ocaml1.gif
العدد ٤٦: إلى المكترث غير المكترث Print
Written by Administrator   
Sunday, 17 November 2019 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٧ تشرين الثاني  ٢٠١٩ العدد ٤٦ 

الأحد الثاني والعشرون بعد العنصرة

القدّيس غريغوريوس العجائبيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

إلى المكترث غير المكترث

4619 أن يكترث المؤمن للأحداث والأشخاص والأشياء يعني ملاحظتها، يلي ذلك فهم معانيها والترابط بينها على ضوء إرادة الله وتدبيره الخلاصيّ المعبّر فيها. على هذا الأساس، يكترث المرء لمحبّة الله وعنايته ويسبرهما في الخليقة عمومًا وفي تجلّيهما في ثنايا حياته الشخصيّة والجماعيّة على السواء. وعليه، أن يكترث بالطريقة المثلى يعني أن تكون بصيرته أو عينه الروحيّة نقيّة بالاستناد إلى إيمانه الحيّ وفكره المتواضع وقلبه الطاهر. لهذا فهو يكترث بالمواهب، مواهبه ومواهب الآخرين، ويعمل على تنميتها وخلق مساحة تتنفّس فيه عبر خدمة باذلة.

مآل اكتراث من هذه الخامة الصافية أن يرفد الآخرين بنظرة صحيحة متوازنة وشاملة، غير مجتزأة أو تبعًا للمصلحة أو البرّ الذاتيّ. أن تكترث مسيحيًّا يعني أن تلتزم الآخر بعين الله وبواسطة ما حباك من مواهب وخيرات وعطايا. إنّه اكتراث المحبّة الذي يريد أن يرفع وجود الآخر ولا أن يرتفع على حساب غيره أو بمعزل عنه، وذلك بناء على ما توفّر لكلّ واحد من قدرة وإيمان.

هذه المعاني يتعرّض لها مثل الغنيّ الموصوف بالجاهل أو الغبيّ. فهذا الغنيّ يشكّل مثالًا يُحتذى بحسب معايير النجاح التي ينادي بها عالمنا اليوم، من حيث تحقيقه الغنى المادّيّ ومن حيث حسن إدارة أرزاقه. «إنسان غنيّ أخصبت كورته ففكّر في نفسه قائلًا: ماذا أعمل لأن ليس لي موضع أجمع فيه أثماري؟ (...) أهدم مخازني وأبني أعظم وأجمع هناك جميع غلّاتي وخيراتي» (لوقا ١٢: ١٦-١٨). اكترث الغنيّ الاكتراث الصحيح بشأن خيرات أرضه، وظهر وكيلًا أمينًا على ما له، ومديرًا مجتهدًا وجادًّا في ما أعطي له.

لكنّ سياق المثل يقلب معايير النجاح هذه عندما نسمع الغنيّ يقول: «يا نفس، لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكُلِي واشرَبي وافرَحي» (لوقا ١٢: ١٩). للحظة أولى، نخال هذا الغنيّ يتحدّث باسمنا ويعبّر عمّا يخالجنا من رغبة في الاطمئنان إلى مستقبل نكون قد أمّنّا فيه حاجاتنا وحقّقنا طموحنا بتأمين عيش رغيد وشيخوخة خالية من العوز. أَوَ ليس هذا هو أيضًا من معايير النجاح التي نتبنّاها ونعمل جاهدين طيلة العمر لتحقيقها؟ أَلا تستحوذ هذه الرغبة على مخطّطاتنا ورغبتنا في ريعان الشباب وننخرط في بناء مداميكها ونعمل على تحصينها من التقلّبات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة، بحيث نأمن «شرّ هذا الزمن»، كما يُقال شعبيًّا؟

