ocaml1.gif
العدد ٣: إشارة الصليب Print
Sunday, 21 January 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢١ كانون الثاني ٢٠١٨ العدد ٣ 

الأحد الثاني والثلاثون بعد العنصرة

زكّا العشّار / القدّيس مكسيموس المعترف

logo raiat web

كلمة الراعي

إشارة الصليب

أودّ أن أكلّمكم اليوم على إشارة الصليب وطريقة أدائها. في كتاب القدّيس باسيليوس الكبير «رسالة في الروح القدس» (القرن الرابع)، يتكلّم القدّيس على أشياء استلمناها من الرسل، إذ ليس كلّ شيء مكتوبًا في الكتاب المقدّس، وهناك أشياء جاءتنا بالتقليد أي التعاليم الشفويّة التي جاءتنا من الأوّلين، ولم تُدوّن في البدء ولكنّها دوّنت في ما بعد. يذكر القدّيس باسيليوس الكبير أمورًا منها المعموديّة بالتغطيس ثلاث مرّات، ويقول إنّ هذه أشياء ليست مكتوبة في العهد الجديد، ولكنّنا تسلّمناها تسليمًا من الذين عاشروا الرسل فجاءت إلينا منقولة جيلاً بعد جيل.

ويضع باسيليوس إشارة الصليب بأهمّيّة التغطيس ثلاث مرّات، ونحن لا نزال نصلّب وجوهنا أي نصنع إشارة الصليب كلّما ذُكر الثالوث القدّوس.  فإذا قيل «المجد للآب والابن والروح القدس» إو إذا قيل «باسم الآب والابن والروح القدس» نعمل إشارة الصليب على أنفسنا. ونلاحظ أنّ إشارة الصليب تُصنع بطرائق مختلفة، فالكاهن في الخدمة الإلهيّة يرسم إشارة الصليب على الجماعات. نلاحظ أنّه يرسمها من فوق إلى أسفل فإلى الشمال فإلى اليمين، حتّى تصل إلى الناس على يمينه ثمّ على شماله لأنّ الناس واقفون بعكس الكاهن.

أمّا إشارة الصليب المألوفة فهي التي يرسمها الواحد على ذاته بمناسبات عديدة عند دخوله الكنيسة أو خروجه منها، أو عند خروجه من البيت، أو إذا سمع صلوات معيّنة أو عند ذكر الصليب، أو إذا سمعنا من الإنجيل عبارة «فسجدوا له»، نلاحظ أنّ المؤمنين الأرثوذكسيّين إذا سمعوا لفظة السجدة ينحنون ويرسمون إشارة الصليب على أنفسهم.

إذًا إشارة الصليب مقترنة بذكر الله أو بذكر الثالوث الأقدس. جاء في سفر الرؤيا عن المسيح «أنّه هو الذبيح قبل إنشاء العالم»، أي منذ الأزل فكر الثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس أن يرسل المسيح لخلاص العالم. الله في معرفته الأزليّة للجنس البشريّ وفي افتقاده أو في معرفته المسبقة بخطيئة الإنسان، عرف أنّ الأقنوم الثاني أي المسيح سوف ينزل الى العالم في تاريخ مناسب ليخلّصه. وبوضوح أكثر طالما تدبير الله للعالم، عنايته، بالعالم، هي أن ينزل المسيح للصلب. الله يحتضن العالم بالفداء، بمحبّة المسيح، ولذلك كلّما يُذكر اسم الله في كنيستنا، وخصوصًا عند ذكر الثالوث القدّوس تُرسم إشارة الصليب.

