ocaml1.gif
العدد ١٥: دخول السيّد إلى قلبنا Print
Sunday, 09 April 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٩ نيسان ٢٠١٧ العدد ١٥  

أحد الشعانين

logo raiat web

كلمة الراعي

دخول السيّد إلى قلبنا

نستهلّ اليوم أعظم أسبوع فالسيّد، بعد أن أقام صديقه لعازر من بين الأموات، كان لا بدّ له من أن يصعد إلى أورشليم، وكان له أن يأتي المدينة العظيمة كفارس فاتح ولكنّه تألّق بالوداعة، جاء إليها راكبًا جحشًا قد طلب إلى تلاميذه أن يأتوا به، وذلك تنفيذًا لما قاله زخريّا النبيّ قديمًا: «لا تخافي يا أورشليم هوذا ملكك يأتيك راكبًا جحشًا ابن أتان». 

ربّنا يدخل منسحقًا متواضعًا ويستقبله صبية يحملون أغصان الزيتون علامة للسلام الذي جاء يسوع يدشّنه في الأرض.

وما كان الدخول إلى أورشليم سوى توطئة لدخوله ملكوت أبيه ولتاريخ البشريّة أجمع. ونحن إذ نستقبله اليوم بأغصان الزيتون فإنّنا نشير إلى السلام الذي نرجو أن يحقّقه في أرواحنا. نستقبله داخلاً إلى قلوبنا، فهناك عرشه، وسوف يطهّرها كما طهّر الهيكل عندما وصل إلى أورشليم وقلب موائد الصيارفة.

وصل الربّ متطوّعًا إلى آلامه، وقد حيكت المؤامرة عليه لأنّه قال الحقّ. فمن أراد أن يكون الربّ وحده معبودًا لا بدّ له من أن يُضطهد حتّى الموت. ولكن قبل أن يذهب السيّد إلى الآب جعل لنا مائدة نتناولها معه عندما اجتمع مع رسله في العلّيّة وأعطاهم خبزًا قائلاً: «خذوا كلوا هذا هو جسدي»، ثمّ سلّم الكأس إليهم قائلاً: «اشربوا منها كلّكم هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يهرق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا».

أقامنا في عهد له جديدًا وأدخلَنا إلى سرّه وجعلنا على صدره متّكئين، فأقام هذه الصلة الوثيقة، الصلة الطيّبة الحميميّة بيننا وبينه، حتّى لا تقضي علينا ظروف الدهر لعلمنا بأنّ لنا ميثاقًا مع يسوع.

ندخل إلى قلب السيّد في العشاء السرّيّ لنستطيع أن نشاهد آلام يسوع ونحن صالبون كلّ شهوة فينا ومرتفعون إلى العلى. وإذا أُعطينا أن نشاهد الصليب  يربّينا الربّ على حبّه فلا نكون عبيدًا في ما بعد بل أحبّاء نعيش حسب الكلمة الجديدة التي أطلقها سيّدنا: أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم، وبهذا يعرف الكلّ أنّكم تلاميذي إذا كان لكم حبّ بعضكم لبعض».

إذا شاهدنا الآلام المحيية فإنّ الربّ سيقيمنا معه في فجر الفصح وفي كلّ فصح وكلّ يوم لنا قيامة. لسنا أمواتًا في ما بعد. قد قام ربّنا ونحن شركاء له في قيامته. نكون أسيادًا على الكون فإنّ الربّ رفعنا إليه وجعلنا فوق الدنيا.

المؤلم أنّ المسيحيّين لا يعرفون منزلتهم، ولا يفهمون أنّهم أعلى من الملائكة لأنّ يسوع جعلهم خلفاءه وأترابه وأصدقاءه وأجلسهم على عرش المجد.

