ocaml1.gif
العدد ١٧:الشكّ والإيمان Print
Sunday, 23 April 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٣ نيسان ٢٠١٧ العدد ١٧  

أحد توما الرسول أو الأحد الجديد

القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر

logo raiat web

كلمة الراعي

الشكّ والإيمان

اليوم، في غمرة القيامة، نتذكّر لقاء السيّد مع توما. بعد أن ظهر يسوع للتلاميذ في اليوم الأوّل من الأسبوع - ولم يكن توما معهم - ظهر في اليوم الثامن، أي في مثل هذا اليوم، وكان توما مع التلاميذ ولكنّه شكّ في حقيقة القيامة.

توما وجه يمثّل الكثيرين منّا، ولعلّه يمثّل الكلّ، وكأنّ الإيمان والشكّ مترافقان في الحياة. ضدّ الإيمان جحود كائن أو إلحاد. الشكّ يصعد من شهواتنا إلينا ويجعلنا غير مؤمنين، غير مقبلين إلى المسيح إقبالاً كلّيًّا. أن يكون الإنسان مؤمنًا هو أن يعتبر الله مأمنه. في الإنسانيّة حالات اضطراب، كلّ منّا يفتّش عن مأمن. ما دام الإنسان يخشى الموت فهو يصطنع قوّات أمن تحفظه من الموت المداهم، ولكنّ الموت الكبير هو الموت الروحيّ، هو موت النفس بالخطيئة في سيّئاتها وهي تحاول النهوض ولا تنهض، فتسقط يومًا بعد يوم، وتجدّد العزم على المضيّ مع السيّد، ولكنّها لا تمضي فتتخلّف عن مسايرة يسوع. النفس تسلّم ذاتها للسيّد ولكنّ العاصفة تهبّ فيها، وهي تسمع النوء فتغرق.

إنّه جهد يوميّ، جهاد مضنٍ، دائم، أن نكون دائمًا شاخصين إلى يسوع بحيث لا يتجاذبنا هوى، وبحيث لا نعود إلى الوراء بعد أن وضعنا يدينا على المحراث.

توما كان صورة عن كلّ منّا، وقيمته في تاريخ الخلاص أنّ شكّه ثبّت قيامة المسيح، ثبّت إيماننا بهذه القيامة. وشكّه يضطرّنا إلى الرجوع إلى القيامة إذ لا مهرب لنا من خطيئتنا إلاّ إلى وجه السيّد المضيء. مهما قمنا بمحاولات لننهض فلن نستطيع شيئًا، لا نستطيع إلاّ أن نسلّم النفس إلى يسوع بصورة كاملة. عندئذ فقط ينيرنا هو ويدخل إلى النفس ويطهّرها من ويلاتها ويرفعها من كبوتها. المسيح يجلس في قاع النفس، يمتدّ في النفس البشريّة، وإذا أخذ مكانه فلا يبقى مكان لآخر. وعندئذ نحن في النور ونحن متغلّبون على الشكوك.

هذا ما تؤكّده لنا الكنيسة في الصلاة: نرتّل في صلاة السَحر: «إنّ التلاميذ لمّا كانوا مشكّكين، وافى المخلّص إلى حيث كانوا مجتمعين بعد ثمانية أيّام وأعطاهم سلامًا، وهتف بتوما: هلمّ أيّها الرسول فتّش الكفّين اللتين ثُقبتا بالمسامير. فيا لمستطرف عدم تصديق توما إذ أقبل بقلوب المؤمنين إلى المعرفة وهتف بخوف: ربّي وإلهي ...

يا له من عجب معجز لأنّ عدم الإيمان صار تأكيدًا للإيمان لأنّ توما قال: إن لم أبصر فلا أصدّق. فلمّا فتّش الجنب نطق بلاهوت المتجسّد الذي هو ابن الله، وعرف أنّه تألّم بالبشرة، وهتف كارزًا بالإله الناهض، وصرخ بنغمة جهيرة ربّي وإلهي المجد لك».

تقول لنا الكنيسة: نحن نؤمن بسبب شكّ توما ونؤمن بسبب عودته. هذا هو الأمر المهمّ وبسببه نحن نعيش. نعيش لأنّ واحدًا قام وتاليًا فنحن سنقوم معه. نحن قائمون الآن من الخطيئة ومن الفساد، قائمون بالحرّيّة في اليقين وفي الحبّ. هذه هي القيامة. نحن قائمون ونعلم أنّنا غالبون للخطيئة، للاضطراب، للفساد، للعزلة، نحن قائمون لأنّ جسد الربّ ودمه ينغرسان فينا بالمناولة المقدّسة. جسدنا المائت يُبعث حيًّا لأنّ جسد الله إذا وُضع فينا لا يفنى. نحن نقوم لأنّنا نتناول جسد الربّ ودمه، وإذا وُضعت جثّتنا في القبر فجسد الربّ الذي كان غذاءنا لا يفنى. جسد الربّ الذي فينا هو يبعثنا من القبر، وبسببنا يقوم العالم بأسره لأنّنا نحن في العالم خميرة تخمّر العجين كلّه. فما أظرف عدم تصديق توما إذ أقبل بقلوب المؤمنين إلى المعرفة وهتف بخوف: ربّي وإلهي... لأنّ عدم الإيمان صار تأكيدًا للإيمان.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١٢: ١-١١

