ocaml1.gif
العدد ٢٤: هل نريد أن نصبح قدّيسين؟ Print
Sunday, 11 June 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١١ حزيران ٢٠١٧ العدد ٢٤ 

الأحد الأوّل بعد العنصرة

أحد جميع القدّيسين

الرسولان برثلماوس وبرنابا

logo raiat web

كلمة الراعي

هل نريد أن نصبح قدّيسين؟

نعيّد اليوم لجميع القدّيسين الذين أكملوا سعيهم، حفظوا الإيمان ونالوا من المسيح القسط الوافر من البرّ، وتعاطوه في حياتهم تعاطيًا كبيرًا وأطاعوه وحفظوا الوصايا، حين كان بقيّة القوم يتسلّون ويتغنّون بالمعاني الدينيّة، يقصدون الكنيسة في المناسبات وحياتهم تسري كأنّها وثنيّة.

يخلط الناس عادة بين شهواتهم ورغبتهم في الله. لا يريدونه بحقّ ولكنّهم يتمنّون أن يكونوا له، غير أنّهم لا يحزمون أمرهم ولا يشدّدون عزيمتهم ولا ينفصمون عن منافعهم الدنيويّة.

المؤمن الكبير الذي يريد قداسة لنفسه هو ذلك الذي يتجنّد في سبيل المسيح حاملاً سلاح البرّ، سلاح التقوى، سلاحًا غير منظور فيكون المسيح مالئًا قلبه، وإذا ملأ المسيح حياته له عندئذ أن يتعاطى كلّ شيء في الدنيا وأن يكون طاهرًا. يمكنه أن يواجه الناس وأن يعاملهم بغير عدوان وبغير انتفاخ وبغير تعصّب، أن يحبّ كلّ إنسان ويسعى إلى كلّ وجه يفتقده ويعزّيه.

السؤال المطروح علينا اليوم هو: هل نريد أن نُصبح قدّيسين، بلا لوم وبلا عيب، ملتصقين بالمسيح حتّى إنّ من رآنا يقول: هذا الإنسان كأنّه المسيح. هل يقال هذا عن الكثيرين؟ إن لم يقل الناس عنّا هكذا فمعنى ذلك أنّنا لسنا على دروب القداسة، وأنّنا نُتبّل دِيننا في دُنيانا ولا نريد أن نخسر شيئًا من الملذّات ومع ذلك نريد أن يرحمنا الله.

الله ليس رحيمًا لمن لا يريد أن يرحمه ربّه، الله ليس رحيمًا للحجر، فمن جعل قلبه حجرًا لا يستطيع أن يتلقّى رحمة الله. فلننتبه إلى ألاّ تتحجّر قلوبنا بالخطيئة وبالخيانة. كثيرون لا فرق عندهم بين الأمانة والخيانة، بين الإيمان والجحود، بين الحبّ والكراهية. مَن منهم يسعى إلى الاستقامة الكاملة؟ مَن يسعى إلى أن يُطهّر نفسه كلّ يوم وأن يتدرّب على الطهارة قولاً وفعلاً وفكرًا ونيّة؟

نحن في يوم كهذا نتطلّع إلى أن نصبح قدّيسين وأن نعود إلى الإخلاص. سوف نُصبح قدّيسين مع الذين سبقونا إلى الملكوت وأعدّوا لنا مكانًا طيّبًا هناك، الذين انتقلوا قبلنا كان لهم جهادهم على الأرض ويتمتّعون الآن مع القدّيسين جميعًا برضى الله ونعمته. فإذا اتّجهت أفكارنا إليهم، فلتذهب بالتّعزية، وقلوبنا راضية ومجمّلة بالنُّور الواحد الذي ينسكب علينا وعليهم بالنّعمة الواحدة التي ينالونها وننالها. هذه هي المشاركة الكبرى.

هذه الأرض لا تعطي شراكة بين الناس، تعطي محاولة للاشتراك، محاولة للمحبّة. غير أنّ شراكتنا حقيقيّة مع الذين نقلهم ربّهم إلى وجهه. هناك انقطعت مصالحهم ووقفت شهواتهم؛ يتمتّعون بالحبّ الذي يَسكِبه الله عليهم ونحن بذلك مُتعزّون.

نستهلّ اليوم مسرّة القداسة بالإيمان المسيحيّ وبنعمة الله ورحمته.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١١: ٣٣-٤٠، ١٢: ١-٢

يا إخوة إنّ القدّيسين أجمعين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف، وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة فضلى، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم مُعوَزون مُضايَقون مَجهودون، ولم يكن العالم مستحقًّا لهم،  فكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لا يَكْمُلوا بدوننا. فنحن أيضًا إذ يُحدِقُ بنا مثلُ هذه السحابة من الشهود فلنُلْقِ عنّا كلّ ثقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولة بنا، ولنُسابق بالصبر في الجهاد الذي أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع.

