ocaml1.gif
العدد ٢٦: كونوا حمَلة نور Print
Sunday, 25 June 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٥ حزيران ٢٠١٧ العدد ٢٦ 

الأحد الثالث بعد العنصرة

الشهيدة فبرونيّة

logo raiat web

كلمة الراعي

كونوا حمَلة نور

«إن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا. وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا». إن ترجمنا هذه الآية بلغة مفهومة لدينا اليوم لقلنا: إن كانت رؤيتك للأمور طيّبة منبثقة من بساطة المسيح فكيانك كلّه نيّر، وإن كانت رؤيتك للناس والأشياء مرتبكة منطلقة من شرّ في نفسك، فإنّك تضفي ظلامًا على الناس ولا تراهم إلاّ مظلمين فيُظلم كيانك أيضًا.

 

ينبغي أن تكون رؤية الأشياء بسيطة أي مباشرة، بحيث نلتصق بالحقيقة الراهنة. هل يعني ذلك أنّ السيّد يدعونا إلى السذاجة بحيث نكون كالأطفال؟ ينبغي أن نكون أطفالاً لجهة القلب لا أطفالاً لجهة الذهن. إذ يستطيع المرء أن يكون جبّارًا في عقله وبآن معًا كالطفل في بساطته وبراءته. يدعونا الإنجيل إلى أن نرى النور في الناس، فالناس كلّهم حملة نور.

الله صنعنا على صورته ومثاله ونحن مدعوّون إلى نفض الغبار الذي يغطّي الصورة، وإلى التبصّر في العنصر الإلهيّ الكامن في كلّ إنسان، حتّى إذا ما شاهدنا الجمال الكائن فيه استطعنا أن نوقظ الإله الذي فيه وأن نردّه إلى الإله الفادي الذي يحيا فينا.

ثمّ قال السيّد: لا تستطيعون أن تعبدوا ربّين الله والمال. الربوبيّة تجذب، نتعبّد لها لأنّنا نعرفها مصدر الحياة ومنها نستقي الوجود. ولكنّ الإنسان سرعان ما ينحت لنفسه آلهة أخرى. هذا كان منذ مطلع التاريخ. الإنسان يصنع لنفسه أصنامًا منحوتة يتعبّد لها فهو يتعبّد بالحقيقة لشهواته. تعبّد للجسد فأوجد إلهًا للجسد، أحبّ الحرب فأقام إلهًا للحرب. الوثنية شهوات تنبع فينا أنشأنا لها أصنامًا. ولهذا عندما أراد الإله الواحد أن يحطّم الأوثان شاء بالحقيقة أن نلغي الشهوات التي أوجدتها.

عندما ظهر الإله الواحد ساطعًا قويًّا بيسوع المسيح انكسرت الأصنام كلّها. تجلّى الله على الصليب وفي القيامة ولكن ألغيت بسبب ذلك شهوات الناس، فانبعثت في نفوسهم وأقاموا من أنفسهم تماثيل غير منظورة. ولعلم ربّنا بذلك وليقينه بأنّ تلاميذه أيضًا سوف يقيمون لأنفسهم صنمًا كبيرًا عجلاً ذهبيًّا غير محسوس حذّرهم بقوله: «لا تعبدوا ربّين الله والمال».

اختار السيّد المال من بين الشهوات كلّها لكونه أكبرها وأفتك منها جميعًا. اختار ربّنا المال لكي يحارب تعبّد الإنسان له. حبّ المال متأصّل في النفس لأنّه ملجأ نلوذ به. يقينا من الموت أو كذا نظنّ. الإنسان كان طيلة حياته وطيلة تاريخه يعيش في الخوف. يخشى الموت والمرض والعزلة لذلك يجعل لنفسه صناديق من المال تقيه العوز والمرض، أو تأتيه بالشفاء من مرض أو هكذا يحسب.

