ocaml1.gif
العدد ٣٩: لا خوف في المحبّة Print
Sunday, 24 September 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٤ أيلول ٢٠١٧ العدد ٣٩ 

الأحد السادس عشر بعد العنصرة

القدّيسة تقلا أولى الشهيدات المعادلة الرسل/البارّ سلوان الآثوسيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

لا خوف في المحبّة

على شاطئ بحيرة طبريّة كان السيّد يخالط التلاميذ في أعمالهم اليوميّة ويستعمل سفنهم ليبشّر. طلب إليهم أن يُبعدوا إحدى السفن عن البرّ قليلاً ليستطيع أن يتوّجه إلى الجموع ويحدّثهم عن ملكوت الله. كلّ شيء لنا هو لله، بيوتنا لله، كلّ أداة، كلّ عقل، كلّ مؤسّسة تقوم يكون الله ممجّدًا فيها بالدرجة الأولى وبعد هذا تتعاطى أمورها الخاصّة.

بعد أن بشّر يسوع في السفينة انطلقت إلى أمورها الخاصّة في البحر أي الصيد. وكان السيّد مع الصيّادين لمّا اصطادوا سمكًا كثيرًا بعد أن أمرهم بأن يلقوا شباكهم في العمق. بكلمة الله تكون الأشياء، كلّ أشياء هذا العالم، وإن كانت على غير كلمته فهي دمّارة تُفني الإنسان.

عندما حصل بطرس ورفاقه على هذه الكمّيّة الكبيرة من السمك قال للسيّد: ابتعد عنّي لأنّي رجل خاطئ. مرور الربّ بنا، إطلالة الربّ علينا، الضمير أو كلمة الإنجيل أو الصلاة لا بدّ من أن تُحدث فينا الشعور بأنّنا خاطئون. الله صارم وإن لم يكن كذلك فهو غير منقذ. الله يصطدم بنا أحيانًا حتّى الجرح لأنّ الألم بسبب الخطيئة هو انطلاقنا إلى الحياة الأبديّة. هذا شعور كان قديمًا في الشعوب كلّها ونلمسه في العهد القديم - موسى يحجب وجهه عندما يظهر له الربّ في سيناء - وكأنّ بطرس أخذ يشعر بأنّ هذا المعلّم الذي جمعهم إنّما هو الإله الذي نخشاه ونحجب وجوهنا أمامه. اعتراه الذهول واعترته رعدة ولكنّ الربّ قال له: لا تخف، سأجعلك صائدًا للناس، ولكن شرط ذلك أن تعرف أنّك خاطئ.

لا تقدر على أن تكون راعيًا لكنيسة المسيح ما لم تعرف في كلّ حين أنّك مسؤول أمام الله وأمام ضميرك،. لسنا سادة على الناس ولا نستولي على ضمائرهم، لكن جلّ اهتمامنا أن نقوّي الضمائر، أن ننبّهها إلى إرادة الله حتّى يصبح الناس سادة على أنفسهم. الكهنة ليسوا سادة إنّهم إخوة يوقظون الضمير ليسود الإنسان على الكون.

«سأجعلك صائدًا للناس» ولذلك يجب ألاّ تخاف، الشرط الأساس ألاّ تخاف إذ ينبغي أن تحبّ. لمّا ظهر الربّ لبطرس من بعد القيامة قال له: «يا سمعان بن يونا أتحبّني أكثر من هؤلاء»؟ قال بطرس: «نعم يا ربّ إنّي أحبّك». فقال له: «ارعَ خرافي». أي أنّك يا بطرس، من بعد جحود، عدت إلى الإيمان التامّ من محبّة تجدّدتْ فجعلتك محبّتك قادرًا على الرعاية. المحبّة شرط الرعاية وإلاّ يكون الراعي مستفيدًا من الرعيّة ومتسلّطًا عليها بأنانيّة. إن استطعتَ أن تلطف بالناس وأن تتقبّلهم كما هم بكلّ خطاياهم ، لا تدينهم بل ترحمهم. إن استطعت ذلك فأنتَ ترعى برعاية الله، بعصا الله، بكلمة الله، وإلاّ تكون راعيًا إيّاهم بعصاك، بكلمتك، بشهواتك.

