ocaml1.gif
العدد ١٢: الصليب طريق إلى القيامة Print
Sunday, 19 March 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٩ آذار ٢٠١٧ العدد ١٢ 

الأحد الثالث من الصوم

السجود للصليب المقدّس

logo raiat web

كلمة الراعي

الصليب طريق إلى القيامة

جعلت الكنيسة، في منتصف الصوم، الصليب محورًا لجهاد المؤمن الصائم لأنّ الإنسان قد يملّ، وأرادت الكنيسة أن يتابع سيرَه بفرح وصبر وسلام حتّى يبلغ القيامة. وُضع الصليب على الزهر لأنّه ليس أداة آلام. إنّه يبتدئ بالآلام ولكنّه ينتهي بالقيامة.

القيامة الآن حاصلة في نفوسنا إن كنّا للمسيح. ولكن لا تكون القيامة إلاّ إذا طبّقنا القواعد التي تحدّث عنها يسوع في الإنجيل: «من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني».

هذه القيامة، قيامة الحياة، ازدهار الحياة، انبعاثنا من الألم ومن الخطيئة، سلامنا، فرحنا، هذه كلّها تصير إن أردناها أن تصير: «من أراد أن يتبعني. المسيح لا يُكره أحدًا على الحياة ولا يُكره أحدًا على الموت. ليس أحد مجبرًا على محبّته ولكن مَن أحبّه يعيش ومَن لا يحبه يموت. ليس أنّه يموت موتًا في الجسد ولكنّه ميت اليوم وهو يتحرّك. ليس كلّ من رُزق الحياة حيًّا بالمعنى الصحيح.

من أراد أن يتبع المخلّص، أي من أراد أن تكون فيه حياة المسيح، حياة الله، عليه أن يكون إلهيًّا في نفسه، في أخلاقه، في تصرّفاته، في فكره. من أراد أن يصبح مثل الله، حيًّا مثله، محييًا مثله، سيّدًا، كريمًا مثله، أزليًّا مثله، من أراد ذلك عليه أن يكفر بكلّ شيء وبالنهاية أن يكفر بنفسه.

هذه الحياة الكريمة، الطيّبة، السعيدة التي لنا مع الله تعرقلها عراقيل كثيرة. تعرقلها كلّ محبّة باطلة، كلّ تعلّق فاسد. الإنسان الذي يعشق المال عشقًا ويغرق فيه غرقًا، يصبح على صورة الشيء الذي يحبّه. فمَن أحبّ الجسد يصبح هو أيضًا جسدًا، نتِنًا كالجسد، مريضًا كالجسد، فانيًا كالجسد. من أحبّ الله يصير على صورة الله، أي سيّدًا، حرًّا، أزليًّا، دائم الوجود.

هل نصبح مثل الله؟ هذا يفترض ألاّ نصبح مثل أشياء العالم ومثل الحيوانات التي في العالم. وإذا تركنا حيوانيّتنا وصنميّتنا وتعبّدنا للجسد وتعبّدنا للدنيا، نصبح أحرارًا أي نصلُب تلك الأشياء التي كنّا متعلّقين بها. إن أمتنا الأشياء التي كنّا نعبدها نصبح أحرارًا منها وهي التي كانت تكبّلنا. نصبح فقط أمام الله وننظر إليه وينظر هو إلينا، نتأمّله ونقتبس جماله ونصير كما يكون هو أي أنّ نور وجهه يرتسم علينا، ومن رآنا على هذه الأخلاق وهذا التصرّف، من رآنا على هذه الروحانيّة فكأنّه رأى الله.

«من أراد أن يتبعني» يعني من أراد أن يكون قائمًا مثلي حيًّا كريمًا، هذا لا تسود عليه الأشياء التي لا أرضى عنها. ويسهّل لنا السيّد هذه المسيرة بقوله: «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟» أو «ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه»؟ هذه كلمة نقولها في المآتم: ماذا أخذ معه؟ الدنيا فانية. علينا أن نتذكّر هذا ليس فقط في المآتم ولكن لنعيش كلّ يوم ونحن أصحّاء مالكين قوّة الجسد ونقول: ماذا ينفعني هذا المال المتزايد الذي أتكالب عليه؟ أو ماذا ينفعني هذا الجاه الذي أتبجّح به أمام الناس؟ أو ماذا تنفعني الزعامات التافهة؟ وإذا كان شيء من هذا لا ينفعني فأنا فوق كلّ هذه الأشياء. وإذًا أنا حرّ، لأنّي ما طلبت كلّ هذا الأشياء وأنا ابن القيامة، ولهذا أستطيع أن أقضي النصف الثاني من الصوم منتظرًا القيامة متذوّقًا المسيح بالروح، بالتصرّف، بالسلوك اليوميّ ليطلّ علينا المسيح بفصح عظيم.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٤: ١٤-١٦، ٥: ١-٦

