العدد 08: الابن الشاطر |
![]() |
Sunday, 20 February 2011 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس أحد الابن الشاطر رَعيّـتي كلمة الراعي الابن الشاطر حكـى يسـوع كثيـرًا عـن التـوبـة صـراحـة. هنـا يـؤلـف حكـايـة تُصـوّر هـذا التعـليـم تصـويـرا. وتـدور الحكايـة او المثـل هكذا: انسـان كـان لـه ابنـان، الصغير أراد ان يأخذ مسبقًا حصتـه من الإرث وأن يفـتـرق عـن بيـت الأهـل، والآخـر لـم يـرد القسمـة بـل أراد البقـاء فـي البيـت. الصـغـيـر أخـذ كـل أمتـعـتـه وعـاش فـي بـلـد بعيـد على هـواه عـائشـًا فـي الخـلاعـة. أنـفـق كل شيء إذ حدثـت فـي الغـربـة مجـاعــة وحـاول أن يعيــش بمـال قـلـيـل يـجـنيـه مـن عملـه ولكـن كسبـه كـان قــليـلا.
فكـّر بالعـودة الـى بيـت العائـلـة وأن يقـول لأبيـه انـه ابنـه أي أن يعتـرف بخطـايـاه. فيما هو غيـر بعيـد عـن البـيـت رآه أبـوه. هـل كـان الرجل على شـرفـة او على سطح مطـلّ على آخـر طـريـق العـودة؟ هـل انـه لـم ييـأس مـن عـودة ابنـه؟ هـل كـان يتـوقّع أن يقـع الشاب في خسارة اقتصادية لكونه ذهب لينفق لا لـيـجـمـع ثـروة؟ “رآه أبـوه فـتـحـنّــن عـــليــه وأســرع وألـقـى بنـفسـه على عنـقـه وقبّـلـه”. لـم يـوبّـخـه، لـم يلُـمـه، لـم يقـل لـه ان السلوك الحَسـن كـان أفضـل مـن السلـوك السـيء. اكـتـفى بـأن يعـانـقـه وان يـعـطـيه الحلـّة الاولى ويـُلبـسـه فـقد كـان ممـزَّق الثـيـاب ككـل انسـان جـاع ومـا كان عنـده ان يشتـري ثـوبـًا. وذبـح لـه العجـل المُسّمـن وقـال للخـدّام: “ان ابني كان ميتًـا فعـاش وكـان ضـالا فـوُجـد”. سمّـاه ابنـه اي لـم يقـطع العـلاقـة بـه. وكان في الحـاشيـة غنـاء ورقـص، وتعجـّب من هذا الابـن الـذي بقـي حـرا وغـضب لكـونـه اعـتـبـر ان أبـاه كـان ظـالمًـا فـفصل نـفـسه روحيـا عـن العـائلـة ولم يُرد أن يـدخـل، وأخـذ يُمـنـّن أبـاه واعـتـبـر نفسـه بارّا. كيـف يُعـامـل الأزعـر مثـل الطـاهـر؟ كيف يـفـضّـل الـولـد الساقط على الذي لـم يسقـط؟ هـذا ما كـان يـدور في فكره. أيكون جـزاء الـزاني أن يعـامـل مثـل الـذي بـقـي طـاهـرًا؟ منطق الآب كان منطقًا آخر. البار أُعامله كصاحب البيت. يأكل ويشرب ويتنعم بكل ما في البيت. تنعّم الى الحدّ الأقصى وليس من حقّه أن يُعاقب أخاه. والمال للأب وهو حرّ به. ولم يمنع عن الكبير شيئًا. لم يحرمه شيئًا. العجل المُسمّن له والخاتم والحذاء، وله الحق أن يعطيها كلها لمَن شذّ ومرق. كان قلب الوالد همّه أن يخلص ابنه المتمرّد وأن يقول له انه لا يزال يحبّه، وأحسّ الوالد بأن ابنه الصغير كان كالميت وسمّاه الإنجيل ميتًا. هذا المثل الذي سُمّي “مثل الابن الشاطر” في تراثنا هو في الحقيقة، اذا اعتبرنا الولدين، “مثل الوالد الحنون” الذي غفَر للولد المُتمرّد وعامل بالعدل الولد الأكبر. عامل كل واحد بأسلوب ولكن بالمحبّة الواحدة. يسوع جاء ليخلّص الخطأة، وإذا ميّزهم فلكي يحسّوا ويتوبوا ويعودوا الى وجه الآب السماوي. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: 1كورنثوس 12:6-20 يا إخوة، كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء مباح لي ولكن لا يتسلط عليّ شيء. إن الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة، وسيُبيد الله هذا وتلك. اما الجسد فليس للزنى بل للرب والرب للجسد. والله قد أقام الرب وسيُقيمنا نحن أيضا بقوته. أما تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء الـمسيح؟ أفآخذ أعضاء الـمسيح وأجعـلها أعضاء زانية؟ حاشى. أما تعلمون أن من اقترن بزانية يصير معها جسدا واحدا لأنه قد قيل يصيران كلاهما جسدا واحدا. أما الذي يقترن بالرب فيكون معه روحا واحدا. اهربوا من الزنى، فإن كل خطيئة يفعلها الإنسان هي في خارج الجسد، أما الزاني فإنه يخطئ إلى جسده. أَم ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي نلتمـوه من الله، وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله.
