ocaml1.gif
العدد ٢٨: يسوع يطرد الشرّ نهائيًّا Print
Sunday, 09 July 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٩ تمّوز ٢٠١٧ العدد ٢٨ 

الأحد الخامس بعد العنصرة

القدّيس الشهيد في الكهنة بنكراتيوس

logo raiat web

كلمة الراعي

يسوع يطرد الشرّ نهائيًّا

كان يسوع في كفرناحوم عند الشاطئ الغربيّ من بحيرة طبريّا حيث كان يسكن، ومن هناك ينطلق ليبشّر في الجليل. وكأنّه أراد أن يجابه الشيطان مجابهة، كبيرة فذهب إلى الشاطئ الآخر فإذا بالمجنونين يظهران أمامه. والشيطان كان يعذّب الناس ولا يزال، وفي حالات مرضيّة كثيرة كان يُعزى المرض للشيطان.

هنا يتعذّب المريضان لأنّهما كانا يواجهان السيّد، والروح الشرّير لا يريد أن يستسلم، فيقولان له: «ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتُعذّبنا؟» وكأنّهما يقولان لم يحن الحين حتّى يأتي ملكك، فنحن نريد أن نملك في العالم. غير أنّ الربّ يسوع جاء ليبيد مملكة الشيطان، لينهي الشرّ، ليمحو الخطيئة. فطردَ الأرواح الشرّيرة من المريضين حتّى طلبت أن تُطرَدَ الى الخنازير، فغرقت في البحيرة. والخنازير حيوانات ممنوع أكلها في شريعة اليهود وكانت رعايتها مُحظّرة.

يسوع يطرد الشرّ نهائيًّا، ورمز ذلك أنّ الحيوانات تموت في البحيرة، ثمّ يعود إلى كفرناحوم ويبشّر.

كلّ منّا تعشّش الخطيئة فيه. ليس أنّنا أحللنا الشيطان في قلوبنا ولكنّنا أحيانًا نتواطأ معه، وكثيرًا ما تحلو لنا شياطيننا. فعشرة الربّ ليست طيّبة على القلب لأنّ الربّ متطلّب وملحاح، يريدنا لنفسه وليس لشياطيننا، ولا يريد أن نشرك به أحدًا. ولهذا كثيرًا ما نقول للسيّد: لماذا جئت لتعذّبنا؟ اذهب إلى سمائك واترك لنا قلوبنا نسلّمها للشياطين.

من سلّم نفسه للكذب فهو يسلّمها للشيطان، ومن سلّم نفسه لأيّ نوع من أنواع الدجل والاعتداء والبغض، فإنّما يسلّمها للشيطان. كلّ ما نفعله من سيّئات إنّما هو تحالف مع الشيطان. ولهذا عندما يبرّر الإنسان الأعمال القبيحة فإنّما الشيطان يتكلّم بلسانه.

من آمن بقلبه واعترفَ بلسانه بأنّ يسوع المسيح قد قام من بين الأموات فهو يقوم. أي من آمن بقلبه واعترف بلسانه بأنّ يسوع يمكنه أن يقيمنا نحن من بين الأموات، وأنّ ينقذنا من خطايانا اليوم أمام كلّ تجربة فهو إنسان مُخلَّص. أمّا الذي يدّعي المسيحيّة ويصلّي في كنائسها ولكنّه يبرّر القبائح ويزكّي الآثام ويتغنّى بالخطايا، فهذا إنسان لا يخلُص وليس بمسيحيّ.

ولهذا إذا أردنا أن نَخلُص وأن نكون جدّيّين ولسنا على هذه المسيحيّة الكلاميّة الجوفاء، فعندئذ نسجد ونقول للسيّد «أنتَ هو المخلّص». «لا تتّكلوا على الرؤساء ولا على بني البشر فإنّ ليس عندهم خلاص» (مزمور ١٤٦: ٣). هذا ما جاء في الكتاب المقدّس. البشر لا يخلّصون البشر، السلاح لا يخلّص البشر، السياسة لا تخلّص البشر. المسيح يخلّص البشر.

