ocaml1.gif
رعيتي العدد ٢١: مل الله فينا والانطلاق إلى نور قيامته Print
Written by Administrator   
Sunday, 21 May 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٢١: مل الله فينا والانطلاق إلى نور قيامته
الأحد ٢١ أيّار ٢٠٢٣ العدد ٢١ 

أحد الأعمى

القدّيسان قسطنطين وهيلانة المعادلا الرسل

اللحن ٥ - الإيوثينا ٨

 

كلمة الراعي

عمل الله فينا والانطلاق إلى نور قيامته

رعيتي العدد ٢١: مل الله فينا والانطلاق إلى نور قيامته ابتدأت علاقة الأعمى منذ مولده بيسوع حينما سمع السيّد يقول لتلاميذه: «أنا نور العالم... ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني...» (يوحنّا ٩: ٥ و٤). ألهمت هذه الكلماتُ شهادة الأعمى إلى حدّ بعيد، وهي طبعت بدورها الكنيسة في شهادتها للقائم من بين الأموات. قدّم لنا الأعمى، في مجريات حادثة شفائه وما سبقها وما تلاها، العناصر التي ترينا عمل الله هذا فيه والنور الذي يدعونا إلى أن نقيم فيه:

أوّلًا، عطيّة ذاته وتسليمها لله. أطاع طلب يسوع منه بأن يغتسل في البركة من دون تردّد أو استغراب، بل انطلق وحده، على ما يبدو، ليصنع ما أُمر به، وهو ما يزال أعمى. أعطى ذاته للطاعة، التي هي أمّ كلّ العطايا الأخرى، وسلّم نفسه لعمل الله فيه. لم يستأثر بشيء لنفسه، بل أعطاها لكلمة الحقّ، لاختبار عمل الله فيه، وللنور الذي يمنحه له يسوع، وللآب الذي أرسل يسوعَ ليعمل مشيئته بيننا. 

ثانيًا، نقاوة قلبه وطهارة ذهنه. هذا ظهر في إصغائه إلى حوار يسوع وتلاميذه، في حواره وأترابه، وفي محاكمته المبطّنة على يد الفرّيسيّين، وأخيرًا، في لقائه الثاني بيسوع في الهيكل. أن تكون نقيّ القلب وطاهر الذهن هو أن تقصي عنك كلّ الأفكار السلبيّة وكلّ شهوة ضارّة، وتسعى ما قدرتَ إلى أن تقيم في حظيرة الإيمان بالله إيمانًا نابعًا من علاقتك به وعشرتك لكلمته وخدمتك له. 

ثالثًا، نقاوة إيمانه وصدق نيّته. هذا ظهر في شهادته أوّلًا بشأن شفائه، ثمّ بشأن هويّة شافيه، وأخيرًا بشأن الخلفيّة التي استندت إليها حادثة شفائه. هذا كلّه ترجمه الأعمى في استعداد وعزم وجرأة استنادًا إلى الحقّ الذي لمسه في يسوع، وعبّر عنه في شهادته أمام أترابه على نحو يليق بـمَن يُظهر الحقّ ويدعو الآخرين إلى فحص ذواتهم على أساسه، فإمّا يُقبلون إليه أو يُعرضون عنه. 

رابعًا، شهادته بروح الذي يشهد له. أتت شهادة الأعمى نابعة من روح الذي يشهد له. لم تكن شهادة شاهد لحدث خارجيّ، بل لشاهد تصوّرت شهادته على شاكلة شهادة يسوع نفسه للآب، نابعة من قلب نقيّ وذهن طاهر وإيمان حارّ ونيّة صادقة، مبنيّة على عمل الله فيه، ومستندة إلى وضع نفسه في تصرّفه.