إذا استطعنا أن نعبر هذا الأسبوع المبارك بنعمة تلي نعمة، فالله يقيمنا معه ويعطينا سلامه وهو مطيّب قلوبنا، حتّى نفهم أنّه فصحنا وبهاؤنا وأنّنا معه إلى الأبد في جمال وبرّ.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: فيليبّي ٤: ٤-٩

يا إخوة افرحوا في الربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا، وليَظهَر حِلْمُكم لجميع الناس فإنّ الربّ قريب. لا تهتمّوا البتة، بل في كلّ شيء فلتكن طلباتُكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر. وليحفظ سلامُ الله الذي يفوق كلّ عقل قلوبَكم وبصائرَكم في يسوع المسيح. وبعد أيّها الإخوة مهما يكن من حقّ، ومهما يكن من عفاف، ومهما يكن من عدل، ومهما يكن من طهارة، ومهما يكن من صفة محبّبة، ومهما يكن من حُسْن صيت، إن تكن فضيلة، وإن يكن مَدْح، ففي هذه افتكروا. وما تعلّمتموه وتسلّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فبهذا اعملوا. وإله السلام يكون معكم.

 

الإنجيل: يوحنّا ١٢: ١-١٨

قبل الفصح بستّة أيّام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الذي مات فأقامه يسوع من بين الأموات. فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرتا تخدم وكان لعازر أحد المتّكئين معه. أمّا مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال أحد تلاميذه، يهوذا بن سمعان الإسخريوطيّ، الذي كان مزمعًا أن يُسْلمه: لمَ لم يُبَعْ هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويُعطَ للمساكين؟ وإنّما قال هذا لا اهتمامًا منه بالمساكين بل لأنّه كان سارقًا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلقى فيه. فقال يسوع: دعها، إنّما حفظَتْه ليوم دفني. فإنّ المساكين هم عندكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلستُ عندكم في كلّ حين. وعلم جمع كثير من اليهود أنّ يسوع هناك فجاؤوا، لا من أجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر الذي أقامه من بين الأموات. فأْتَمَرَ رؤساء الكهنة أن يقتلوا لعازر أيضًا، لأنّ كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون فيؤمنون بيسوع. وفي الغد لمّا سمع الجمع الكثير الذين جاؤوا إلى العيد بأنّ يسوع آتٍ إلى أورشليم أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يصرخون قائلين: هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربّ، ملكُ اسرائيل. وإنّ يسوع وجد جحشًا فركبه كما هو مكتوب: «لا تخافي يا ابنة صهيون، ها إنّ مَلِكك يأتيك راكبًا على جحش ابن أتان». وهذه الأشياء لم يفهمها تلاميذه أوّلاً، ولكن، لـمّا مُجّد يسوع، حينئذ تذكّروا أنّ هذه إنّما كُتبت عنه، وأنّهم عملوها له. وكان الجمع الذين كانوا معه حين نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات يشهدون له. ومن أجل هذا استقبله الجمع لأنّهم سمعوا بأنّه قد صنع هذه الآية.

 

الأرملة

يسوع ذكرني! كنتُ، في الهيكل، في الباحة الخاصّة التي تدخلها النساء من أحد أبواب حرمه. وألقيتُ، في إحدى خزائنه، فلسًا (أصغر نقد متداول) إسهامًا خفيًّا منّي في مصاريفه. ورآني. أنا لم أره، ولم أسمعه. كان بعض الناس يردّدون ما قاله، وسمعتُهم. قالوا: كان «قبالة الخزانة ينظر كيف يلقي الناس فيها نقودًا من نحاس». ورأى أنّ كثيرًا من الأغنياء ألقوا «شيئًا كثيرًا». وأخبروني أنّه قال لتلاميذه: «الحقّ أقول لكم إنّ هذه الأرملة الفقيرة (أي أنا!) ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة، لأنّهم كلّهم ألقوا من الفاضل من حاجاتهم. وأمّا هي، فإنّها من حاجتها ألقت جميع ما تملك، كلّ رزقها (مرقس ١٢: ٤١-٤٤).

ذكرني! وأثارني أنّه علم بأنّني أرملة فقيرة وبما وضعتُهُ في خزانة الهيكل! أثارني، وأثار كثيرين آخرين. فلأخصّص: فقراء كثيرين، منبوذين كثيرين، آرامل كثيرات! كلّهم أفرحهم أنّ الفقراء يُذكرون، ويُرفعون! وأنا تركتُهم في فرحهم من دون أن أكشف لهم سرّي. لقد رآني، وأخبر تلاميذه عنّي، ولم أرد أن يتلهّى أحد من الناس بي! الأرامل كثيرات هنا. ويمكن أن ينطبق ما قاله على أيّ واحدة منهنّ!

سمعتُهم. واعتمدتُ أن أشاركهم في حديثهم كما لو أنّ ما سمعتُهُ أرويه عن امرأة أخرى! وجدتُ في الرواية سحرًا، وسحرًا آخر بأنّ سرًّا خاصًّا بات يجمعني به. هل أخطأتُ بعدم مناجاتي بسرّي؟ لا أعتقد! هل أدخلتُهم في وهْمٍ لا يعنيهم؟ لا، لا! رأيتُ أن أشجّعهم على أن يستمرّوا في نقل رواياته. هذا، بصدق، ما رأيتُهُ. ثمّة، في الهيكل روايات كثيرة. ومعظمها فجيعة! دخلتُ في حرب الروايات! اتّفقتُ، سرّيًّا، مع الراويّ الأوّل على أن أشنّ حربًا شعواء على كلّ ما يناقض رواياته. فما سمعتُهُ عنه، جذبني إلى مناصرته من بعيد. هو رآني من بعيد. وأنا قرّرتُ أن أناصره من بعيد أيضًا. وخير ما أرى نفسي تستعجلني إلى مناصرته هو توبيخه الموضوعيّ الذي وجّهه إلى الكتبة. آه من الكتبة! على أيّ انتقاد أتكلّم؟ على هذا الذي ما زال صداه يتردّد في الهيكل، أي على قوله فيهم: «إنّهم يحبّون المشي بالجُبب، وتلقّي التحيّات في الأسواق، وصدور المجالس في المجامع، والمقاعد الأولى في المآدب. يأكلون بيوت الأرامل، وهم يظهرون أنّهم يطيلون صلواتهم»، ووعدهم بأنّهم سينالون عقابًا شديدًا (مرقس ١٢: ٣٨-٤٠).

هذا هم فعلاً! يا لجرأته وموضوعيّته! يقول ما لا نحسن أن نقوله. وإذًا، يجب أن نناصر كلّنا رواياته، ونذيعها علنًا! يبدو أنّه يعرف كلّ شيء. يعرف أنّ قادة جماعتنا يشبهون الوثنيّين في حياتهم المترفة! أنا لا أسقط عليه رواياتي، بل أردّد ما أفصحه من دون أن أدين، أو أعمّم! هذه الحجارة، التي يقوم عليها الهيكل، تعرف أنّهم يروون أنّ ثرواتهم بركة من الله، وأنّ الفقراء ملعونون. يا لتبجّحهم ومكرهم! كلّ مصائبنا منهم. يروون أنّهم حماة كلمة الله ومعانيها. ويسوع وبّخهم، يعني أنّهم يخالفونها. نراهم يسيطرون على مقدَّرات حياتنا وعلى كلّ شيء تقريبًا (على المجامع في المدن والقرى، ومدارس التعليم، والمحاكم، والمجالس العليا، وغيرها)، ويحسبون أنّنا لا نعرف أنّ ابتعادهم عن مال الهيكل الذي تركوه للكهنة، والسياسة التي تركوها لكبار الكهنة، إنّما هو تعفّف كاذب! لا يعرفون أنّ الناس كلّهم يعرفون أنّهم يقودون كلّ شيء، ويحرّكونه في عار خفيتهم. هل أناصر يسوع انتقامًا منهم؟ لا، بل أروي!