في ذلك الزمان ألقى هيرودس الملك الأيادي على قومٍ من الكنيسة ليُسيءَ إليهم، وقتل يعقوبَ أخا يوحنّا بالسيف، ولمّا رأى أنّ ذلك يُرضي اليهود عاد فقبض على بطرس أيضًا (وكانت أيّام الفطير)، فلمَّا أمسَكَهُ جعلَه في السجن وأسلمه إلى أربعة أرابع من الجند ليحرُسُوه وفي عَزمِه أن يقدّمه إلى الشعب بعد الفصح. فكان بطرس محبوسًا في السجن وكانت الكنيسة تصلّي إلى الله من أجله بلا انقطاع. ولمّا أزمع هيرودس أن يقدّمه كان بطرس في تلك الليلة نائمًا بين جُنديين مقيّدًا بسلسلتين. وكان الحرّاس أمام الأبواب يحفظون السجن، وإذا ملاك الربّ قد وقف به ونورٌ قد أشرق في البيت. فضرب جنب بطرس وأيقظه قائلاً قم سريعًا. فسقطت السلسلتان من يديه. وقال له الملاك تمنطق واشدد نعليك. ففعل كذلك. ثمّ قال له البس ثوبك واتبعني. فخرج يتبعه وهو لا يعلم أنّ ما فعله الملاك كان حقًّا بل كان يظنّ أنّه يرى رؤيا. فلمّا جازا المحرس الأوّل والثاني انتهيا إلى باب الحديد الذي يؤدّي إلى المدينة فانفتح لهما من ذاته. فخرجا وتقدَّما زُقاقًا واحدًا وللوقت فارقه الملاك. فرجع بطرس إلى نفسه وقال الآن علمتُ يقينًا أنّ الربّ أرسل ملاكه وأنقذني من يد هيرودس ومن كلّ ما تربَّصَه بي شعبُ اليهود.

 

الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١

لـمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما، أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلاً وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع لم تُكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.

 

شكّ توما ليتورجيًّا

يسمّى الأحد الأوّل بعد الفصح بالأحد الجديد أو أحد توما. نقرأ فيه المقطع الإنجيليّ من بشارة يوحنّا (٢٠: ١٩-٣١) الذي يروي ظهور المسيح على تلاميذه المجتمعين والخائفين، وذلك يوم الأحد بعد صلبه ودفنه. كان توما الرسول غائبًا عن هذا اللقاء، وعندما أخبره التلاميذ الآخرون بما حصل شكّ في قيامة الربّ وأعلن مقولته الشهيرة «إن لم أعاين أثر المسامير في يديه وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن». فعاد الربّ في اليوم الثامن، أي يوم الأحد التالي، وأتى إلى التلاميذ المجتمعين أيضًا داخلاً والأبواب مغلقة وقال لتوما: «هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا»، فيجيبه توما مباشرة ربّي وإلهي. تعطينا الليتورجيا تفاصيل حول شكّ توما غير موجودة في النصّ الإنجيليّ ولكنّها تساعدنا على فهمه.

لا يذكر يوحنّا في إنجيله شيئًا عن سبب غياب توما عن اجتماع التلاميذ، أمّا قطعة الكانين في صلاة الغروب فتذكر أنّ المسيح أتى إلى تلاميذه والأبواب مغلقة و«حينئذ بتدبير لم يصادف توما معهم». توحي هذه الصلاة بأنّ غياب توما كان بتدبير إلهيّ، ما يعني أنّ لله قصدًا محدّدًا في اختياره أن يظهر لتلاميذه في المرّة الأولى بغياب توما الذي شكّك في القيامة عندما حضر إلى اجتماع التلاميذ بعد مغادرة الربّ يسوع.

