ocaml1.gif
العدد ٢٣: هذا هو أبي وأبوكم Print
Written by Administrator   
Sunday, 09 June 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٩ حزيران ٢٠١٩ العدد ٢٣ 

أحد آباء المجمع المسكونيّ الأوّل

القدّيس كيرلس رئيس أساقفة الإسكندريّة

logo raiat web

كلمة الراعي

هذا هو أبي وأبوكم

2319 بصعود الابن إلى السماء وبانتظار حلول الروح القدس، لا توجد فرصة سانحة أفضل من أن نتحدّث عن الآب سوى الأحد الفاصل بين خميس الصعود وأحد العنصرة. يدهشك نصّ الإنجيل لأحد الآباء، ففيه يتحدّث الابن عن أبيه. وهل هناك مَن يمكنه أن يفعل هذا أفضل منه؟ هل يوجد غيره ليحدّثنا عن الله، وأن يقدّمه إلهًا وأبًا لنا، وأن يعطينا مثالًا حيًّا عن الوحدة القائمة بينهما وعن المحبّة التي تفيض من هذه العلاقة علينا؟

بالفعل، انطلق يسوع من تعريف هو وحده قادر على أن يتفوّه به بسلطان، ويسلّمنا إيّاه بيقينيّة الخلاص الكامن في الحقيقة التي يعلنها لنا، وعبرنا للعالم أجمع: «هذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك (أي الآب) أنت الإله الحقيقيّ والذي أرسلتُه يسوع المسيح» (يوحنّا ١٧: ٣). ينقلك ببساطة إلى حضن مَن يتحدّث إليه، ويضعك في مصافّ واحد مع تلاميذه الأوائل، كما حينما سمعنا الربّ يقول لمريم المجدليّة في صبيحة ذلك اليوم الفصحيّ: «إنّي أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم» (يوحنّا ٢٠: ١٧). ويضعنا في مسار واحد مع أولئك الذين عبّروا عن خبرتهم تلك باستعمالهم عبارة «إله آبائنا».

يُدخلك الربّ إلى مخدعه السرّيّ حيث هو قائم، ويريد أن يُقيمنا معه، هناك، مثله، من دون وجَل ولا نقصان. تكتشف ساعتها أنّ إيماننا ليس مبنيًّا على «عنديّات» بشريّة، «ديانة» كغيرها، بل تجد نفسك أمام ابن الله يتحدّث إلى أبيه، الآب، ويعرّفك به، ويصلك به، ويقدّمه لك. زدْ على ذلك، أنّك تصير شاهدًا على العلاقة القائمة بينهما. بهذا يصير هذا الكشف مضمون إيمانك، ملكًا لك (خاصّتك)، يقينًا تحمله، إيمانًا تعيش بحسبه، خبرة تعبّر عنها كما جاء في كتابنا: خبرة «ملكوت السموات» أو خبرة «الحياة الأبديّة». يصير اللهُ إلهَك، والآبُ أباك، بحيث يمكننا أن نتوجّه بالصلاة إلى مَن حدّثنا عنه المسيح كما علّمنا: «أبانا الذي في السموات» (متّى ٦: ٩).

عيش هذه الحقيقة ممكن فقط إن آمنتَ بها، وإن قدّمتَ نفسك له، بحرّيّة، بتواضع. لا يهمّ إن كنتَ منكسرًا، أو تعتقد أنّك مظلوم أو سيّئ الحظّ، أو كثير العقد، أو مثقلًا بأحمال الحياة أو مجبولًا بالخطايا. أنت لك إله وأب واحد. تعرفه بابنه الذي حدّثنا عنه، وأعطانا إيّاه، ووضعنا أمامه. بل يمكننا قول أكثر من ذلك: لقد أرانا إيّاه إذ جعلنا شهودًا للعلاقة بينهما، ولم يحرمنا من أن تصير «وحدة الحال» القائمة بينهما نصيبًا، بالنعمة، لا يُنزع منّا، كما هي نصيبه هو. تكون هي إيّاها نصيبًا لك، إن آمنتَ، إن أصغيتَ، إن تبْتَ، إن أتيتَ إليه.