أسلموا أنفسكم للمسيح عندئذ تذهب عنكم شياطينكم وتُلقى في البحيرات وفي الخنازير النجسة، وعندئذ أنتم مطَهَّرون. اثبتوا في الحقّ في طهارة الإنجيل، ولا تتّسخ عقولكم بأقوال الناس، ولكن فلتَفِضْ أقوالكم من كلمات السيّد ولتأتِ مشاعركم من مشاعر السيّد. فكلّ من يشعر بخلاف يسوع فهو نجس. الإنسان مسؤول عن شعوره، عمّا يجري في عقله وفي قلبه. كلّ مَن لطّخ نفسه بأيّ شعور مظلم تجاه أيّ مخلوق ولأيّ سبب فهو إنسان مدنّس. أخرجوا شياطينكم من القلوب واخرجوها من العقول، ليسكن المسيح وحده عقولكم وقلوبكم وتكونوا أبناء العليّ.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ١٠: ١-١٠

يا إخوة إنّ بُغية قلبي وابتهالي إلى الله هما لأجل إسرائيل لخلاصه، فإنّي أَشهد لهم أنّ فيهم غيرة لله إلّا أنّها ليست عن معرفة، لأنّهم إذ كانوا يجهلون برّ الله ويطلبون أن يقيموا بِرّ أنفسهم لم يخضعوا لبرّ الله. إنّما غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكلّ مَن يؤمن. فإنّ موسى يصف البرّ الذي من الناموس بأنّ الإنسان الذي يعمل هذه الأشياء سيحيا فيها. أمّا البرّ الذي من الإيمان فهكذا يقول فيه: لا تقلْ في قلبك مَن يصعد إلى السماء؟ أي ليُنزل المسيح؛ أو من يهبط إلى الهاوية؟ أي ليُصعد المسيح من بين الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنّ الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك، أي كلمة الإيمان التي نبشّر نحن بها. لأنّك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك بأنّ الله قد أقامه من بين الأموات، فإنّك تخلُص لأنّه بالقلب يؤمَن للبرّ وبالفم يُعترف للخلاص.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٢٨-٩: ١

في ذك الزمان لمّا أتى يسوع إلى كورة الجرجسيّين استقبله مجنونان خارجان من القبور، شرسان جدًّا، حتّى إنّه لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. فصاحا قائلَين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتُعذّبنا؟ وكان بعيدًا عنهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فأخذ الشياطين يطلبون إليه قائلين: إن كنت تُخرجنا فأْذَنْ لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير. فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيع كلّه قد وثب عن الجُرف إلى البحر ومات فـي المياه. أمّا الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة، وأخبروا بكلّ شيء وبأمر المجنونين. فخرجت المدينة كلّها للقاء يسوع. ولمّا رأوه طلبوا إليه أن يتحوّل عن تخومهم. فدخل السفينة واجتاز وأتى إلى مدينته.

 

الأناجيل الأربعة واللغة العربيّة

وعت الكنيسة، منذ نشأتها، أهمّيّة الكتاب المقدّس كأحد مكوّنات التقليد. وأدركت ضرورة نقل نصوص العهد الجديد إلى لغات الشعوب كافّة. فهو الكتاب الذي يحمل الرقم القياسيّ في عدد اللغات التي تُرجم إليها. اللغة العربيّة لم تشكّل أيّ استثناء لذلك. فقد تـمّت ترجمة العهد الجديد مرّات عديدة منذ أوّل معتمدٍ عربيّ لغاية الآن. ورغم عدم علمنا بوجود نسخة عربيّة للعهد الجديد من فترة ما قبل الإسلام، إلّا أنّ هذا لا يعني، بشكل من الأشكال، أنّ مثل هذه الترجمة لم تحدث.

