ocaml1.gif
العدد ٤٦: الجسر إلى القريب والسلَّم إلى الله Print
Written by Administrator   
Sunday, 15 November 2020 00:00
Share
raiati website copy
الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٠ العدد ٤٦ 

الأحد الثالث والعشرون بعد العنصرة

بدء صوم الميلاد

 

كلمة الراعي

الجسر إلى القريب والسلَّم إلى الله

4620الطريق الضيّق المؤدّي إلى الحياة يعترضه لصوص يحاولون أن يسرقوا منّا بذرة الكلمة الإلهيّة، ويبعدونا عن الإيمان بالله وصنع المشيئة الإلهيّة. فالإيمان المسيحيّ يقترن بعيش ما علّمنا الربّ إيّاه في صلاة الأبانا: «لتكنْ مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض» (لوقا ١١: ٢). وتحقيق هذه المشيئة في واقعنا اليوميّ أمر يحتّم علينا الحرص على أسس إيماننا والتزامنا أن نعيش بمقتضاها.

عبّر الناموسيّ عن جوهر الكشف الإلهيّ في العهد القديم حين سطّر، بطريقة لا لبس فيها، معنى المحبّة التي نحن مدعوّون إلى أن نعيشها مع الله ومع القريب: «تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ فكرك وقريبك مثل نفسك» (لوقا ١٠: ٢٧). إنّها محبّة تستدعي منّا أن نعطي أنفسنا كلّيًّا، بلا حساب، على شاكلة المحبّة التي واجهنا بها يسوع وأوصانا بأن نقتنيها.

أن تحبّ الله من كلّ الكيان وأن تحبّ قريبك كنفسك يحتاجان منّا أقصى الجهود، ويتطلّبان درجة كبيرة من نكران الذات والتضحية، لربّما يعفي المؤمن نفسه منها لأنّه أسهل عليه أن يمشي على هواه. لذا كان لا بدّ من تطويع هوانا ليصير على نفس «موجة» مشيئة الله. فكلّ مسعى في هذا الاتّجاه يجعلنا أقرب إلى الله وإلى القريب، ونفهم الداعي من مثل السامريّ الصالح أو الشفوق، كجواب من يسوع عن سؤال الناموسيّ: «يا معلّم، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟» (لوقا ١٠: ٢٥).

أراد الناموسيّ أن يجرّب يسوع، فيتهرّب، كما نفعل أحيانًا كثيرة أو قليلة، من الإجابة عن السؤال الحسّاس الذي طرحه هو بنفسه وبات مطروحًا علينا لنجيب عنه. تجاوز يسوع القصد المبيّت لدى الناموسيّ وعالج بيت القصيد أي فهمه لقراءة ما يقوله الكتاب وكيفيّة وضعه موضع التنفيذ. فابتدأ يسوع بالمثل يفصّل ما قام به (وما لم يقم به) كلّ من الكاهن واللاويّ اللذَين كانا عابرَين في الطريق التي تعرّض فيها أحد اليهود لاعتداء على أيدي لصوص «عرّوه وجرّحوه وتركوه بين حيّ وميت» (لوقا ١٠: ٣٠-٣١). كانت طريقته ليجرح وعينا لنرى في المرآة العاكسة تصرّفاتنا المماثلة. ولكن هذا يحتاج إلى نموذج يساعدنا على التمثّل به.

كيف إذًا تحبّ قريبك كنفسك؟ الجواب هو أن تعامله كما عامل السامريّ عدوّه المجروح على الطريق. هذا حدث على مرحلتَين. في البدء قدّم له مباشرة العناية الممكنة: «لـمّا رآه تحنّن فتقدّم وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمًرا وأركبه على دابّته وأتى به إلى فندق واعتنى به»، ثمّ استدرك ما قد يحتاج إليه في المستقبل القريب حتّى يتعافى: «وفي الغد، لـمّا مضى أخرج دينارَين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ به ومهما أنفقتَ أكثر فعند رجوعي أوفيك» (لوقا ١٠: ٣٣-٣٥). أبدى كلّ استعداد ليعين هذا الغريب على مواجهة واقعه المفاجئ والأليم من دون تردّد وبلا حسابات جانبيّة أو روح نفعيّة. جلّ الأمر أنّه تصرّف معه كما لو أنّه كان من خاصّته المقرّبين، أو كما قد يشتهي أن يُعامَل هو نفسه في ظرف مماثل.

