Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 19: احد الأعمى
العدد 19: احد الأعمى Print Email
Sunday, 13 May 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في 13 أيار 2007 العدد 19  

أحد الأعمى

رَعيّـتي

كلمة الراعي

احد الأعمى

من أهم ما في إنجيل يـوحنا ذكر النـور. منـذ مـطلع الإنـجيل نـقرأ عن السيد: “فيه كانـت الحياة والحياة كانت نور الناس” (4:1). ثم يقول: “كان النور الحقيقي”. وكذلك تأكيده: “انا نور العالم” (12:8) وهكذا في مواضع أخرى.

اما أعجوبة الأعمى التي يتحدّث عنها إنجيل اليوم فتشير الى ان نور المسيح يعطى للأعمى ولتدل من وراء الحادثة ان العبرة الحقيقية من هذه الأعجوبة ان كل من فقد الحقيقة لا يعود إليها الا اذا اقتبل يسوع في حياته نورا.

يخصص يوحنا الإنجيلي اصحاحًا كاملا ليكلّمنا على أعمى منـذ مـولده فأخذ اليهود يسألون السيد: “من أخطأ أهذا ام أبواه حتى وُلد أعمى؟”. فأراد السيد ان يـقول لهم ان الانسان لا يـرث خطيئة أبـويه، وكأنـهم لم يـقرأوا ما جاء عنـد أنـبيائهم اذ يـقول حـزقيال: “ما لكم تضربون هذا المثل على ارض اسرائيل قائلين: الآباء اكلوا الحصرم واسنان الابناء ضرست...ها كل النفوس هـي لي. نـفس الأب كـنفس الابـن. كلاهما لي.  النفس التي تخطئ هي تموت” (3:18و4). ما يـحزنني كثيـرا انـي اسمع في اوساطنـا: “هـذا طلـع مثـل أبـو”. هذا امر لا اساس له في مـعـتقدنـا.

ما يـلفت في هذه المعجـزة ان اليـهـود اخـذوا على المعلم انـه شفى في السبـت. عنـدهم ان هذا عمل، والعمـل ممنـوع. هكذا شفاء يـابس الـيـد يـوم السبت عنـد متى. لم يـفهموا ان غاية الشريعة هي الرحمة. كل الانجيل يـوضح انهم عادَوا يـسوع لأنه كان يـرحم المرضى والخطأة. ونـحن لسوء فهمنا للإنجيل قساة مع الخطأة، ونـظن ان الصحـة وحدها مكافـأة من عـند الرب. “شو عمل هذا؟ ما بيستاهل!” كأن حادثة مرضيّة عـقاب إلهي. الذيـن يـقولون مثـل هذا القـول لا يـزالون يـهودا.

سجال طويل بين الأعمى واليهود. يقولون له عن المسيح: انه رجل خاطئ واستنتجوا من هذه التهمة: “كيف فتح عينيك؟”. الحادثة حصلت والاستنتاج المنطقي الوحيد منها ان يسوع هو من الله وان هذا الشفاء عمل الله. وبدل ان يعترفوا انهم امام اعجوبة وقد رأوها، اخرجوا الأعمى من طائفة اليهود.

نحن مع صدام رهيب بين السيد واليهود. هم قرروا ان يسوع الناصري لا يجوز ان يعترف به احد ولا يمكن تاليا ان يكون قد صنع معجزة.

غير ان الأعمى أبصر وبطلت اليهودية في نكرانها للمخلص. وآمن الأعمى وسجد للمسيح. وفي الديانة اليهودية ليس السجود لإنسان جائزًا. يسوع عند الأعمى اذًا اعظم من مجرد انسان.