لا تخف يا بطرس إذ ينبغي أن تحبّ لتتمكّن من اصطياد الناس، قال الرسول يوحنّا الإنجيليّ، وقد كان حاضرًا مشهد الصيد العجيب، في رسالته الأولى: «لا خوف في المحبّة بل المحبّة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج لأنّ الخوف له عذاب ومن خاف لم يكتمل في المحبّة (٤: ١٨). ولذلك إن أنتَ أحببتَ فترعى غير محرّض الناس على الناس لأنّك لا تخاف. وإن رعيتَ بالمحبّة فلا يتقلّص الناس بسبب كلامك، ولكنّهم ينفتحون ويتمدّدون في الدنيا ويرتاحون إلى ربّهم. الإنسان الذي يعيش في الخوف إنسان لا يستطيع أن يغفر ومن لا يقدر على أن يغفر لا ينال الإله.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢ تيموثاوس ٣: ١٠-١٥

يا ولدي تيموثاوس، إنّك قد استقريتَ تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري، واضطهاداتي وآلامي وما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّة اضطهادات احتملت وقد أنقذني الربّ من جميعها، وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطَهدون. أمّا الأشرار والمغُوونَ من الناس فيزدادون شرًّا مُضلّين ومُضَلّين. فاستمرّ أنت على ما تعلّمته وأيقنت به عالمًا ممّن تعلّمتَ. وإنّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدّسة القادرة على أن تصيّرك حكيمًا للخلاص بالإيمان بيسوع المسيح.

 

الإنجيل: لوقا ٥: ١-١١

في ذلك الزمان فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت، رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منها الصيّادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين وكانت لسمعان، وسأله أن يتباعد قليلاً عن البَرّ، وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولمّا فرغ من الكلام قال لسمعان: تَقَدَّمْ إلى العمق والقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نُصب شيئًا، ولكـن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلمّا فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتّى تخرّقت شبكتهم. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتّى كادتا تغرقان. فلمّا رأى ذلك سمعان بطرس خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً: اخرُجْ عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ، لأنّ الانذهال اعتراه هو وكلّ من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان: لا تخفْ فإنّك من الآن تكون صائدًا للناس. فلمّا بلغوا بالسفينتين إلى البَرّ تركوا كلّ شيء وتبعوه.

 

أن نتبع يسوع كلّ يوم

بعد أن نحتفل بعيد رفع الصليب المكرّم مخصّصين له الأحد الذي يسبقه والذي يليه، نبدأ من اليوم في الخدم الإلهيّة بقراءة مقاطع من إنجيل لوقا. تأتي القراءة الأولى من الإصحاح الخامس، وهي، تُقرأ طقسيًّا بعد أن نكون قد سمعنا في الأحد الماضي قول الربّ: «من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني». توجّهنا الليتورجيا إلى قراءة إنجيل اليوم من منظور كيفيّة حمل الصليب وإتّباع يسوع كلّ يوم.

كان يسوع واقفًا عند بحيرة جنّيسارَت وهي ذاتها بحيرة طبريّا أو بحر الجليل، وكان يعلّم الجموع. لكن اضطرّ، لكثرة الناس حوله، إلى أن ينتقل إلى سفينة ليبتعد قليلاً عن الشاطئ ليتابع تعليمه. كان الناس يتهافتون لسماع كلام يسوع، للقائه وسماع تعليمه وإرشاداته. نحن بالمقابل هل نتعاطى بهذه الجدّيّة مع كلام الربّ المحفوظ في الكنيسة. من منّا يتهافت على هذا التعليم كما فعل الناس على بحر الجليل. يجب أن ندرك أنّنا لا نقدر على أن نحمل الصليب ونكون من أتباع المسيح إلاّ إذا تهافتنا على كلامه وسعينا إلى أن نستوعب هذا الكلام وهذا التعليم، في كلّ مكان يتجلّى فيه إن كان في الإنجيل أو في الصلوات أو في الكتابات الأخرى التي تركها لنا آباؤنا القدّيسون.

