ocaml1.gif
العدد 38: من أراد أن يتبعني Print
Sunday, 21 September 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 21 أيلول 2014    العدد 38

الأحد بعد عيد رفع الصليب

logo raiat web



كلمة الراعي

من أراد أن يتبعني

يبدأ إنجيل اليوم بقول الرب: "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". وقد أكّد الكتاب أن من أراد ان يخلّص نفسه يُهلكها، وبالعكس من أهلك نفسه من أجل الرب ومن أجل إنجيله يخلّصها.

 كثيرون يريدون أن يتبعوا الرب. نحن الذين نشأنا مسيحيين أظهرنا بشكل او بآخر أننا نريد ذلك. عندما نأتي الى الكنيسة نُظهر بالأقل نيّة لاتباع المسيح. ولكن كثيرًا ما نكون كبقية الأمم اي اننا نحتسب ان ديانة يسوع تقوم بطقوس نتبعها او ببعض إحسان نكفّر به عن ذنوب.  نظنّ ان المسيحية مراسم، إشارات مع صلوات وإنشاد، اي اننا نتصرف وكأن رسالة يسوع لا تكلّفنا الكثير.

لا شك ان ذلك كلّه حسَن، ولكنه في آخر المطاف لا يكلّف الجهد الكبير. يسوع يريد أكثر من الأعمال الظاهرة، بل يريد أكثر من النية الطيبة والعزم المخْلص. انه يطلب تحويلا كليا للكيان، يريد أن نسلّم النفس اليه تسليمًا كليا بحيث لا تبقى ساعة لنا وساعة لربنا، بحيث تكون الروح في أعماقها وبكل جوارحها لربها، بحيث ينسى الانسان نفسه نسيًا كليا، بحيث يذهب الى الموت اذا لزم ذلك. ولهذا لم يقل سيدنا انه ينبغي ان نكفر بشيء من المال او بشيء من الوقت، ولم يقل انه ينبغي ان نكفر بأحبائنا وأصدقائنا فقط، ولكنه ذهب الى أبعد من هذا وقال: ينبغي ان نكفر بهذا الأساس الذي تنبع منه كل محبة للأرض وكل تعلّق بالذات. ينبغي ان نكفر بالحياة كلها.

من أراد ان يتبعني فليكفر بنفسه اي فليُنكرها، ليبذل هذا الشيء الصميميّ الداخلي الذي يحبّه. يسوع يدعونا الى أن نتخلّى عن الأنا. صوّر لنا يسوع الحياة على انها صراع بين "أنا" نحبّه وبينه هو. المال الذي نتمسك به، والمجد الذي نسعى اليه، والمحبات التي نُدغدغها، كل هذا هو الأنا. هذا الصميم بذاته هو الذي لا نريده ان يذهب. ولذلك جاء يسوع ليضرب العمق، ليقتلع أصل الشيء، وقد واجهنا بهذا القول العظيم: "ماذا ينتفع الانسانُ لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أَم ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه".

ان القاعدة التي لا تخطئ والتي لا تُرَدّ هي أن الانسان عبد للخطيئة التي يصنع، وهو بالبرّ الذي يصنع. الانسان عبد عندما يحب الأشياء التي تزول. انه يستطيع ان يكون ملكًا على عرش ومع ذلك قد يكون عبدًا. ويستطيع ان يكون في السجن ومع ذلك قد يكون حرًّا. العبودية ليست نظام العبيد، والحرية ليست نظام الأحرار لأن من نسمّيهم أحرارا قد يكونون عبيدا.

ان يسوع يضرب جذور الخطيئة اي شهوة النفس. إن أردنا ان نكون على ديانة الصليب، سعينا الى الحرية الداخلية التي لا يراها أحد بحيث نتطهّر من أصول البغض، من أصول الاشتهاء.