هكذا نعيش مغامرة كبرى، مغامرة تلامس عمق جحيم الغربة (عن الله وعن أبينا السماويّ) وتقودك إلى علياء سماء المحبّة والتبنّي الإلهيَّين. في هذا السعي، تتكوّن فيك بنوّتك له وتعيش أبوّتَه لك، إلهًا صالحًا (بحسب معايير الصلاح الإلهيّ وليس البشريّ)، فتأخذ من روحه لتعطيه. ساعتها يمكنك أن تشهد لله حقيقةً. لنا في هذا قاعدة أرساها الربّ: «مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا» (متّى ١٠: ٨).

كم نصيبنا كبير إن عرفنا الآب بالابن، إن حفظنا اسمه، إن عملنا بوصاياه، إن أتينا إليه وعاونّاه لكي يأتي غيرنا إليه! كم صعب أن نقوم بهذا، أن نبقى فيه بحسب روحه، ألّا نتنازل عنه لصالح أحد أو شيء آخر! لقد علّم يسوع مرتا بأختها مريم حينما قال: «مرتا، مرتا، أنت تهتمّين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكنّ الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها» (متّى ١٠: ٤١-٤٢). عسانا نثبت فيه إن كنّا قائمين، أو نعود إليه إن كنّا منكسرين، فنكون معًا، واحدًا، بفعل صلاة الربّ من أجلنا: «أيّها الآب القدّوس، احفظْهم باسمك الذين أعطيتَهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن» (يوحنّا ١٧: ١١).

سلوان

متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢٠: ١٦-١٨ و٢٨-٣٦

في تلك الأيّام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحر لئلّا يَعرُض له أن يُبطئ في آسية لأنّه كان يعجل حتّى يكون في أورشليم يوم العنصرة إن أمكنه. فمن ميليتُس بعث إلى أَفسس فاستدعى قُسوس الكنيسة، فلمّا وصلوا إليه قال لهم: احذَروا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أَقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. فإنّي أَعْلم هذا أنّه سيدخل بينكم بعـد ذهابي ذئاب خاطفة لا تُشفِق على الرعيّة، ومنكم أنفسكم سيقوم رجال يتكلّمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكّرين أَنّي مدّة ثلاث سنين لم أَكْففْ ليلاً ونهارًا أن أَنصح كلّ واحد بدموع. والآن أَستودعكم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمته القادرة على أن تبنيكم وتمنحكم ميراثًا مع جميع القدّيسين. إنّي لم أَشتهِ فضّةَ أحدٍ أو ذهبه أو لباسه. وأنتم تعلمون أنّ حاجاتي وحاجات الذين معي خدمَتْها هاتان اليَدان. في كلّ شيء بيّنتُ لكم أنّه هكذا ينبغي أن نتعب لنساعـد الضعفاء وأن نتذكّر كلام الربّ يسوع. فإنّه قال «إنّ العطاء هو مغبوط أكثر من الأخذ». ولمّا قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى.

 