لا يذكر النصّ الإنجيليّ أيضًا إن كان توما عاين أثر المسامير في يديّ المخلّص، ولا إن كان فتّش جنب المخلّص ووضع يده في أثر طعنة الحربة، جلّ ما يقوله النصّ إنّ الربّ دعاه إلى ذلك. أمّا توما فصرخ مباشرة ربّي وإلهي، ولكنّ خدمة هذا الأحد في صلاة الغروب والسحر تؤكّد في مواضع عديدة أنّ توما «فتّش الكفّين اللتين بجّتهما المسامير» (القطعة الرابعة من صلاة الغروب)، وأنّه «اقتنع بمعاينة يدي الربّ وجنبه» (القطعة الخامسة من صلاة الغروب). أمّا القطعة الثانية من الأبوستيخن فتتعجّب كيف أنّ «عشبًا لامس النار فسلم لأنّ توما ألقى اليد في ناريّة جنب يسوع المسيح الإله ولم تلتهب بملامسته». نلاحظ إذًا رغبة في صلوات هذا اليوم، إن كان في صلاة الغروب أو السحر، في التأكيد مرارًا أنّ التفتيش حصل معاينة وتفتيشًا وباللمس الفعليّ بالإصبع واليد. لم يكن إعلان توما، «ربّي وإلهي»، نابعًا من إيمانه فقط، إنّما أتى بعد تفتيش دقيق وتأكيد محسوس لا يقبل الشكّ في أنّ الواقف أمام التلاميذ، بعد ثمانية أيّام، هو إيّاه يسوع الناصريّ الذي عُلّق على الصليب ومات ودفن في قبر وُجد بعد ثلاثة أيّام فارغًا.

تلفتنا الليتورجيا أيضًا في موضوع شكّ توما وتفتيشه جنب المخلّص إلى كونها تنظر إليه بإيجابيّة كبيرة، فتقول مثلاً «يا لمستطرف عدم تصديق توما الجميل» (القطعة الرابعة من صلاة الغروب). أمّا الأودية السابعة في صلاة السحر فتصل إلى وصف عدم إيمان توما بأنّه حسن. هذا قد يدعو إلى الاستغراب، فكيف نصف شكًّا في حقيقة القيامة، وتكذيبًا لما عاينه الرسل ونقلوه، بالأمر الجميل والحسن والمفيد؟ كيف نغبط ونمتدح جسارة التلميذ المشكّك في أن يشارط المعلّم على ملامسة جراحه للتحقّق من صحّة كلامه؟ ملامسة تقول فيها الليتورجيا إنّه، لولا «سماح الربّ»، و«طول أناته»، و«صلاحه»، لكانت نار اللاهوت أحرقت توما كما تحرق النار العشب ما إن تلامسه.

يبدو أنّ الليتورجيا، في قراءتها حدث ظهور الربّ لتلاميذه في أحد القيامة وفي اليوم الثامن، ترى تدبيرًا إلهيًّا يصبو إلى إلغاء كلّ شكّ لاحق قد يقود صاحبه إلى إنكار حقيقة قيامة المخلّص. شكّ توما في هذا السياق يصبح جميلاً ومبرورًا لأنّه يقودنا نحن إلى عدم الشكّ، وهكذا يتضّح لنا معنا قول الربّ لتلميذه المتأرجح في التصديق: «لأنّك رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين لم يروا وآمنوا». كأنّ الليتورجيا تعلّمنا أنّه قبل شكّ توما، كان الشكّ مسموحًا، أمّا بعد شكّ توما ومعاينته آثار المسامير والجنب المطعون بحربة، فما عاد للشكّ مكان. مغبوط شكّ توما لأنّه يقودنا إلى الإعلان بكلّ ثقة المسيح قام حقًّا قام.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: أيقونة القيامة

التلميذ: ما هي أيقونة قيامة يسوع من بين الأموات؟

المرشد: هي الأيقونة المعروفة التي تمثّل نزول يسوع إلى الجحيم، مكان الأموات، وتحريرهم. تعرف ولا شكّ طروباريّة القيامة: «المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالوت ووهب الحياة للذين في القبور». رتّلها وانظر إلى أيقونة النزول إلى الجحيم فتلاحظ أنّ الأيقونة تصوّر النصّ: يسوع في وسطها بلباس أبيض يشعّ منه النور، منتصبًا فوق القبور ماسكًا بيد آدم من جهة وحواء من جهة أخرى، منهضًا إيّاهما من ظلمة القبر.

 

التلميذ: نعم رأيت هذا. لكن، هناك آخرون يظهرون في الأيقونة  خلف آدم وحواء، فمن هم؟

المرشد: هم أشخاص قدّيسون من العهد القديم مثل داود وسليمان ويوحنّا المعمدان من جهة، وموسى والأنبياء الذين كانوا مقيّدين في الجحيم من جهة أخرى. يسوع يمسك بآدم وحواء للدلالة على أنّه يخلّص البشر كلّهم.