هل نـحن نـسجد له في كل مواضع سيـادتـه كما يـقول قـداس يـوحنا؟ هل انـت تـعتـرف ان على عيـنيـك غشاوة اذا اخطأت وانـك في حـاجة الى نـور المسيـح؟

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 16:16-34

في تلك الأيام، فيما نحن الرسل منطلقون الى الصلاة، استقبلتنا جارية بها روح عرافة، وكانت تُكسِب مواليها كسبا جزيلا بعرافتها. فطفقت تمشي في إثر بولس وإثرنا وتصيح قائلة: هؤلاء الرجال هم عبيد الله العلي وهم يبشرونكم بطريق الخلاص. وصنعت ذلك أياما كثيرة، فتضجّر بولس والتفت الى الروح وقال: إني آمركَ باسم يسوع المسيح ان تخرج منها، فخرج في تلك الساعة. فلما رأى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم قبضوا على بولس وسيلا وجرّوهما الى السوق عند الحُكّام، وقدّموهما الى الولاة قائلين: إن هذين الرجلين يبلبلان مدينتنا وهما يهوديّان، ويناديان بعادات لا يجوز لنا قبولها ولا العمل بها إذ نحن رومانيون. فقام عليهما الجمع معا ومزّق الولاة ثيابهما وأمروا أن يُضربا بالعـصيّ. ولـما أثخنوهما بالجراح ألـقوهما في السجن وأوصوا السجّان بأن يحرسهما بـضبط. وهو إذ أُوصي بـمثل تلك الوصية ألقاهما في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة. وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يصلّيان ويسبّحان الله والمحبوسون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة عظـيمة حتى تزعزعت أسس السجن، فانفتحت في الحال الأبواب كـلها وانفكَّـت قيود الجميع. فلما استيقظ السجّان ورأى أبواب السجن انـها مفتوحة استلّ السيف وهمَّ أن يقتل نفسه لظنّه ان الـمحبوسيـن قـد هربوا. فناداه بولس بصوت عال قائلا: لا تعمل بنفسك سوءا فإنّا جميعنا ههنا. فطلب مصباحا ووثب الى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم خرج بهما وقال: يا سيديّ، ماذا ينبغي لي أن أصنع لكي أَخْلُص؟ فقالا: آمنْ بالرب يسوع الـمسيح فتخلص انت وأهل بيتك. وكـلّماه  هو وجميع من في بيته بكـلمة الرب. فـأخذهـما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما واعتمد مـن وقته هـو وذووه أجمعون. ثـم أصعدهـما الى بيته وقدّم لهما مائدة وابتهج مع جميع أهل بيتـه إذ كان قد آمن بالله.

الإنجيل: يوحنا 1:9-38

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه قائلين: يا رب، مـن أخطأ أهذا ام أبواه حتى وُلد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه،  لكن لتظهر أعمـال الله فيـه. ينبغي لي أن أعمـل أعمال الـذي أرسلني ما دام نهارٌ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد ان يعـمل. ما دمت في العالم فأنا نور الـعالم. قال هذا وتفل على الأرض وصنع مـن تفـلته طيـنا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له: اذهب واغتسل في بركة سلوام (الـذي تفسيره المرسَل). فمضى واغتسل وعاد بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه مـن قبل انه كان أعمى قالوا: أليس هـذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ فقال بعضهم: هـذا هو، وآخرون قالوا: انه يشبهه. واما هو فكان يـقول: اني انا هو. فقالوا له: كيف انفتحت عيناك؟ أجاب ذاك وقال: انسان يُقـال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّ، وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل، فمضيت واغتسلت فأبصرت. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لـهم: لا أعلم. فأتوا بـه، اي بالذي كان قبلا أعمى، الى الفـريسـييـن. وكان حـين صنـع يسوع الطيـن وفتـح عينيه يوم سبـت. فسأله الفريسيـون ايضا كيـف أبصر، فقـال لهم: جعـل على عينيّ طينا ثم اغتسلت فأنا الآن أبصر. فقال قوم مـن الفريسيين: هذا الانسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثـل هذه الآيات؟ فوقع بينهم شقـاق. فقالوا أيضا للأعمى: ماذا تقول انت عنه مـن حيث انه فتح عينيـك؟ فقال: انه نبي. ولم يصدّق اليهود عنه انه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبـوي الذي أبصر وسألـوهما قائليـن: أهذا هو ابنكما الـذي تـقولان انه وُلد أعمى، فكيف أبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعـلم ان هذا ولدنا وانـه وُلد أعمى، وامـا كيف أبصر الآن فلا نعـلـم، او من فتح عينيه فنحن لا نعـلم، هو كامل السن فاسألوه فهـو يتكلّم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافـان مـن الـيهود لأن الـيهود كانوا قد تعاهدوا انه ان اعترف أحد بأنه الـمسيح يُخرَج من الـمجمع. فلذلك قال أبواه هـو كامل السـن فاسألوه. فدعوا ثانية الانسان الـذي كان أعمى وقالوا له: اعطِ مجدا لله، فـإنا نعـلم ان هـذا الانسان خاطئ. فأجاب ذاك وقـال: أخاطئ هو لا أعلم، انما أعلم شيئا واحدا اني كنت أعمى والآن انا أبصر. فـقالـوا له ايضا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيـك؟ أجابهم قد أخبرتكم فلم تسمعـوا، فماذا تريدون أن تسمعوا ايضا؟ ألعـلّكـم انتـم ايضا تريدون ان تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقـالوا له: انت تلميذ ذاك. واما نحن فإنّا تلاميـذ مـوسى ونحن نعـلم ان الله قد كلّم موسى. فأما هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم: ان في هذا عجبا انكم ما تعـلمـون من أين هـو وقد فتـح عينيّ، ونحـن نعـلـم ان الله لا يسمع للخطأة، ولكن اذا أحد اتقى الله وعمل مشيئته فله يستجيب. منذ الدهر لم يُسمع ان أحدا فتـح عيني مـولودٍ أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لم يـقدر ان يفعـل شيئا. أجابوه وقالوا له: انك في الخطايا قد وُلدت بجملتك. أفأنت تعلّـمنا؟ فأخرجوه خارجا. وسمـع يسوع انهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له: أتؤمن انت بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال: فمن هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال لـه يسـوع: قـد رأيتَه والذي يتكلّم معـك هو هو. فقال له: قد آمنتُ يا رب، وسجد له.

