ocaml1.gif
العدد٢٠: أن نسجد للآب بالروح والحق Print
Sunday, 14 May 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٤ أيّار ٢٠١٧ العدد ٢٠ 

الأحد الرابع بعد الفصح

أحد السامريّة

logo raiat web

كلمة الراعي

أن نسجد للآب بالروح والحقّ

في إنجيل يوحنّا الذي نقرأه باهتمام بعد الفصح، قيل عن السيّد إنّه كان لا بدّ له من أن يجتاز السامرة وهو في طريقه إلى أورشليم. كان بإمكانه أن يصل إلى أورشليم من طريق أخرى، لكنّنا نجده يغيّر برنامجه لكي يلتقي بالمرأة السامريّة التي صارت منطلقًا لكلّ البشارة التي نقرأ عنها في أعمال الرسل. في أوّل البشارة كان الرسل يكلّمون اليهود فقط، لكن في أنطاكية أخذوا يبشّرون الوثنيّين أيضًا، كما فعلت السامريّة لمّا أعطت البشارة لغير اليهود، لأنّ كلمة الله تستقرّ في كلّ من آمن بالربّ يسوع مهما كان أصله.

محور كلّ هذا النصّ هو شخص المسيح نفسه. يسوع يتجاوز كلّ فاصل بينه وبين أيّ إنسان، لأنّنا بعد المسيح لسنا مفصولين عن أيّ إنسان، وإن فصلتنا عنه ظروف الزمان أو فرّقت العادات بيننا وبينه. بسبب من المسيح نحن ملاصقون كلّ إنسان.

يجابه السيّد السامريّة قائلاً: «لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا»، الماء الحيّ لم يكن في البئر، وقد قال النبيّ إرمياء عن لسان الله: «تركوني أنا ينبوع الماء الحيّ واحتفروا لأنفسهم آبارًا مشقّقة لا تضبط ماء» (٢: ١٣). يقول السيّد دومًا عن نفسه إنّه الماء الحيّ، وفي إنجيل اليوم يقول إنّ من يأخذ منه ماء الحياة يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة.

هل نحن نستقي الماء الحيّ؟ كلّ واحد منّا سجين ترتيبات حياته، سجين الحزن وعادات الحزن، سجين الفرح وعادات الفرح، سجين ترتيباته العائليّة والعشائريّة والحزبيّة. كلّ إنسان رتّب نفسه في قفص يقيه الفكر الحيّ. كلّ إنسان أخضع نفسه لكابوس، لنير، حتّى لا يواجه المسيح الذي يغسل كلّ نير ويرفع عنّا كلّ فكر. فإنّك إن ماشيتَ المسيح لا بدّ لك من أن تصبح ينبوعًا، ينبوع ماء حيّ، أي أنّك إنسان حاضر، ملتفت الروح، ملتهب الفكر، خادم للإنسانيّة تنظر إليها كلّ يوم بانفتاح على غير ضيق ولا أقنعة. تصبح إنسانًا جديدًا إن أردتَ أن تسير وراء السيّد.

دخلت المرأة في مناقشة مع السيّد بعد أن فضح سلوكها. عرفت أنّها في وضع مريب فأرادت أن تهرب من وضعها ودخلت في مناقشة لاهوتيّة. لكنّ يسوع لم ينقد إلى المناقشة لأنّ القضيّة ليست أن نناقش، لكنّ القضيّة أن نواجه المسيح وأن نسلم إليه لكي نصبح أناسًا جددًا به. لذلك قال يسوع للسامريّة: ليست القضيّة أن تختلفوا حول مكان العبادة، فإنّ الله روح والقضيّة ليست قضيّة معابد. فبالروح والحقّ ينبغي أن تسلكوا. كوني في أعماق روح الله وكوني في حقيقة الله قبل أن نتكلّم على مكان العبادة.