 

الإنجيل: متّى ١٠: ٣٢-٣٣، ٣٧-٣٨، ١٩: ٢٧-٣٠

قال الربّ لتلاميذه: كلّ من يعترف بي قدّام الناس أعترف أنا به قدّام أبي الذي في السماوات. ومن يُنكرني قدّام الناس أُنكره أنا قدّام أبي الذي في السماوات. من أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني، ومن أحبّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقّني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقّني. فأجاب بطرس وقال له: هوذا نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقّ أقول لكم إنّكم أنتم الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكلّ من ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبديّة. وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرين وآخِرون يكونون أوّلين.

 

القيامة كلّ أحد وكلّ يوم

عيد الفصح هو عيد الأعياد وموسم المواسم، ومع أنّنا ودّعنا عيد الفصح ليتورجيًّا إلاّ أنّنا نجدّد التعييد للقيامة مساء كلّ سبت وصبيحة كلّ أحد. القيامة هي الأساس الذي عليه تبنى الحياة المسيحيّة، وهي منطلق بشارة العهد الجديد، وقلب كرازة الكنيسة وعبادتها وحياتها الروحيّة. يعبّر عن أهمّيّتها بولس الرسول بقوله لأهل كورنثوس: «وإن كان المسيح ما قام، فتبشيرنا باطل وإيمانكم باطل»، (١كورنثوس ١٥: ١٤).

أمّا في أوّل عظة أُلقيت في تاريخ الكنيسة المسيحيّة فيقول بطرس الرسول: «أيّها الرجال الإسرائيليّون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصريّ رجل قد تبرهن لكم من قِبل الله بقوّات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضًا تعلمون. هذا أخذتموه مسلّمًا بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. لكنّ الله أقامه ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسك منه»، (أعمال ٢: ٢٢-٢٤).

كلّ المستمعين إلى كلام بطرس كانوا يعرفون قصّة يسوع الناصريّ، لكنّ الجديد في ما قاله هو أنّ الله أقامه من بين الأموات، هذه هي البشارة الجديدة. وهذه البشارة بالقيامة أزالت القلق حول المصير وأجابت عن السؤال الذي طالما حيّر الإنسانيّة: ماذا بعد الموت؟ لأنّنا عالمون «أنّ المسيح بعد ما أُقيم من الأموات لا يموت أيضًا، لا يسود عليه الموت بعد» (رومية ٦: ٩). إذًا أعطت القيامة الوجود الإنسانيّ معناه وأدخلتنا في عهد الرجاء، وهذا ما يدفعنا إلى القول في دستور الإيمان «وأترجّى قيامة الموتى والحياة في الدهر العتيد. آمين». فقد كشفت لنا أنّنا لسنا مُعَدّين لموت نهائيّ، لكنّنا مُعَدّون لحياة أبديّة ليس الموت سوى حدث بيولوجيّ ينقلنا من هذه الحياة إليها. «فإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم»، (رومية ٨: ١١).

تستعمل الكنيسة فعل «أترجّى» وليس «أتمنّى أو آمل» لعلّمها أنّ قيامة الموتى محقّقة بقيامة المسيح؛ هذه القيامة التي ألغت الموت، وأبطلت قوّته وسلطانه، تحرّرنا من الخطيئة التي ملكت في الموت (رومية ٥: ٢١).

قيامتنا هذه هي عبور إلى الحياة الأبديّة في الله، إلى الملكوت الذي استبقه المسيح بقيامته معطيًا إيّانا أن نتذوّق منذ الآن فرحة القيامة العامّة التي ننتظرها. ومن هنا أهمّيّة إعلان القيامة في اليوم الثالث.

فالقيامة في لاهوتنا حصلت لحظة الموت، بمعنى أنّ الموت لم يغلب المسيح بل العكس، المسيح بموته انتصر على الموت. لم يبتلع الموت المسيح ثلاثة أيّام ولكنّ المسيح ابتلع الموت بالغلبة، أو كما نقول في خدمة جناز المسيح «عندما انحدرت إلى الموت أيّها الحياة الذي لا يموت، حينئذ أمتّ الجحيم ببرق لاهوتك». ولهذا السبب كنائس آسيا الصغرى في مطلع القرن الثاني كانت تعيّد الفصح يوم الجمعة المقدّس.