حُكْم النعمة

لم يعطَ لنا إطارٌ يعيد إلينا نقاء قلوبنا كما سرّ التوبة والاعتراف. وليس هذا السرّ، في واقعه ومداه، هو ممارسة "قانونيّة" حصرًا (أي محصورًا بوقفة مؤمن تائب أمام كاهن أنيط به "سلطان الحلّ والربط")، بل إنّما هو، إلى جانب ذلك، سرّ حياة الكنيسة التي وعت أنّ الله كلّف الروحيّين، فيها، أن يُصلحوا بعضهم بعضًا (غلاطية 6: 1).

من المعلوم أنّ المشاكل، التي يتعرّض لها إتمام هذا السرّ، كثيرة ومتنوّعة. فإلى شيوع المنتقدين الاعتراف أمام أناس خطأة (أي الكهنة)، لا يخفى أنّ الكثيرين أخذوا يهملون ممارسة الاعتراف. ولا يخفى، تاليًا، رغم هذا الإهمال، ذلك الصراع المتفاقم عمّن هم الأكثر أهلاً لأن يجروا هذه الممارسة: الكهنة الرهبان أو خدّام الرعايا. لست، في هذه العجالة، بمستعدّ أن أسقط في مناصرة "فئة" على أخرى. إذ إنّ المناصرة المطلوبة يفترضها وعينا، اليوم قبل غد، أنّنا جميعًا مسؤولون عن إنقاذ هذا السرّ من كلّ ما يتعرّض له، وأنّنا، أيضًا جميعًا، نحيا في كنيسة واحدة همّ إلهها أن نتوب إليه دائمًا.