الإنجيل: لوقا 11:15-32 قال الرب هذا المثل: إنسان كان لـه ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: يا أبتِ أعطني النصيب الذي يخصّني من المال. فقسـم بينهما معيشته. وبعـد أيام غير كثيرة جمع الابن الأصغـر كل شـيء له وسافـر إلى بلـد بعيد وبذّر ماله هنـاك عائشا في الخلاعة. فلما أنفق كل شيء حدثت في ذلك البـلد مجـاعـة شديدة، فأخذ في العوز. فذهب وانضوى إلى واحد من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقولـه يرعـى خنازيـر. وكان يشتـهـي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنـازير تأكلـه فلم يعطـه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أجراء يفضُل عنهم الخبـز وأنا أهلك جوعا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ قد أخطأت إلى السمـاء وأمامك، ولستُ مستحقا بعد أن أُدعـى لك ابـنا فاجـعـلني كأحد أُجَـرائـك. فـقام وجـاء إلـى أبـيـه، وفيـمـا هـو بـعد غير بعيد رآه أبوه فتحنن عليه وأسـرع وألقى بنفسه على عنقه وقبّلـه. فقال له الابن: يا أبتِ قد أخطـأتُ إلى السماء وأمامك ولستُ مستحقـا بعد أن أُدعى لك ابنـا. فقال الأب لعبيـده: هاتوا الحُلّـة الأُولى وأَلبِسـوه، واجعلـوا خاتمـا في يده وحذاء فــي رجــلـيـه، وأْتُـوا بالعـجـل الـمُـسمّـن واذبحـوه فنـأكـل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوُجد. فطفقـوا يفرحون. وكان ابنُه الأكبـر في الحقل. فـلـما أتـى وقـرُب مـن البيـت سمع أصـوات الغنـاء والـرقـص. فـدعـا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال لـه: قد قَدِم أخوك فذبـح أبوك العجـل الـمسمـّن لأنه لقيـه سالـما. فغـضب ولم يُرِد أن يدخل. فخـرج أبـوه وطـفـق يتـوسل اليه. فأجـاب وقـال لأبيـه: كـم لـي مـن السـنـين أخدمك ولم أتعدَّ لك وصية، وانـت لم تـعطني قـط جدْيا لأفـرح مع أصدقائي. ولـما جـاء ابـنك هـذا الذي أكـل معيـشتـك مع الـزواني ذبحـتَ لـه العجـل الـمسمّـن! فقال له: يا ابني انـت معي في كل حين وكـل ما هـو لي فهـو لك. ولكن كان يـنبغـي أن نـفرح ونُـسَرّ لأن أخاك هذا كان ميتـا فعاش وكان ضالا فـوُجد.