الإنجيل: يوحنّا ١٧: ١-١٣

في ذلك الزمان رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال: يا أبتِ قد أتت الساعة، مجّدِ ابنَك ليُمجّدَك ابنُك أيضًا، كما أَعطيتَه سلطانًا على كلّ بشر ليُعطي كلّ من أعطيتَه له حياة أبديّة. وهذه هي الحياة الأبديّة أنْ يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك والذي أرسلتَه يسوع المسيح. أنا قد مجّدتك على الأرض، قد أَتممتُ العمل الذي أَعطيتني لأعمله. والآن مجِّدْني أنت يا أبتِ عندك بالمجد الذي كان لي عندك من قبل كون العالم. قد أَعلنتُ اسمَك للناس الذين أَعطيتَهم لي من العالم. هم كانوا لك وأنت أَعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك. والآن قد علموا أنّ كلّ ما أعطيتَه لي هو منك، لأنّ الكلام الذي أَعطيتَه لي أَعطيتُه لهم، وهم قبلوا وعلِموا حقًّا أنّي منك خرجتُ وآمنوا بأنّك أَرسلتني. أنا من أجلهم أسأل، لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتَهم لي لأنّهم لك. كلّ شيء لي هو لك وكلّ شيء لك هو لي وأنا قد مُجّدت فيهم. ولستُ أنا بعد في العالم، وهؤلاء هم في العالم، وأنا آتي إليك. أيّها الآب القدّوس احفظهم باسمك الذين أَعطيتهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن. حين كنتُ معهم في العالم كنتُ أَحفظهم باسمك. إنّ الذين أَعطيتَهم لي قد حفظتُهم ولم يَهلك منهم أحد إلّا ابن الهلاك ليتمّ الكتاب. أمّا الآن فإنّي آتي إليك. وأنا أتكلّم بهذا فـي العالم ليكون فرحي كاملاً فيهم.

 

وحدة المؤمنين، وحدة الثالوث

الأحد الذي يلي عيد الصعود والذي يسبق أحد العنصرة، يدعى أحد الآباء القدّيسين. والمقصود الآباء الذين اجتمعوا في المجمع المسكونيّ الأوّل العام ٣٢٥ في مدينة نيقية. جاء هذا المجمع تلبية لدعوة الأمبراطور قسطنطين الكبير، وذلك حتّى تنظر الكنيسة مجتمعة في تعليم «آريوس» الكاهن الإسكندريّ. المصادر التاريخيّة ومحاضر المجمع تخبرنا بأنّ المشتركين كان عددهم ٣١٨، ونعرف من بينهم عددًا كبيرًا من القدّيسين منهم على سبيل المثال القدّيس نيقولاوس أسقف ميراليكية، والقدّيس إسبيريدون أسقف تريميثوس.

جاء حكم المجمع أنّ تعاليم «آريوس» كلّها خاطئة، ولا تعبّر عن إيمان الرسل الذي تعيشه الكنيسة. فأكّدوا مجتمعين، إذ لا يجري تصويت في المجامع بل تأتي القرارات بالإجماع، على أنّ للآب والابن جوهرًا واحدًا. وهنا يجب أن نلاحظ أنّ التعبير المستعمل عادة في اللغة العربيّة أي «المساواة في الجوهر» لا يعبّر بصورة دقيقة عن قصد الآباء. فالمقصود هنا أنّ للآب والابن جوهرًا واحدًا، وليس جوهرين متساويين.

إذًا لم يجرِ تصويتٌ على ألوهيّة الابن، كما يحاول البعض أن يصورّوا حال المجامع. فهذا هو التعليم الذي ورثته الكنيسة من الرسل. وما حدث في المجمع المسكونيّ الأوّل وباقي المجامع المسكونيّة أنّ الآباء المجتمعين ثبّتوا صحة التعليم الذي يدين الهرطقة. أي جاءت إدانة هذه التعاليم بشكل مجمعيّ أو جماعيّ، على أنّها تعاليم خاطئة.

المقطع الإنجيليّ الذي تقرأه الكنيسة علينا في هذا الأحد، والمأخوذ من الإنجيل الرابع (يوحنّا ١٧: ١-١٣)، يتحدّث صراحة عن ألوهيّة الابن. ففي خطاب يسوع الأخير أمام تلاميذه بعد العشاء السرّيّ، وقبل تسليم يهوذا، يعلن يسوع عن حقيقته أمام تلاميذه. فهو والآب واحد (١٧: ١١)، والحياة الأبديّة هي أن يتعرّف المؤمن إلى الإله الحقيقيّ: الآب والابن الذي أرسله (١٧: ٣)، لذلك يسوع عارفٌ أنّه سيعود إلى المجد الذي كان له «من قبل كون العالم» (١٧: ٥).

