ocaml1.gif
العدد ١٠: فنّ الملكوت Print
Sunday, 05 March 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٥ آذار ٢٠١٧ العدد ١٠ 

الأحد الأوّل من الصوم

أحد الأرثوذكسيّة

logo raiat web

كلمة الراعي

فنّ الملكوت

اليوم، في كلّ الكنائس الأرثوذكسيّة، نطوف بالإيقونات المقدّسة ونكرّمها. حصل هذا للمرّة الأولى في الأحد الأوّل من الصوم، السنة ٨٤٣، عندما قامت الملكة البيزنطيّة ثيوذورا تكرّم الإيقونات في الكنيسة، وكان هذا نهاية لحرب الإيقونات. اضطهد بعض ملوك بيزنطية الإيقونات أكثر من مئة سنة لأنّهم وقعوا تحت تأثير ديانة غريبة وحطّموا الإيقونات واضطهدوا الكنيسة والرهبان بنوع خاصّ شرّ اضطهاد وقع ضحيّته آلاف الشهداء. مسيحيّون كانوا يضطهدون مسيحيّين حتّى جاء المجمع السابع المسكونيّ وأعطى التعليم الصحيح عن الإيقونة قال: إنّ علاقتنا بالإيقونة علاقة إكرام وليست علاقة عبادة. ننحني أمامها ونسجد لها لا سجودًا عباديًّا بل سجودًا إكراميًّا.

كذلك علّم آباء المجمع أنّ الإكرام لا يعود إلى الخشبة التي الإيقونة مرسومة عليها ولا يعود إلى الألوان، لكنّ الإكرام يعود إلى الأصل، أي إلى المسيح المرسوم عليها بالدرجة الأولى ووالدة الإله والقدّيسين. من الواضح إذًا أنّنا لسنا عبّادًا لصور ولكنّنا مكرّمون للإله المُتَجسد ولأمّه ولأصحابه الأبرار. وهذا ما فهمه الكثيرون اليوم ولم يبقَ من مناقشة حول هذا الموضوع.

يُساعدنا على ذلك أنّنا نستعمل صورًا مسطّحة، غير نافرة، غير مشوّشة للذوق، يتقبّلها القلب والفهم. الوجوه هادئة كأنّها آتية من السماء. لأنّ السيّد وأصدقاءه القدّيسين هم في حضرة الله ويطلّون علينا بهذا الوضع الصافي الذي هم عليه في الملكوت. فنّ الإيقونات ليس كباقي الفنون، إنّه متعلّق بالملكوت، فنّ الملكوت يظهر إلينا في الكنيسة.

انطلاقًا من هنا سُمّي هذا الأحد الأوّل من الصوم، أحد الأرثوذكسيّة، أحد استقامة الرأي لأنّ الرأي المستقيم يفرض أن نكرّم الإيقونة. وقد أوضح الآباء هذا ولا سيّما القدّيس يوحنّا الدمشقيّ: إنّ التحريم الذي لحق بالتماثيل والصوَر في العهد القديم، في الوصيّة الثانية «لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة  ممّا في السماء أو على الأرض.. ولا تسجد لها ولا تعبدها» (خروج ٢٠: ٤)، ورد هذا التحريم لأنّ الله غير منظور. فإذا صنعتَ صورة لله تكون هذه الصورة صنمًا لأنّ الله لم يرَه أحد قطّ. بعد أن جاء المخلّص، صار الإله منظورًا وملموسًا وهو يسوع المسيح في الجسد. وصار ممكنًا أن نرسمه.

من بعد هذا يُسمّْى هذا الأحد أحد الأرثوذكسيّة، والأرثوذكسيّة ليست صفة لطائفة معيّنة. الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الجامعة المقدّسة الرسوليّة. ليس صحيحًا أن نُسمَّى طائفة، أي مجموعة من البشر، نحن كنيسة أرثوذكسيّة ولسنا مجموعة ناس. ولذلك لا يُقال طائفة أرثوذكسيّة ولكن يُقال كنيسة أرثوذكسيّة.

