ocaml1.gif
العدد ١١: الإيمان المسيحيّ Print
Sunday, 18 March 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٨ آذار ٢٠١٨ العدد ١١ 

الأحد الرابع من الصوم

القدّيس يوحنّا السلّميّ

logo raiat web

كلمة الراعي

الإيمان المسيحيّ

هناك بعض الحقائق الأساسيّة في الإيمان المسيحيّ إذا نسيناها نكون متهوّرين. سأحاول أن أبيّن هنا بعض الأركان أو الأسس. الأساس الأوّل هو الإيمان الذي قال عنه ربّنا يسوع «إن كنتَ تستطيع أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن».

الإيمان كلمة عربيّة تعني أمرين: تعني الأمانة أي كما يسلّم أحدهم شيئًا ثمينًا لشخص ما. والمؤمن هو الأمين الذي تسلّم عقيدة وتسلّم سلوكًا عليه أن يحافظ عليهما. إذًا عندما نتكلّم على المؤمن نعي أنّه إنسان يحافظ على وديعة تسلّمها بدون تفريط ويؤدّي عنها الحساب، والحساب يؤدّى طبعًا إلى الربّ. 

والإيمان يعني أيضًا المبنى أو الحصن، مكان لا يمكن أن يدخله العدو. في أوقات الكوارث يحتمي الناس إلى ملاجئ حتّى يقوا أنفسهم من هجمات العدو. فالمؤمن تاليًا هو من يعتبر أنّ له حصنًا هو الربّ. المؤمن إنسان ثابت لا تزعزعه تقلّبات الدهر لأنّه مبنيّ على أساس. المؤمن إنسان قلق يتعذّب مثل كلّ الناس لأنّه من لحم ودم وهو ناقص، ويعرف أنّه إذا تسلّم هذه الوديعة إنّما له مأمن، ويعرف أين مركز الله ويريد أن يبقى معه إلى اليوم الأخير. ولذلك يبقى حيث هو مؤسَّسًا على المسيح ومؤسَّسًا تاليًا على الكنيسة. المسيح اليوم هو منظور بالكنيسة نتذوّقه عندما نجتمع حول القرابين المقدّسة. المسيح يظهر لنا اليوم بشكل خفيّ هو جسده ودمه.

الشيء الثاني الذي نستنتجه هو أنّ الإيمان يغذّي الإنسان عندما يكون مع الله ويتوجّه إلى الله بالصلاة. لذلك لن أصدّق أبدًا أنّ هناك إنسانًا مؤمنًا لا يصلّي. الإنسان استلم إيمانه بالنعمة من الكنيسة ولكنّه يغذيه بالصلاة وبالكلمة الإلهيّة التي يقرأها في الإنجيل. مَن يريد أن يعيش في جوّ الله يشبه الصديق الذي يغذّي الصداقة بالاتّصالات والزيارات، كذلك المؤمن هو من يغذّي إيمانه حتّى يستمرّ.

من السهل جدًّا أن يغيب الله عن نظرنا وعن قلبنا لأنّنا ندخل إلى قلوبنا أشياء غريبة عنه أو ندخل عدوّه. قضيّتنا مع الله هي قضيّة محبّة، قضيّة شوق. من هنا دعاؤنا إلى الربّ أن يجرحنا بشوقه. وقد قيل إنّ من جرحه يسوع جرحه لا يُشفى، يبقى يحبّ وعنده شوق دائم. يبقى الجرح مفتوحًا ويبقى الشوق من طريق الصلاة وقراءة الإنجيل.

نبتلع الصلاة، الله يُبتَلع. ولهذا قال: «كلوا، هذا هو جسدي». أظهر الله لنا نفسه بشكل خبز، لا لأنّه هو خبز، لكن لأنّنا من طريق أكل هذا الخبز نفهم أنّنا نأكل الله ذاته أي ندخله في كياننا. كذلك كشف الربّ يسوع نفسه من طريق الكأس المشتركة إذ قال اشربوا منها كلّكم.

هناك أمر أساس في الصلاة أنّ من يصلّي يعود إلى الطمأنينة، يعود إلى السماء. تنتفض نفسه من الخطيئة وتصير مبرّرة ويرجع الهدوء إليه. الهدوء الحقيقيّ لا يأتي إلاّ من طريق الصلاة فيتمكّن من محاربة الأهواء. المؤمن هو الإنسان الذي يقف أمام التجربة ويقاومها. يصير الإنسان المسيحيّ سيّدًا على عينيه وعلى أذنيه ويديه ورجليه. ويبقى الله سيّدًا على النفس بالإيمان أوّلاً وبالصلاة ثانيًا وبترك شهوات النفس وميولها. هكذا نحاول أن نحيا حياة مسيحيّة.

