ocaml1.gif
المريميّة ٠٨/١٣/٢٠١٦ Print
Saturday, 13 August 2016 00:00
Share

المريميّة   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ١٣ آب ٢٠١٦

GK3   السلام عليك يا مريم نقولها باليونانية «افرحي يا مريم»، وباليونانية وردت في الإنجيل. كلّ سلام من الله فرح. بعد التسليم عليها، يخاطبها الملاك بقوله «يا ممتلئة نعمة»، وباليونانية يعني ان ليس فيها سوى نعمة ربّها. بكلام أوضح، هذا يعني ان جبرائيل لمّا أتاها وسلّم عليها، لم ير فيها سوى سلام الله وقد انوجدت إرادتها بإرادة الله. السلام عليك يا مريم تعني لي اني أرى فيها السلام، وهذا الكلام دقيق إذ افهمه انّها خلَتْ ممّا كان ضدّ السلام، وكانت خاضعة بمشيئة الله بلا تردّد.

السلام عليك يا مريم، لا تعني شيئًا ان لم تعن اني أرى سلام الربّ فيكِ، واني تاليًا آخذه منكِ. هذا يبدو لي تعبيرًا واضحًا، أن ثمّة أناسًا مثل مريم، جعل الله فيهم مسرّته وجعلهم مراجع للناس. «يا ممتلئة نعمة»، ماذا تعني سوى التجرّد ممّا ينافي النعمة، أي التحرّر من الخطيئة؟ ناس أبرياء من الخطيئة، هم كذلك عندما يكلّمهم الملاك. تقرير الملاك أن مريم بلا خطيئة، يعني بالأقلّ انها كانت في وضع الملاك لمّا الملاك كلّمها، أي انها انتقلت من هنا إلى العالم السماوي. هي في جسد لم تمسّه لمحة من الخطيئة، مُبرأة بالمشيئة الإلهيّة، مرصوفة فقط في مصاف الملائكة إلى يوم يُبعثون.

الملاك لم يشرّف مريم لما سلّم عليها. هي شرفّته، وعاد إلى السماء حاملاً مجد مريم. فبمقدار ما نحن مسيحيّون نصير مريميّين. المريميّة ليست لباسًا آخر لنا. المريميّة ليست الطُهريّة المغلقة. هي اللُصُوق بالله، وهذا يجيء من الله لا منَّا. تعلُّق المسيحيّين بمريم، الذي يبدو فائقًا، أتى من كونهم رأوا فيها الكمال البشري. أن يكون المسيح كاملاً هذا لا عجب فيه. ان تأتي امرأة، أي مخلوق، كاملة - هذا من عجائب الله في خلقه.

المريميّة ترفعنا إلى الكمال. نبلغه في اليوم الأخير. كيان جسديّ بلا وطأة للجسد، هذا هو غاية الأشواق إلى ان يخطفنا الله. أنت في الجسد، ولكنّك لست مدينًا له، هذا ما نبتغيه. أن نكون مريميّين ونحن لا نزال من لحم ودم، هذا ينزل علينا من فوق. أن نكون ذوي أجساد، والَّا نكون تحت وطأتها، هذا شوق لا يبلغه الَّا الروحانيّون.

Last Updated on Monday, 21 May 2018 10:35