من أجل هذا نعتزّ بالإيمان الأرثوذكسيّ أي المستقيم، المحافظ على ما جاء إلينا من فم السيّد ومن أقوال تلاميذه. نعتزّ ليس فقط بالأيقونات ولكن بكلّ هذا الإيمان الذي ورثناه وحافظنا عليه جيلاً بعد جيل.

في الأحد الأوّل من الصوم نكرّم الإيقونات تجديدًا للذكرى ومحافظة على الإيمان. نُعلن اليوم إيماننا المستقيم ونتمسّك به. لا يبقى الإيمان بجهل أبناء الله. نحن نصرّ على إيمان قويم، ونصرّ أيضًا على فهم هذا الإيمان. تسلّمنا وديعة الإنجيل، نحافظ عليها بالفهم أوّلاً ثمّ بالتعليم والبشارة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١١: ٢٤-٢٦ و٢٤: ٢٦

يا إخوة، بالإيمان موسى لمّا كَبُر أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارًا الشقاء مع شعب الله على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة، ومعتبرًا عار المسيح غنى أعظم من كنوز مصر، لأنّه نظر إلى الثواب. وماذا أقول أيضًا؟ إنّه يَضيق بي الوقت إن أََخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا الممالك، وعمِلوا البِرّ، ونالوا المواعد، وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار، ونجَوا من حدّ السيف، وتقوّوا من ضعف، وصاروا أشدّاء في الحرب، وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة فضلى؛ وآخرون ذاقوا الهُزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم معوَزون مُضايَقون مجهودون (ولم يكن العالَم مستحقًّا لهم)، وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئا أفضل: أن لا يَكْمُلوا بدوننا.

 

الإنجيل: يوحنّا ١: ٤٣-٥١

في ذلك الزمان أراد يسوع الخروج إلى الجليل، فوجد فيليبّس فقال له: اتبعني. وكان فيليبّس من بيت صيدا، من مدينة أندراوس وبطرس. فوجد فيليبّسُ نثنائيلَ فقال له: إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء قد وجدناه، وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ فقال له فيليبّس: تعال وانظر. فرأى يسوعُ نثنائيلَ مقبلاً إليه فقال عنه: هوذا إسرائيليّ حقًّا لا غشّ فيه. فقال له نثنائيل: من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبْل أن يدعوك فيليبّس، وأنت تحت التينة رأيتُك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم، أنت ابنُ الله، أنت مَلك إسرائيل. أجاب يسوع وقال له: لأنّي قلتُ لك إنّي رأيتُك تحت التينة، آمنتَ؟ إنّك ستُعاين أعظم من هذا. وقال له: الحقّ الحقّ أقول لكم إنّكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر.

 

الإيقونة

قاعدة حياتنا في المسيح نستمدّها ممّا يجري في كنيستنا. إن كنّا في الكنيسة نصلّي مثلاً، ففي بيتنا يجب أن نصلّي أيضًا. وإن كنّا نقرأ كلمة الله ونوزّع معانيها، ففي بيتنا يجب أن نقرأ الكلمة ونجتهد في طلب معانيها أيضًا. وإن كنّا في الكنيسة نبخّر، ففي بيتنا يجب أن نبخّر. وإن كنّا نضع الإيقونات، ففي بيتنا أيضًا وأيضًا... فالكنيسة بيتنا بهذا المعنى الذي يجعل البناء المخصّص لله إيقونة حياتنا في كلّ شيء.

سأنحصر، في هذه السطور، في الكلام على الإيقونة.

