ocaml1.gif
العدد ١١: تعاضد الجماعة: إيمان وإقدام وثبات Print
Written by Administrator   
Sunday, 15 March 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ١٥  آذار ٢٠٢٠   العدد ١١

الأحد الثاني من الصوم  

القدّيس غريغوريوس بالاماس http://bit.ly/raiati1120

كلمة الراعي

تعاضد الجماعة: إيمان وإقدام وثبات

1120 أربعة حملوا المفلوج وقدّموه للمسيح. لقد قدّموا أياديهم وطاقتهم وإرادتهم وتحسّسهم القلبيّ لواقع المفلوج. تحلّوا بعزيمة وإيمان ساعداهم على تجاوز العقبات المحتملة وتذليلها الواحدة تلو الأخرى: نفسيّة المريض، التعب الجسديّ، زحمة الناس، استحالة الدخول،.... لقد فسح لهم إقدامهم وجرأتهم بأن يكونوا مبتكرين في البحث عن حلول بديلة، واختيار أصعبها، عبر خطّة ثقب السقف وتدلية المفلوج منه.

هؤلاء الأربعة لم يألوا جهدًا فكريًّا ولا جسديًّا أو نفسيًّا إلّا وتعاونوا على وضعه في تصرّف هذا المفلوج. كانت الجماعة حاضرة لمساعدة مَن كان بينهم محتاجًا، وتساعدوا بين بعضهم البعض ليكون لتعاضدهم النتيجة المرجوّة، لا بل غير المتوقّعة. تفرح بأن ترى فيهم نفوسًا مملوءة شهامة ونبلًا وعزمًا. لا يحسبون للتعب حسابًا! هذا كان خيارهم الأصعب، والذي بدا سهلًا عليهم، لا بل طبيعيًّا بالنسبة إليهم. هذه هي طبيعة الإيمان المعيوش، لا أكثر ولا أقلّ.

ما هي الخيارات التي كانت أمام المسيح؟ واحدة لا غير. إنّها تلك التي يرويها الإنجيليّ: لقد أعطى كلّ ما لديه كما أعطى القادمون إليه كلّ ما لديهم. لا بل قدّم يسوع أفضل ما لديه، مقابل الأفضل الذي قدّمه الرجال الأربعة مع وداعة المفلوج الذي قبل خوض هذه المغامرة. فماذا قدّم المسيح؟ أوّلًا، غفران الخطايا، أي ترميم الإنسان من الداخل عبر دفق حياة جديدة، شافية ومحيية؛ عبر فتح البصر إلى مجال رؤية الله حقيقة وتسبيحه؛ عبر تقوية مفاصل النفس وإرادتها وقواها؛ عبر تنقية دوافعها ونيّتاها. ثمّ، بعد ذلك، أتى شفاء الجسد تحصيلًا لما سبقه: «لكَ أقول قمْ واحمل سريرك واذهبْ إلى بيتك» (مرقس ٢: ١١). لقد قدّم يسوع شفاء كاملًا للمفلوج، وعبره وصلت رسالته إلى كلّ المحيطين به، بدءًا من بيته ومن المحيطين به حيث بُـهِتَ الجميع ومجّدوا الله قائلين: «ما رأينا مثل هذا قطّ» (مرقس ٢: ١٢).

لقد دفع يسوع بإقدام الرجال الأربعة وشهامتهم وتعاضدهم إلى حدّه الأقصى أي إلى كماله. لربّما هذا هو الشرط الأساس لكي تتدفّق فينا حياة الله، وأن تصير حياتنا طبيعيّة بحسب ما تكشفه لنا هذه الحادثة الإنجيليّة. فهل ننجح نحن بدورنا في حمل أثقال بعضنا البعض بحيث تكون محبّتنا منطلقًا ويصير تعاضدنا مفتاحًا لتغيير طبيعة هذه الأثقال من اعتلال إلى صحّة، من اضطراب إلى سلام، ومن انفعال إلى انضباط، ومن لامبالاة إلى اهتمام وعناية؟ أم سنكون بالمرصاد لكلّ محاولة إيجابيّة ولكلّ جهد بحيث ندخل عليه اعتباراتنا الشخصيّة أو غيرها لنتساءل عن جدواها، أو أحقّيّتها، أو مشروعيّتها، أو موافقتها لمعايير عندنا واعتبارات نجلّها؟