كثيرون يتحدّثون عن الدين وعن الطوائف، وعن ميزة هذه الطائفة أو تلك ويتباهون بماضيهم، ولكنّ واحدًا منهم لا يصلّي. القضيّة ليست تفاضلاً، القضيّة أن نكون جميعا بالروح والحقّ، أي أن نرمي أنفسنا في أعماق الله بصدق كامل. لمّا واجه يسوع السامريّة بقضيّة الصدق، وبأنّها مدعوّة إلى أن ترتفع إلى الربّ الإله، تغيّرت فورًا وأصبحت من تلاميذه.

إمّا أن نكون تلاميذ للسيّد أو لا نكون. السؤال المطروح على كلّ منّا في أحد السامريّة هو هذا: هل أنا أستمع إلى المسيح؟ هل أحبّ أقواله؟ هل أنّ همّي كلّه أن أكون شاخصًا إلى عينيه لكي أتلقّى منهما كلّ حنان وأوجَد؟

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١١: ١٩-٣٠

في تلك الأيّام لمّا تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب إستفانوس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدًا بالكلمة إلاّ اليهود فقط. ولكنّ قومًا منهم كانوا قبرسيّين وقيروانيّين. فهؤلاء لمّا دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيّين مبشّرين بالربّ يسوع. وكانت يد الربّ معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الربّ. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلمّا أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الربّ بعزيمة القلب، لأنّه كان رجلاً صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الربّ جمعٌ كثير. ثمّ خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولمّا وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعًا كثيرًا، ودُعي التلاميذ مسيحيّين في أنطاكية أوّلاً. وفي تلك الأيّام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيّام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكلّ واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

 

الإنجيل: يوحنّا ٤: ٥-٤٢

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب - فإنّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا- فقالت له المرأة السامريّة: كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامريّة، واليهود لا يُخالطون السامريّين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا. قالت له المرأة: يا سيّد إنّه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، وأمّا من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة. فقالت له المرأة: يا سيّد أَعطني هذا الماء كيلا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلََك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنّه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أحسنتِ بقولك إنّه لا رجل لي. فإنّه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلته بالصدق. قالت له المرأة: يا سيّد أرى أنّك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأنّ الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ، لأنّ الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكلّ شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلّم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنّه يتكلّم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلّم معها. فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كلّ ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلّم كلْ. فقال لهم: إنّ لي طعامًا لآكُل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدًا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إنّ طعامي أن أعمل مشيئة الذي أَرسلني وأُتمّم عمله. ألستم تقولون أنتم إنّه يكون أربعة أشهر ثمّ يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى المَزارع إنّها قد ابيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبديّة لكي يفرح الزارع والحاصد معًا. ففي هذا يَصدُق القول إنّ واحدًا يزرع وآخر يحصد. إنّي أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإنّ آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريّين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كلّ ما فعلتُ. ولـمّا أتى إليه السامريّون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدًّا من أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا من أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنّا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

 

انتبه للحسد فهو قتّال

مقتطفات من أقوال القدّيس باسيليوس الكبير

انتبه للحسد، فما من شهوة أشدّ سوءًا وضررًا من الحسد. فهو لا يؤذي القريب بقدر ما يؤذي الإنسان الحسود نفسه. فالحسد سوسة تنخر قلب الإنسان في الأعماق، وتعمل فيه كما يعمل الصدأ بالحديد. هو كآبة نفسٍ وحزن يصيب الإنسان لدى مشاهدة السعادة التي يتمتّع بها الغير. وكم في الحياة من أسباب ودواعٍ يتعرّض لها الحسود فتثير حفيظته. فإن أخصبت أرض قريبه أو ارتفع له بيت وتزيّن، إذا كان سعيدًا في عمله ومع عائلته، كلّ هذه أمور توغر قلب الحسود وتزيد عذابه. الحسود يشبه رجلاً عاريًا يتعرّض جسده كلّ ساعةٍ للسهام. فإذا رأى شخصًا قويًّا معافى اغتمّ، وإذا قابل إنسانًا جميلاً، أو آخر ذكي الفؤاد، جُرح في الأعماق، وإذا علم أنّ إنسانًا نجح في الحياة نجاحًا باهرًا أحسّ بألم يدمي فؤاده.

