ocaml1.gif
رعيتي العدد ٢٠: حاملةُ المسيحِ ينبوعِ الحياة Print
Written by Administrator   
Sunday, 14 May 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٠: حاملةُ المسيحِ ينبوعِ الحياة
الأحد ١٤ أيّار ٢٠٢٣ العدد ٢٠  

أحد السامريّة

اللحن ٤ - الإيوثينا ٧

 

كلمة الراعي

حاملةُ المسيحِ ينبوعِ الحياة

رعيتي العدد ٢٠: حاملةُ المسيحِ ينبوعِ الحياة في حواره مع المرأة السامريّة نقلنا يسوع إلى أكثر من صعيد في حركة تجاوز ونهوض مستمرّة، لا بل قلْ قيامة، والتي تتمثّل بالعناصر التالية:

أوّلًا، بأن نتجاوز الخصومة القائمة- وإن كانت هنا بين اليهود والسامريّين، أو بين رجل وامرأة-، إلى لقاء، فحوار، فانكشاف، فانفتاح، فاعتراف، فمصالحة، فانطلاق، فبشارة، فشكران. هذه هي المراحل التي استبانت لنا عبر خبرة السامريّة المتعدّدة الوجوه (يوحنّا ٤: ٩، ١٥، ١٧، ٢٠ و٣٩).

ثانيًا، بأن نتجاوز الحاجة المادّيّة إلى الحاجة الروحيّة. كشف يسوع عن حاجته إلى ماء ليشرب، فكانت طريقته حتّى ينقل السامريّة إلى أن تطلب أكثر مـمّا اعتادت أن تفعل، أن تذهب إلى عمق عطيّة الله لذاته (يوحنّا ٤: ١٠). هكذا بادل يسوعُ ماء بماء، واستبدل ببوصلة الحاجة إلى خبرة الارتواء الدائم بوصلة الحاجة إلى الارتواء المؤقّت، وحوّل هذه الخبرة من قطرة ماء إلى نبع يفيض على الدوام بحيث تتكرّر الخبرة عينها مع سواه.

ثالثًا، بأن نتجاوز شخصيّة المانح العطايا المادّيّة- أي البئر - لليهود لسقاية الناس والماشية وحيث التقى يسوع بالسامريّة، إلى شخصيّة المانح ذاتَه لنا، الذي صارعه يعقوب وأخذ بركته، بحيث تصير خبرة يعقوب هي خبرة كلّ منّا، سواء في البركة التي أخذها أو تلك التي يعطيها، الأمر الذي دلّت عليه صورة الماء والنبع (يوحنّا ٤: ١٤).

رابعًا، بأن نتجاوز قشور معرفتنا لذواتنا، صورة ارتداء «أوراق التين» كما فعل الجدّان الأوّلان، آدم وحوّاء، للانتقال منها إلى معرفة الذات في عريها وعلى حقيقتها، والتي يكشفها لنا وقوفنا في حضرة الله ونور وصاياه، فتصير معرفتنا لذواتنا على حقيقتها مبدأ معرفتنا لله على حقيقته، فتصير هذه المعرفة رداءنا الحقيقيّ، بفعل ما تعنيه من نموّ في عشرة له وخبرة معه وشركة به. أَوَليس، على هذا النحو، تصير صلاتنا وخدمتنا وشهادتنا نبعًا يثرينا ويغنينا ويحيينا ويفيض بشكل طبيعيّ على سوانا؟

خامسًا، بأن نتجاوز، في عبادتنا، الظلّ والرموز لنبلغ إلى الحقيقة التي يعلنها يسوع. فهو وضع السامريّة أمام أبيه السماويّ وعبادتها إيّاه «بالروح والحقّ» (يوحنّا ٤: ٢٣)، عبادة قاد يسوعُ السامريّةَ إليها عبر الصعد الأربعة السابق ذكرها. كيف للمخلوق أن ينحني للخالق، شاكرًا إيّاه ومسلِّمًا ذاته إليه ومسبّحًا إيّاه، إن لم يسلك أوّلًا طريق المصالحة عبر معرفة الذات ومعرفة الإله الحقيقيّ والدخول معه في «عراك» يعرّينا من لباسنا القديم لنبلس الرداء الجديد بحصولنا على بركته؟ بهذا يكون دخولنا إلى حضرته وعبادتنا له بالروح والحقّ.

