخلّص وأرواح الموتى فأمر نجهله. ما من شكّ في أنّه بغياب وساطة الجسد، كانت النفوس تتمتّع بحسّ تواصل أسرع وأكثر شفافيّة ممّا وهي في الجسد. فإذا كانت الكرازة على الأرض استغرقت ثلاث سنوات، ففي الجحيم لم يلزم أكثر من ثلاثة أيّام.

التلميذ: وما الواقع الجديد الذي فرضه المخلّص؟

المرشد: ما من شكّ في أنّ النفوس في الجحيم كانت حرّة في الاستجابة لكرازة المخلّص، سلبًا أم إيجابًا، بالرفض أو بالموافقة. فلو أنّ النفوس في الجحيم كانت محرومة من إمكانيّة الاختيار فما معنى نـزول المخلّص إليها وكرازته فيها، طالما أنّ النتيجة لا ترتبط باختيار إنسانيّ، ولكن بالإكراه؟ يقول يوحنّا الذهبيّ الفم في عظة يوم الجمعة العظيم: «اليوم جال المخلّص في كلّ أرجاء الجحيم، اليوم خلع الأبواب النحاسيّة وحطّم أقفاله الحديديّة (أشعياء ٤٥: ٢). كم من الدقّة في الوصف! لم يقل «قد فتح الأبواب»، بل خلعها، ليؤكّد أنّه جعل أبوابها عديمة الاستعمال ثانية، ولم يقلْ «سحب الأقفال» بل حطّمها، ليؤكّد أنّ حراسة المكان باتت غير ممكنة. فهل من الممكن اعتقال أحدهم في سجن من دون أبواب، أو خلف أبواب بغير أقفال؟ وإذا كان المسيح هو مَن خرّبها، فمَن يستطيع أن يصلحها؟ فالمقصود هنا أنّه وضع حدًّا للموت. فالأبواب النحاسيّة صورة عن صلابة الموت وقساوته. وأمّا الآن وقد أشرق النور في الجحيم، غدت الجحيم سماءً».

 

دير سيّدة النوريّة

مكتبة وقاعة المطران جورج خضر

يوم الأحد الواقع فيه ٢٦ آذار ٢٠٢٣، بارك راعي الأبرشيّة مكتبة وقاعة صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس خضر في دير سيّدة النوريّة - حامات، بمشاركة رئيس الدير قدس الأرشمندريت جورج صافيتي، وتمّ نضح المكان بالماء المقدّس. وحضر عدد من الآباء الكهنة وأبناء رعايا المنطقة وأعضاء مركز البترون في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.

بهمّة رئيس الدير ومساعيه، تمّ بناء القاعة والمكتبة - والتي تحمل اسم «مكتبة المطران جورج خضر» - في بناء ملاصق للدير، وهي تحوي قسمًا كبيرًا من مكتبة المطران جورج التي استخدمها خلال عقود خدمته الرسوليّة، بالإضافة إلى مكتبة رئيس الدير، كما تمّت عمليّة أرشفة الكتب بشكل علميّ.

وعبّر المطران سلوان عن شكره وامتنانه لقدس الأرشمندريت جورج صافيتي للمبادرة التي قام بها والأتعاب التي تكبّدها من أجل أن يبزغ المشروع إلى النور.

Last Updated on Tuesday, 11 April 2023 21:52