معظمنا يعلم أنّ الكنيسة أقرّت عقيدة تكريم الإيقونات (وذخائر القدّيسين) في المجمع المسكونيّ السابع الذي انعقد في نيقية في العام ٧٨٧. هذا، الذي التأم في أثناء حرب اضطُهدت فيها الأيقونة ما يزيد على القرن، استدعى، (بعد انتهاء الحرب)، ظهور هذا الحائط الذي نسمّيه الإيقونسطاس (حامل الإيقونات) الذي يفصل الهيكل عن صحن الكنيسة. لهذا الحائط أهمّيّات عديدة. أهمّها أنّه يكشف أنّ ما نعتقد به نحفظه وندافع عنه حتّى النهاية، بل نترك هذه المدافعة إرثًا لأولادنا وأحفادنا (قلنا، الآن، إنّ اضطهاد الإيقونة استمرّ أكثر من قرن). نحن، في الكنيسة الأرثوذكسيّة، نعيّد لانتصار الإيقونة في الأحد الأوّل من الصوم الكبير (أحد الأرثوذكسيّة). هذا نجدّده كلّما وقفنا، في الكنيسة، أمام إيقوناتها!

لنفصّل قليلاً ما قلناه. لم يكن لهذا الإيقونسطاس أن يظهر، لو لم يحفظ المؤمنون إيقوناتهم في بيوتهم. هذا انتصار الكنيسة أنّ كلّ عضو فيها مسؤول عنها كلّها. الإيمان، تعليمًا وحياةً، ليس مسؤوليّة الأساقفة والكهنة وحدهم، أي القادة في الجماعات فقط، بل هو مسؤوليّة كلّ مَن يعتقد أنّ للحقّ أهلَهُ في الأرض. «شعب الله يحفظ الإيمان». هذا يجب أن يعني لنا أنّ من جوهر اعتقادنا حفظ العقيدة القويمة أن نحتفظ، في بيوتنا، بإيقونة للربّ أو لوالدة الإله أو لأحد القدّيسين (شفيع أحد أفراد أسرتنا، مثلاً). كلّ غرض نقتنيه لبيتنا، هذا يمكننا اعتباره من أثاث بيتنا. أمّا الإيقونة، فأساسه. أجل، الإيقونة أساسه.

هذا كلّه يوحي بأنّ الإيقونة تخصّنا كلّنا، واحدًا واحدًا. كلٌّ منّا يجب أن يقتني إيقونةً قانونيّةً له (أو لعائلته). هذه لا تخصّ المياسير فقط (أي القادرين على اقتنائها). أيُّ إنسان يجب أن يقتني إيقونته. ما من بيت يكمل من دون إيقونة. ما من وجه يكمل إن لم يختبر أن ينحني أمام ضياء الإيقونة (أو إن لم يطلّ من هذه النافذة المفتوحة على سماء الله). هذا مداه العمليّ أن نصلّي. فنحن لا نضع الإيقونة زينةً في بيوتنا (وإن كانت من أروع فنون الأرض). لا أعني أنّ المسيحيّ لا يصلّي إن لم ينوجد في منزله إيقونة. لكنّنا تسلّمنا إرثًا أنّ المؤمن، الذي يتأمّل في وجه يسوع (أو أحد القدّيسين) فيما يصلّي، يكون أقدر على التركيز.

إذًا، متى آن أوان صلاتنا اليوميّة، نقوم إلى مخدعنا، ندخله، ونقف أمام الإيقونة التي نكون قد ثبّتناها على حائط الغرفة الشرقيّ. هذا دليلنا على أنّها ترتبط بالنور، بل أنّها تأتينا بالنور أيضًا. وكما نضيء أمام الإيقونة قنديلاً أو شمعةً في الكنيسة، ففي بيتنا، (إن أمكن)، نضيء أمامها قنديلاً أو شمعةً أيضًا. ونبخّرها. ونسجد أمامها، ونقبّلها، كما أوصى آباء المجمع في نيقية، كما لو أنّنا نقبّل صاحبها. فـ«إكرام الإيقونة يجوز (أي يعبر) إلى أصلها». هذا إثبات تراثنا أنّ الإيقونة حضورُ مَن صوِّر عليها.