ارتقى يسوع إحدى السفن وكانت لسمعان الذي سمّاه بطرس. ونعرف من قراءة النصّ أنّ بطرس ورفاقه الصيّادين كانوا قد تعبوا طوال الليل ولم يصطادوا شيئًا. أيّ أنّ تعبهم كان جسديًّا من جرّاء ساعات العمل الطويلة كلّ الليل، وكان أيضًا نفسيًّا لأنّهم لم يصيدوا شيئًا. ولكن عندما طلب منهم المعلّم أن يصعدوه إلى السفينة ويبتعدوا قليلاً وينتظروا معه ريثما يفرغ من التعليم، لم يقولوا له إنّهم متعبون وبحاجة إلى الراحة! أطاعوا كلمته في الحال. وهذا يشبه إلى حدّ كبير إنسان اليوم الذي يتعب كثيرًا طوال النهار مجاهدًا في عمله، ويستهلك ما تبقّى له من طاقة على الطرقات للعودة إلى منزله، وأحيانًا كثيرة يكون تعبه بلا ثمر كاف لإطعام عائلته وسدّ حاجاتها الضروريّة، ولكن هل هذا مبرّر لصدّ دعوة المعلّم إلى مشاركته في نقل البشارة إلى الناس؟ هل تعب النهار يبرّر تقاعس البعض وعدم تلبيتهم نداء رعيّتهم إلى الصلاة، حيثما تقام يوميًّا، أو إلى لقاءات ونشاطات بشاريّة كتوزيع رعيّتي أو إقامة سهرات إنجيليّة أو اجتماعات دراسيّة أو مساعدة محتاجين أو قراءة مجلّة النور؟ إنجيل اليوم يكشف لنا أنّ تلميذ المسيح ورسوله في العالم لا يعيقه التعب من تلبية النداء. أليس هذا حملاً طوعيًّا مفرحًا للصليب؟

بعد أن أنهى يسوع تعليمه طلب من سمعان أن يتقدّم إلى العمق ويرمي الشباك، ومع أنّهم كانوا قد تعبوا طوال الليل ولم يصطادوا شيئًا، وثق الرسول بالمعلم وقال «بكلمتك ألقي الشبكة». نحن أيضًا عندنا كلمات يسوع، يسألنا هذا النصّ هل نثق بهذه الكلمات كما وثق التلاميذ الأوّلون. كيف نواجه الصعاب، وقلّة فرص العمل وقلّة الإنتاجيّة في العمل؟ هل نستسلم لأساليب الشيطان في الغشّ والخداع والكذب؟ هل بكلمة يسوع نواجه البغض بالمحبّة، هل بكلمة يسوع نواجه الخطأ بالمسامحة والغفران، هل بكلمة يسوع نواجه أنانيّة الناس وتكبّرهم بالتواضع وإنكار الذات؟ هل بكلمة يسوع نتربّى نحن ونربّي أولادنا على مواجهة شهوة العالم وإغراء العالم بالعفّة والتهذيب والأخلاق الحميدة؟ هل بكلمة يسوع نتربّى ونربّي أولادنا على الأمانة والعمل الصادق الدؤوب ولو كان متعبًا بدلاً من السعي وراء الربح السريع من طريق الرشاوى والسرقة والاحتيال؟

إذا كان الشرط الأوّل لنتبع يسوع هو أن ننكبّ على تعاليمه، فالشرط الثاني هو أن نطيع هذه التعاليم وأن نثق بأنّ كلمات يسوع هي التي تحيينا حقيقة، وهي التي تساعدنا على النجاح في هذه الحياة وتخطّي أيّ صعوبة مهما كانت كبيرة.