لا شكّ في أنّ طريقة التعاطي الصحيحة مع واقع المفلوج في كفرناحوم شكّلت مدماكًا أساسيًّا في بناء الجماعة المتحابّة والمتعاضدة والمتفاعلة. هذا باركه الربّ وفعّل النيّات الحاضرة والجهود القائمة في خطّ رسالته الكبرى: «يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك» (مرقس ٢: ٥). هوذا واقعنا الراهن يتحدّانا بالطريقة عينها التي تحدّى بها واقع المفلوج الرجالَ الأربعة. فهل نقبل التحدّي ونأخذه على عاتقنا حتّى النهاية؟ وما النهاية سوى أن نسعى لنبلغ المسيح معًا بواقعنا ونطرحه أمامه بعرق جبيننا وهمّة سواعدنا، على مثال الرجال الأربعة. هلّا تجذبنا نعمة المسيح فنجتمع حوله «حتّى ما عاد يسع ولا ما حول الباب» (مرقس ٢: ٢)؟ هلّا نجتهد في الصلاة والصوم والخدمة فننقب السطح عندما لا نقدر على أن «نقترب إليه من أجل الجمع» (مرقس ٢: ٤)، بحيث نطرح أمامه جهودنا في تبنّي واقعنا فيعطينا أن تصير كما يشاؤها، جميلة، صحيحة، بالغة، مباركة؟

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١: ١٠-١٤ و٢: ١-٣

أنت يا ربّ في البدء أسّست الأرض، والسماوات هي صنع يديك، وهي تزول وأنت تبقى، وكلّها تبلى كالثوب وتطويها كالرداء فتتغيّر، وأنت أنت وسِنوك لن تفنى. ولمن من الملائكة قال قطّ: اجلس عن يميني حتّى أَجعل أعداءك موطئًا لقدميك؟ أليسوا جميعُهم أرواحًا خادمة تُرسَل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص؟ فلذلك يجب علينا أن نُصغي إلى ما سمعناه إصغاءً أشدّ لئلّا يسرب من أَذهاننا. فإنّها إن كانت الكلمة التي نُطق بها على ألسنة ملائكة قد ثَبَتَت، وكلّ تعدّ ومعصية نال جزاء عدلًا، فكيف نُفلتُ نحن إن أهملنا خلاصًا عظيمًا كهذا قد ابتدأ النُطقُ به على لسان الربّ ثمّ ثبّتَهُ لنا الذين سمعوه؟

 

الإنجيل: مرقس ٢: ١-١٢

في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحوم وسُمعَ أنّه في بيت. فللوقت اجتمع كثيرون حتّى إنّه ما عاد موضع ولا ما حول الباب يسع، وكان يخاطبهم بالكلمة. فأَتوا إليه بمخلّع يحملهُ أربعة، وإذ لم يقدروا على أن يقتربوا إليه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه دلّوا السرّير الذي كان المخلّع مضّجعًا عليه. فلمّا رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة جالسين هناك يُفكّرون في قلوبهم: ما بال هذا يتكلّم هكذا بالتجديف؟ من يقدر على أن يغفر الخطايا إلّا الله وحده؟ فللوقت علم يسوع بروحه أنّهم يفكّرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: لماذا تفكّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر، أأن يُقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلّع: لك أقول قُم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج أمام الجميع حتّى دهشوا كلّهم ومجَّدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قطّ.

 

لنتقدّس الآن!

يُعتبرُ حزقيّا (٧٤٠-٦٨٧ ق.م) من أهمّ ملوك يهوذا (المملكة الجنوبيّة) ممّن حافظوا على إيمانهم بالربّ وأرسوا إصلاحًا دينيًّا. يرد خبر مُلكه على مدينة يهوذا في سفرَي الملوك الثاني والأخبار الثاني وفي سفر أشعياء النبيّ الذي كان صديقًا له. يقول عنه كاتب سفر الملوك إنّه لم يكن في جميع ملوك يهوذا ملكٌ مستقيم مثل حزقيّا (٢ملوك ١٨: ٥)، فقد اتّكل على الرّب إلهه ولم يحد عن ايمانه، رغم الأزمات والمحن الصعبة التي مرّت بها مملكة يهوذا في ذلك الوقت (٢ملوك ١٨: ٤-٦).