المطران جاورجيوس

 

الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠

يا إخوة، إنّ الله لمّا وعد إبراهيم، إذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أَقسم بنفسه قائلاً: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلاً: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلاً: أيّها الجيل غيرُ المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أَحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأَغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أُؤمن يا سيّد، فأَغثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلاً له: أيّها الروح الأبكم الأصّم أنا آمُرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلاّ بالصلاة والصوم. ولمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

الارتقاء في المحبّة

تكرّم الكنيسة المقدّسة في الأحد الرابع من الصوم الكبير (وأيضًا في ٣٠ آذار)، يوحنّا السينائيّ مع القدّيسين النسّاك العظام، وكمؤلّف لكتاب «السلّم» - العمل الطابع لسيرته - بحيث صار لقبه «يوحنّا السلّميّ». قصد طور سيناء عند بلوغه السادسة عشرة من عمره، ونسك هناك لأكثر من تسع عشرة سنة في طاعة كاملة لأبيه الروحيّ الأنبا مرتيريوس. قصد منطقة تولا في سيناء، بعد رقاد أبيه الروحيّ، حيث دخل في حياة التوحّد لأكثر من أربعين سنة يجاهد خلالها بالصمت، والصوم، والصلاة، ودموع التوبة. انتخب من بعدها رئيسًا لدير طور سيناء حيث رعى الدير لأربع سنوات. أنعم الله عليه، في نهاية حياته، بنعمة البصيرة والأشفية. شُبّه يوحنّا السلّميّ بالنبيّ موسى لأنّه نسك أربعين سنة وصعد مثله الجبل ذاته، وبينما أحضر موسى لوحَي الوصايا، أنزل السلّميّ كتابه «السلّم إلى الله».

قبِلَ بتواضع طاعة طلب رئيس دير رايثو في سيناء، بأن يكتب «كلّ ما هو ضروري لخلاص المجاهدين في السيرة الرهبانيّة». خرج كتابه كـ «سلّم مثبت على الأرض» (تكوين ٢٨: ١٢) - تقود الناس إلى أبواب الملكوت. أطلَقَ عليه اسم «السلّم» ويتألّف من ٣٠ مقالة أو «درجة» من الارتقاء الروحيّ في طريق الكمال («إلى إنسان كَامِل. إلى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ» أفسس ٤: ١٣) - على نمط عدد سنوات عمر الربّ يسوع بالجسد عند بدء عمله الخلاصيّ.

يمكننا تمييز ٣ مراحل أساسيّة في كتاب «السلّم»:

أ- في المرحلة الأولى (الانفصال عن العالم) (الدرجات ١، ٢، و٣)

في الدرجة الأولى (نكران الذات - الزهد واعتزال العالم) يجري وضع الأساس الثابت للحياة الروحيّة. هو يشدّد «على الذين يتقدّمون إلى هذه السيرة أن يجحدوا كلّ شيء ويستهينوا بكلّ شيء ويهزأوا بكلّ شيء ويطرحوا عنهم كلّ شيء لكيما يضعوا أساسًا صالحًا. والأساس الصالح المثلّث الركائز هو الإقلاع عن الشرّ، والصوم والاعتدال» (١: ١٠).

في الدرجة الثانية (الانفصال والعزلة - التخلّي عن الدنيا) هو يؤكّد أنّ «من يظنّ أنّه غير متعلّق بشيء يملكه، من ثمّ يغتمّ لفقده، هو مخدوع تمامًا» (٢: ١١).

أمّا في الدرجة الثالثة (المنفى - الغربة) فيطلب الثبات «يا من تغرّب عن العالم، لا تعد تدنو إليه، لأنّ الأهواء من طبعها تطلب العودة» (٣: ٧).

ب- في المرحلة الثانية (الحياة العمليّة «الجهاديّة») (الدرجات ٤-٢٦)

المرحلة الثانية - هي الأطول وتتألّف من ٢٣ درجة - يجاهد خلالها الإنسان، بعد أن هيّأ نفسه في المرحلة الأولى بالانفصال عن العالم، عبر ضرب الأهواء واقتناء الفضائل - وتنقسم إلى ٣ أقسام:

١. في اقتناء الفضائل الأساسيّة (الدرجات ٤-٧).

تشكّل الفضائل الأساسيّة السلاح الأساس لمواجهة الأهواء وتتألّف من «الطاعة» (٤)، و«التوبة» (٥)، و«ذكر الموت» (٦)، و«الدموع والنوح» (٧): «التوبة تجديد للمعموديّة. التوبة عهد مع الله لبدء حياة أخرى. التائب هو من يبتاع التواضع. التوبة هي التخلّي الدائم عن التعزيات الجسدانيّة… التوبة ابنة للرجاء وجحود لليأس» (٥: ١).

