ocaml1.gif
العدد ١٨: القيامة Print
Sunday, 01 May 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد أوّل أيار ٢٠١٦ العدد ١٨ 

أحد الفصح المقدّس

logo raiat web



كلمة الراعي

القيامة

المجد الأكبر الذي ليس من بعده مجد، هو المجد الذي أتانا من قيامة المخلّص. بعد هذا كلّ شيء باطل. كلّ ما عندنا من جمالات في الدنيا تضمحل وتتلاشى أمام سطوع هذا الضياء الإلهي الذي صرنا اليه بالقيامة.

بعد القيامة، كلّ شقاء يُنسى وكل مرض يُنسى وكل خطيئة تُنسى، لأن المسيح قد غسلنا غسلاً نهائيًا بدمه وعمّدنا بنُوره. لذلك يترك لنا فرحه، وفرحنا به باقٍ الى الأبد. من أجل هذا مات الشهداء لأنهم كانوا عالمين أنهم بموتهم سيتّصلون بالمحبوب، وكانوا عالمين انهم بموتهم سينالون الحياة. نحن بالحياة أبناء لحياة الله، وبهذا افرحوا.

سوف نتقدّم كلّنا من الذبيحة الإلهية، ولا يُعطى اليوم حلّ لأن الحلّ قد جاء بالعيد. فالعيد غفران، والعيد سلام للجميع لأن «المملكة العامة قد أتت» كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم. ولكن لا بدّ من ان يطيع كلّ إنسان المسيح حتى تتحقّق قيامة المسيح فيه.

وكلنا مأخوذ بقيامة المخلّص وهي أصل قيامة الأموات. القيامة وحدها الرجاء إلى الأبد. بالرغم من كلّ ما يحدث حولنا، نحن متمسّكون بيسوع الحي الظافر الممجّد إلى الأبد.

هذا انتصار في الكون كلّه، ومع ذلك نرى ان العالم ليس دائمًا في المسيح وأن أحدًا منّا ليس للمسيح بكلّيته. سؤال مؤلم معذّب مطروح علينا جميعًا: هل نؤمن حقًّا، مُعلنين ان المسيح قد قام؟ هل نتصرّف وكأنه قد قام؟ أم أن عيدنا اليوم مجرّد عيد وتراتيل العيد؟ هل تصوَّر المسيح في كل منّا بحيث صار كلّ منّا: «المسيح قام!».

أرجو أن يكون لكل واحد منّا لقاء مع المسيح القائم من بين الأموات كما التقى الرسل ومريم المجدلية التي ظنت انّه البستاني فسألته «يا سيد إن كنت انت قد حملته فقُل لي أين وضعته». عندئذ قال لها يسوع: «مريم»، وعند الصوت عرفتْ انّه السيّد، فقال لها لما حاولتْ ان تسجد عند قدميه وتقبّلهما: «لا تلمُسيني لأني لم أَصعد بعدُ إلى أبي».

المعنى الذي يمكن استخلاصه من هذا اللقاء هو ان الانسان العتيق، الانسان الفاسد فينا، الانسان المتعلّق بخطاياه، لا يستطيع ان يتعرّف إلى يسوع ويبقى المسيح مجهولاً... لأنه يقيم هوّة بينه وبين المسيح بسبب الخطايا. إن كان هذا الفصح لم يأت من التوبة فنحن جاهلون المسيح كما كانت مريم المجدلية التي لم تتعرّف اليه لأنها لم تكن مدركة ان الجسد الذي كان عليه قد تجلّى بالآلام وبانتصار القيامة.

رجاؤنا ان تكون حياتنا فصحيّة منقولة يومًا بعد يوم من الخطيئة والموت الى جسد الرب ومشاركة الله في الخدمة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

 

 

الرسالة: أعمال الرسل ١: ١-٨

إني قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعملها ويُعلّم بها إلى اليوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمه ببراهين كثيرة وهو يتراءى لهم مدة أربعين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليم بل انتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني، فإن يوحنا عمّد بالماء وأما أنتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسأله المجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ المُلك إلى اسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة أو الأوقات التي جعلها الآب في سلطانه، لكنكم ستنالون قوة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي جميع اليهودية والسامرة وإلى أقصى الارض.