إشارة الصليب مقرونة بإيماننا وهي علامة لإيماننا. إنّما يجب أن تُرسم بفهم، أي يجب أن يتّصل القلب بالثالوث بالآب والابن والروح القدس. فإذا القلب لم يتّصل تكون إشارة الصليب مادّيّة لا معنى لها مؤدّاة خارجيًّا. إشارة الصليب صلاة صاعدة من القلب إلى الله مقرونة بإشارة مادّيّة. وهذا مألوف في الكنيسة لأنّ الإنسان مؤلّف من جسد وروح، والجسد يشارك في العبادة. نلاحظ أنّنا ننحني في الكنيسة، نسجد، نرتّل ... طالما للإنسان جسد لا بدّ لجسده من أن يشترك في الصلاة. في اللقاء البشريّ بين صديق وصديق هناك مصافحة، عناق، الجسد يتحرّك بطبيعة تحرّك القلب البشريّ. من هنا أنّ الإنسان يتحرّك جسديًّا في الكنيسة، ينحني، يرتفع، يجلس، يركع ... هذه المشاركة المادّيّة هي العلامة المرسومة على صدرنا، على وجهنا، علامة المصلوب.

أذكر هنا آية من إنجيل يوحنّا. عندما اقترب السيّد من الموت قال لتلاميذه: «الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه» (يوحنّا ١٣: ٣١). الآن تمجّد ابن الإنسان أي أنّ المسيح يتمجّد إذا صُلب، يرتفع إذا صُلب، من هنا كلمة المجد للآب والابن والروح القدس تكون مقرونة بإشارة الصليب، حتّى نعرف أنّ مجد الله مقترن بالمسيح المصلوب الفادي.

إذًا عندما نرسم إشارة الصليب بالشكل الصحيح المُسلّم إلينا من العصر الرسوليّ، نكون واعين إخلاصنا للثالوث الإلهيّ وللمسيح المتجسّد والقائم من بين الأموات.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ١تيموثاوس ٤: ٩-١٥

يا إخوة صادقةٌ هي الكلمة وجديرة بكلّ قبول، فإنّا لهذا نتعب ونُعيّر لأنّا ألقينا رجاءنا على الله الحيّ الذي هو مخلّص الناس أجمعين ولاسيّما المؤمنون. فوصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهن أحدٌ بفتوّتك بل كن مثالاً للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبّة والإيمان والعَفاف. واظبْ على القراءة إلى حين قدومي وعلى الوعظ والتعليم، ولا تُهمل الموهبة التي فيك التي أُوتيتها بنبوءة بوضع أيدي الكهنة. تأمّل في ذلك وكُنْ عليه عاكفًا ليكون تقدّمك ظاهرًا في كلّ شيء.

 

الإنجيل: لوقا ١٩: ١-١٠

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتازٌ في أريحا إذا برجل اسمه زكّا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيًّا. كان يلتمس أن يرى يسوع مَن هو، فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد إلى جمّيزة لينظره لأنّه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع إلى الموضع رفع طرْفه فرآه فقال له: يا زكّا أسرع وانزل فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحًا. فلمّا رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين: إنّه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: هاأنذا يا ربّ أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنتُ قد غبنتُ أحدًا في شيء أردّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنّه هو أيضًا ابن إذبراهيم، لأنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويخلّص ما قد هلك.

 

زكّا العشّار

تعوّدتني مدينتي. مهنتي، رئيس العشّارين (جُباة الضرائب)، تؤهّلني لأن ألقي عليها بظلّي شارعًا شارعًا، وبيتًا بيتًا. وأريحا، مدينتي، السيرُ على طرقاتها، أكان دافعه العمل أو أيّ شيء آخر، قصّةٌ تُذكّر بتاريخ طويل يعود إلى ما يزيد على الألف سنة. فهي مدينة راحاب التي سحرت توبتها كلّ مَن عرفها (يشوع ٢: ١). والمدينة التي هدمها أجدادي يوم دخلوها (يشوع ٦). والمدينة التي أعاد بناءها حيئيل الذي من بيت إيل «بحياة بكره أسّسها وبحياة سجوب، أصغر بنيه، نصب أبوابها» (١ملوك ١٦: ٣٤). والمدينة التي زارها النبيّ إيليّا وتلميذه أليشاع (٢ملوك ٢: ٤-٦). وأنا، هنا، اليوم، موجود على طرقاتها. لم تدفعني أمور تتعلّق بعملي، أو استعادة قصّة، مهما روت ذاتها عليَّ، لا يمكن أن تصيبني بأيّ ملل، بل أمر آخر. لقد وصل إليَّ خبرٌ عن رجل عظيم سيزور مدينتنا، رجلٌ شهرتُهُ سبقته إلينا. وأردت أن أراه. إنّها فضوليّة، أو رغبة في التعرّف (لوقا ١٩: ١-١٠)! علمتُ أنّه، صاعدًا إلى أورشليم، لا بدّ من أن يمرّ بنا. وأنا هنا!