وأشدّ ما في الحسد أنّه داء يُطوى في الكتمان. ترى الحسود خافض البصر، كالح الوجه، يتشكّى باستمرار من عذابٍ داخليّ ما يذبل وجهه ويضني جسده فيهزل ويضعف. فهو يستحي أن يقول «إنّي حسود»، أشعر بالمرارة والحزن للخير الذي حصل عليه إنسان غيري، وإنّي أتعذّب لسعادة أصدقائي، ولا أطيق نجاح أترابي، إنّي أرى أنّ سعادة الآخرين هي سيف يمزّق أحشائي ويطعنني في الصميم. هذا ما كان يجب أن يبوح به الحسود. لكنّه يفضّل أن يحفظه في قلبه ويصمت، وهكذا يبقى الداء في ذاته فيضنيه العذاب ويفني جسمه قليلاً فقليلاً.

لا أجد طبًّا لمعالجة الحسود، ولا دواء لشقاء هذا المرض الخبيث، فالعزاء الذي يرطّب قلبه، لا يحصل عليه إلاّ عندما يرى الذين يحسدهم قد حرموا من السعادة. كما أنّ بغضه لا يحدّه ولا يوقفه شيء إلاّ زوال نعمة قريبه وانهيار نجاحه.

وعندئذ فقط يُظهر المودّة للغير إذ يراه حزينًا باكيًا، رغم أنّه لا يعرف الفرح مع الفرحين، إنّما يعرف فقط البكاء مع الباكين. فهو يتأسّف لوقوع النكبة، لا عطفًا على المنكوب، بل لكي يزيد ألمه بذكر ما فقد أمامه.

الحسود، يفقد الإحساس والشعور الصحيح بالقيم. فلا تتكلّم أمامه على فضيلة، أو على جمال أو على قوّة أو على روعة وفتنة منظر ما. فلا شيء من كلّ هذه يعجبه. وبذلك هو يشبه بعض الطيور التي ترى المراعي الخصبة، والأشجار الجميلة الباسقة، ومناظر الطبيعة المدهشة، لكنّها لا تتوقّف ولا تحطّ بقوائمها إلاّ في المستنقعات والمزابل. وعلاوة على كلّ ذلك، عند الحسود تصبح الفضيلة رذيلة، والخير شرًّا. وهكذا الرجل الشجاع يعتبره الحسود متهوّرًا، والعاقل بليدًا، والبارّ مجرمًا، والحكيم مرائيًا والكريم مسرفًا ومبذّرًا، والحريص بخيلاً. إنّ كلّ الفضائل تصبح عند الحسود رذائل.

 

حياة المسيحيّون الأوائل

سمعنا في رسالة اليوم أنّ تلاميذ يسوع دُعوا مسيحيّين في أنطاكية أوّلاً. يسأل كثيرون عن حياة المسيحيّين الأوائل ويريدون التمثّل بهم. إليكم نصًّا من القرن الثاني مأخوذًا من «الرسالة إلى ذيوغنيتس» يصف حياة المسيحيّين*: «... لا يختلف المسيحيّون عن سواهم من أبناء البشر في الوطن أو اللغة أو العادات. فالواقع هو أنّهم لا يقطنون مدنًا لهم دون سواهم، ولا يتكلّمون لغة خاصّة بهم ولا يعيشون عيشة غريبة شاذّة. . لا يؤيّدون كغيرهم عقيدة من صنع البشر. ومع أنّهم يحلّون في مدن يونانيّة وغير يونانيّة، حسب حظّ كلّ واحد منهم، ويمشون بموجب عادات البلد الذي يحلّون فيه بالزيّ والطعام وأساليب المعيشة الأخرى، فإنّ أسلوب معيشتهم يوجب الإعجاب والإقرار بأنّه غير متوَقّع. تراهم يسكنون البلدان ولكنّهم غرباء، يشتركون في كلّ شيء كمواطنين، ولكنّهم يحتملون ما يحتمله الغرباء. كلّ بلد أجنبيّ وطن لهم، وكلّ وطن لهم بلد غريب. يتزاوجون كغيرهم ويتوالدون ولكنّهم لا يهملون أولادهم ولا يعرّضونهم للموت. يفرشون طعامهم للجميع ولكنّهم لا يفرشون أسرّتهم. يجدون أنفسهم في الجسد ولكنّهم لا يعيشون للجسد. يقضون أيّامهم على الأرض ولكنّهم مرتبطون بوطن سماويّ. يطيعون القوانين المرعيّة ولكنّهم يتقيّدون بأكثر منها في حياتهم الخاصّة. يحبّون جميع الناس لكنّ الجميع يضطهدونهم. بالاختصار فإنّ المسيحيّين للعالم كالروح للجسد. الروح تمتدّ إلى جميع أعضاء الجسد والمسيحيّون ينتشرون في جميع مدن العالم. وكما أنّ الروح تسكن في الجسد وتظلّ ليست منه، فهكذا المسيحيّون فإنهّم يسكنون في العالم ولكنّهم يظلّون ليسوا منه. المسيحيّون يعيشون غرباء بين الأشياء الفانية منتظرين الخلود في السماء».