في هذا كلّه يكمن الكشف الأخير، أي يسوع نفسه، الذي لا يدين بل أتى ليخلِّص، والذي يعطي مَن هم تحت الدينونة أن يتعلّموا أن يتجاوزوها بأن يصيروا على شبهه، لابسين إيّاه، وكاشفين حقيقته لأترابهم، ومنطلقين على غراره في تحقيق مشيئة أبيه السماويّ. هذه هي «حاجته» الدفينة، كما قال لتلاميذه، فهو له طعام ليس يعرفونه، أي أن يصنع مشيئة أبيه ويتمّ العمل الذي أرسله من أجله (يوحنّا ٤: ٣٢ و٣٤). ولقد أودع هذه الحاجة في قلب هذه السامريّة فتمثّلت به وانطلقت إلى أترابها تعلن لهم المسيح. بات هو الماء الذي تحمله، فاستحالت نبع ماء ينبع إلى حياة أبديّة لأنّها حاملة جرّتها الجديدة، أي المسيح نفسه، ترتوي منه وتسقيه إلى العطشى. بهذا تحقّق فيها قول يسوع: «الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة» (يوحنّا ٤: ١٤).

وضع يسوع في قلب السامريّة الحاجة الحقيقيّة لكي تسأل عنها فتُعطى لها، وتطلبها بجدّ فتجدها، وتقرع باب الله الموصَد أمامها فيفتحه لها ويعطيها ذاته، على غرار ما فعل في القيامة، حينما أعطى يسوع ذاته حيًّا لتلاميذه. هذا هو طريق قيامتنا. هلّا اختبرناها وانتقلنا من الموت إلى الحياة؟ هلّا ربّينا على أساسها وشهدنا لها وشاركناها؟ هلّا صار إلتآم الجماعة في سرّ الشكر البئر الذي تلتقي عنده مخلّصَها فتستقي منه ماء الحياة الأبديّة وتعيش منه وتسقي بشهادتها سواها؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١١: ١٩-٣٠

في تلك الأيّام لـمّا تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب إستفانُس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدًا بالكلمة إلّا اليهود فقط. ولكنّ قومًا منهم كانوا قبرسيّين وقيروانيّين. فهؤلاء لـمّا دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيّين مبشّرين بالربّ يسوع. وكانت يد الربّ معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الربّ. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلمّا أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الربّ بعزيمة القلب، لأنّه كان رجلًا صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الربّ جمعٌ كثير. ثمّ خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولـمّا وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معًا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعًا كثيرًا، ودُعي التلاميذ مسيحيّيـن في أنطاكية أوّلًا. وفي تلك الأيّام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيّام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكلّ واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

 

الإنجيل: يوحنّا ٤: ٥-٤٢

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب- فإنّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا- فقالت له المرأة السامريّة: كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامريّة، واليهود لا يُخالطون السامريّين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا. قالت له المرأة: يا سيّد إنّه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعـظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، وأمّا من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة. فقالت له المرأة: يا سيّد أَعطني هذا الماء كيلا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلَك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنّه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أحسنتِ بقولك إنّه لا رجل لي. فإنّه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلته بالصدق. قالت له المرأة: يا سيّد أرى أنّك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأنّ الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ، لأنّ الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكلّ شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلّم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنّه يتكلّم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلّم معها. فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلّم كلْ. فقال لهم: إنّ لي طعامًا لآكُل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدًا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إنّ طعامي أن أعمل مشيئة الذي أَرسلني وأُتمّم عمله. ألستم تقولون أنتم إنّه يكون أربعة أشهر ثمّ يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى المَزارع إنّها قد ابيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبديّة لكي يفرح الزارع والحاصد معًا. ففي هذا يَصدُق القول إنّ واحدًا يزرع وآخر يحصد. إنّي أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإنّ آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريّين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كلّ ما فعلتُ. ولـمّا أتى إليه السامريّون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدًّا مـن أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا من أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنّا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