يذكر سفر الأخبار الثاني حدثين مهمّين يتعلّقان بملك حزقيّا وإصلاحاته وأمانته للربّ. جرى الحدث الأول في السنة الأولى من مُلكه السنة ٧١٥ ق.م.، حين كان شعب يهوذا يعاني من محنةٍ صعبة إذ قد هاجمهم الأشوريوّن وسقط الكثير منهم في الأسر والسبي، أيّام مُلْك آحاز والد حزقيّا (٢أخبار الأيّام ٢٩: ٦-٧). لم يرضَ الملك حزقيّا بالخضوع لملك أشور وعبادته مقابل سلام المملكة، بل أراد إعادة استقلال المملكة وإعادة العبادة الحقّ إلى الربّ القدّوس. فخاطب حزقيّا الكهنة واللاوييّن قائلًا: «تقدّسوا الآن وقدّسوا بيت الربّ» (٢أخبار الأيّام ٢٩: ٥). هنا بدأت مسيرة التوبة والعودة إلى الربّ والتماس العون منه لا من آلهة أخرى. أعاد حزقيّا فتح أبواب بيت الرّب ورمّمها بعد أن أغلقها أبوه آحاز، وأَدخل الكهنة ليطهّروا الهيكل ويخرجوا منه مظاهر العبادة الغريبة، وأمرهم بتقديم الذبائح تكفيرًا عن خطايا كلّ الشعب. بعد تطهير الهيكل وخدمة التكفير عاد الشعب إلى شعائر العبادة العاديّة الليتورجيّة، عندها استقامت خدمة بيت الربّ. بعد هذا، أَرسل حزقيّا إلى كلّ مدن يهوذا ودعاهم إلى المجيء إلى أورشليم ليقيموا فصحًا للربّ. اللافت هنا، أنّه دعا، بالإضافة إلى سكّان يهوذا، مَن بقي مِن سكّان إسرائيل الشماليّة التي أسقطها الأشوريوّن، لكي يشاركوهم في الفصح، فالتأم كلّ الشعب في أورشليم وعيّدوا الفصح.

نصل إلى الحدث الثاني: في السنة الرابعة عشرة من مُلْك حزقيّا السنة ٧٠١ ق.م، أي بعد مرور أربع عشرة سنة على عودة يهوذا إلى عبادة الإله الحقيقيّ، هاجم سنحاريب ملك أشور يهوذا وفتح مدنها، وأرسل رجاله إلى أورشليم ليُعلموا سكّانها بأنّ إله ملكهم حزقيّا لن ينقذهم من يديه. لم تبعد هذه الأحداث ملك يهوذا وشعبه عن إيمانهم، بل تأصّل إيمانهم بالربّ بشكلٍ أقوى، لذا صعد حزقيّا إلى بيت الربّ وصلّى وطلب إليه أن يخلّصهم من يد ملك أشور، لكي تعلم كلّ ممالك الأرض أنّ إله يهوذا هو الربّ الإله وحده. أرسل أشعياء إلى حزقيّا وأعلمه بأنّ الربّ قد سمع صلاته، وبأنّ الأشوريّين لن يدخلوا المدينة ولن يرموا إليها سهمًا واحدًا. هكذا انهزم سنحاريب ورجع إلى مدينته.