أمّا إعلان القيامة في اليوم الثالث يوم الأحد فيذكّرنا بكلام النبيّ هوشع (٦: ١-٢): «هلمّ نرجع إلى الربّ لأنّه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا. يحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه».

اتّخذت هذه العبارات، في زمن المسيح، معنى لاهوتيًّا يدلّ على يوم القيامة العامّة في نهاية العالم. فالترجوم يفسّر آية هوشع بقوله: «إنّ الله سيعيدنا إلى الحياة في يوم التعزيات الآتية، وفي اليوم الذي يعيد الأموات إلى الحياة، سيقيمنا فنحيا أمامه». وبعض الربّانيّين كانوا يفسّرون العبارة في تكوين 4:22 بقولهم : «اليوم الثالث، أي اليوم الذي تُردّ الحياة إلى الأموات، كما ورد في هوشع: في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه». تاليًا حين شهد التلاميذ بأنّ الربّ قد قام في اليوم الثالث، لم يكن الهدف الأساس التشديد على تاريخ معيّن، ولكنّهم كانوا يعلنون أنّ المسيح بقيامته أتى بيوم القيامة العامّة، استبقه، صائرًا بذلك «البكر من بين الأموات» (كولوسي ١: ١٨). لهذا السبب، أي لأنّه دخل في القيامة العامّة، قيامته أبديّة وتاليًا قيامتنا أيضًا أبديّة.

القيامة إذًا لا تحصر في المسيح يسوع، والله لم يأتِ إلى البشر، لم يتجسّد، لكي ينشىء نظامًا للتعايش بين الناس، أو لكي يؤسّس مملكة أرضيّة يسودها بنفسه، ولا حتّى لكي يطلق ديانة جديدة نعبده عبرها؛ لكنّه أتى لكي يخلّص البشر. والخلاص هو حصرًا خلاص من الخطيئة التي تسود بالموت الذي وطئه المسيح. هذا يفترض على كلّ من يؤمن ويجاهر بأنّ «المسيح قام حقًّا قام» أن يعي وأن يعيش كلّ يوم حاملاً في قلبه قوّة قيامة السيّد مدركًا وعائشًا على قاعدة أنّ الخطيئة قد ديست وأنّ الموت قد قُهر.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: ما هي الكنيسة؟

التلميذ: لمّا سألنا أستاذ التعليم المسيحيّ ما هي الكنيسة، أجبت بكلّ بساطة بأنّ الكنيسة بيت الله. قال إنّ الجواب خطأ لماذا؟

المرشد: بيت الله هو البناء الذي يجتمع فيه المؤمنون وتتمّ فيه الصلاة. والبناء مُشيّد بالحجارة، أمّا الكنيسة فهي مؤلّفة من الرجال والنساء والأولاد. تتألّف الكنيسة من هذه الحجارة الحيّة كما يقول لنا الرسول بطرس: «كونوا أنتم أيضًا مبنيّين كحجارة حيّة بيتًا روحيًّا..» (1بطرس ٢: ٥). وبطرس جدير بأنّ يقول لنا ذلك لأنّ الربّ يسوع سمّاه بطرس أي الحجر أو الصخرة. والكنيسة بُنيَت من الحجارة الحيّة على مثال بطرس وكلّ المؤمنين بيسوع بأنّه «المسيح ابن الله الحيّ» (متّى ١٦: ١٦).

 

التلميذ: فهمت الآن، الكنيسة مؤلّفة من الرسل والأنبياء والأساقفة والكهنة الذين يكملون عمل المسيح.

المرشد: لا أبدًا. الأسقف ليس أسقفًا وحده فهو دائمًا أسقف شعب ومدينة، لأنّ الرأس لا يمكن أن يوجد من دون جسم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكاهن الذي يجب أن يكون في خدمة رعيّة أو دير. فالأب لا يمكن أن يكون أبًا من دون أن يكون له أبناء. الكنيسة هي إذًا كلّ الذين ذكرتهم ومعهم جميع المؤمنين.

حياتنا في الأسرار

المطران أنطوني (بلوم)

نحن مدعوّون إلى الاتّحاد مع المسيح لكي نصير بالحقيقة أعضاء جسده، تمامًا كما أنّ الغصن متّصل بالكرمة وكما أنّ غصن الشجرة مرتبط بالشجرة ككلّ، أي أن نكون معه لا بالنفس فقط ولا بمعنى مجازيّ بل بكلّ كياننا، بواقعيّة حياتنا الإجماليّة. نحن مدعوّون أيضًا إلى أن نكون هيكلاً للروح القدس، أن نكون محلّ سكناه. نحن مدعوّون إلى أن نتّحد مع الله بحيث يكون كلّ وجودنا المادّيّ مُختَرقًا به، إلى حدّ لا يبقى شيء فينا، لا روح ولا نفس ولا حتّى جسدنا خارج قبضة حضوره. نحن مدعوّون إلى أن نلتهب بشكل مُطلق كما كانت العلّيقة المشتعلة تشتعل ولا تحترق أبدًا. نحن مدعوّون إلى أن نكون شركاء الطبيعة الإلهيّة (٢بطرس ١: ٤). نحن مدعوّون إلى أن نكون أبناء الله وبناته.

