للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٤٠: قدومنا إلى المسيح وإقدامنا به أمام خبرة الموت |
Written by Administrator |
Sunday, 06 October 2024 00:00 |
الأحد ١٥ بعد العنصرة اللحن ٦ - الإيوثينا ٤ الرسول توما
كلمة الراعي قدومنا إلى المسيح وإقدامنا به ما كان الموت ليحمل معه أيّ نبأ سارّ، فالإنسانيّة تعيشه كأمر محتوم لا مفرّ منه يستحيل فيه أن يتغلّب عليه ويهزمه. هذه الحقيقة استمرّت إلى أن غلب يسوع الموت بموته وقام من بين الأموات، ثـمّ منح هذا الظفر للمؤمنين به، فصار بإمكان هؤلاء أن يحملوا هذا النبأ السارّ إلى أترابهم وكلمة الفصل بغلبة المائتين على الموت بالإيمان بيسوع المسيح. وها هو يسوع، في حادثة إقامة ابن أرملة نائين، يطلّ علينا بعربون هذه الغلبة، فدنا بهذا النبأ من الأرملة المفجوعة بفقدان ابنها الوحيد وسألها ألّا تبكي، ثمّ أوقف الموكب ولمس النعش وأمر الشاب الميت أن يقوم (لوقا ٧: ١٣ و١٤). بهذه البساطة، قلب يسوع رأسًا على عقب مسار حياة الإنسان حتّى الآن، من ولادة إلى موت وفناء. كسر حتميّة هذه النهاية بأن أمر الميت بأن يعود إلى الحياة. أظهر سلطانه المطلق على الموت وقدرته على أن يُحيي مَن يشاء. مَن يتأمّل في هذه الواقعة، لا بدّ له من أن يتوقّف عند الخلفيّة غير المباشرة لهذه الحادثة، واستطرادًا واقع كلّ إنسان، والتأمّل في يسوع نفسه وكيفيّة مواجهته لنا ولواقعنا والإضاءة عليه وتغييره. هذا يقودنا إلى التأمّل في اتّضاع يسوع على غير مستوى من أجل تحقيق هذه الغاية: أوّلًا، يتّضع يسوع، الإله والإنسان، أمام الإنسان. به كانت الحياة وهو الابن الوحيد المولود من الآب، لكنّه تواضع أمامنا بتجسّده، وتواضع أيضًا اليوم أمام هذه الأرملة وابنها الميت حينما دنا منهما. هو صانع الحياة وواهبها ويأبى أن يبقى الإنسان قابعًا في كورة الموت وظلاله. يدنو يسوع من الإنسان الصائر إلى الموت ليقيمه من مصيره المحتوم ويحييه. ثانيًا، يتّضع يسوع أمام الواقع الساقط الذي يعيش فيه الإنسان، أي أمام حالة موت الإنسان، الروحيّة والجسديّة بآن، وإن كانت الأولى تسبق الثانية. فمع أنّ الإنسان هو المسؤول عـمّا آل إليه وضعه الراهن، وصار أسيرَه ولا مقدرة لديه على تغييره ولا رجاء له بواقع أفضل، إلّا أنّ يسوع يتعهّد حالتنا الروحيّة، والتي هي مناقِضة لإرادته وقصده من إكرام الإنسان بالوجود والحياة، ويأخذها على عاتقه ليجدّدها ويبثّ فيها روحه ونعمته وحياته. ثالثًا، يتّضع يسوع أمام الإنسان الأسير لخوفه من الموت، والقابع في غربته عن مصدر الحياة ومبدئها والبالِغ بها إلى كمالها، والجاهل حقيقة كونه مخلوقًا على صورة الله ومثاله، والفاقد الإيمان بخالقه. اختار يسوع أن يدنو من المائتين ليلمسوا عربون الحياة والظفر على الموت فيؤمنوا به، وليعوا قصد الله فيتوبوا إليه، وليتعجّبوا من صنائعه فيسبّحوه ويمجّدوه بدورهم. فكلّ الذين ختمهم الموت بختمه باتوا مدعوّين إلى الإيمان بيسوع المسيح، بحقيقة خالقهم وصلاحه