لم تحدّد هذه السطور، إلى الآن، المهملين المقصودين صراحة. فإن كان مؤمنون كثيـرون يأبون، لغير سبب، أن يحنوا رؤوسهم أمام كاهن ورع، ويقـرّوا بذنوبهم، لتعمَّر قلوبهم بإرشاد صالح، وينالوا حلّ خطاياهم، فالعجب أن تجد الأمر ذاتـه، ولو بقدر أقـلّ، بين صفـوف الشباب الملتزم. وهؤلاء هم همّي الأوّل في ما يلي: عديدة هي الأسباب التي تجعل الشباب، اليوم، يهملون اعترافهم. ولربّما أوّل سبب أنّهم، ملتزمين، يكتفون بما يلقونه في اجتماعات يلتفّون فيها حول كلمة الله وإخوة ذوي خبرة. وهذا يبطل سببًا إن قادتهم الكلمة، التي تجمعهم، إلى كشف قلوبهم لله الذي يعرفها. لو يفعلون (جميعًا)، لكانوا استطاعوا أن يساهموا في جعل حياة رعاياهم على صورة الكنيسة التي ذكرها الرسول في الاستشهاد الوحيد المسطّر أعلاه. فالاعتراف قيمته أنّه لا يعلمّنا أن نعرّي أنفسنا أمام الله ومعرِّفنا فحسب، بل أيضًا أمام الإخوة الذين نلقاهم في حياة الكنيسة، أو هكذا يجب. والعكس صحيح أيضًا. وإذا جلنا في واقعنا، نرى أنّ ما نكاد نفقده هو رصانة هذه الحياة المنجّية. وهذا، في أحيان كثيرة، لا يبرّئ بعض الذين يمارسون الاعتراف أمام الكهنة. الكلّ، تقريبًا، عاد يصعب عليه أن يقبل ملاحظة من أخ راضٍ. الكلّ، تقريبًا، أخذ يكتفي بنفسه. الملاحظة، أو النصيحة، باتت، في غير حال، اتّهامًا! وهذا أمر مخيف حقًّا، إذا قاربنا روحانيّة الكنيسة التي الكلّ، فيها، مسؤول عن الكلّ.

بعضنا، إذًا، يتصارع عمّن هو المؤهّل، والمشكلة، إلى جانب ما أتينا على ذكره، متربّعة في مكان آخر. وإذا دقّقنا في الأمر المخيف، الذي خططناه قبل قليل، ينتصب أمامنا أمر يزيد على خوفنا خوفًا. فإنّ من يرفض نصح أخٍ، وإن كان يقبله من أبيه في بركات الاعتراف، لهو إنسان يفتّش عن أن يكون حلوًا في عيني نفسه، أو في عيون الآخرين. ما من تفسير آخر! ولنفترض أنّ النصيحة، التي تسدى إلينا، تحمل بعضَ تجنٍّ، فإذا رفضناها، لا يتغيّر الحال. إذ إنّ تراثنا يحضّنا على أن نقبل كلّ نصح يريدنا أنقى، ولو مضمونه لا ينطبق كلّيًّا علينا. وحجّته أنّه يفيدنا، لنصحّح خطأ آخر يكمن في ثنايا قلوبنا. قيمة قبول النصح أنّه يعلّمنا، كما الاعتراف، أن نتواضع. وهل من سبيل أنجع، لنبرأ من خطايانا المعشّشة في قلوبنا؟ وهل من سبيل أفضل يلفتنا إلى أن نرغب في أن نحيا تحت عيني الله المصلحتين؟ وهل من خطأ أعظم، (إذا جاز تعظيم خطأ على آخر)، من إهمال عيني الله؟

دائمًا تلفتني الصلاة التي يتلوها الكهنـة أثناء تلاوة مزامير السحرّيّـة، وأعني: "قوّم خطواتنـا في طريق السلام" (الإفشين الثـالث). كيف يتمّ هذا بعيـدًا مـن حيـاة الكنيسـة؟ أجـل، يعطينا الله نعمه، لنعـي حقـّه. ولكن، هل من نعمة تفوق نعمة قبول الحيـاة في الكنيسة؟ إن كنّا نعرف، فيجب ألاّ ننسى أنّ كلّ أسرارنا، التي نسمّيها "المدخل" والتي تحيينا أعضاء في الجماعة، تصبّ في التـزامنا حياة الكنيسة ونموّها وارتفاعها. ما من سرّ هدفه فرديّ. كلّ سرّ من أسرارنا، وكلّها معًا، أسرار جماعيّة. وإذا سمّى آبـاؤنا سرّ الشكـر (القدّاس الإلهيّ) "سرّ الأسرار كلّها"، فلكونـه، بالضبـط، "سرّ الجماعـة"، كما يدعوه ديونيسيوس الأريوباغي، أي السرّ الذي يجعــل الشعـب المبعثر شعبًـا إلهيـًّا. وما كان سرّ الشكر، يومـًا، محصورًا بفترة إقامته. فهو، أصلاً، يستعمـل الزمن، ويتجـاوزه (من دون أن يلغيـه). وعليه، فإنّ حياتنا معًا، بتفصيلها وتفاصيلها، مسيرة دائمة. بمعنى أنّنا نحيا، لنشارك في القدّاس الإلهيّ. ندخل، ونخـرج، لندخل من جديد (إن وُهبنا حياة). وهكذا نسير. وعليـه أيضًا، نطلب إلى اللـه أن يقوّم خطـواتنا. لِمَ؟ للسبب عينه. أي لنقدر على الدخول دائمًا. صحيح أنّ تراثنا لم يربط بين الاعتراف والمشاركة في كلّ خدمة إلهيّـة. لكنّ الصحيح، أيضًا، أنّه رأى أنّ ما يعبّد درب دخولنا خدمة الأبد، هو التـوبة. هل هذا الإهمال المتفشّي للاعتراف، في بعديه، هو خطأ ضدّ وعينا أنّ الله "وضع أمامنا مائدة"، لنحيا على بـرّه؟ لا أقصد تكفير أحد إن قلت: ليس أرثوذكسيًّا من يربـط بين الاعتـراف وكلّ مناولـة، وليس أرثوذكسيًّا من يقبـل التـوبة على يد أبيه الروحـيّ، ويرفضها في بركات الحياة الكنسيّة. وهل يحقّ لنا، إذ ذاك، أن نسمّي التوبة توبة؟