 

المسيحيّ والقيامة

ماذا يعني لنا نحن المسيحيّين الإيمان بالقيامة، قيامة المسيح من بين الأموات؟ يقول بولس الرسول: «إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم» (١كورنثوس ١٥: ١٤). يبدو من هذا القول أنّ كلّ المسيحيّة، كلّ الإيمان المسيحيّ، متعلّق بحدث القيامة، بقبر المسيح الفارغ. وبذلك تكون بشارة الرسل، وشهادة الشهداء، وتعليم الآباء، وممارسة الأسرار، والصلاة والصوم، كلّها متعلّقة بقيامة السيّد من بين الأموات. هذا هو الحدث المؤسِّس، كما يسمّيه المؤرِّخون، وهو الحدث المركزيّ كما يخبرنا عنه اللاهوتيّون. وبعيدًا عن كلّ هذه التسميات، فإنّ قيامة المسيح هي حياتنا نحن المؤمنين.

لكنّنا نتساءل مرّة أخرى: ما الذي يعنيه هذا؟ كيف نعيش هذا الإيمان بالقيامة؟ وماذا يعني أنّنا «قياميّون»؟ أوّلاً، وقبل أيّ شيء آخر، هذا يعني أو يجب أن يعني أنّنا نعرف، ونعلم يقينًا، - كما نعلم أنّ «واحد زائد واحد يساوي دائمًا اثنين» -، بأنّ الموت، ليس نهاية بل هو مؤقّت، أي أنّ مدافننا سيأتي يوم وتصبح فارغة على مثال قبر السيّد في أورشليم، لأنّنا سنقوم كما قام المسيح من بين الأموات. وهذا الإيمان، هذه المعرفة جعلت تحدّي الموت ممكنًا. لذلك كان عدد المسيحيّين في تزايد رغم أنّ الأمبراطوريّة الرومانيّة، التي نشأت المسيحيّة في أطرافها، كانت تحارب المسيحيّة وتقتل المسيحيّين لثلاثة قرون تلت حدث القيامة. حاربت «روما»، بكلّ عظمتها، هذه الجماعة من تلاميذ المسيح الذين لم يصل عددهم إلى ألف. فأصدرت قرارًا يسمح بقتل كلّ مَن يُشتبه به بأنّه من أتباع يسوع الناصريّ. لكن في النهاية صارت روما مسيحيّة وصار أباطرتها مسيحيّين، ومنها حكم المسيحيّون العالم القديم.

لم ينتصر المسيحيّون على هذه الأمبراطوريّة، وعلى باقي الأمبراطوريّات لأنّهم حاربوها، ولم يعمّدوا الأمم بالقتال والحروب أو لأنّهم تفوّقوا عليهم بالقوّة أو لأنّهم اتّبعوا أساليب باقي الأمم والدول. انتصار المسيحيّين جاء فقط نتيجة إيمانهم بالقيامة. انتصروا لأنّهم اتّبعوا تعليم السيّد، الذي قَبِل الصليب حبًّا بالبشر. فكما أنّ المسيح مات من أجلنا، ومن أجل خلاصنا، كذلك استشهد المسيحيّون من أجل خلاص العالم. وكانت النتيجة أن أصبح العالم مسيحيًّا. ذلك بأنّ المسيحيّين في تبشيرهم وفي استشهادهم لم يعرفوا بين الناس «إلّا يسوع المسيح وإيّاه مصلوبًا» (١كورنثوس ٢: ٢). هذا معناه أنّهم في تعاطيهم مع الناس لم يُظهروا لهم سوى المسيح وتعليمه، ذلك بأنّهم لم يقبلوا في أنفسهم أحدًا سواه ولم يقبلوا تعليمًا غير تعليمه. فالسرّ في أن تعطي المسيح للعالم هو ألّا يكون فيك، في داخلك، في أعماق قلبك، أحد غير المسيح.