وعنايته، وبحقيقة تجسّد يسوع المسيح من أجل خلاصهم، وبحقيقة ظفر يسوع على الموت وبالتالي ظفرهم عليه. على هذا النحو، باتّضاعه الذي لا يوصف، تجلّت أمامنا محبّة الله القادرة والعادلة، من جهة، وعدالته القادرة والـمُحِبّة، من جهة أخرى. هذا أظهره للجدَّين الأوّلَين في الفردوس قبل إن يعصيا وصيّته بتنبيههما إلى المصير الذي ينتظرهما إن عصيا وصيّته، وأظهره لنا اليوم بأن أقام من الموت ابن أرملة نائين الوحيد لأمّه، كما وأظهره بأن مات عنّا وقام من أجلنا، وأخيرًا أظهره بأن أعطانا أن نؤمن بحقيقة غلبته على الموت ونذوق هذه الغلبة ونكون رُسلها إلى أترابنا. لا مجال بعد اليوم للاستسلام للموت وأمامه، لأنّنا ننتصر عليه بقدومنا وإقدامنا اليوميّ والمستمرّ نحو يسوع: من جهة، بالقدوم إليه والذي به نتعهّد واقع الموت للانتصار عليه بالإيمان به؛ ومن جهة أخرى، بالإقدام المستنِد إليه والذي ينتشلنا من خطيئتنا وجهلنا وعمانا وكبريائنا وكسلنا. بهذا نجسّد في حياتنا خلاصة ما تفوّه به الجمع بعدما دفع يسوعُ الشابَ الحيّ إلى أمّه: «قام فينا نبـيّ وافتقد الله شعبه» (لوقا ٧: ١٦). بهذا يكون يسوع قد وضعنا على سكّة إعلان النبأ السارّ الوحيد والحقيقيّ في مواجهة الموت الرابض على نفوسنا. أَلا أعطِنا يا ربّ أن يكون لنا قدومٌ إليك بالاتّضاع الذي قدِمتَ به إلينا، وأن يكون لنا إقدام بك في مواجهة موتنا والانتصار عليه بنعمتك والإيمان بك. + سلوان
الرسالة: ٢كورنثوس ٤: ٦-١٥ يا إخوة، ان الله الذي أمرَ أن يُشرقَ نورٌ هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. ولنا هذا الكنز في آنية خزفية ليكون فضلُ القوة لله لا منّا، متضايقين في كل شيء ولكن غير منحصرين، ومُتَحيّرين لكن غير يائسين، ومُضطهَدين ولكن غير مخذولين، ومطروحين ولكن غير هالكين، حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لتظهر حياة يسوع في أجسادنا لأنّا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا إلى الموت من أجل يسوع لتظهر حياة المسيح أيضًا في أجسادنا المائتة. فالموت إذن يجري فينا والحياة فيكم. فإذ فينا روح الإيمان بعينه على حسب ما كُتب إنّي آمنتُ ولذلك تكلّمتُ فنحن أيضًا نؤمن ولذلك نتكلّم عالمين أنَّ الذي أقام الرب يسوع سيُقيمنا نحن أيضًا بيسوع فننتَصب معكم لأن كلّ شيء هو من أجلِكم لكي تتكاثر النعمة بشكرِ الأكثرين فتزداد لمجد الله.
الإنجيل: لوقا ٧: ١١-١٦ في ذلك الزمان كان يسوع منطلقا إلى مدينة اسمها ناين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمع غفير منطلقين معه. فلما قرُب من باب المدينة إذا ميتٌ محمول وهو ابن وحيدٌ لأُمه، وكانت أَرملة، وكان معها جمع كثير من المدينة. فلما رآها الرب، تحنن عليها وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب لك أقول قُم. فاستوى الميت وبدأ يتكلّم فسلّمه إلى أُمّه. فأخذ الجميعَ خوفٌ ومجّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيّ عظيم، وافتقد اللهُ شعبه.