سعى يسوع عبر تصوير أدقّ التفاصيل إلى أن يرينا كيف يمكن للمرء أن يعبّر عن محبّته العمليّة للآخر، وأن يتجاوز الحواجز التي يمكن أن تشوب العلاقات بين بعضنا البعض، وفتح الباب على مصراعَيه ليعيش المؤمن أخوّته مع أترابه ويقدّم لهم محبّته من دون حساب. وسعى إلى أن يضع الناموسيّ على سكّة أخذ الموقف وعدم التهرب بعد الآن من عيش كلمة الله بسؤاله: «أيّ هؤلاء الثلاثة تُرى صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟» (لوقا ١٠: ٣٦). هكذا مدّ يسوع جسرًا يصلنا بالآخرين ووضع لنا النظّارات الصحيحة لنتعلّم النظر إلى شجونهم ومعاناتهم وحفّزنا لنلاقيهم بالمحبّة التي عبّر عنها الكتاب.

لم يبقَ في النهاية سوى أن يعطي يسوع الجواب عن السؤال المطروح عليه أصلًا: «ماذا أفعل لأرث الحياة الأبديّة؟»، فشجّع الناموسيّ على سلوك مسلك السامريّ: «اذهبْ أنتَ أيضًا واصنعْ هكذا» (لوقا ١٠: ٣٧)، أي «اصنعْ معه الرحمة»! فصعود السلّم إلى السماء يبدأ بوضع قاعدته على الأرض، ومدّ جسور الرحمة مع قريبنا الذي نراه في واقعنا اليوميّ. فالشركة مع الله ننسجها بخيوط الرحمة والمحبّة مع قريبنا. هناك أمثلة وشهادات عديدة تكشف لنا كيف يجسّد المؤمنون هذا المثل. فهل أتهرّب من السؤال المطروح علينا أبدًا: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ هلّا انتبهنا إذًا وتشجّعنا وانطلقنا؟

+ سلوان
مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أفسس ٢: ٤-١٠

يا إخوة إنّ الله لكونه غنيًّا بالرحمة، ومن أجل كثرة محبّته التي أَحبّنا بها، حين كنّا أمواتًا بالزلّات أحيانًا مع المسيح (فإنّكم بالنعمة مخلَّصون)، وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويّات في المسيح يسوع ليُظهِر في الدهور المستقبَلة فرط غنى نعمته باللطف بنا في المسيح يسوع. فإنّكم بالنعمة مخلّصون بواسطة الإيمان، وذلك ليس منكم إنّما هو عطيّة الله، وليس من الأعمال لئلّا يفتخر أحدٌ لأنّا نحن صُنعُه مخلوقين في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدّها لنسلُك فيها.

 