توبة الابن الشاطر في إطار تهيئتنا لاستقبال الصوم الكبير اختارت الكنيسة أن تقـرأ نهار الأحد الذي يسبق أحد مرفع اللحـم مثل "الابن الشاطـر". أمّا العبـرة الكامنـة وراء هذا الاختيـار فتتلخّص بالفكرة البديهيّة القائلـة بأنّ مـَن يرغب بانتهاج الصوم سبيلاً إلى لقاء القائم من بين الأموات فعليه أوّلاً أن يسلك طريق التـوبـة والرجوع عن الخطيئـة. فالمـؤمـن يرى أنّ حياتـه إنّما هي رحلة روحيـّة يسوح فيها في ديـار الـربّ عبـر الصلاة والصوم ومحبـّة القريب وقراءة الكتاب المقدّس والاقتداء بسير القدّيسين... وكلّ هذه ليست سوى وسائل ضروريّة من أجل الوصول إلى هدف وحيد هـو التـوبـة وقبـول الخلاص الآتي. يلاحظ بطرس خريسولوغوس أسقف رافينّا (+450) أنّ الابن لم ينتظر موت أبيه للحصول على حصّته من الثروة. لذلك رغب في الحصول على ما يمكنه التمتّع به على حساب أبيه وهو حيّ. أمّا لماذا أعطى الأب ما يرغب ابنه في الحصول عليه فيردّه بطرس إلى كرم الأب اللامتناهي: "سخاء الأب أثبت أنّه لم يرفض لابنه الأصغر طلبه". ويعتبر القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397) أنّ الأب لم يُذنب حين أعطى الابن الأصغر حصّته من الأملاك، ويتابع قائلاً بعد أن يشبّه بيت الأب بالكنيسة: "لو لم يترك الأصغر أباه، لما عرف مصاعب الحياة. سافر مَن غادر الكنيسة إلى بلاد بعيدة وبدّد ميراثه". يشدّد أمبـروسيـوس أيضًا على كـون ابتعـاد الابن الأصغـر عن أبيـه إنّما هو "ابتعـاد عـن الذات لا عـن المكان. مَـن انفصل عن المسيـح انفصـل عن ذاتـه". ثمّ يضيف هو نفسه قائلاً: "بعد أن كنّا بعيـدين صرنا قريبيـن بـدم المسيـح. فلا نحتقرنّ العائـدين من أرض بعيـدة، لأنّنـا نحـن كنـّا بعيدين أيضًا". ويقرأ أمبروسيوس موضوع "المجـاعـة" التي أصابـت تلـك البـلاد التي ذهب إليها الابن الاصغر قراءة روحيّة، فيقول: "لم تكن مجاعة بسبب قلّة الطعام، بل كانت مجاعة بسبب فقدان الأعمال الصالحة والفضائل. فأيّ جوع أكثر بؤسًا منه؟ مَن ترك كلمة الله جاع: "الإنسان لا يحيا بالخبز وحده، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (لوقا 4: 4). مَن ترك الكنز وقع في ضيق. ومَن ترك الحكمة صُعق. ومَن ترك الفضيلة هلك". يذهب فيلوكسينوس أسقف منبج (+523) إلى القول بأنّ الابن الشاطر، على الرغم من خطيئته، لم يفارقه الروح القدس: "بدّد الابن الأصغر الثروة وأطعم بمال أبيه البغايا. لكنّه لم يفقد لقب الكرامة، أي لقب الابن. أطارت ريح الآثام الإرث الذي تسلّمه من أبيه. لكنّه دعا الله "أبّا". فنعمة الروح القدس، التي تخوّله أن يدعو الله "أبّا" لم تفارقه. إنّا ندعو الله "أبّا" بسلطان الروح القدس الذي هو في داخلنا. واضح أنّ الذين لم يصبحوا أطفالاً لله بولادتهم الجديدة بالمعموديّة لا يسعهم استعمال لفظ أبّا". الابن الأصغر، وفق فيلوكسينوس، هو صورة عن كلّ المعمّدين الذين لم يفارقهم الروح الذي نالوه في