خامسًا، ثباته في الحقّ، بصبر وحكمة. هذا يعني أنّك صُلبتَ للعالم والعالم صُلب لك. وهذا تترجمه بأن تثبت على الإيمان وتعيش بمقتضاه، ولو كلّفك الأمر تحمّل اضطهاد أو افتراء أو مهانة أو ازدراء أو ظلم من أجل مَن تشهد له. بهذا تعيش وصيّة يسوع بأن تكون حكيمًا كالحيّة ووديعًا كالحمام، حيث بالحكمة تحافظ على إيمانك، بالوداعة لا تنجرّ إلى الشرّ والكذب والخطيئة، بل تواجه الشرّ بالخير. 

سادسًا، وقفته أمام الله وسجوده ليسوع. ضمير طاهر على نحو ما رأينا في الأعمى بإمكانه أن يصرّح على غرار إيليّا النبيّ: «حيّ هو الله الذي أنا واقف أمامه». مؤمن على شاكلته إنّما يتحرّك وضميره يقظ إلى وصايا الله يبتغي منها أن يعيش بحسب ناموس المسيح. بالحقيقة هذا يكون قد اختبر أنّ يسوعَ هو نور العالم والذي ينير كلّ إنسان آتٍ إليه.

سابعًا، إظهاره عمل الله فيه. هذا تجلّى بما صرّح وفعل حينما التقى يسوع مرّة ثانية. آمن وسجد. أظهر نجاز عمل الله في الإنسان وتمامه وكماله. إنّها صورة عن الإنسان الجديد، الإنسان الذي غلب الموت وانتصر عليه. إنّها صورة الإنسان المؤمن الذي يرى عمل الله فيتبنّى قصده ويعيش بمقتضاه ويشهد له. إنّها صورة الإنسان العابد لله والذي يقدّم له ذاته ذبيحة مرضيّة تلتصق بذبيحة يسوع المرفوعة إلى الآب.

بهذه الأركان السبعة، سطع نور يسوع في مثال الأعمى. بهذا مجّد الأعمى يسوعَ، وبهذا يتمجّد الآب في الابن، وبهذا مجّدتْ الكنيسةُ، بشهادة الإنجيليّ، هذا الأعمى، فأقامت ذكراه في الأحد الأخير من الزمن الفصحيّ. هلّا انقشعت أمامنا مسيرتنا الفصحيّة في حياتنا اليوميّة؟ هلّا شهدنا لانتقالنا من عمى الخطيئة إلى نور القيامة؟ هلّا شكرنا مَن أعطانا، بثباته في هذه النعمة، الشجاعة والحكمة والصبر لنتبع يسوع أينما شاء لنشهد لنوره؟ هوذا عمل الله ساطع في حياتنا، فلننطلقْ إلى نوره!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١٦: ١٦-٣٤

في تلك الأيّام، فيما نحن الرسل منطلقون إلى الصلاة، استقبلتْنا جاريةٌ بها روح عرافة، وكانت تُكسِب مواليها كسبًا جزيلًا بعرافتها. فطفقت تمشي في إثر بولس وإثرنا وتصيح قائلة: هؤلاء الرجال هم عبيدُ الله العليّ وهم يُبشّرونكم بطريق الخلاص. وصنعتْ ذلك أيّامًا كثيرة، فتضجّر بولس والتفت إلى الروح وقال: إنّي آمرُكَ باسم يسوع المسيح بأن تخرج منها، فخرج في تلك الساعة. فلمّا رأى مواليها أنّه قد خرج رجاء مكسبهم قبضوا على بولس وسيلا وجرّوهما إلى السوق عند الحُكّام، وقدّموهما إلى الولاة قائلين: إنّ هذين الرجُلين يُبلبلان مدينتنا وهما يهوديّان، ويُناديان بعادات لا يجوز لنا قبولها ولا العمل بها إذ نحن رومانيّون. فقام عليهما الجمع معًا ومزّق الولاةُ ثيابهما وأمروا بأن يُضربا بالعصيّ. ولـمّا أَثخنوهما بالجراح أَلقوهما في السجن وأَوصَوا السجّان بأن يحرسهما بضبط. وهو إذ أُوصي بمثل تلك الوصيّة ألقاهما في السجن الداخليّ وضبط أرجلهما في المقطرة. وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يُصلّيان ويسبّحان الله والمحبوسون يسمعونهما، فحدثت بغتة زلزلة عظيمة حتّى تزعزعت أُسس السجن، فانفتحت في الحال الأبواب كلّها وانفكَّت قيود الجميع. فلمّا استيقظ السجّان ورأى أبواب السجن أنّها مفتوحة استلّ السيف وهمَّ بأن يقتل نفسه لظنّه أنّ المحبوسين قد هربوا. فناداه بولس بصوت عال قائلًا: لا تعمل بنفسك سوءًا فإنّا جميعنا ههنا. فطلب مصباحًا ووثب إلى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثمّ خرج بهما وقال: يا سيّديّ، ماذا ينبغي لي أن أَصنع لكي أَخْلُص؟ فقالا: آمنْ بالربّ يسوع المسيح فتخلُص أنت وأهل بيتك. وكلّماه هو وجميع من في بيته بكلمة الربّ. فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما واعتمد من وقته هو وذووه أجمعون. ثمّ أَصعدهما إلى بيته وقدّم لهما مائدة وابتهج مع جميع أهل بيته إذ كان قد آمن بالله.