تعليق الربّ يسوع على ما خطّط له الغنيّ ونواه في قلبه يجعلنا نستدرك انجرافنا في السير بما عبّر عنه الغنيّ على حساب أساس حياتنا الحقيقيّة: «يا غبيّ، هذه الليلة تُطلَب نفسك منك، فهذه التي أعددتَها لمن تكون؟» (لوقا ١٢: ٢٠). استدراك الربّ هنا مبنيّ على مقاربة الحياة الحاضرة بمنظار الحياة الأبديّة، وكيفيّة البلوغ من هذه إلى تلك، بحيث تكون نوعيّة اكتراثنا التي لدينا على الأرض، نافعة ومثمرة على صعيد الحياة الأبديّة، لا بل أنّ نوعيّة اكتراثنا بما هو لـهُنا والآن توجّهه معطيات اكتراثنا بما لله وآخرتنا. فعندما يضع الربّ في الميزان النفسَ من جهة، والخيرات من جهة أخرى، يرى بهاءَ هذه وتلك في الاستنتاج الذي أعقب السؤال: «هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيًّا لله» (لوقا ١٢: ٢١). فالنفس التي تنطوي على نفسها، وتنعزل بخيراتها عن قريبها وعن الله، تذبل وتموت. أمّا النفس التي تمارس وكالتها باسم الله على الخيرات التي تأتيها وتضع هذه الخيرات في متناول المحبّة التي ترغب في أن ترفع الآخرين وتحسّن وجودهم، فهذه تغتني بكلمة الله ووصيّته باعتبارهما نبراسًا لممارسة وكالتها وحسن إدارتها شؤون الأرض من جهة، ولخلاص النفس من جهة أخرى.

هذا هو الضمان الحقيقيّ للإنسان، في بُعده الشخصيّ والعلائقيّ، الروحيّ والدنيويّ، المسيحيّ والمدنيّ. عسانا نكترث للأمور الحقيقيّة الباقية، فلا ينحرف اكتراثنا هذا عن مساره الصحيح، ونساعد أترابنا حتّى يكون اكتراثهم مبنيًّا على ممارسة الإيمان بصدق، وعلى الالتزام بشؤون الأرض بوعي ومثابرة، بحيث يصير عالمنا أقلّ بؤسًا، وأكثر إشعاعًا بروح عطاء محبّ ومتهلّل يبغي نموّ القريب في معارج هذه الحياة وهو غنيّ بالله على الدوام.

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٦: ١١-١٨

يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنّ كلّ الذين يريدون أن يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم بأن تَختتنوا، وإنّما ذلك لئلّا يُضطهدوا من أجل صليب المسيح، لأنّ الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل إنّما يريدون أن تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. أمّا أنا فحاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنّه في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكلّ الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيل الله. فلا يجلبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا في ما بعد فإنّي حامل في جسدي سِماتِ الربّ يسوع. نعمة ربّنا يسوع المسيح مع روحكم أيّها الإخوة، آمين.

 

الإنجيل: لوقا ١٢: ١٦-٢١

قال الربّ هذا المثل: إنسان غنيّ أَخصبت أرضُه ففكّر في نفسه قائلًا: ماذا أصنع فإنّه ليس لي موضع أخزن فيه أثماري. ثمّ قال: أَصنع هذا. أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأجمع هناك كلّ غلّاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفس إنّ لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة فاستريحي وكُلي واشربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهل، في هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التي أَعددتها لمن تكون؟ فهكذا من يدّخر لنفسه ولا يستغني بالله. ولمّا قال هذا نادى: من له أُذنان للسمع فليسمع.

 

حكمة الله

«لا تخف إذا اغتنى إنسانٌ أو زاد مجد بيته لأنّه لن يأخذ شيئًا عند مماته ولا ينزل مجده معه» (مزمور ٤٨: ١٧- ١٨). هذا التعليم حول الاستعداد للموت ليس الرسالة الأساسيّة في تعليم يسوع في مثل الغنيّ الجاهل أو الغبيّ (لوقا ١٢: ١٦-٢١). فهذا المثل قاله يسوع بعد أن سأله رجل من الجموع «يا معلّم قل لأخي أن يقاسمني الميراث» (١٢: ١٣). بعد رفض يسوع القاطع لتدخّله في موضوع مثل هذا، ها هو يعطي تعليمه «انتبهوا وتحفّظوا من الطمع، فما حياة الإنسان بكثرة أمواله» (لوقا ١٢: ١٥).