يعلّمنا يسوع في خطابه هذا أن نجعل من إيماننا موضوع حياة. أي أن نحيا إيماننا. أن نحوّل الإيمان من مبادئ فكريّة إلى أفعال تطبيقيّة. فقد أقرن تعليمه بوحدته مع الآب بصلاة من أجل وحدة المؤمنين به. حتّى نعي، نحن المؤمنين، أنّ إيماننا هذا بوحدانيّة جوهر الثالوث يعني أن نعيش نحن هنا على الأرض حياة شركة، كما هي حال الثالوث.  فهذا هو ما دافع عنه آباء المجمع الأوّل. وذلك بإعلانهم بالإجماع وبصوت واحد محافظتهم على ما وصل إليهم من إيمان الرسل والكنيسة جمعاء. وحدتهم جاءت على مستويين، الأوّل مستوى مضمون الإيمان، والثاني مستوى تعبيرهم الواحد عن محتوى هذا الإيمان. فكان أن وضعوا لنا، ولكلّ الإجيال، الاعتراف الإيمانيّ: أؤمن بإله واحد... هذا الذي صار دستورًا للإيمان.

لذلك ولكي نصير نحن أبناء حقيقيّين لهؤلاء الآباء الإلهيّين، علينا أن نتبع خطواتهم في المحافظة على ما وصل إلينا من إيمان، حفظته لنا الكنيسة في الكتاب المقدّس وفي الليتورجيا وفي تعليم القدّيسين، وكذلك في حياتهم وحياة الكنيسة.  هذه ليست دعوة إلى التعلّم فقط بل إلى العيش كذلك. أن نحيا إيماننا يعني أوّلاً أن نتوحّد.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الصعود

التلميذ: علمتُ أنّنا عيّدنا يوم الخميس الماضي لصعود يسوع المسيح إلى السماء بعد قيامته من بين الأموات. لكنّني لم أتمكّن من الاشتراك في القدّاس الإلهيّ. أين يمكن أن أقرأ عن الصعود؟

المرشد: حدّثنا الإنجيليّ لوقا عن الصعود في نهاية إنجيله (٢٤: ٥٠-٥٢) وهو من روى حادثة الصعود في بدء أعمال الرسل (١: ١-١١). يتكلّم الإنجيليّ مرقس أيضًا على الصعود بشكل موجز في الفصل الأخير من إنجيله (١٦: ١٥-١٩). أنصحك بأن تقرأ هذه المقاطع وتركّز على نصّ أعمال الرسل الذي يُقرأ في قدّاس العيد وحيث يخبرنا لوقا بما قاله يسوع للرسل قبل أن يتركهم.

التلميذ: ماذا قال لهم؟

المرشد: يقول الإنجيليّ إنّ يسوع كان يكلّمهم «على الأمور المختصّة بملكوت الله»، ليس فقط يوم صعد لكن خلال الأربعين يومًا بين القيامة والصعود. ويوم صعوده إلى السماء تكلّم معهم مطوّلًا. أوصاهم بأن يبقوا في أورشليم وينتظروا موعد الآب الذي أخبرهم عنه أي حلول الروح القدس. ثمّ لمّا سألوه: «أفي هذا الزمان تردّ الملك لإسرائيل؟» أجابهم: «ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات».

التلميذ: ما معنى «أن يردّ الملك لإسرائيل»؟

المرشد: كانوا لا يزالون مفتكرين أنّ المخلّص جاء فقط للشعب اليهوديّ ليجعل لهم مملكة على الأرض، مثل باقي الشعوب. ألا تذكر أنّهم استقبلوه كملك لمّا دخل أورشليم قبل الآلام؟ وهل تذكر أنّ الرسولين يعقوب ويوحنّا طلبا إليه أن يجلس أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره في ملكه؟ كانا يظنّان أنّ مملكة يسوع في هذا العالم ولم يفهما لمّا قال أثناء محاكمته: «مملكتي ليست من هذا العالم».

التلميذ: أنا أعرف أنّ مملكة المسيح ليست من هذا العالم وهي الحياة الأبديّة مع الله.