أروي، ويجب أن أروي. فهل ثمّة رواية تفوق رواية معرفتي أنّ يسوع يعرف سرّ الإنسان. لقد قبض عليَّ، ولن أتركه! من دون أن أراه، قبض عليَّ. بتُّ ملكه! لقد كشف لي أنّه نزيل حياتي، تفاصيل حياتي. يعرفني كلّي، ويراني كلّي. لقد قال عنّي إنّني قد قدّمتُ الكلّ! يا لوداعة عينيه اللتين تريان اللاشيء كلاًّ! أنا، فهمتُ! ولا تعوزني إشارة أخرى، لتدلّني عليه. هذه تكفيني! فليس غير الربّ، إله الكلّ، قادرًا على أن يعرف أعماق الناس كلّهم، واحدًا واحدًا. هل أخرج إلى الفقراء أصرخ: إنّه هنا؟ هل أنادي أنّ «معتصمنا من السيل، ظلّنا في الحرّ» (إشعياء 25: 4) هنا؟ إنّه هنا! يرى، ويعرف كلّ ما يجري، ويبدي موقفه من الكلّ، واحدًا واحدًا. يا لكم يعرف، ولكم يرى! سأخرج! سأخرج بصحبة اللواتي أخبرنني. إنّهنّ، مثلي، على ثقة بأنّه هنا. للفقراء سرّهم في كشف الخفايا التي تحتحب عن المتكبّرين ومحبّي المجد الباطل والتسلّط الذي يجعل الناس دمًى، أي، باختصار، عن الكتبة والذين يحبّون رواياتهم!

لم أعتقد أنّ يسوع سيفاجئني، اليوم، في خزانة الهيكل. كانت مفاجأةً لا تثمَّن! هل لم أتمنَّ أن أراه؟ بلى، تمنّيتُ كثيرًا. ولكنّ صدى كلماته في الهيكل، وما وصل إليَّ منه، دلّني إليه. فيسوع كلماته أيضًا. أنا امرأة أتيتُ إلى الهيكل أحمل فلسي معي. كان هذا ثروتي الوحيدة. وفي عودتي إلى بيتي، باتت لي ثروة أخرى. باتت كلماته ومعرفتي أنّني أقيم في عينيه! الناس، أي الفقراء مثلي، لو سألتَهم عن أغلى أمنية على قلوبهم، لقالوا لك، من دون انتظار، أن يبقى الله يحتضننا في عينيه. إنّهم لواثقون بأنّه يفعل، ويرجونه دائمًا. هل مثل هذا الاحتضان نعمة، تعزية، ثروة. هؤلاء الكتبة قال يسوع فيهم إنّ كلّ ما يعنيهم أن يراهم الناس، ويكرّمهم الناس. أخذوا أجرهم! أمّا الفقراء وحدهم، أي الفقراء الحقيقيّون، فلا ينتظرون أن يراهم أحد، أو يكرّمهم أحد. هم لهم انتظارات أخرى، انتظارات واثقة لا يقدر على أن يحقّقها سوى يسوع الذي احتضنتني عيناه في الهيكل. أنا ناصرتُهُ! وهذا يكفيني، لأطوي حياتي عليه!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الآلام

التلميذ: عندما نقرأ أناجيل الآلام نرى أنّ تلاميذ يسوع فوجئوا لمّا قبض عليه الجند وخافوا حتّى إنّ بطرس أنكره. ألم يعرفوا أنّه سيتألّم؟

المرشد: بلى، قال لهم مرّات عدّة لكنّهم لم يفهموا لأنّهم تبعوه ورأوه يصنع المعجزات، يشفي المرضى ويقيم الموتى وكانوا ينتظرون أنّه سيعلن نفسه ملكًا على اليهود. نقرأ في إنجيل مرقس ٨: ٣١ وما يتبعها أنّ يسوع، بعد أن أشبع الآلاف وشفى الأعمى، ابتدأ يعلّم تلاميذه «إنّ ابن الإنسان ينبغي أن يتألّم كثيرًا... ويُقتَل وبعد ثلاثة أيّام يقوم». ماذا فعل بطرس بعد أن سمع هذا الكلام؟ يقول الإنجيل إنّه ابتدأ ينتهر يسوع. لم يفهم كلام يسوع.