قبل أن أختم، أودّ أن أذكر أمرًا له قيمته بالنسبة إليَّ. أعرف طفلة، منذ أن كانت رضيعة، إن حملها أحد ذويها ودار فيها في البيت، كانت، متى وصلت إلى الإيقونة المثبّتة في إحدى الغرف، تقفز عيناها من وجهها، وتمدّ يديها وجسدها كلّه كما لو أنّها تريد أن تعانق الشخصّ الذي تراه فيها. هذه الطفلة قالت لنا إنّ مياه المعموديّة، التي ننزل فيها، تكتب علينا، قبل أن نتفتّح في نطق الوعي، محبّاتٍ خلاصيّة!

هذه الدنيا كلّها إلى زوال. هذا الناس كلّهم يعرفونه. ولكنّ المؤمن الحقيقيّ، على ذلك، وحده يعرف أنّ ثمّة ما يبقى. وما يبقى أن نحيا حياتنا اليوميّة (أي في تفاصيلها اليوميّة) امتدادًا لحياة كنيستنا. هل ثمّة أروع من أن نزرع في عينينا محبّة «القداسة التي بغيرها لا يرى الربَّ أحدٌ» (عبرانيّين ١٢: ١٤)؟ الإيقونة، إن اقتنيناها في بيوتنا وبنينا معها علاقةً حيّةً في كلّ يوم، لا تبقى وحدها، بل تبقينا أيضًا!

 

القدّيس مرقس الناسك

اليوم عيد القدّيس مرقس الناسك الذي عاش في القرن الخامس راهبًا وناسكًا في آسيا الصغرى  وصار رئيس دير قرب أنقره. بلغ أسمى درجات النسك والفضيلة. ما يؤكّد ذلك أقواله المكتوبة التي وضعها لمنفعة تلاميذه والعديد من المؤمنين. بقي لدينا البعض منها يُبيّن لنا أنّه كان يعرف النفس البشريّة بعمق ويعرف طبيعة الفضائل وطريقة اقتنائها، كما يعرف أهواء النفس والجسد في تطوّراتها وتأثيرها. جُمعت بعض كتاباته في الفيلوكاليا. إليكم هذه المختارات:

- الله هو بدء كلّ صلاح ووسطه ونهايته. فالصلاح غير ممكن فعله إلاّ بالمسيح يسوع وبالروح القدس.

- عندما يقرأ المتواضع الكتب المقدّسة يفهمها موجّهة إليه لا لغيره.

- اهتمّ بعيوبك لا بزلاّت قريبك...

- تُسمّى الصلاة فضيلة مع أنّها ليست أمّ الفضائل فهي التي تُنشئ الفضائل باتّحادها مع المسيح.

- الأفضل أن تصلّي من أجل قريبك من أن تلومه كلّما أخطأ.

- إذا كنت تريد أن تساعد مَن يحبّ أن يتعلّم أرشده إلى الصلاة والإيمان المستقيم والصبر في الشدائد. بهذه الفضائل الثلاث يكتسب كلّ الخيرات.

 

لماذا الإكثار من الصلاة؟

سأل بعضهم أبًا روحيًّا لماذا نُكثر من الصلاة ولماذا نكرّر دعاء «يا ربّ ارحم» عشرات المرّات علمًا بأنّ الربّ لا يحتاج إلى كلّ هذه الصلوات؟