الإنجيل: لوقا ١٠: ٢٥-٣٧

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع ناموسيٌّ وقال مجرّبًا له: يا معلم ماذا أَعمل لأرث الحياة الأبديّة؟ فقال له: ماذا كُتب في الناموس، كيف تَقرأ؟ فأجاب وقال: أَحبب الربَّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ ذهنك، وقريبَك كنفسك. فقال له: بالصواب أَجبتَ، إعمل هذا فتحيا. فأراد أن يزكّي نفسه فقال ليسوع: ومَن قريبي؟ فعاد يسوع وقال: كان إنسانٌ منحدرًا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوصٍ فعرَّوه وجرَّحوه وتركوه بين حيّ وميت. فاتّفقَ أنّ كاهنًا كان منحدرًا في ذلك الطريق فأبصره وجاز من أمامه. وكذلك لاويٌّ، وأتى إلى المكان فأبصره وجاز من أمامه. ثمّ إنّ سامريًّا مسافرًا مرّ به، فلمّا رآه تحنّن، فدنا إليه وضمّد جراحاته وصبّ عليها زيتًا وخمرًا، وحمله على دابَّته وأتى به إلى فندقٍ واعتنى بأمره. وفي الغد فيما هو خارجٌ أَخرجَ دينارين وأَعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ بأمره، ومهما تُنفق فوق هذا فأنا أَدفعه لك عند عودتي. فأيُّ هؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟ قال: الذي صنع إليه الرحمة. فقال له يسوع: امضِ فاصنعْ أنت أيضًا كذلك.

 

الإنسان الشكريّ

«إيّاك نسبّح، إيّاك نبارك، إيّاك نشكر يا ربّ، وإليك نطلب يا إلهنا» (من الكلام الجوهريّ في القدّاس الإلهيّ). يعلن الكاهن في القدّاس الإلهيّ هذه الجملة إلّا أنّها وإن كانت من فم الكاهن فهي تخصّ كلّ المؤمنين المشتركين في الذبيحة الإلهيّة. الكلّ يسبّح الربّ ويباركه والأهمّ من ذلك أنّه يشكره، ما هو الأمر الذي يدعو هؤلاء إلى فعل الشكر هذا والذي يدفعهم إليه؟!

دَخَلَ المسيح هذا العالم وافتداه على الصليب سرّيًّا (بطريقة غير مدركة بشريًّا)، وبهذا العمل أسّسَ الفعل الأسراريّ في جماعته وصارت هذه الجماعة جسدًا يرأسه هو نفسه، الكنيسة؛ وهذه الكنيسة تشترك في موت المسيح وقيامته أسراريًّا أيضًا في سرّ الإفخارستيّا أي القدّاس الإلهيّ (كاباسيلاس، الحياة في المسيح). ما عاد الإنسان كما كان مشرّدًا عن أخيه الإنسان بل صار ارتباطهم ارتباطًا وجوديًّا آخيريًّا، ما عاد هناك كلام على أفراد فقط بل تعدّاه إلى مفهوم الجماعة الواحدة العابدة لله والتي ينصب الربّ خيمته في وسطها، «فالمسيح حاضر، كما كان على الأرض، ليس كما كان يتّصل بنا على الأرض، بل بطريقةٍ أكثر كمالًا نصبح بواسطتها أعضاءه ونؤلّف معه جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا» (كاباسيلاس، الحياة في المسيح).

«فأنتم جسد المسيح، وكلّ واحد منكم عضو منه» (١كورنثوس ١٢: ٢٧)، هذا ما يعلنه لنا بولس الرسول أي أنّنا كلّنا جسدٌ واحد لرأسٍ واحد هو المسيح، فيؤكّده كاباسيلاس بقوله «وهكذا نصبح مع المسيح جسدًا واحدًا، ويصير المسيح لنا كالرأس لأعضاء الجسد. ولأنّ المسيح هو رأسنا لذلك نصير شركاء في خيراته. وخيرات الرأس توزّع على كلّ الجسد» (كاباسيلاس، الحياة في المسيح، ٤٥). هذه الخيرات التي ننالها كأعضاء للجسد الواحد هي باب الخلاص الذي فُتح من جديد والباب الذي منه تنسكب النعمة الإلهيّة علينا فتعزّي قلوبنا وتقوّينا في جهادنا اليوميّ نحو هذا الخلاص بذاته. كما يشرح الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، نحن كأعضاء جسد المسيح، نعمل كلّنا معًا بتضافر لنؤلّف هذا الجسد، وعلى مثال أعضاء الجسد العديدة التي أهمّيّة أكبرها بأهمّيّة أصغرها لضمان حسن عمل هذا الجسد، كذلك نحن في جماعة المسيح الواحدة. فيمسي العضو الذي اشترك معه في الرعيّة أو الجماعة عنصرًا أساسيًّا في المشروع الخلاصيّ الذي أصبو إليه والذي يطال الكنيسة قاطبةً.