ان الكنيسة تقرأ علينا طيلة هذا الموسم قراءات عدة تذكّرنا فيها بهذا الصليب الذي هو وسط إيماننا وصورته. وهذا لا يعني ان السيد أتى ليعذّبنا او ليُعدّنا الى الآلام. الآلام الحقيقية هي التي نصطنعها نحن اي آلام الجسد، وآلامنا المعذّبة ليست شيئا إن ارتضيناها صابرين وأَسلمنا للرب يسوع. ولكن الآلام المفتعلة، آلام الشهوة هي التي تحزّ في النفس حقيقة وتُبعدنا عن الله. الخطيئة وحدها في آخر التحليل هي المؤلمة لأنها هي التي تُكبّل النفس وتستعبد الانسان وتستغلّه.

إن شئنا ان نقطف ثمار عيد الصليب، إن أردنا ان نكون مرتفعين مع السيد الى أبيه والى المجد الحقيقي، كان علينا أن نفهم أن صراعنا هو مع الإنسان العتيق الفاسد الكامن فينا الذي يستيقظ حينا بعد حين ليقضي على الانسان الإلهي، ليشوّه صورة الرب فينا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: غلاطية 2: 16-20

يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضا خطأة، أفَيكون المسيح اذًا خادما للخطيئة؟ حاشى. فإني إنْ عُدتُ أَبني ما قد هدمتُ أَجعلُ نفسي متعدّيا، لأني بالناموس مُتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمانِ ابنِ اللهِ الذي أَحبّني وبذل نفسه عني.

الإنجيل: مرقس 8: 34-9: 1

قال الرب: مَن أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويَحمل صليبه ويتبعني، لأنّ من أراد أن يُخلّص نفسه يُهلكها، ومن أَهلَكَ نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها. فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أَم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القديسين. وقال لهم: الحق أقول لكم إنّ قوما من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتى يرَوا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

الاتّحاد الأخويّ في الربّ

قال الرسول إلى المؤمنين في كنيسة فيلبّي: "لذلك يا أحبّائي، كما أطعتم دائمًا، فلا يكنْ ذلك في حضوري فقط، بل على وجه مضاعف الآن في غيابي، اعملوا لخلاصكم بخوف ورعدة"(2: 12).

كلّ إنسان، اعتنى بأن يُسهم في تربية سواه كنسيًّا، يعرف قيمة ما اقتبسناه من فم بولس هنا. ويعرفه، أيضًا، كلّ مَنِ احتلّه الوعي أنّ كلّ خير، تلقّاه، إنّما يقوم على أنّ كلمة المربّي الحقّ هي وجهُهُ! فالمربّي لا يُغيَّب، بل يبقى حاضرًا في ضمائر طُبع فيها الخير أبديًّا. هذا دليل على أنّك تربّيت فعلاً.

قَبْلَ أن نستغرق في معنى هذه الكلمات، يجب أن نبيد خطرًا قد يتسلّل إلينا. وهذا أنّ بولس دفعه إلى قوله شعور بأنّ أهل فيلبّي كانوا يُمالئونه، حاضرًا، بطاعتهم. لا، هذه ليست حالهم إطلاقًا. هذه مراءاة نتنة، لو شعر بها الرسول، لَما كان كلّمهم على ما اختبره فيهم، لَما كان رفع صوته بمناداتهم: "يا أحبّائي". هذا لا يعني أنّ الدنيا تخلو مِمَّنْ يمثّلون، ويضاعفون طاعتهم أمام عيون مربّيهم! لكنّ جوّ أهل فيلبّي، أو جوّ العلاقة التي تجمع الرسول بهم، لا تسمح لنا بأن نرمي عليهم عيبًا! إنّهم أناس وديعون، متواضعون، مطيعون ومجاهدون. وخير ما يؤكّد ذلك أنّ رسالته إليهم ضمّنها نشيدًا عن الربّ الذي تنازل إلينا تواضعًا، وأطاع حتّى الموت، موت الصليب (2: 6-11). بلى، أرادهم أن يقتفوا آثار فضائل ربّهم في غير وقت. ولكن، بلى أيضًا، قادته فضائلهم إلى أن يغنّي للمسيح على صفحات طيّبة خصّهم بها.