يا إخوة إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسّك بالاعتراف، لأنّ ليس لنا رئيس كهنة غير قادر على أن يرثي لأوهاننا بل مجرَّب في كلّ شيء مثلنا ما خلا الخطيئة. فلنُقبل إذًا بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد ثقة للإغاثة في أوانها. فإنّ كلّ رئيس كهنة متّخذ من الناس يقام لأجل الناس فيما هو لله ليقرِّب تقادم وذبائح عن الخطايا في إمكانه أن يُشفق على الذين يجهلون ويضلّون لكونه هو أيضًا متلبّسًا بالضعف، ولهذا يجب عليه أن يُقرِّب عن الخطايا لأجل نفسه كما يقرِّب لأجل الشعب. وليس أحد يأخذ لنفسه الكرامة بل مَن دعاه الله كما دعا هرون. كذلك المسيح لم يُمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له: «أنت ابني وأنا اليوم ولدتُكَ»، كما يقول في موضع آخر: «أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق».

 

الإنجيل: مرقس ٨: ٣٤-٣٨، ٩: ١

قال الربّ: من أراد أن يتبعني فليكفُرْ بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها. فإنّه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأنّ من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسـين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إنّ قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

 

شهر العسل

لأنّ حدث الخروج يُستعمل كصورة لاهوتيّة عن المعموديّة المقدّسة (الخروج من العبوديّة في مصر، وعبور الشعب بـ«أرجل غير مبتلّة» البحر الذي شقّه الربّ أمامهم إلى شطرين، مغرقًا فرعون ومَركباته فيه)؛ لذلك، لا عجب إن صوّرنا خبرة المؤمن ما بعد المعموديّة، كرحلة لمدى الحياة من التجوال في الصحراء. دلائل عديدة من مصادر التعاليم المسيحيّة الأولى، تشهد على هذا التشبيه (١كورنثوس ١٠: ١-١١؛ عبرانيّين ٣ و٤).

في المصادر الكتابيّة لتجربة إسرائيل القديمة في الصحراء، يجد المسيحيّون بشكل أساس، محاذير حول ما يجب عدم فِعله: «وهذِه الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ» (١كورنثوس ١٠: ٦). وأيضًا: «فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا» (عبرانيّين ٤: ١١). تذكُر البشارة الرسوليّة بشكل عامّ، خبرة ضياع إسرائيل في الصحراء، كوقت مهدور على الفشل الروحيّ والأخلاقيّ (أعمال ٧: ٣٦-٤٣؛ ١٣: ١٧-١٨)، لتؤكّد صارخة: «يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ!» (أعمال ٧: ٥١).

بالفعل، فإنّ معظم الشواهد الكتابيّة تنظر إلى التجربة التي عاشتها إسرائيل في الصحراء على كونها كارثة كاملة! خلال كلّ تلك السنوات من الترحال والضلال، كانت إسرائيل لا تكفّ عن خياناتها لله، وتذمّرها عليه باستمرار، وتجربتها له عند كلّ منعطف. ذكرى هذه التجربة الإسرائيليّة «الصحراويّة» تجد تعابيرها في أسفار المزامير، وحزقيال، خلال فترة السبي الى بابل. مُلخّص هذا التقليد: «فَتَمَرَّدُوا عَلَيَّ وَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَسْمَعُوا لِي، وَلَمْ يَطْرَحِ الإِنْسَانُ مِنْهُمْ أَرْجَاسَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَتْرُكُوا أَصْنَامَ مِصْرَ. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ عَلَيْهِمْ سَخَطِي فِي وَسْطِ أَرْضِ مِصْرَ» (حزقيال ٢٠: ٨).

أنبياء آخرون، أخذوا نهجًا أكثر تأهيلاً للحقبة التاريخيّة ذاتها من حياة إسرائيل. هوشع، على سبيل المثال، نظر إلى سنوات الصحراء كأنّها نوع من «شهر عسل» بعد زواج الربّ بشعبه في جبل سيناء. حتّى إنّ هوشع ترجّى تجديد ذلك الزمن - كمثال شهر عسل جديد: «لكِنْ هأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا، وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ، وَوَادِي عَخُورَ بَابًا لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (هوشع ٢: ١٤-١٥).