ساهم العديد من الدارسين في المناقشات، التي ما زالت تدور، حول زمن التعريب الأوّل للإنجيل. ففي نهاية القرن التاسع عشر، يلخّص «تريغليز» ما خلصت إليه دراسات زمانه، فيستبعد النصوص العربيّة من عمليّة النقد النصّيّ، ليس لأنّها «غير مترجمة عن اليونانيّة» كما كان يعتقد البعض، بل لأنّها، برأيه، ترجمات متأخّرة. ويشاركه في رأيه معاصرُهُ «بوركيت»، الذي يؤكّد أنّه لم تكن هناك حاجة ماسّة إلى تعريب الكتاب، قبل أن يحوّل الإسلام العربيّة إلى لغةٍ أدبيّة، وقبل أن يتعرّب لسان مسيحيّي العراق وسورية ومصر.

أمّا اليسوعيّ لويس شيخو (منشئ مجلّة المشرق)، فيدافع عن حدوث هذا التعريب قبل الإسلام بثلاثة براهين: -أوّلها، أن عددًا كبيرًا من القبائل العربيّة اعتنقت المسيحيّة في كلّ من العراق واليمن والحجاز. فمن غير المعقول أن يكون الكتاب المقدّس قد بقي بلا تعريب مدّة ٣٠٠ سنة؛ -ثانيها، أنّ الشعر والأدب الجاهليَّين يحويان العديد من الاستشهادات بالكتاب المقدّس؛ -ثالثهما، أنّ هناك العديد من الاستشهادات الكتابيّة في الأدب الإسلاميّ.

هذا ما يؤكّده أيضًا «بومستارك»، عبر ثلاث ملاحظات: -الأولى، الإشارات الليتورجيّة التي يلاحظها على نصوص بعض المخطوطات، والتي، برأيه، تعود إلى ما قبل القرن السادس. -الثانية، يرى «بومستارك» ضرورةَ أن تُرافق التبشيرَ في شبه الجزيرة العربيّة نصوصٌ كتابيّة وليتورجيّة، ولا بدَّ، برأيه، من أن يكون هناك نصٌّ عربيٌّ للأناجيل في منطقة الحيرة المسيحيّة بداءة القرن. -الملاحظة الثالثة، التي تبدو أكثر أهمّيّة، تأتي من الاستشهادات الإسلاميّة بنصوص الكتاب. فقد لاحظ «بومستارك» أنّ هذه الاستشهادات، التي استعملها المسلمون في القرنين الثامن والتاسع، تشهد لترجمةٍ عربية من أصلٍ سريانيّ قديم، وليس يونانيًّا، صار لا يُستعمل بعد القرن الثالث، وتاليًا فإنَّ تعريب الأناجيل تمّ قبل الإسلام بزمان طويل.

هذه البراهين سيرفضها، بعد مناقشات طويلة، كلّ من: -العّلامة «غراف» (لاهوتيّ مستشرق يعتبر من أهمّ دارسي المسيحيّة الشرقيّة، وهو أهمّ من كتب عن هذا الموضوع)؛  -و«فوبس» (مستشرق ولاهوتيّ إستونيّ الأصل، متخصّص في الدراسات السريانيّة) في كتابه «النسخ الأولى للعهد الجديد»؛ -و«غريفث» (كاهن ولاهوتيّ كاثوليكيّ أميركيّ معاصر، متخصّص في دراسة المسيحيّة العربيّة، والصوفيّة السريانيّة) في كتابه «الأناجيل بالعربيّة». وهنا تجدر الملاحظة أنّ هؤلاء الثلاثة لم يرفضوا فكرة وجود نصّ عربيّ للأناجيل قبل الإسلام، لكنّهم اعتقدوا أنّ مثل هذا النصّ لم يصل إلينا حتّى الآن، وأنّ كلّ هذه البراهين هي تصاريح عموميّة لا تصمد أمام النقد العلميّ.