 

الإنجيل: يوحنا ١: ١-١٧

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الله. كلٌّ به كان، وبغيره لم يكن شيءٌ مما كوِّن. به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنورُ في الظلمة يضيء والظلمة لم تُدركه. كان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمِنَ الكلُّ بواسطته. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور. كان النورُ الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتٍ إلى العالم. في العالم كان، والعالم به كُوِّن، والعالم لم يعرفه. إلى خاصّته أتى وخاصته لم تقبله، فأمّا كل الذين قبِلوه فأَعطاهم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنون باسمه، الذين لا من دمٍ ولا من مشيئة لحمٍ ولا من مشيئة رجلٍ لكن من الله وُلِدوا. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملوءًا نعمة وحقًا. ويوحنا شهد له وصرخ قائلاً: هذا هو الذي قلتُ عنه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلي لانه مُتقدِّمي، ومن مِلئه نحن كُلنا أخذنا، ونعمةً عوض نعمة، لان الناموس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا.

 

 

الحَمَل الفصحيّ: إسحق والمسيح

عندما صار التفكّر بمكان بناء بيت الله، لم يكن الملك سليمان مُطلق الاختيار ولكنّه لم يكن بلا معونة، لأنّ المكان كان قد حُدّد سلفًا (١أخبار الأيام ٢٢: ١). هو «بَيْدَر أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ»، حيث دعا داود الربّ «فَأَجَابَهُ بِنَارٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ» (٢١: ١٨-٢٦).

لذلك عندما كتب مؤلّف سفر أخبار الأيام الثاني: «وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا» (٣: ١)، كان بذلك يُقحم لاهوت سفر التكوين مباشرة في حديثه عن العبادة الذبائحيّة الإسرائيليّة.

بالحقيقة، هذا هو النص الوحيد في الكتاب المقدّس، حيث يُحدَّد فيه «جبل المُريّا» كموقع بناء الهيكل الجديد، المكان نفسه حيث أخد إبراهيم إبنه إسحق ليُقدّمه ذبيحة لله: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ» (تكوين ٢٢: ٢). هذا ليس تفصيلاً عرضيًا. بربط هذا الحدث القديم بالهيكل الجديد، لا يكتفي مُسجّل تاريخ «أخبار الأيام» بإظهار استمرارية الهيكل الجديد مع حقبة تقليد الآباء، ولكنّه يزوّد القارئ بمادّة غنيّة جدًا حول موضوع الخلاص.

تجدر الإشارة إلى أنّه، في الاصحاح ٢٢ من سفر التكوين، تظهر للمرّة الأولى الإشارة الى موضوع «الفداء» في ما يختصّ بذبيحة التعويض. صار الكبش المُمسَك بقرنيه، ذبيحة «عوضًا» عن اسحق، منذرًا بالـ«حمل الفصحيّ» بحسب رسم الشريعة الموسويّة، الحمل المُعدّ للذبح في ليلة الخروج «عوضًا» عن أبكار إسرائيل. يُمثّل إذًا الاصحاح ٢٢ من سفر التكوين، أقدم الإشارات الكتابيّة حول ترتيب موضوع الخلاص في الكتاب المقدّس. على مرّ القرون، كلّ الحملان الفصحيّة المقرّبة على مذبح هيكل سليمان، كانت متّصلة رمزيًا بهذا الحدث القديم الذي جرى على جبل المُريّا.

يعود بولس الرسول الى هذا الموضوع تحديدًا عندما يؤكّد أنّ الله «لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ» (رومية ٨: ٣٢). وفي معرض استرجاعه لهذا النص من الرسالة الى أهل رومية، يكتب القدّيس إيريناوس أسقف ليون: «التزم إبراهيم، بحسب إيمانه، بأمر الكلمة الإلهيّة. وباستعداد فكره، قرّب ابنه وحيده الذي يحبّه، ذبيحة لله؛ لكيما، يُسرّ الله أيضًا بأن يُقرّب ابنه الوحيد والحبيب ذبيحة فداء عن كلّ نسل ابراهيم، من أجلنا أجمعين».

لمّا كان إسحق أساس صورة الحِملان الفصحيّة المُقرّبة في هيكل العهد القديم، فهو بالتأكيد أيضًا صورة مسبقة للـ«حمل الفصحي» الذي كتب عنه بولس الرسول: «فِصْحنَا أَيْضًا الْمَسِيح قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا» (١كورنثوس ٥: ٧).