ما من إنسان يستطيع أن يحقّق أيًّا من هذه بمجهوده الشخصيّ، لا يمكننا أن نصير جسد المسيح بمجهودنا الشخصيّ ولا برغبتنا الخاصّة. لا نستطيع الاتّحاد بالروح القدس بجهودنا الشخصيّة ولا أن نصير شركاء الطبيعة الإلهيّة. وحدها أسرار الكنيسة تمكّن كلاًّ منّا من تحقيق هذا الأمر. فالأسرار أفعال الله في الكنيسة التي يمنحنا الله بها نعمته بواسطة العالم المادّيّ. بالأسرار تجلب لنا الكنيسة النعمة التي لا نستطيع الحصول عليها بأيّة وسيلة أخرى. تجلب لنا الأسرار النعمة هبةً بواسطة جوهر هذا العالم المادّيّ، بواسطة ماء المعموديّة والخبز والخمر في الإفخارستيّا ودهن الميرون.

رغم أنّ العالم المادّيّ عبد للخطيئة مع أنّه، بكلمات بولس الرسول، «يئنّ ويتمخّض متوقّعًا استعلان حرّيّة أبناء الله (رومية ٨: ١٩-٢٢)، يأخذ الله هذا العالم، هذه المادّة ويوحّدها مع ذاته بطريقة لا تُدرك، ويجلب لنا هذا العالم المادّيّ النعمة التي نحن غير قادرين على رفع أنفسنا إليها...

 

مكتبة رعيّتي

أطلقت تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع سلسلة جديدة بعنوان «شذرات من نور»، تنشر فيها تباعًا كتابات سيادة المطران جورج (خضر) مبوّبة حسب المواضيع. صدر الكتاب الأوّل «يسوع» الذي جمع مقالاته جورج غندور الذي قال في المقدّمة: ليس الكتاب عرضًا موضوعيًّا لسيرة المعلّم... لكنّه غوص في سرّ المسيح الذي «لم ينطق مثله أحد ولم يحبّ مثله أحد». صفحاته ١٧٦. ثمن النسخة سبعة آلاف ليرة لبنانيّة. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن المطرانيّة والمكتبات الكنسيّة.

 

حمص

يوم السبت ٢٧ أيّار، افتتح غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، مطرانيّة حمص بعد أن رمّمتها البطريركيّة. وغصّت دار المطرانيّة وكنيسة الأربعين شهيدًا بالمؤمنين. كانت كلمة لغبطته استرجع فيها الدمار الذي أصاب هذه الدار الكريمة. وأضاف: «لكنّنا هنا لنقول نحن من العاصي كياننا. لنا إيمان بالله، وبعونه تعالى لنا أن نعصي رياح هذه الدنيا التي تحاول اجتثاثنا من أرضنا. وللريح نقول أنت زائلةٌ، وبقوة ربّنا نحن مغروسون في هذه الأرض. ونحن عُصاة التاريخ إذا كلح وجه التاريخ، لأنّنا أصحاب حقّ وأبناء إرادة. وإذ نفتتح من جديد هذه الدار الكريمة نؤكّد أنّ ذوي الإرادة هم أبناء الحياة.

نحنُ هنا لنقول رغم كلّ الجروح النازفة أنّ مدينة القديسَين إليان الحمصيّ ورومانوس المرنّم وغيرهما العديد العديد من القدّيسين هي أكبر من أن تلويها أزمة. نحن هنا لنقول إنّ مدينةً يختلط فيها الوجود الأخويّ المسيحيّ والإسلاميّ ويقوم فيها ضريح ابن الوليد إلى جانب أجراس الكنائس لهي بذاتها رسالةٌ أنّ أخوّة التاريخ كانت وباقيةٌ وستبقى. نحن مدعوّون بمنطق المصالحة إلى أن نبني هذا الوطن الحقّ وننشد عشقنا لهذه الأرض، للحميديّة وبستان الديوان ومار إليان وأمّ الزنار وللحجارة السود والأزقّة المغروسة في الوجدان».

Last Updated on Tuesday, 06 June 2017 15:50