المعموديّة. فمهما غالوا في الخطيئة، تبقى مفتوحة لهم أبواب العودة إلى أحضان الآب. في هذا السياق عينه يحثّ القدّيس أمبروسيوس المؤمنين على الاعتراف بخطاياهم، فالابن الأصغر بدأ عودته إلى أبيه بالقول: "يا أبتِ، إنّي قد أخطأت إلى السماء وإليك. ولستُ مستحقًّا بعدُ أن أدعى لك ابنًا، فاجعلني كأحد أجرائك". يعلّق أمبروسيوس على هذا الاعتراف بقوله: "الله يعرف كلّ شيء، لكنّه ينتظر اعترافك. وهناك مَن يشفع بك، وإلاّ لكان المسيح قد مات لأجلك عبثًا". أمّا بطرس خريسولوغوس فيقول عن استقبال الأب لابنه بالعناق والقُبل: "لم يضرب الأب ابنه، بل صالحه وقبّله. محبّة الأب تغاضت عن معاصي الابن. لم يفضح جرائم ابنه، ولم يذلّه، بل برّأه من خطاياه بقبلة منه، وغطّاها بمعانقته إيّاه. شفى الأب جروح ابنه من دون أن يترك فيه ندبًا أو عيبًا". يؤكّد القدّيس أثناسيوس بطريرك الإسكندريّة (+373) على عدم فقدان الابن التائب مكانته لدى أبيه: "لـمّا اعترف الابن الأصغر بذنبه صار أكثر جدارةً للفوز بما صلّى من أجله. لم يتّخذه أبوه أجيرًا، ولم يعامله معاملة غريب، بل قبله ابنًا. قبله كميت عاد إلى الحياة. وأهّبه للوليمـة الإلهيـّة، وألبسه الثـوب الفاخر الذي كان يرتديه من قبل". ويتابع أثناسيوس شرحه مقـارنًا سلوك الأب مع ابنه بسلوك الربّ مع التائبين الذين بتـوبتهـم يحـوزون مجـد المسيـح: "بديلاً من الفساد ألبسـه رداء عدم الفساد. ولسدّ جـوعـه ذبـح لـه العجـل المـسمـَّن. يأمر بوضع الحذاء في رجليه لكي لا يتغرّب ثانيةً. والأعجب من ذلك أنّه وضع خاتم الختم الإلهيّ في يده. بهذه الأمور كلـّها يـلده ثـانيـةً على صـورة مجـد المسيـح". يقول القدّيس كيرلّس بطريرك الإسكندريّة (+444) إنّ الربّ يسوع قد ضرب هذا المثل لأنّ الفرّيسيّين وعلماء الشريعة "احتجّوا على لطف المعلّم ومحبّته للناس. اتّهموه بكلّ إثم لقبوله أناسًا مدنَّسين وتعليمه إياِهم. فأبان لهم أنّ إله الكلّ يطلب من الجميع دون استثناء -حتّى من الثابتين الصامدين، المقدَّسين والمرتفعين إلى أعلى درجات الثناء في رزانتهم- أن يكونوا جادّين في العمل بمشيئتـه". لقد أتى المسيح ليدعو الخطأة إلى التوبـة، فعلينـا أن نفرح بعودة الخطأة، الذين نحن أوّلهم، ولا نصدّهم بكبرياء لا تطاق. إنّه زمان التوبة، فلننتفع.
من تعليمنا الأرثوذكسي: القداس بعد القداس التلميذ: قال الكاهن في العظة ان هناك قداسًا بعد القداس، وشرح كثيرا عن ماذا نعمل بعد القداس، ولكني لم أفهم قصده. المرشد: عبارة القداس بعد القداس تأتي من القديس يوحنا الذهبي الفم. كان يقصد بها أن المسيحي المؤمن ليس مؤمنًا محبًا للمسيح خلال القداس فقط، وبعدها يخرج ليعيش حياته في العالم وينسى المسيح. المطلوب أن يستمرّ المؤمن في إيمانه ومحبته كل حياته، ويكون سلوكه سلوك مَن اشترك في جسد ودم الرب، فلا بدّ أن تظهر فيه ثمار الروح القدس الذي حلّ عليه وسكن فيه كما نصلّي كل يوم “هلمّ واسكُن فينا”.