تطوّرت صورة المسيح الـ«حمل الفصحي» في وجدان الكنيسة المقدّسة وتعبيراتها المصوّرة منذ بدايات العهد الجديد بشكل كبير. هكذا، يكتب القدّيس يوستينوس الشهيد (القرن الميلادي الثاني): «يُرشّ الدم الفصحيّ علامة على القائمتين وعلى عتبة باب كلّ إنسان، هكذا نجا به كلّ الذين خلّصهم الله في مصر، بينما هلك كل أبكار المصريين. لأنّ الفصح (العبور) كان المسيح، الذي سيُقرَّب لاحقًا بحسب ما قاله إشعياء: كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ (٥٣: ٧)؛ وأيضًا كما كُتب، أنك في يوم الفصح قبضت عليه وفي يوم الفصح صلبته أيضًا. فكما خلّص دمُ الحمل الفصحي الذين كانوا في مصر، هكذا أيضًا سيُخلّص دمُ المسيح كل الذين آمنوا من الموت». 

هكذا شهادات دائمة الحضور في الكتابات المسيحيّة.

 

 

القيامة 

بعضٌ مِن حديثٍ لتلاميذه ألقاه القديس سمعان اللاهوتي الحديث (٩٤٩-١٠٢٢): لنتأمل ماهية سرّ قيامة المسيح إلهنا، السرّ الذي نودّ ان يتم فينا. لنرَ كيف ان المسيح مدفون فينا كما في قبر، وكيف انه، عندما يتّحد بنفوسنا، ينهض ويُنهضنا معه. وإليكم توضيح الكلام: ذاقَ الموت ونزل الى أسافل الجحيم. ولدى صعوده من الجحيم، اتّحد بجسده الطاهر الذي لم ينفصل عنه أبدًا، وقام من بين الأموات، وصعد الى السماء بمجد عظيم. هكذا الآن ايضًا عند خروجنا من عالم الخطيئة ودخولنا إلى شبه آلام المسيح في قبر التواضع والتوبة، ينحدر هو بالذات من السماء ويدخل في جسدنا كما في قبر، ولدى اتحاده بنفوسنا يُنهضها كونها مائتة بالخطيئة ويؤهلنا نحن القائمين هكذا معه الى رؤية مجد قيامته السرية. قيامة المسيح هي قيامتنا نحن الواقعين في الخطيئة...

كثيرون يؤمنون بقيامة المسيح، ولكن قليلون هُم الذين يرونها بوضوح. طبعًا الذين لم يروها بالروح لا يستطيعون ان يسجدوا ليسوع المسيح قدوسًا وربًا. «لا يستطيع أحد ان يقول ان يسوع هو الرب الا بالروح القدس» (١كورنثوس ١٢: ٣)، وأيضًا «الله روح والذين يسجدون له ينبغي أن يسجدوا بالروح والحق» (يوحنا ٤: ٢٣). الصلاة التي نتلوها دائمًا لا تقول: «إذ قد آمنّا بقيامة المسيح»، بل تقول: «إذ قد رأينا قيامة المسيح، فلنسجد للرب القدوس البريء من الخطأ وحده».

كيف يمكن للروح القدس ان يجعلنا نقول «إذ قد رأينا قيامة المسيح» والمسيح قام مرة واحدة قبل الف سنة، وحتى لحظة القيامة لم يرَه أحد؟... بالروح القدس قيامة المسيح تحصل فعلًا في نفس كل مؤمن على حدة، وذلك ليس مرّة واحدة، بل في كلّ ساعة يقوم المسيح السيّد فينا حاملاً الضياء ومشعًا بأشعة الألوهة وعدم الفساد. ذلك أن حضور الروح القدس المنير يكشف لنا قيامة السيد كما في نُور صباحيّ، او بالأحرى يؤهّلنا لرؤية المسيح نفسه قائمًا. لذلك نقول: «الله الرب ظهر لنا»، ونتابع مؤكّدين مجيئه الثاني: «مبارك الآتي باسم الرب».

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: رأينا قيامة المسيح

المرشد: أودّ اليوم ان أعايدك بالفصح وأقول لك «المسيح قام». ثم أريد أن أَلفتك إلى صلاة تُرافقنا كل هذا الأسبوع، أسبوع التجديدات.

التلميذ: وما هي هذه الصلاة؟

 

المرشد: اسمع: «إذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجد للرب القدوس يسوع البريء من الخطأ وحده. لصليبك أيها المسيح نسجد ولقيامتك المقدسة نسبّح ونمجّد، لأنك انت إلهنا، وآخر سواك لا نعرف، واسمك نسمّي.  هلمّ يا معشر المؤمنين نسجد لقيامة المسيح المقدّسة لأن هوذا بالصليب قد أتى الفرح لكل العالم. نبارك الرب في كل حين، ونسبّح قيامته، لأنه، إذ احتمل الصلب من أجلنا بالموت، للموت حطم».