تعليم يسوع عن الحياة، الحياة الحقيقيّة. كيف أعيش أنا المؤمن؟ تعليم يسوع هو تعليم عن الحياة، الحياة الأبديّة. ألم يقل بطرس، باسم التلاميذ، ليسوع: «يا ربّ، إلى من نذهب، وكلام الحياة الأبديّة عندك؟». لم يقل يسوع إنّ اقتناء الأموال مشكلة، ولم يقل إنّ الفقر أفضل من الغنى. صحيح أنّه حذر من خطر كثرة المال «أسهل على الجمل أن يدخل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت الله» (١٨: ٢٥). فالمثل يتحدّث عن إنسان غنيّ أخصبت أرضه أكثر ممّا توقّع. لم يكن فقيرًا، ولا من الطبقة الوسطى، النجاح في الحياة والعمل ليس موضوع المثل. المشكلة هي كيف تعاطى هذا الغنيّ مع الخيرات التي حصل عليها.

يتناول التعليم موضوع الطمع وينبّهنا منه. فالطمع يعني الرغبة الشديدة في الحصول على شيء ما، والاستحواذ عليه، أو اشتهاءه. مشكلة الطمع أنّ الإنسان لا يرى سوى نفسه وشهواته. لا يفكّر بالآخرين مثلاً. يرى الغنيّ أنّ كلّ هذه الخيرات ملكه وحده. لم يفكّر سوى في بناء مخازن كبرى، ليخبّئ فيها الخيرات وليحتكرها لنفسه، «أقول لنفسي: يا نفس لك خيرات كثيرة... فاستريحي» (١٢: ١٩). مشكلة الغنيّ أنّ الطمع أعماه. فصار تجميع الأموال همّه الأوّل والأخير.

هكذا يكون التعليم هنا هو عن الأولويّات في الحياة. فيسوع، المتأنّس، يعرف حاجات الناس اليوميّة، ولوقا كاتب الإنجيل بدوره ليس غريبًا عنها. وصحيح أنّ يسوع يذكّرنا في إنجيل يوحنّا بأنّنا لسنا من العالم، لكنّه يعود ويشدّد على أنّنا في العالم (يوحنّا ١٧: ١٣-١٦). لا يطلب يسوع من المؤمنين به ألّا يأكلوا أو ألّا يشربوا. ولا هو يطلب منّا ألّا نعمل أو نخطّط ونفكّر بالمستقبل. هو يقول إنّ المال لا يؤمّن للإنسان السعادة.

ولهذا يوصَف الغنيّ بالجاهل، لأنّه لا يملك الحكمة التي ستجعله سعيدًا في حياته الأرضيّة والأبديّة. فالحكيم هو من لا تؤثّر فيه تقلّبات الحياة وصعوباتها فيختنق، ولا تغلبه ملذّات الحياة. الحكيم هو من يسمع كلام يسوع ويعمل فينطبق عليه مثل البنّاء الحكيم الذي بنى بيته على الصخر (لوقا ٦: ٤٨). بينما هذا الغنيّ هو جاهل لأنّه لم يعمل بما سمعه من كلام الحكمة الذي يقوله يسوع فسقط بيته الذي بناه على الرمل (لوقا ٦: ٤٩). وهذه الحكمة سيعلنها يسوع لاحقًا في هذا الفصل الإنجيليّ ذاته «اطلبوا ملكوت الله، وهذه كلّها تزاد لكم» (لوقا ١٢: ٣١).