علم الأب أنّهم ما أدركوا قيمة الصلاة، ولماذا طلب رحمة الربّ، وأنّ البشر هم المحتاجون إلى الصلاة وليس الربّ. قال لهم: نحن مثل حجارة اقتُلع كلّ واحد منّا من مقلع مختلف وألقينا لنمشي معًا «في وادي ظلّ الموت» (المزمور ٢٢: ٤). من هذه الحجارة ما هو كبير قاسٍ، ومنها ما هو صغير أقلّ قساوة. منها المربّع ومنها المستطيل ومنها المدوّر. منها الأبيض ومنها القاتم ومنها القذر. منها الطويل الرقيق ومنها القصير السميك. منها ما هو مسنّن الأطراف جارح، ومنها ما هو أملس. يصعب على كلّ هذه الحجارة أن توجد معًا لأنّ بعضها معرّض للانكسار وبعضها معرّض للانفراط وبعضها ينجرح ويتفتّت، ولا تقع على متشابهين اثنين بينها كلّها.

هذا الوضع المحزن لا يتغيّر إلاّ عندما تنساب المياه غزيرة على الحجارة فتدخل بين الحجر وجاره و«قريبه» فتغسلها يومًا بعد يوم وسنة بعد سنة، وتذيب في انسيابها كلّ ما هو حادّ أو نافر أو مسنّن فتصير الحجارة متشابهة ويقترب واحدها إلى من هم حوله حتّى يتراصف الكلّ مجرى واحدًا لنهر واحد فينظر كلّ حجر إلى ذاته فلا يجد فيها سوى صورة الآخر.

هكذا تمامًا الإكثار من الصلاة وطلب رحمة الربّ تفعلان فعلهما داخل النفس فتغسلانها وتهذّبانها، حتّى تُمسي منفتحة على الآخرين ومرتاحة إليهم وفيهم فيتكوّن بذلك جسم الكنيسة.

 

«قلبًا نقيًّا أخلق فيّ يا الله»

القدّيس إسحق السريانيّ

قالوا إنّ مساعدة الله تُخلّص. عندما يعلم الإنسان أنّ لا نجاة (إنقاذ) له يصلّي كثيرًا. وكلّما صلّى كلّما تواضع قلبه لأنّه لا يمكن أن نصلّي ونطلب من دون أن نتواضع «القلب المتخشّع المتواضع لا يرذله الله» (المزمور الخمسون ١٩). إن لم يتواضع القلب من المستحيل أن يهرب الإنسان من التشتّت. التواضع يجمع القلب.

عندما يتواضع الإنسان تحوط به الرأفة ويشعر بالمساعدة الإلهيّة، ويكتشف قوّة تصعد فيه، قوّة الثقة. عندما يشعر الإنسان هكذا بمساعدة الله، عندما يشعر أنّ الله هنا لنجدته يمتلئ قلبه إيمانًا ويفهم أنّ الصلاة هي ملجأه، مصدر الخلاص، كنز الثقة، ميناء بعيد عن العواصف، نور الذين في الظلام، سند الضعفاء، الملجأ في وقت التجارب، المساعدة في اشتداد المرض، الترس الذي يحمي في القتال، السهم الموجّه نحو العدو. بكلمة واحدة كلّ الخيرات تأتي إلى الإنسان بالصلاة ويشعّ قلبه بالثقة والإيمان.

 

«المعلّم»، عظات وفكر

بدعوة من الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة - جامعة البلمند وتعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع، والفينيقيّة للنشر والتوزيع، جرى مساء الخميس في ٢٣ شباط ٢٠١٧ في مكتبة الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة ALBA، حفل توقيع مجموعة «المعلّم» عظات وفكر لسيادة راعي هذه الأبرشيّة المطران جورج (خضر). يحتوي الكتاب في أجزائه الثلاثة على ٨٠٠ عظة ترافقه مقابلة في ٣ DVD أجراها الصحافيّ الراحل إيلي صليبي في صيف ٢٠١٦. عند وصول سيادة المطران جورج أزاح الستار عن لوحة تذكاريّة تكرّس اسم سيادته على مكتبة الجامعة. بعد ذلك وقّع على كتب الحضور الكثيف الذي جاء ليغرف من المعين الذي لا ينضب.

Last Updated on Monday, 27 February 2017 13:39