عندما أتى، لم أتمكّن من رؤيته. كان الناس، الذين يتجمّعون حوله، كثيرين كثيرين. وكانت قامتي القصيرة عائقًا آخر. لم أوفّر جهدًا! كانت هناك، أمامي، شجرة جمّيز قديمة، تكاد تنطح السحاب، إنّما أغصانها السفلى تكاد تلامس الأرض. فأسرعتُ، وصعدتُ إليها قَبْلَ أن يجتاز بها، لأراه. كيف أتتني هذه الفكرة؟ لا أعرف. لم يكن همّي أن أتحاشى قومي. كنتُ أعرف أنّهم يكرهونني والذين يعملون معي جميعًا. ولكرههم أسبابٌ وجيهة! فأنا أقوم بوظيفتي بتكليف من الرومان الذين يستعمروننا. وصيتُ مَن يزاولون مهنتي غايةٌ في السوء. وغناي ربّما يعتبرونه غنًى غير مشروع. إذًا، هم يكرهونني. وأنا أفهمهم! ولكنّني لم أُرد من صعودي أن أتجنّب أيًّا منهم. فأنا لا أهاب أيًّا منهم. هم يهابونني كلّهم. صعدتُ، إذًا. لم أعتبر تصرّفي عيبًا. ربّما مَن رأوني اعتبروه عيبًا. لا أعرف. أمّا أنا، فلا. ولم أعتبره مشاركةً في حدث كان يهمّني كما رأيتُهُ يهمّ سواي. ربّما سواي. أنا، لا! ما دفعني إلى صعود الجميّزة، قلتُهُ: رغبتُ في أن أراه!

ما حدث إلى الآن، كان من تصميمي. وأدهشني أنّ مَن رغبتُ في أن أراه «رفع طرْفه إليَّ، ورآني». هل علم برغبتي؟! لكنّه، عندما ناداني باسمي ودعا نفسَهُ إلى بيتي، زاد من دهشي، وانتابني شعور يصعب وصفه. قال لي: «يا زكّا، أسرع انزل، فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك»! لم أفكّر، لحظةً، في أنّ أحدًا أخبره عنّي. فأنا، فوق، أرى كلّ شيء. ولو سُرّب إليه شيء عنّي، اسمي مثلاً، لعرفت. وحده، عرفني! وهذا أقنعني بأنّ له رغبةً، أقوى من رغبتي، في أن يراني، وأنّه يعرف كلّ شيء. لم أقدر على أن أقاوم دعوتَهُ نفسَهُ إلى بيتي. ورأيتُ نفسي أنفّذ ما قاله حرفيًّا. «فأسرعتُ، ونزلت». قال لي: أسرع انزل». وأنا «أسرعتُ، ونزلت». أنا خبير في لغة الآمر. وأمّا أنّني أطعتُهُ، فأمر جاء من ذاته. طاعتي إيّاه حرّكتني إليها كلماته! وسلّمت ذاتي إلى تصميمه. هل اعتبرَ صعودي على الجمّيزة حوارًا قد بدأتُهُ معه؟ أنا لم يكن قصدي أن أحاوره. كان أن أراه فحسب. لكنّ ما قاله عن نزولي، كما لو أنّه ردّ على صعودي، جعلني أفكّر في أنّه قد يكون اعتبره حوارًا. ودخلتُ في الحوار الذي لم يكن من تصميمي. ألم يذهلني أنّه طلب أن يمكث في بيتي؟ بلى، أذهلني كثيرًا! أنا، مكروهًا، لم أفكّر في أنّ أحدًا يمكنه أن يقبل زياراتي. و«قبلتُهُ فرحًا».