لقد جعلنا الله معًا، لنعرف كيف نحبّه، ونخلص له، ونشهد لمجده. من هذه الحقيقة الوحيدة، نحيا بانتظار ذلك اليوم الذي سيقول الله لنا، فيه، إن كنّا، فعلاً، قد جعلنا أنفسنا في خدمته، على أنّنا أحياء قاموا من بين الأموات، وجعلنا من أعضائنا سلاحًا للبرّ في سبيل الله، وما كان للخطيئة من سلطان علينا، بل كنّا في حُكْم النعمة (رومية 6: 13و14).

الخوف من الموت

“الموت محك موقفنا من الحياة. الذين يخشون الموت يخشون الحياة. انه ليستحيل ان لا تخاف من الحياة بكل تعقيداتها وأخطارها ان كنتَ خائفًا من الموت.

ان كنا خائفين الموت لن نكون مستعدين لمجازفات كبرى بل نقضي كل أيام حياتنا بجبن وحذر وخفر. اما اذا كنا قادرين على مواجهة الموت، وحددنا مكانته ومكانتنا إزاءه، اذ ذاك نكون مؤهلين لأن نعيش بلا خوف وبملء ما عندنا من أهلية”.

هذا قول للمطران انطوني (بلوم) قد يُساعدنا التأمل فيه على السير قدمًا في حياتنا بشجاعة ورجاء. المطران انطوني من الآباء الروحيين الكبار عاش في انكلترا في القرن العشرين. نُشر له بالعربية كتاب “مدرسة الصلاة”.

الأخبار

برمانا

احتفلت رعية برمانا بالذكرى الخمسين لرسامة راعيها الأب جورج (خوري) كاهنًا وذلك ضمن حفل عشاء ضم نحو 600 شخص من الأهل والأصدقاء وأبناء الرعية وعلى رأسهم سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس. كانت حفلة التكريم هذه مفاجأة للمحتفى به الذي خدم رعية برمانا عشرات السنين ولا يزال.

عُرضت أثناء العشاء صوَر قديمة وحديثة للأب جورج تبيّن مسيرته الطويلة في خدمة الكنيسة. تكلّم أولاً خلال العشاء الارشمندريت كوستا (كيال) الذي يخدم مع الأب جورج في رعية برمانا، الذي عرض المناسبة ورحّب بالحضور، وشكر كل الذين ساهموا في نجاح الاحتفال. ثم كانت كلمة المطران جاورجيوس الذي تكلّم عن معرفته بالأب جورج منذ صباه ومرافقته له، مركزًا على خدمة الكاهن وتقديسه. أخيرا عبّر الأب جورج عن تأثره بالمفاجأة وشكر الجميع.

في النهاية قُدّمت الهدايا للأب جورج من الرعية اولا ومن الرعية المارونية في برمانا ومن الكثيرين من العائلات والأصدقاء. كما وزع على الجميع بمثابة ذكرى تسجيل حديث للقداس الإلهي في برمانا.

http://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

 
Banner