 

التلميذ: ما هذه الأشياء التي نراها تحت قدمي يسوع؟

المرشد: تطأ قدما يسوع أبواب الجحيم المحطّمة لأنّه غلب الموت وقهر الخطيئة التي تقود إليه. نرتّل في الفصح: «أيّها المسيح لقد نزلت إلى أسافل دركات الأرض فسحقت الأمخال الدهريّة (الأمخال هي الأقفال الحديديّة التي تقفل القبور) الضابطة المعتقَلين...»، لذلك نرى في أسفل الأيقونة خشبتي الباب بشكل صليب تتناثر حولها المفاتيح والسلاسل...

 

التلميذ: هل من أيقونة أخرى للقيامة؟

المرشد: نعم هناك أيقونة القبر الفارغ حيث نرى الأكفان موضوعة بشكل أقمطة، وملاكاً جالسًا على الحجر بثياب بيضاء يبشّر النساء حاملات الطيب بالقيامة، وهنّ واقفات قرب القبر بدهشة وخوف. 

 

خصائص الزمن الفصحيّ

اليوم هو الأحد الأوّل بعد الفصح الذي يُدعى أحد توما. ويُسمّى الأسبوع بين الفصح وأحد توما بالعربيّة واليونانيّة «أسبوع التجديدات»، ويسمّيه الروس «الأسبوع المنير أو المضيء». لهذا الزمن الفصحيّ خصائص ليتورجيّة عدّة أهمّها:

- يبدأ كلّ قدّاس إلهيّ بترتيل طروباريّة القيامة وينتهي بها: «المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور».

- تبقى أبواب الهيكل مفتوحة دائمًا، وهذا يرمز إلى إمكانيّة دخول قدس الأقداس الذي فتحه يسوع المسيح، الكاهن الأعظم بدمه.

- يبقى الإبيطافيون مفتوحًا على المائدة فيقام القدّاس الإلهيّ على أيقونة القبر المحيي، قبر المخلّص.

- لا نصوم ولا نسجد أثناء الأسبوع الفصحيّ.

- يُخصص يوم الجمعة من أسبوع التجديدات للعذراء مريم، ويُسمّى عيد سيّدة الينبوع إشارة إلى تقليد قديم حدث في القسطنطينيّة.

 

وفاة متروبوليت حماه إيليّا (صليبا)

صباح الأوّل من نيسان رقد على رجاء القيامة والحياة الأبديّة عن ٩٣ عامًا المتروبوليت إيليّا (صليبا) راعي أبرشيّة حماه وتوابعها. أُقيمت صلاة الجنّاز  يوم الاثنين ٣ نيسان ٢٠١٧ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في حماه حيث وري الثرى. وقد عيّن غبطة البطريرك يوحنّا العاشر سيادة الأسقف نقولا (بعلبكي) معتمدًا بطريركيًّا على أبرشيّة حماه وتوابعها.

سيرته: وُلد في كفرصارون - الكورة العام ١٩٢٤ وتابع فيها الدراسة الابتدائيّة، ثمّ انتقل إلى مدرسة سيّدة البلمند البطريركيّة العام ١٩٣٨. حصل على شهادة الدراسة الثانويّة من دمشق العام ١٩٤١، وفي العام ١٩٤٤ سامه المثلّث الرحمة البطريرك ألكسندرس الثالث (طحّان)، شمّاسًا إنجيليًّا. بعد تخرّجه من كلّيّة الحقوق سيم كاهنًا السنة ١٩٥٠ وعُيِّن رئيسًا للمحكمة الروحيّة الابتدائيّة في دمشق.

درس اللاهوت في معهد خالكي في تركيا بين ١٩٥٣ و١٩٥٧، وبعد عودته عينّه البطريرك ألكسندرس رئيسًا للمحكمة الروحيّة الابتدائيّة، ومستشارًا في محكمة الاستئناف ومدرّسًا في الآسيّة في دمشق، ومن ثمّ قام بإدارة المدارس الأرثوذكسيّة الآسيّة في دمشق حتّى ١٩٦٦ لما انتُخب أسقفًا وكيلاً بطريركيًّا.

عاش في الولايات المتّحدة من ١٩٧١ إلى ١٩٨٠، ثم عُيّن رئيسًا لدير القدّيس جاورجيوس البطريركيّ-الحميراء العام ١٩٨٢، كما درّس مادّة القانون الكنسيّ في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقي اللاهوتيّ.

العام ١٩٨٤، انتُخب مطرانًا على أبرشيّة حماه وتوابعها، وعُيِّن رئيسًا للمحكمة الاستئنافيّة الروحيّة في سورية، ورئيسًا للجنة الأنظمة والقوانين في الكرسيّ الأنطاكيّ الرسوليّ.

Last Updated on Monday, 17 April 2017 02:26