في الحدث الأوّل، عرف حزقيّا، منذ تملّكه على يهوذا، أنّ المحنة الحقيقيّة حدثت عندما ترك آباؤه الإله الحقيقيّ والتجأوا إلى آلهة أخرى، لذا سعى قبل كلّ شيء إلى تقديس الشعب وتوحيده حول إلهه الحقيقيّ. تمّ هذا الأمر عبر تعاضد الجميع: من الملك، والنبيّ أشعياء، إلى الكهنة، واللاويّين، والشعب. هؤلاء كلّهم، بتعاضدهم استعادوا اتّكالهم على الربّ وأعادوا العبادة الحقيقيّة إلى الهيكل. هكذا، تخطّى شعب يهوذا بقيادة ملكه حزقيّا أزمته بالتوبة والعودة إلى الربّ. أعادت هذه التوبة سكّان يهوذا إلى أنفسهم فتحوّلوا من شعبٍ يبحث عن إلهٍ يحميه إلى شعبٍ يطلب العون من إلهه الحقيقيّ ويستكمل عهده مع الربّ.

في الحدث الثاني، لم يفقد حزقيّا الملك رجاءه بالربّ عند اشتداد المحن عليه بل بقي أمينًا لله واضعًا اتّكاله على الربّ وحده. هنا، لم يصنع الشعب كما صنع آباؤهم أيّام آحاز والد حزقيّا، حين تركوا الربّ عند أوّل محنةٍ واستنجدوا بآلهة غريبة، إنّما حافظوا على عهدهم مع الربّ.

إنّنا مدعوّون إذًا، نحن الذين تُحدق بنا الأزمات، إلى أن نصغي إلى صرخة حزقيّا الملك لمّا دعا شعبه إلى القداسة. فلنتقدّس الآن ونتب عن خطايانا وعباداتنا المزيّفة ونعد إلى حضن أبينا السماويّ كما فعل الابن الضالّ. هناك، لا بدّ من أن نلتقي، مهما تنوّعت اتّجاهاتنا وأفكارنا والتزاماتنا السياسيّة، في محبّة إلهنا. نحيا اليوم في زمنٍ لا تنتهي فيه المحن والأزمات. يبقى خيارنا إمّا أن نحزن وننوح كمن لا رجاء لهم، أو أن نلقي رجاءنا على الربّ ونسبّحه باستمرار كجماعة واحدة وهو يعولنا.

 

القدّيس غريغوريوس بالاماس

هو أسقف تسالونيكي في شمال اليونان. عاش في القرن الرابع عشر. ولد في القسطنطينيّة السنة  ١٢٩٦ ورقد السنة ١٣٥٩. عاش راهبًا متوحّدًا في جبل آثوس يمارس صلاة القلب ضمن الحركة الهدوئيّة.

علّم القدّيس غريغوريوس أنّ الإنسان يرتقي إلى الله، إلى النور الإلهيّ الذي يتجلّى في الأفعال أو القوى الإلهيّة التي ميّزها القدّيس غريغوريوس عن الجوهر الإلهيّ الذي لا يصل إليه مخلوق. النور الإلهيّ ينزل على الإنسان فيقترب من الألوهة. هذا معنى ما قاله الآباء منذ القديم « إنّ الله صار إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا». يشرح القدّيس غريغوريوس كيف أنّ الله يقيم في الإنسان وأنّ كلّ ما في الله- ما عدا صفة الخلق- يأتي على الإنسان.

حارب القدّيس غريغوريوس الراهب الإيطاليّ برلعام الذي قال إنّ الإنسان يدرك الله بالعقل. تصدّى له غريغوريوس بناء على تراث الكنيسة قائلًا أنّ العقل البشريّ لا يستوعب الله وأنّ الرؤية هي رؤية نور إلهيّ غير مخلوق ينزل علينا. تقول الكنيسة الأرثوذكسيّة إنّ هذا النور لا ينسكب في النفس فقط ولكن في الكيان البشريّ كلّه، لأنّه ليس عندنا تفريق أو ثنائيّة بين النفس والجسد. نتناول جسد الربّ ودمه «لصحّتَي النفس والجسد» ويُمسح جسد المعمود كلّه بالميرون، ونؤمن بأنّ القيامة هي قيامة الأجساد واشتراكها مع النفس في الرؤية الإلهيّة.

