ocaml1.gif
الفصح المقيم ٠٤/١٨/٢٠١٥ Print
Saturday, 18 April 2015 00:00
Share

الفصح المقيم   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ١٨ نيسان ٢٠١٥

georgekhodr   الذي لا يحسّ ان الفصح مقيم فيه يكون قد خسره. مشكلتنا الأساسية في المسيحية انها احتاجت إلى أعياد تربي فيها الناس وان كثيرًا منهم لا يعقلون. سهل على المرء ان يحس ان العيد يوم ثابت ولا يعرفه حقيقة.

  قائمة في النفس المشكلة ان الزمان يطوّعنا لنفسه فنشعر ان الأعياد تعبر ولا ندرك حقًا انها فينا. هذا من صعوبة حسّنا بالزمان في النفس. ولكنك في حاجة إلى العيد لتتربّى به على دوامه. لو كان الانسان أبديّ الشعور لا يتقلّب بتقلّب الازمنة لما كان في حاجة إلى أعياد. صح ان العيد يأتي من مطلق معناه ولكنه ينزل إلى محدوديتنا. تقطيع السنة أعيادًا يُدخل تحوّلاتنا إلى أبديّة في النفس.

كان نيتشه يقول: «أيها المسيحيون أروني انكم نلتم الخلاص لأؤمن بمخلصكم». لماذا الفصح يستبقيه المؤمنون عيدًا ولا يترجمونه حقيقة في النفس؟ لماذا بقوا في الموت ولم يقوموا في هذه الدنيا من موتهم؟ ان القيامة ان لم تكن فيك نفسانيًا لا تكون قد وصلت اليك ولا معنى لتعييدها. متى تعيد التعييد من التقويم إلى نفسك؟ لو كان المسيحيون قادرين ان يذوقوا الفصح واقعًا نفسانيًا لما احتاجوا إلى عيد. متى يصبح المسيحيون أحياء فلا يرزحون تحت أي ثقل من أثقال الدنيا؟ متى يفرح الأعرج كالسليم؟ المسيحيون يعيّدون للقيامة كل يوم أحد ويبقون كالأموات. لما كنت طالبًا في باريس كنت أزور أبي الروحي كلّ يوم ويقدم لي الشاي على عادة الروسييّن. مرة رآني حزينًا فقال لي يا فلان لمَ أنت حزين؟ ألا تعلم ان المسيح قام من بين الأموات؟ متى يواجه المسيحيون كلّ أتعابهم ومشاكلهم وإيمانهم بأن المسيح قام؟ هل جمال الترتيل عندنا يحجب رؤيتنا للسيد؟ هل الأعياد أعياد أم انها قناعة؟

اذا افترضنا ان المؤمنين يحبّون الله حبًا كبيرًا لا نبقى في حاجة إلى أعياد. إلى هذا نعرف ان الكبار في التقوى لهم كل يوم عيد.

من استطاع ان يطهّر نفسه من الخطيئة يصبح إنسانًا قياميًا. هل نقبل ان نبقى رازحين؟ من قَبِل نفسه غير قادر على القيام ليست له قيامة. العيد يعبر. أمّا الإيمان بقيامة يسوع فحياة تُحيينا. النقاوة عيد مقيم. لو كنا حقًا قادرين عليها لما كُنّا في حاجة إلى عيد. الذين يريدون ان يقوموا من خطيئتهم هؤلاء وحدهم لهم الحق بأن يقولوا المسيح قام.

Last Updated on Saturday, 18 April 2015 06:05