لا بدّ من أنّ هوشع يعرف تمامًا، وبطبيعة الحال أنّ: «بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ» (١كورنثوس ١٠: ٥)؛ ورغم ذلك، اختار هذا النبيّ عدم الخوض في تلك الأفكار الحزينة. هو ركّز انتباهه عمدًا على أيّام أكثر إشراقًا وأكثر سعادة، قبل حادثة العجل الذهبيّ. للحفاظ على رابط زواج الربّ بشعبه، عرف هوشع، أنّه من المهمّ تذكّر الأوقات الجيّدة ومحاولة عدم الخوض في السوء.

قد يدفعنا الشكّ في أنّ قرار هوشع في هذه المسألة تُحدّده ظروف دعوته (نبوءته) الشخصيّة. لأنّه مثل ربّ الخروج، هوشع أيضًا تزوّج بزانية، امرأة سائبة لا تنفكّ تُثبِتَ عدم إخلاصها باستمرار. ومع ذلك، وبدلاً من التركيز على تلك الخيانات العديدة، فإنّ النبيّ عازم على تثبيت عقله على الأيّام السعيدة، عندما أمره الربّ، ليس فقط بأن يتزوج بتلك المرأة (١: ٢)، ولكن أيضًا بأن يُحبّها (٣: ١). وعلى مثال الربّ مع إسرائيل غير الْمخلِصَة، أبقى هوشع تلك الأوقات السعيدة، على قِصَرها، في باله.

لاحقًا، اعتمد إرمياء النبيّ منظور هوشع ذاته. الربّ نفسه، حتّى حين كان يستعدّ لتدمير أورشليم، في فترة حياة إرمياء، أشار مرّة أخرى إلى «شهر العسل» هذا في الصحراء: «اذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ، مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ، ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ. إِسْرَائِيلُ قُدْسٌ لِلرَّبِّ، أَوَائِلُ غَلَّتِهِ» (إرمياء ٢: ٢-٣).

رغم أنّ جميع البالغين تقريبًا، من الذين عبروا البحر الأحمر، لاقوا حتفهم في وقت لاحق في البرّيّة؛ حافظ الربّ على رحمته نحوهم كلّما واصلوا طريقهم عبر الصحراء. هم ماتوا لأسباب مختلفة، ولكن ليس جوعًا، لأنّ الربّ أرسل لهم خبزًا يوميًّا من السماء وبطريقة مُستدامة. بحقيقة القول، حتّى ملابسهم لم تبلَ عليهم ولا النعال في أقدامهم بليت (تثنية ٢٩: ٥). أمّا الله فقد: «أَحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ. كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ» (٣٢: ١٠-١١).

في السِفر الأخير من الكتاب المقدّس، نلاحظ هذا الجانب الأكثر إيجابيّة من عمليّة الترحال في الصحراء، في رؤيا يوحنّا للكنيسة المهدّدة بالاضطهاد: «وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ» (رؤيا ١٢: ٦).

إذ قد سجدنا لصليب حبّه المزروع في وسط صحراء الصوم الكبير على جبل سيناء، تتطلّع العروس الى ختنها هاتفة: «اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ» (نشيد الأنشاد ١: ٤)، إلى «شهر العسل»، «لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ» (١: ٢).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الأبواب الأبواب

التلميذ: لماذا نسمع في القدّاس: الأبواب الأبواب بحكمة لنصغِ؟ بعد أن يقول الكاهن: لنحبّ بعضنا بعضًا... ونرتّل أنّنا نؤمن «بآب وابن وروح قدس ثالوث متساو في الجوهر»، يأتي ذكر الأبواب لماذا؟

المرشد: بعد أن انتشرت المسيحيّة في القرون الأولى، ما كان يُسمَح لغير المؤمنين المعمّدين بالاشتراك في القسم الثاني من القدّاس الإلهيّ، الذي نسمّيه «قدّاس المؤمنين». كان على الموعوظين الذين يستعدّون للمعموديّة وعلى الخطأة التائبين أن يخرجوا من الكنيسة في ذلك الوقت. وتُقفل الأبواب ويبقى المؤمنون المعمّدون فقط الذين يحقّ لهم الاشتراك في المناولة.

 

التلميذ: فهمت. عندما يصرخ الكاهن «الأبواب الأبواب» كان ينبّه إلى إقفالها. لكنّنا الآن لا نقفل الأبواب، ويبقى الكلّ في الكنيسة حتّى غير المؤمنين. أظنّ أنّ لا معنى اليوم من إقفال الأبواب.

المرشد: لا نقفل الأبواب الخشبيّة الخارجيّة لكن أودّ أن ألفتك إلى معنى روحيّ لأبواب علينا إقفالها قبل الدخول في الكلام الجوهريّ وبعده المناولة.