ربّي وإلهي! القدّيس توما، الملقَّب بالتوأم، والذي نعيّد له اليوم، تُخصّص له الكنيسة الأحد الأوّل بعد الفصح، أو ما يُعرف بالأحد الجديد، لتُظهر لنا أهميّة الدور الذي لعبه القدّيس توما بعد القيامة. هي تؤكّد، من خلال تحوّله من الشكّ إلى اليقين، أنّ إيماننا مبنيّ على واقع ولسنا ضحيّة أوهام. فعندما أبلغ التلاميذ توما بقيامة السّيد وظهوره لهم أثناء غيابه، جوابه كان واضحًا وصريحًا: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ» (يوحنا ٢٠: ٢٥). فأتاه يسوع، بعد ثمانية أيام، قائلًا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا» (يوحنا ٢٠: ٢٧). هذا هو توما، بواقعيّته وعقلانيّته العمليّة. فهو لا يكتفي بالعموميّات، بل يبحث عن الطُرق العمليّة، أَلَـمْ يطرح السؤال الاستيضاحيّ، بعد أن أعلن يسوع ليلة العشاء الأخير عن ارتحاله عنهم: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» (يوحنا١٤: ٥)، فهو أراد أن يعرف بدقّة الطريق التي ينبغي عليه أن يسلكها. فكان جواب يسوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ» (يوحنا ١٤: ٦). توما ساعٍ إلى الوضوح والحقيقة بطريقة عقلانيّة وعمليّة بكلّ صدق وأمانة. حلاوة الربّ يسوع ورحمته تتمثّل في أنّه يُجاري الجميع في نموهم الروحيّ، كلٌ حسب طريقته وشخصيّته. عالَم العقل الذي نعيش فيه اليوم بحاجة إلى مِثال توما، حيث تتزاوج العقلانيّة والبحث مع الإيمان واليقين، في عصرٍ، تقود فيه العقلانيّة المجرّدة إلى الإلحاد، ويقود فيه الإيمان المتطرّف إلى التعصّب والانغلاق. توما جمَع ووازَنَ في شخصه بين الإثنَين، أي بين العقلانيّة والإيمان، وعرف كيف يصل إلى المسيح من خلال قلبه وعقله معًا، فقد كان صادقًا في سعيه للتأكّد من الخبر وفي اعترافه بالحقيقة وصادقًا في التعبير عن شكّه ثمّ عن إيمانه. إيمان توما المطلَق دفعه إلى أن يصرخ «ربّـي وإلهي» وجعله يختبر، أُسوة ببقيّة الرسل، فرح القيامة، فحمل البشرى السّارة إلى أقاصي الأرض وبلغ الهند والصين، لذلك هو شفيع المسيحيّين الهنود. وقد استشهد بعدما سُلخ جلده وهو حيّ وطُعن بالحراب. لقد خلع جلده البشريّ ولكنّه ارتدى حلّة العرس البيضاء الناصعة ولبس إكليل الظفر لملاقاة «ربّه وإلهه». هذا الرسول يعلّمنا اليوم أن يكون إيماننا واعيًا، خاليًا من الشوائب، يحصّنه العلم والمعرفة. فعلاقتنا الشخصيّة بالسّيد تبدأ بالحبّ وتنمو بالمعرفة والخبرة وتتوّج بالصلاة والإفخارستيا. إنّه يدعونا لكي نصرخ «ربّـي وإلهي» فيكون المسيح إلهًا شخصيًّا محييًا لكلّ منّا. فنؤمن ونشهد بما ورد في رسالة القدّيس بولس بأنّ «الضِّيق يشتَدُّ علينا مِن كلِّ جانبٍ ولا ننسحِقُ، نَحارُ في أمرِنا ولا نيأَسُ، يَضطهِدُنا النّاسُ ولا يَتخلَّى عنّا اللهُ، نَسقطُ في الصِّراعِ ولا نهلِكُ، نَحمِلُ في أجسادِنا كُلَّ حينٍ آلامَ موتِ يَسوعَ لِتظهَرَ حياتُهُ أيضًا في أجسادِنا» (٢كورنثوس ٧: ١٠). دورنا اليوم، بعد أن عرفنا المسيح ربًّا وألهًا، أن نضع يدنا، مثل توما، في أثر المسامير والحربة في جسد المسيح، لا لنتأكّد بل لنُضمد هذه الجراح النازفة. أليس هو القائل: «كُل ما فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الصِغار، فَبي فَعَلْتُمْ» (متى ٢٥: ٤٠). جراح المسيح تنزف اليوم، في كلّ متألّـمٍ ومحتاجٍ وغريبٍ وفقير. هي فرصةٌ لنا، لنضع يدنا على هذه الجراح ونصرخ: «ربّـي وإلهي، أنا أراك اليوم في كلّ هؤلاء». فرصةٌ، لنعكِس وجهَ المسيح ونحملَ البشارة ليس إلى الهند، بل إلى أبواب بيوتنا وشوارعنا، إلى كلّ مَن هو بحاجة وإلى كلّ مَن يضعه الربّ على طريقنا.
استفقاد الرعايا بعد العدوان يوم الأحد الواقع فيه ٢٩ أيلول ٢٠٢٤، استفقد راعي الأبرشية رعايا الأبرشية التي تعرّضت ولا زالت للعدوان والقصف خلال الأيّام المنصرمة، وهي رعايا الحدث والشويفات وبسابا وكفرشيما وفرن الشباك. واطّلع من الآباء الكهنة فيها على أحوال المناطق التي يخدمونها وأحوال أبنائها. كما استفقد مركز الصليب الأحمر المستحدَث والمؤقّت في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل (المدبّر) - الشويفات، ثم ختم جولته بزيارة مركز الصليب الأحمر في فرن الشباك. في زيارته، كانت له كلمة شكر وتقدير وامتنان لعمل المسعِفين في مناطقهم والتي تتعرّض للعدوان. إلى ذلك، وجّه سيادته رسالة رعائيّة بعنوان: «سيروا في النور» تأمّل فيها بالواقع الحالي حيث «تشتدّ أوتار الحرب في بلادنا، وتشتدّ معها المآسي، وتتصاعد رائحة الموت وصراخ الجرحى وأنين ذوي المصابين ودعاء النازحين وصلوات أبناء هذا الوطن من أجل نصرة الحقّ والعدل والسّلام فيه، ومن أجل أمنه واستقراره وعافيته، ومن أجل كلّ الذين يبذلون ذواتهم في سبيله خدمةً وشهادةً ودفاعًا وعضدًا وحرصًا على سلامة الوطن وأبنائه». ومن هنا، أوضح أنّه «أمام الوجوم والقلق والارتباك الذي يسود هنا وثـمّة، يأتينا نور من قلوب مفعمة بالرجاء والصلاة، ومن سواعد حاضرة للنجدة ومنخرطة في المساعدة، ومن أذهان مستنيرة لمواكبة الواقع الراهن بما أُعطي لهم من نعمة وما راكموا من خبرة وما عندهم من موارد وعلاقات وما حباهم الله من إلهام ليستثمروها ذودًا عن القريب وكرامة الإنسان، لا سيّما في زمن العدوان هذا». وفي هذا السياق، شدّد على أنّ «هؤلاء يشكّلون الشمعة التي تضيء في ظلمة الواقع الراهن، الذين لا يفتؤون، كلّ من موقع مسؤوليّته وفي مجال خدمته، وبمقدار إمكانيّاته وطاقاته وموارده، وتبعًا لتوافر النوايا والإرادة والعزم، يعملون من أجل تخفيف آلام القريب واستفقاده ومساعدته وبثّ الشجاعة