٢. الجهاد ضدّ الأهواء (تنقسم إلى ٣ مراحل):

١) في الجهاد ضدّ الأهواء: «غير الجسديّة» (الدرجات ٨-١٣). وهي: «الغضب والغيظ» (٨)، و«الاحتيال والحقد» (٩)، و«الوقيعة» (١٠)، و«الكلام البطّال» (١١)، و«الكذب» (١٢)، و«اليأس» (١٣): «من اقتنى المحبّة فقد أقصى الحقد، ومن يرعى العداء يجمع لنفسه مشقّة باهظة (٩: ٥)… يعود الطبيب مرضاه في الصباح، أمّا الضجر فيفتقد الرهبان في نصف النهار» (١٣: ٥).

٢) في الجهاد ضدّ الأهواء: «الجسديّة» (الدرجات ١٤-١٧). وهي: «الشراهة» (١٤)، و«الزنى» (١٥)، و«حبّ المال» (١٦)، و«التعلّق بالمقتنيات» (١٧): «الطاهر هو من دفع عشقًا بعشق، وأطفأ نار الأرض بنار السماء… العفيف هو من لا يتأثّر ولا ينفعل إطلاقًا أمام الأجساد على اختلافها (١٥: ٢؛ ٥)… الزاهد في المقتنيات نقيّ الصلاة، والمتعلّق بها يصلّي إلى صور مادّيّة… لم يكن أثر لحبّ المال عند أيّوب، ولذا بقي في سلام لمّا فقد كلّ شيء» (١٧: ٤؛ ١٣).

٣) في الجهاد ضدّ «أهواء النفس الخطرة» (الدرجات ١٨-٢٣). وهي: «عدم الحسّ والأنانيّة» (١٨)، «البطالة وحبّ النوم» (١٩)، و«سهر الروح» (٢٠)، و«الخوف أو الجبن» (٢١)، و«المجد الباطل» (٢٢)، و«الكبرياء» (٢٣): «أرصد تجد العُجب النجس زاهرًا في الثياب والأطياب والاستقبال والتشييع والعطور وأمثالها حتّى القبر (٢٢: ٤)… أوّل الكبرياء اكتمال العُجب، وانتصافها ازدراء للقريب وتبجّح وقح بالأتعاب وثناء على الذات مُقيم في القلب، ومقتٌ للمذمّة. أمَّا كمالها فتغرّب عن معونة الله واعتداد بالذات وتشبّه بالشياطين» (٢٣: ٢).

٣. في اقتناء الفضائل العُليا (الدرجات ٢٤-٢٦)

وهي: «الوداعة» (٢٤): «الوداعة خُلُق لا يتغيّر، حاله واحد في الإهانات والكرامات… الوداعة هي أن يبتهل المرء من أجل قريبه الذي يثير فيه الاضطراب ابتهالاً خالصًا، خاليًا من الإحساس بالاضطراب» (٢٤: ٢-٣).  و«التواضع» (٢٥): «إن كانت الكبرياء قد جعلت من بعض الملائكة أبالسة، فلا عجب في أنّ التواضع يستطيع أن يجعل من الشياطين ملائكة. ولذا فليثق الذين سقطوا وليتشجّعوا» (٢٥: ٦٣). و«حكمة التمييز» (٢٦): «لعلّ تحديد التمييز بصورة عامّة، هو أنّه معرفة ثابتة لمشيئة الله في كلّ ظرف وفي كلّ آن ومكان، تتوفّر فقط لأنقياء القلوب والأجساد والأفواه» (٢٦: ١).

ج- في المرحلة الثالثة (الحياة التأمّليّة «الاتّحاد بالله») (الدرجات ٢٧-٣٠)

وهي حصيلة الحصاد لأنّ «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالسرور» (مزمور ١٢٥: ٥). وتتألّف من: «الهدوء» (٢٧): «إنّ هدوء الجسد هو الإحاطة بطباعه وأحاسيسه وكبحها. أمّا هدوء النفس فهو الإحاطة بأفكارها، وهو ذهن حصين لا يُسلب… أوّل الهدوء إبعاد الضوضاء لأنّها تُعكّر قعر النفس. أمّا كماله فهو عدم خشية الضوضاء بل عدم التأثّر بها أو الالتفات إليها…» (٢٧: ٢؛ ٥).