هل تسمح لنا كلماته بأن نشتمّ فيها شعوره بالخطر على حياته؟ ربّما. فرسالته، التي خصّهم بها، وضعها فيما كان سجينًا. من بعيد إذًا، من سجنه، استعجل نفسه، ليعلن لهم، في رسالة خاصّة، أمرين مترابطين: أن يفرحوا بالربّ، ويتّحدوا أخويًّا فيه. قلنا مترابطين عن قصد. فأنت لا يمكنك أن تفرح بالربّ حقًّا إن لم تربط مصيرك به وبإخوتك في المسيح بآن. هذا يؤكّد أنّ التربية، في المسيحيّة، إنّما إطارها أن نحيا في المسيح أخويًّا. إنّها حياة في الربّ الذي هو سيّد الإخوة وملتقى الإخوة. طلب الرسول منهم أن يضاعفوا الطاعة في غيابه، أي أن يبقوا، إخوةً، قائمين في فرح ووفاق وسلام. هذه هي قواعد الحياة التي تليق "ببشارة المسيح" (1: 27)، التي ذكرها، وأتبعها بقوله: "لأعرف، سواء جئتكم ورأيتكم، أم كنت غائبًا فسمعت أخباركم، أنّكم ثابتون بروح واحد مجاهدون معًا بنفس واحدة في سبيل إيمان البشارة". ليس أحلى من هذا الوعد باللقاء الذي رجا، من ضباب سجنه، أن يتمّ عن قريب (2: 24). بولس يعرف أنّهم يحبّونه. ولقد كلّمهم على لقاء قريب خوفًا من أن يأسرهم حزن عليه. ولكنّه ارتقى بهم إلى أن يطردوا كلّ خوف في حياة قويمة. الناس سيموتون. وأمّا القلوب التي خطفها الربّ إلى رحاب طاعته، فلا يقوى عليها موت. سأراكم، يقول، أو أرجو ذلك. لكنّني، إن رجوت شيئًا أعلى، فأن تعاملوني على أنّني حيّ في وسطكم دائمًا. هذا هو الحضور الذي يطمئنني إلى أنّني "ما سعيتُ عبثًا ولا جَهَدتُ عبثًا"(2: 16).

من براعة التربية السليمة أن يدرك المربّي، دائمًا، أنّ قبره مفتوح أمامه. هذا، من دون أن نبتعد عن حال بولس، لا يعوزه أيّ شعور بالخطر. هذا يفترضه واقع الحياة. إن أردتَ أن تُسهم في تربية سواك، يجب أن تعرف أنّ الناس لا يتربّون، حقًّا، إن بقوا متعلِّقين بمربّيهم تعلَّقًا مريضًا، ومنه إن اعتقدوا أنّه لن يواريه تراب! يجب أن ينطلقوا. إلى أين؟ إلى الربّ وبعضهم إلى بعض. هذه هي أطروحة بولس في هذه الرسالة. بعيدًا منها، يبقون أطفالاً غير ناضجين تتجاذبهم كلّ صدمة، وتفتك بهم.

لا تعطينا كلمات بولس الحقّ بأن نُدخل في سياقنا كلامًا على إمكان سقوط المربّين. ولكنّنا، إن خرجنا عن حروف رسالته قليلاً، يذكّرنا هو نفسه، في رسالة أخرى، بأنّ "مَنْ ظنّ أنّه قائم، فليحذر السقوط" (1كورنثوس 10: 12). لم يسقط بولس. حاشا، حاشا! لكن، هل يمكننا أن نضمن أنّ جميع الناس لن يسقطوا، أي سيبقون مخلصين للمسيح ربّنا إخلاصًا لا يشوبه عيب؟ ما هو ضمان الطاعة في حال سقوط المربّي (الذي هو غياب من نوع آخر!) وفي حال ثباته؟ ليس من ضمان سوى هذه الأطروحة المذكورة. هذه، إن أطيعت، هي علامة النضج الذي يريح السماء راهنًا وأبدًا. وهذا إنّما المربّي يُسهم فيه، إن التزم ما طرحه الرسول التزامًا تامًّا، أي إن انتهج أن يدفع الإخوة، دائمًا، إلى الربّ وبعضهم إلى بعض. هل نريد أنّ المربّي، إن لم يلتزم هذا النهج، ساقط حكمًا، ويجب أن يعلن سقوطه، أي أن يُستبعَد توًّا؟ أجل، هذا ما يجب. فخلاص الإخوة أعلى شأنًا من مكانة أيّ إنسان، أيًّا كان موقعه. هذا لا يقبل مزاحًا!