أمّا الربّ فهو الذي يقينا شرّ العوز وشرّ المرض وشرّ الموت إذ المؤمن صحيح بربّه، مكتف بربّه، قائم بربّه لا يموت. ولكنّ الإنسان لا يؤمن إيمانًا كاملا فتّاكًا بقيامة المخلّص، ولهذا يجعل لنفسه في الحياة زوايا يطمئنّ إليها ويتدفّأ في كنفها ويتربّع في نطاقها. أنشأ الإنسان في قلبه زاوية مظلمة للمال الوثن.

كيف نكافح الشهوة الآكلة؟ بالعطاء. قال الله، على لسان داود النبيّ: «بدّد أعطى المساكين فيدوم برّه إلى الأبد».  «بدّد» أي لم يبقِ لنفسه شيئًا. هكذا نتمرّن على العطاء. عندما أحسُ المال في جيبي يلاصقني لأطمئنّ إليه يكون قد بدأ الصنم. آخذه إذًا وأدوسه، أكسّر الصنم منذ بداءته، أعطيه لمن يحتاج إليه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ٥: ١-١٠

يا إخوة إذ قد بُرّرنا بالإيمان فلنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح الذي به حصل أيضًا لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون ومفتخرون في رجاء مجد الله. وليس هذا فقط بل أيضًا نفتخر بالشدائد عالمين أنّ الشدّة تنشئ الصبر، والصبر ينشئ الامتحان، والامتحان الرجاء، والرجاء لا يُخزي، لأنّ محبّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطي لنا، لأنّ المسيح إذ كنّا بعد ضعفاء مات في الأوان عن المنافقين، ولا يكاد أحد يموت عن بارّ. فلعلّ أحدًا يُقدم على أن يموت عن صالح؟ أمّا الله فيدلّ على محبّته لنا بأنّه، إذ كنّا خطأة بعد، مات المسيح عنّا. فبالأحرى كثيرًا إذ قد بُرّرنا بدمه نخلص به من الغضب، لأنّا إذا كنّا قد صولحنا مع الله بموت ابنه ونحن أعداء، فبالأحرى كثيرًا نخلص بحياته ونحن مُصالَحون.

 

الإنجيل: متّى ٦: ٢٢-٣٣

قال الربّ: سراج الجسد العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرا. وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا. وإذا كان النور الذي فيـك ظلامًا فالظلام كم يكون؟ لا يستطيع أحد أن يعبد ربـّين لأنّه، إمّا أن يُبغض الواحد ويحبّ الآخر، أو يُلازم الواحد ويرذل الآخر. لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال. فلهذا أقول لكم لا تهتمّوا لأنفسكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست النفس أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء فإنّها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماويّ يقوتها. أفلستم أنتم أفضل منها؟ ومَن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟ ولماذا تهتمّون باللباس؟ اعتبِروا زنابق الحقل كيف تنمو. إنّها لا تتعب ولا تغزل. وأنا أقول لكم إنّ سليمان نفسه في كلّ مجده لم يلبس كواحدة منها. فإذا كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم وفي غد يُطرح في التنّور يُلبسه الله هكذا، أفلا يُلبسكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإنّ هذا كلّه تطلبه الأُمم، لأنّ أباكم السماويّ يعلم أنكم تحتاجون إلى هذا كلّه. فاطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبرّه، وهذا كلّه يُزاد لكم.

 

الرسوليّة

نعلن جهارًا في دستور الإيمان أنّنا نؤمن «بكنيسة واحدة، جامعة، مقدّسة، رسوليّة». الرسوليّة، إذًا، هي من صفات الكنيسة الجوهريّة الملازمة لتكوينها ووجودها وشهادتها في الماضي والحاضر والمستقبل. والكنيسة تدعى «رسوليّة» لأنّها نشأت وانتشرت في المسكونة كلّها على أساس يحدّده القدّيس بولس الرسول بقوله: «أنتم بناء أساسه الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو المسيح» (أفسس ٢: ٢٠). أمّا الأنبياء الذين يعنيهم بولس في هذه الآية فهم أنبياء العهد الجديد الذين عملوا على نشر الإنجيل حيث نقلوا البشارة السارّة: «فلقد وضع الله البعض في الكنيسة أوّلاً رسلاً، وثانيًا أنبياء، وثالثًا معلّمين» (كورنثوس الأولى ١٢: ٢٨).