نتيجة طاعة الرسول لكلمة الربّ كانت صيدًا كثيرًا، والعجيبة حصلت في قلب سمعان الذي أدرك قداسة المعلم وألوهيّته، وتلقائيًّا انفضحت خطيئته، فطلب إلى الربّ أن يخرج عنه لأنّه إنسان خاطئ. فهم سمعان أنّ الخطيئة والقداسة لا يسكنان معًا في قلب الإنسان. وهو قال «أخرج عنّي» ولم يقل «ابتعد عنّي» لأنّه أدرك أنّ سكنى الربّ هي في قلب الإنسان، في داخله، وأنّ الله لا يمكن إلاّ أن يحتلّ القلب كلّيًّا. أن نتبع يسوع بصدق يعني أن نفضح خطيئتنا في سبيل أن نعفّ عنها وأن نتخلّص منها. 

بعدما تطهّر سمعان قال له المعلّم إنّه سوف يكون صائدًا للناس، أي رسولاً، عمله هو إنقاذ الناس من الخطيئة كما أنقذه الربّ، وهدايتهم إلى الإيمان بيسوع المسيح وحمل صليبهم وراءه. هذا دور كلّ واحد من أتباع يسوع، وهذا العمل لا يتمّ إلاّ إذا تركنا كلّ شيء وتبعناه كما فعل التلاميذ الأوّلون. ترك كلّ شيء يعني أن يتلاشى تعلّقنا بأيّ شيء آخر غير يسوع بحيث يصبح هو محور حياتنا ومرجِع تصرّفاتنا. هكذا أتمّ يسوع عجيبة الصيد الحقيقيّة بحيث استطاع عبر مجموعة من عامّة الشعب اصطفاهم لنفسه، ورغم كونهم أمّيّين، علّمهم الحكمة وأظهر الصيّادين متكلّمين باللاهوت فأضاء نورهم في ظلمة العالم كلّه.

 

«لنصغِ إلى الإنجيل»

من كتاب «من أجل فهم أفضل للقدّاس الإلهيّ»، للأب ليف جيلله:

في القدّاس الإلهيّ يعلن الكاهن أو الشمّاس: «الحكمة! فلنستقم ونسمع الإنجيل المقدّس» ثمّ يُقرأ مقطع إنجيل اليوم. نلاحظ أنّ المقصود ليس مجرّد سماع الإنجيل بل الإصغاء إليه، أن ننتبه إلى الكلمة الإلهيّة ونفتح لها لا آذاننا فحسب إنّما قلوبنا أيضًا.

تعني كلمة «إنجيل، البشرى السارّة». لذا فالعبارة الطقسيّة «لنسمع الإنجيل المقدّس» تعني تاليًا «لنسمع البشرى المقدّسة السارّة. ذلك بأنّ كلّ مقطع من الإنجيل يحوي بشرى سارّة، رسالة مفرحة، إعلان شيء عظيم يخصّ كلّ واحد منّا. للوهلة الأولى قد لا يبدو الإنجيل كأنّه «البشرى السارّة».

قد يقول كلّ واحد منّا في قلبه وهو يصغي إلى المقطع الإنجيليّ: «لقد سمعت هذا مرّات عدّة! ليس فيه شيء يعنيني». إلاّ أنّ كلّ جزء من الإنجيل، أيًّا كان، حتّى ولو كنّا قد سمعناه مرّات كثيرة، له دائما شيء يقوله لنا. إذا أصغينا إلى هذا الإنجيل بتواضع وخشوع فسنكتشف فيه، مع كلّ مرّة، جملة أو كلمة لم نكن لنلاحظهما إلى الآن، فتسترعيان انتباهنا كما لو أنّنا نسمعهما للمرّة الأولى. وهذه الرسالة ليست موجّهة إلى جماعة المصلّين جملة، إنّما هي موجّهة إلى كلّ مصلّ شخصيًّا. إنّها موجّهة إليّ أنا.