و«الصلاة» (٢٨): «فاتحة الصلاة أن نطرد الهواجس الخاطرة لنا باستغاثة واحدة حال ظهورها؛ ومنتصفها أن نحصر فكرنا في ألفاظ الصلاة ومعانيها؛ أمّا كمالها فهو اختطاف عقلنا في الربّ» (٢٨: ١٩).

و«اللاهوى» (٢٩): «من قد أُهّل لهذه الحالة الجليلة (اللاهوى) وهو بعد في جسده قد احتوى الله ساكنًا فيه على الدوام. ومدبّرًا له في أقواله وأفعاله وأفكاره كافّة» (٢٩: ١١).

و«المحبّة» (٣٠): «الإيمان شعاع، والرجاء نُور، والمحبّة دائرة، وللثلاثة بهاء واحدٌ وإشراقٌ واحد… فالإيمان يستطيع أن يعمل كلّ شيء، والرجاء تحوطه حكمة الله وتمنع عنه الخزي، والمحبّة لا تسقط ولا تقف في سعيها…» (٣٠: ٢-٣).

هذا ملخّص منهجيّ لسلّم يوحنّا يدعونا فيه إلى الارتقاء في كمال المحبّة: «التواضع الكثير ابن اللاهوى، واللاهوى كمال المحبّة، أعني سُكنى الله الكاملة في أنقياء القلوب لخلوّهم من الأهواء، لأنّ أنقياء القلوب يُعاينون الله (متّى ٥: ٨)، له المجد إلى أبد الدهور آمين».

 

البطريرك يوحنّا يكرّم المطران جورج

كرّم غبطة البطريرك يوحنّا العاشر سيادة المطران جورج خضر، متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما، في دار المطرانيّة في برمانا في الثالث من آذار ٢٠١٨، وذلك بتقليده وسام القدّيسين بطرس وبولس من رتبة كومندور كبير (وسام الكرسيّ الأنطاكيّ الأعلى) تقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلها في خدمة الأبرشيّة المذكورة والكنيسة بعامّة لما يقارب نصف قرن. وجاء التكريم إثر تقديم المطران جورج كتاب الاستعفاء من مسؤوليّاته والاستقالة من مهامّه كمتروبوليت للأبرشيّة.

بعد تسلّم الوسام توجّه سيادة المطران جورج إلى صاحب الغبطة بالكلمة التالية: أشكر لهذه الالتفاتة إلى ضعفي التي أردتم بها تكريمي. وبالحقيقة هي تكريم للإخوة الذين يشاركونني في محبّة الربّ، والحقيقة كاملة في كلّ الإخوة الذين اعتنقوا المبادئ التي حاولت أن أخدمها، وهم كثر الآن، وأنتم منذ مطلع شبابكم من هؤلاء. ولذلك يتبعون ما أحبّوه فيكم. يسعون منكم إلى المسيح وهو المبتغى راجين أن يمد الربّ بعمركم لكي تظلّوا نورًا في هذه الكنيسة ويتبعون هذا النور. ألا كان الربّ عضدكم وجعلنا نحن أتباعًا لكم في هذه الخدمة بحيث نقوى بكم ونتمسّك بما نزل عليكم ونرجو أن ينزل علينا. ألا مدّ الله بعمركم مدًّا طويلاً لكي نفرح. والسلام.

هذا، وعيّن غبطته سيادة المطران أفرام كرياكوس، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما، معتمدًا بطريركيًّا لأبرشيّة جبيل والبترون وتوابعهما وفق الأصول الكنسيّة والقانونيّة.

والأحد في ٤ آذار ترأس غبطة البطريرك يوحنّا العاشر القدّاس الإلهيّ في دير سيّدة البلمند وألقى بعد الإنجيل عظة استهلّها بقوله: «ما تمّ البارحة في مطرانيّتنا، في جبل لبنان، مع أخينا الحبيب جورج خضر، نشكر الله عليه ونحمده حمدًا جزيلاً. عندما توجّهت بكلمة صغيرة لصاحب السيادة المطران جورج وقلت له، أيّها الأخ الحبيب، أيّها الشيخ الجليل، أتيناك اليوم لكي نمنحك الوسام، وسام الرسولين القدّيسين العظيمين بطرس وبولس، وسام الكرسيّ الأنطاكيّ. أتيناك لنمنحك الوسام فوجدناه فيك، أنت هو الوسام، وأنت هو المعلّم، تخشّع صاحب السيادة وخجل إزاء كلامنا، وأحنى رأسه نحو أسفل وقال: هذه التفاتة أعظم من ضعفي. فماذا نقول وبماذا نشعر عندما نقف أمام رجل كهذا الرجل العظيم».

Last Updated on Thursday, 08 March 2018 23:12