التلميذ: ماذا قال له يسوع؟

المرشد: قال له: «اذهب عنّي يا شيطان لأنّك لا تهتمّ بما لله لكن بما للناس». بعد هذا يخبرنا الإنجيليّ مرقس أنّ يسوع أكمل تعليمه لتلاميذه ولكلّ الناس حوله قائلاً: «من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني...».

التلميذ: متى أعلن يسوع عن آلامه أيضًا؟

المرشد: بعد التجلّي (مرقس ٩: ٩-١٠ و١٢) «ابن الإنسان يتألّم كثيرًا ويُرذل». لكنّهم لم يفهموا. وكلّمهم أيضًا مرّة ثالثة بكلّ وضوح كما نقرأ في إنجيل مرقس ١٠: ٣٣ «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلّم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». ماذا تظنّ كان ردّ فعل التلاميذ؟

التلميذ: ألم يفهموا هذه المرّة؟

المرشد: لا، لأنّ الأخوين يعقوب ويوحنّا تقدّما إلى يسوع وطلبا أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره في مجده، لأنّهما كانا يظنّان أنّه سيصير ملكًا، وأرادا أن يكونا وزيرين عنده. اقرأ جواب يسوع لهما في إنجيل مرقس ١٠: ٣٥-٤٥.

التلميذ: لكن كيف فهموا بعد ذلك؟

المرشد: بعد قيامة يسوع من بين الأموات وبعد أن شاهدوا القبر الفارغ وظهر يسوع لهم بعد القيامة مرّات عدّة، وبالأخص بعد أن حلّ عليهم الروح القدس في العنصرة، فهموا وآمنوا وبشّروا بالإنجيل وآمن كثيرون ومات بعضهم شهداء.

 

لماذا مات المسيح على الصليب؟

القدّيس أثناسيوس الكبير

إذا تساءل المسيحيّ لماذا اختار المسيح أن يموت على الصليب بدلاً من أيّ نوع آخر من أنواع الموت؟ فليعرف المسيحيّ أنّ المسيح أتى ليحمل عنّا اللعنة التي تثقل كاهلنا، ولذلك كان عليه أن يتحمّل موت الملعونين ليكفّر عن آثامنا. وموت الملعونين هو موت الصليب، فإنّه مكتوب: ملعون من يموت على الخشبة. ثمّ إنّ موت السيّد هو فداؤنا، وهو هدم السور الفاصل بين الله وبيننا، وهو دعوة الوثنيّين إلى الخلاص.

وكيف يمكن للسيّد أن يدعونا إن لم يمت على الصليب؟ فعلى الصليب وحده يموت الإنسان ويداه ممدودتان مفتوحتان، ولذلك كان من اللائق أن يموت السيّد هذا النوع من الموت حتّى يفتح لنا ذراعيه. فبذراع جذب إليه الشعب اليهوديّ، وبالذراع الأخرى جذب إليه سائر الشعوب ووحّدهم كلّهم فيه. وقد قال السيّد عندما عبّر عن أيّة ميتة سيموتها ليخلّص جميع البشر: «وأنا متى ارتفعت عن الأرض اجتذبت إليّ الجميع» (يوحنّا ١٢: ٣٢).

 

دوام المطرانيّة

لمناسبة الأسبوع العظيم والفصح، يُغلق ديوان المطرانيّة ابتداء من صباح السبت في ٨ نيسان ولغاية صباح الثلاثاء في ١٨ نيسان ٢٠١٧. مع العلم أنّ الديوان يفتح طيلة أيّام الأسبوع ما عدا السبت والأحد من الساعة التاسعة صباحًا ولغاية الواحدة ظهرًا.

Last Updated on Monday, 03 April 2017 16:02