عندما نزلتُ إليه ومشينا معًا، أخذ الجمع يتذمّرون. وسمعتُهم يقولون: «دخل، ليحلّ عند رجل خاطئ». سمعهم، وسمعتُهم. لم أشعر بأنّ ما سمعناه أغاظه. أنا رجل خاطئ، هذا، أمرًا لا أنكره، لا يغيظ. لكن، أن تنسب إليه خطاياي، ولا يغتاظ، فأمر جنّني! يا لهذا الحبّ العجيب! ووجدتُ نفسي، أمامه، في بيتي، أكلّمه واقفًا. فيسوع، ضيفي، جعلني أستردّ أنّني إنسان يُمكن أن يُصادق (لوقا 7: 34)، وأن يُحبّ. عيناه اللتان رمقني بهما، منادته إيّاي باسمي، دعوته ذاته إليَّ، قبوله الإهانة عنّي، أمور، جديدة عليَّ، كشفته لي. هذا، عالمًا بكلّ شيء، لا مثيل له! وقفت. أردتُ أن أعبّر عن إجلالي له، عمّا تحمّله من أجلي، عن اختياره، من بين كلّ بيوت أريحا، أن يبيتَ في بيتي، بيتي أنا الخاطئ! وأخذتُ أبوح بمكنونات قلبي. قلتُ له: «هاءنذا، يا ربّ، أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنتُ قد غبنتُ أحدًا في شيء، أردّ أربعة أضعاف». أمامه، لم أقدر على سوى أن أعرّي ذاتي، وأن أردّ الصداقة بالصداقة والحبّ بالحبّ. فاعترفتُ له، وعاهدتُهُ على أن أفعل ما اعتقدت أنّه يرضيه. فيسوع، في بيتي، لم يجعلني أرى نفسي على حقيقتها فقط، بل أن أراه على حقيقته أيضًا! يا لبلاغة رفقته وفصاحة رفقته! إن قلتُ إنّني رأيتُ، في وجهه، كلّ مساكين الأرض، لما بالغتُ في حرف. بدا، أمامي، أيقونةً رسمتها أنّات الأرض وأحزان الأرض ودموع الأرض! وأبيتُهُ فقيرًا! أبيتُ أن أكون قد غبنتُهُ في شيء! وأراحني أنّه قد ارتضى اعترافي وصداقتي وحبّي، بقوله لي: «اليوم، قد حصل الخلاص لهذا البيت، لأنّه، هو أيضًا، ابن إبراهيم. لأنّ ابن البشر إنّما أتى، ليطلب، ويخلّص ما قد هلك». لم أسأله: مَن هو هذا ابن البشر؟ عرفتُهُ. وفرحتُ بأنّ مَن يُحكى عنه أنّ «سلطانه لا يزول وملكه لا ينقضي» (دانيال ٧: ١٤)، لم يفصلني عنه، بل محا عنّي زلاّتي، وقبلني ابنًا من جديد.

لم أكن أعرف، قَبْلَ استضافته، أنّني شيء يمكن أن يُذكر. كانت لي رغبة في أن أراه. وبلّغني، برغبته فيَّ، أنّني كلّ شيء عنده. يبقى أن يضيف التاريخ إلى قصص أريحا أنّ يسوع تاب على غير الموجود!

 

القدّيس مكسيموس المعترف

ولد القدّيس مكسيموس المُعتَرف لعائلة مرموقة في القسطنطينيّة السنة ٥٨٠. كان على ذكاء خارق. درس فلمع وانخرط في السلك السياسيّ. لاحظه الأمبراطور هيراكليوس فاختاره أمين سرّه الأوّل. بعد ثلاثة أعوام تخلّى عن الوظيفة وترّهب في دير قريب من القسطنطينيّة. كان يعرف الكتاب المقدّس وكتابات الآباء جيّدًا وعاش ناسكًا مصلّيًا يسعى إلى تحرير نفسه من الأهواء. بعد عشر سنوات تحوّل برفقة أحد تلاميذه إلى دير صغير في كيزيكوس، وباشر هناك بكتابة أولى مؤلّفاته وهي مقالات نسكيّة تناولت الصراع ضدّ الأهواء والصلاة. بعد هجمات الفرس ترك الرهبان أديرتهم في القسطنطينيّة والجوار. مذ ذاك الوقت سلك القدّيس مكسيموس في التشرّد.