 

الإنجيل: يوحنّا ٩: ١-٣٨

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز رأى إنسانًا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه قائلين: يا ربّ، من أخطأ أهذا أم أبواه حتّى وُلد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي لي أن أَعمل أعمال الذي أَرسلني ما دام نهارٌ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمل. ما دمتُ في العالم فأنا نور العالم. قال هذا وتفل على الأرض وصنع من تفلته طينًا وطلى بالطين عينَي الأعمى وقال له: اذهبْ واغتسلْ في بركة سِلوام (الذي تفسيره المرسَل). فمضى واغتسل وعاد بصيرًا. فالجيران والذين كانوا يرونه من قبل أنّه كان أعمى قالوا: أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ فقال بعضهم: هذا هو، وآخرون قالوا: إنّه يشبهه. وأمّا هو فكان يقول: إنّي أنا هو. فقالوا له: كيف انفتحتْ عيناك؟ أجاب ذاك وقال: إنسان يُقال له يسوع صنع طينًا وطلى عينيّ، وقال لي اذهب إلى بركة سلوام واغتسل، فمضيتُ واغتسلتُ فأبصرتُ. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لهم: لا أَعلم. فأَتوا به، أي بالذي كان قبلًا أعمى، إلى الفرّيسيّين. وكان حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه يوم سبتٍ. فسأله الفرّيسيّون أيضًا كيف أبصر، فقال لهم: جعل على عينيّ طينًا ثمّ اغتسلتُ فأنا الآن أُبصر. فقال قوم من الفرّيسيّين: هذا الإنسان ليس من الله لأنّه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ على أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع بينهم شقاق. فقالوا أيضًا للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنّه فتح عينيك؟ فقال: إنّه نبيّ. ولم يصدّق اليهود عنه أنّه كان أعمى فأَبصر حتّى دعَوا أبوَي الذي أَبصر وسألوهما قائلين: أهذا هو ابنُكما الذي تقولان إنّه وُلد أعمى، فكيف أبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعلم أنّ هذا ولدنا وأنّه وُلد أعمى، وأمّا كيف أَبصرَ الآن فلا نعلم، أو من فتح عينيه فنحن لا نعلم، هو كامل السنّ فاسألوه فهو يتكلّم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنّهما كانا يخافان من اليهود لأنّ اليهود كانوا قد تعاهدوا أنّه إن اعترف أحد بأنّه المسيح يُخرَج من المجمع. فلذلك قال أبواه هو كامل السنّ فاسألوه. فدَعَوا ثانيةً الإنسان الذي كان أعمى وقالوا له: أَعطِ مجدًا لله، فإنّا نَعلم أنّ هذا الإنسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال: أخاطئ هو لا أعلم، إنّما أَعلم شيئًا واحدًا أنّي كنتُ أعمى والآن أنا أُبصر. فقالوا له أيضًا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيك؟ أجابهم قد أَخبرتكم فلم تسمعوا، فماذا تريدون أن تسمعوا أيضًا؟ ألعلّكم أنتم أيضًا تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذُ ذاك. وأمّا نحن فإنّا تلاميذُ موسى ونحن نَعلم أنّ الله قد كلّم موسى. فأمّا هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم: إنّ في هذا عَجَبًا أنّكم ما تعلمون من أين هو وقد فتح عينيّ، ونحن نعلم أنّ الله لا يَسمع للخطأة، ولكن إذا أحدٌ اتّقى الله وعمل مشيئته فله يستجيب. منذ الدهر لم يُسمع أنّ أحدًا فتح عيني مولودٍ أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لم يقدر على أن يفعل شيئًا. أجابوه وقالوا له: إنّك في الخطايا قد وُلدتَ بجملتك. أفأنت تُعلّمنا؟ فأَخرجوه خارجًا. وسمع يسوع أنّهم أخرجوه خارجًا، فوجده وقال له: أتؤمن أنت بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال: فمن هو يا سيّد لأؤمن به؟ فقال له يسوع: قد رأيتَه، والذي يتكلّم معك هو هو. فقال له: قد آمنتُ يا ربّ، وسجد له.