في النفوس والإيمان في القلوب والتعقّل في مواجهة الواقع الأليم». وتحدّث عن الدور الذي يلعبه هؤلاء، حيث أنّـهم «يُعينون أترابهم على السير في النور ويأبون أن يتركوا أنفسهم أو سواهم ليسيروا في الظلمة من أيّ نوع كانت. هؤلاء يشكّلون، بمثالهم وشهادتهم، منارة مضيئة لسواهم فلا يقعوا فريسة اليأس القاتل والقلق المزمن والحزن المفرط والجمود المطبق. هؤلاء يحملون نير المسيح الهيّن والخفيف، تصلبهم محبّة الله وتحملهم أجنحة الرجاء إلى أمداء يخشى البعض الذهاب إليها. إنّها أمداء لا تكلّفنا شيئًا، لكنّها تشكّل عصب حياتنا، وأعني، على سبيل المثال لا الحصر، أن نتحمّل مسؤوليّة الواقع بأن نتجنّد لها بالتعزية والاستفقاد والعضد والخدمة والصلاة، لا بالمراقبة والتعليق وانتظار فرج لا نعمل من أجله». وكانت له لفتة إلى مشاهداته من استفقاده لهذه الرعايا الخمس ولقائه بمجموعة من المسعفين في مركز الصليب، فتحدّث عن دورهم: «هؤلاء المسعفون تجنّدوا لخدمة هذا البلد في الوقت الأحلك الذي يصيبه، وفي اللحظة التي يعجز فيها سواهم عن تقديم الخدمة. هم بانتظار أن يخدموا أيًّا كان، في أيّ وقت كان، وفي تحت أيّ ظرف كان، وهم يعرفون أنّهم معرَّضون، كغيرهم، لخطر الإصابة والموت. لكنّهم مؤمنون بالرسالة التي أخذوها على عاتقهم، وبالدور الذي اختاروا أن يمارسوه في هذا الوطن، وبالنور الذي يحملونه في كلّ مهمّة يخرجون فيها إلى سواهم». وأردف قائلًا: «هؤلاء يبادرون ولم يبقوا في صفوف المتفرّجين على مآسي الوطن وويلاته، ويواجهون الواقع الأليم بالرجاء الموضوع على إنقاذ مَن ينتظر العون منهم، ويبادرون بالمحّبة التي ترفع من كرامة مَن ينطلقون إليه تحت الأنقاض أو في دائرة النار أو مقطَّع الأوصال أو على سرير المعاناة». وأخيرًا، كانت له كلمة شكر: «أشكر أبناء بلدي، هؤلاء وسواهم، شبّانًا وشابّات، رجالًا ونساء، شيوخًا وأطفالًا، الذين يضيئون علينا درب القيامة بقوّة البذل والعطاء والفهم الصحيح للواقع والقدرة على تشكيل قوّة ضاربة تخرق عتاقة هذا الدهر وتحوّله من مأساته إلى انتصار للإنسان وكرامته».
الرجاء المطران جورج خضر الرجاء هو الإيمان الحقيقي بدوام العطاء الإلهي وبأن ما يعطيه هو إيّاه ما أعطاه بالأمس. أنت ترجو لأنّ لك في الغد ما كان لك بالأمس، لأنّ ربّك هو إيّاه وهو على العطاء الواحد. (...) ليس الرجاء الاعتقاد أنّ الغد بما يحمل من متغيّرات أفضل من اليوم، ولكن بمعنى أنّ الله بمحبّته واحد مع نفسه اليوم وغدًا. ومن هذا المنظار ليس الرجاء غير الإيمان. فلكون الله هو إيّاه، يعطيك اليوم ما أعطاك بالأمس. أنت مؤمن بشيء واحد وهو أنّ اللهَ أمينٌ لنفسه. من هذه الزاوية أمكن القول أنّ الرجاء هو إيّاه الإيمان. |
Last Updated on Friday, 04 October 2024 16:29 |
|