الكنيسة الرسوليّة هي الكنيسة التي لا تزال أمينة لإيمان الرسل وتعاليمهم، وإيمان وتعاليم جميع الذين عملوا معهم في الكنيسة الناشئة على نشر الإنجيل، وجميع الذين تناقلوا من بعدهم حتّى يومنا هذا الإيمان وتلك التعاليم. الكنيسة تدعى «رسوليّة» لأنّها لا تزال تحيا وفق إيمان الرسل وتعاليمهم التي استلموها من الربّ يسوع نفسه، والتي لا تتغيّر بتغيّر الأزمنة أو الأمكنة. لذلك تحرص المجامع المسكونيّة التي حدّدت العقائد المستقيمة ودحضت التعاليم الباطلة للهراطقة، على ذكر العبارة الآتية في إعلاناتها العقائديّة: «هكذا علّم الرسل والآباء القدّيسون».

تجدر الإشارة إلى أنّ رتبة الرسل تختلف اختلافًا جذريًّا عن رتبة الأساقفة. فللرسل في الكنيسة دور فريد ومميّز لا يستطيع أحد من الأساقفة أو المبشّرين الذين أتوا من بعدهم أن يقوم مقامهم فيه. فالمسيح اختارهم اختيارًا مباشرًا، وعاشوا معه وتعلّموا منه وشهدوا قيامته. هم، إذًا، أساس العهد الجديد وأسفاره المقدّسة، معهم اكتمل تدوين الأناجيل والرسائل التي نستقي منها أسس الإيمان المستقيم والحياة المسيحيّة الحقّ. أمّا الأساقفة فهم خلفاء الرسل الذين استلموا الإيمان منهم وحافظوا عليه وبشّروا به حيث أقيموا رعاةً ومسؤولين. مهمّة الأساقفة، منذ أيّام الرسل إلى انقضاء الدهر، تكمن في الحفاظ على الإيمان المستقيم، وعلى «الوديعة»، ورعاية الكنيسة لتبقى أمينة لإيمان الرسل ولتعاليمهم.

يحدّثنا سفر أعمال الرسل عن أهمّ المهامّ التي تمّمها الرسل إبّان خدمتهم الرسوليّة. فالجماعة المسيحيّة الأولى كانت تواظب على «تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات... وجميع الذين آمنوا كانوا معًا، وكان عندهم كلّ شيء مشتركًا» (أعمال ٢: ٤٢-٤٤). وأقام الرسل الشمامسة «بـالصلاة ووضع الأيدي» (أعمال ٦: ٦)، ومنحوا الروح القدس للمعمّدين في ما ندعوه اليوم «سرّ الميرون»: «حينئذ وضع بطرس ويوحنّا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس» (أعمال ٨: ١٤-١٧)، واجتمعوا في أورشليم للنظر في بعض القضايا الطارئة واتّخذوا قرارات رأوا أنّها من عمل الروح القدس: «لأنّه قد رأى الروح القدس ونحن» (أعمال ١٥: ٢٨).