 

مواجهة الجماعة للأزمات

الأزمات، تحدّيات لا مفرّ منها في هذه الحياة. والأزمة تشتدّ صعوبة باشتداد الخطر المحدق بحياة الإنسان وبمدى استمراريّته. لذلك فالمرحلة الأولى التي تلت حدث القيامة تكتسب أهمّيّة خاصّة لنا في مقاربتها، ثمّ الاستدلال عليها وعلى كيفيّة أداء الرسل وسط الضيقات. هذا يعنينا بغية أن نتّخذ من الحدث نموذجًا يُحتذى به.

يكثر في الأوساط المتديّنة إلباس الأزمة لباس الامتحان ويتمّ التعاطي مع الأزمات كالتعاطي مع الامتحان غير المعلَن عنه مسبقًا بنوع أدقّ. ففي الامتحان يظهر معدن الإنسان وحقيقة ما اكتسبه من خبرة وتعلّم وبصورة متكاملة. والامتحان المفاجئ يختبر قدرات الطالب والمعلّم وبقوة. اختبار الطالب تتوضّح صعوبته عندما لا يتوفّر له الوقت الكافي ولا وسائل الاستعداد أو التحضير، أمّا بالنسبة إلى المعلّم فصعوبة الامتحان تعاش من منظور مختلف ولكن بدرجة أعلى، فالمعلّم يتحمّل المسؤوليّة الأولى مقابلة بمسؤوليّة الطالب. والمعلّم الجيّد هو مَن يضع تلاميذه في مرحلة من الجهوزيّة المستمرّة، فيقدّمون عند كلّ امتحان الجواب الحسن. 

في الصباح الباكر لذلك اليوم، أتت نساء إلى القبر وعاينَّ القيامة، ولكنّهنَّ لم يقلْنَ لأحد شيئًا، لأنّهن كنَّ خائفات. وعند المساء اجتمع التلاميذ والأبواب مغلقة خوفًا. نعم إنّ حدث صلب المعلّم هزّ حياة التلاميذ في الصميم، والخوف الذي اعتراهم إنّما ينبع من شعورهم إمّا بقرب دنوّ أجلهم، أو أقلّه بأنّهم سيواجهون المصير ذاته، وسيتعرّضون لما أصاب المعلّم من تهم كاذبة أو من تشهير أو تعذيب، وهذا ما سيحدث لاحقًا في أواخر حياتهم. 

قبل صلب المسيح ذكّر المعلّم بما سيتعرّض له بقوله: «أضرب الراعي فتتبدّد الخراف». في هذا تنبيه إلى تشرذم الجماعة، من جهة، أو الاستسلام الكامل للخوف، من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل كلّ واحد يبحث عن طرائق لتخليص نفسه.