وهذا، بالضبط، ما يقوله الدارسون اليوم، الذين يؤكّدون أنّ ثمّة ترجمة لبعض مقاطع العهد الجديد، إنْ لم يكن لكلّه، وذلك للاستعمالات الليتورجيّة. أمّا بعد الإسلام، فالترجمات العربيّة كثيرة ووافرة. وإذا كانت أوّلها ترجمة البطريرك اليعقوبيّ يوحنّا (٦٣١-٦٤٩) التي ساعده فيها بنو لخم المسيحيّون، وطلبها منه القائد العربيّ عمرو بن سعد بن أبي وقّاص، فليس آخرها الترجمة العربيّة المشتركة (١٩٩٣)، ولن تكون طبعة المثلّث الرحمة المطران قسطنطين بابا ستيفانو، العام ٢٠٠٤، لأنّ الناشر يقول إنّ هذه الطبعة تحوي الترجمة المستعملة في الإنجيل الطقسيّ لكنيسة الروم الأرثوذكس التي طُبعت في القدس العام ١٩٠٣، والتي دقَّق اللغة فيها وهبة الله صرّوف.

اليوم تزخر مكتبات العالم بالعديد من مخطوطات العهد الجديد باللغة العربيّة التي تشهد على تعدّد الترجمات العربيّة للعهد الجديد. يعود أقدم هذه المخطوطات إلى القرن التاسع (مخطوط الفاتيكان العربيّ ١٣، ومخطوطات دير القدّيسة كاترين في سيناء ٧٢، ٧٤، ٧٥). وتستمرّ هذه المخطوطات حتّى نهاية القرن التاسع عشر. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا التعريب تمّ لأسباب عدّة، ربّما أقدمها الاستعمال الليتورجيّ. فاجتماعات الصلاة المسيحيّة تتمحور حول النصوص الكتابيّة، وتركّز عليها وتشرحها. ولا تخلو أيّ صلاة مسيحيّة من استشهاد كتابيّ حرفيّ أو ضمنيّ.

 

دعاء إلى الروح القدس

سمعان اللاهوتيّ الحديث ٩٤٩-١٠٢٢

إذ كنتُ أتأمل سيّدي في بهائك ظهرتَ لي من العلاء بلمعان يفوق لمعان الشمس وسطعتَ في السماء شعاعًا اخترقني في الأعماق، نور ونار.

وإذ خررتُ ساجدًا في الظلام ظهرتَ إليّ نورًا اكتنفني بضيائه فصرتُ أنا نورًا يسطع في الليل.

تعال أيّها النور الحقّ، تعال يا حياة أبديّة، تعال أيّها السرّ الخفيّ، تعال يا كنزًا يفوق الوصف، تعال يا حقًّا لا يُنطَق به، تعال يا من لا يُدرَك، تعال يا نعمة لا تفنى، تعال يا شمسًا لا تغيب، تعال يا انتظار كلّ من يتوق إلى الخلاص، تعال يا مُنهض النيام، تعال يا قيامة الموتى.

تعال أيّها القويّ الذي بكلمته يخلقني من جديد ويحوّلني إليه نورًا من نور.

تعال يا من لا يُرى ولا يُنطَق به.

تعال يا من يهبّ في كلّ مكان ولا يُدرَك من أين يأتي ولا إلى أين يذهب.

تعال يا من هو أسمى من السموات، تعال يا من يحلو دعاؤه، تعال يا فرحًا أبديًّا، تعال يا إكليلًا لا يزول لمعانه، تعال يا ثوبًا قرمزيًّا لمليكنا الإله، تعال يا يمين الله، تعال يا مَن نهدَت إليه نفسي.

أنتَ الذي فرزتني عن كلّ شيء وجعلتني لك في العالم ولكن ليس من العالم.

تعال يا شوقًا أبديًّا فيّ اجتذبتني إليك بالعشق، تعال يا نسمة حياتي، تعال يا معزّي نفسي.

