للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ٣٦: فرح الصليب وميلاد العذراء |
Written by Administrator |
Sunday, 08 September 2024 00:00 |
الأحد قبل عيد رفع الصليب اللحن ٢ - الإيوثينا ١١ ميلاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة
كلمة الراعي فرح الصليب وميلاد العذراء تتهيّأ الكنيسة للاحتفال بعيد رفع الصليب بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلاد والدة الإله. والقراءة الإنجيليّة التي تتحدّث عن الذي «نزل من السماء» و»ينبغي أن يُرفع» على الصليب وقد «أرسله الله» من أجل «أن يخلِّص به العالم»، لكونه أَحبّه «حتّى بذَل ابنه الوحيد» من أجله (يوحنّا ٣: ١٣؛ ١٤؛ ١٧ و١٦) تقودنا إلى التأمّل في التقاطع بين الاحتفالَين على أساس ما تنشده الكنيسة بشأن الصليب الذي «به أتى الفرح لكلّ العالم»، وما تنشده في ميلاد السيّدة الذي فيه «ظهرت بشائر الفرح لكلّ العالم». فكيف تتقاطع أوجه الفرح في هذَين العيدَين؟ أوّلًا، يسوع هو فرحنا لأنّه ابن الله الوحيد الذي أَرسله الآب وصار إنسانًا مثلنا من أجلنا. بذلك أظهر أنّنا مكرَّمون في عينَيه ونستحقّ أن يأتي إلينا. نعم، «هكذا أحَبّ اللهُ العالمَ»! ثانيًا، يسوع هو فرحنا لأنّه «صعد إلى السماء»، فجلسْنا، به، من عن يمين الآب. بذلك استعادنا إلى البيت الأبويّ، إلى الملكوت السماويّ، بعد أن كنّا قد فقدنا كلّ شيء، وأظلمتْ علينا البصيرة، وأعيتنا الحيلة في إيجاد مخرج أو رجاء أو خلاص. ثالثًا، يسوع هو فرحُنا لأنّه أتى لخلاص كلّ العالم. رغم فداحة ما اختاره الإنسان لنفسه، بابتعاده عن الله مصدر حياته، وعصيانه لكلمته التي هي نوره، وإعراضه عن محبّته التي تُغذّيه، ورغم ما يتحمّله من مسؤوليّة كاملة عن واقعه، فإنّ الله لم يخترْ إدانة الإنسان، بل أتاه ودعاه إلى التوبة عبر التأمّل بالمسيح المرفوع على الصليب من أجله. رابعًا، يسوع هو فرحُنا لأنّه اختار أن يموت عنّا ولا يـميتنا، بأن يُدان منّا ولا يديننا، بأن يُقاضى عنّا ولا يقاضينا. أراد أن يستبدل حياة بحياة، فأخذ حياتنا المائتة وأعطانا حياته الخالدة. نعم، أتى لتكون لنا «الحياة الأبديّة». اتّضع حتّى بذْل الذات بارتفاعه على الصليب، فرفعه الآب وأجلسه من عن يمينه. وأعطانا أن نتعلّم منه طريق الاتّضاع أمامه وأمام قريبنا، لأنّ مَن اتّضع على غراره ارتفع مثله. هذا كان منظار الفرح بالتأمّل بالتهيئة لعيد رفع الصليب، فكيف هي الحال إن تأمّلنا بمولد العذراء؟ أوّلًا، العذراء هي فرحنا لأنّه بها أتى يسوع إلينا فحمل الطبيعة البشريّة وخلّصها ومجّدها وأصعدها إلى السماء. هي فرح كلّ المسكونة لأنّ الخلاص بيسوع شامل الكلّ. حملت صليب واقعنا لتتمخّض به بشرى لكلّ المسكونة. لهذا تُعظّم نفسُها الربَّ وتبتهج روحُها بالله مخلّصها (لوقا ١: ٤٦ و٤٧). ثانيًا، العذراء هي فرحُنا لأنّ صلاتها شاملة الكلّ، فهي تحمل مشيئة الله لجهة خلاص الكلّ وتسعى إلى تحقيقها كما يشاء هو. وهذا بداعي حـمْلها صليب المحبّة بوجهَيها، محبّة الله من كلّ الكيان ومحبّة القريب كالنفس. لهذا صَلبتْ ذاتها لتكون حاملة على الدوام مشيئته، دون سواها، وخادمة لها. ثالثًا، العذراء فرحُنا لأنّها آمنت بخلاصنا الموعود به والمنتظَر تحقيقه وتجلّيه في التاريخ البشريّ، قبل أن يبشّرها رئيس الملائكة. ثمّ حملتْ صليب التزامنا، كلّنا، ليتحقّق فينا تدبير الله الخلاصيّ. بالحقيقة جسّدَت ما أوصتْ به الخدّام في عرس قانا: «مهما قال لكم فافعلوه» (يوحنّا ٢: ٥). وعلى أساس التزامها هذا ستُغبّطها من أجله جميع الأجيال، كما سبق وأعلنتْ، بشكل نبويّ بالروح القدس، أمام نسيبتها أليصابات (لوقا ١: ٤٨). رابعًا، العذراء فرحُنا لأنّها صلبت ذاتها حتّى النهاية من أجل المسيح ومن أجلنا. هذا انكشف لنا جليًّا حينما امتثلت لوصيّة يسوع لـمّا أشار عليها، وهو على الصليب، بيوحنّا الحبيب بقوله: «هوذا ابنُكِ»، فذهبت من ساعتها إلى خاصّته (يوحنّا ١٩: ٢٦ و٢٧). إنّه صليب اتبّاع يسوع منذ البداية وحتّى النهاية. بهذا تكون العذراء مريم هي التهيئة لعيد رفع الصليب، لكونها تحمل فكرَ المسيح وتُجسِّده. فالصليب استبان في حياتها ركنًا ونهجًا وروحًا منذ دخلتْ قدسَ الأقداس فعاشت تكريسها لله، بشكل كليّ وكامل، مصلوبة عن العالم والعالم مصلوبًا لها. أرَتنا بذاتها طريق صليب يسوع والفرح الآتي به، صارت المثال الذي يُحتذى به في نكران الذات وحمل الصليب واتّباع المسيح. هلّا أقبَلنا إلى هذا العيد المزدوج ملتمسين وَجْه يسوع المصلوب، ثمّ وَجْه مريم الذي تحضنه مسَجّى بين ذراعَيها، فوَجْه تلاميذه الذين آمنوا به ونقلوا بشرى الخلاص إلينا، فوَجْه القريب كما يُنتظر منّا أن نكون وَجْه يسوع إليه؟ ألا بارِكْ يا ربّ الملتمسين وجهك، والذين أعطَونا بمثالهم أن نلتمسك، والذين لا زالوا بعيدين عن التِماسك حتّى نصير وإيّاهم معك رعيّة واحدة وراعيًا واحدًا. + سلوان
الرسالة: غلاطية ٦: ١١-١٨ يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنّ كلّ الذين يريدون أن يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم أن تَختتنوا، وإنّما ذلك لئلّا يُضطهدوا من أجل صليب المسيح، لأنّ الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل إنّما يريدون أن تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. أمّا أنا فحاشى لي إن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنّه في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكلّ الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيلِ اللهِ. فلا يجلبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا في ما بعد فإنّي حامل في جسدي سِماتِ الربّ يسوع. نعمة ربّنا يسوع المسيح مع روحكم أيّها الإخوة، آمين.
الإنجيل: يوحنّا ٣: ١٣-١٧ قال الربّ: لم يصعد أحد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابن البشر الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحيّة في البرّيّة، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن البشر لكيلا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة، لأنّه هكذا أَحَبَّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. فإنّه لم يرسِلِ اللهُ ابنَه الوحيد إلى العالم ليدين العالم بل ليخلِّص به العالم.
« يا ربّي... التوبة!» مـمّا استلمناه من أهالينا وكبارنا في هذا الشرق عبر الاجيال أنّه إذا ما مرّ أمام أعينهم مشهدٌ يحكمه شواذ الخطيئة، كانوا يبادرون فورًا إلى القول: يا ربّي التوبة! أو يستغيثون: يا ربّ ارحم! من قبيل ذلك، تكون العائلة جالسةً أمام التلفاز ويمرّ على الشاشة، في فيلمٍ ما، مشهدٌ مشين أو آخر مرعب، أو تَنقل الأخبار حدثًا دمويًّا، تُبادر الجدّة إلى القول: يا ربّي التوبة! من أين تعلّم أباؤنا وأمهّاتنا هذا الاستنجاد التلقائيّ بالتوبة؟ -لعلّهم بالدرجة الأولى يريدون أن يحافظوا على نقاوة فكرهم مـمّا التقطَته عينهم. فينزلوا مباشرةً إلى قلبهم المعصور بمحبّة الربّ ويتوبوا تلقائيًا، كي يحفظوا نور جسدهم بحفظهم بساطة عينهم، كما أوصاهم الربّ يسوع. -على نحوٍ آخر، هم يتوبون عن فسق العالم الذي ظهر أمامهم على الشّاشة أو عن إجرام أراكنة العالم الذي تنقله الأخبار؛ وهذه لعمري حركةٌ فادية يكتسبها كلّ مسيحيّ عانَق صليب المسيح وانتهجه سبيل حياةٍ، كما علّم بولس الإلهيّ حين قال: قد صُلِبَ العالم لي وأنا صُلِبت للعالم. -وبالنسبة لعائلتهم، فمن حيث أنّهم مؤتمنون على ما تسلّموه من الآباء القدّيسين من تقليدٍ شريف، فهم تلقائيًا، وبما حباهم الروح القدس من إفعام، يَشهَرون السلاح الآبائيّ الأمضى عند استفحال الخطيئة، وهو التوبة. -أخيرًا وليس آخرًا، هم يعرفون بما اكتسبوه من ألسنيّة اللغة العربيّة أنّـهم، إذا ما صرخوا: «يا ربّي التوبة»، فهم يعنون أنّهم يطلبون أن يتوب الله عليهم بقدر ما يتوبون هم إليه إن لم يكن أكثر، لأنّـهم يعرفون أنّـهم ضعفاء، وأنّ الله هو الجوّادُ الأكرمُ. أمّا اليوم، وعلى الصعيد العام، مع ما يراه الإنسان من مشاهد تستبيح حرمات عيوننا، في مجتمعٍ قلّ فيه الحياء وكثر فيه التجديف واستبدّ العنف، ما علينا سوى أن نستنجد بالتوبة سلاحًا. نقف على تلّة العالم ونحني الركب تائبين في قلبنا وفكرنا ونتوب ثمّ نتوب... يتوب كلّ منّا شخصيًّا، ونتوب معًا عن العالم ومن أجل العالم وعن خطيّة العالم، فنكون شهادةً في محيطنا عمّا تعلّمناه من ربّنا وعبر قدّيسيه، مستنجدين بالربّ القدير طالبين إليه أن يتوب على شعبه، لأنّ فيه بقيّةً باقية تطلب وجهه. وأيضًا على الصعيد الخاص، وفي عصر الهاتف المحمول والأثير المفتوح والمباح، ومع ما يمرّ أمام عيوننا من مشاهد مشينة أو دمويّة على الهاتف المحمول، حيث لا كبير من أهلنا جالسًا إلى جانبنا يستنجد بالتوبة، حريٌّ بنا أن نقتني حسًّا تلقائيًّا بالتوبة. وعلينا أن نُترجِم ذلك فعليًا عبر أدائنا، فنضبط فتحة العالم علينا من خلال ضبط ما نتلقّاه على هذا الهاتف وعبر الأثير، وعلينا أن نهمس في فكرنا وقلبنا: يا ربّي التوبة! نقولها، نقوى بها، ونزيح عيوننا أو من أمام عيوننا ما نشاهد من شواذ. وهكذا توقيرًا لتعب آبائنا القدّيسين وشهامتهم في الربّ، وإكرامًا لحرمة أمّهاتنا ونقاوتهنّ كأيقونةٍ للكنيسة، نكون قد حفظنا بالتوبة وديعة الإيمان ونقاوة التقليد وأعلنّا كم هي عزيزةٌ علينا وصيّة الربّ وكم تطيب لنا الشهادة لاسمه المبارك، معلِنين بذِكرنا التوبة أنّ الغلبة ليست للعالم ولروح العالم، بل لملكوت الله الحالّ فينا وبنا بالروح القدس!
في الصليب بقلم المطران جورج خضر (...) لا نعلّق الصليب فقط فوق كنائسنا وعلى صدورنا، ما هذا إلاّ رمز، ولكننا سمّرنا أنفسنا على الصليب مرّة واحدة إلى الأبد لنقول إنّنا زهّاد بكلّ ما يعطي هذا العالم، لنقول بأننا فقراء إلى نعمة ربّنا ولسنا فقراء إلى أموال هذا العالم. أي أنّ كلّ مَن اتّـخذ ديانة الصليب فقد اعتنق الموت. نحن أحياء نرزق ولكنّنا في مغامرة موت، أي أنّنا في كلّ لحظة نُـميت شهواتنا حتّى نحيا بالربّ يسوع فوق الشمس، حسبما قال بولس: «حاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلب العالم لي وأنا للعالم». هذه الدنيا زائلة، إن ارتضيتموها كذلك فأنتم مع المصلوب، ولكن إن أردتم أنفسكم قهّارين للناس فأنتم مع اليهود لأنّ إله اليهود قهّار. وإن أردتم أنفسكم حكماء متفزلكين مؤمنين بأذهانكم وترتيباتكم الأرضيّة، فأنتم مع اليونانيّين مع الأمم الوثنيّة. ولكن إن رفضتم هذه وتلك، إن كنتم مجانين، أَمَا قال إنّ كلمة الصليب جنون؟ حماقة؟ إن استطعتم أن تجنّوا، أن تنعموا بنعمة الحماقة السماويّة، إن دلّوا بأصابعهم عليكم على أنّكم حمقى لا تفهمون شيئًا، إن استصغروكم واحتقروكم واستوطوا حيطانكم، عندئذ تكونون الأعْلين، فإنكم تكونون قد ارتضيتم أن تصبحوا على غرار المعلم معلَّقين على خشبة، ولكن ينبغي أن تفهموا أنّكم بهذه الخشبة وحدها وبهذا المصير إلى الموت، ينبغي أن تفهموا أنّكم ظافرون وأنّكم دائمًا العلو.