انطلاقًا من الذي سبق وتكلّمنا به، نخلص إلى أنّ الإنسان المؤمن بالمسيح الفادي هو إنسانٌ ممتنٌّ وشاكرٌ لله أوّلًا لفرط تحنّنه ورحمته بأنّه سمح لنا بأن نتّحد به ونشارك في خيرات الملكوت السماويّ، وثانيًا بأنّه أوجد لنا جسمًا نختبر فيه تقدّمنا الروحيّ ونشعر في حضنه بالعضد والمؤازرة في مواجهة كلّ شرّ يخيطه لنا الشرير ليبعدنا عن طريقنا نحو الملكوت.

هذا الإنسان الشكريّ يعلن شكره على لسان كاهن الرعيّة في القدّاس الإلهيّ، ويعبّر عنه فعليًّا بعيش حياةٍ تقديسيّة تمتدّ مفاعيلها على كلّ خلائق الله فيصدق الإعلان «التي لك ممّا لك نقدّمها لك عن كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء» (من الكلام الجوهريّ في القدّاس الإلهيّ).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة التاسعة

التلميذ: «ودعوت الخطأة إلى التوبة»، شدّتني هذه العبارة الواردة في طروباريّة صلاة الساعة التاسعة عندما صلّيتها، لأتعلّم أكثر عن ترتيبها، هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر عنها؟

المرشد: ترتيب هذه الصلاة كان يكمل في أيّام الرسل القدّيسين ويتّضح ذلك من كتاب أعمال الرسل ذاته إذ يقول: «وصعد بطرس ويوحنّا إلى الهيكل ليصلّيا في الساعة التاسعة» (٣:١). وهي واردة في كتاب القوانين للقدّيس باسيليوس الكبير-القانون ٣٧ «أمّا صلاة الساعة التاسعة في وقتها فأوضح لنا الرسل القدّيسون بقولهم: «إنّ بطرس ويوحنّا صعدا إلى الهيكل في الساعة التاسعة ليصلّيا».

التلميذ: علام تدلّ في العمق هذه الصلاة؟ لأنّي قرأت مرارًا فيها عبارة «أذكرني يا ربّ في ملكوتك».

المرشد: هي ساعة موت الربّ على الصليب حيث صرخ الربّ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح (مرقس ١٥: ٣٤-٣٧) «وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: «إِلُوِي، إِلُوِي، لِما شبقْتني؟» الذي تفسيره: إِلهِي، إِلهِي، لماذا تركتني؟» فنمجّده فيها لإعادة خلقه العالم وإعادة إبداعنا، لأنّ هذه هي الثمرة الكبرى لذبيحته على الصليب. في الساعة التاسعة طُرد آدم من الفردوس وفي الساعة التاسعة دَخل اللص الفردوس، نقرأ في ابتهال القدّيس باسيليوس الكبير (يا من أتيت بنا إلى هذه الساعة الحاضرة التي لمّا كنت فيها معلّقًا على الخشبة المحيية مهّدت للّص الشكور مدخلًا إلى الفردوس وأبدْت الموت بالموت)، وفي المزاميز المختارة لهذه الساعة، على سبيل الدلالة في المزمور الرابع والثمانين (الرحمة والحقّ تلاقيا، العدل والسلام تلاثما) والمزمور الخامس والثمانين (إصنع معي آية صالحة، ليرى ذلك مبغضيّ فيخزوا، لأنّك أنت يا ربّ أعنتني وعزّيتني).