تعال يا فرحي، يا مجدي، يا سروري الأبديّ.

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: أدخل إلى بيتك...

التلميذ: ذهبت مع أهلي إلى كنيسة في الجبل لم أكن أعرفها، وقرأت جملة مكتوبة فوق باب الكنيسة الغربيّ تقول: «أدخل إلى بيتك وأسجد في هيكل قدسك بخوفك». ما هي هذه الجملة ولماذا كُتبت فوق الباب؟

المرشد: هي آية من المزمور الخامس كُتبت على باب الكنيسة، لتدلّنا على الموقف الداخليّ الذي يجب أن ندخل به إلى الكنيسة، موقف السجود للربّ. ولكي ندرك أبعاد هذا الموقف نعود إلى الآية السابقة مباشرة لهذه في المزمور الخامس قبل الآية السابقة مباشرة: «الرجل الغاشّ يمقته الربّ أمّا أنا فبكثرة رحمتك...».

التلميذ: ماذا تفيدنا هذه الآية؟

المرشد: تفيدنا لنقوّم نفوسنا قبل الدخول إلى الكنيسة. مَن منا يخلو من الغشّ في سلوكه؟ إذا عرفنا أنفسنا في العمق فبرحمة الربّ ندخل إلى بيته، برحمته نأتي إليه تائبين واثقين بحنانه. هذا هو الموقف الداخليّ السليم، بل الحالة الروحيّة الدائمة التي يجب أن نكون عليها في الكنيسة وخارج الكنيسة. تذكّر ذلك.

 

القدّيس الشهيد في الكهنة بنكراتيوس التفرومينيّ:

عيده في ٩ تموز ويُذكَر أيضًا في التاسع من شباط. وُلد في أنطاكية. اعتمد ووالداه في أورشليم حيث تعرّف إلى الرسول بطرس الذي أخذه معه إلى إيطاليا. صار أسقفًا لتفرومينا في جزيرة صقلّية. هدى السكان إلى المسيح بمَن فيهم حاكم المدينة. جرت به عجائب عديدة. من الذين اهتدوا به كاهنة الأوثان بنديكتا التي اعتمدت وصارت شمّاسة. استُشهد ضربًا بأيدي الوثنيّين وبُنيت كنيسة في ما بعد حملت اسمه.

 

ألبانيا: الذكرى الـ٢٥ لإعادة إحياء الكنيسة

بعد أن عاشت ألبانيا عشرات السنين تحت حكم مُلحد منع كلّ الممارسات الدينيّة، أعيدت الحرّيّة الدينيّة إلى البلاد في مطلع التسعينات. وكانت الكنيسة الأرثوذكسيّة قد اضمحلّت كلّيًّا لمّا صار المطران أنستاسيوس (يانولاتوس) رئيس أساقفة ألبانيا على كنيسة غير موجودة. كان قد بقي ١٥ كاهنًا من المسنّين أو المرضى، ولم يكن في ألبانيا أيّ مطران. كانت الكنائس كلّها قد هُدمت أو تحولت إلى استعمال آخر. وكان الفقر يعمّ البلاد.

بدأ المطران أنستاسيوس عمله بفتح إكليريكيّة دعا الشبّان إلى الالتحاق بها ليعدّ الكهنة. كما شرع في إعادة تأهيل  الكنائس الموجودة وبناء أخرى جديدة.  تحتفل الكنيسة في ألبانيا اليوم بالذكرى الخامسة والعشرين لتنصيب رئيس الأساقفة وفيها مليون من المؤمنين، وعشرات الكنائس يخدمها عشرات الكهنة، ضمن ستّ أبرشيّات في تطوّر مستمرّ. ظهر نجاح العمل جلّيًّا لمّا اشترك كلّ رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة، أو ممثّلون عنهم، في تكريس كنيسة القيامة في العاصمة تيرانا في حزيران ٢٠١٤.

Last Updated on Sunday, 02 July 2017 21:06