وهكذا علينا، كمؤمنين، أن نحدّد أولويّاتنا، أن نحدّد أهدافنا في الحياة. أن يكون الملكوت هو مسعانا الأساس، من دون أن نترك العمل والدراسة وحاجاتنا الأخرى. فكلّ سعي إلى تطوّر الإنسان هو سعي مبارك. فيسوع الذي هو حكمة الله جاء ليعطينا هذه الحكمة، حتّى لا نفاجأ يومًا ما بإنّنا كنّا جهّالاً وأغبياء ولم نعرف كيف نحيا، بحسب إرادة الله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الملاك الحارس

التلميذ: سؤال سريع اليوم: من هو الملاك الحارس؟

المرشد: لكلّ منّا بصورة غير منظورة ملاك حارس من عند الله، عينه علينا من دون انقطاع وهو واقف أمام الله في الوقت ذاته. قال الربّ يسوع المسيح في الإنجيل: «إيّاكم أن تحتقروا أحدًا من هؤلاء الصغار، أقول لكم إنّ ملائكتهم في السموات يشاهدون أبدًا وجه أبي الذي في السموات» (متّى ١٨: ١٠-١١).

التلميذ: ما وظيفة الملاك الحارس؟

المرشد: الملاك الحارس يساعدنا على أن نتجنّب التجارب ويوحي لنا، عبر الضمير، بأن نعمل الصلاح، وإذا أخطأنا يدفعنا إلى التوبة والرجوع إلى الله.

 

بتغرين

الأحد ٣ تشرين الثاني ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس في بتغرين. شرح المطران سلوان في العظة إنجيل لعازر والغنيّ، وأضاء منه على الشهادة المسيحيّة في الواقع القائم في لبنان، مبيّنًا المخاطر والفرص المطروحة روحيًّا على المؤمنين في التزامهم شؤون الوطن وخلاص النفس.

بعد القدّاس الإلهيّ، كان عرض لمشهد مسرحيّ شبابيّ عن الوضع في لبنان، ثمّ أجرى سيادته حوارًا مع المؤمنين حول إيجابيّات المرحلة الحاضرة وسلبيّاتها والعبَر التي يمكننا أن نأخذها. بعدها أنشدت الجوقة أناشيد تراثيّة قديمة.

 

راعي الأبرشيّة حول مجالس رعايانا (١)

المنهجيّة المعتمدة في مقاربة الواقع

كان لي الفرح أن أجتمع بمجالس رعايا أبرشيّتنا الحبيبة على مدى أحد عشر أسبوعًا، وعلى مرحلتَين، من منتصف شهر تشرين الثاني وحتّى عيد الغطاس، ثمّ من منتصف شهر كانون الثاني حتّى أواخر شهر شباط المنصرم. استمعتُ خلالها إلى تقارير هذه المجالس وتعرفتُ إلى أعضائها، وسألتُها عن حاجاتها وتطلّعاتها، كما دوّنتُ محاضر هذه الجلسات للعودة إليها. وسلّمتُ هذه المجالس كتاب تكليف جديد يقوم على التمديد لها حتّى نهاية السنة الحاليّة، كتدبير استثنائيّ بحيث لا تكون فاقدة الصلاحيّة القانونيّة.

هذه الاجتماعات سمحت لي بأن أتعرّف عن قرب إلى مواطن الضعف والقوّة فيها، إلى صعوبات العمل وما توفّره للرعيّة والكنيسة من خدمة جليلة، تختلف درجاتها تبعًا لظروفها وأحوالها. فالأبرشيّة موزاييك متعدّدة الألوان يعكس كلّ لون فيها واقعًا بشريًّا وجغرافيًّا وحياتيًّا مختلفًا، بفعل امتداد الأبرشيّة على ثمانية أقضية من الشمال إلى الجنوب، ومن الساحل إلى المرتفعات الجبليّة الممتدّة على سفح سلسة لبنان الغربيّة.