أمّا قوله "اعملوا لخلاصكم بخوف ورعدة"، فيكلّل أطروحته عينها. لن نستفيض في كلامنا على معنى "خوف ورعدة". فهذا واضح. إنّه، في هاتين اللفظتين، يفتح قلوبهم على حضور الربّ الأبديّ الذي يريدنا جِدّيّين في كلّ ما فيه خلاصنا. فقط، سنشير إلى أنّ عبارة "اعملوا" تفترض أن تُظهر الجماعة كلّها مسؤوليّةً عن كلّ عضو فيها. يريدهم جميعًا أن يعينوا في كلّ ما يضمن خلاصهم جميعًا. لا تقبل التربية الحقّ أن يطمئنّ الإنسان إلى مصيره وبعضٍ غيرِهِ. هذا وهْم لا ينجّي. كلّنا أمام الخوف والرعدة. فالتربية، في الأخير، أن نسعى إلى أن يكون كلّ مَنْ في الجماعة على جَمال كلمات الرسول، أي طائعًا أبدًا.

ما زال بولس، حاضرًا، ينادي فينا: يا أحبّائي، اعملوا لخلاصكم باتّحادكم أخويًّا في الربّ.

أعياد الاسبوع

-      اليوم ٢١ أيلول: وداع عيد الصليب وعيد القديس الرسول كورواتوس الذي عاش في زمن السيّد وبشّر بالإنجيل ونال إكليل الشهادة في زمن الامبراطور أدريان حوالى سنة ١١٧.

كذلك عيد النبي يونان الذي نقرأ عنه في سفر الملوك الأول (١٧: ٧-٢٤).

-      ٢٢ أيلول: عيد القديس الشهيد في الكهنة فوقا الصانع العجائب. يُعَيّد له أيضًـا في ٢٣ تموز.

-      ٢٣ أيلول: الحبل بالقديس يوحنا المعمدان.

-      ٢٤ أيلول: عيد القديسة الشهيدة تقلا المعادلة الرسل، وأبينا البارّ سلوان الآثوسيّ.

-      ٢٥ أيلول: عيد أمنا البارة إفروسيني (عاشت في مصر في أوائل القرن الخامس)؛ كذلك عيد القديس سرجيوس رادونيج (روسيا، القرن الرابع عشر).

من تعليمنا الأرثوذكسي: رأس السنة الكنسية

التلميذ: قال الكاهن الأحد الماضي في الكنيسة إننا نحتفل بعيد رأس السنة الكنسية في أول أيلول، وصلّينا بالمناسبة من أجل حفظ الخليقة والبيئة. لماذا عندنا رأس السنة في أول أيلول غير رأس السنة في أول كانون الثاني؟

المرشد: للسنة الكنسية معنى يختلف عن السنة المدنية، فهي مؤسسة على أحداث حياة ربنا يسوع المسيح على الأرض ونسمّيها الأعياد السيدية. ألم تلاحظ اننا اذا تبعنا السنة العادية نعيّد لرقاد السيدة في ١٥ آب ولميلادها في ٨ أيلول أي بعد الرقاد بثلاثة أسابيع؟ لا يبدو هذا منطقيا. لكن الأعياد تتبع السنة الكنسية فيأتي ميلاد السيدة في أيلول، أول السنة، ورقادها في آب آخر السنة. هذا منطقيّ أكثر. كنا قديما نتبع السنة الطقسية في كل أمورنا، ولكنّنا قبِلنا بالسنة المدنيّة في مجتمعنا المدنيّ.

التلميذ: ما هي الأعياد السيدية؟

المرشد: الأعياد السيدية على نوعين: الأعياد الثابتة التي لا يتغيّر تاريخها من سنة إلى أخرى مثل بشارة السيدة والميلاد والظهور الإلهي ودخول السيد إلى الهيكل ورقاد السيدة... والأعياد المتنقلة أي التي يتغيّر تاريخها كل سنة وتدور كلها حول عيد الفصح مثل بدء الصوم والشعانين والصلب والصعود والعنصرة.