 

  • لا نعرف من هو ذيوغنيتس ولا من كتبَ إليه الرسالة، لكنّه كان مهتمًّا بالمسيحيّة ووجه أسئلة إلى شخص مسيحيّ جاوبه عنها.

 

 

القدّيس البارّ باخوميوس الكبير (٣٤٨م ؟)

وُلد في صعيد مصر الأقصى من أبويين وثنيّين نحو العام ٢٩٢م. نشأ على اعتقادات والديه العمياء وعلى المعارف الوثنيّة. فدخل أوّلاً في العسكريّة منذ حداثته. ثمّ إذ رأى فضائل المسيحيّين التي تركت لديه انطباعًا قويًّا، وبعد تسريحه من العسكريّة هَمّ في التعمّق واقتبال الإيمان والمعموديّة، وسمع باخوميوس بشيخ قدّيس يقيم في البرّيّة اسمه بلامون، فانطلق إليه وتتلمذ على يده وأعطاه الثوب الرهبانيّ. وصار شهيرًا في الفضيلة ذائع الصيت، فصار بفضيلته سببًا لامتلاء بلد «تبنسيه» التي على النيل من الأديرة والمناسك، وصار رئيسًا على ما يزيد عن أربعة عشر ألف راهب، مرض بوباء اجتاح مصر وحصد مائة من رهبانه فأبدى صبرًا عجيبًا ثمّ رقد في الربّ عن ٥٧ سنة.

 

مكتبة رعيّتي

صدرت عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، ضمن سلسلة «أصوات من الجبل المقدّس»، خمسة كتيبات جديدة تعرّف القرّاء إلى آباء معاصرين من جبل آثوس وإلى فكرهم وتعليمهم:

- رقم ٨، الجمال والهدوئيّة في الحياة الآثوسيّة، للأرشمندريت باسيليوس (غونديكاكيس) رئيس دير إيفيرون سابقًا.

- رقم ٩، التأليه هدف الحياة الإنسانيّة الحقيقيّ، للأرشمندريت جاورجيوس (كابسانيس) رئيس دير غريغوريو سابقًا.

- رقم ١٠، الراهب والطبيعة في التقليد الأرثوذكسيّ، للأب مكاريوس من دير سيمونوس بتراس.

- رقم ١١، الشرّ، للأرشمندريت بلاسيد (دوسيّ)، من دير في فرنسا يتبع سيمونوس بتراس.

- رقم ١٢، معرفة الله، للأرشمندريت بلاسيد (دوسيّ)، من دير في فرنسا يتبع سيمونوس بتراس.

تُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع، ومن المطرانيّة في برمانا، ثمن كلّ كتيّب ألف وخمسماية ليرة لبنانيّة.

Last Updated on Tuesday, 09 May 2017 08:06