أقام في جزيرة كريت حيث قاوم لاهوتيّين من أصحاب الطبيعة الواحدة، ثمّ انتقل إلى قبرص ووصل السنة ٦٣٢ إلى قرطاجة فالتقى القدّيس صفرونيوس الأورشليميّ وانضمّ إليه. تابع القدّيس مكسيموس بحثه اللاهوتيّ في التألّه ووضع مقالات بشأن تألّه الخليقة.

لمّا حاول الأمبراطور هيراكليوس توحيد الأمبراطوريّة، وقّع اتفاقًا مع أصحاب الطبيعة الواحدة الذين كانوا قد انفصلوا بعد المجمع المسكونيّ الرابع (٤٥١)، خرج القدّيس صفرونيوس الأورشليميّ عن صمته ودافع عن القول بالطبيعتين في المسيح يسوع. ودافع القدّيس مكسيموس من مقرّه في قرطاجة عن قول صفرونيوس معلّمه. لكن لمّا أصدر هيراكليوس السنة ٦٣٨ مرسومًا يفرض على الجميع الاعتراف بإرادة واحدة عند المسيح، خرج مكسيموس عن صمته وصار أبرز المتحدّثين باسم الأرثوذكسيّة.

دافع القدّيس مكسيموس كثيرًا عن الإيمان الأرثوذكسيّ، إلى أن جرى توقيفه وبقي في السجن ثلاثة أشهر قبل محاكمته. وُجّهت إليه تهم سياسيّة لأنّه ناهض السلطة الرسميّة وتسبّب في انشقاق في الكنيسة. ثمّ حكم عليه بالنفي حيث بقي سنوات إلى أن  جرت محاكمته مجدّدًا السنة ٦٦٢ وحكم عليه بقطع يده اليمنى ولسانه اللذين بهما اعترف بإيمانه. بعد أن أودعوه قلعة في أقاصي القوقاز رقد عن عمر ناهز ٨٢ سنة وذلك كان في العام ٦٦٢.

 

مكتبة رعيّتي

«لو حكيت مسرى الطفولة»، عنوان كتاب سيادة المطران جورج (خضر) الذي صدر في طبعته الثالثة عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع، بعد أن نفذت الطبعتان الأولى (١٩٧٩) والثانية (٢٠٠١) التي صدرت عن دار النهار. صدر الكتاب بالفرنسيّة،

Et si je disais les chemins de l'enfance ترجمة ريمون رزق في باريس السنة ٢٠٠١، وبالإنكليزيّة  ترجمة نهى جريج The Ways of Childhood في نيويورك السنة ٢٠١٦.

يعطينا المؤلّف في هذا الكتاب «صاحبه» وعلى وجهه معاناة مسيحيّة عربيّة مشرقيّة... يأتي هذا الوجه موقفًا حضاريًّا، يقرأ العالم اليوم ويكشف الكنيسة والمجتمع... ويبعث فيها الروح على رجاء القيامة المحقّقة منذ الآن.

 

عيد الميلاد في تانزانيا

احتفل عدد كبير من الأرثوذكسيّين بعيد الميلاد في شرق تانزانيا. أقيم القدّاس الإلهيّ برئاسة متروبوليت دار السلام ديمتريوس، وعاونه الكهنة المحلّيّون وشارك آلاف المؤمنين الذين اهتدوا حديثًا إلى الإيمان الأرثوذكسيّ. كثيرون منهم كانوا يحتفلون بميلاد السيّد للمرّة الأولى. بعد القدّاس الإلهيّ وتلاوة رسالة غبطة بطريرك الإسكندريّة وكلّ إفريقيا، تناول الجميع من الكبار والصغار طعام الغداء معًا في جوّ من الفرح.

Last Updated on Saturday, 13 January 2018 11:35