 الكنيسة هي الجماعة الملتئمة بناء على دعوة الله والحاضر هو في وسطها، وأهمّيّة الاجتماع إنّما تُؤخذ من حيثيّة الداعي إليه لا من قوّة الحضور، بأحسن الأحوال. للكنيسة خبرتها في مواجهة الأزمات، وتدعونا إلى تبنّيها في مثل هذه الأوقات. في هذا السبيل، نعرض خبرتَين:

الخبرة الأولى وتتعلّق بثبات جماعة التلاميذ معًا، رغم الخوف. أظهر الربّ نفسه لتلاميذه يوم قيامته وصار هذا النهار يومًا مقدّسًا. وتلاه ظهور آخر في الأحد التالي، في اليوم الثامن، بحضور جميع التلاميذ، فثبّتهم في الإيمان به. 

والخبرة الثانية هي خبرة إنكار توما ثمّ شهادته لاحقًا واعترافه الشهير أمام الجماعة: «ربّي وإلهيّ». بهذا تحتوي الجماعة مسار كلّ فرد من أفرادها في تعرّجاته، بحيث يكون الإيمان هو الرابط بينهم، وإن اعترت مسيرتهم ضعفات، كما حدث لتوما.

خلاصة الخبرتَين تتمثّل في البقاء معًا والسير جنبًا إلى جنب في مسيرة اختبار قوّة القيامة وطرائق تفعيلها، وفي وسط المسيرة وطليعتها وقائدها هو يسوع نفسه. إنّها الخبرة التي نحن مدعوّون إلى اختبارها اليوم وكلّ يوم، مهما كانت الصعاب والشدائد.

 

رسامة شادي مخّول شمّاسًا إنجيليًّا

يوم الاثنين الواقع فيه ١ أيّار ٢٠٢٣، نال الطالب شادي مخّول نعمة الشموسيّة باسم باييسيوس، على يد راعي الأبرشيّة في القدّاس الإلهيّ الذي ترأسه في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل - الشويفات. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن إنجيل عيد النبيّ إرمياء، وكيفيّة استقبالنا يسوع في «وطنه»، أي بيننا، فيجد فينا تربة صالحة لينمو فيها الإيمان به، والإرادة أن نكون في خدمته، على ضوء خدمة يسوع لتدبير أبيه السماويّ، وذلك بغضّ النظر عن كلّ صعوبة أو ضيق أو اضطهاد، أي في تكريس الذات لله، وإن أخذ هذا التكريس جزءًا من وقتنا أو كلّ وقتنا.

في نهاية القدّاس الإلهيّ، كانت كلمة للمطران سلوان وجّهها إلى الشمّاس الجديد وشكر فيها سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس على بركة إرساله الطالب شادي للدراسة في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ، وعلى بركة صاحب السيادة المتروبوليت سابا، راعي أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة، التي أعطاها لسيامته شمّاسًا، لكون الشمّاس الجديد سيخدم في رعيّة هاليفاكس - كندا، وعلى بركة خبرته في رعيّة سنّ الفيل وفرعها، وعلى بركة ذويه وتربيتهم له، وأخيرًا بركة زوجته التي ترافقه في معيّة الحياة وتكوين أسرة مسيحيّة شاهدة للمسيح القائم وخادمة له.

الشمّاس الجديد من مواليد بيروت بتاريخ ٣٠ تشرين الأوّل ١٩٩٢، متزوّج، نال إجازة في إدارة الفنادق من المعهد الفنيّ الفندقيّ في الدكوانة في العام ٢٠١٥، وإجازة في اللاهوت من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند في العام ٢٠٢٠، وهو يتابع دراسته اللاهوتيّة بغية الحصول على درجة ماستر منذ شهر أيلول ٢٠٢٠.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للاطلاع على أخبار المطرانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

Christian Orthodox Archdiocese of Mount Lebanon

Last Updated on Friday, 19 May 2023 19:15