التلميذ: لكن لماذا صلينا من أجل البيئة؟

المرشد: في قداس أول أيلول، رأس السنة الكنسية، نرتل: "يا مُبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعتَ الأوقات والأزمنة بذات سلطانك، بارِكْ إكليلَ السنةِ بصلاحِكَ يا ربّ، واحفظ بالسلامة عبيدك المؤمنين، بشفاعة والدة الإله، وخلّصنا". وهذه هي الطروبارية التي طُبعت على الجهة الخلفية لأيقونة الخلق والتي وُزعت على جميع قراء رعيتي في ٣١ آب. بعد القداس تقام صلاة خاصة برأس السنة نطلب فيها من "الرب إلهنا أن يؤهلنا لأن نجوز السنة المقبلة بسيرة مرضية لعزته الإلهية... وان يجعل السنة المقبلة سنة خير... ويوطّد روح السلام في العالم، ويؤيد الكنيسة المقدسة". منذ بضع سنوات قررت الكنائس الأرثوذكسية أن تصلي من اجل البيئة وتحثّ المؤمنين على المحافظة على الطبيعة التي خلقها الله.

 

الصبر إلى النهاية

هذا مقطع من تعالم القديس بطرس الدمشقي الذي عاش في دمشق نحو العام ٧٧٠ ومات شهيدا في شبه الجزيرة العربية. يذكره السنكسار في ٩ شباط.

كل الفضائل تلتقي في الصبر. بدون الصبر لا تقوم فضيلة. فما من أحد يلتفت إلى الوراء يصلُح لملكوت الله. ومن زعم انه يملك الفضائل كلها فلا يصلُح أيضًـا، لأنه لم يواظب حتى النهاية، ولم ينجُ من فخاخ الشيطان ليبلغ ملكوت السماوات. وحتّى الذين نالوا العربون هم بحاجة إلى صبر ليرثوا الثواب الكامل في الدهر الآتي. ففي كلّ علم وكلّ معرفة لا بدّ من الصبر. كل شيء، قبل أن يكون، يتكوّن عن طريق الصبر. وبعد أن يتكوّن فهو بالصبر أيضًـا يثبت، ولا يستمر ولا يكمل بدونه. فإذا كان ثمة شيء صالح، فالصبر يُسيّره ويحفظه. ولكن اذا كان ثمّة شيء سيئ فالصبر يوليه المرونة وعزة النفس ولا يسمح بأن يتعرّض المجرَّب لتباريح الصغارة وعربون جهنم.

والصبر هو الذي عادةً ينقض اليأس الذي يعيث في النفس دمارًا. وهو الذي يعلّم تعزية النفس فلا يعتريها التعب تحت وطأة الجهاد والحزن. من يعرف أين خيره يجاهد قبل كل شيء ليحرز الصبر.

عيد ميلاد السيدة

رئس سيادة راعي الأبرشية صلاة الغروب للعيد في بطلّون مساء الأحد في السابع من أيلول في القاعة تحت الكنيسة التي لا تزال تُبنى بعد تهديم. وقد انتهت أعمال الباطون في هذه الكنيسة الجميلة على أمل أن تباشر الرعية بالأعمال الداخلية. اشترك في الصلاة كل أبناء الرعية والمنطقة.

وصباح العيد يوم الاثنين، أقام سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة ميلاد السيدة في الدكوانة (صيدنايا) بحضور الكثير من المؤمنين. وقد نظّمت الرعية معرضها السنوي الذي دام ثلاثة أيام مع نشاطات ثقافية.

كما احتفلت بالعيد كل كنائس الأبرشية وبالأخص تلك التي تُسمّى باسم عيد "ميلاد السيدة" وهي بالإضافة الى بطلّون والدكوانة: عاريّا وعين الجديدة وبسوس ومنصورية المتن وحامات (سيدة الحرشيّة) وهي كنيسة صغيرة محفورة في الصخر تقع غربيّ حامات في سفح الجبل المطلّ على الشاطئ.

Last Updated on Friday, 12 September 2014 20:40