التلميذ: أسمعها أيضا في صلاة السَحر بعد قراءة الإنجيل.

المرشد: ملاحظة جيدة. أرى أنك تنتبه. 

 

 

قصة العائلة الفقيرة

روَت إحدى الفتيات قصة عائلتها سنة ١٩٤٦، قالت: لن أنسى أبدًا عيد القيامة لما كنت في الرابعة عشرة وأختي الصغرى في الثانية عشرة وأختي الكبرى في السادسة عشرة، وكنا نعيش مع والدتنا في بيت صغير بعد أن توفّي والدنا، وكنا نعرف كيف نعيش ونحن محرومون من أمور عديدة. في بدء الصوم الكبير طلب الكاهن من كل الرعية تقديم مساهمات مالية لمساعدة عائلة فقيرة. 

لما عدنا إلى البيت تحادثنا عمّا يمكن أن نقدّمه، فقررنا شراء كمية من البطاطا والحبوب نعيش عليها طيلة الشهر مما سيجعلنا ندّخر ٢٠ دولارًا نقدّمها إلى الكنيسة. ثم اتفقنا على ان نقتصد في استخدام الكهرباء. وادّخرتْ اختي الكبرى بعض المال من عملها في تنظيف المنازل، وعملتُ مع أختي الصغرى كجليسة للأطفال، وادّخرنا المال الذي كسبناه لنقدّمه إلى الكنيسة. وكنا كلّ مساء، ونحن جالسات في الظلام، نعدّ المال الذي جمعناه ونفكر بفرح في تلك العائلة التي سيقدّم لها الكاهن المساعدة، إذ كان في رعيتنا٨٠ عائلة لا بد أن تجمع مبلغًا كبيرًا.

عشيّة العيد ذهبتُ مع أختي إلى البقّال وطلبنا منه ٣ قسائم شراء بقيمة ٢٠ دولارًا الواحدة، وقسيمة بقيمة ١٠ دولارات مقابل المال الذي جمعناه. ثم ذهبنا إلى الكنيسة بفرح كبير، لا نهتم على الإطلاق بأن ليس لنا ملابس جديدة للعيد، لكن عندنا ٧٠ دولارا لنقدّمها.

بعد الظهر، قصدَ الكاهنُ بيتنا وأعطى أُمي ظرفا، ففتحته ووجدت في داخله القسائم بقيمة ٧٠ دولارًا التي قدّمناها. جلسنا وأطرقنا برؤوسنا إلى الأرض، وانتقلنا من إحساسنا بأننا أغنياء نعطي إلى إحساسنا بأننا فقراء محتاجون.

 

 

وفاة المطران قسطنطين (باباستيفانو)

نعى غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق المطران قسطنطين (باباستيفانو) الراعي السابق لأبرشية بغداد والكويت وتوابعهما الذي رقد بالرب بعد مرض طويل.

المثلث الرحمة المطران قسطنطين من مواليد سنة ١٩٢٤ في دمشق، وفيها أتمّ دراسته الثانوية. رُسم شماسًا سنة ١٩٤٨ بوضع يد البطريرك ألكسندروس الثالث (طحان). سنة ١٩٤٩ أرسله البطريرك إلى إكليريكية البلمند ليعلّم اللغة اليونانية والموسيقى البيزنطية.

سنة ١٩٥١ رُسم كاهنًا في دمشق حيث عمل في مكتب البطريرك وخدم رعايا قطنة وعرنا. في أيلول ١٩٥٢، سعى إلى تأسيس رهبنة برفقة راعي هذه الأبرشية المطران جاورجيوس، وفي تشرين الثاني أرسله البطريرك إلى اليونان لمتابعة الدراسة اللاهوتية.

لما عاد إلى دمشق سنة ١٩٥٨ عمل في مكتب البطريرك ثيوذوسيوس السادس (ابو رجيلي) وخدم رعية القنيطرة. سنة ١٩٥٩ جدّد نشاط مركز دمشق في حركة الشبيبة الأرثوذكسية وكان يخدم رعية الصليب في دمشق. سنة ١٩٦٤ عُيّن رئيسًا لدير القديس جاورجيوس الحميراء، ثم مُعتَمدًا بطريركيا على أبرشية حماه إلى ان انتخبه المجمع المقدّس سنة ١٩٦٩ مطرانا على أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما. خدم الأبرشية مدة ٤٥ سنة إلى ان استقال سنة ٢٠١٤ بسبب المرض.

Last Updated on Tuesday, 26 April 2016 21:27