عظمة مريم العذراء باسيليوس أسقف سلوقيّا أتقدّروا هذا السرّ العظيم الذي حصل بها، والذي يفوق كلّ عقل وكلّ تسبيح؟ مَن لا يتعجّب أمام عظمة والدة الإله، وكونها تفوق جميع القدّيسين الذين نكرّمهم؟ وإذا أعطى المسيح خدّامه هؤلاء نعمة سمحت لهم بشفاء المرضى بمجرّد مرور ظلّهم عليهم، بدون لمسهم، كما يروي سفر أعمال الرسل عن بطرس (٥: ١٥)،... فكم هو، بالأحرى، عظيمٌ السلطان الذي أعطاه لوالدته. ما عساني أدعوكَ؟ أإنسانًا؟ لكنّ الحبل بك إلهيّ. أإلهًا؟ لكنّك لبستَ جسدًا. ما عساني أفعل بك؟ أيجب أن أطعمك من لبني أو أمجّدك؟ هل أهتمّ بك كأمّ أو أتعبّد لك كعبدة؟ هل أقبّلك كابني أو أبتهل إليك كإلهي؟ هل أقدّم لك لبنًا أو بخورًا؟ يا لهذا السرّ الذي لا يوصف: السماء هي عرشك، وارتضيت أن تستريح بين ذراعيّ. أعطيت ذاتك كلّيًا للأرضيّين بدون أن تحرم السماء حضرتك.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: شخصيات من الكتاب المقدس (يواكيم وحنّة) التلميذ: كيف نعيش عيد مولد والدة الإله؟ المرشد: تُعيّد الكنيسة في ٨ أيلول لمولد مريم من يواكيم وحنّة، وفي ٩ أيلول نكرّمهما. وُلدت مريم من يواكيم وحنّة بنعمة الله وهما متقدّمان في السنّ، لكنّها تخصّ العالم كلّه، لأنّها هي التي وَلدت المسيح الإله، مخلّص العالم. لهذا السبب نجد الخدمة الليتورجيّة، في هذا اليوم، مشبعة بالتهليل والفرح والحبور. «هذا هو يوم الربّ فتهلّلوا يا شعوب...»، «اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم ...»، «اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب...». التلميذ: ماذا يمثّل القدّيسان يواكيم وحنة؟ المرشد: إنّ مريم هي عطيّة الله، وهي تخصّ الخليقة بأسرها، أمّا يواكيم وحنّة فهما صورة هذه الخليقة التي بقيتْ في العقر منذ أن سقط آدم وحواء في المعصية. طبعًا كان هناك، في كلّ هذه الفترة، صِدّيقون أرضَوا الله، ولكن، وحده الربّ يسوع المسيح في طبيعته البشريّة يعمل في كلّ حين ما يرضي الآب. لهذا السبب قال عنه الآب: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ، له اسمعوا» (متى ١٧: ٥). إذا كان العالم عاقرًا عقيمًا كيواكيم وحنّة، فحريّ به أن يأخذ على عاتقه ما جاء في إحدى ترانيم السَحَر: «يا للعجب الباهر فإنّ الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكلّ وضابطهم قد أزالت عُقم العالم...». التلميذ: كيف تفهم الكنيسة معنى العقر والخصوبة الروحيّة؟ المرشد: عندما نتحدّث عن انحلال عقر يواكيم وحنّة، نعني تلقائيًّا انحلال عقر طبيعتنا باعتبارهما شيئًا واحدًا، كما نتحدّث عن ولادة مريم «التي بها تألّـهنا، ومن الموت نجَونا» كأنّ الأمرَين واحد. إنّ فرحنا بمريم وتهليلنا لها هو فرح بالربّ يسوع المسيح وتهليل له. لا قيمة لمريم في ذاتها، كما أنّ البشريّة كلّها لا قيمة لها في ذاتها. المسيح هو الذي جعل مريم أمّ الحياة، كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة. هذا أمر كثيرًا ما ننساه فنتعامل مع مريم وكأنّـها قائمة في ذاتها. الكنيسة الأرثوذكسيّة تسمّي مريم والدة الإله. كلّ الترانيم في الكنيسة لا تذكر مريم إلّا مقرونة بابنها، مخلّص نفوسنا. كلّ الخليقة تحيا إذا ما أضحت مسكنًا للمسيح، على غرار سكنى الربّ يسوع في أحشاء مريم. كما أنّ كلّ الخليقة تزهو وتتمجّد إذا ما كانت أيقونة للمسيح وشاهدة له. |
Last Updated on Friday, 06 September 2024 13:49 |
|