المرشد: صحّ. المملكة المنتَظرة ستكون الدخول مع المسيح إلى بيت الآب. كان يسوع قد قال لتلاميذه قبلًا: «إنّي ذاهب لأعدّ لكم مكانًا ... لتكونوا أنتم أيضًا حيث أكون أنا» (يوحنّا ١٤: ٢-٣). بعد قيامة يسوع بالجسد وصعوده إلى الآب صار ممكنًا لكلّ مؤمن أن يجلس معه عند الآب في حياة لا نهاية لها.

 

العباديّة

الأحد ٢٦ أيّار ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في العباديّة. في العظة، شرح سيادته إنجيل السامريّة انطلاقًا من رغبة المسيح في قيامة الكلّ، كيف ألبس لباسه الخاصّ كلّ من أعوزه لباس إلهيّ، وأطلقه شريكًا في الزرع والحصاد. وكان حوار في صالون الرعية مع جميع الحاضرين تشاركوا في ماهيّة الصعاب التي يواجهونها، كيفيّة معالجتها وكيفيّة الحفاظ على الوفاق بين الأشخاص في معرض تجاوز الصعاب.

 

أوغندا

الأحد في ٥ أيّار بعد القدّاس الإلهيّ الذي ترأسه متروبوليت كمبالا يونان، وُضع الحجر الأساس لبناء كاتدرائيّة جديدة في منطقة روباغا في أوغندا. الكنيسة الجديدة على صورة كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول وتُقدّر كلفتها بخمسة ملايين دولار، مع العلم أنّ البلاد فقيرة جدًّا. يبلغ عدد سكان أوغندا نحو 47 مليون نسمة منهم مليون من الأرثوذكس. أوغندا أوّل بلد إفريقيّ (غير شمال إفريقيا) اعتنق فيه السكّان المحلّيّون الإيمان الأرثوذكسيّ ابتداء من السنة ١٩٢٩، ثمّ انتشرت الأرثوذكسيّة إلى البلاد المجاورة: كينيا الشرقيّة وتانزانيا ورواندا وبوروندي. اعترفت الحكومة الأوغنديّة بالكنيسة الأرثوذكسيّة رسميًّا السنة ١٩٤٦. تضمّ الأبرشيّة نحو مئة رعيّة يخدمها ٧٦ كاهنًا وخمسة شمامسة في ٤١ كنيسة مبنيّة بالحجر. كما تضمّ كنيسة أوغندا ١٧ عيادة طبّيّة ومستشفى.

 

الكنيسة الأرثوذكسيّة في بلجيكا

يعود الحضور الأرثوذكسيّ في بلجيكا إلى مطلع القرن التاسع عشر. يبلغ عدد الأرثوذكسيّين المقيمين حاليًّا في بلجيكا نحو مئة ألف شخص من اليونان والروس والرومان والصرب وبعض الأنطاكيّين. في بلجيكا ما يقارب ستّين كنيسة أرثوذكسيّة يخدمها ثلاثة مطارنة مقيمين مع خمسين كاهنًا وخمسة عشر شمّاسًا يتبعون البطريركيّة المسكونيّة، بطريركيّة موسكو، بطريركيّة رومانيا، بطريركيّة بلغاريا، بطريركيّة صربيا وبطريركيّة جيورجيا.

بلجيكا مملكة علمانيّة لكنّها تعترف رسميًّا بستّ طوائف: الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والبروتستانت والأنكليكان واليهوديّة والإسلام. يعود الاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسيّة إلى السنة ١٩٨٥ وبه تؤكّد الحكومة البلجيكيّة أمورًا ثلاثة:

- تعترف الحكومة برعايا معيّنة وتمنح رواتب لخدّامها مع إمكانيّة مساعدات لمشاريعها.

- للكنيسة الحقّ بالظهور في وسائل الإعلام (الراديو والتلفزيون) والعمل في المستشفيات والسجون.

- كما لها حقّ التعليم المسيحيّ الأرثوذكسيّ في المدارس الرسميّة.

Last Updated on Saturday, 01 June 2019 22:03