التلميذ: ما هي ثمار الروح؟ المرشد: يقول الرسول بولس ان “ثمر الروح هو محبّة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، وداعة، تعفّف” (غلاطية 5: 22)، وايضا: “ان ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق” (أفسس 5: 9). كل كلمة من هذه الكلمات تصلح أن تكون عنوانا لطريقة حياة وللعلاقة مع الآخرين. ويكمل قائلا: “مختبرين ما هو مرضي عند الرب”. “مختبرين” يعني منفّذين، محقّقين كل ما يرضي الرب، عاملين إرادته. اذا سألتني: كيف أعرف إرادة الرب، كيف أعرف ما يرضيه؟ أجيبك: إقرأ الإنجيل، كما قلنا في عدد سابق من رعيتي. كيف تعرف إن لم تتعلّم؟
التلميذ: لكن ما علاقة هذا بالقداس؟ المرشد: العلاقة في أنك إن آمنت بيسوع المسيح وأحببته، فلا يمكن أن تُخفي هذا في قلبك. المسيح طلب من كل الذين يحبّونه أن يكونوا له شهودًا، اي أن يُعرّفوا الناس عليه. اذا سلكنا أمام الناس حسب الكلمات التي عدّدها بولس كثمار الروح، محبة، فرح، صبر، سلام... نُعامل الناس كما عاملهم يسوع، نحبّهم، نصبر عليهم، لا نتكبّر عليهم ولا نهزأ بهم... “فيعرف الناس أنكم تلاميذي” كما قال يسوع. كل هذا ينبع من اشتراكنا في القداس.
التلميذ: هل تعطيني أمثلة عمليّة عن معاملة الناس؟ المرشد: الانتباه الى الناس، إعطاء الوقت اللازم للإصغاء اليهم، الصبر وعدم التأفف، الاقتناع أن يسوع المسيح فيهم ايضا، الإصغاء الى حاجاتهم المادية وغير المادية. ولا ننسى ان العطاء مغبوط أكثر من الأخذ. الانتباه الى كل الناس مهم، ولكن الأهم الانتباه الى الفقراء منهم، مما يعيدنا الى القديس يوحنا الذهبي الفم الذي قال: بعد القداس الإلهي، هناك قداس آخر على مذبح الفقير، وقصد به العطاء... هكذا يعمل الروح القدس، وكل واحد منا يعمل معه في سلوكنا اليومي بعد أن نكون خرجنا بسلام من القداس.
مكتبة رعيتي صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع كتاب جديد للأب إيليا (متري) عنوانه “الإنسان الجديد” يحتوي على مجموعة مقـالات يتأمـل فيهـا الكاتـب آيات الكتاب المقدس ويبيّن منها سلوك المسيحي، او كيف يتصرّف الإنسان الجديد. الإنسان الجديد هو الذي يعيش حسب الإنجيل، يقرأ الكتاب المقدس ويحيا كل آية من آياته، هو الذي يتابع القداس الإلهي وصلوات الكنيسة ويحب الإخوة لا سيما الفقراء. قراءة الكتاب سهلة إذ ليس القارئ مضطرا لقراءة الكتاب دفعة واحدة. يختار مقالة ويتوقف عندها وينتقل الى مقالة ثانية عندما يشاء. وكل مقالة تقود القائ الى الانجيل. صفحات الكتاب 192، وسعر النسخة تسعة آلاف ليرة لبنانية. يطلب من مكتبة الينبوع.
الأخبار الريحانة احتفلت رعية الريحانة بعيد شفيعها القديس ثيودوروس قائد الجيش الذي يقع في 8 شباط. للمناسبة ترأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس ثيودوروس الأحد في 6 شباط بحضور أبناء الرعية. أثناء القداس رُسمت السيدة ماري فرح قارئة في الكنيسة. بعد القداس افتتح سيادته معرض الأشغال اليدوية والمونة، ثم اجتمع الكل حول مائدة الغداء.
جنيـف افتُتح في المركز الأرثوذكسي التابع للبطريركية المسكونية في جنيف متحفٌ للفن المسيحي تقام فيه المعارض. كان الافتتاح في الثالث من شباط بحضور قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول وحضور نحو أربع مئة شخص، منهم الرسميون والشخصيات الثقافية والدبلوماسية والاقتصادية وعدد من المطارنة الأرثوذكسيين وممثلو الكنائس الأخرى. في المتحف حاليا معرضان: الأول يحتوي على أعمال فنّية مسيحية تأتي من متحف بيناكي في أثينا، والثاني مجموعة لوحات بعنوان “رحلات الى سينا من 1929 الى 1933”. |