عند سماعي تلاوة الإنجيل يجب أن أفكّر بأنّ «هذه هي الكلمة التي احتفظ بها ربّنا لي إلى هذا اليوم. هذا ما أراد أن يقوله لي. سوف أحفظ، باهتمام بالغ هذه الكلمة في قلبي».

 

القدّيسة تقلا

وُلدت القدّيسة تقلا في القرن الأوّل، ابنة عائلة وثنيّة مقيمة في مدينة إيقونية في آسيا الصغرى (تركيا الحاليّة). لمّا بلغت الثامنة عشرة خطبها أهلها لشابّ وثنيّ مثلهم. لكن قبل أن يتمّ الزواج صدف أنّ بولس الرسول كان يعلّم في بيت مجاور لبيت تقلا. استمعت إليه باهتمام كبير مدّة ثلاثة أيّام واقتنعت بكلامه وآمنت بالمسيح ونذرت نفسها لخدمته.

لمّا أخبرت أمّها برفضها الزواج غضبت وأخذت ابنتها إلى والي المدينة الذي حاول بكلّ الطرائق أن يردّها عن قرارها فلم ينجح، إلى أن ألقاها في النار فحفظها الله سالمة. بعد ذلك هربت وتبعت الرسول بولس ورافقته إلى أنطاكية حيث وقع عليها نظر رجل مهمّ في المدينة، ولمّا قاومته وشى بها إلى الوالي على أنّها مسيحيّة. حكم عليها الوالي بالموت وألقاها للوحوش فلم تمسّها بأذى. تعجّب الوالي جدًّا وسألها: من أنت وما هي هذه القوّة الفاعلة فيك؟ فأجابت: أنا أمة الإله الحيّ. فأطلق سراحها.

بقيت تقلا تكرز بكلمة الله إلى أن انسحبت إلى معلولا حيث عاشت ناسكة في مغارة. وقد أعطاها الربّ الإله موهبة شفاء المرضى فتدفّق عليها الناس واهتدى كثيرون إلى المسيح بواسطتها. غضب أطبّاء المنطقة وأرسلوا رجالاً أشرارًا ليؤذوها. لمّا طاردوها هربت وصلّت إلى الربّ فانشقّت صخرة دخلت تقلا فيها فكانت الصخرة مخبّأ لها ومدفنًا.

تسمّيها الكنيسة أولى الشهيدات المعادلة الرسل لأنّها قضت حياتها في التبشير بالمسيح، وواجهت الاضطهاد والعذاب والموت من أجله. دير القدّيسة تقلا قائم حتّى الآن في معلولا يزوره الكثيرون.

 

الحوار اللاهوتيّ بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة الرومانيّة

أنهت لجنة التنسيق المنبثقة عن الهيئة المشتركة للحوار اللاهوتيّ بين الكنيستين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة في ٨ أيلول في جزيرة ليروس (اليونان). بعد المناقشة أقرّ ممثّلو الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة والكنيسة الكاثوليكيّة ضرورة إعداد وثيقة عنوانها «على طريق الوحدة في الإيمان: مسائل لاهوتيّة وقانونيّة». تعدّ هذه الوثيقة لجنة مؤلّفة من بعض أعضاء الهيئة مهمّتها تقويم سنوات الحوار الـ٣٧ والإشارة إلى المسائل الأساسيّة التي يجب مناقشتها خلال المراحل المقبلة من الحوار. كما رأت لجنة التنسيق أنّه من المناسب بحث موضوع «الأوّليّة والمجمعيّة في الألف الثاني وفي زمننا الحاضر»، لأنّ هذا البحث يتبع منطقيًّا موضوع «الأوليّة والمجمعيّة في الألف الأوّل» الذي بُحث خلال المرحلة السابقة من الحوار.

Last Updated on Friday, 15 September 2017 11:59