الكنيسة الرسوليّة، في أيّام الكنيسة الأولى، كانت هي الكنيسة الملتئمة حول الرسل، أو التي ترجع إلى الرسل للمحافظة على الإيمان الحقّ والتعليم المستقيم. لكن مع بدء القرن الثاني بدأت تتّضح معالم الخلافة الرسوليّة بعد انقضاء العصر الرسوليّ، لا سيّما المهامّ الموكلة إلى الأساقفة ومساعديهم. فالقدّيس إكليمنضوس أسقف رومية (١٠١+) كتب حوالى العام 95 إلى كنيسة كورنثوس محدّدًا مهامّ الأساقفة في الكنيسة، والفارق بينهم وبين الرسل: «إنّ الرسل هم الذين أعلنوا لنا البشرى الصالحة من الربّ يسوع المسيح… فبينما كانوا يكرزون في المدن والقرى، اختبروا بالروح باكورة كرازتهم، وأقاموهم أساقفة وشمامسة على الذين سيؤمنون… فأقاموا الأساقفة ووضعوا القاعدة الآتية: إنّه بعد موتهم يقوم بخدمتهم رجال آخرون مختبَرون، أولئك الذين عيّنهم الرسل أو أقامهم في ما بعد غيرهم من الرجال البارزين من ذوي الكفاءة بموافقة الكنيسة». في السياق ذاته يقول القدّيس إيريناوس أسقف ليون (٢٠٢+): «مَن أراد رؤية الحقيقة يمكنه أن يشاهد في الكنيسة كلّها تقليد الرسل المنتشر في العالم أجمع. ونستطيع تعداد الذين أقامهم الرسل أساقفة في الكنائس، ومَن خلفهم حتّى يومنا هذا... وهذا دليل على أنّ الإيمان هو واحد وكامل، هذا الإيمان المحيي الذي حُفظ في الكنيسة منذ الرسل إلى الآن، وانتقل في الحقّ». الخلاصة هي أنّ ثمّة استمراريّة يجب ألاّ تنقطع في الكنيسة، فحين وفاة الأساقفة الذين أقامهم الرسل، لا بدّ من أن يستأنف أشخاص آخرون القيام بخدمتهم. والكنيسة الرسوليّة، بالإضافة  إلى كونها الكنيسة التي تحافظ بأمانة على تعليم الرسل، هي الكنيسة التي يعود فيها الأسقف المنتخَب بالتسلسل إلى الرسل. من هنا يسعنا أن نقول إنّ الكنيسة الرسوليّة هي الكنيسة التي تكمّل عمل الرسل في التعليم والتقديس والاهتمام بالفقراء والمعوزين.

إذ نحن قادمون بعد أيّام إلى الاحتفال بعيد القدّيسَين بطرس وبولس هامتَي الرسل (٢٩ حزيران)، والقدّيسين الرسل الاثني عشر (٣٠ حزيران)، يجدر بنا ألاّ ننسى أنّ كنيستنا الأرثوذكسيّة إنّما تستمدّ إيمانها من هؤلاء الذين أقامهم الربّ يسوع أمناء على الإيمان المستقيم والتعليم السليم. احتفالنا بأعياد الرسل إنّما هو احتفال بكنيستنا الحافظة للوديعة التي استلمتها من الرسل، وبإدراكها لشهادتها في عالم اليوم وما تتطلّبه من تضحيات في سبيل نشر البشرى السارّة في كلّ العالم.

 

المجمع المقدّس

أصدر المجمع المقدّس بيانًا في نهاية دورته العاديّة السابعة (٦-٩ حزيران ٢٠١٧)، جاء فيه أنّه استمع إلى  مداخلات قدّمها عاملون في الشأن العام،ّ وعدد من ذوي الاختصاص الذين أطلعوا آباء المجمع على التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة التي تواجه الشرق والمسيحيّين بشكل خاصّ. وأضاف البيان أنّ الآباء تدارسوا وضع الأبرشيّات في الوطن وبلاد الانتشار، وواقع المحاكم الروحيّة، ووضع العالم الأرثوذكسيّ بعد «مجمع كريت»، وتقارير عن العمل المسكونيّ، وما يعانيه أبناؤهم نتيجة الحروب الدائرة والأزمات الاقتصاديّة. ناشد آباء المجمع الخيّرين في العالم العمل على كشف مصير المفقودين والمخطوفين وتحريرهم، ومن بينهم مطرانا حلب بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم). من يريد قراءة البيان كاملاً عليه التوجّه إلى صفحة البطريركيّة على الإنترنت: antiochpatriarchate.org

 

المطران أنطونيوس (شدراويّ) في ذمّة الله

رقد على رجاء القيامة والحياة الأبديّة المثلّث الرحمة المتروبوليت أنطونيوس (شدراويّ)، راعي أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكارايبي. أقيم الجنّاز لراحة نفسه الجمعة ١٦ حزيران ٢٠١٧ في العاصمة مكسيكو، والقدّاس الإلهيّ لراحة نفسه الأحد ١٨ حزيران في دير سيّدة البلمند البطريركيّ.