على صعيد آخر، كان لي العام الماضي خمسة عشر اجتماعًا مع كهنة الأبرشيّة، امتدّت بين منتصف شهر تشرين الأوّل ومنتصف شهر تشرين الثاني، وتناول بعضها مسألة مجالس الرعايا بشكل تفصيليّ بفضل دراسات قيّمة قُدّمتْ لي حينها. على أثرها أطلقتُ سلسلة الاجتماعات الآنفة الذكر مع مجالس رعايانا.

وبعد الزيارات الميدانيّة المتكرّرة إلى الرعايا والمشاركة في خدمها وأنشطتها المختلفة، خصوصًا في فترة الصوم الكبير والفترة الفصحيّة وصوم عيد رقاد والدة الإله، خصّصتُ الفترة الواقعة بين ٢٠ و٢٣ آب الفائت لعقد خمسة اجتماعات لكهنتنا قاربوا فيها مسألة مجالس الرعايا الخاصّة بهم، مع عرض لتاريخها وتقويم دورها واستعراض صعوباتها ومنجزاتها وتطلّعاتها، وذلك بناء على طلب خطيّ منّي بهذا الخصوص. على أثرها، وبناء على الأوراق التي تقدّم بها الكهنة وما تمّ تدوينه حينها في أمانة السرّ التي توثّقها، شكلّتُ لجنة من كهنة وعلمانيّين لمقاربة استحقاق مجالس الرعايا، ودراسة ما ورد في هذه الأوراق، آخذة بالاعتبار طبيعة الخدمة وتحدّياتها كما ظهرتْ لي منذ استلامي رعاية هذه الأبرشيّة وبناء على الخبرة المتراكمة التي سبقتني.

انطلاقًا من المادّة التي توفّرت لدى اللجنة، عملتْ هذه برئاستي على مدى أسابيع عدّة توصّلتْ في نهايتها إلى صياغة مسوّدة على شكل دليل ينطلق من النظام الأساس لهذه المجالس المعتمد في كرسيّنا الأنطاكيّ منذ العام ١٩٩٣ ومن الأوراق العديدة التي بين أيدينا، ويسعى إلى توضيح معالم طريق يسهّل عمل مجالس الرعايا ويريح أعضاءها في أدائهم وخدمتهم لرعيّتهم وارتباطهم بكنيستهم.

يحمل النصّ الأوّل تاريخ الأوّل من تشرين الأوّل الفائت وقد طرحتُ مسوّدته في ستّة اجتماعات كهنة امتدّت بين ١٢ و٣٠ تشرين الأوّل الفائت، لكي يُبدوا ملاحظاتهم على مضمونه. وسعيتُ خلال هذه الاجتماعات إلى عرض الروحيّة التي ينطلق منها النصّ، وتبيان عناصره انطلاقًا من الواقع هنا وثمّة، مع الرجاء الذي يحمله بأن يلبّي الحاجة العمليّة منه، وأن يعكس الممارسة الحاصلة عبر تفاعل حيّ بين هذه المجالس وراعي الأبرشيّة في الشؤون والشجون التي عُرضتْ عليه حتّى الآن. تمّ الأخذ بالملاحظات الواردة في هذه الاجتماعات، بحيث يمكننا أن نستفيد من هذه الخبرة والعمل على تعميمها في أبرشيّتنا قدر المستطاع.

خلال هذه الاجتماعات، طرح عليّ بعض الكهنة أن أتوجّه إلى أبنائنا في هذه الأبرشيّة بمحصّلة هذا العمل، عبر مقالة توضح بعض جوانب الاستحقاق الذي ينتظرنا جميعًا في هذه الأبرشيّة، بشأن عمل مجالس الرعايا وتجديدها،  والروحيّة التي تتحلّى بها. يحدوني الرجاء على أن تفي الغرض منها سلسلةُ المقالات القادمة.

Last Updated on Monday, 11 November 2019 12:15