 

التلميذ: ما هي هذه الأبواب؟

المرشد: هناك في قلوبنا أبواب غير منظورة علينا أن نقفلها، لا مادّيًّا، بل روحيًّا قبل الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة: علينا أن نطرد من نفوسنا كلّ ما يلهينا، كلّ الاهتمامات التي تشغل بالنا، كلّ الأفكار التي تأتينا البعيدة عن الله، حتّى إن كانت جيّدة وصالحة. علينا أن نركّز فقط على القدّاس الإلهيّ. لا تنسَ أنّ الكاهن يقول بعد «الأبواب الأبواب» جملة لا تتعلّق بالأبواب، بل ببقيّة القداس الإلهيّ، فيقول: «بحكمة لنصغِ» أي لننتبه، لنفتح أبواب قلوبنا لكلّ كلمة تأتي من الله.

 

مكتبة رعيّتي

صدَر عن منشورات بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كتاب وضعه جورج غندور عنوانه «لئلاّ تضيع الحقيقة». يستعرض الكتاب الجهود التي قامت بها كنيسة أنطاكية عبر مجمعها المقدّس ومندوبيها إلى العمل الأرثوذكسيّ المشترك من أجل التحضير الفعّال لما كان يُفترض أن يكون المجمع الأرثوذكسيّ الكبير، والذي تحوّل إلى «مجمع كريت» المتنازع على شرعيّته بسبب انعقاده خلافًا للأصول المتّفق عليها وبغياب أربع كنائس أرثوذكسيّة مستقلّة، من بينها كنيسة أنطاكية.

قدّم للكتاب سيادة المطران سلوان (موسي) راعي أبرشيّة الأرجنتين، وتضمّن كذلك كلمة لغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بارك فيها الجهود التي بذلها الكاتب في سبيل إظهار الموقف الأنطاكيّ من المجمع الأرثوذكسيّ الكبير، بموضوعيّة علميّة والتزام كنسيّ ميّزت أسلوبه في الكتابة، ودعا المؤمنين إلى اقتناء الكتاب وقراءته لأنّه يؤرّخ لمرحلة مهمّة من تاريخ الكرسيّ الأنطاكيّ.

أقيمت نُدوتان حول الكتاب بحضور المؤلّف، الأولى في دير سيّدة البلمند في ١١ شباط، والثانية في الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة - جامعة البلمند في ٥ آذار. تكلّم في الندوتين المتروبوليت سابا (إسبر) راعي أبرشيّة بصرى حوران، والأب بورفيريوس (جورجي) عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، والدكتور جورج نحّاس نائب رئيس جامعة البلمند.

 

جوقة الأبرشيّة

تبدأ مدرسة الموسيقى الكنسيّة البيزنطيّة في أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس (جبل لبنان)، دورة جديدة لتعليم أصول الترتيل البيزنطيّ. تعطى الدروس في الأكاديميّة اللبنانيّة للفنون الجميلة - جامعة البلمند، الألبا (سن الفيل) بالتوأمة مع الكونسرفاتوار الهلّينيّ في أثينا. يحصل المتخرّجون منها على ديبلوم في الموسيقى البيزنطيّة من اليونان. دوام الدروس ساعة واحدة في الأسبوع فقط. للتسجيل الاتّصال بالرقم ٠٣/٦٩٩٠٣٠ قبل ٢٠ آذار ٢٠١٧.

 

الأمطش الأنطاكيّ في موسكو

دعا سيادة رئيس الأساقفة نيفن (صيقلي)، ممثّل بطريركية أنطاكيّة وسائر المشرق لدى بطريركيّة موسكو، إلى لقاء في الأمطش الأنطاكيّ في موسكو ضمّ المتروبوليت هيلاريون فولكولمسك رئيس دائرة العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركيّة موسكو وسفراء إحدى عشرة دولة عربيّة، لمناسبة صدور النسخة العربيّة من كتاب المتروبوليت هيلاريون «سرّ الإيمان» عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، الذي نقله إلى العربيّة المتروبوليت سابا (إسبر) راعي أبرشيّة بصرى حوران (رعيّتي ٣٧/ ٢٠١٦). حضر اللقاء أيضًا الأب نقولا (بالاشوف) نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجيّة، والأب أرساني (سوكولوف) ممثّل بطريركيّة موسكو لدى الكرسيّ الأنطاكيّ، وأمين عامّ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فادي نصر. وفي الختام، وُزعت نسخ من الكتاب على الحاضرين.

Last Updated on Monday, 13 March 2017 12:50