ولد المتروبوليت انطونيوس في طرابلس العام ١٩٣٢. درس اللاهوت في أثينا وتخرّج السنة ١٩٥٧. خدم شمّاسًا فكاهنًا في طرابلس أوّلاً ثمّ في دمشق. ثمّ عاد فخدم في أبرشيّة طرابلس رئيسًا لدير سيّدة بكفتين ورئيسًا للمحكمة الروحيّة (١٩٥٩-١٩٦٢)، ثمّ وكيلاً لأبرشيّة حوران. بعد ذلك عُيّن وكيلاً في أبرشيّة جبل لبنان ورئيسًا للمحكمة الروحيّة من١٩٦٤ إلى ١٩٦٦ حيث تمّت رسامته أسقفًا مُعتَمدًا بطريركيًّا في المكسيك. السنة ١٩٩٦ قرّر المجمع المقدّس إنشاء متروبوليتيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر، فصار المطران أنطونيوس أوّل متروبوليت لها.

 

حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة

احتفلت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة بالعيد الـ٧٥ لتأسيسها، السبت ١٠ حزيران، في دير سيّدة البلمند برعاية غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنّا العاشر. التقى أكثر من ٨٠٠ من الإخوة والأخوات والمدعوّين في الكنيسة واشتركوا في صلاة الغروب برئاسة غبطته وبحضور عدد من المطارنة والكهنة.

بعد الصلاة اجتمع الكلّ في ملعب ثانويّة سيّدة البلمند، واستمعوا إلى كلمة الأمين العامّ الأخ فادي نصر وممّا قاله: «لا نحتفل اليوم بذكرى تأسيس حركتنا بل بولادة كلّ منّا في معموديّة مستمرّة في المسيح. عيدنا الآن بهذا الحدَث كشف طريق خلاصنا. كلّ ما يحيط بنا يدعوّنا إلى عهد حركيّ متجدّد، إلى حضور متمايز يتوافق مع الحاجات والتحدّيات والمتغيّرات الكنسيّة والمجتمع».

وفي الختام تكلّم صاحب الغبطة وممّا قاله:  «إنّه لفرح عظيم أن نجتمع اليوم معًا، رعاة وأبناء، لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لانطلاقة حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. هذه الحركة التي من رحم الكنيسة ولدت وبحبّها لسيّدها نمت وتقوّت. فشعاع خدمة الحركة أضاء في كنيستنا الأنطاكيّة... المناسبة التي تجمعنا اليوم لا تخصّ من انتمى إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فقط، بل تشمل كلّ محبّي المسيح وكنيسته في أنطاكية... القصد الذي شاءه الربّ لكنيسة أنطاكية يوم ألهم الروح القدس المؤسّسين...إنّما تكمن تجلّياته في أن يعمّ الوعي والالتزام كلّ أبناء الكنيسة... روح الوحدة في الكنيسة ليست فقط وحدة في الكأس المُشتَركة، بل هي أيضًا ترجمة حيّة في الواقع. فمنطق الاستقلاليّة لا يتماشى ومنطق المحبّة والخدمة والتضحية. الكنيسة تكامل بين أعضاء الجسد الواحد... على هذا الرجاء تبقى دعوتي إليكم، وصلواتي لكم لكي تثبتوا في الإيمان والحقّ والمحبّة. حافظوا على تعب من سبقكم ولا تستهينوا بأتعاب كلّ من يخدم المسيح وكنيسته..التصقوا بالصلاة وبقراءة الكتاب المقدّس وبالتكريس للمعرفة…».

تخلّلت الاحتفال الأناشيد الحركيّة قدّمتها جوقة من أعضاء المراكز في لبنان وجوقة من دمشق. كما عُرض فيلم قصير أعدّ للمناسبة عرضت فيه مقابلة مع سيادة المطران جورج (راعي هذه الأبرشيّة)، ومع إخوة رافقوا الحركة على مرّ السنين وعبّروا عن هواجس الشباب وتطلّعاتهم.

ثم تناول الجميع العشاء في جو من الإلفة والمحبة والأخوة والفرح. نقل تلفزيون تيلي لوميير الاحتفال ببث مباشر.

Last Updated on Monday, 19 June 2017 11:23