التلميذ: لاحظت تشديدًا على التوبة، أهو موجود في كلّ الصلوات؟

المرشد: تظهر الدعوة إلى التوبة في كلّ صلواتنا، لأنّنا كما يقول القدّيس باسيليوس الكبير «جيّد ألّا نخطئ وإن أخطأنا فجيّد ألّا نؤخّر التوبة وأن تُبنا فجيّد ألّا نعاود الخطيئة». فالتوبة قرار لا يحتمل المماطلة كما يقول القدّيس ثيوفان الناسك. هي دعوة الكتاب المقدّس لنا جميعًا، وفي صلاة الساعة التاسعة نلتمس هذه الدعوة عبر العبارات التالية «دعوت الخطأة إلى التوبة، لا تفصلني عن رعيّتك. إنّ يومًا واحدًا في ديارك أفضل من آلاف. أرِنا يا ربّ رحمتك، وخلاصك أعطنا».

صلاتنا والرجاء أن نتوب دائمًا إلى وجه السيّد، بذلك نمجّد المصلوب عنّا ذاكرًا إيّانا في ملكوته.

 

القانون المسيحيّ

بحسب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

كلّ إنسان يحتاج إلى المحبّة ويرغب في أن يحبّه الآخرون، يرغب في أن يضحّي الآخرون من أجله. يوّد ويفرح بأن يلتفت الآخر إليه بلحظة الحاجة. وتاليًا عليه أن يبادر هو بذلك. هناك خروج نحو الآخر.

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم يذهب إلى أبعد من ذلك ويرى أنّ القانون المسيحيّ الفريد الأسمى من السابق هو «أحبّوا أعداءكم»، إنّها المحبّة القصوى ومنتهاها. يقول إنّه لا أحد يخطر بباله أو يطلب أو يفكّر أن يحبّه عدوّه، ومع ذلك عليه أن يعمل أكثر ممّا يشتهي أن يعمله الناس معه، حتّى إنّه يحبّ أعداءه. محبّة حتّى الأعداء هي تشبُّه كامل بالله الذي أحبّ صالبيه ومات من أجلهم. محبّة الله تمّر عبر محبّة الآخرين، هذا هو جوهر النسك الأرثوذكسيّ. إنّ محبّة الآخرين هي الحلّ الأسلم والأضمن في مجتمعنا الحالي.

 

دير مار سمعان العامودي

يوم الثلاثاء الواقع فيه ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٠، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد القدّيس أرسانيوس الكبادوكيّ في دير مار سمعان العموديّ - حامات، وأقام خدمة تكريس كنيسة القدّيس باييسيوس الآثوسيّ، وسلّم عصا الرعاية إلى الأمّ بورفيريا. في نهاية القدّاس الإلهيّ عبّر سيادته عن فرحه بهذين الحدثين تتويجًا لبركة سلفه المتروبوليت جاورجيوس التي أعطاها للراهبات، وللرعاية الروحيّة التي يقدّمها للدير المتروبوليت إفرام، راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما. واعتبر سيادته أنّ وجود هذه الواحة، واحة توبة وصلاة وسلام، يعين كنيستنا وأبناءها المتعبين من كثرة الأحمال، على الدنو إلى المسيح والإصغاء إلى دعوته إيّاهم: «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلّموا منّي لأنّي وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لأنّ نيري هيّن وحملي خفيف» (متّى ١١: ٢٨-٣٠). وعبّر عن رجائه بأن يروا هذه الدعوة متجسّدة في محيّا الراهبات وفي سيرتهنّ، ما يحدو المؤمنين على التمثّل بهنّ وتعلّم كيفيّة اقتناء وداعة المسيح وتواضعه، والبلوغ بهما إلى سلام النفس، ومنه إلى مساعدة إخوتهم وأترابهم على الاقتداء بهنّ.

Last Updated on Friday, 13 November 2020 11:02