هذا ينقلنا إلى يومنا هذا. فهل نسير نحن اليوم على خطى آبائنا؟ هل ما يزال إيماننا حارًّا؟ ما الذي يراه الناس عندما ينظرون إلينا؟ هل يشاهدون فينا المسيح المصلوب، أم بيلاطس الصالب، أم قيافا الذي كان يطلب «شهود زور» ليميت المسيح؟

فالمؤمن بقيامة المسيح، عليه أن يتحوّل إلى مسيح، يعلّم بأعماله وبأقواله. أن يتميّز عن العالم، لأنّه ليس من العالم. أن يقدّم لمن حوله نموذجًا عمّا يعنيه أن يكون تلميذًا ليسوع الناصريّ المصلوب، والقائم من بين الأموات. ألّا يشابه العالم في خطيئته، أي في كراهيّته، وفي حسده، وانتفاخه، وتفاخره، وغضبه، وسوء ظنّه... بل أن يشابه المسيح في محبّته، ورفقه، وتواضعه، وصبره، واحتماله، وفي رجائه في أن يتوب جميع الناس، ويُقبلوا إلى معرفة الحقّ. هذه هي الشهادة المطلوبة من كلّ واحد منّا. هذه هي الشهادة التي ينتظرها المسيح ممَّن يقولون إنّهم مؤمنون به وبقيامته. قد تقودنا شهادة الكلمة والفعل إلى شهادة الدم، لكنّنا نعلم «أنّ لا تلميذ أفضل من معلّمه». أَلم يقلْ لنا السيّد إنّهم «سيضطهدونكم كما اضطهدوني، وإن حفظوا كلامي سيحفظون كلامكم» (يوحنّا ١٥: ٢٠).

وهنا نفهم تمامًا معنى كلام السيّد: «لا يستطيع أحد أن يعبد سيّدَين» (متّى ٦: ٢٤). فنحن علينا أن نختار، أن نعبد المسيح، ونتشبّه به، أو أن نعبد «العالم وشهواته»، ونتشبّه به.  فالعالم اليوم، كما كان وسيكون، يفرض علينا نمط حياة يغرقنا في مجاراته وتحقيق ملذّاته فيختنق فينا الإيمان، وتختنق كلمة الله المزروعة في قلوبنا (لوقا ٨: ١٤). ولكي نحفظ قلوبنا، علينا أن نحافظ على كلمة الله المزروعة فينا من أن تخالط تعاليم هذا العالم فتختنق. فحتّى لا يصبح يسوع وتعليمه «غريبًا» عن العالم، علينا نحن المؤمنين أن نتحوّل بدورنا إلى أناجيل حيّة تحفظ كلام يسوع وتحافظ عليه، وتنقله من جيل إلى جيل.

 

دير رقاد السيّدة - حماطوره

يوم السبت الواقع فيه ٢٩ نيسان ٢٠٢٣، ترأس راعي الأبرشيّة المطران سلوان خدمة صلاة السحر والقدّاس الإلهيّ في دير رقاد السيّدة في حماطوره. أثناء الخدمة، وبوضع يد سيادته، نال الراهب إفروسينوس نعمة الشموسيّة. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن يسوع الخادم لمشيئة الآب وكيف حقّقها وأعطانا به مثالًا يُحتذى لتحقيق كلّ خدمة نقوم بها.

 

العيد التأسيسيّ الـ ٣٤ لمركز جبل لبنان

يوم الاثنين الواقع فيه ١ أيّار ٢٠٢٣، احتفل مركز جبل لبنان في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة بعيد تأسيسه الـ٣٤ ببرنامج ابتدأ بالاحتفال بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل - الشويفات، ثمّ بمائدة محبّة، وتلته كلمات لعريف الاحتفال ولأسرة الجامعيّين ولرئيسة المركز الأخت ندى وازن صبحيّة، ولراعي الأبرشيّة بارك بها الاحتفال بكلمة شكر ذكّر فيها بتلمذتنا للمسيح وبالمنافسة الصحّيّة التي يطرحها علينا الإنجيل لنبلغ إلى الملكوت. بعدها توزّع المشاركون على أربع ورشات عمل حول شعار الاحتفال: «بالحركة ملتزمين... وبالرسالة مستمرّين».

Last Updated on Friday, 12 May 2023 17:12