أعلنت الكنيسة قداسته السنة ١٣٦٨ أي تسع سنوات بعد وفاته، وجعلت عيده في الأحد الثاني من الصوم أي مباشرة بعد أحد الأرثوذكسيّة، لتؤكّد أنّ تعليمه جزء أساس من استقامة الرأي. وقد ظهر تعليمه جليًّا في المجمعين اللذين عُقدا في حياته.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: إخوتي هؤلاء الصغار

التلميذ: قلت لنا الأسبوع الماضي إنّ مساعدة الفقراء ترافق الصوم والصلاة في هذه الفترة. إنّي أجد صعوبة في ذلك لا سيّما أنّي لا أملك المال لأعطي الفقراء. ماذا أعمل؟ هل تساعدني؟

المرشد: ليس العطاء عطاء المال فقط. المطلوب الاهتمام بكلّ فقير وبكلّ من يحتاج إلى شيء. هل تذكر ما قاله يسوع في الإنجيل الذي قرأناه يوم أحد الدينونة؟ ماذا طلب منّا؟

التلميذ: قال يسوع: كنتُ جائعًا فأطعمتموني، كنتُ عطشان فسقيتموني وأشياء أخرى...

المرشد: نعم، كنت عريان ومسجونًا وغريبًا ووحيدًا ... قال يسوع هذا ليفهمنا أنّنا إن ساعدنا أيّ إنسان فقد ساعدنا يسوع نفسه لأنّ كلّ الفقراء والمحتاجين إخوة يسوع. نفهم من هذا الإنجيل أنّ المساعدة ليست بالمال فقط، نساعد عندما نعطي من وقتنا لنزور المريض أو الوحيد، عندما نعطي من طعامنا وشرابنا لنلبّي حاجة الجائع والعطشان، عندما نعطي من ملابسنا لنكسي العريان وأيضًا عندما نعطي المال.

التلميذ: فهمت أكثر وتذكّرت أنّ الكاهن قال في الكنيسة إنّنا سنجمع الطعام والملابس والمال ونعمل معًا على توزيعها على المحتاجين. وسمعت أنّهم في كنيسة أخرى قريبة منّا وزّعوا في بدء الصوم قجّة لكلّ واحد ليجمع فيها كلّ ما يمكنه من مال خلال فترة الصوم ويوزّع في العيد على الفقراء.

المرشد: هل رأيت أنّك أنت تجد الأفكار الآن؟ سأضيف شيئًا أخيرًا نتعلّمه من إنجيل الدينونة، وهو أنّ الله سيديننا على أساس المحبّة على مقدار محبّتنا للفقراء واهتمامنا بهم شخصيًّا وليس فقط أن نرمي لهم قطعة نقديّة.

 

أقوال للتأمّل في فترة الصوم

  • أشياء كثيرة يصنعها الإنسان هي جيّدة بالطبع. لكنّها قد تكون سيّئة بسبب من الغاية التي تُصنع من أجلها. هكذا الصوم والصلاة والسهر والترتيل والصدقة والضيافة كلّها جيّدة. لكنّها لا تكون جيّدة إذا صنعناها بسبب الغرور. 
  • «صلّوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفوا. صلاة البارّ تقتدر كثيرًا» (رسالة يعقوب ٥: ١٦). صلاة البارّ تقتدر كثيرا بفعلها، وهي تفعل بطريقتين: الأولى عندما يتوجّه المصلّي إلى الله حاملًا الأعمال التي تطلبها الوصيّة، لا كصلاة جامدة مجرّد كلمات تصدر من اللسان، بل كصلاة حيّة ناشطة تحييها الأعمال التي تطلبها الوصايا. لأنّه من الواضح أنّ أساس كلّ صلاة هو إتمام الوصايا بالفضائل. تفعل الصلاة بطريقة ثانية أيضًا عندما مَن يطلب صلاة البارّ ينفذّها بإصلاح حياته الأولى ويقوّيها بسلوكه الحسن.
  • جيّد ألا تخطئ، وإن أخطأتَ فلا تؤخّر التوبة، وإن تبتَ فلا تعاود الخطيئة وإن لم تعاودها فجيّد أن تعرف أنّ ذلك بمعونة الله. وإذا عرفت ذلك فاشكره على نعمته.
Last Updated on Monday, 09 March 2020 15:07